ali2004
05-01-2007, 03:09 PM
أخذوا الأسد وتركوا الكلاب
شبكة البصرة
بقلم : محمود شنب
فى صلاة فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك دعوت ربى وأنا ساجد ـ قل لا يعلم الغيب إلا الله ـ دعوته بأن ينجى الله الرئيس المجاهد صدام حسين من أيدى الطغاة وأن يفك أسره... وعندما عدت إلى بيتى رأيت كل الوجوه حزينة.. هذا ينتحب، وهذا يبكى.. هالنى ما رأيت.. الله أكبر.. ما الذى حدث.. إننا فى فجر أول أيام العيد.. نظرت إلى كل الوجوه.. ما من أحد غائب.. نظرت ثانيًا.. ما من أحد يشكومن ألم أومرض أومشكلة، فلا أحد يتجمع حول أحد.. الكل فى نفسه وفى مكانه يبكى وينتحب.. ارتفعت ضربات قلبى وتوالت دقاته.. لم يقطع الصمت غير جرس التليفون.. إنه شقيقى الأكبر يخبرنى بأن صدام قد أعدم!!!!!!!
على أقرب مقعد جلست ولا شئ على لسانى غير: إنا لله وإنا إليه راجعون..
لا حول ولا قوة إلا بالله..
الله أكبر..
الله أكبر..
الله أكبر..
فعلها الكلاب..
فعلها الأنجاس..
فعلها الطغاة..
فعلوها أولاد الحرام..
نجحوا فى اقتحام البيوت علينا..
فرضوا الحزن على الجميع..
لم يدخلوا علينا فى هذه المرة من الأبواب أوالنوافذ أومن على أسطح المنازل..
دخلوا علينا عبر شاشات التلفاز ليفرضوا الحزن علينا فى عيدنا ويسلبوا الفرحة التى أحلها الله لنا..
لم يدخلوا البيوت بل دخلوا الأجساد..
لم يدخلوا الأجساد بل دخلوا الصدور..
لم يدخلوا الصدور لكنهم دخلوا القلوب..
بل سويداء القلب..
طعنوا المسلمين فى مقتل..
كلب واشنطن وكلب العراق تمكنا من نشر الحزن فى كل بيوت المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها..
فى شتى بقاع الدنيا..
لم يحدث ذلك من قبل فى كل تاريخ المسلمين!!..
لقد تعدوا حدود الكفر..
تعدوا حدود الإجرام..
وصلوا إلى مراتب من الشناعة والبشاعة لم نعهدها من قبل....
ارتشفت قليلاً من الماء وتأكدت من صحة الخبر ثم عدت إلى المسجد..
وجدت الكل فى تجمعات كبيرة وصغيرة وحديث الإعدام على لسان الجميع..
استقبلنى إمام المسجد وهدأ من روعى وأخذ بيدى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.. البقاء لله..
إنه يعلم جيدًا قدر ومنزلة صدام فى قلبى..
همس إلى ونحن نجلس فى ركن من أركان المسجد قائلاً: لا تجزع يا أخى لقد أكرمه الله بالشهادة وتلك مشيئة الله والخير دائمًا فى اختيار الله..
قلت له ودموعى تذرف: لقد رد الله دعوتى.. لقد دعوت له فى صلاة الفجر بأن ينجيه من أعداءه ويفك أسره..
قال الشيخ: بل قبلت دعوتك يا أخى ولم تـُرد.. لقد أبدله الله دار خير من داره وأهل خير من أهله ونجاه من القوم الظالمين.. أى فضل هذا يا أخى.. إنها النجاة التى ما بعدها حزن ولا ضيق.. لقد تحمل الرجل ما تنوء عن حمله الجبال.. أبتلى فى صحته وفى أهله وفى ولده وفى وطنه ولم ينهار.. لقد ثبته الله بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وأحسن خاتمته.. لم ينهى حياته بالانتحار ولا باتفاق مذل مع الأعداء.. لم يمت يا أخى ميتة الجبناء ولم يهرب مثلما هرب غيره بل مات على أرضه تاركـًا شعبًا يقاوم وبلدًا يجاهد.. لم ينحنى أمام تلك الأمواج العاتية، ولم ينهار أمام أى طاغية.. عاش فترات حياته الأخيرة يفترش الأرض ويلتحف السماء ويغسل ملابسه بنفسه متحملاً أذى الأعداء وشماتة العملاء....
كانت موعظة الشيخ أقرب إلى الخطبة أراحتنى وأراحت الكثيرين غيرى.. بعدها خشى الشيخ من التفاف الناس حولنا فقام وأخذنى بيده وأجلسنى إلى جواره فى الصف الأول وفتح المذياع على التكبير والتهليل.. والدموع فى أعين الجميع.
سرحت قليلاً وفكرت فى العراق وما أصاب أهله وما أصاب رئيسه وقلت أى ظلم هذا يا رب...!!
لعنة الله عليك يا مبارك..
لعنة الله عليك يا خادم الحرميين..
لعنة الله عليك يا عبد الله بن حسين..
لعنة الله عليكم أجمعين فأنتم أساس كل بلاء وسبب كل مصيبة وأساس كل فتنة..
لعنة الله عليكم صباح مساء يا خدام أمريكا.. أنتم فى الأرض يا كفرة وصدام فى السماء.. انتقل إلى الرفيق الأعلى تاركـًا شعبًا يقاوم وعاصمة لم ينالوا منها حتى اليوم بعد أن انتحر على أسوارها أكثر من ثلاثة آلاف علج أمريكى نتن.. لم يمت صدام إلا بعد ن ترك المقاومة على أقدامها وترك العراق مقاومًا وغير محتلاً، فالمقاومة تنفى الاحتلال فالاحتلال يكون حيث يكون الخنوع والاستكانة ويكون عندما يرتع المحتل مطمئنـًا فى أوطاننا وينام ويمشى فى شوارعنا دون خوف.. الاحتلال الحقيقى نراه فى مصر والسعودية وسائر أوطاننا العربية حيث يرتع فيها الخونة دون مقاومة ودون اعتراض.. إن الأرض تهتز فى العراق على مدار الساعة وعلى مدار اليوم..
تذكرت سخرية الخونة واستهزائهم من قول القائد ان الغزاة سوف ينتحروا على أسوار بغداد.. ضحك أيامها الخونة بعد سقوط بغداد وخرجت التعليقات والنكات وظنوا قول صدام نوع من التهريج الذى ألفوه من قادتهم وحكامهم... واليوم وبعد كل هذا الدمار والخراب لم يزد حظ الخونة والغزاة من بغداد شبرًا واحدًا يتعدى حدود المنطقة الخضراء.
إن استشهاد البطل الأسطورى على هذا النحوهوفضل من الله ونعمة.. لقد بيض وجوه كل أحرار العالم، وسود وجوه الخونة والظلمة والعملاء واللصوص.. لقد أراحه الله من تلك الوجوه الكئيبة القذرة واستبدله بحور العين وجنات النعيم والفردوس الأعلى.
لقد علمنا الإسلام أن ندعوالله فى كل حين قائلين ومتضرعين (اللهم اجعل الحياة لنا زيادة فى كل خير، واجعل الموت لنا راحة من كل شر).
فى يوم من الأيام تهجم عباس العقاد فى محاضرة له على أمير الشعراء أحمد شوقى، فقال له بعض الحضور: إن الرجل قد مات، فقال لهم العقاد: إن رأيى فى شوقى أفضل من رأيكم.. أنتم ترونه قد مات، وأنا أراه مازال حيًا.
سيبقى صدام فى شعبه ما بقيت المقاومة، وستخلد ذكراه، وسيضاف جهاده إلى رصيد الأمة، وستكون ذكراه أطول عمرًا من عمر شانقه.
أما عن كل ما حدث له من أذى وإهانة وتشفى لحظات إعدامه فإن العيب إذا خرج من أهل العيب فليس بعيب، وكل إناء ينضح بما فيه، ومهما حدث فلن يحدث له ما حدث لرسولنا الكريم فى صدر دعوته.. أبولهب فعل فى الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يفعله أحد.. لقد أمر ولديه عتبه وعتيبه بأن يطلقا بنتى رسول الله وكانتا مخطوبتين لهما، فذهب عتبه إلى الرسول وقال له: إنى فارقت ابنتك ورفضت الزواج منها، أما عتيبه فقد ذهب إلى النبى وهوجالس بين أصحابه وبصق فى وجهه الكريم وأخبره بأنه يرفض نسبه، فدعىَ عليه النبى صلى الله عليه وسلم وقال: ((اللهم سلط عليه كلبًا من كلاب الأرض)) فلما علم بذلك أبولهب خاف على ولده وجعله دائمًا إلى جواره حتى جاءت رحلة الصيف وخرجوا للتجارة جعله أبولهب وسط قومه، وعندما نام الجميع جاء سبع كبير وراح يمشى بين أفراد القافلة ويشمهم واحدًا واحدًا حتى وصل إلى عتيبه ونزعه من بينهم وضربه ضربة شديدة قتلته أمام قومه.
إن الله يمهل ولا يهمل، وسنرى فى الظلمة يومًا أسود من يوم عاد وثمود..
اللهم اجعل دم صدام لعنة على من شنقوه إلى يوم القيامة..
اللهم احصهم عددًا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدًا..
اللهم اجعل فترة محنته وغربته وسجنه وتعذيبه والتشفى فيه تكفيرًا له عما ارتكب من سيئات..
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى وأطلعه على منزلة من خانوه فى النار يا منتقم يا جبار.
*****
يا رب...
ألهمنى الثبات حتى أقوى على الكتابة..
والصبر على ما أصابنى حتى أقوى على الصمود..
فالخطب عظيم..
والجرح أليم..
والخسارة فادحة..
ألهمنى القدرة على أن أصنع إكليل من زهور الكلمات على قبر من لا تعبر عنه الكلمات..
ألهمنى القدرة على نعى نفسى ونعى قدوتى وقائدى وأخى ووالدى وقرة عينى وسيدى..
ألهمنى القدرة على التماسك حتى لا أشمت بإنكسارى من سبونى فى صدام واتهمونى فى حبه بالخيانة والعمالة..
ألهمنى القدرة على تحمل ألم الفراق وفقد أسد العراق وتجرع كأس الصبر..
لم أكتب عن حبيبى منذ أمد بعيد، فالخطر دخل البيوت وامتد آثره وغطى مساحة الوطن كله.. انشغلنا عن العراق فى لبنان، وانشغلنا عن فلسطين فى الصومال، وعن الشيشان فى السودان، وعن أفغانستان فى سوريا.. وعن الجميع بأنفسنا... انشغلنا عن الآخرين بما يحدث لنا، ففى مصر كل شئ صار مستباحًا، وما لم تدمره المعارك دمرته أصابع الخونة، ففى الوقت الذى لا يجد الفقراء فيه كسرة الخبز يكون أحمد عز ثروة تعدت الـ 60 مليار فى أقل من عشر سنوات، ويعاير الحزب الوطنى بما أنفقه عليه فى الانتخابات، ويرد عليه زكريا عزمى بأنه أخذ أضعاف ما صرفه مئات المرات وأنه فى ثلاثة أيام فى البورصة نهب ثلاثة مليارات!!
انشغلت عن صدام لا جفاء.. انشغلت عنه قهرًا وألمًا.. لم يكن بعدى عنه هجر وإنما قرب، ولم أغير مواقفى منه وإنما تشبعت بتلك المواقف وتشرفت بها..
