ذي قار
30-07-2004, 01:03 PM
الحكومة الايرانية وضعت المجاهد صدام حسين
امام خيار واحد اوحد وهو الحرب
على مدى التأريخ ، اتسمت العلاقات العراقية ـ الايرانية بالتوتر وعدم الاستقرار ، فمنذ عهد سحقيق وبلاد فارس تواقة دائما الى التوسع على حساب جيرانها وبالتحديد العراق مما ولد ارثا متراكما من العلاقات السلبية بينهما.فشاه ايران مارس نفس السياسة التوسعية التي دأب عليها اسلافه من الاكاسرة بعد ان مكنه الغرب من ان يكون شرطي منطقة الخليج العربي لحماية مصالحها وكان اخطر الادوار التي قام بها هو دعمه العسكري لاكراد العراق وبهدف الهاء العراق عن ممارسة دوره القومي والتنموي والذي بدأ يقلق الامبريالية العالمية والكيان الصهيوني.
لم يخف العراق ارتياحه للتغير الذي احدثته الشعوب الايرانية 1978 ـ 1979، والى وصول رجال الدين الى الحكم وكان يأمل بأن يقيم النظام الجديد علاقاته مع العراق على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لاسيما وان الحكام الجدد يلبسون عباءة الدين ، وكانت رسالة التهنئة التي وجهها رئيس جمهورية العراق الى الخميني في 5 نيسان 1979 تعبر عن حسن نية القيادة العراقية اتجاه هؤلاء الحكام والخميني بالذات لانه عاش في ضيافة العراق اكثر من عشرين عاما وكلف الميزانية العراقية اموالا طائلة لتأمين حمايته فلولا تلك الحماية لكان في عداد الاموات على يد السافاك الشاهنشاهي.
ان تتابع الايام وتداعي الاحداث فيما بعد كشفا دونما لبس ان النظام الجديد في ايران ماهو الا امتداد لنوايا الشاه التوسعية وتحت ستار الدين هذه المرة ، وبدا النظام الجديد يروج لاطروحة (تصدير الثورة) و (ولاية الفقيه) وبدأ يمارس افعالا عدوانية ويسلك سلوكا ارهابيا من خلال التدخل الايراني في شؤون العراق الداخلية ومواصلة العدوان السياسي والاعلامي عليه ، والاستفزازات العسكرية على حدوده والتنكر لآتفاقية آذار عام 1975 والتمسك بالأرض العراقية التي يجب أن تنسحب منها ايران وفقا لنصوص هذه الاتفاقية، ( اتفاقية الجزائر ماكانت لتتم لولا العملاء المأجورين في شمال العراق وحاجة العراق ليعيش وضعا داخليا وخارجيا طبيعيا ليتمكن من الاستمرار في مشروعه النهضوي).
بعث صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في 2 اب1979 برسالة الى رئيس الوزراء الايراني مهدي بازركان يدعوه فيها( لزيارة العراق بهدف التباحث في اوجه العلاقات بين البلدين وتطويرها ) وهو ماأكد مجددا في مؤتمر هافانا لقمة عدم الانحياز حين دعم العراق طلب ايران الانظمام الى المجموعة، لكن المسؤولون الايرانيون قابلوا العراق بمزيد من التعنت والغطرسة العنصربة، ليس هذا فحسب ، وانما اصر النظام الايراني على رفض اية مبادرة سلمية من جانب العراق ، وأية محاولة تجعل من الحل السياسي للمسائل المختلف عليها بديلا من المواجهة العسكرية وراح رئيس النظام الايراني ابو الحسن بني صدر يتبجح بأنه رفض مهام مبعوثين ووسطاء من قبل العراق ثلاث مرات ، على الرغم من مساعي العراق الحميدة ومحاولاته الجادة لمنع نشوب الحرب بينه وبين ايران لم تكن ناجمة عن ضعف او خوف من المواجهة العسكرية.
