soualilia
04-02-2007, 06:10 PM
القيادي بحزب البعث العراقي صلاح المختار يكشف لـ''الخبر''
صدام أُعدم لأنه رفض توجيه نداء لوقف المقاومة
المصدر: حاوره ص·حفيظ
2007-02-04
يكشف الأستاذ صلاح المختار في الحوار الذي خص به ''الخبر'' الجوانب الخفية التي أدت إلى الإسراع بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين وتطورات الساحة العراقية ودور المقاومة·
س: كيف تنظرون إلى إعدام الرئيس صدام حسين وما هي تبعاته على مجريات الأحداث في العراق؟ هل ستنفذ الأحكام على رفاق الرئيس المسجونين؟
ج: لم يكن إعداما بل اغتيالا تم بعد محاكمة صورية وغير شرعية· أما الهدف من الاغتيال، فيسرني أن أجعل صحيفتكم تنفرد بنشر أحد أهم الأسرار الأخيرة للرئيس الشهيد صدام حسين، حيث إن مبعوثا أمريكيا زاره في أسره قبل صدور حكم الاغتيال، واقترح عليه مقترحا سبق وأن عرض عليه ورفضه، وهو أن يوجه رسالة إلى المقاومة العراقية يطلب فيها إيقاف القتال والانخراط في العملية السياسية، فرفض المقترح رغم أن المبعوث ربط الرفض بإعدامه، ونتيجة للرفض صدر بعد أيام من ذلك حكم الاغتيال، ولكن حتى بعد صدوره كان هناك عرض بأن لا ينفذ إذا وجه الرسالة المطلوبة، منه فأعاد الرفض بإصراره على أن يموت ولا يبيع شرفه الوطني· وفي ليلة 27 - 12 - 2006، أي قبل الاغتيال بثلاثة أيام، قال أحد أهم الخبراء المقربين من صناع القرار الأمريكي، السيد أوهانلن، في مقابلة مع قناة ''الحرة'' الأمريكية بأن إلغاء تنفيذ الإعدام ما زال ممكنا إذا وجه الرئيس الرسالة المطلوبة· هذه الحقيقة تؤكد أن هدف الاغتيال هو الانتقام من الرئيس الشهيد لعدم موافقته على عقد مساومة على حساب تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي· أما الأهداف السياسية للاغتيال فمنها ما قاله شمعون بيريز من أن إعدام صدام درس وإنذار لكل من يتجرأ على معاداة إسرائيل، في إشارة منه إلى إطلاق الرئيس الشهيد 43 صاروخا على إسرائيل عام .1991 أما حاخامات إسرائيل فقالوا ''إن إعدام صدام حسين هو عقاب إلهي له! وأن ذلك خلص إسرائيل من أشد أعدائها خطرا''· كما ردد الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني نفس الكلام، حين قال ''إن إعدام صدام حسين عقاب رباني له''، ومن بين الأهداف الأمريكية التخلص من القائد كونه العراقي الوحيد الذي يستطيع أن يعيد الأمن للعراق خلال ساعات بعد رحيل الاحتلال طردا أو تفاوضا، وهو وضع لا تريده أمريكا لأنها غزت العراق لتقسيمه، أو إضعافه وإلغاء دوره كقوة إقليمية خدمة لإسرائيل، وتسهيلا للسيطرة على موارده النفطية· واغتياله محاولة شق المقاومة وحزب البعث لأن صدام قائد تلتف حوله كل الرموز الوطنية العراقية حتى تلك التي تختلف معه في بعض الأمور، لذلك فإن الاغتيال كان يستبطن رغبة أمريكية لترك العراق ضحية لحروب أمراء حرب يريد كل منهم السيطرة على العراق بعد التحرير، فتعود أمريكا من شبّاك التناحر الداخلي بعد أن طردتها المقاومة والحزب من الباب· والاغتيال رسالة للقادة العرب تقول لهم إن من يعارضنا سيكون مصيره مثل صدام· أما عن تبعات الاغتيال فإن الاغتيال ورغم أنه أفقدنا قائدا تاريخيا لا يعوض، فإنه خلق ردود فعل خدمت حركة التحرر الوطني العربية والعراق، من خلال الصورة المشرفة لصدام حسين وهو يقتل· وتلك حقيقة قلبت الحسابات الأمريكية والإيرانية التي كانت وراء إعدامه، فرأينا آلاف الناس والشخصيات التي كانت تناهض صدام تغير رأيها وتنحاز للقضية العراقية العادلة·· وهذا الأثـر برزت نتائجه على شكل تصعيد غير مسبوق لعمليات المقاومة العراقية، وهذا هو ردنا على الاغتيال: إنه تصعيد المقاومة حتى تحقيق النصر·
أما مسألة اغتيال أعضاء القيادة العراقية الأسرى، فنعتقد بأن اغتيال الرئيس الشهيد هو البند السري الأول في خطة بوش، لتحقيق الأهداف منها حرمان شعب العراق في لحظات تحرره من القيادة المجربة والمقتدرة، لذلك فإننا نرجح اغتيال بقية أعضاء القيادة العراقية بمحاكمات صورية كمحاكمة الرئيس الهزلية، لكن ذلك لن يغير من مسار حرب تحرير العراق·