لقد عقد حبى لصدام لسانى عن النطق، ولقد عشت أمينـًا لحبه، فكان تفكيرى فيه حب وسرحانى فيه حب.. وصمتى فيه حب ونطقى فيه حب.. وسرى فيه حب وجهرى فيه حب.. حتى إننى من كثرة الحب يأست وقلت فى نفسى: فى ظروف كالتى يعيشها هذا البطل بأى شئ يمكن أن يفيد الحب.. كنت أتمنى لوكان لى قدرة قادر على تخليصه وفك أسره.. كنت أتمنى لوأغير من مواقف الخونة ـ مبارك وعبدالله ـ من أجل أن يعلموا قدره ويفقهوا قوله..
كنت أتمنى لووضعونى فى الزنزانة بدلاً منه وتركوه لقومه.. كنت أحلم بيوم خلاصه وتحريره لكى يهرب العملاء من قبل أن تهرب أمريكا..
كنت أردد فى صمتى وجهرى : بأبى أنت وأمى يا صدام.. فداك أهلى وعشيرتى.. فداك أولادى وأحفادى صغيرهم وكبيرهم.. يا من ضحيت بأولادك وأحفادك من أجل أولادنا وأحفادنا..
لقد أحببت صدام وهوفى الأسر أكثر مما أحببته وهورئيس، وأحببته وهوشهيد أكثر مما أحببته وهوحى..
لقد بحثوا عن بطولة فى العراق بعد كل هذا التدمير والخراب فلم يجدوا فقرروا إعدامه... من أجل ذلك قال لهم ولأذنابهم وهوعلى منصة الإعدام: أهكذا تكون الرجولة؟!!
عزائى فيك يا صدام أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وإن من البلاء كفارة ومن الشدة تنقية وبشارة، وأن الله يبتلى أحبابه أكثر مما يبتلى أعداءه، ولسوف تمضى الحياة بكل ما فيها.. حلوها ومرها.. نعيمها وعذابها.. صالحها وطالحها.. أكواخها وقصورها.. سجونها ومنتجعاتها.. فطوبى لمن قابل ربه على شهادة وهوشهيد، وطوبى لمن لم يضعف أمام أهواء النفس ويغرق فى شهواته وملذاته ومطالب الدنيا التى هى دنيا دنيئة ووضيعة لا تساوى عند الله جناح بعوضة.
كان الصعب عند صدام سهل عند غيره، وكان السهل عنده صعب عند غيره.. الصعب عنده أن يتنازل أويخون وكان هذا أسهل ما عند الآخرين، وكان السهل عنده أن يبنى ويجاهد ويتحدى ويقاتل وكان هذا صعب على الآخرين!!
ما كان أسهل أن يكون مثل سارق الحرمين ولص القاهرة وعاهر الأردن، فما البطولة فيما يفعلوه فى كل تصرفاتهم.. إنهم يخونوا لا أكثر ولا أقل!!
ما كان أسهل أن يعترف بإسرائيل ويحمى حدود مُلكه بحماية حدودها شأنه فى ذلك شأن باقى الحكام العرب!!
ما كان أسهل أن يحج كل عام إلى البيت الأبيض وينام على أعتابه أسبوع من قبل أن يحظى بشرف لقاء سيده!!
ما كان أسهل أن يعطى البترول لهم دون مقابل ويحرم الشعب من خيرات بلاده!!
ما كان أسهل أن يدير الظهر لفلسطين وللصومال ولكل ديار المسلمين!!
ما كان أسهل أن يصبح مثلهم فكل أعمالهم وضيعة وليس فيها بطولة ولا عرق ولا جهد!!
إنهم كالساقطة التى لا تفعل شيئـًا غير أن ترفع سيقانها ثم تقبض الأجر..
الأعمال القذرة لا تحتاج إلى عبقرية ولا جهد.. كل ما تحتاجه هوترك دين ونقض عهد!!
هل من يبيع شرفه ويجبر أهله على البغاء يكون بطلاً؟!!
هل يكلفه هذا الأمر شئ؟!!
يستطيع المرء أن يصبح مليونيرًا إذا كان خائنـًا وعميلاً وديوثـًا، وهذا ما يفعله الحاكم الوضيع الذى يعلونجمه بالخيانة ويرتفع رصيده بالحرام لكنه فى الوقت نفسه يسقط من عين شعبه ويفقد احترام نفسه وقومه!!
لوكنت مثلما قالوا يا صدام لوضعتك أمريكا بين جفونها وأسكنك الحكام العرب بين جنباتهم وجعلوك تتربع وسط قلوبهم...!!
لوكنت مثلما قالوا يا صدام ما كان هناك داعى لأن تفقد أمريكا من جنودها أكثر من ثلاثة آلاف طبقـًا للمصادر الرسمية وما يزيد عن الخمسة عشر ألفـًا طبقـًا لما هوواقع وحادث على أرض الميدان...!!
لوكنت مثلما أرادوا يا صدام لدام عرشك وارتفعت جدرانه ولحصلت على الألقاب والأوسمة واليناشين من غير قتال أومعارك...!!
لكنك يا صدام كنت من نسيج آخر ومن معدن آخر ومن نهج آخر ومن فكر آخر... لقد كنت باختصار: حاكم آخر.
حتى سقطتك الوحيدة مع إيران كانوا هم أعوانك فيها وكانوا هم الداعمين والمساندين والفاعلين الحقيقيين... اليوم يعايرك إعلامهم بما أعانوك عليه أمس، وعندما رجعت إلى الله هرولوا إلى الشيطان وخافوا من توبتك واستعاذوا بشياطينهم منك لينقذوهم من التائب العابد الراكع الساجد الحامد الشاكر الجالس على الحدود!!
يوم وافقهم صدام على الباطل أحبوه وأعانوه، ويوم خالفهم فى الحق أسلموه وخانوه، ورغم كل ما فعلوه إلا إننى أرى من بين الخلائق من هم أشر منهم حيث هناك من اعتبر ضلال صدام مثل هداه وجهاده مثل رقاده وذلته مثل توبته.. هناك من البشر من وقف عند النصف الأول من حياة رابعة العدوية ولم يهتموا بالنصف الآخر الخاص بالجهاد ونصرة الإسلام.
لقد تشابهت ردود الأفعال كثيرًا على إعدام صدام حتى تطابقت النظرات المختلفة تطابقـًا غريبًا... فصار الموقف الإيرانى من إعدام صدام "عدل إلهى" تمامًا وبنفس اللفظ الذى عبرت به إسرائيل عن موقفها من ذلك، وتطابق الموقف السعودى والمصرى كالعادة وسجلوا اعتراضهم فقط على التوقيت وليس على الإعدام نفسه!!
ولقد كان أسفى الشديد حين استمعت إلى تعليق المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر حين علق على الحكم الصادر بإعدام صدام قائلاً ـ وهذه الكلمات أنقلها بالنص ليعلم الجميع كم نحن فى فتنة لا حدود لها.. لقد قال المرشد العام : (إن الجرائم العديدة التى ارتكبها صدام حسين لا توازى جرائم الإحتلال، وأن صدام حسين كان طاغية وأساء للعراق وشعبه إساءات بالغة وهى التى أدت بالعراق إلى هذا الوضع المأسوى).
هذا كلام خطير وفيه جور كثير ولا يمكن لعاقل تمريره أوإغماض العين عنه لمجرد هوى النفس وحب الإخوان ومرشدهم، فالحق أحق أن يتبع، وحب المرشد لا يمنعنا من قول الحق فيه وفيما يخرج من فمه.
لقد تساوت تصريحات المرشد مع تصريحات بوش وبلير ومع تصريحات الظلمة والخونة فأى شئ باقٍ ومن أين تأتى المصداقية فيما يقوله بعد ذلك؟!!
أين أخلاق الإسلام وآداب الإسلام وتعاليم الإسلام؟!!
أين حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ((المسلم أخوالمسلم لا يظلمه ولا يخذله)) وحديثه : ((أنصر أخاك ظالمًا أومظلومًا)) وقول الله تعالى : ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض))؟!!
أين مبادئ الإسلام يا فضيلة المرشد؟!!
لماذا لم يستشعر المرشد توبة صدام منذ أمد بعيد؟!!
لماذا لم يضع جهاده فى ميزان تقييمه، وحفاظه على ثروات بلاده فى الإعتبار؟!!
لماذا وقف عند ذنوبه وتغافل عن حسناته؟!!
هل شق عن صدر صدام وعلم ما به؟!!
((أهم يقسمون رحمة ربك)) الآية 32 ـ الزخرف.
لماذا لم ينصفه حيًا ولا ميتـًا ولم يذكر جهاده ولا مساندته لشهداء فلسطين ونصرته للمجاهدين ومساندته للحق؟!!
لماذا لم يذكره بما هوأهل له وتغاضى عن مساندته لكل الدول العربية والإسلامية بما فيهم الكويت قبل أن تفسد أمريكا حكامه؟!!
لماذا وقف المرشد فى الجانب الآخر سواء كان ذلك عن عمد أوغير عمد؟!!
وهل يملك من الشجاعة مراجعة ما قاله وتصويب بيانه وفق الكتاب والسنة؟!!
إن فضيلة الشيخ الشعراوى عليه رحمة الله فعل شئ مثل ذلك مع عبدالناصر بعد هزيمة 67 فسجد لله شاكرًا وشامتـًا فى عبدالناصر فأراه الله فى منامه ما صحح به موقفه فذهب فى اليوم التالى إلى قبر عبدالناصر وقرأ له الفاتحة وترحم عليه، وصرح لجريدة الأهرام المسائى فى 10/1/1997 وكشف عن هذا السر وقال : (لقد زرت قبر عبدالناصر تنفيذا لرؤيا رأيتها فى منامى، وأظن أن رؤاى تكون خيرًا بإذن الله) ثم عدد محاسن عبدالناصر وقال: (إن عبدالناصر خدم الأزهر الشريف وجعل التعليم فيه مجانـًا وشيد من الجامعات الأزهرية الكثير لخدمة الدين الإسلامى، وهذا لا يمنع أنه ارتكب العديد من الأخطاء ولى تحفظات على تصرفاته وكل إنسان خطاء وخير الخطائين التوابون ثم إننى لا أخشى فى الله لومة لائم وأظن أننى سأقابل ربى بعملى وليس بعمل شخص غيرى).
ماذا لوقال المرشد العام مثل هذا القول؟!!
وماذا لوقال مقولة حق فى زعيم لم ترى منه مصر إلا كل خير ووفاء واحترام؟!!
إننا نكن للمرشد العام كل تقدير واحترام لكن شأنه شأن غيره ليس معصومًا من الخطأ، ولقد وقفنا مع أنصاره فى الانتخابات الأخيرة وكنا على حق وكانوا على حق، فهل هذا هوجزاء الإحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!
الجميع شهد لصدام ـ رحمة الله عليه ـ بالتقى والصلاح، ويكفى قيادته فى سنوات حكمه الأخيرة لحملة الإيمان التى أغلق فيها الملاهى ودور اللهووشيد المساجد والمعاهد والمصانع وأفرج عن كل المساجين وفك كرب المكروبين.
لماذا نقف عند معاركه مع إيران وقتله للخونة من أبناء وطنه؟!!
