ali2004
31-01-2007, 06:22 PM
نحن المسلمون السنة شيعة أهل البيت الأطهار
وأنتم مجوس هذه الأمة وقذاراتها أيها الصفويون
شبكة البصرة
د. صباح محمد سعيد الراوي
لعل من حسنات البقاء الإجباري "طبيا" في المنزل، لأجل إكمال فترة نقاهة بعد عملية جراحية، يفيد في متابعة التلفزيون ومشاهدة ما لم يكن يشاهد في الأيام العادية، - ربما بسبب المشاغل وعدم الانتباه إلى فضائيات معينة – ومتابعة أخبار وحوادث كان من الضروري متابعتها.... هذا ما حصل معي شخصيا... فقد كانت الفترة الإلزامية لي لبقائي حبيس المنزل لأيام معدودة فرصة لمتابعة الأخبار "العراق بشكل خاص" عبر الفضائيات، وما أكثرها، وما أكثر تلون اتجاهاتها وميولها على اختلاف تمويلها وولائها...
كان من مصادفات أيام النقاهة توافقها مع حلول العشر الاوائل من شهر محرم الحرام، وما فيها من مجالس عزاء وتعزية على سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الامام الشهيد السعيد ابي عبد الله الحسين، رضي الله عنه وعن ابيه واخيه وذريته (ذريته فعلا وليست تلك المنسوبة له زورا)... كذلك تابعت وقائع مؤتمر ما سمي التقريب بين المذاهب الاسلامية الذي عقد في الدوحة في نفس الفترة تقريبا... هذا المؤتمر سيذهب كما ذهب غيره هباءا منثورا، وسينفض المجتمعون (وهم انفضوا فعلا) ببيانات مكررة لم تسمن ولن تغني من جوع، كلها عبارة عن صف أحرف وكلمات لذر الرماد في العيون... وان كان المؤتمر يسجل كلمات ممتازة لبعض علماء المذهب الجعفري النقي أمثال الامام المجاهد حجة الاسلام حسين المؤيد الذي وقعت كلمته في القلب.... والذي يستحق أن يكون ليس شيخا وحجة ومرجعا لأخواننا المسلمين شيعة آهل البيت الطاهر وانما لكل المسلمين....
اللافت للنظر كان موقف الصفويين القادمين من دولة الفرس الحاقدة... فهم أولا أنزووا مطأطأي الرؤوس، وتحدثوا بكلمات مبهمة، كلها كذب ودجل وخداع، ادعوا أنهم مع المسلمين ومع العرب ومع وحدة الامة الاسلامية، وانهم لايفرقون بين هذا المسلم وذاك، ويرفضون شتم الصحابة وأمهات المؤمنين... و.....و..... وكان الذي يتحدث بهذا الكلام الدجلي (نسبة الى الدجل) ما يسمى ..... كذا..... تسخيري... فانبرى له أحد علماء جمهورية السودان (الدكتور عصام بشير) ليقول بما معناه: انه جميل ان يتحدث علماء "ايران" عن الوحدة الاسلامية، وجميل أن يرفضوا شتم الصحابة وأمهات المؤمنين، وجميل أن يدعوا للتقريب بين المذاهب ولكن الكلام وحده لا يكفي، إذ أننا نريد شيء على أرض الواقع.. وهذا الواقع جسدناه نحن في السودان في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، حين قامت السفارة الايرانية بدس بعض الكتب في المعرض، والتي تحمل في طياتها السم الزعاف، والتي تنفث الحقد "الصفوي الفارسي" على صحابة الرسول وأمهات المؤمنين، ما دعا القائمين على هذا المعرض الى سحب تلك الكتب وارجاعها الى سفارة ايران في الخرطوم... ما نريده من الاخوة في ايران ليس رفض شتم الصحابة بالكلام فقط، بل نريد ترجمة عملية لهذا الرفض والا ما فائدة وجودنا في هذا المؤتمر؟!!
والغريب أن تسخيري هذا هو نفسه الذي ألف الكتب التي تشنع بقبيح الكلام على الصحابة - وخاصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وكذلك الكتب التي فيها اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالافعال القبيحة والعياذ بالله، ونسب لها ما لم ينسبه مسلم الى مسلمة، هذا عدا عن شتم معاوية ويزيد والامويين بشكل عام... ثم يأتي في هذا المؤتمر ليتحدث بصوت كصوت المخنوق وليتبجح بالقول اننا في ايران نرفض شتم الصحابة ونرفض الطعن ونرفض ونرفض ونرفض.... لم يدري ان المسلم الحق يرفضه ويرفض الدولة التي جاء منها....على أن من تابع المؤتمر أيضا لن ينسى كلمة رائعة لعالم بحريني اعتقد أنه من السادة الموسوية، والذي طالب علنا بهدم ضريح المجرم الكافر ابي لؤلؤة المجوسي قاتل سيدنا عمر بن الخطاب، واعتبره أساس الفتنة، وان التقريب الحقيقي يجب أن يبدأ بهدم ذلك الضريح المجوسي، وأذكر أنه قال: انه كيف يمكننا أن نتقارب مع الاخوة السنة وفي ايران يزورون ضريح مجوسي كافر ويمجدونه لقتله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟!!!
والمشكلة تكمن ايها المسلمون في انه حين تمت مفاتحة تسخيري بذلك الضريح ادعى أنه لا يعلم شيئا عنه ولم يراه!!! فقال بالحرف الواحد ((أبدا.. أنا حقيقة لم أره، لكن الأنباء التي سمعتها تؤكد أنه ليس مبنى فخما أو شيئا من هذا القبيل، ولا يزوره أحد)) أما زميله محمد على آذر شب، الاستاذ بجامعة طهران، فيقول ردا على اثارة موضوع مزار أبي لؤلؤة خلال مؤتمر الدوحة، إن هذا "المقام" يعبر عن تيار ديني معين، ولا يمكن لدعاة التقريب أن يطلبوا ازالته..... لاحظوا التناقض بين عضوين في نفس الوفد !!!! والطامة الكبرى ان تسخيري لم يسمع عن أبولؤلؤة الكثير!!!! عالم درس الدين الاسلامي كما يدعي لم يسمع ان الخليفة عمر بن الخطاب قتل على يد هذا المجرم ؟؟!!!
وحين مواجهته بما قاله زميله في نفس الوفد عن ذلك المزار قال: لم أسمع منه هذا الكلام خلال جلسة المؤتمر، لكنها عموما قضية سخيفة لا تحتاج لمطالبة ولا معنى لطرحها أصلا. وعن امكانية ازالة هذا المزار.. أجاب: "لا أدري والله..... على كل نحن نحقق هل يوجد مزار بهذا الشكل.. ونتابع ذلك حتى نقتلع الفتنة من جذورها..... ولكني أوصي بعدم الاهتمام به إطلاقا فهو شئ سخيف جدا؟؟!!! سبحان الله.... حين تواجههم ببعض الحقائق عنهم يعتبرونها شيء سخيف جدا ولايجب الأخذ به؟؟!! هكذا وبكل وقاحة... شيء سخيف لايجد الأخذ به!!!!!