س: كيف تنظرون لدعوة المالكي للمصالحة مع استبعاد حزب البعث؟ وماذا عن الخطة الأمنية الجديدة التي تركز على بغداد، وهل بمقدورها تحجيم تأثير المقاومة العراقية؟
ج: من يستطيع استبعاد البعث وهو سيد ساحات القتال ومحرك اتجاهاتها؟·· إن الدعوة للمصالحة ليست من المالكي· المصالحة مطلب أمريكي لإنقاذها من رمال العراق المتحركة، فلقد اعترف بوش وأركان جيشه بأن مشروعه الاستعماري في العراق فشل ويهدد بعواقب خطيرة داخل أمريكا اقتصاديا واجتماعيا، فمع من تتم المصالحة؟ مع العملاء الذين ساعدوا على احتلال وتدميره وقتل مليون عراقي منذ الغزو؟ وكيف تلقي المقاومة السلاح باسم المصالحة وهو السبب الوحيد في هزيمة أمريكا وإذا نكست البندقية فإن الاستعمار سيزداد سعارا وسيبقى في العراق -بعد تقسيمه- عقودا· نحن نقول لا مصالحة مع العملاء، والقوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال لا يوجد بينها خلاف عميق يتطلب المصالحة· من هنا فإن شعار المصالحة استعماري هدفه اغتيال الثورة العراقية المسلحة وتحويل الهزيمة الأمريكية إلى نصر بوسائل سياسية· أما الخطة الأمنية فهي محاولة أمريكية-إيرانية لتحويل بغداد سكانيا من مدينة لكل العراقيين إلى مدينة بلون طائفي معين، وهذا ما ترفضه المقاومة بكافة فصائلها، والهدف هذا يتطلب ارتكاب مجازر أكبر للتخلص من المقاومة في بغداد شبه المحررة· لكن المقاومة تعرف هذه الخطة وهو ما جعلها تركز قواها في بغداد لمنع الصفويين والأمريكيين من تغيير واقع بغداد التي تعد بيد المقاومة ليلا· وأؤكد أن المقاومة المسلحة تفرض سيطرتها على بغداد أكثـر مما كان عليه الحال قبل اغتيال القائد الشهيد والمعارك تجري على مدار الساعة في بغداد وأغلب مدن العراق، ولقد تصاعدت العمليات العسكرية في جنوب العراق وانضمت العشائر العربية الشيعية الكبيرة إلى المقاومة وهذا تطور خطير جدا سيعجل بالنصر·
س: ما هو تأثير المقاومة العراقية في الميدان ولماذا لم تبرز واجهة سياسية لها؟
ج: المقاومة سيدة جبهات القتال، فالقوات العميلة لا تجرأ على مواجهتها إلا بحماية أمريكية، والقوات الأمريكية تتجنب في استراتيجيتها الجديدة منذ أكثـر من عام، الاشتباك مع المقاومة في قتال أرضي· وأعطيك مثالا حصل مؤخرا وهو معارك شارع حيفا، وهي المنطقة التي نشأت فيها، فهذه المنطقة لا تتعدى الكيلو متر طولا، وعلى جانبيها مناطق سكنية شعبية محدودة السكان وفقيرة، وفي معركة استمرت أكثـر من أسبوعين نجحت المقاومة في قتل مئات العملاء وعشرات الجنود الأمريكيين ومنعت كل القوة الأمريكية ومعها عملاء إيرانيين من السيطرة على منطقة شعبية واحدة· وانتقم الأمريكيون بقتل الشيوخ والأطفال والنساء، وانتهت المعركة والشارع بيد المجاهدين الآن· المقاومة تتقدم نحو النصر وأصبح اغتيال القائد الشهيد محركا للجهاد· أما الواجهة السياسية للمقاومة فهي غير مطلوبة الآن لوجود قيادة للمقاومة سرية جدا تقود أغلب الفصائل الجهادية، وقررت قبل الغزو أن لا تعلن عن قيادة أو تفتح مكاتب علنية للمقاومة خارج العراق، بل تستكمل مقومات النصر في أجواء من السرية المطلقة، لأن العدو متسلح بأخطر جهاز مخابرات· ومن بين قناعات قيادة المقاومة قناعة تقول بأن المهم هو السيطرة على الأرض في العراق وليس السيطرة إعلاميا خارجه، فمن يسيطر على العراق عسكريا وشعبيا سيغير الانطباعات في الخارج، والتي قد تكون مغايرة للوضع داخل العراق· إن أمن المقاومة أهم من الإعلام والعلاقات العامة، فالمقاومة العراقية هي الوحيدة في العالم بلا دعم من الخارج وبلا قواعد في الخارج، وهي محاطة ببيئة إقليمية ودولية رسمية معادية لها أو متواطئة مع عدوها وهو الاستعمار الأمريكي، فلماذا نكرر خطأ الثورة الفلسطينية التي ما إن خرجت من تحت الأرض حتى وقعت أسيرة المؤامرات العربية والدولية والإسرائيلية والتي أجبرتها على التخلي عن أهدافها الأصلية وزجت بها في ألعاب السياسة والمساومات؟
س: انتشار المقاومة في المناطق السنية أعطى الانطباع بأنها سنية خالصة، وأن باقي الشعب العراقي مع الاحتلال·· لماذا لم تبرز مقاومة في المناطق الجنوبية والشمالية، وهل تضع المقاومة شروطا للتفاوض مع الاحتلال الأمريكي؟