وما قضية الدجيل إلا واحدة من عجائب الزمان حيث حاكمت السلطات من حاول قتل الرئيس وأطلقوا النيران عليه أثناء حربه مع إيران وكانوا مدعومين من إيران وكانت إيران أول من أذاعت الخبر!!
لماذا قامت قيامة الدنيا عندما تعرض مبارك لمحاولة إغتيال فاشلة فى أديس أبابا وبسببها فرضت أمريكا الحصار على السودان وتحرك مجلس الأمن وأدان وتقطعت العلاقات وتعددت العقوبات ولم تكن مصر فى حرب كالتى كان فيها العراق؟!!
لقد شاهدنا الرئيس العراقى وسط شعبه وبين قومه حتى أثناء القتال، ولقد سار بينهم وسط شوارع بغداد قبل سقوط بغداد بيوم واحد، فأين الذين يكرهونه والكل كان يحمل السلاح ويستطيع قتله لوأراد؟!!
لماذا لم يغتالوه وهوأعزل بدون طائرات ولا دبابات ولا حراسة ولا قوة؟!!
إن الزيف لا يصمد طويلاً، وصدام لم يكن ديكتاتورًا كما صوروه لنا.. لقد كان قاسيًا فقط مع الخونة وكل من أراد بالعراق سوءًا ومن أجل ذلك حافظ على وحدة شعب العراق ووحدة ترابه، وهذا ما كاد أمريكا وأعوانها.
لقد تعود المشاهد العربى ـ ولا أقول المواطن العربى بعدما صرنا مشاهدين ولسنا مواطنين فللمواطن حقوق وواجبات، ولم تعد لنا فى أوطاننا لا حقوق ولا واجبات.. أصبحنا نشاهد الأحداث ولا نصنعها ولا نشارك فيها ولا نقوم منكر ولا نؤيد حق.. لم نفعل شيئـًا للعراق ولا فلسطين ولا لبنان ولا السودان.. لم نفعل شيئـًا لأنفسنا ولم نقاوم جحافل الاحتلال المحلى التى يقودها مبارك.. من أجل ذلك خرجنا من توصيف المواطنة وانتقلنا إلى مواقع المشاهدة ـ من أجل ذلك أقول لقد تعود المشاهد العربى على مشاهدة حكامه وهم يركبون الطائرة أويهبطون منها أويستقبلون زوارهم أويودعوهم.. نشاهدهم وهم فى قصورهم ومنتجعاتهم مرفهين ومدللين ومنعمين.. لا نشاهدهم إلا على هذا الشكل، أما صدام فكان شيئـًا آخر.. كان مختلفـًا شكلاً وموضوعًا.. يحمل أشياء ما حملها غيره.. يحمل مصحف فى يد ويحمل سلاح فى اليد الأخرى ويزهوبكلا الأمرين.. يجاهر بالقرآن ويجاهر بالسلاح، ونحن لا نجاهر إلا بالأغانى والاستهزاء بالدين، وما واقعة فاروق حسنى ببعيدة.. هذا السافل المنحط الذى أعد له مجلس الشعب جلسة أسماها الإعلام الرسمى جلسة "رد الإعتبار" وذلك فى أعقاب تصريحاته الكافرة بخصوص الحجاب والذى لم يتنازل عنها حتى اليوم، لكنه فعل ما أرشده إليه أسياده لتفادى الأزمة الحادثة من أجل أن يبقى وزيرًا للثقافة يطبع الكتب التى تسب الله ورسوله ويسخر من أوامر الله وأحكامه... هل كان بمقدور وزير عراقى فعل ذلك فى عهد صدام؟!!
من أجل ذلك قالوا عنه ديكتاتور وظالم!!
صدام لم يكن ديكتاتورًا لكنه كان يضع الخطوط الفاضلة بين الولاء لله والبراء من الكفار.. كان يضع الحدود الفاصلة بين الإخلاص والخيانة وبين المواطنة والعمالة وبين الخيرين من شعبه والأشرار ممن وظفتهم أمريكا، وما كانت تأخذه الرأفة بمن تعد حدوده وخان دينه وشعبه.
لدينا الآن فى مصر من يدافعوا عن العملاء والجواسيس واللصوص والخونة.. لدينا فى مصر من يدافع عن الشذوذ ويدافع عن العرى ويدافع عن مواقف مبارك المخزية تجاه قضايا الأمة.. لدينا فى مصر من يسمم الشعب جهارًا نهارًا ويسرق الدولة صباح مساء ويتخابر مع الصهاينة ويغذى العداوة بين المسلمين والأقباط وينهب قوت الشعب ويدمر التعليم والصناعة... ومبارك يتفرج، فكيف لا يحقد على أمثال صدام؟!!
لقد كان صدام عظيمًا وعزيزًا وكريمًا وذونخوة ورجولة.. كان صاحب مواقف وكان يعتز بعروبته ولا يخشى إلا الله.. أعدم الجاسوس البريطانى لحظة صدور الحكم عليه ولم يفرج عن عزام عزام وآل مصراتى ويشنق سليمان خاطر..
استكثروا عليه محاكمته لمن حاولوا قتله فى الدجيل ولم يستكثروا على نظام مبارك الفتك بمواطن بور سعيد المسكين الذى حاول الإقتراب من موكب الرئيس شاهرًا ورقة كتب فيها مظلمته التى رفعها فى الهواء والتى لا يحمل غيرها فانهال عليه الرصاص من كل جانب دون محاكمة وتركوه كالغربال فى الطريق العام وأعلن النظام الفاسد عن نجاة الرئيس من محاولة إغتيال فاشلة فى بور سعيد ليتخلص من الجريمة وجاراهم الرئيس فى ذلك حتى لا يفضحهم ولم يأمر حتى بإجراء تحقيق صورى ضد من ارتكبوا تلك الجريمة الشنعاء!!
صدام كان إنسان يجالس الناس البسطاء فى منازلهم ويتجول بينهم فى الشوارع ويأمر أتباعه بالعدل وعدم الجور، وكان يقول لقضاة العراق: أنا لا أعرف عدلكم إلا إذا حكمتم على أبناء المسئولين إذا أخطأوا، ويوم حكموا على ابن أحد الوزراء المقربين من صدام كرم القضاه وقدرهم، وهكذا يكون الحاكم العادل والقائد النبيل.
الحكام العرب كانت تحرقهم نظرة الرئيس الأمريكى لهم، أما صدام فقد حارب العديد من رؤساء أمريكا، وحارب أمريكا لقرابة عقدين من الزمان.. تبدل عليه حكام أمريكا الواحد وراء الآخر.. المجرم وراء اللص.. الإبن وراء الإبن، وكان كل حاكم يسلمه للحاكم الذى يليه وكأنها حلقة مصارعة وانتهى الجميع وبقى صدام يبنى ويزرع ويعمر وينتج فى ظل حصار قاسى لم يعرف له التاريخ مثيلا!!
لقد جربت أمريكا معه كل صنوف العداء.. استعملت الخونة وجندت العملاء وفشلت فى النيل من العراق.. ضربت عليه حصارًا جائرًا وظالمًا من أجل أن يركع فجعل من الحصار سبيلاً للإبداع والابتكار والاعتماد على الذات.. جمعت له أمريكا ثلاثون دولة وحاربته وفشلت فى كسر إرادته.. فرضت عليه حظرًا للطيران وحظرًا على التعامل بالبيع أوالشراء وجعلت الجميع ضده بما فيهم الحكام العرب، ولم يزده ذلك إلا صبرًا وإيمانـًا وعزة ومكانة.. حاربته أمريكا لأكثر من خمسة عشر عامًا ولم تفلح فى احتلال شبر من العراق ولم يركع.. استخدمت ضده الأسلحة المحرمة وغير المحرمة وما هومعروف منها وما هوغير معروف وطوعت مجلس الأمن لهواها وإرادتها ثم خالفته وتحركت فى الحرب الأخيرة من غير موافقته وجيشت له الجيوش من كل الملل والأجناس وتصرفت بسببه تصرفات منفلتة وغير أخلاقية ولم يلين ولم يركع.. دخلوا عليه من دول الجوار وبمدد من المال والسلاح العربى ولم يركع.. وعن طريق الخونة ألقت القبض عليه لكنه لم يركع.. أظهروه عبر وسائل الإعلام فى صور مهينة ومقززة فلم يزده ذلك إلا عزة وكرامة.. أرادوا كسر إرادته لكنهم فشلوا.. سجنوه لم يركع.. عذبوه لم يركع.. أطلعوا عليه الخونة فى سجنه من أجل كسر شوكته وعزته ومن خلال التشفى فيه وسوء الخلق معه لكنهم فشلوا.. قتلوا أولاده ومثلوا بجثثهم ولم يركع.. شردوا أهله ودمروا ملكه ولم يركع.. نصبوا له المحاكمات الباطلة وتحكموا فى الصوت والصورة فجعل من المحاكمة محاكمة لهم ولعملائهم.. أذاقوه كل صنوف العذاب وظل على مدى 40 جلسة صامدًا وصابرًا.. لم يذكر أى من أبناؤه ولم يتحدث عن تضحياته.. تكلم عن شعبه وأمته.. ساوموه على النجاة مقابل إيقاف حدة المقاومة فقال لهم: رفضت ذلك والعراق معافى فكيف أقبله وقد صار "خرابه"؟!!.. عقدوا العزم على قتله لكنهم أرادوا ميتة تقلل من قدره.. فعلوا معه ما لا يمكن فعله وما لا يخطر على قلب بشر وتركوه فى خلوات كثيرة مع نفسه لعل الشيطان يقدر عليه ويوسوس له بما لم توسوس به شياطين الإنس فتحصن بالقرآن ولم يضعف.. تصور الخونة أنه من المفترض وفى مثل هذا السن أن يخور وينهار ويبحث عن مخرج لما هوفيه لكنه صمد.. أوصد كل الأبواب فى وجه شياطين الإنس والجن ولم يترك للشيطان فرصة فى أن يخدعه ويرسم له طريق الخلاص وأن يلقى إليه أفكارًا تقوده للنجاة وعن طريقها تكون سوء الخاتمة فاعتصم بالله فثبته الله ووقف إلى جواره، وبعدما استنفذوا كل السبل قرروا شنقه والتخلص منه فولاية الإبن بوش قاربت على الإنتهاء ويريد أن يبحث عن أى نصر بعدما فشل الأب والإبن والروح الشريرة فى هؤلاء القوم وانتصرت مبادئ صدام.. من أجل ذلك أضلهم الله ولم يلهمهم التخلص من صدام بطريقة أخرى فكانت النهاية التى أرادها صدام وعمل لها كثيرًا وما استطاعوا أن يحرموه منها.
كان بإمكانهم شنقه فى محبسه والإدعاء بأنه هوالذى شنق نفسه، وتلك خاتمة سيئة لا تليق بمجاهد فى وزن صدام حسين سواء صدقها البعض أوكذبها... كان بإمكانهم أن يتركوه حتى يموت من الجوع أوالبرد أوالمرض.. كان من السهل عليهم فعل أى شئ لكن الله أعماهم، وصدق الله العظيم حين قال : ((ويُضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)).
ولوقدر لصدام أن يختار نهايته ما اختار أفضل مما اختاره له الأعداء، ويا سبحان الله لقد كان مشهد إعدامه وشنقه أقرب إلى المشهد التمثيلى منه إلى الشنق الحقيقى.. لقد شاهدنا الثبات والإيمان والحركة الطبيعية ولم نشاهد أدنى ضعف أوارتباك أوشرود أوإذلال أوسقوط من الخوف.. لم يكن فى المشهد أدنى شئ من الواقعية رغم الواقع المحسوس والمشاهد، لكنه الثبات على الإيمان ((يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)).