شيء جميل فعلا أن يتقرب المسلمون لبعضهم البعض، وشيء جميل أن يجتمع المسلمون على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه، وإذا كان التشيع هو حب الرسول وآل بيته وصحابته، فليشهد التاريخ أنني شيعي، واذا كان مذهب أهل السنة يعني الاخذ بسنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه والسير على هداها فليشهد التاريخ أنني سني... لكن كيف لي أن أتقرب مع من يريد قتلي؟؟ كيف لي أن أتقرب مع من يتحالف مع عدوي بالليل ويدعي عداوته بالنهار؟ كيف لي أن أتقرب مع من يشتم ويطعن ويشنع (خفية وتقية) على صحابة الرسول ومن نتبارك بذكر أسمائهم؟ كيف لي التقرب مع من حرف في مذهب الامام جعفر الصادق وتقول عليه وعلى ال البيت ونسب اليهم كلام لم يقولوه ولم يتفوهوا به ؟ كيف لي أن أتقرب مع من ينتظر شخصا غاب في السرداب منذ الف وثلاثمائة عام وهو يعتقد انه لازال حيا يرزق وحين يخرج سيعمل سيفه بالعرب فلا يبقي منهم ولايذر؟؟ كيف لي أنا المسلم العراقي أن أتقرب مع الفارسي الذي يدعم الاحتلال الصهيوصليبي لبلادي ويدعم فرق وميليشيات الموت التي تقتل وتسفك دماء العرب من اهل بلادي ؟؟ سواء كانوا نصارى ام مسلمين بدعوى الانتقام ممن اذلوهم في القادسيتين المجيدتين الاولى والثانية ؟؟ كيف لي أن أن أتقرب مع من يطلب اعمال السيف بالمسلم "الوهابي" لأنه كافر نجس (حسب زعمه) واذا قتل الوهابي او البعثي فإن أبواب الجنة ستفتح له؟؟ بالله عليكم هل شخص يدعو لهذا مثل من يتخذ اسما حركيا عربيا "حازم الاعرجي" بينما هو فارسي محسوب على دولة الفرس، يجب التقريب معه ام يجب قتاله وسحله في شوارع النجف وكربلاء وارساله جيفة قذرة منتنة الى ماخور قم الذي جاء منه؟؟
هؤلاء القوم، إما يعلمون وإما لايعلمون، أن المسلم السني هو متشيع للرسول وال بيته ومحب لهم بالضرورة، وان المسلم الشيعي هو سني بالقول والفعل، وهل يصلي المسلم إلا مقلدا للرسول وصحابته وآل بيته ؟ لكن هم لايريدوننا أن نكون مسلمين شيعة......لا..... هم يريدوننا أن نكون صفويين ساسانيين كسرويين، فإيران وكل ملاليها أصغر وأعجز من أن تعلمني أنا المسلم العربي ديني..... فلكي تكون صفويا بنظرهم وعرفهم، وليس شيعيا..... انتبهوا رجاءا ايها الاخوة..... هم لايريدوننا مسلمين شيعة، هم يريدوننا أن نكون صفويون... فلكي نكون صفويين ونسلم من ذبحهم وسيفهم يجب علينا شتم الصحابة، وخاصة الشيخين الكريمين ابي بكر وعمر....(رضي الله عنهما)... وكذلك أن نشتم أمهات المؤمنين، ونلعن معاوية ويزيد... ونلعن الامويين كلهم بلا استثناء، لأنهم مغتصبين للخلافة!!!! ونلعن الامين والمأمون، ونغير في صفحات تاريخنا، نشتم هارون الرشيد، ونجعله زير نساء، ونجعل من فتوحاته أنها جاءت لغرض دنيوي، وان نسخر من مقولته للسحابة (امطري حيث تشائين فإن خراجك راجع الي) يريدوننا ان نقول ان هارون الرشيد كان ماديا يحب الدنيا، ولذلك قام بفتوحاته تلك... وعلى كل حال هم يطلقون عليها مسمى غزوات وليس فتوحات... يريدوننا أن نتبرأ من البطل العظيم صلاح الدين الايوبي....ولامانع أن نجعله بائع خمر متجول.... يريدوننا أن نمجد بكورش ورستم وكسرى... وأن نجعل من سيدنا علي رضي الله عنه فارسي الاصل، وان الحسين تزوج من فارسية، وان صورته هي هذه التي يرفعونها زورا في هذه الايام المباركة....فإذا فعلنا كل هذا، فسوف ننال رضاهم وسندخل الجنة التي وعدهم بها مهديهم المنتظر!!!!
لقد كان اللافت جدا للنظر في أيام عاشوراء هذه، هو هذا التهجم الشديد والمتواصل على بني أمية، وعلى الامويين، وراحت قرائح "السادة" تتفتق على مسميات اخترعوها عن بني أمية... وآخر ما صدر عنهم مسمى (الاعلام الأموي)!!!!! فهذا المسمى هو آخر تقليعة صدرت في هذه الايام....... يعني مسمى جديد وآخر طبعة..... ولا أدري إن كانت حوزة قم ســتخرج بتقليعـة أخرى (ضم الهمزة أو فتحها سيان بالمناسبة، واللبيب من الاشارة يفهم) في الأيام القادمة.... وهذا المسمى (الاعلام الأموي) يوازي كلمة كان يحلو لعدو العزيز الحكيم تردادها دائما، وهي (الارهاب الأموي).... فكنت اقلب بين المحطات، واذ بمحطة تدعى السلام (لا أعمل دعاية لها أبدا) كانت تنقل محاضرة من النجف، لفتى معمم، يرتدي السواد، يدعي انه ينسب للسادة الموسوية، يتلعثم بالكلمات والآيات... ما انفك يردد هذا المسمى الغريب (الإعلام الأموي) كانت الكاميرا تصوره لوحده، فتصورت أنا أنه يلقي محاضرة يحضرها المئات بل الألوف... باعتباره "سيد" ثم جالت الكاميرا حوله وراحت تصور الحاضرين المستمعين لمحاضرته، واذ بهم – صدقوني ولا أبالغ القول – أنهم لايتجاوزون الخمسة عشر!!!! بعضهم يكاد ينام لأنه كبير السن، وبعضهم منشغل بترتيب اغراضه في حضنه... والبعض الاخر راح ينظر للكاميرا ويبتسم لها!!!! ولا أريد تكرار السموم والقذارات التي فاحت منه كي لا أؤذي القاريء بها... لكن جل حديثه كان سب فلان وشتم فلان والطعن في فلان ولعن فلان...
أما عدو العزيز الحكيم وما خرج منه من قيء وقيح فهو أدهى وأمر وأكبر مصيبة....ولن أذكر أي من كلامه هنا كي لا ألوث صفحات البصرة الغراء بها..... لا أدري ما مشكلة هؤلاء القوم مع الامويين ومع خلفاء بني أمية، ومع معاوية بن أبي سفيان وأبيه، وما هذا الهجوم الشديد على كاتب الوحي... وأكاد أقسم بالله لولا انهم فرس أبناء فرس لما تهجموا بهذا الشكل الرخيص على صحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه، بصرف النظر عن موقفه من سيدنا علي وواقعة صفين الاليمة التي درات بينهما، فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وسوف لن يسألنا الله عز وجل عما كانوا يفعلون...