ج: هذا تصور نمطي في خطئه، المقاومة ليست سنية بل وطنية تضم كافة مكونات شعب العراق، هي حركة تحرر وطني عراقية ابتدأت بعثية أساسا ثم التحقت بها فئات أخرى، فالبعث هو الحزب الوطني الأم الذي يمثل كل العراقيين بلا تمييز على أسس دينية أو طائفية أو إثنية، وشهداء المقاومة والحزب من الشيعة أكثـر من الشهداء السنة في جنوب العراق· لكن الاحتلالين الأمريكي-الإيراني أراد الحط من شأن المقاومة بوصفها سنية فقط، واتبع ذلك الادعاء بالتعتيم الإعلامي على عمليات المقاومة في الجنوب العربي الشيعي، مع أنها كبيرة ومهمة· المقاومة في الجنوب لا تقوم بنفس كمية العمليات التي تقوم بها في الوسط والشمال ليس لعدم وجود مقاومة، بل لأن الأعداء في الجنوب أخطر، فهناك حرس خميني والمخابرات الإيرانية ''اطلاعات'' منتشرة في الجنوب ويقدر عددهم بأكثـر من 32 ألف إيراني· وهؤلاء يقودون عراقيين لقتل كل مقاوم وكل مناهض للاحتلال، ويطلقون على الشيعة العرب الوطنيين ''شيعة معاوية'' أو ''شيعة صدام''· للمقاومة شروط للتفاوض مع أمريكا، وقد رفضت أي تفاوض ما لم تقبل أمريكا سلفا بالشروط المعلنة، لأن المفاوضات يجب أن تجري حول تنفيذ الشروط وليس مناقشتها· وأهم الشروط الانسحاب الكامل وغير المشروط، وتعويض العراق، وتسليم الخونة لمحاكمتهم وعودة الجيش الشرعي وهو الحاضنة الأساسية لفصائل المقاومة، وإلغاء القوانين التي أصدرها الاحتلال· وقد اتصلت أمريكا ببعثيين وأرسلت وسطاء للتفاوض ولكن كان الحزب يرد: أعلنوا قبول شروطنا ثم نقبل بالتفاوض· إن المقاومة غير متعجلة للتفاوض لأنها مقتنعة بأن النصر يطبخ على نار هادئة·
س: هل تعدد الفصائل نقطة ضعف لدى المقاومة العراقية، وما هو وزن ودور حزب البعث في المقاومة؟ وهل هناك توافق حول قيادة المقاومة من قبل السيد عزت إبراهيم الدوري؟
ج: البعث هو من نظم المقاومة وأعد لها قبل سنوات من الغزو، من خلال تدريب عشرة ملايين عراقي على حرب العصابات وحرب المدن وتحويل قسم من الجيش النظامي من خوض حرب نظامية إلى حرب عصابات أو حرب مدن· وهذه الحقيقة تفسر سر انطلاق المقاومة على مستوى العراق منذ بداية الغزو، مع أن حرب العصابات تبدأ تدريجيا وتتسع، ولديكم الثورة الجزائرية مثالا على التدرج في توسع الثورة، وتعدد الفصائل كان أحد أهم قرارات القيادة العراقية قبل الغزو، وتم تأكيد الرئيس الشهيد عليه بعد الغزو بأيام، فلقد كانت القيادة تعلم أننا نواجه أعظم قوة في التاريخ وتملك أعظم جهاز استخباري في العالم، لذلك كان يجب أن تتميز تشكيلات المقاومة العراقية بالمركزية في التخطيط واللا مركزية في التنفيذ· وأكشف لكم سرا آخر لم يعرف إلا على نطاق ضيق، وهو أن الرئيس الشهيد أمر بعد احتلال بغداد مباشرة كوادر الحزب والجيش بالانتشار واسع النطاق وعدم التمركز في نقطة واحدة، أي أنه طلب من المجاهدين تشكيل تنظيمات متعددة بأسماء تمويهية مختلفة لتضليل العدو، ومعالجة أي نكسة يتعرض لها فصيل من الفصائل بالاعتماد على الفصائل الأخرى· ولهذا حينما تعرضت المقاومة لضربة مؤذية، وهي أسر قائد جيش محمد وهو ضابط بعثي، تحول التركيز القتالي إلى فصائل بعثية أخرى، إلى أن تمت معالجة الضربة المؤذية التي تعرض لها جيش محمد وهو فصيل أساسي وقوي ومحترف، لأن أغلب مقاتليه ضباط· ولولا تعددية الفصائل لتعرضت المقاومة لنكسات لم تحصل بفضل الله وحسن التنظيم التعددي للفصائل المجاهدة· أما الفصائل غير البعثية فهي على علاقات طيبة وتنسيقية مع البعثيين، خصوصا وأن أكثـر من 90 % من كوادر كل الفصائل هي من الجيش العراقي الوطني ومن الضباط البعثيين أو الذين نشأوا في أجواء البعث قبل الغزو· وهناك توافق بين أغلب الفصائل على أن عزت الدوري هو القائد الميداني للمقاومة حتى اغتيال القائد الشهيد والذي كان القائد العام للمقاومة، أما الآن فإن عزت الدوري حل محله وأصبح القائد العام وليس الميداني فقط، وهو يقود أكثـر من 80% من المجاهدين المنتمين للفصائل البعثية وينسق مع بقية الفصائل غير البعثية·
س: ما هي خلفية الخطة الأمنية الأمريكية الجديدة، وما حظوظ نجاحها أو فشلها؟