ارسلت ايران مجاميع من جواسيسها وعملائها للقيام باعمال التخريب وزعزعة الاستقرار الداخلي للعراق واثارة فتنة طائفية مقيتة في العراق ، وكان من بين اعمال هؤلاء المأجورين القيام بتفجيرات في مناطق شتى في انحاء العراق وقذف زوار العتبات المقدسة بحامض النتريك ودش السم في الاغذية والمياه التي كانت تجهز لزوار مرقد الائمة (ع) في كربلاء والنجف والكاظمية في المناسبات الدينية، وما شبه اليوم بالبارحة فالممارسات الايرانية في ظل الاحتلال الامريكي للعراق استمرت على نهجها في التفجيرات التي تطال الشعب العراقي ودس السم في المياه التي يشربها اهلنا في فلوجة الفداء والهدف هو نفس الهدف الفتنة الطائفيةاعتقادا منها ان هذا الاسلوب سينطلي على ابناء العراق العظيم جراء الفوضى والانفلات الذي سببه الاحتلال وذلك لتحقيق اهدافها التوسعية التي ورثتها عن الاكاسرة الشاهنشاهية.
دفعت ايران بأجواء التوتر الى اقصى مدى حين اوعزت الى عملائها بالقاء متفجرات على اجتماع طلابي في الجامعة المستنصرية في الاول من نيسان عام 1980 كان يحضره عدد من المسؤولين العراقيين والضيوف الاجانب ، وكاد يذهب ضحيته نائب رئيس الوزراء ، واستشهد جراء العملية عدد من الابرياء وجرح اخرون ، وكررت ايران العملية نفسها في 5 نيسان في اثناء موكب تشييع شهداء الحادث عندما القيت على الموكب قنبلة من المدرسة الايرانية باشراف المستشار الثقافي للسفارة الايرانية ببغداد، كما جرت محاولة فاشلة في 12 نيسان لاغتيال وزير الثقافة والاعلام العراقي، ان الاغتيال بانواعه جزءا من الثقافة الفارسية من ابو لؤلؤة الفيروزي الى يومنا هذا والذين يختصون في التأريخ يعرفون ذلك جيدا.
بلغت الانتهاكات الايرانية لاجواء ومياه العراق الاقليمية من 23 شباط 1979 حتى 22 ايلول 1980 مامجموعه 548 انتهاكا وثقت عبر 147 مذكرة رسمية وجهت الى الحكومة الايرانية، طلبت الحكومة العراقية في مذكرة رسمية في 27 / 6 / 1979 من السفارة الايرانية في بغداد ان توضح موقف الحكومة الايرانية الرسمي من اتفاقية آذار 1975 ، لم ترد اي اجابة ، جائت الاجابة على لسان مسؤوليهم في ( انهم لايعترفون ببيان الجزائر ) وان هذا الاتفاق ليس في مصلحة ايران و (انه عقد في ظل نظام سابق بائد) ، مع العلم انهم يطالبون الشعب العراقي اليوم بتعويضات عن الحرب ولايقولون بان الحرب جرت في زمن سابق بل والانكى من ذلك ان يقف عميل صغير يرأس مجلس الحكم البائد ليعلن عن التزام العراق بدفع تعويضات لاسياده في طهران . ان اعلان العراق في 17 / 9 / 1980 الغاء اتفاقية الجزائر جاء تحصيل حاصل لتنصل ايران من اداء التزاماتها الناشئة بموجب الاتفاقية.
رفض ايران لتنفيذ اتفاقية الجزائر قبل نشوب الحرب
1 ـ اوردت وكالة رويتر نبأ مفاده، ان الرئيس أبو الحسن بني صدر الذي كان يتحدث بصفته رئيسا وقائدا عاما للقوات المسلحة ، قد كشف النقاب من ان حكومة بغداد ارسلت مبعوثين اليه في ثلاث مناسبات ، راجية اجراء مباحثات حول القضايا المختلف عليهابين الشعبين وقال:(أنه ابلغ هؤلاء المبعوثين انه لن يعمل لمصلحة الحكومة العراقية ضد الشعب العراقي). وكالة رويتر في 11 / 4 /1980.
2 ـ رفض قطب زاده وزير خارجية ايران دعوة السيد(بولند اجويد) رئيس الوزراء التركي الاسبق الى السيد عرفات للقيام بوساطة بين العراق وايران وقال : ( انه لايوجد اي مخرج لهذه المشكلة سوى انهاء نظام الحكم في العراق). صحيفة /ملت/انقرة في 17 /4 / 1980.
3 ـ اكد قطب زاده وزير خارجية ايران ( انه يتعين على الشعب الايراني مساعدة الشعب العراقي الذي يعاني من القمع والاضطهاد تحت الحكم الاجرامي في العراق). ووعد قطب زاده ( بانه لن يشعر بالراحة الا بسقوط حكم صدام حسين). راديو طهران في 23 / 4 / 1980.