لكن حسبنا كمسلمين أن نورد حديثا قاله الرسول صلوات ربي وسلامه ورحمته عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الابرار الاغرار الميامين في الصحابة... فمن غير المعقول أن نسمح لمجوس الأمة أن يتهجموا على صحابي عاصر الرسول عليه الصلاة والسلام يلقب بـ كاتب الوحي....ويظهروه على أنه كان ماجنا فاسقا سكيرا عربيدا قاتلا لايرحم وفاجرا لايعرف صلاة ولا صوم....وأعني بهذا معاوية....
فعَنْ أَبِي بُرْدَة ، عَنْ أَبِيهِ قَال: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ، قَالَ: فَجَلَسْنَا؛ فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَال: مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ: أَحْسَنْتُمْ، أَوْ أَصَبْتُمْ، قَال: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ. رواه مسلم (2531).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَه.
فهل اطلع من يدرس في حوزة قم على هذين الحديثين أم شطبوهما كما شطبوا أسماء أبناء الحسين بن علي رضي الله عنه الذين استشهدوا معه في واقعة الطف الاليمة وكانوا يحملون أسماء أبي بكر وعمر ؟!!! وهل اطلعوا على ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة أم شطبوا هذا من الكتب كما شطبوا غيره..
فبعد مضي عامان على صلح الحديبية، ونقضته قريش، وخشيت مكة من عاقبه ذلك، قرر النبي فتح مكة، وكان ذلك في العام الثامن للهجرة، وأخذ الجيش الإسلامي يتجه إلى مكة، وكان ذلك في العاشر من رمضان، لقد كانت رغبة الرسول عليه الصلاة والسلام ان يطهر بيت الله الحرام من الأوثان ومن كل ماعلق منه من أمور الجاهلية، كما انه كان يرغب في ان يدخل أهل مكة الإسلام بعد ان عرفوا ما فيه من فضائل وقيم وأخلاقيات تحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ووصلت الأخبار إلى مكة، فرأت أنه لاقبل لهم بجيش المسلمين.. خاصة عندما رأوا من بعيد معسكر المسلمين بالليل وقد أوقدت النيران امام المعسكر، فرأت قريش من القوة مالم تره من قبل، وخرج أبوسفيان بنفسه ليرى هذا المشهد، فرأى النيران تملأ الوادي، واحس بحنكة القائد انه لا أمل في انتصار قريش على المسلمين... فسأل العباس عم النبي عليه الصلاة والسلام... ما الحيلة يا أبا الفضل، فداك أبي وأمي؟! فأجابه العباس:
والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك.....فاركب عجز هذه البغلة حتى أتي بك رسول الله فاستأمنه لك.... وركب ابوسفيان البغلة خلف العباس متجها نحو الرسول، وفي الصباح قابل الرسول الكريم فقال له الرسول:
ويحك يا ابا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم انه لا إله إلا الله....؟؟
فقال أبوسفيان:
بأبي أنت وأمي.. ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لقد ظننت انه لو كان مع الله إلها آخر لأغنى عنا شيئا بعد....
فقال له عليه الصلاة والسلام:
ويحيك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟؟
فقال أبوسفيان:
بأبي أنت وأمي: ما أحلمك وأكرمك وأوصلك.... أما هذه فإن في النفس منها حتى الان شيئا....
فقال له العباس:
ويحك اسلم، واشهد شهادة الحق قبل ان تضرب عنقك....
فقال أبوسفيان:
نعم.... أشهد أن لا إله الله، وأشهد ان محمدا رسول الله
فقال العباس للرسول:
يارسول الله ان أباسفيان رجل يحب الفخر.. فأجعل له شيئا....
قال النبي صلى الله عليه وسلم
دعه ينادي في قريش: من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن'
ورأى ابوسفيان قوة المسلمين، خاصة عندما رأى النبي في المهاجرين والأنصار وهي الكتيبة الخضراء فقال للعباس:
لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما....
قال العباس:
ويحك إنها النبوة....
قال أبوسفيان
نعم إذن....
وأخذ أبوسفيان ينادي في الناس: يامعشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن.....
نحزن ولاشك لمقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه وسلام الله عليه، ونتألم لتلك الواقعة الاليمة المفجعة، ونحن كمسلمين، لدينا والحمد لله شيء من العقل، وليس كل العقل (أنا عن نفسي)... نقول ما قاله شيخ الاسلام بن تيمية عن هذه الواقعة الاليمة: قتل الحسين رضي الله عنه مصيبة من أعظم المصائب ينبغي لكل مسلم إذا ذكرها أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولو كره عضو من أعضائنا الحسين أو أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لتبرأنا من هذا العضو ولبترناه، لكننا نحبهم الحب الشرعي السنُي الصحيح الموافق لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لا الحب الصفوي والسبئي الغريب على الأمة وعلى الملّة وعلى السماء وعلى الأرض....
فحب سيدنا الحسين رضي الله عنه لايعني لعن صحابة جده عليه الصلاة والسلام، ولا يعني إقامة هذه الاحتفالات الصاخبة الغوغائية الهمجية، ولايعني ذلك الضرب المخيف بالسيوف والزناجيل والسكاكين، ولايعني اراقة الدماء بذلك الشكل الهمجي المغولي، ولايعني التجمع في إحدى ساحات لندن والضرب على الصدور ولطمها والضرب على الظهور بالسكاكين وسط دهشة الانجليز وصعقهم لهذا المشهد الجاهلي... فهل هذا من الاسلام في شيء ؟؟
يعني حين يحدثنا أحد المعممين عن حب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه سلم للحسين وتنتفخ أوداجه وتحمر خدوده وهو يورد ما يقول انها دلائل صحيحة... فما هو الشيء الجديد الذي جاءنا به؟ فكل مسلم يعلم ان الحسن والحسين ريحانتا رسول الله وقرة عينه، وكل مسلم يعلم أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكل مسلم يعلم مكانة الحسن والحسين في قلوب المسلمين جميعا، وليس الحسنين فحسب، بل أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وباقي العشرة المبشرين بالجنة وجميع ال بيت الرسول عليه الصلاة والسلام... فلماذا هذا الشحن الطائفي المقيت ولماذا هذا اللعن ولماذا هذه الطقوس المجوسية الصفوية الكسروية الغريبة على الاسلام والتي ليست منه أبدا؟؟؟ ثم لماذا هذا التمجيد الزائد عن الحد بالحسين رضي الله عنه وفداه نفسي... تمجيد يصل الى رفعه لمرتبة تصل لمصاف الانبياء عليهم الصلاة والسلام... تمجيد لن يرضى عنه سيدنا الحسين أبدا، ولو كان حيا يرزق لتبرأ منه كما تبرأ موسى من كفرة بنو اسرائيل... أيعقل يا مسلم حين يكتبون ويخططون على اليافطات اسم الحسين رضي الله عنه يكتبون بعده صلوات الله وسلامه عليه وحين يخططون اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يكون بعدها حرف (ص)؟؟؟ لماذا هذا التمجيد لسيدنا الحسين حتى ليظن البعض من غير المسلمين أن الحسين هو نبي الشيعة وان محمد هو نبي السنة؟؟ وقد حصل... فسأل غير مسلم مسلما، هل الحسين هو نبي الشيعة ومحمد هو نبي السنة ؟ فبالله عليكم ماذا سيكون الجواب حينها وماذا ستقول لهذا الذي يسألك لم هؤلاء يضربون أنفسهم بالسيوف والسكاكين؟؟
استباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين، وذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، والآن تُهدَّم المساجد في العراق ويُقتل الأئمة وتُبقر بطون الحوامل وتحرَّق الجثث ويُختطف الناس من بيوتهم وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين، وتشكل فرق الموت بحجة الثأر للحسين، وينادون بأعلى أصواتهم سنثأر للحسين (يثأرون ممن ؟)
إن المنطق الذي يقول: إن مليار مسلم كلهم رضي بقتل الحسين وكلهم ناصبوا العداء لأهل البيت منطق يخالف النقل والعقل والتاريخ، ومعناه إلغاء أهل الإسلام والقضاء على كل موحِّد في الأرض، هل من المقبول والمعقول أن يجتمع مئات الملايين من العلماء والخلفاء والحكماء والزُّهاد والعُبّاد والمصلحين ويتواطئوا على الرضا بقتل الحسين والسكوت على هذه الجريمة الشنعاء ؟!