لقد تعامل صدام مع حبل المشنقة على أنه الرحاب الواسعة والطريق إلى الملأ الأعلى.. شاهد فى الحبل الجنة ومكانته السامية.. من أجل ذلك نطق الشهادتين بلسان عربى مبين.. لم يتلعثم ولم يتردد رغم كل أجواء الحقد التى أعدوها له ممن صلوا على محمد ومحمد منهم برئ بعدما خانوا الأمانة وخانوا الرسالة وتعاونوا مع الأعداء.
لقد حارب صدام فى زمن الإنكسار العربى، وقاتل الأعداء بشرف ورجولة، وعاش بين الحكام العرب كالرجل الصالح الذى يعيش وسط أقوام يتباهوا بالمنكرات.. عاش كالنبت الطيب وسط حقول المخدرات، فجاء الخونة ونزعوا الطيب وتركوا الخبيث.. أخذوا الأسد وتركوا الكلاب!!
لقد عاش صدام وهويحمل اسم تتكون أغلب حروفه من حروف الإعدام وهذا ما لا يحمله أى اسم آخر، فحمل روحه على كفه وقدمها تقربًا إلى الله وفى سبيل أمته..
يذكرنى صمود صدام بصمود جبال "تورا بورا" التى تحملت جحيم القصف دون أن تفصح عن أسامه بن لادن.. تحملت القصف واحتفظت فى جنباتها بالخير والصلاح.. لم تركع ولم تلين ولم تلفظ من احتمى بها.. إنها الوصف الأقرب لثبات أنبل وأشرف وأكرم وأعظم حاكم عربى فى العصر الحديث ومنذ سقوط الخلافة حتى الآن.
يذكرنى صدام بالأم المؤمنة التى قتل فرعون أولادها الثلاثة الواحد وراء الآخر من أجل أن تكفر وتجعل لله أندادًا فثبتت على الإيمان ولم تكفر بالعزيز من أجل الوضيع وضحت بأولادها فى سبيل عقيدتها، وهكذا فعل صدام الذى تحمل من الكوارث والأذى ما تنوء عن حمله الجبال، وردد مثلما ردد المسلمون الأوائل (أحد.. أحد) ولم يردد مثلما يردد خادم الحرمين ومبارك (بوش.. بوش).
لقد كان صدام حسين النموذج الرسمى للمقاومة، وكان الشيخ أسامه بن لادن النموذج الشعبى والجناح الآخر لتلك المقاومة.. كل منهم حارب أمريكا بأسلوبه وقدراته، وكل منهم ضحى بماله ونفسه ولقى الله على شهادة.
إن النماذج الطيبة لا تموت أبدًا وتظل حية من أجل أن تظل أفكارها عظيمة.
إننا نعيش فى زمن استثنائى من الإجرام الذى لا يعرف الحدود، فطوبى لمن قاوم، وطوبى لمن جاهد وعرف أن أغلال الدنيا لا تساوى شيئـًا أمام أغلال الآخرة، وأن خزى الدنيا لا يساوى شيئـًا أمام خزى الآخرة يوم لا يخزى الله المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين ايمانهم، وما يفرح له مبارك اليوم ومعه ملك الأردن والسعودية وكل من على شاكلتهم سوف يدفعوا ثمنه لا محالة عند الوقوف أمام الله يوم لا تنفعهم أمريكا ولا ينفعهم الشيطان... يقول تعالى: ((وَلَوتَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ـ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ـ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) الآيات 31 : 33 ـ سورة سبأ.
وفى كل الأحوال نقول الحمد لله.. الحمد لله أولاً وآخرًا.. ظاهرًا وباطنـًا.. فى السراء والضراء.. الحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه.. الحمد لله الذى جعل الخير فيما نكره والشر فيما نحب، وقال عز من قائل : ((وعسى أن تكرهوا شيئـًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا)).
سبحانك ربى سبحانك.. سبحانك ما أعظم شأنك.. لك الملك وحدك ولك الكبرياء من الأرض.. يدعى بوش أنه يحيى ويميت وتتركه يلهوويفرح، ويدعى أنه يُعز ويُـذل ـ يعز جابر الكويت ويزل صدام العراق ـ فتتركه يغتر ويمرح، ويدعى أنه القادر على فعل كل شئ فتتركه يتباهى ويمزح... حتى إذا أخذته أخذته أخذ عزيز مقتدر.
سبحانك يا رب.. ما كنا نبغى إعدام صدام، لكنك تختار لنا ما تحبه لنا حتى لوغم علينا فهم ذلك.. نزرف الدموع على من نفقد ونشطاط غيظـًا لما نشاهد وأنت أعلم بنا منا.. نبكى أشلاء شهيد والشهيد ينعم فى جناتك... سبحان الله العظيم!!
يا رب إغفر لنا جهلنا، فإن كنا نبكى صدام فإننا نبكى الفراق مثلما بكينا من قبل العراق..
نبكى قهر الحكام وقهر الأعداء مثلما بكينا ضياع النخوة والرجولة..
نبكى الوفاء والمروءة ونبكى الضعف وقلة الحيلة..
نبكى على هذا ونبكى من هذا..
نبكى من فراق صدام ونبكى على ما أصاب العراق..
نبكى من القهر ونبكى على النخوة..
نبكى من الضعف ونبكى على الوفاء والمروءة..
سألونى: من أى الأوطان أنت؟؟
قلت: من تلك الأوطان التى إن تاب فيها الحاكم أسلموه للشيطان!!
قالوا: ومن أى الشعوب؟؟
قلت: من تلك التى تزرع ولا تحصد وتعطى ولا تأخذ وتملك ولا تحكم وتنام على رقص وتقوم على غناء وتصبح على ضيم وتنام على اكتئاب!!
قالوا: وأين حاكمكم؟؟
قلت: فى اجتماع دائم مع الشيطان الأكبر!!
قالوا: وأين عالِمكم؟؟
قلت: يأكل على بلاط السلطان ما لذ وطاب!!
قالوا: أأنت من مصر أم الدنيا؟؟
قلت: نعم.. ولكنها لم تعد ذيل الدنيا وقد لفها الخراب!!
يا رب...
لقد قهرنى صوت صدام وأوجعتنى شماتة الأعداء فيه، ولقد عَـلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعوذ بالله من قهر الرجال وشماتة الأعداء..
يا رب...
ندعوك ونسألك ألا ترحم من لم يرحموا صدام..
نسألك وقد خلت الساحة من الرجال ولا نعلم كم سننتظر حتى يظهر قائد جديد فى حجم صدام، فإلى من تكلنا.. هل إلى مقتدى الصدر، أم إلى المالكى، أم إلى عدوملكته أمرنا؟!!
يا رب...
أنت تعلم أن حكامنا صاروا كالكلاب التى يمسك سلاسلها بوش، فارحم ضعفنا وتولى أمرنا، فنحن لا ندرى أنلاقيها من الكلاب أم من راعى الكلاب؟!!
يا رب...
حكامنا كفره ولا ينقصهم الدليل، وأعوانهم فسقه ولا ينقصهم البرهان، فمن لنا يا رب فى كل من العراق ولبنان وأفغانستان والسودان والشيشان وفلسطين؟!!
من لنا فى مصر؟!!
من لنا فى السعودية؟!!
من لنا فى الأردن؟!!
من لنا فى كل ديار المسلمين؟!!
يا رب...
صارت بلادنا منتجعات لقادة الكفر واستراحات لجنودهم.. يأتون إلينا من كل حدب وصوب دون إذن وفى الوقت الذى يحددوه وحكامنا لا يعترضوا لكنهم يرتعدوا خيفة عليهم من أن يصيبهم أذى..
يا رب...
حرمت علينا الخروج على الحكام، فماذا نفعل يا رب؟!!
الحاكم الوحيد الذى كان لديه كرامة وشرف شنقوه لا بأيديهم ولكن بأصابع خونة ملثمين لا يعبروا عن دولة وإنما يعبروا عن عصابة..
يا رب...
حصنت حكامنا بعدم الخروج عليهم ولم تحصنا منهم، فأى شئ نفعله؟!!
يا رب...
كل شئ حولنا صرنا لا نستطيع الصبر عليه..
صرنا مثل نبيك موسى يوم صاحب العبد الصالح ورأى المصائب وتعجل السؤال ولم يدرى ماذا يفعل..
الأحداث تتوالى علينا والمصائب تجرى من حولنا ولا نعرف كيف نتصرف..
نرى الكوارث بأم أعيننا ولا نملك الخلاص..
أصبحت كل الأمور حولنا مثل "كهيعص" أحرف نؤمن بها ولكن لا نفهمها..
يا رب...
يا من وسعت رحمته كل شئ...
إرحمنا وإجعل للخلاص سبيلا..
إن أردنا الجهاد بأنفسنا منعنا الحكام، وإن أردنا الجهاد بأموالنا قفلوا علينا كل الأبواب وأصبح الدولار الذى يخرج للمجاهدين يُصرف عليه ألف دولار حتى يصل إليهم..
حتى الدعاء حرموه علينا فى مساجدنا وندواتنا..!!
نريد أن نفك الحصار عن المحاصرين ونرد الأذى عن المستضعفين..
نريد أن نفعل أى شئ يشفع لنا عندك..
يا رب...
ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا، فماذا نفعل؟!!
إن كانت الحرب على العراق من أجل صدام فإن صدام قد مات، فلما تستمر يا رب؟!!
وإن كانت الحرب الظالمة فى أفغانستان من أجل القضاء على القاعدة وطالبان، فلما الحرب على الصومال؟!!
لماذا الحرب فى فلسطين؟!!
لماذا الحرب فى السودان؟!!
لماذا الحرب فى لبنان؟!!
إنها الحرب على الإسلام...
حرب... القادة فيها حكامنا، والمبرر لها علماؤنا، والمروج لها مثقفونا، والمضلل لها إعلامنا..!!
هنا المالكى وهناك السنيوره..
هنا مشرف وهناك عباس..
هنا الحكومات العميلة وهناك عبد الله..
هنا مبارك كهل الكنانة وهناك عبد الله سليل الخيانة..
هنا عبد الله صالح وهناك خادم الحرمين..
إنهم كالبكتيريا.. يتكاثروا بالانقسام ويتجمعوا كالكلاب على كل من يحمل عصا أوفكر..
يا رب...
إن أراد الإخوان الإصلاح بالحكمة والقول الصالح قابلوهم بالافتراءات والأكاذيب وبالفعل الفاضح..
إنهم يحاصرون الخير فى كل مكان، ويمنعوا النور من الظهور بماكينات الكذب التى ينبعث منها دخان الضلال الذى يحجب الرؤيا ويحاصر العقول.
يا رب...
امنحنا القدرة على دحض الباطل وكشف الزيف..
امنحنا القدرة على مواجهة الحقيقة والرضا بقضائك..