ج: هي محاولة تمهد للانسحاب الأمريكي من العراق، فبعد الاعتراف الرسمي من قبل بوش بأن الغزو فشل، بدأت الإدارة الأمريكية تتخبط، محاولة العثور على مخرج لمأزقها· والخطة مؤشر لقرب انهيار الاحتلال·
س: ما حقيقة الدور الإيراني؟
ج: الدور الإيراني حقيقة، وليس دعاية أمريكية· في بداية عام 2004 قال محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني وقتها في ندوة عالمية علنية عقدت في دبي ''لولا الدعم الإيراني لما نجحت أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق''· وفي نهاية العام كرر محمد خاتمي الرئيس الإيراني ''لولا الدعم الإيراني لما نجحت أمريكا في غزو العراق وأفغانستان''، أما على المستوى العملي فإن المساعدة الإيرانية تمثلت في زج فيلق بدر وقوات إيرانية للقتال ضد القوات العراقية، نتيجة اتفاق أمريكي-إيراني تم قبل الغزو، وبموجبه أمرت إيران ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق'' وحزب الدعوة، وهما تنظيمان إقامتهما إيران بإشراف المخابرات الإيرانية، وسلحا ومولا ودربا في إيران، بالعمل مع القوات الأمريكية ضد القوات العراقية في جنوب العراق· ومن جهة أخرى أمرت إيران علي السيستاني في النجف، بأن يصدر أمرا لأتباعه بعدم مقاومة الاحتلال، وأصدر فتوى أخرى لأتباعه من العراقيين بالهروب من الجيش العراقي وقوى الأمن! وهكذا قامت إيران عسكريا بدفع أتباعها للمشاركة في الغزو، كما استخدمت الغطاء الطائفي لتفكيك الجيش العراقي وإضعاف مقاومته ضد الغزو· وعندما انتهت هذه المرحلة أصدرت إيران أوامر لأتباعها بالاشتراك في أول شكل للحكم أقامه الاحتلال، وهو (مجلس الحكم)، وكانت إيران أول دولة تعترف بالحكومة التي شكلها الاحتلال، والآن تخوض معركة تقاسم الحصص مع أمريكا على حساب العراق، ولولا الدور الإيراني، وبالطبع الدعم الذي قدمته أنظمة عربية، لما نجحت أمريكا في غزو العراق
س: يركز المتابعون لشأن العراق على مخاطر انسحاب الاحتلال الأمريكي واحتمال قيام حرب أهلية·· إلى أي مدى يمكن تصديق ذلك، وما هو وزن التنظيمات الشيعية الحاكمة حاليا؟
ج: هذه أسطورة لا تصمد أمام الواقع العراقي، فأمريكا وحلفاؤها باستخدام نصف مليون جندي فشلت في دحر المقاومة العراقية، فمن يستطيع مواجهتها إذا انسحبت؟ فمن هزم أمريكا قادر على ضبط الأمن في العراق المحرر، والعملاء في الجيش والشرطة عاجزون عن خوض معركة واحدة مع المقاومة دون الدعم الأمريكي، فكيف يستطيع هؤلاء مواجهة المقاومة بعد الانسحاب؟ ومن سيشعل حربا أهلية إذا كانت المقاومة تمثل الشيعة والسنة والعرب والأكراد والتركمان والمسيحيين والصابئة؟ نعم هناك فئات متطرفة وتكفيرية سنية وشيعية، ولكن القوة الأعظم في المقاومة قومية وإسلامية معتدلة، وهي التي ستفرض الأمن في العراق لأن العملاء سيهربون حالما يخرج الاحتلال· أما الخطر الحقيقي فهو حصول تدخل إيراني واسع، لذلك فإن المقاومة تستعد لإلحاق هزيمة بإيران أشنع من هزيمتها عام .1988
س: ما حقيقة الخسائر الأمريكية في العراق، وما حقيقة المفخخات والقنابل التي تضرب المناطق الآهلة بالسكان؟
ج: الخسائر الأمريكية في العراق أكبر مما يعلن، وقد صدرت اعترافات أمريكية، والذي يوجع أمريكا أكثـر هو الخسائر المالية وليس البشرية· فخسائر أمريكا المالية قد تصل إلى أكثـر من ألفي مليار دولار، وهذا الرقم يعكس الكلفة الكلية للغزو، وليس فقط الرقم الرسمي 340 مليار دولار· أما الخسائر البشرية الأمريكية فهي أكبر من الرقم المعلن، وهو أكثـر من 3 آلاف، فالخسارة الدقيقة للقتلى ممن يحملون الجنسية الأمريكية، والذين يريدون الحصول عليها لا يحسبون إذا قتلوا، والعدد الحقيقي للقتلى يبلغ 30 ألف قتيل، وأكثـر من أربعين ألف معوق· ولعل أحد أهم مؤشرات العجز الأمريكي، هو الإعلان رسميا عن تراجع المتطوعين للجندية· أما موضوع المفخخات وضرب المدنيين فإن من يقوم بها طرفان هما المخابرات الأمريكية والمخابرات الإيرانية، سواء بعناصرهما أو بواسطة تنظيمات محسوبة على المقاومة، لكنها مخترقة استخباريا، والهدف هو محاولة تغيير مسار حرب التحرير ودفعها لتكون حربا طائفية، أما المقاومة الوطنية العراقية فهي لا تهاجم العراقيين ما عدا العملاء·