4 ـ رفضت ايران على لسان وزير خارجيتها صادق قطب زاده قبول اية وساطة بين ايران والعراق ، وذلك في مؤتمر صحفي عقده قطب زاده في ابوظبي قال فيه:( ليس هناك اية وساطة ، كلا اننا لا نقبل اية وساطة او حوار مع هذا النظام المجرم ، انه يجب ان يزول). ابوظبي / وكالات الانباء في 1 / 5 / 1980.
كما يبدو من سياق التصريحات التي ادلى بها المسؤولون الايرانيون ومن طبيعة التجاوزات والاعمال العدوانية العسكرية ضد العراق .. فان النظام الايراني كان يدفع الأمور بقوة نحو الحرب الشاملة ، التي بدأت يوم الرابع من شهر ايلول 1980 ، حينما اعلنت ايران النفير العام واغلقت الاجواء الايرانية في وجه الملاحة الجوية ، وعززت قواتها العسكرية المرابطة على الحدود مع العراق ، وضربت المدن والقرى الحدودية بالمدفعية الثقيلة ( خانقين ، زرباطية ، منذتي ، نفط خانة) ، ويكفي دليلا على ذلك البيانات العسكرية الثمانية التي اصدرتها ايران قبل 22 / 9 / 1980، وقد جاء بالبيان الاول منها الصادر في 18 / 9 / 1980 ( ان القوات الايرانية دمرت المنشأت النفطية داخل الحدود العراقية) ، وجاء بالبيان الثالث الصادر في 19 / 9 / 1980 انها ( استخدمت القوة الجوية في العمليات العسكرية ضد العراق) ، وهكذا فان الحكومة الايرانية قد وضعت العراق امام خيار واحد اوحد وهو الحرب التي دخلها مضطرا للدفاع عن ترابه الوطني وحقوقه التأريخية ، وانتزاع هذه الحقوق ومن ثم حمل ايران على السلام العادل وحسن الجوار.
تعود ايران اليوم في ظل الاحتلال الامريكي للعراق والتي ساهمت فيه بشكل مباشر وغير مباشر لتنكاء الجراح مطالبة الشعب العراقي بتعويض عن حرب هي التي سعت فيها ومطالبة بمحاكمة المجاهد الاسير صدام حسين الذي دافع عن الارض العراقية والحقوق التأريخية المشروعة للعراق بوجه اشرس هجمة شعوبية هدفها التوسع والنيل من العرب الذين حملوا راية السماء راية الله اكبر، ان الوهم الذي يقود حكام ايران الى اللعب في النار سيدفع بالشعب العراقي بالمطالبة بالعودة الى المعاهدات والاتفاقيات القديمة، وسوف يثير همة العرب للمطالبة بالارض العربية في عبادان والمحمرة والاهواز والتي اغتصبها شاه ايران عندما قتل الشيخ خزعل الكعبي ، وسيعلم العالم والايرانيون منهم من هو الذي قتل الاكراد في حلبجة وبالوثائق والادلة .
الوثائق المتوفرة لمن يريد الاطلاع:
1 ـ نص المذكرة التي قامت بتوزيعها وزارة الخارجية العراقية في 14 / 9 / 1980.
2 ـ الرسالة التي وجهها وزير خارجية العراق في 21 / 9 / 1980 .
3 ـ خطاب الدكتور سعدون حمادي وزير خارجية جمهورية العراق في الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الخامسة والثلاثين بتاريخ 3 / 10 / 1980 .
4 ـ خطاب الدكتور سعدون حمادي الذي القاه بتاريخ 15 تشرين اول 1980 في اجتماع مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
5 ـ معاهدة ارضروم في 31 / ايار 1847.
6 ـ البروتوكول الموقع عليه في الاستانة من 4 الى 17 تشرين الثاني 1913.
7 ـ معاهدة الحدود بين العراق وايران مع البروتوكول المرفق بها الموقع عليهما في طهران في 4 / تموز / 1937.
8 ـ بيان الجزائر 6 / آذار / 1975.
9 ـ معاهدة الحدود الدولية وحسن الجوار بين العراق وايران في 13 حزيران 1975.
10 ـ كراس بالخرائط يوضح التوسع الايراني على حساب العراق والامة العربية.