أنصر إخواننا فى العراق الصابر واجمعهم على طريق المقاومة لدحر المحتل الغاصب، وارحم يا رب صدام الذى تحدى أمريكا فى عز جبروتها وقتل من جنودها ما لم تقتله كل الدول العربية مجتمعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
شبكة البصرة
الخميس 15 ذو الحجة 1427 / 4 كانون الثاني 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
بقلم : محمود شنب
فى صلاة فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك دعوت ربى وأنا ساجد ـ قل لا يعلم الغيب إلا الله ـ دعوته بأن ينجى الله الرئيس المجاهد صدام حسين من أيدى الطغاة وأن يفك أسره... وعندما عدت إلى بيتى رأيت كل الوجوه حزينة.. هذا ينتحب، وهذا يبكى.. هالنى ما رأيت.. الله أكبر.. ما الذى حدث.. إننا فى فجر أول أيام العيد.. نظرت إلى كل الوجوه.. ما من أحد غائب.. نظرت ثانيًا.. ما من أحد يشكومن ألم أومرض أومشكلة، فلا أحد يتجمع حول أحد.. الكل فى نفسه وفى مكانه يبكى وينتحب.. ارتفعت ضربات قلبى وتوالت دقاته.. لم يقطع الصمت غير جرس التليفون.. إنه شقيقى الأكبر يخبرنى بأن صدام قد أعدم!!!!!!!
على أقرب مقعد جلست ولا شئ على لسانى غير: إنا لله وإنا إليه راجعون..
لا حول ولا قوة إلا بالله..
الله أكبر..
الله أكبر..
الله أكبر..
فعلها الكلاب..
فعلها الأنجاس..
فعلها الطغاة..
فعلوها أولاد الحرام..
نجحوا فى اقتحام البيوت علينا..
فرضوا الحزن على الجميع..
لم يدخلوا علينا فى هذه المرة من الأبواب أوالنوافذ أومن على أسطح المنازل..
دخلوا علينا عبر شاشات التلفاز ليفرضوا الحزن علينا فى عيدنا ويسلبوا الفرحة التى أحلها الله لنا..
لم يدخلوا البيوت بل دخلوا الأجساد..
لم يدخلوا الأجساد بل دخلوا الصدور..
لم يدخلوا الصدور لكنهم دخلوا القلوب..
بل سويداء القلب..
طعنوا المسلمين فى مقتل..
كلب واشنطن وكلب العراق تمكنا من نشر الحزن فى كل بيوت المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها..
فى شتى بقاع الدنيا..
لم يحدث ذلك من قبل فى كل تاريخ المسلمين!!..
لقد تعدوا حدود الكفر..
تعدوا حدود الإجرام..
وصلوا إلى مراتب من الشناعة والبشاعة لم نعهدها من قبل....
ارتشفت قليلاً من الماء وتأكدت من صحة الخبر ثم عدت إلى المسجد..
وجدت الكل فى تجمعات كبيرة وصغيرة وحديث الإعدام على لسان الجميع..
استقبلنى إمام المسجد وهدأ من روعى وأخذ بيدى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.. البقاء لله..
إنه يعلم جيدًا قدر ومنزلة صدام فى قلبى..
همس إلى ونحن نجلس فى ركن من أركان المسجد قائلاً: لا تجزع يا أخى لقد أكرمه الله بالشهادة وتلك مشيئة الله والخير دائمًا فى اختيار الله..
قلت له ودموعى تذرف: لقد رد الله دعوتى.. لقد دعوت له فى صلاة الفجر بأن ينجيه من أعداءه ويفك أسره..
قال الشيخ: بل قبلت دعوتك يا أخى ولم تـُرد.. لقد أبدله الله دار خير من داره وأهل خير من أهله ونجاه من القوم الظالمين.. أى فضل هذا يا أخى.. إنها النجاة التى ما بعدها حزن ولا ضيق.. لقد تحمل الرجل ما تنوء عن حمله الجبال.. أبتلى فى صحته وفى أهله وفى ولده وفى وطنه ولم ينهار.. لقد ثبته الله بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وأحسن خاتمته.. لم ينهى حياته بالانتحار ولا باتفاق مذل مع الأعداء.. لم يمت يا أخى ميتة الجبناء ولم يهرب مثلما هرب غيره بل مات على أرضه تاركـًا شعبًا يقاوم وبلدًا يجاهد.. لم ينحنى أمام تلك الأمواج العاتية، ولم ينهار أمام أى طاغية.. عاش فترات حياته الأخيرة يفترش الأرض ويلتحف السماء ويغسل ملابسه بنفسه متحملاً أذى الأعداء وشماتة العملاء....
كانت موعظة الشيخ أقرب إلى الخطبة أراحتنى وأراحت الكثيرين غيرى.. بعدها خشى الشيخ من التفاف الناس حولنا فقام وأخذنى بيده وأجلسنى إلى جواره فى الصف الأول وفتح المذياع على التكبير والتهليل.. والدموع فى أعين الجميع.
سرحت قليلاً وفكرت فى العراق وما أصاب أهله وما أصاب رئيسه وقلت أى ظلم هذا يا رب...!!
لعنة الله عليك يا مبارك..
لعنة الله عليك يا خادم الحرميين..
لعنة الله عليك يا عبد الله بن حسين..
لعنة الله عليكم أجمعين فأنتم أساس كل بلاء وسبب كل مصيبة وأساس كل فتنة..
لعنة الله عليكم صباح مساء يا خدام أمريكا.. أنتم فى الأرض يا كفرة وصدام فى السماء.. انتقل إلى الرفيق الأعلى تاركـًا شعبًا يقاوم وعاصمة لم ينالوا منها حتى اليوم بعد أن انتحر على أسوارها أكثر من ثلاثة آلاف علج أمريكى نتن.. لم يمت صدام إلا بعد ن ترك المقاومة على أقدامها وترك العراق مقاومًا وغير محتلاً، فالمقاومة تنفى الاحتلال فالاحتلال يكون حيث يكون الخنوع والاستكانة ويكون عندما يرتع المحتل مطمئنـًا فى أوطاننا وينام ويمشى فى شوارعنا دون خوف.. الاحتلال الحقيقى نراه فى مصر والسعودية وسائر أوطاننا العربية حيث يرتع فيها الخونة دون مقاومة ودون اعتراض.. إن الأرض تهتز فى العراق على مدار الساعة وعلى مدار اليوم..
تذكرت سخرية الخونة واستهزائهم من قول القائد ان الغزاة سوف ينتحروا على أسوار بغداد.. ضحك أيامها الخونة بعد سقوط بغداد وخرجت التعليقات والنكات وظنوا قول صدام نوع من التهريج الذى ألفوه من قادتهم وحكامهم... واليوم وبعد كل هذا الدمار والخراب لم يزد حظ الخونة والغزاة من بغداد شبرًا واحدًا يتعدى حدود المنطقة الخضراء.
إن استشهاد البطل الأسطورى على هذا النحوهوفضل من الله ونعمة.. لقد بيض وجوه كل أحرار العالم، وسود وجوه الخونة والظلمة والعملاء واللصوص.. لقد أراحه الله من تلك الوجوه الكئيبة القذرة واستبدله بحور العين وجنات النعيم والفردوس الأعلى.
لقد علمنا الإسلام أن ندعوالله فى كل حين قائلين ومتضرعين (اللهم اجعل الحياة لنا زيادة فى كل خير، واجعل الموت لنا راحة من كل شر).
فى يوم من الأيام تهجم عباس العقاد فى محاضرة له على أمير الشعراء أحمد شوقى، فقال له بعض الحضور: إن الرجل قد مات، فقال لهم العقاد: إن رأيى فى شوقى أفضل من رأيكم.. أنتم ترونه قد مات، وأنا أراه مازال حيًا.
سيبقى صدام فى شعبه ما بقيت المقاومة، وستخلد ذكراه، وسيضاف جهاده إلى رصيد الأمة، وستكون ذكراه أطول عمرًا من عمر شانقه.
أما عن كل ما حدث له من أذى وإهانة وتشفى لحظات إعدامه فإن العيب إذا خرج من أهل العيب فليس بعيب، وكل إناء ينضح بما فيه، ومهما حدث فلن يحدث له ما حدث لرسولنا الكريم فى صدر دعوته.. أبولهب فعل فى الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يفعله أحد.. لقد أمر ولديه عتبه وعتيبه بأن يطلقا بنتى رسول الله وكانتا مخطوبتين لهما، فذهب عتبه إلى الرسول وقال له: إنى فارقت ابنتك ورفضت الزواج منها، أما عتيبه فقد ذهب إلى النبى وهوجالس بين أصحابه وبصق فى وجهه الكريم وأخبره بأنه يرفض نسبه، فدعىَ عليه النبى صلى الله عليه وسلم وقال: ((اللهم سلط عليه كلبًا من كلاب الأرض)) فلما علم بذلك أبولهب خاف على ولده وجعله دائمًا إلى جواره حتى جاءت رحلة الصيف وخرجوا للتجارة جعله أبولهب وسط قومه، وعندما نام الجميع جاء سبع كبير وراح يمشى بين أفراد القافلة ويشمهم واحدًا واحدًا حتى وصل إلى عتيبه ونزعه من بينهم وضربه ضربة شديدة قتلته أمام قومه.
إن الله يمهل ولا يهمل، وسنرى فى الظلمة يومًا أسود من يوم عاد وثمود..
اللهم اجعل دم صدام لعنة على من شنقوه إلى يوم القيامة..
اللهم احصهم عددًا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدًا..
اللهم اجعل فترة محنته وغربته وسجنه وتعذيبه والتشفى فيه تكفيرًا له عما ارتكب من سيئات..
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى وأطلعه على منزلة من خانوه فى النار يا منتقم يا جبار.
*****
يا رب...
ألهمنى الثبات حتى أقوى على الكتابة..
والصبر على ما أصابنى حتى أقوى على الصمود..
فالخطب عظيم..
والجرح أليم..
والخسارة فادحة..
ألهمنى القدرة على أن أصنع إكليل من زهور الكلمات على قبر من لا تعبر عنه الكلمات..
ألهمنى القدرة على نعى نفسى ونعى قدوتى وقائدى وأخى ووالدى وقرة عينى وسيدى..
ألهمنى القدرة على التماسك حتى لا أشمت بإنكسارى من سبونى فى صدام واتهمونى فى حبه بالخيانة والعمالة..
ألهمنى القدرة على تحمل ألم الفراق وفقد أسد العراق وتجرع كأس الصبر..
لم أكتب عن حبيبى منذ أمد بعيد، فالخطر دخل البيوت وامتد آثره وغطى مساحة الوطن كله.. انشغلنا عن العراق فى لبنان، وانشغلنا عن فلسطين فى الصومال، وعن الشيشان فى السودان، وعن أفغانستان فى سوريا.. وعن الجميع بأنفسنا... انشغلنا عن الآخرين بما يحدث لنا، ففى مصر كل شئ صار مستباحًا، وما لم تدمره المعارك دمرته أصابع الخونة، ففى الوقت الذى لا يجد الفقراء فيه كسرة الخبز يكون أحمد عز ثروة تعدت الـ 60 مليار فى أقل من عشر سنوات، ويعاير الحزب الوطنى بما أنفقه عليه فى الانتخابات، ويرد عليه زكريا عزمى بأنه أخذ أضعاف ما صرفه مئات المرات وأنه فى ثلاثة أيام فى البورصة نهب ثلاثة مليارات!!
انشغلت عن صدام لا جفاء.. انشغلت عنه قهرًا وألمًا.. لم يكن بعدى عنه هجر وإنما قرب، ولم أغير مواقفى منه وإنما تشبعت بتلك المواقف وتشرفت بها..