صدام أُعدم لأنه رفض توجيه نداء لوقف المقاومة
المصدر: حاوره ص·حفيظ
2007-02-04
يكشف الأستاذ صلاح المختار في الحوار الذي خص به ''الخبر'' الجوانب الخفية التي أدت إلى الإسراع بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين وتطورات الساحة العراقية ودور المقاومة·
س: كيف تنظرون إلى إعدام الرئيس صدام حسين وما هي تبعاته على مجريات الأحداث في العراق؟ هل ستنفذ الأحكام على رفاق الرئيس المسجونين؟
ج: لم يكن إعداما بل اغتيالا تم بعد محاكمة صورية وغير شرعية· أما الهدف من الاغتيال، فيسرني أن أجعل صحيفتكم تنفرد بنشر أحد أهم الأسرار الأخيرة للرئيس الشهيد صدام حسين، حيث إن مبعوثا أمريكيا زاره في أسره قبل صدور حكم الاغتيال، واقترح عليه مقترحا سبق وأن عرض عليه ورفضه، وهو أن يوجه رسالة إلى المقاومة العراقية يطلب فيها إيقاف القتال والانخراط في العملية السياسية، فرفض المقترح رغم أن المبعوث ربط الرفض بإعدامه، ونتيجة للرفض صدر بعد أيام من ذلك حكم الاغتيال، ولكن حتى بعد صدوره كان هناك عرض بأن لا ينفذ إذا وجه الرسالة المطلوبة، منه فأعاد الرفض بإصراره على أن يموت ولا يبيع شرفه الوطني· وفي ليلة 27 - 12 - 2006، أي قبل الاغتيال بثلاثة أيام، قال أحد أهم الخبراء المقربين من صناع القرار الأمريكي، السيد أوهانلن، في مقابلة مع قناة ''الحرة'' الأمريكية بأن إلغاء تنفيذ الإعدام ما زال ممكنا إذا وجه الرئيس الرسالة المطلوبة· هذه الحقيقة تؤكد أن هدف الاغتيال هو الانتقام من الرئيس الشهيد لعدم موافقته على عقد مساومة على حساب تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي· أما الأهداف السياسية للاغتيال فمنها ما قاله شمعون بيريز من أن إعدام صدام درس وإنذار لكل من يتجرأ على معاداة إسرائيل، في إشارة منه إلى إطلاق الرئيس الشهيد 43 صاروخا على إسرائيل عام .1991 أما حاخامات إسرائيل فقالوا ''إن إعدام صدام حسين هو عقاب إلهي له! وأن ذلك خلص إسرائيل من أشد أعدائها خطرا''· كما ردد الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني نفس الكلام، حين قال ''إن إعدام صدام حسين عقاب رباني له''، ومن بين الأهداف الأمريكية التخلص من القائد كونه العراقي الوحيد الذي يستطيع أن يعيد الأمن للعراق خلال ساعات بعد رحيل الاحتلال طردا أو تفاوضا، وهو وضع لا تريده أمريكا لأنها غزت العراق لتقسيمه، أو إضعافه وإلغاء دوره كقوة إقليمية خدمة لإسرائيل، وتسهيلا للسيطرة على موارده النفطية· واغتياله محاولة شق المقاومة وحزب البعث لأن صدام قائد تلتف حوله كل الرموز الوطنية العراقية حتى تلك التي تختلف معه في بعض الأمور، لذلك فإن الاغتيال كان يستبطن رغبة أمريكية لترك العراق ضحية لحروب أمراء حرب يريد كل منهم السيطرة على العراق بعد التحرير، فتعود أمريكا من شبّاك التناحر الداخلي بعد أن طردتها المقاومة والحزب من الباب· والاغتيال رسالة للقادة العرب تقول لهم إن من يعارضنا سيكون مصيره مثل صدام· أما عن تبعات الاغتيال فإن الاغتيال ورغم أنه أفقدنا قائدا تاريخيا لا يعوض، فإنه خلق ردود فعل خدمت حركة التحرر الوطني العربية والعراق، من خلال الصورة المشرفة لصدام حسين وهو يقتل· وتلك حقيقة قلبت الحسابات الأمريكية والإيرانية التي كانت وراء إعدامه، فرأينا آلاف الناس والشخصيات التي كانت تناهض صدام تغير رأيها وتنحاز للقضية العراقية العادلة·· وهذا الأثـر برزت نتائجه على شكل تصعيد غير مسبوق لعمليات المقاومة العراقية، وهذا هو ردنا على الاغتيال: إنه تصعيد المقاومة حتى تحقيق النصر·
أما مسألة اغتيال أعضاء القيادة العراقية الأسرى، فنعتقد بأن اغتيال الرئيس الشهيد هو البند السري الأول في خطة بوش، لتحقيق الأهداف منها حرمان شعب العراق في لحظات تحرره من القيادة المجربة والمقتدرة، لذلك فإننا نرجح اغتيال بقية أعضاء القيادة العراقية بمحاكمات صورية كمحاكمة الرئيس الهزلية، لكن ذلك لن يغير من مسار حرب تحرير العراق·
س: كيف تنظرون لدعوة المالكي للمصالحة مع استبعاد حزب البعث؟ وماذا عن الخطة الأمنية الجديدة التي تركز على بغداد، وهل بمقدورها تحجيم تأثير المقاومة العراقية؟