لماذا لا يُحَكّم العقل ويسأل نفسه الذي يمشي وراء السراب ويصدق الوهم ويؤمن بالخرافة ؟ هل من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية صفوية ملفّقة كاذبة خاطئة تكفِّر الصحابة والتابعين ودول الإسلام وتتبرأ من أبي بكر وعمر وأصحاب بدرٍ وأهل بيعة الرضوان ومن نزل الوحي بتزكيتهم وأخبر الله أنه رضي عنهم ؟ متى تُكف المجزرة الظالمة الآثمة التي أقامها الصفويون ضد كل مسلم ومؤمن تحت مظلة الثأر للحسين ؟
نحن أولى بالحسين ديناً وملَّة، ونسباً وصهراً، وحباً وولاءً، وأرضاً وبيتاً، وتاريخاً وجغرافيا، ارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا عنّا خنجر الغدر فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء قلوبنا بمصرع الحسين: جاؤُوا بِرَأْسِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمّدٍ مُتَزَمِّلاً بِدِمائِهِ تَزْمِيلا ويُكَبِّرونَ بِأَنْ قُتِلْتَ وإنّما قَتَلوا بكَ التّكْبيرَ والتّهْليلاَ....
يعني لابد للمرء أن يسأل هؤلاء المجانين الذين يضربون أنفسهم بالسيوف، أليس الأولى توجيه هذه السيوف الى بطون المحتل الصفوي الصهيوني الصليبي ؟ اليس الاولى توجيه هذه السكاكين وذبح رؤوس من خرب دياركم ونهب أموالكم واستباح أعراضكم وحرق الأخضر واليابس في عراقكم ؟ أما كان جهادا بالفعل مثل جهاد الحسين رضي الله عنه لو قلنا يا خيل الله اركبي وتوحدنا لاخراج المحتل وتطهير أرض العراق منه ؟ أيعقل أن نقول اننا حسينيون ننهج نهج الحسين رضي الله عنه وهناك من يتحالف مع المجوس الذين قتلوا الحسين وشردوا أهله؟؟ ألم تسألو عدو العزيز الحكيم لم يتحالف مع من يطلقون عليه لقب الشيطان الاكبر ولماذا ذهب الى بيت الشيطان الاكبر وجلس مع قاتل أبناء الحسين واقرباء الحسين ؟ اليس هذا معمما صفويا كاذبا دجالا منافقا ؟؟
أيهما أولى بأن نبكي ونلطم وننتحب عليه.. الحسين أم العراق ؟ الحسين شهيدا سعيدا سيدا من سادات أهل الجنة، ولابكاء على الشهداء ولاعزاء في الشهداء...وهو حتما، فداه نفسي وروحي، لن يرضى عما يقومون به، ومؤكد أنه بريء من هذه الافعال الغير اسلامية... وهو لم يطلب من أحد البكاء عليه أو النحيب او اللطم او الزحف على البطون والركض مثل المجانين او مثل الثيران الهائجة... وهذا ما اسموه ركضة طويرج... بالله عليكم متى حدثت هذه واين وكيف.... وكيف علموا أنها كانت على هذا الشكل؟؟؟ والله ان الصور التي نشرتها الفضائيات ومواقع الانترنت ووكالات الانباء العالمية لما حدث أمس في العراق وفي غيره من الدول لهي صور مخجلة ومعيبة ومهينة بنفس الوقت لكل مسلم....
اما العراق... وما يجري في العراق... أفلا يدمي القلب ويجزع النفس ويلوع الكبد ويذيب الفؤاد ويدمع العين حتى لتكاد تعمى من كثرة البكاء على ما يجري فيه من قتل وتهجير وتشريد ونهب وسلب وسرقة واستباحة جثث مرمية في الشوارع بالعشرات عليها آثار تعذيب ؟ يبكون على شهيد في مقعد صدق، في جنات عرضها السموات والارض، بجوار جده المصطفى صلوات الله وسلامه عليه استشهد منذ الف واربعمائة عام، ويضحكون على ذبح شعب بأكمله يذبح يوميا أمام ناظريهم... وفيهم القريب والصديق والاخ والعم والخال... فما لهم كيف يحكمون ؟؟
مَرحباً يا عراقُ جئتُ أغنّي لك وبعضٌ من الغناءِ بكاءُ فجراح الحسين بعض جراحي، وبِصَدرِي من الأسى كربلاءُ..... الحسين ليس بحاجة إلى مآتم وولائم، تزيد الأمة هزائم إلى هزائم..... رحم الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله علياً وفاطمة في الخالدين ورضي الله عن الشيخين الكريمين أبي بكر وعمر....
فصلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.. ورضي الله عن آل بيتك الطيبين الطاهرين وسلام الله عليهم أجمعين، وعلى الصحابة الابرار الى يوم الدين...
محمد رسول الله أنت الشفيع وليس غيرك يشفع
لله نورك يا رسول الله يهدي العباد ونور علمك يسطع
علمتنا نيل المطالب بالتقى وأنت التقي المتواضع
وجمعت شمل المسلمين بكعبة يأوي اليها كل قلب يخشع
من خاف ربك يا نبي فقد نجا وفاز في الجنة أعلى المواضع
يا آية الرحمن أنت نبينا فاشفع لنا يا سيدي منك الشفاعة تنفع
صلى عليك الله يا علم الهدى كلما نور النهار يطلع
د. صباح محمد سعيد الراوي
كييف – أوكرانيا
31.01.2007
ملاحظة: الامانة تقتضي القول بأن بعض ما في هذا المقال مقتبس من مقال منشور على شبكة البصرة بعنوان من قتل الحسين، للشيخ عائض القرني....