لقد عقد حبى لصدام لسانى عن النطق، ولقد عشت أمينـًا لحبه، فكان تفكيرى فيه حب وسرحانى فيه حب.. وصمتى فيه حب ونطقى فيه حب.. وسرى فيه حب وجهرى فيه حب.. حتى إننى من كثرة الحب يأست وقلت فى نفسى: فى ظروف كالتى يعيشها هذا البطل بأى شئ يمكن أن يفيد الحب.. كنت أتمنى لوكان لى قدرة قادر على تخليصه وفك أسره.. كنت أتمنى لوأغير من مواقف الخونة ـ مبارك وعبدالله ـ من أجل أن يعلموا قدره ويفقهوا قوله..
كنت أتمنى لووضعونى فى الزنزانة بدلاً منه وتركوه لقومه.. كنت أحلم بيوم خلاصه وتحريره لكى يهرب العملاء من قبل أن تهرب أمريكا..
كنت أردد فى صمتى وجهرى : بأبى أنت وأمى يا صدام.. فداك أهلى وعشيرتى.. فداك أولادى وأحفادى صغيرهم وكبيرهم.. يا من ضحيت بأولادك وأحفادك من أجل أولادنا وأحفادنا..
لقد أحببت صدام وهوفى الأسر أكثر مما أحببته وهورئيس، وأحببته وهوشهيد أكثر مما أحببته وهوحى..
لقد بحثوا عن بطولة فى العراق بعد كل هذا التدمير والخراب فلم يجدوا فقرروا إعدامه... من أجل ذلك قال لهم ولأذنابهم وهوعلى منصة الإعدام: أهكذا تكون الرجولة؟!!
عزائى فيك يا صدام أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وإن من البلاء كفارة ومن الشدة تنقية وبشارة، وأن الله يبتلى أحبابه أكثر مما يبتلى أعداءه، ولسوف تمضى الحياة بكل ما فيها.. حلوها ومرها.. نعيمها وعذابها.. صالحها وطالحها.. أكواخها وقصورها.. سجونها ومنتجعاتها.. فطوبى لمن قابل ربه على شهادة وهوشهيد، وطوبى لمن لم يضعف أمام أهواء النفس ويغرق فى شهواته وملذاته ومطالب الدنيا التى هى دنيا دنيئة ووضيعة لا تساوى عند الله جناح بعوضة.
كان الصعب عند صدام سهل عند غيره، وكان السهل عنده صعب عند غيره.. الصعب عنده أن يتنازل أويخون وكان هذا أسهل ما عند الآخرين، وكان السهل عنده أن يبنى ويجاهد ويتحدى ويقاتل وكان هذا صعب على الآخرين!!
ما كان أسهل أن يكون مثل سارق الحرمين ولص القاهرة وعاهر الأردن، فما البطولة فيما يفعلوه فى كل تصرفاتهم.. إنهم يخونوا لا أكثر ولا أقل!!
ما كان أسهل أن يعترف بإسرائيل ويحمى حدود مُلكه بحماية حدودها شأنه فى ذلك شأن باقى الحكام العرب!!
ما كان أسهل أن يحج كل عام إلى البيت الأبيض وينام على أعتابه أسبوع من قبل أن يحظى بشرف لقاء سيده!!
ما كان أسهل أن يعطى البترول لهم دون مقابل ويحرم الشعب من خيرات بلاده!!
ما كان أسهل أن يدير الظهر لفلسطين وللصومال ولكل ديار المسلمين!!
ما كان أسهل أن يصبح مثلهم فكل أعمالهم وضيعة وليس فيها بطولة ولا عرق ولا جهد!!
إنهم كالساقطة التى لا تفعل شيئـًا غير أن ترفع سيقانها ثم تقبض الأجر..
الأعمال القذرة لا تحتاج إلى عبقرية ولا جهد.. كل ما تحتاجه هوترك دين ونقض عهد!!
هل من يبيع شرفه ويجبر أهله على البغاء يكون بطلاً؟!!
هل يكلفه هذا الأمر شئ؟!!
يستطيع المرء أن يصبح مليونيرًا إذا كان خائنـًا وعميلاً وديوثـًا، وهذا ما يفعله الحاكم الوضيع الذى يعلونجمه بالخيانة ويرتفع رصيده بالحرام لكنه فى الوقت نفسه يسقط من عين شعبه ويفقد احترام نفسه وقومه!!
لوكنت مثلما قالوا يا صدام لوضعتك أمريكا بين جفونها وأسكنك الحكام العرب بين جنباتهم وجعلوك تتربع وسط قلوبهم...!!
لوكنت مثلما قالوا يا صدام ما كان هناك داعى لأن تفقد أمريكا من جنودها أكثر من ثلاثة آلاف طبقـًا للمصادر الرسمية وما يزيد عن الخمسة عشر ألفـًا طبقـًا لما هوواقع وحادث على أرض الميدان...!!
لوكنت مثلما أرادوا يا صدام لدام عرشك وارتفعت جدرانه ولحصلت على الألقاب والأوسمة واليناشين من غير قتال أومعارك...!!
لكنك يا صدام كنت من نسيج آخر ومن معدن آخر ومن نهج آخر ومن فكر آخر... لقد كنت باختصار: حاكم آخر.
حتى سقطتك الوحيدة مع إيران كانوا هم أعوانك فيها وكانوا هم الداعمين والمساندين والفاعلين الحقيقيين... اليوم يعايرك إعلامهم بما أعانوك عليه أمس، وعندما رجعت إلى الله هرولوا إلى الشيطان وخافوا من توبتك واستعاذوا بشياطينهم منك لينقذوهم من التائب العابد الراكع الساجد الحامد الشاكر الجالس على الحدود!!
يوم وافقهم صدام على الباطل أحبوه وأعانوه، ويوم خالفهم فى الحق أسلموه وخانوه، ورغم كل ما فعلوه إلا إننى أرى من بين الخلائق من هم أشر منهم حيث هناك من اعتبر ضلال صدام مثل هداه وجهاده مثل رقاده وذلته مثل توبته.. هناك من البشر من وقف عند النصف الأول من حياة رابعة العدوية ولم يهتموا بالنصف الآخر الخاص بالجهاد ونصرة الإسلام.
لقد تشابهت ردود الأفعال كثيرًا على إعدام صدام حتى تطابقت النظرات المختلفة تطابقـًا غريبًا... فصار الموقف الإيرانى من إعدام صدام "عدل إلهى" تمامًا وبنفس اللفظ الذى عبرت به إسرائيل عن موقفها من ذلك، وتطابق الموقف السعودى والمصرى كالعادة وسجلوا اعتراضهم فقط على التوقيت وليس على الإعدام نفسه!!
ولقد كان أسفى الشديد حين استمعت إلى تعليق المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر حين علق على الحكم الصادر بإعدام صدام قائلاً ـ وهذه الكلمات أنقلها بالنص ليعلم الجميع كم نحن فى فتنة لا حدود لها.. لقد قال المرشد العام : (إن الجرائم العديدة التى ارتكبها صدام حسين لا توازى جرائم الإحتلال، وأن صدام حسين كان طاغية وأساء للعراق وشعبه إساءات بالغة وهى التى أدت بالعراق إلى هذا الوضع المأسوى).
هذا كلام خطير وفيه جور كثير ولا يمكن لعاقل تمريره أوإغماض العين عنه لمجرد هوى النفس وحب الإخوان ومرشدهم، فالحق أحق أن يتبع، وحب المرشد لا يمنعنا من قول الحق فيه وفيما يخرج من فمه.
لقد تساوت تصريحات المرشد مع تصريحات بوش وبلير ومع تصريحات الظلمة والخونة فأى شئ باقٍ ومن أين تأتى المصداقية فيما يقوله بعد ذلك؟!!
أين أخلاق الإسلام وآداب الإسلام وتعاليم الإسلام؟!!
أين حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ((المسلم أخوالمسلم لا يظلمه ولا يخذله)) وحديثه : ((أنصر أخاك ظالمًا أومظلومًا)) وقول الله تعالى : ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض))؟!!
أين مبادئ الإسلام يا فضيلة المرشد؟!!
لماذا لم يستشعر المرشد توبة صدام منذ أمد بعيد؟!!
لماذا لم يضع جهاده فى ميزان تقييمه، وحفاظه على ثروات بلاده فى الإعتبار؟!!
لماذا وقف عند ذنوبه وتغافل عن حسناته؟!!
هل شق عن صدر صدام وعلم ما به؟!!
((أهم يقسمون رحمة ربك)) الآية 32 ـ الزخرف.
لماذا لم ينصفه حيًا ولا ميتـًا ولم يذكر جهاده ولا مساندته لشهداء فلسطين ونصرته للمجاهدين ومساندته للحق؟!!
لماذا لم يذكره بما هوأهل له وتغاضى عن مساندته لكل الدول العربية والإسلامية بما فيهم الكويت قبل أن تفسد أمريكا حكامه؟!!
لماذا وقف المرشد فى الجانب الآخر سواء كان ذلك عن عمد أوغير عمد؟!!
وهل يملك من الشجاعة مراجعة ما قاله وتصويب بيانه وفق الكتاب والسنة؟!!
إن فضيلة الشيخ الشعراوى عليه رحمة الله فعل شئ مثل ذلك مع عبدالناصر بعد هزيمة 67 فسجد لله شاكرًا وشامتـًا فى عبدالناصر فأراه الله فى منامه ما صحح به موقفه فذهب فى اليوم التالى إلى قبر عبدالناصر وقرأ له الفاتحة وترحم عليه، وصرح لجريدة الأهرام المسائى فى 10/1/1997 وكشف عن هذا السر وقال : (لقد زرت قبر عبدالناصر تنفيذا لرؤيا رأيتها فى منامى، وأظن أن رؤاى تكون خيرًا بإذن الله) ثم عدد محاسن عبدالناصر وقال: (إن عبدالناصر خدم الأزهر الشريف وجعل التعليم فيه مجانـًا وشيد من الجامعات الأزهرية الكثير لخدمة الدين الإسلامى، وهذا لا يمنع أنه ارتكب العديد من الأخطاء ولى تحفظات على تصرفاته وكل إنسان خطاء وخير الخطائين التوابون ثم إننى لا أخشى فى الله لومة لائم وأظن أننى سأقابل ربى بعملى وليس بعمل شخص غيرى).
ماذا لوقال المرشد العام مثل هذا القول؟!!
وماذا لوقال مقولة حق فى زعيم لم ترى منه مصر إلا كل خير ووفاء واحترام؟!!
إننا نكن للمرشد العام كل تقدير واحترام لكن شأنه شأن غيره ليس معصومًا من الخطأ، ولقد وقفنا مع أنصاره فى الانتخابات الأخيرة وكنا على حق وكانوا على حق، فهل هذا هوجزاء الإحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!
الجميع شهد لصدام ـ رحمة الله عليه ـ بالتقى والصلاح، ويكفى قيادته فى سنوات حكمه الأخيرة لحملة الإيمان التى أغلق فيها الملاهى ودور اللهووشيد المساجد والمعاهد والمصانع وأفرج عن كل المساجين وفك كرب المكروبين.
لماذا نقف عند معاركه مع إيران وقتله للخونة من أبناء وطنه؟!!
وما قضية الدجيل إلا واحدة من عجائب الزمان حيث حاكمت السلطات من حاول قتل الرئيس وأطلقوا النيران عليه أثناء حربه مع إيران وكانوا مدعومين من إيران وكانت إيران أول من أذاعت الخبر!!