ج: من يستطيع استبعاد البعث وهو سيد ساحات القتال ومحرك اتجاهاتها؟·· إن الدعوة للمصالحة ليست من المالكي· المصالحة مطلب أمريكي لإنقاذها من رمال العراق المتحركة، فلقد اعترف بوش وأركان جيشه بأن مشروعه الاستعماري في العراق فشل ويهدد بعواقب خطيرة داخل أمريكا اقتصاديا واجتماعيا، فمع من تتم المصالحة؟ مع العملاء الذين ساعدوا على احتلال وتدميره وقتل مليون عراقي منذ الغزو؟ وكيف تلقي المقاومة السلاح باسم المصالحة وهو السبب الوحيد في هزيمة أمريكا وإذا نكست البندقية فإن الاستعمار سيزداد سعارا وسيبقى في العراق -بعد تقسيمه- عقودا· نحن نقول لا مصالحة مع العملاء، والقوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال لا يوجد بينها خلاف عميق يتطلب المصالحة· من هنا فإن شعار المصالحة استعماري هدفه اغتيال الثورة العراقية المسلحة وتحويل الهزيمة الأمريكية إلى نصر بوسائل سياسية· أما الخطة الأمنية فهي محاولة أمريكية-إيرانية لتحويل بغداد سكانيا من مدينة لكل العراقيين إلى مدينة بلون طائفي معين، وهذا ما ترفضه المقاومة بكافة فصائلها، والهدف هذا يتطلب ارتكاب مجازر أكبر للتخلص من المقاومة في بغداد شبه المحررة· لكن المقاومة تعرف هذه الخطة وهو ما جعلها تركز قواها في بغداد لمنع الصفويين والأمريكيين من تغيير واقع بغداد التي تعد بيد المقاومة ليلا· وأؤكد أن المقاومة المسلحة تفرض سيطرتها على بغداد أكثـر مما كان عليه الحال قبل اغتيال القائد الشهيد والمعارك تجري على مدار الساعة في بغداد وأغلب مدن العراق، ولقد تصاعدت العمليات العسكرية في جنوب العراق وانضمت العشائر العربية الشيعية الكبيرة إلى المقاومة وهذا تطور خطير جدا سيعجل بالنصر·
س: ما هو تأثير المقاومة العراقية في الميدان ولماذا لم تبرز واجهة سياسية لها؟
ج: المقاومة سيدة جبهات القتال، فالقوات العميلة لا تجرأ على مواجهتها إلا بحماية أمريكية، والقوات الأمريكية تتجنب في استراتيجيتها الجديدة منذ أكثـر من عام، الاشتباك مع المقاومة في قتال أرضي· وأعطيك مثالا حصل مؤخرا وهو معارك شارع حيفا، وهي المنطقة التي نشأت فيها، فهذه المنطقة لا تتعدى الكيلو متر طولا، وعلى جانبيها مناطق سكنية شعبية محدودة السكان وفقيرة، وفي معركة استمرت أكثـر من أسبوعين نجحت المقاومة في قتل مئات العملاء وعشرات الجنود الأمريكيين ومنعت كل القوة الأمريكية ومعها عملاء إيرانيين من السيطرة على منطقة شعبية واحدة· وانتقم الأمريكيون بقتل الشيوخ والأطفال والنساء، وانتهت المعركة والشارع بيد المجاهدين الآن· المقاومة تتقدم نحو النصر وأصبح اغتيال القائد الشهيد محركا للجهاد· أما الواجهة السياسية للمقاومة فهي غير مطلوبة الآن لوجود قيادة للمقاومة سرية جدا تقود أغلب الفصائل الجهادية، وقررت قبل الغزو أن لا تعلن عن قيادة أو تفتح مكاتب علنية للمقاومة خارج العراق، بل تستكمل مقومات النصر في أجواء من السرية المطلقة، لأن العدو متسلح بأخطر جهاز مخابرات· ومن بين قناعات قيادة المقاومة قناعة تقول بأن المهم هو السيطرة على الأرض في العراق وليس السيطرة إعلاميا خارجه، فمن يسيطر على العراق عسكريا وشعبيا سيغير الانطباعات في الخارج، والتي قد تكون مغايرة للوضع داخل العراق· إن أمن المقاومة أهم من الإعلام والعلاقات العامة، فالمقاومة العراقية هي الوحيدة في العالم بلا دعم من الخارج وبلا قواعد في الخارج، وهي محاطة ببيئة إقليمية ودولية رسمية معادية لها أو متواطئة مع عدوها وهو الاستعمار الأمريكي، فلماذا نكرر خطأ الثورة الفلسطينية التي ما إن خرجت من تحت الأرض حتى وقعت أسيرة المؤامرات العربية والدولية والإسرائيلية والتي أجبرتها على التخلي عن أهدافها الأصلية وزجت بها في ألعاب السياسة والمساومات؟
س: انتشار المقاومة في المناطق السنية أعطى الانطباع بأنها سنية خالصة، وأن باقي الشعب العراقي مع الاحتلال·· لماذا لم تبرز مقاومة في المناطق الجنوبية والشمالية، وهل تضع المقاومة شروطا للتفاوض مع الاحتلال الأمريكي؟