فالح حسن شمخي
مالمو ـ السويد
امام خيار واحد اوحد وهو الحرب
على مدى التأريخ ، اتسمت العلاقات العراقية ـ الايرانية بالتوتر وعدم الاستقرار ، فمنذ عهد سحقيق وبلاد فارس تواقة دائما الى التوسع على حساب جيرانها وبالتحديد العراق مما ولد ارثا متراكما من العلاقات السلبية بينهما.فشاه ايران مارس نفس السياسة التوسعية التي دأب عليها اسلافه من الاكاسرة بعد ان مكنه الغرب من ان يكون شرطي منطقة الخليج العربي لحماية مصالحها وكان اخطر الادوار التي قام بها هو دعمه العسكري لاكراد العراق وبهدف الهاء العراق عن ممارسة دوره القومي والتنموي والذي بدأ يقلق الامبريالية العالمية والكيان الصهيوني.
لم يخف العراق ارتياحه للتغير الذي احدثته الشعوب الايرانية 1978 ـ 1979، والى وصول رجال الدين الى الحكم وكان يأمل بأن يقيم النظام الجديد علاقاته مع العراق على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لاسيما وان الحكام الجدد يلبسون عباءة الدين ، وكانت رسالة التهنئة التي وجهها رئيس جمهورية العراق الى الخميني في 5 نيسان 1979 تعبر عن حسن نية القيادة العراقية اتجاه هؤلاء الحكام والخميني بالذات لانه عاش في ضيافة العراق اكثر من عشرين عاما وكلف الميزانية العراقية اموالا طائلة لتأمين حمايته فلولا تلك الحماية لكان في عداد الاموات على يد السافاك الشاهنشاهي.
ان تتابع الايام وتداعي الاحداث فيما بعد كشفا دونما لبس ان النظام الجديد في ايران ماهو الا امتداد لنوايا الشاه التوسعية وتحت ستار الدين هذه المرة ، وبدا النظام الجديد يروج لاطروحة (تصدير الثورة) و (ولاية الفقيه) وبدأ يمارس افعالا عدوانية ويسلك سلوكا ارهابيا من خلال التدخل الايراني في شؤون العراق الداخلية ومواصلة العدوان السياسي والاعلامي عليه ، والاستفزازات العسكرية على حدوده والتنكر لآتفاقية آذار عام 1975 والتمسك بالأرض العراقية التي يجب أن تنسحب منها ايران وفقا لنصوص هذه الاتفاقية، ( اتفاقية الجزائر ماكانت لتتم لولا العملاء المأجورين في شمال العراق وحاجة العراق ليعيش وضعا داخليا وخارجيا طبيعيا ليتمكن من الاستمرار في مشروعه النهضوي).
بعث صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في 2 اب1979 برسالة الى رئيس الوزراء الايراني مهدي بازركان يدعوه فيها( لزيارة العراق بهدف التباحث في اوجه العلاقات بين البلدين وتطويرها ) وهو ماأكد مجددا في مؤتمر هافانا لقمة عدم الانحياز حين دعم العراق طلب ايران الانظمام الى المجموعة، لكن المسؤولون الايرانيون قابلوا العراق بمزيد من التعنت والغطرسة العنصربة، ليس هذا فحسب ، وانما اصر النظام الايراني على رفض اية مبادرة سلمية من جانب العراق ، وأية محاولة تجعل من الحل السياسي للمسائل المختلف عليها بديلا من المواجهة العسكرية وراح رئيس النظام الايراني ابو الحسن بني صدر يتبجح بأنه رفض مهام مبعوثين ووسطاء من قبل العراق ثلاث مرات ، على الرغم من مساعي العراق الحميدة ومحاولاته الجادة لمنع نشوب الحرب بينه وبين ايران لم تكن ناجمة عن ضعف او خوف من المواجهة العسكرية.
ارسلت ايران مجاميع من جواسيسها وعملائها للقيام باعمال التخريب وزعزعة الاستقرار الداخلي للعراق واثارة فتنة طائفية مقيتة في العراق ، وكان من بين اعمال هؤلاء المأجورين القيام بتفجيرات في مناطق شتى في انحاء العراق وقذف زوار العتبات المقدسة بحامض النتريك ودش السم في الاغذية والمياه التي كانت تجهز لزوار مرقد الائمة (ع) في كربلاء والنجف والكاظمية في المناسبات الدينية، وما شبه اليوم بالبارحة فالممارسات الايرانية في ظل الاحتلال الامريكي للعراق استمرت على نهجها في التفجيرات التي تطال الشعب العراقي ودس السم في المياه التي يشربها اهلنا في فلوجة الفداء والهدف هو نفس الهدف الفتنة الطائفيةاعتقادا منها ان هذا الاسلوب سينطلي على ابناء العراق العظيم جراء الفوضى والانفلات الذي سببه الاحتلال وذلك لتحقيق اهدافها التوسعية التي ورثتها عن الاكاسرة الشاهنشاهية.
دفعت ايران بأجواء التوتر الى اقصى مدى حين اوعزت الى عملائها بالقاء متفجرات على اجتماع طلابي في الجامعة المستنصرية في الاول من نيسان عام 1980 كان يحضره عدد من المسؤولين العراقيين والضيوف الاجانب ، وكاد يذهب ضحيته نائب رئيس الوزراء ، واستشهد جراء العملية عدد من الابرياء وجرح اخرون ، وكررت ايران العملية نفسها في 5 نيسان في اثناء موكب تشييع شهداء الحادث عندما القيت على الموكب قنبلة من المدرسة الايرانية باشراف المستشار الثقافي للسفارة الايرانية ببغداد، كما جرت محاولة فاشلة في 12 نيسان لاغتيال وزير الثقافة والاعلام العراقي، ان الاغتيال بانواعه جزءا من الثقافة الفارسية من ابو لؤلؤة الفيروزي الى يومنا هذا والذين يختصون في التأريخ يعرفون ذلك جيدا.
بلغت الانتهاكات الايرانية لاجواء ومياه العراق الاقليمية من 23 شباط 1979 حتى 22 ايلول 1980 مامجموعه 548 انتهاكا وثقت عبر 147 مذكرة رسمية وجهت الى الحكومة الايرانية، طلبت الحكومة العراقية في مذكرة رسمية في 27 / 6 / 1979 من السفارة الايرانية في بغداد ان توضح موقف الحكومة الايرانية الرسمي من اتفاقية آذار 1975 ، لم ترد اي اجابة ، جائت الاجابة على لسان مسؤوليهم في ( انهم لايعترفون ببيان الجزائر ) وان هذا الاتفاق ليس في مصلحة ايران و (انه عقد في ظل نظام سابق بائد) ، مع العلم انهم يطالبون الشعب العراقي اليوم بتعويضات عن الحرب ولايقولون بان الحرب جرت في زمن سابق بل والانكى من ذلك ان يقف عميل صغير يرأس مجلس الحكم البائد ليعلن عن التزام العراق بدفع تعويضات لاسياده في طهران . ان اعلان العراق في 17 / 9 / 1980 الغاء اتفاقية الجزائر جاء تحصيل حاصل لتنصل ايران من اداء التزاماتها الناشئة بموجب الاتفاقية.
رفض ايران لتنفيذ اتفاقية الجزائر قبل نشوب الحرب
1 ـ اوردت وكالة رويتر نبأ مفاده، ان الرئيس أبو الحسن بني صدر الذي كان يتحدث بصفته رئيسا وقائدا عاما للقوات المسلحة ، قد كشف النقاب من ان حكومة بغداد ارسلت مبعوثين اليه في ثلاث مناسبات ، راجية اجراء مباحثات حول القضايا المختلف عليهابين الشعبين وقال:(أنه ابلغ هؤلاء المبعوثين انه لن يعمل لمصلحة الحكومة العراقية ضد الشعب العراقي). وكالة رويتر في 11 / 4 /1980.
2 ـ رفض قطب زاده وزير خارجية ايران دعوة السيد(بولند اجويد) رئيس الوزراء التركي الاسبق الى السيد عرفات للقيام بوساطة بين العراق وايران وقال : ( انه لايوجد اي مخرج لهذه المشكلة سوى انهاء نظام الحكم في العراق). صحيفة /ملت/انقرة في 17 /4 / 1980.
3 ـ اكد قطب زاده وزير خارجية ايران ( انه يتعين على الشعب الايراني مساعدة الشعب العراقي الذي يعاني من القمع والاضطهاد تحت الحكم الاجرامي في العراق). ووعد قطب زاده ( بانه لن يشعر بالراحة الا بسقوط حكم صدام حسين). راديو طهران في 23 / 4 / 1980.
4 ـ رفضت ايران على لسان وزير خارجيتها صادق قطب زاده قبول اية وساطة بين ايران والعراق ، وذلك في مؤتمر صحفي عقده قطب زاده في ابوظبي قال فيه:( ليس هناك اية وساطة ، كلا اننا لا نقبل اية وساطة او حوار مع هذا النظام المجرم ، انه يجب ان يزول). ابوظبي / وكالات الانباء في 1 / 5 / 1980.
كما يبدو من سياق التصريحات التي ادلى بها المسؤولون الايرانيون ومن طبيعة التجاوزات والاعمال العدوانية العسكرية ضد العراق .. فان النظام الايراني كان يدفع الأمور بقوة نحو الحرب الشاملة ، التي بدأت يوم الرابع من شهر ايلول 1980 ، حينما اعلنت ايران النفير العام واغلقت الاجواء الايرانية في وجه الملاحة الجوية ، وعززت قواتها العسكرية المرابطة على الحدود مع العراق ، وضربت المدن والقرى الحدودية بالمدفعية الثقيلة ( خانقين ، زرباطية ، منذتي ، نفط خانة) ، ويكفي دليلا على ذلك البيانات العسكرية الثمانية التي اصدرتها ايران قبل 22 / 9 / 1980، وقد جاء بالبيان الاول منها الصادر في 18 / 9 / 1980 ( ان القوات الايرانية دمرت المنشأت النفطية داخل الحدود العراقية) ، وجاء بالبيان الثالث الصادر في 19 / 9 / 1980 انها ( استخدمت القوة الجوية في العمليات العسكرية ضد العراق) ، وهكذا فان الحكومة الايرانية قد وضعت العراق امام خيار واحد اوحد وهو الحرب التي دخلها مضطرا للدفاع عن ترابه الوطني وحقوقه التأريخية ، وانتزاع هذه الحقوق ومن ثم حمل ايران على السلام العادل وحسن الجوار.
تعود ايران اليوم في ظل الاحتلال الامريكي للعراق والتي ساهمت فيه بشكل مباشر وغير مباشر لتنكاء الجراح مطالبة الشعب العراقي بتعويض عن حرب هي التي سعت فيها ومطالبة بمحاكمة المجاهد الاسير صدام حسين الذي دافع عن الارض العراقية والحقوق التأريخية المشروعة للعراق بوجه اشرس هجمة شعوبية هدفها التوسع والنيل من العرب الذين حملوا راية السماء راية الله اكبر، ان الوهم الذي يقود حكام ايران الى اللعب في النار سيدفع بالشعب العراقي بالمطالبة بالعودة الى المعاهدات والاتفاقيات القديمة، وسوف يثير همة العرب للمطالبة بالارض العربية في عبادان والمحمرة والاهواز والتي اغتصبها شاه ايران عندما قتل الشيخ خزعل الكعبي ، وسيعلم العالم والايرانيون منهم من هو الذي قتل الاكراد في حلبجة وبالوثائق والادلة .
الوثائق المتوفرة لمن يريد الاطلاع:
1 ـ نص المذكرة التي قامت بتوزيعها وزارة الخارجية العراقية في 14 / 9 / 1980.
2 ـ الرسالة التي وجهها وزير خارجية العراق في 21 / 9 / 1980 .
3 ـ خطاب الدكتور سعدون حمادي وزير خارجية جمهورية العراق في الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الخامسة والثلاثين بتاريخ 3 / 10 / 1980 .
4 ـ خطاب الدكتور سعدون حمادي الذي القاه بتاريخ 15 تشرين اول 1980 في اجتماع مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
5 ـ معاهدة ارضروم في 31 / ايار 1847.
6 ـ البروتوكول الموقع عليه في الاستانة من 4 الى 17 تشرين الثاني 1913.
7 ـ معاهدة الحدود بين العراق وايران مع البروتوكول المرفق بها الموقع عليهما في طهران في 4 / تموز / 1937.
8 ـ بيان الجزائر 6 / آذار / 1975.
9 ـ معاهدة الحدود الدولية وحسن الجوار بين العراق وايران في 13 حزيران 1975.
10 ـ كراس بالخرائط يوضح التوسع الايراني على حساب العراق والامة العربية.
فالح حسن شمخي
مالمو ـ السويد