شبكة البصرة
الاربعاء 13 محرم 1427 / 31 كانون الثاني 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
وأنتم مجوس هذه الأمة وقذاراتها أيها الصفويون
شبكة البصرة
د. صباح محمد سعيد الراوي
لعل من حسنات البقاء الإجباري "طبيا" في المنزل، لأجل إكمال فترة نقاهة بعد عملية جراحية، يفيد في متابعة التلفزيون ومشاهدة ما لم يكن يشاهد في الأيام العادية، - ربما بسبب المشاغل وعدم الانتباه إلى فضائيات معينة – ومتابعة أخبار وحوادث كان من الضروري متابعتها.... هذا ما حصل معي شخصيا... فقد كانت الفترة الإلزامية لي لبقائي حبيس المنزل لأيام معدودة فرصة لمتابعة الأخبار "العراق بشكل خاص" عبر الفضائيات، وما أكثرها، وما أكثر تلون اتجاهاتها وميولها على اختلاف تمويلها وولائها...
كان من مصادفات أيام النقاهة توافقها مع حلول العشر الاوائل من شهر محرم الحرام، وما فيها من مجالس عزاء وتعزية على سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الامام الشهيد السعيد ابي عبد الله الحسين، رضي الله عنه وعن ابيه واخيه وذريته (ذريته فعلا وليست تلك المنسوبة له زورا)... كذلك تابعت وقائع مؤتمر ما سمي التقريب بين المذاهب الاسلامية الذي عقد في الدوحة في نفس الفترة تقريبا... هذا المؤتمر سيذهب كما ذهب غيره هباءا منثورا، وسينفض المجتمعون (وهم انفضوا فعلا) ببيانات مكررة لم تسمن ولن تغني من جوع، كلها عبارة عن صف أحرف وكلمات لذر الرماد في العيون... وان كان المؤتمر يسجل كلمات ممتازة لبعض علماء المذهب الجعفري النقي أمثال الامام المجاهد حجة الاسلام حسين المؤيد الذي وقعت كلمته في القلب.... والذي يستحق أن يكون ليس شيخا وحجة ومرجعا لأخواننا المسلمين شيعة آهل البيت الطاهر وانما لكل المسلمين....
اللافت للنظر كان موقف الصفويين القادمين من دولة الفرس الحاقدة... فهم أولا أنزووا مطأطأي الرؤوس، وتحدثوا بكلمات مبهمة، كلها كذب ودجل وخداع، ادعوا أنهم مع المسلمين ومع العرب ومع وحدة الامة الاسلامية، وانهم لايفرقون بين هذا المسلم وذاك، ويرفضون شتم الصحابة وأمهات المؤمنين... و.....و..... وكان الذي يتحدث بهذا الكلام الدجلي (نسبة الى الدجل) ما يسمى ..... كذا..... تسخيري... فانبرى له أحد علماء جمهورية السودان (الدكتور عصام بشير) ليقول بما معناه: انه جميل ان يتحدث علماء "ايران" عن الوحدة الاسلامية، وجميل أن يرفضوا شتم الصحابة وأمهات المؤمنين، وجميل أن يدعوا للتقريب بين المذاهب ولكن الكلام وحده لا يكفي، إذ أننا نريد شيء على أرض الواقع.. وهذا الواقع جسدناه نحن في السودان في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، حين قامت السفارة الايرانية بدس بعض الكتب في المعرض، والتي تحمل في طياتها السم الزعاف، والتي تنفث الحقد "الصفوي الفارسي" على صحابة الرسول وأمهات المؤمنين، ما دعا القائمين على هذا المعرض الى سحب تلك الكتب وارجاعها الى سفارة ايران في الخرطوم... ما نريده من الاخوة في ايران ليس رفض شتم الصحابة بالكلام فقط، بل نريد ترجمة عملية لهذا الرفض والا ما فائدة وجودنا في هذا المؤتمر؟!!
والغريب أن تسخيري هذا هو نفسه الذي ألف الكتب التي تشنع بقبيح الكلام على الصحابة - وخاصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وكذلك الكتب التي فيها اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالافعال القبيحة والعياذ بالله، ونسب لها ما لم ينسبه مسلم الى مسلمة، هذا عدا عن شتم معاوية ويزيد والامويين بشكل عام... ثم يأتي في هذا المؤتمر ليتحدث بصوت كصوت المخنوق وليتبجح بالقول اننا في ايران نرفض شتم الصحابة ونرفض الطعن ونرفض ونرفض ونرفض.... لم يدري ان المسلم الحق يرفضه ويرفض الدولة التي جاء منها....على أن من تابع المؤتمر أيضا لن ينسى كلمة رائعة لعالم بحريني اعتقد أنه من السادة الموسوية، والذي طالب علنا بهدم ضريح المجرم الكافر ابي لؤلؤة المجوسي قاتل سيدنا عمر بن الخطاب، واعتبره أساس الفتنة، وان التقريب الحقيقي يجب أن يبدأ بهدم ذلك الضريح المجوسي، وأذكر أنه قال: انه كيف يمكننا أن نتقارب مع الاخوة السنة وفي ايران يزورون ضريح مجوسي كافر ويمجدونه لقتله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟!!!
والمشكلة تكمن ايها المسلمون في انه حين تمت مفاتحة تسخيري بذلك الضريح ادعى أنه لا يعلم شيئا عنه ولم يراه!!! فقال بالحرف الواحد ((أبدا.. أنا حقيقة لم أره، لكن الأنباء التي سمعتها تؤكد أنه ليس مبنى فخما أو شيئا من هذا القبيل، ولا يزوره أحد)) أما زميله محمد على آذر شب، الاستاذ بجامعة طهران، فيقول ردا على اثارة موضوع مزار أبي لؤلؤة خلال مؤتمر الدوحة، إن هذا "المقام" يعبر عن تيار ديني معين، ولا يمكن لدعاة التقريب أن يطلبوا ازالته..... لاحظوا التناقض بين عضوين في نفس الوفد !!!! والطامة الكبرى ان تسخيري لم يسمع عن أبولؤلؤة الكثير!!!! عالم درس الدين الاسلامي كما يدعي لم يسمع ان الخليفة عمر بن الخطاب قتل على يد هذا المجرم ؟؟!!!
وحين مواجهته بما قاله زميله في نفس الوفد عن ذلك المزار قال: لم أسمع منه هذا الكلام خلال جلسة المؤتمر، لكنها عموما قضية سخيفة لا تحتاج لمطالبة ولا معنى لطرحها أصلا. وعن امكانية ازالة هذا المزار.. أجاب: "لا أدري والله..... على كل نحن نحقق هل يوجد مزار بهذا الشكل.. ونتابع ذلك حتى نقتلع الفتنة من جذورها..... ولكني أوصي بعدم الاهتمام به إطلاقا فهو شئ سخيف جدا؟؟!!! سبحان الله.... حين تواجههم ببعض الحقائق عنهم يعتبرونها شيء سخيف جدا ولايجب الأخذ به؟؟!! هكذا وبكل وقاحة... شيء سخيف لايجد الأخذ به!!!!!