لماذا قامت قيامة الدنيا عندما تعرض مبارك لمحاولة إغتيال فاشلة فى أديس أبابا وبسببها فرضت أمريكا الحصار على السودان وتحرك مجلس الأمن وأدان وتقطعت العلاقات وتعددت العقوبات ولم تكن مصر فى حرب كالتى كان فيها العراق؟!!
لقد شاهدنا الرئيس العراقى وسط شعبه وبين قومه حتى أثناء القتال، ولقد سار بينهم وسط شوارع بغداد قبل سقوط بغداد بيوم واحد، فأين الذين يكرهونه والكل كان يحمل السلاح ويستطيع قتله لوأراد؟!!
لماذا لم يغتالوه وهوأعزل بدون طائرات ولا دبابات ولا حراسة ولا قوة؟!!
إن الزيف لا يصمد طويلاً، وصدام لم يكن ديكتاتورًا كما صوروه لنا.. لقد كان قاسيًا فقط مع الخونة وكل من أراد بالعراق سوءًا ومن أجل ذلك حافظ على وحدة شعب العراق ووحدة ترابه، وهذا ما كاد أمريكا وأعوانها.
لقد تعود المشاهد العربى ـ ولا أقول المواطن العربى بعدما صرنا مشاهدين ولسنا مواطنين فللمواطن حقوق وواجبات، ولم تعد لنا فى أوطاننا لا حقوق ولا واجبات.. أصبحنا نشاهد الأحداث ولا نصنعها ولا نشارك فيها ولا نقوم منكر ولا نؤيد حق.. لم نفعل شيئـًا للعراق ولا فلسطين ولا لبنان ولا السودان.. لم نفعل شيئـًا لأنفسنا ولم نقاوم جحافل الاحتلال المحلى التى يقودها مبارك.. من أجل ذلك خرجنا من توصيف المواطنة وانتقلنا إلى مواقع المشاهدة ـ من أجل ذلك أقول لقد تعود المشاهد العربى على مشاهدة حكامه وهم يركبون الطائرة أويهبطون منها أويستقبلون زوارهم أويودعوهم.. نشاهدهم وهم فى قصورهم ومنتجعاتهم مرفهين ومدللين ومنعمين.. لا نشاهدهم إلا على هذا الشكل، أما صدام فكان شيئـًا آخر.. كان مختلفـًا شكلاً وموضوعًا.. يحمل أشياء ما حملها غيره.. يحمل مصحف فى يد ويحمل سلاح فى اليد الأخرى ويزهوبكلا الأمرين.. يجاهر بالقرآن ويجاهر بالسلاح، ونحن لا نجاهر إلا بالأغانى والاستهزاء بالدين، وما واقعة فاروق حسنى ببعيدة.. هذا السافل المنحط الذى أعد له مجلس الشعب جلسة أسماها الإعلام الرسمى جلسة "رد الإعتبار" وذلك فى أعقاب تصريحاته الكافرة بخصوص الحجاب والذى لم يتنازل عنها حتى اليوم، لكنه فعل ما أرشده إليه أسياده لتفادى الأزمة الحادثة من أجل أن يبقى وزيرًا للثقافة يطبع الكتب التى تسب الله ورسوله ويسخر من أوامر الله وأحكامه... هل كان بمقدور وزير عراقى فعل ذلك فى عهد صدام؟!!
من أجل ذلك قالوا عنه ديكتاتور وظالم!!
صدام لم يكن ديكتاتورًا لكنه كان يضع الخطوط الفاضلة بين الولاء لله والبراء من الكفار.. كان يضع الحدود الفاصلة بين الإخلاص والخيانة وبين المواطنة والعمالة وبين الخيرين من شعبه والأشرار ممن وظفتهم أمريكا، وما كانت تأخذه الرأفة بمن تعد حدوده وخان دينه وشعبه.
لدينا الآن فى مصر من يدافعوا عن العملاء والجواسيس واللصوص والخونة.. لدينا فى مصر من يدافع عن الشذوذ ويدافع عن العرى ويدافع عن مواقف مبارك المخزية تجاه قضايا الأمة.. لدينا فى مصر من يسمم الشعب جهارًا نهارًا ويسرق الدولة صباح مساء ويتخابر مع الصهاينة ويغذى العداوة بين المسلمين والأقباط وينهب قوت الشعب ويدمر التعليم والصناعة... ومبارك يتفرج، فكيف لا يحقد على أمثال صدام؟!!
لقد كان صدام عظيمًا وعزيزًا وكريمًا وذونخوة ورجولة.. كان صاحب مواقف وكان يعتز بعروبته ولا يخشى إلا الله.. أعدم الجاسوس البريطانى لحظة صدور الحكم عليه ولم يفرج عن عزام عزام وآل مصراتى ويشنق سليمان خاطر..
استكثروا عليه محاكمته لمن حاولوا قتله فى الدجيل ولم يستكثروا على نظام مبارك الفتك بمواطن بور سعيد المسكين الذى حاول الإقتراب من موكب الرئيس شاهرًا ورقة كتب فيها مظلمته التى رفعها فى الهواء والتى لا يحمل غيرها فانهال عليه الرصاص من كل جانب دون محاكمة وتركوه كالغربال فى الطريق العام وأعلن النظام الفاسد عن نجاة الرئيس من محاولة إغتيال فاشلة فى بور سعيد ليتخلص من الجريمة وجاراهم الرئيس فى ذلك حتى لا يفضحهم ولم يأمر حتى بإجراء تحقيق صورى ضد من ارتكبوا تلك الجريمة الشنعاء!!
صدام كان إنسان يجالس الناس البسطاء فى منازلهم ويتجول بينهم فى الشوارع ويأمر أتباعه بالعدل وعدم الجور، وكان يقول لقضاة العراق: أنا لا أعرف عدلكم إلا إذا حكمتم على أبناء المسئولين إذا أخطأوا، ويوم حكموا على ابن أحد الوزراء المقربين من صدام كرم القضاه وقدرهم، وهكذا يكون الحاكم العادل والقائد النبيل.
الحكام العرب كانت تحرقهم نظرة الرئيس الأمريكى لهم، أما صدام فقد حارب العديد من رؤساء أمريكا، وحارب أمريكا لقرابة عقدين من الزمان.. تبدل عليه حكام أمريكا الواحد وراء الآخر.. المجرم وراء اللص.. الإبن وراء الإبن، وكان كل حاكم يسلمه للحاكم الذى يليه وكأنها حلقة مصارعة وانتهى الجميع وبقى صدام يبنى ويزرع ويعمر وينتج فى ظل حصار قاسى لم يعرف له التاريخ مثيلا!!
لقد جربت أمريكا معه كل صنوف العداء.. استعملت الخونة وجندت العملاء وفشلت فى النيل من العراق.. ضربت عليه حصارًا جائرًا وظالمًا من أجل أن يركع فجعل من الحصار سبيلاً للإبداع والابتكار والاعتماد على الذات.. جمعت له أمريكا ثلاثون دولة وحاربته وفشلت فى كسر إرادته.. فرضت عليه حظرًا للطيران وحظرًا على التعامل بالبيع أوالشراء وجعلت الجميع ضده بما فيهم الحكام العرب، ولم يزده ذلك إلا صبرًا وإيمانـًا وعزة ومكانة.. حاربته أمريكا لأكثر من خمسة عشر عامًا ولم تفلح فى احتلال شبر من العراق ولم يركع.. استخدمت ضده الأسلحة المحرمة وغير المحرمة وما هومعروف منها وما هوغير معروف وطوعت مجلس الأمن لهواها وإرادتها ثم خالفته وتحركت فى الحرب الأخيرة من غير موافقته وجيشت له الجيوش من كل الملل والأجناس وتصرفت بسببه تصرفات منفلتة وغير أخلاقية ولم يلين ولم يركع.. دخلوا عليه من دول الجوار وبمدد من المال والسلاح العربى ولم يركع.. وعن طريق الخونة ألقت القبض عليه لكنه لم يركع.. أظهروه عبر وسائل الإعلام فى صور مهينة ومقززة فلم يزده ذلك إلا عزة وكرامة.. أرادوا كسر إرادته لكنهم فشلوا.. سجنوه لم يركع.. عذبوه لم يركع.. أطلعوا عليه الخونة فى سجنه من أجل كسر شوكته وعزته ومن خلال التشفى فيه وسوء الخلق معه لكنهم فشلوا.. قتلوا أولاده ومثلوا بجثثهم ولم يركع.. شردوا أهله ودمروا ملكه ولم يركع.. نصبوا له المحاكمات الباطلة وتحكموا فى الصوت والصورة فجعل من المحاكمة محاكمة لهم ولعملائهم.. أذاقوه كل صنوف العذاب وظل على مدى 40 جلسة صامدًا وصابرًا.. لم يذكر أى من أبناؤه ولم يتحدث عن تضحياته.. تكلم عن شعبه وأمته.. ساوموه على النجاة مقابل إيقاف حدة المقاومة فقال لهم: رفضت ذلك والعراق معافى فكيف أقبله وقد صار "خرابه"؟!!.. عقدوا العزم على قتله لكنهم أرادوا ميتة تقلل من قدره.. فعلوا معه ما لا يمكن فعله وما لا يخطر على قلب بشر وتركوه فى خلوات كثيرة مع نفسه لعل الشيطان يقدر عليه ويوسوس له بما لم توسوس به شياطين الإنس فتحصن بالقرآن ولم يضعف.. تصور الخونة أنه من المفترض وفى مثل هذا السن أن يخور وينهار ويبحث عن مخرج لما هوفيه لكنه صمد.. أوصد كل الأبواب فى وجه شياطين الإنس والجن ولم يترك للشيطان فرصة فى أن يخدعه ويرسم له طريق الخلاص وأن يلقى إليه أفكارًا تقوده للنجاة وعن طريقها تكون سوء الخاتمة فاعتصم بالله فثبته الله ووقف إلى جواره، وبعدما استنفذوا كل السبل قرروا شنقه والتخلص منه فولاية الإبن بوش قاربت على الإنتهاء ويريد أن يبحث عن أى نصر بعدما فشل الأب والإبن والروح الشريرة فى هؤلاء القوم وانتصرت مبادئ صدام.. من أجل ذلك أضلهم الله ولم يلهمهم التخلص من صدام بطريقة أخرى فكانت النهاية التى أرادها صدام وعمل لها كثيرًا وما استطاعوا أن يحرموه منها.
كان بإمكانهم شنقه فى محبسه والإدعاء بأنه هوالذى شنق نفسه، وتلك خاتمة سيئة لا تليق بمجاهد فى وزن صدام حسين سواء صدقها البعض أوكذبها... كان بإمكانهم أن يتركوه حتى يموت من الجوع أوالبرد أوالمرض.. كان من السهل عليهم فعل أى شئ لكن الله أعماهم، وصدق الله العظيم حين قال : ((ويُضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)).
ولوقدر لصدام أن يختار نهايته ما اختار أفضل مما اختاره له الأعداء، ويا سبحان الله لقد كان مشهد إعدامه وشنقه أقرب إلى المشهد التمثيلى منه إلى الشنق الحقيقى.. لقد شاهدنا الثبات والإيمان والحركة الطبيعية ولم نشاهد أدنى ضعف أوارتباك أوشرود أوإذلال أوسقوط من الخوف.. لم يكن فى المشهد أدنى شئ من الواقعية رغم الواقع المحسوس والمشاهد، لكنه الثبات على الإيمان ((يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)).
لقد تعامل صدام مع حبل المشنقة على أنه الرحاب الواسعة والطريق إلى الملأ الأعلى.. شاهد فى الحبل الجنة ومكانته السامية.. من أجل ذلك نطق الشهادتين بلسان عربى مبين.. لم يتلعثم ولم يتردد رغم كل أجواء الحقد التى أعدوها له ممن صلوا على محمد ومحمد منهم برئ بعدما خانوا الأمانة وخانوا الرسالة وتعاونوا مع الأعداء.
لقد حارب صدام فى زمن الإنكسار العربى، وقاتل الأعداء بشرف ورجولة، وعاش بين الحكام العرب كالرجل الصالح الذى يعيش وسط أقوام يتباهوا بالمنكرات.. عاش كالنبت الطيب وسط حقول المخدرات، فجاء الخونة ونزعوا الطيب وتركوا الخبيث.. أخذوا الأسد وتركوا الكلاب!!
لقد عاش صدام وهويحمل اسم تتكون أغلب حروفه من حروف الإعدام وهذا ما لا يحمله أى اسم آخر، فحمل روحه على كفه وقدمها تقربًا إلى الله وفى سبيل أمته..
يذكرنى صمود صدام بصمود جبال "تورا بورا" التى تحملت جحيم القصف دون أن تفصح عن أسامه بن لادن.. تحملت القصف واحتفظت فى جنباتها بالخير والصلاح.. لم تركع ولم تلين ولم تلفظ من احتمى بها.. إنها الوصف الأقرب لثبات أنبل وأشرف وأكرم وأعظم حاكم عربى فى العصر الحديث ومنذ سقوط الخلافة حتى الآن.
يذكرنى صدام بالأم المؤمنة التى قتل فرعون أولادها الثلاثة الواحد وراء الآخر من أجل أن تكفر وتجعل لله أندادًا فثبتت على الإيمان ولم تكفر بالعزيز من أجل الوضيع وضحت بأولادها فى سبيل عقيدتها، وهكذا فعل صدام الذى تحمل من الكوارث والأذى ما تنوء عن حمله الجبال، وردد مثلما ردد المسلمون الأوائل (أحد.. أحد) ولم يردد مثلما يردد خادم الحرمين ومبارك (بوش.. بوش).
لقد كان صدام حسين النموذج الرسمى للمقاومة، وكان الشيخ أسامه بن لادن النموذج الشعبى والجناح الآخر لتلك المقاومة.. كل منهم حارب أمريكا بأسلوبه وقدراته، وكل منهم ضحى بماله ونفسه ولقى الله على شهادة.
إن النماذج الطيبة لا تموت أبدًا وتظل حية من أجل أن تظل أفكارها عظيمة.
إننا نعيش فى زمن استثنائى من الإجرام الذى لا يعرف الحدود، فطوبى لمن قاوم، وطوبى لمن جاهد وعرف أن أغلال الدنيا لا تساوى شيئـًا أمام أغلال الآخرة، وأن خزى الدنيا لا يساوى شيئـًا أمام خزى الآخرة يوم لا يخزى الله المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين ايمانهم، وما يفرح له مبارك اليوم ومعه ملك الأردن والسعودية وكل من على شاكلتهم سوف يدفعوا ثمنه لا محالة عند الوقوف أمام الله يوم لا تنفعهم أمريكا ولا ينفعهم الشيطان... يقول تعالى: ((وَلَوتَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ـ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ـ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) الآيات 31 : 33 ـ سورة سبأ.
وفى كل الأحوال نقول الحمد لله.. الحمد لله أولاً وآخرًا.. ظاهرًا وباطنـًا.. فى السراء والضراء.. الحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه.. الحمد لله الذى جعل الخير فيما نكره والشر فيما نحب، وقال عز من قائل : ((وعسى أن تكرهوا شيئـًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا)).
سبحانك ربى سبحانك.. سبحانك ما أعظم شأنك.. لك الملك وحدك ولك الكبرياء من الأرض.. يدعى بوش أنه يحيى ويميت وتتركه يلهوويفرح، ويدعى أنه يُعز ويُـذل ـ يعز جابر الكويت ويزل صدام العراق ـ فتتركه يغتر ويمرح، ويدعى أنه القادر على فعل كل شئ فتتركه يتباهى ويمزح... حتى إذا أخذته أخذته أخذ عزيز مقتدر.
سبحانك يا رب.. ما كنا نبغى إعدام صدام، لكنك تختار لنا ما تحبه لنا حتى لوغم علينا فهم ذلك.. نزرف الدموع على من نفقد ونشطاط غيظـًا لما نشاهد وأنت أعلم بنا منا.. نبكى أشلاء شهيد والشهيد ينعم فى جناتك... سبحان الله العظيم!!
يا رب إغفر لنا جهلنا، فإن كنا نبكى صدام فإننا نبكى الفراق مثلما بكينا من قبل العراق..
نبكى قهر الحكام وقهر الأعداء مثلما بكينا ضياع النخوة والرجولة..
نبكى الوفاء والمروءة ونبكى الضعف وقلة الحيلة..
نبكى على هذا ونبكى من هذا..
نبكى من فراق صدام ونبكى على ما أصاب العراق..
نبكى من القهر ونبكى على النخوة..
نبكى من الضعف ونبكى على الوفاء والمروءة..
سألونى: من أى الأوطان أنت؟؟
قلت: من تلك الأوطان التى إن تاب فيها الحاكم أسلموه للشيطان!!
قالوا: ومن أى الشعوب؟؟
قلت: من تلك التى تزرع ولا تحصد وتعطى ولا تأخذ وتملك ولا تحكم وتنام على رقص وتقوم على غناء وتصبح على ضيم وتنام على اكتئاب!!
قالوا: وأين حاكمكم؟؟
قلت: فى اجتماع دائم مع الشيطان الأكبر!!
قالوا: وأين عالِمكم؟؟
قلت: يأكل على بلاط السلطان ما لذ وطاب!!
قالوا: أأنت من مصر أم الدنيا؟؟
قلت: نعم.. ولكنها لم تعد ذيل الدنيا وقد لفها الخراب!!
يا رب...
لقد قهرنى صوت صدام وأوجعتنى شماتة الأعداء فيه، ولقد عَـلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعوذ بالله من قهر الرجال وشماتة الأعداء..
يا رب...
ندعوك ونسألك ألا ترحم من لم يرحموا صدام..
نسألك وقد خلت الساحة من الرجال ولا نعلم كم سننتظر حتى يظهر قائد جديد فى حجم صدام، فإلى من تكلنا.. هل إلى مقتدى الصدر، أم إلى المالكى، أم إلى عدوملكته أمرنا؟!!
يا رب...
أنت تعلم أن حكامنا صاروا كالكلاب التى يمسك سلاسلها بوش، فارحم ضعفنا وتولى أمرنا، فنحن لا ندرى أنلاقيها من الكلاب أم من راعى الكلاب؟!!
يا رب...
حكامنا كفره ولا ينقصهم الدليل، وأعوانهم فسقه ولا ينقصهم البرهان، فمن لنا يا رب فى كل من العراق ولبنان وأفغانستان والسودان والشيشان وفلسطين؟!!
من لنا فى مصر؟!!
من لنا فى السعودية؟!!
من لنا فى الأردن؟!!
من لنا فى كل ديار المسلمين؟!!
يا رب...
صارت بلادنا منتجعات لقادة الكفر واستراحات لجنودهم.. يأتون إلينا من كل حدب وصوب دون إذن وفى الوقت الذى يحددوه وحكامنا لا يعترضوا لكنهم يرتعدوا خيفة عليهم من أن يصيبهم أذى..
يا رب...
حرمت علينا الخروج على الحكام، فماذا نفعل يا رب؟!!
الحاكم الوحيد الذى كان لديه كرامة وشرف شنقوه لا بأيديهم ولكن بأصابع خونة ملثمين لا يعبروا عن دولة وإنما يعبروا عن عصابة..
يا رب...
حصنت حكامنا بعدم الخروج عليهم ولم تحصنا منهم، فأى شئ نفعله؟!!
يا رب...
كل شئ حولنا صرنا لا نستطيع الصبر عليه..
صرنا مثل نبيك موسى يوم صاحب العبد الصالح ورأى المصائب وتعجل السؤال ولم يدرى ماذا يفعل..
الأحداث تتوالى علينا والمصائب تجرى من حولنا ولا نعرف كيف نتصرف..
نرى الكوارث بأم أعيننا ولا نملك الخلاص..
أصبحت كل الأمور حولنا مثل "كهيعص" أحرف نؤمن بها ولكن لا نفهمها..
يا رب...
يا من وسعت رحمته كل شئ...
إرحمنا وإجعل للخلاص سبيلا..
إن أردنا الجهاد بأنفسنا منعنا الحكام، وإن أردنا الجهاد بأموالنا قفلوا علينا كل الأبواب وأصبح الدولار الذى يخرج للمجاهدين يُصرف عليه ألف دولار حتى يصل إليهم..
حتى الدعاء حرموه علينا فى مساجدنا وندواتنا..!!
نريد أن نفك الحصار عن المحاصرين ونرد الأذى عن المستضعفين..
نريد أن نفعل أى شئ يشفع لنا عندك..
يا رب...
ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا، فماذا نفعل؟!!
إن كانت الحرب على العراق من أجل صدام فإن صدام قد مات، فلما تستمر يا رب؟!!
وإن كانت الحرب الظالمة فى أفغانستان من أجل القضاء على القاعدة وطالبان، فلما الحرب على الصومال؟!!
لماذا الحرب فى فلسطين؟!!
لماذا الحرب فى السودان؟!!
لماذا الحرب فى لبنان؟!!
إنها الحرب على الإسلام...
حرب... القادة فيها حكامنا، والمبرر لها علماؤنا، والمروج لها مثقفونا، والمضلل لها إعلامنا..!!
هنا المالكى وهناك السنيوره..
هنا مشرف وهناك عباس..
هنا الحكومات العميلة وهناك عبد الله..
هنا مبارك كهل الكنانة وهناك عبد الله سليل الخيانة..
هنا عبد الله صالح وهناك خادم الحرمين..
إنهم كالبكتيريا.. يتكاثروا بالانقسام ويتجمعوا كالكلاب على كل من يحمل عصا أوفكر..
يا رب...
إن أراد الإخوان الإصلاح بالحكمة والقول الصالح قابلوهم بالافتراءات والأكاذيب وبالفعل الفاضح..
إنهم يحاصرون الخير فى كل مكان، ويمنعوا النور من الظهور بماكينات الكذب التى ينبعث منها دخان الضلال الذى يحجب الرؤيا ويحاصر العقول.
يا رب...
امنحنا القدرة على دحض الباطل وكشف الزيف..
امنحنا القدرة على مواجهة الحقيقة والرضا بقضائك..
أنصر إخواننا فى العراق الصابر واجمعهم على طريق المقاومة لدحر المحتل الغاصب، وارحم يا رب صدام الذى تحدى أمريكا فى عز جبروتها وقتل من جنودها ما لم تقتله كل الدول العربية مجتمعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
شبكة البصرة
الخميس 15 ذو الحجة 1427 / 4 كانون الثاني 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس