المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان لحزب البعث 20/12/2006



باسل قصي العبادله
22-12-2006, 01:25 AM
بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
20/12/2006م

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر العراق

مكتب الثقافة والاعلام القطري
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة



وحدة حرية اشتراكية



شبكة البصرة
ردا على بوش : العراق لن يكون الا قلعة للعروبة والتحرر

في خطابه اليوم كشف الرئيس الامريكي جورج بوش عن حجم الهزيمة التي تواجهها امريكا في العراق، فبالاضافة لاعادة الاعتراف بان المقاومة العراقية تتنتصر وتتقدم وان امريكا تهزم وتفشل فان قادته العسكريين والمسؤولين المدنيين اعربوا مؤخرا عن قناعتهم بان القوات الامريكية في العراق تقف على حافة الانهيار الكامل. وكما عودنا بوش في تصريحاته وخطبه فانه اعد واعاد كلاما تافها لا يؤمن به هو حينما قال اننا لم نهزم وانما لم ننتصر بالصورة التي توقعناها في العراق وانه مصمم على جعل العراق حليفا لامريكا في المنطقة ضد ما اسماه (الارهاب)! ان البعث والمقاومة المسلحة يعلنان مجددا بان الحسم الستراتيجي لصالح العراق وحركته الوطنية المسلحة قد تحقق، وان الادارة الامريكية تلعب بالوقت الضائع، بحثا عن حل يحفظ ماء الوجه حتى لو تطلب ذلك زيادة معاناة الشعب العراقي والشعب الامريكي. وما اللجوء الى تصعيد القتل على الهوية الطائفية الا تعبير عن الاحساس العميق بان الحسم الستراتيجي قد حصل وان المقاومة العراقية تعزز انتصاراتها استعدادا للانهيار المحتوم لقوات الاحتلال قريبا اذا رفضت التفاوض طبقا لشروط الحزب والمقاومة.

ان الانهيار الامريكي في العراق ليس محض انهيار عسكري يمكن تعويضه واعادة البناء مجددا بعد حصوله، بل هو انهيار ستراتيجي كامل يشمل اهم مصادر استمرارية الحرب وهو تجفيف المقاومة العراقية لمصادر تمويله المالية والبشرية والسايكولوجية، وابرز مظاهر ذلك الوضع الخطير داخليا عدم وجود المال السائل الكافي لتغطية النفقات الحربية التي تتضاعف نتيجة مضاعفة عمليات المقاومة العراقية، وتراجع تجنيد المواطنين الامريكيين والعجز عن الحصول على الاعداد المطلوبة للانخراط في الجيش تعويضا عن القتلى والمعوقين، وانهيار معنويات الجيش الامريكي بشكل كامل... الخ، فاذا كانت امريكا لا تملك المال المخصص بالقدر المطلوب لادامة الحرب، واذا كانت لاتجد العدد المطلوب من الجنود لخوضها، واذا كان جنودها ينتحرون للتخلص من ورطتهم في العراق، فكيف تواصل حربا هي الاكثر تكلفة ماليا وبشريا، والاشد شراسة في تاريخ حروب امريكا؟

ان هذا الوضع الامريكي يحعل الانهيار ستراتيجيا وليس عسكريا فقط، وهو لذلك يتعدى حدود العراق ليشمل العالم كله. ومن اهم مظاهر هذا الانهيار الستراتيجي العسكرية ان امريكا قد اعترفت رسميا بان الستراتيجية الكونية المعتمدة منذ عقود والقائمة على خوض حربين متزامنتين باقتدار كامل قد سقطت في امتحان العراق. اكثر من ذلك فان الفشل الستراتيجي هذا لم يعوض بعد بتبني بديل ستراتيجي معلن، على الاقل، وتلك حالة خطيرة في المجال الستراتيجي لان غياب الستراتيجية او الاضطراب الستراتيجي يفضي الى كوارث كثيرة ومن بينها الانهيار الشامل على الطريقة السوفيتية في امريكا. وهذه الحقيقة المعروفة هي التي تفسر تناقض التصريحات والمواقف الامريكية تجاه العراق والمنطقة والعالم، وهي التي تجعلنا نضع اصبعنا على منطقة القتل في جسد امريكا المتعب والمثقل بالجراح نتيجة انتصارات المقاومة العراقية. ويقترن الانهيار الامريكي العام في العراق بانهيار ترتيبات ايران في العراق والمنطقة نتيجة افتضاح خططها التوسعية الاستعمارية المبنية على اساس اشعال فتن طائفية في الوطن العربي والعالم الاسلامي، لذلك فانها كامريكا تريد مواجهة هذا المازق باشعال نار الفتن في العراق وخارجه خصوصا في لبنان.

وفي ضوء هذا الوضع الستراتيجي الخطير عالميا واقليميا من المحتمل ان تلجأ امريكا وايران الى عمل كبير في العراق يتمثل في تعزيز تحالفهما ضد العراق، تحت غطاء صراعهما المفتعل، وتحشيد قوات من عملاء ايران وقوات حرس خميني والبيشمركة الكردية والقوات الحكومية العميلة وبحماية ودعم القوات الامريكية، لاجل تصفية المناطق المحررة في بغداد بالقوة، كخطوة اولى في عملية اكبر تقوم على الانفراد بالمدن والمحافظات المحررة ومهاجمتها واحدة بعد الاخرى. ان هذه الخطة هي من اهم ما تمخض عنه لقاء بوش مع المالكي ولقاء بوش مع الحكيم، وقبلها الاتصالات الامريكية – الايرانية. لذلك فان حزبنا يدعو كافة فصائل المقاومة الشقيقة وكل الاحزاب والشخصيات الوطنية العراقية، الى الاستعداد لهذا الاحتمال عسكريا وامنيا وسياسيا وتنظيميا واعلاميا، وتعزيز التعاون بين كافة الوطنيين العراقيين، وتجنب اي لعبة امريكية لاختراق هذا التنظيم او ذاك، سواء تحت واجهة التفاوض او اشراكه في الحكومة او تشكيل حكومة جديدة، فكل هذه الدعوات هي اساليب خداع وتسقيط للقوى والشخصيات الوطنية. ويرى حزبنا ان التاكيد على ثوابت المقاومة العراقية مهم جدا الان لتجنب الارباكات والاختراق، وفي مقدمة الثوابت التمسك التام بان لا مفاوضات مع امريكا الا بعد ان تقبل بشروط المقاومة واهمها الانسحاب الكامل وغير المشروط من العراق والاعتراف بالمقاومة العراقية كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق.

ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي يعيد التاكيد على ان المقاومة والحزب قادران على احباط المخطط الجديد ودحره كليا، ليس فقط لان المقاومة مدعومة بالكامل من الشعب بل ايضا لان العدو المتعدد الرؤوس استخدم اقصى ما عنده منذ الغزو وحتى الان، ومع ذلك هزمته المقاومة في المعارك الكبرى التي حدثت. ما يحتاجه العراق الان هو تمتين الوحدة بين فصائل المقاومة المسلحة كافة وتجنب كل ما من شأنه خلق الفتن والخلافات الداخلية. ان الحركة الوطنية العراقية تضع املها بالنصر على وعي ووحدة المقاومة المسلحة، ومن بين اهم متطلبات تكوين وعي حقيقي مشترك بين جميع المجاهدين يؤمن النصر معرفة مايريده العدو حقيقة وليس ما نظن انه يريده. وهذا الوعي يفرض ضرورة التشاور على نحو اعمق بين الفصائل العراقية المقاتلة حول ما قد يكون غير واضح او مفهوم في الطروحات الامريكية حول العراق، والتي تقوم بمجملها على الخداع الاستخباراتي الذكي والمموه.

لقد اقترب النصر، وتلك حالة تستدعي من الثوار المزيد من الحذر واليقظة وعدم الركون الى افتراض قاتل وهو ان العدو قد افلس وان النصر صار مضمونا، ففي هذه اللحظات التاريخية الحاسمة قد تقع اخطر الاحداث وقد نشهد اكثر الالعاب تضليلا، وهذه الحقيقة هي التي جعلت حزبنا يكرر التاكيد على انه يرفض كليا ما يسمى (المصالحة الوطنية) والتي دعا اليها المالكي العميل بتوجيه من بوش، لانها ليست سوى مساعدة للاحتلال على تحويل هزيمته النكراء الى نصر مجاني، من خلال حشد قوى وشخصيات بمسميات مضللة وشعارات اكثر تضليلا، مستغلين معاناة شعب العراق غير المسبوقة، والتي ثبت الان بالدليل القاطع ان امريكا وايران هما من يتسبب بها، لمد حبل الانقاذ لامريكا.

اما قول بوش بانه يريد جعل العراق حليفا رئيسيا لامريكا في محاربة الارهاب في المنطقة فانه نتاج نفس الاوهام التي وضعت العراق وامريكا سوية على مسار الكارثة، فالعراق كان وسيبقى البوابة الشرقية التي تحمي الامة العربية من ريح الصفويين الصفراء، والعراق كان وسيبقى جمجمة العرب وسيفهم البتار عندما تداهمهم الخطوب ويحز رقابهم سيف اكثر من هولاكوغربي وصهيوني. ولئن كان غزو العراق اكبر كارثة في التاريخ الامريكي، كما اعترف اكثر من خبير امريكي، فان توقع النجاح في جعل العراق حليفا لامريكا في غزواتها الاقليمية هو وصفة انتحار امريكية حقيقية.

عاشت وحدة المقاومة العراقية المسلحة الامل العظيم في التحرير والاستقلال.

عاش العراق حرا واحدا مستقلا وطليعة تحررية.

الحرية والمجد للرفيق صدام حسين امام المجاهدين والامين العام لحزبنا امين سر القطر رئيس جمهورية العراق.

العار لمن يساوم على العراق وسيادته باسم المصالحة.

العار للادارة الامريكية المجرمة.



مكتب الثقافة والاعلام القطري

بغداد

20– 12 - 2006