شيء جميل فعلا أن يتقرب المسلمون لبعضهم البعض، وشيء جميل أن يجتمع المسلمون على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه، وإذا كان التشيع هو حب الرسول وآل بيته وصحابته، فليشهد التاريخ أنني شيعي، واذا كان مذهب أهل السنة يعني الاخذ بسنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه والسير على هداها فليشهد التاريخ أنني سني... لكن كيف لي أن أتقرب مع من يريد قتلي؟؟ كيف لي أن أتقرب مع من يتحالف مع عدوي بالليل ويدعي عداوته بالنهار؟ كيف لي أن أتقرب مع من يشتم ويطعن ويشنع (خفية وتقية) على صحابة الرسول ومن نتبارك بذكر أسمائهم؟ كيف لي التقرب مع من حرف في مذهب الامام جعفر الصادق وتقول عليه وعلى ال البيت ونسب اليهم كلام لم يقولوه ولم يتفوهوا به ؟ كيف لي أن أتقرب مع من ينتظر شخصا غاب في السرداب منذ الف وثلاثمائة عام وهو يعتقد انه لازال حيا يرزق وحين يخرج سيعمل سيفه بالعرب فلا يبقي منهم ولايذر؟؟ كيف لي أنا المسلم العراقي أن أتقرب مع الفارسي الذي يدعم الاحتلال الصهيوصليبي لبلادي ويدعم فرق وميليشيات الموت التي تقتل وتسفك دماء العرب من اهل بلادي ؟؟ سواء كانوا نصارى ام مسلمين بدعوى الانتقام ممن اذلوهم في القادسيتين المجيدتين الاولى والثانية ؟؟ كيف لي أن أن أتقرب مع من يطلب اعمال السيف بالمسلم "الوهابي" لأنه كافر نجس (حسب زعمه) واذا قتل الوهابي او البعثي فإن أبواب الجنة ستفتح له؟؟ بالله عليكم هل شخص يدعو لهذا مثل من يتخذ اسما حركيا عربيا "حازم الاعرجي" بينما هو فارسي محسوب على دولة الفرس، يجب التقريب معه ام يجب قتاله وسحله في شوارع النجف وكربلاء وارساله جيفة قذرة منتنة الى ماخور قم الذي جاء منه؟؟
هؤلاء القوم، إما يعلمون وإما لايعلمون، أن المسلم السني هو متشيع للرسول وال بيته ومحب لهم بالضرورة، وان المسلم الشيعي هو سني بالقول والفعل، وهل يصلي المسلم إلا مقلدا للرسول وصحابته وآل بيته ؟ لكن هم لايريدوننا أن نكون مسلمين شيعة......لا..... هم يريدوننا أن نكون صفويين ساسانيين كسرويين، فإيران وكل ملاليها أصغر وأعجز من أن تعلمني أنا المسلم العربي ديني..... فلكي تكون صفويا بنظرهم وعرفهم، وليس شيعيا..... انتبهوا رجاءا ايها الاخوة..... هم لايريدوننا مسلمين شيعة، هم يريدوننا أن نكون صفويون... فلكي نكون صفويين ونسلم من ذبحهم وسيفهم يجب علينا شتم الصحابة، وخاصة الشيخين الكريمين ابي بكر وعمر....(رضي الله عنهما)... وكذلك أن نشتم أمهات المؤمنين، ونلعن معاوية ويزيد... ونلعن الامويين كلهم بلا استثناء، لأنهم مغتصبين للخلافة!!!! ونلعن الامين والمأمون، ونغير في صفحات تاريخنا، نشتم هارون الرشيد، ونجعله زير نساء، ونجعل من فتوحاته أنها جاءت لغرض دنيوي، وان نسخر من مقولته للسحابة (امطري حيث تشائين فإن خراجك راجع الي) يريدوننا ان نقول ان هارون الرشيد كان ماديا يحب الدنيا، ولذلك قام بفتوحاته تلك... وعلى كل حال هم يطلقون عليها مسمى غزوات وليس فتوحات... يريدوننا أن نتبرأ من البطل العظيم صلاح الدين الايوبي....ولامانع أن نجعله بائع خمر متجول.... يريدوننا أن نمجد بكورش ورستم وكسرى... وأن نجعل من سيدنا علي رضي الله عنه فارسي الاصل، وان الحسين تزوج من فارسية، وان صورته هي هذه التي يرفعونها زورا في هذه الايام المباركة....فإذا فعلنا كل هذا، فسوف ننال رضاهم وسندخل الجنة التي وعدهم بها مهديهم المنتظر!!!!
لقد كان اللافت جدا للنظر في أيام عاشوراء هذه، هو هذا التهجم الشديد والمتواصل على بني أمية، وعلى الامويين، وراحت قرائح "السادة" تتفتق على مسميات اخترعوها عن بني أمية... وآخر ما صدر عنهم مسمى (الاعلام الأموي)!!!!! فهذا المسمى هو آخر تقليعة صدرت في هذه الايام....... يعني مسمى جديد وآخر طبعة..... ولا أدري إن كانت حوزة قم ســتخرج بتقليعـة أخرى (ضم الهمزة أو فتحها سيان بالمناسبة، واللبيب من الاشارة يفهم) في الأيام القادمة.... وهذا المسمى (الاعلام الأموي) يوازي كلمة كان يحلو لعدو العزيز الحكيم تردادها دائما، وهي (الارهاب الأموي).... فكنت اقلب بين المحطات، واذ بمحطة تدعى السلام (لا أعمل دعاية لها أبدا) كانت تنقل محاضرة من النجف، لفتى معمم، يرتدي السواد، يدعي انه ينسب للسادة الموسوية، يتلعثم بالكلمات والآيات... ما انفك يردد هذا المسمى الغريب (الإعلام الأموي) كانت الكاميرا تصوره لوحده، فتصورت أنا أنه يلقي محاضرة يحضرها المئات بل الألوف... باعتباره "سيد" ثم جالت الكاميرا حوله وراحت تصور الحاضرين المستمعين لمحاضرته، واذ بهم – صدقوني ولا أبالغ القول – أنهم لايتجاوزون الخمسة عشر!!!! بعضهم يكاد ينام لأنه كبير السن، وبعضهم منشغل بترتيب اغراضه في حضنه... والبعض الاخر راح ينظر للكاميرا ويبتسم لها!!!! ولا أريد تكرار السموم والقذارات التي فاحت منه كي لا أؤذي القاريء بها... لكن جل حديثه كان سب فلان وشتم فلان والطعن في فلان ولعن فلان...
أما عدو العزيز الحكيم وما خرج منه من قيء وقيح فهو أدهى وأمر وأكبر مصيبة....ولن أذكر أي من كلامه هنا كي لا ألوث صفحات البصرة الغراء بها..... لا أدري ما مشكلة هؤلاء القوم مع الامويين ومع خلفاء بني أمية، ومع معاوية بن أبي سفيان وأبيه، وما هذا الهجوم الشديد على كاتب الوحي... وأكاد أقسم بالله لولا انهم فرس أبناء فرس لما تهجموا بهذا الشكل الرخيص على صحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه، بصرف النظر عن موقفه من سيدنا علي وواقعة صفين الاليمة التي درات بينهما، فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وسوف لن يسألنا الله عز وجل عما كانوا يفعلون...
لكن حسبنا كمسلمين أن نورد حديثا قاله الرسول صلوات ربي وسلامه ورحمته عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الابرار الاغرار الميامين في الصحابة... فمن غير المعقول أن نسمح لمجوس الأمة أن يتهجموا على صحابي عاصر الرسول عليه الصلاة والسلام يلقب بـ كاتب الوحي....ويظهروه على أنه كان ماجنا فاسقا سكيرا عربيدا قاتلا لايرحم وفاجرا لايعرف صلاة ولا صوم....وأعني بهذا معاوية....
فعَنْ أَبِي بُرْدَة ، عَنْ أَبِيهِ قَال: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ، قَالَ: فَجَلَسْنَا؛ فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَال: مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ: أَحْسَنْتُمْ، أَوْ أَصَبْتُمْ، قَال: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ. رواه مسلم (2531).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَه.
فهل اطلع من يدرس في حوزة قم على هذين الحديثين أم شطبوهما كما شطبوا أسماء أبناء الحسين بن علي رضي الله عنه الذين استشهدوا معه في واقعة الطف الاليمة وكانوا يحملون أسماء أبي بكر وعمر ؟!!! وهل اطلعوا على ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة أم شطبوا هذا من الكتب كما شطبوا غيره..
فبعد مضي عامان على صلح الحديبية، ونقضته قريش، وخشيت مكة من عاقبه ذلك، قرر النبي فتح مكة، وكان ذلك في العام الثامن للهجرة، وأخذ الجيش الإسلامي يتجه إلى مكة، وكان ذلك في العاشر من رمضان، لقد كانت رغبة الرسول عليه الصلاة والسلام ان يطهر بيت الله الحرام من الأوثان ومن كل ماعلق منه من أمور الجاهلية، كما انه كان يرغب في ان يدخل أهل مكة الإسلام بعد ان عرفوا ما فيه من فضائل وقيم وأخلاقيات تحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ووصلت الأخبار إلى مكة، فرأت أنه لاقبل لهم بجيش المسلمين.. خاصة عندما رأوا من بعيد معسكر المسلمين بالليل وقد أوقدت النيران امام المعسكر، فرأت قريش من القوة مالم تره من قبل، وخرج أبوسفيان بنفسه ليرى هذا المشهد، فرأى النيران تملأ الوادي، واحس بحنكة القائد انه لا أمل في انتصار قريش على المسلمين... فسأل العباس عم النبي عليه الصلاة والسلام... ما الحيلة يا أبا الفضل، فداك أبي وأمي؟! فأجابه العباس:
والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك.....فاركب عجز هذه البغلة حتى أتي بك رسول الله فاستأمنه لك.... وركب ابوسفيان البغلة خلف العباس متجها نحو الرسول، وفي الصباح قابل الرسول الكريم فقال له الرسول:
ويحك يا ابا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم انه لا إله إلا الله....؟؟
فقال أبوسفيان:
بأبي أنت وأمي.. ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لقد ظننت انه لو كان مع الله إلها آخر لأغنى عنا شيئا بعد....
فقال له عليه الصلاة والسلام:
ويحيك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟؟
فقال أبوسفيان:
بأبي أنت وأمي: ما أحلمك وأكرمك وأوصلك.... أما هذه فإن في النفس منها حتى الان شيئا....
فقال له العباس:
ويحك اسلم، واشهد شهادة الحق قبل ان تضرب عنقك....
فقال أبوسفيان:
نعم.... أشهد أن لا إله الله، وأشهد ان محمدا رسول الله
فقال العباس للرسول:
يارسول الله ان أباسفيان رجل يحب الفخر.. فأجعل له شيئا....
قال النبي صلى الله عليه وسلم
دعه ينادي في قريش: من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن'
ورأى ابوسفيان قوة المسلمين، خاصة عندما رأى النبي في المهاجرين والأنصار وهي الكتيبة الخضراء فقال للعباس:
لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما....
قال العباس:
ويحك إنها النبوة....
قال أبوسفيان
نعم إذن....
وأخذ أبوسفيان ينادي في الناس: يامعشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن.....
نحزن ولاشك لمقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه وسلام الله عليه، ونتألم لتلك الواقعة الاليمة المفجعة، ونحن كمسلمين، لدينا والحمد لله شيء من العقل، وليس كل العقل (أنا عن نفسي)... نقول ما قاله شيخ الاسلام بن تيمية عن هذه الواقعة الاليمة: قتل الحسين رضي الله عنه مصيبة من أعظم المصائب ينبغي لكل مسلم إذا ذكرها أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولو كره عضو من أعضائنا الحسين أو أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لتبرأنا من هذا العضو ولبترناه، لكننا نحبهم الحب الشرعي السنُي الصحيح الموافق لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لا الحب الصفوي والسبئي الغريب على الأمة وعلى الملّة وعلى السماء وعلى الأرض....
فحب سيدنا الحسين رضي الله عنه لايعني لعن صحابة جده عليه الصلاة والسلام، ولا يعني إقامة هذه الاحتفالات الصاخبة الغوغائية الهمجية، ولايعني ذلك الضرب المخيف بالسيوف والزناجيل والسكاكين، ولايعني اراقة الدماء بذلك الشكل الهمجي المغولي، ولايعني التجمع في إحدى ساحات لندن والضرب على الصدور ولطمها والضرب على الظهور بالسكاكين وسط دهشة الانجليز وصعقهم لهذا المشهد الجاهلي... فهل هذا من الاسلام في شيء ؟؟
يعني حين يحدثنا أحد المعممين عن حب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه سلم للحسين وتنتفخ أوداجه وتحمر خدوده وهو يورد ما يقول انها دلائل صحيحة... فما هو الشيء الجديد الذي جاءنا به؟ فكل مسلم يعلم ان الحسن والحسين ريحانتا رسول الله وقرة عينه، وكل مسلم يعلم أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكل مسلم يعلم مكانة الحسن والحسين في قلوب المسلمين جميعا، وليس الحسنين فحسب، بل أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وباقي العشرة المبشرين بالجنة وجميع ال بيت الرسول عليه الصلاة والسلام... فلماذا هذا الشحن الطائفي المقيت ولماذا هذا اللعن ولماذا هذه الطقوس المجوسية الصفوية الكسروية الغريبة على الاسلام والتي ليست منه أبدا؟؟؟ ثم لماذا هذا التمجيد الزائد عن الحد بالحسين رضي الله عنه وفداه نفسي... تمجيد يصل الى رفعه لمرتبة تصل لمصاف الانبياء عليهم الصلاة والسلام... تمجيد لن يرضى عنه سيدنا الحسين أبدا، ولو كان حيا يرزق لتبرأ منه كما تبرأ موسى من كفرة بنو اسرائيل... أيعقل يا مسلم حين يكتبون ويخططون على اليافطات اسم الحسين رضي الله عنه يكتبون بعده صلوات الله وسلامه عليه وحين يخططون اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يكون بعدها حرف (ص)؟؟؟ لماذا هذا التمجيد لسيدنا الحسين حتى ليظن البعض من غير المسلمين أن الحسين هو نبي الشيعة وان محمد هو نبي السنة؟؟ وقد حصل... فسأل غير مسلم مسلما، هل الحسين هو نبي الشيعة ومحمد هو نبي السنة ؟ فبالله عليكم ماذا سيكون الجواب حينها وماذا ستقول لهذا الذي يسألك لم هؤلاء يضربون أنفسهم بالسيوف والسكاكين؟؟
استباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين، وذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، والآن تُهدَّم المساجد في العراق ويُقتل الأئمة وتُبقر بطون الحوامل وتحرَّق الجثث ويُختطف الناس من بيوتهم وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين، وتشكل فرق الموت بحجة الثأر للحسين، وينادون بأعلى أصواتهم سنثأر للحسين (يثأرون ممن ؟)
إن المنطق الذي يقول: إن مليار مسلم كلهم رضي بقتل الحسين وكلهم ناصبوا العداء لأهل البيت منطق يخالف النقل والعقل والتاريخ، ومعناه إلغاء أهل الإسلام والقضاء على كل موحِّد في الأرض، هل من المقبول والمعقول أن يجتمع مئات الملايين من العلماء والخلفاء والحكماء والزُّهاد والعُبّاد والمصلحين ويتواطئوا على الرضا بقتل الحسين والسكوت على هذه الجريمة الشنعاء ؟!