ج: هذا تصور نمطي في خطئه، المقاومة ليست سنية بل وطنية تضم كافة مكونات شعب العراق، هي حركة تحرر وطني عراقية ابتدأت بعثية أساسا ثم التحقت بها فئات أخرى، فالبعث هو الحزب الوطني الأم الذي يمثل كل العراقيين بلا تمييز على أسس دينية أو طائفية أو إثنية، وشهداء المقاومة والحزب من الشيعة أكثـر من الشهداء السنة في جنوب العراق· لكن الاحتلالين الأمريكي-الإيراني أراد الحط من شأن المقاومة بوصفها سنية فقط، واتبع ذلك الادعاء بالتعتيم الإعلامي على عمليات المقاومة في الجنوب العربي الشيعي، مع أنها كبيرة ومهمة· المقاومة في الجنوب لا تقوم بنفس كمية العمليات التي تقوم بها في الوسط والشمال ليس لعدم وجود مقاومة، بل لأن الأعداء في الجنوب أخطر، فهناك حرس خميني والمخابرات الإيرانية ''اطلاعات'' منتشرة في الجنوب ويقدر عددهم بأكثـر من 32 ألف إيراني· وهؤلاء يقودون عراقيين لقتل كل مقاوم وكل مناهض للاحتلال، ويطلقون على الشيعة العرب الوطنيين ''شيعة معاوية'' أو ''شيعة صدام''· للمقاومة شروط للتفاوض مع أمريكا، وقد رفضت أي تفاوض ما لم تقبل أمريكا سلفا بالشروط المعلنة، لأن المفاوضات يجب أن تجري حول تنفيذ الشروط وليس مناقشتها· وأهم الشروط الانسحاب الكامل وغير المشروط، وتعويض العراق، وتسليم الخونة لمحاكمتهم وعودة الجيش الشرعي وهو الحاضنة الأساسية لفصائل المقاومة، وإلغاء القوانين التي أصدرها الاحتلال· وقد اتصلت أمريكا ببعثيين وأرسلت وسطاء للتفاوض ولكن كان الحزب يرد: أعلنوا قبول شروطنا ثم نقبل بالتفاوض· إن المقاومة غير متعجلة للتفاوض لأنها مقتنعة بأن النصر يطبخ على نار هادئة·
س: هل تعدد الفصائل نقطة ضعف لدى المقاومة العراقية، وما هو وزن ودور حزب البعث في المقاومة؟ وهل هناك توافق حول قيادة المقاومة من قبل السيد عزت إبراهيم الدوري؟
ج: البعث هو من نظم المقاومة وأعد لها قبل سنوات من الغزو، من خلال تدريب عشرة ملايين عراقي على حرب العصابات وحرب المدن وتحويل قسم من الجيش النظامي من خوض حرب نظامية إلى حرب عصابات أو حرب مدن· وهذه الحقيقة تفسر سر انطلاق المقاومة على مستوى العراق منذ بداية الغزو، مع أن حرب العصابات تبدأ تدريجيا وتتسع، ولديكم الثورة الجزائرية مثالا على التدرج في توسع الثورة، وتعدد الفصائل كان أحد أهم قرارات القيادة العراقية قبل الغزو، وتم تأكيد الرئيس الشهيد عليه بعد الغزو بأيام، فلقد كانت القيادة تعلم أننا نواجه أعظم قوة في التاريخ وتملك أعظم جهاز استخباري في العالم، لذلك كان يجب أن تتميز تشكيلات المقاومة العراقية بالمركزية في التخطيط واللا مركزية في التنفيذ· وأكشف لكم سرا آخر لم يعرف إلا على نطاق ضيق، وهو أن الرئيس الشهيد أمر بعد احتلال بغداد مباشرة كوادر الحزب والجيش بالانتشار واسع النطاق وعدم التمركز في نقطة واحدة، أي أنه طلب من المجاهدين تشكيل تنظيمات متعددة بأسماء تمويهية مختلفة لتضليل العدو، ومعالجة أي نكسة يتعرض لها فصيل من الفصائل بالاعتماد على الفصائل الأخرى· ولهذا حينما تعرضت المقاومة لضربة مؤذية، وهي أسر قائد جيش محمد وهو ضابط بعثي، تحول التركيز القتالي إلى فصائل بعثية أخرى، إلى أن تمت معالجة الضربة المؤذية التي تعرض لها جيش محمد وهو فصيل أساسي وقوي ومحترف، لأن أغلب مقاتليه ضباط· ولولا تعددية الفصائل لتعرضت المقاومة لنكسات لم تحصل بفضل الله وحسن التنظيم التعددي للفصائل المجاهدة· أما الفصائل غير البعثية فهي على علاقات طيبة وتنسيقية مع البعثيين، خصوصا وأن أكثـر من 90 % من كوادر كل الفصائل هي من الجيش العراقي الوطني ومن الضباط البعثيين أو الذين نشأوا في أجواء البعث قبل الغزو· وهناك توافق بين أغلب الفصائل على أن عزت الدوري هو القائد الميداني للمقاومة حتى اغتيال القائد الشهيد والذي كان القائد العام للمقاومة، أما الآن فإن عزت الدوري حل محله وأصبح القائد العام وليس الميداني فقط، وهو يقود أكثـر من 80% من المجاهدين المنتمين للفصائل البعثية وينسق مع بقية الفصائل غير البعثية·
س: ما هي خلفية الخطة الأمنية الأمريكية الجديدة، وما حظوظ نجاحها أو فشلها؟
ج: هي محاولة تمهد للانسحاب الأمريكي من العراق، فبعد الاعتراف الرسمي من قبل بوش بأن الغزو فشل، بدأت الإدارة الأمريكية تتخبط، محاولة العثور على مخرج لمأزقها· والخطة مؤشر لقرب انهيار الاحتلال·
س: ما حقيقة الدور الإيراني؟
ج: الدور الإيراني حقيقة، وليس دعاية أمريكية· في بداية عام 2004 قال محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني وقتها في ندوة عالمية علنية عقدت في دبي ''لولا الدعم الإيراني لما نجحت أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق''· وفي نهاية العام كرر محمد خاتمي الرئيس الإيراني ''لولا الدعم الإيراني لما نجحت أمريكا في غزو العراق وأفغانستان''، أما على المستوى العملي فإن المساعدة الإيرانية تمثلت في زج فيلق بدر وقوات إيرانية للقتال ضد القوات العراقية، نتيجة اتفاق أمريكي-إيراني تم قبل الغزو، وبموجبه أمرت إيران ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق'' وحزب الدعوة، وهما تنظيمان إقامتهما إيران بإشراف المخابرات الإيرانية، وسلحا ومولا ودربا في إيران، بالعمل مع القوات الأمريكية ضد القوات العراقية في جنوب العراق· ومن جهة أخرى أمرت إيران علي السيستاني في النجف، بأن يصدر أمرا لأتباعه بعدم مقاومة الاحتلال، وأصدر فتوى أخرى لأتباعه من العراقيين بالهروب من الجيش العراقي وقوى الأمن! وهكذا قامت إيران عسكريا بدفع أتباعها للمشاركة في الغزو، كما استخدمت الغطاء الطائفي لتفكيك الجيش العراقي وإضعاف مقاومته ضد الغزو· وعندما انتهت هذه المرحلة أصدرت إيران أوامر لأتباعها بالاشتراك في أول شكل للحكم أقامه الاحتلال، وهو (مجلس الحكم)، وكانت إيران أول دولة تعترف بالحكومة التي شكلها الاحتلال، والآن تخوض معركة تقاسم الحصص مع أمريكا على حساب العراق، ولولا الدور الإيراني، وبالطبع الدعم الذي قدمته أنظمة عربية، لما نجحت أمريكا في غزو العراق
س: يركز المتابعون لشأن العراق على مخاطر انسحاب الاحتلال الأمريكي واحتمال قيام حرب أهلية·· إلى أي مدى يمكن تصديق ذلك، وما هو وزن التنظيمات الشيعية الحاكمة حاليا؟
ج: هذه أسطورة لا تصمد أمام الواقع العراقي، فأمريكا وحلفاؤها باستخدام نصف مليون جندي فشلت في دحر المقاومة العراقية، فمن يستطيع مواجهتها إذا انسحبت؟ فمن هزم أمريكا قادر على ضبط الأمن في العراق المحرر، والعملاء في الجيش والشرطة عاجزون عن خوض معركة واحدة مع المقاومة دون الدعم الأمريكي، فكيف يستطيع هؤلاء مواجهة المقاومة بعد الانسحاب؟ ومن سيشعل حربا أهلية إذا كانت المقاومة تمثل الشيعة والسنة والعرب والأكراد والتركمان والمسيحيين والصابئة؟ نعم هناك فئات متطرفة وتكفيرية سنية وشيعية، ولكن القوة الأعظم في المقاومة قومية وإسلامية معتدلة، وهي التي ستفرض الأمن في العراق لأن العملاء سيهربون حالما يخرج الاحتلال· أما الخطر الحقيقي فهو حصول تدخل إيراني واسع، لذلك فإن المقاومة تستعد لإلحاق هزيمة بإيران أشنع من هزيمتها عام .1988
س: ما حقيقة الخسائر الأمريكية في العراق، وما حقيقة المفخخات والقنابل التي تضرب المناطق الآهلة بالسكان؟
ج: الخسائر الأمريكية في العراق أكبر مما يعلن، وقد صدرت اعترافات أمريكية، والذي يوجع أمريكا أكثـر هو الخسائر المالية وليس البشرية· فخسائر أمريكا المالية قد تصل إلى أكثـر من ألفي مليار دولار، وهذا الرقم يعكس الكلفة الكلية للغزو، وليس فقط الرقم الرسمي 340 مليار دولار· أما الخسائر البشرية الأمريكية فهي أكبر من الرقم المعلن، وهو أكثـر من 3 آلاف، فالخسارة الدقيقة للقتلى ممن يحملون الجنسية الأمريكية، والذين يريدون الحصول عليها لا يحسبون إذا قتلوا، والعدد الحقيقي للقتلى يبلغ 30 ألف قتيل، وأكثـر من أربعين ألف معوق· ولعل أحد أهم مؤشرات العجز الأمريكي، هو الإعلان رسميا عن تراجع المتطوعين للجندية· أما موضوع المفخخات وضرب المدنيين فإن من يقوم بها طرفان هما المخابرات الأمريكية والمخابرات الإيرانية، سواء بعناصرهما أو بواسطة تنظيمات محسوبة على المقاومة، لكنها مخترقة استخباريا، والهدف هو محاولة تغيير مسار حرب التحرير ودفعها لتكون حربا طائفية، أما المقاومة الوطنية العراقية فهي لا تهاجم العراقيين ما عدا العملاء·