لماذا لا يُحَكّم العقل ويسأل نفسه الذي يمشي وراء السراب ويصدق الوهم ويؤمن بالخرافة ؟ هل من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية صفوية ملفّقة كاذبة خاطئة تكفِّر الصحابة والتابعين ودول الإسلام وتتبرأ من أبي بكر وعمر وأصحاب بدرٍ وأهل بيعة الرضوان ومن نزل الوحي بتزكيتهم وأخبر الله أنه رضي عنهم ؟ متى تُكف المجزرة الظالمة الآثمة التي أقامها الصفويون ضد كل مسلم ومؤمن تحت مظلة الثأر للحسين ؟
نحن أولى بالحسين ديناً وملَّة، ونسباً وصهراً، وحباً وولاءً، وأرضاً وبيتاً، وتاريخاً وجغرافيا، ارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا عنّا خنجر الغدر فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء قلوبنا بمصرع الحسين: جاؤُوا بِرَأْسِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمّدٍ مُتَزَمِّلاً بِدِمائِهِ تَزْمِيلا ويُكَبِّرونَ بِأَنْ قُتِلْتَ وإنّما قَتَلوا بكَ التّكْبيرَ والتّهْليلاَ....
يعني لابد للمرء أن يسأل هؤلاء المجانين الذين يضربون أنفسهم بالسيوف، أليس الأولى توجيه هذه السيوف الى بطون المحتل الصفوي الصهيوني الصليبي ؟ اليس الاولى توجيه هذه السكاكين وذبح رؤوس من خرب دياركم ونهب أموالكم واستباح أعراضكم وحرق الأخضر واليابس في عراقكم ؟ أما كان جهادا بالفعل مثل جهاد الحسين رضي الله عنه لو قلنا يا خيل الله اركبي وتوحدنا لاخراج المحتل وتطهير أرض العراق منه ؟ أيعقل أن نقول اننا حسينيون ننهج نهج الحسين رضي الله عنه وهناك من يتحالف مع المجوس الذين قتلوا الحسين وشردوا أهله؟؟ ألم تسألو عدو العزيز الحكيم لم يتحالف مع من يطلقون عليه لقب الشيطان الاكبر ولماذا ذهب الى بيت الشيطان الاكبر وجلس مع قاتل أبناء الحسين واقرباء الحسين ؟ اليس هذا معمما صفويا كاذبا دجالا منافقا ؟؟
أيهما أولى بأن نبكي ونلطم وننتحب عليه.. الحسين أم العراق ؟ الحسين شهيدا سعيدا سيدا من سادات أهل الجنة، ولابكاء على الشهداء ولاعزاء في الشهداء...وهو حتما، فداه نفسي وروحي، لن يرضى عما يقومون به، ومؤكد أنه بريء من هذه الافعال الغير اسلامية... وهو لم يطلب من أحد البكاء عليه أو النحيب او اللطم او الزحف على البطون والركض مثل المجانين او مثل الثيران الهائجة... وهذا ما اسموه ركضة طويرج... بالله عليكم متى حدثت هذه واين وكيف.... وكيف علموا أنها كانت على هذا الشكل؟؟؟ والله ان الصور التي نشرتها الفضائيات ومواقع الانترنت ووكالات الانباء العالمية لما حدث أمس في العراق وفي غيره من الدول لهي صور مخجلة ومعيبة ومهينة بنفس الوقت لكل مسلم....
اما العراق... وما يجري في العراق... أفلا يدمي القلب ويجزع النفس ويلوع الكبد ويذيب الفؤاد ويدمع العين حتى لتكاد تعمى من كثرة البكاء على ما يجري فيه من قتل وتهجير وتشريد ونهب وسلب وسرقة واستباحة جثث مرمية في الشوارع بالعشرات عليها آثار تعذيب ؟ يبكون على شهيد في مقعد صدق، في جنات عرضها السموات والارض، بجوار جده المصطفى صلوات الله وسلامه عليه استشهد منذ الف واربعمائة عام، ويضحكون على ذبح شعب بأكمله يذبح يوميا أمام ناظريهم... وفيهم القريب والصديق والاخ والعم والخال... فما لهم كيف يحكمون ؟؟
مَرحباً يا عراقُ جئتُ أغنّي لك وبعضٌ من الغناءِ بكاءُ فجراح الحسين بعض جراحي، وبِصَدرِي من الأسى كربلاءُ..... الحسين ليس بحاجة إلى مآتم وولائم، تزيد الأمة هزائم إلى هزائم..... رحم الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله علياً وفاطمة في الخالدين ورضي الله عن الشيخين الكريمين أبي بكر وعمر....
فصلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.. ورضي الله عن آل بيتك الطيبين الطاهرين وسلام الله عليهم أجمعين، وعلى الصحابة الابرار الى يوم الدين...
محمد رسول الله أنت الشفيع وليس غيرك يشفع
لله نورك يا رسول الله يهدي العباد ونور علمك يسطع
علمتنا نيل المطالب بالتقى وأنت التقي المتواضع
وجمعت شمل المسلمين بكعبة يأوي اليها كل قلب يخشع
من خاف ربك يا نبي فقد نجا وفاز في الجنة أعلى المواضع
يا آية الرحمن أنت نبينا فاشفع لنا يا سيدي منك الشفاعة تنفع
صلى عليك الله يا علم الهدى كلما نور النهار يطلع
د. صباح محمد سعيد الراوي
كييف – أوكرانيا
31.01.2007
ملاحظة: الامانة تقتضي القول بأن بعض ما في هذا المقال مقتبس من مقال منشور على شبكة البصرة بعنوان من قتل الحسين، للشيخ عائض القرني....
شبكة البصرة
الاربعاء 13 محرم 1427 / 31 كانون الثاني 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس