خطاب
11-12-2006, 07:04 AM
ممثل البعث والمقاومة :
لم نتفاوض مع الاحتلال.. وشرطنا الاعتراف بحقوق الوطن
البعث في افضل حالاته.. ويمثل حاضنة للمقاومة العراقية
مجاهدو المقاومة من حقهم قيادة العراق بعد التحرير
المقاومة ستتعامل مع اي قوات عربية على انها جزء من الاحتلال
شبكة البصرة
عمان - الوحدة - هشام عودة
قال الدكتور ابو محمد ممثل البعث والمقاومة الوطنية العراقية ان توصيات لجنة بيكر – هاملتون تعمدت تجاهل المقاومة الوطنية العراقية التي تمثل الرقم الصعب في المعادلة السياسية الراهنة، وان من يريد دعم العراق فعليه التعامل مع المقاومة محذراً من ارسال قوات عسكرية عربية للعراق لانها ستكون هدفاً للمقاومة.
واكد ان البعث قام بمراجعة شاملة لبرنامجه ومسيرته، وان الدفاع عن الرئيس صدام ورفاقه هو الدفاع عن شرعية العراق، مشيراً ان العراقيين بعد التحرير قادرون على تحديد خياراتهم السياسية.
ونفى ممثل البعث والمقاومة العراقية حدوث اي نوع من التفاوض مع قوات الاحتلال، مؤكداً ان ذلك لن يتم الا بعد الاعتراف بحقوق الوطن وثوابت التحرير.
جاء ذلك في حوار موسع اجرته الوحدة عبر الهاتف مع الدكتور ابو محمد الذي قدم, قبل عدة أسابيع, البرنامج السياسي والاستراتيجي للبعث والمقاومة عبر شاشة قناة الجزيرة الفضائية.
* ما هو موقف البعث والمقاومة الوطنية العراقية من تقرير ببكر – هاملتون حول العراق؟؟
- إن التقرير تضمن 79 توصية تخص الوضع في العراق والمنطقة بشكل عام وتشير إلى اقتراحات الهدف الرئيسي منها هو، إيجاد حل، وطريق لخلاص القوات الأمريكية وحلفاءها من الجيب المهلك، والورطة الكبيرة التي أوصلتهم المقاومة العراقية الباسلة للغوص فيها. وان التقرير تجاهل بشكل متعمد التطرق لدور المقاومة الوطنية ومن إنها الرقم الصعب في تقرير مصير العراق والمنطقة وتحديد صورة المستقبل، كما هي عادة المحتل والمعبرة عن غطرسة وصلف معروفين، وان من المؤشرات الهامة والتي تثير اهتمام المتتبع لمحتويات هذا التقرير، وما يتوقع من لقاء بوش- المالكي في عمان ، نستطيع الاستنتاج بان هناك بداية لتخلي الولايات الأمريكية عن عملاءها من رؤساء الأحزاب العميلة في شمال وجنوب العراق وما بينهما، من خلال الإشارة المبطنة في تهديد الحكومة العميلة، بان يقطع عنها الدعم في حالة عدم إمكانيتها لضبط الوضع في العراق، والذي يعرف الأمريكان قبل غيرهم بان ذلك لن يتحقق رغم كل ما قاموا به من عمليات إجرامية بحق شعب العراق المقاوم والرافض للاحتلال، وكذا الحال بالنسبة لعملائها في شمال العراق ومطالبة التقرير بعدم توسيع رقعة الحكم الذاتي، نقول إن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءات وترتيبات وتشكيل لجان او مناورات بتشكيل ما يسمى حكومة إنقاذ وطني أو عقد مؤتمرات إقليمية او دولية ، إنما يصب في خدمة المصالح الأمريكية ولإنقاذها من الهزيمة المحققة بفعل المجاهدين الإبطال من رجال المقاومة الباسلة ، وننصح المحتلين بان لاطريق أمامهم للخلاص إلا الإقرار بحقوق الوطن والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع قيادة المقاومة أو من يمثلها... وهذا هو الطريق عدا ذلك فان عملية الصراع والقتال ستستمر جيلا بعد جيل ومهما غلت التضحيات حتى يتم طرد آخر جندي محتل من ارض العراق الطاهرة. وهنا أود أن أنبه إلى أن هناك دعوات مشبوهة يطلقها بعض المنافقين والمتصيدين وأرباب المصالح والكسب الحرام على حساب حقوق الوطن والشعب وثوابت التحرير ، فيما يتعلق بخلق جبهة عريضة تضم إطراف متناقضة في توجهاتها وتحت غطاء العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال ، نقول إن ذلك يشكل إنقاذا للاحتلال من جهة ، وإطالة عمره من جهة أخرى ، فندعو كل من هو وطني شريف يؤمن بالحقوق ويتمسك بالمقدسات أن يتصدى لهذه المحاولات البائسة ، وان طريق الخلاص أمام العراقيين هو طريق المقاومة بكافة أنواعها المسلحة وغير المسلحة.
* كيف استقبل البعث قمة بوش - المالكي الاخيرة.. وكيف تنظرون اليها؟
- هذه القمة وغيرها، لا تخرج عن اطار البحث عن الحلول الجزئية للأزمة، ويرى البعث ان الحل يكمن فقط في اعتراف الطرف المحتل بحقوق الوطن وثوابت التحرير، كما جاء في البرنامج السياسي والاستراتيجي، ويرى كذلك ان امام المحتل طريقين اثنين لا ثالث لهما, الاولى الاعتراف بالحقوق ومن ثم الجلوس على طاولة المفاوضات مع المقاومة، وان اللقاءات الاعلامية او الحديث عن مؤتمرات دولية واقليمية تارة, وعن حكوة انقاذ وطني تارة اخرى, ما هي الا محاولات للهروب الى امام، ولا تخرج كما قلت عن اطار الحلول الجزئية. اما الطريقة الثانية فهي مواجهة هزيمة منكرة، هذا قرار البعث والمقاومة.
ويجب ان يكون واضحاً للاشقاء العرب وللشعب الامريكي وللجميع، ان الطريق السليم والوحيد لتحفظ الادارة الامريكية ما تبقى من ماء وجهها هو الاعتراف بالمقاومة العراقية والانسحاب غير المشروط، اما ما يجري في كل القمم فلا يعنينا، وهو فعل لا يجدي نفعاً، ونحن لا نعول عليها ابداً.
* تناقلت العديد من وسائل الانباء العديد من التقارير التي تحدثت عن مفاوضات بمستويات متفاوتة بين البعث والادارة الامريكية، باعتبارك ممثلاً للبعث والمقاومة الى اي مدى يمكن ان تؤكد مثل هذه التقارير او تنفيها؟.
- لن اتحدث هنا عن مفاوضات، واقول ان مثل هذا الكلام وما تنشره التقارير الصحفية لا يعنينا, فالمفاوضات ليست من اولويات عملنا، وما تحدثت عنه عبر قناة الجزيرة الفضائية في البرنامج السياسي والاستراتيجي، لم يكن دعوة للمفاوضات، بل كان يؤكد على حقوق الوطن وثوابت التحرير. وفي الوقت الذي يعترف فيه المحتل بهذه الحقوق فاننا مستعدون للتفاوض، وأؤكد هنا انه لم تجر اية مفاوضات بين البعث والاحتلال, وما يتم الحديث بعكس ذلك هو محض افتراء.
* أنت طرحت برنامجاً سياسياً واستراتيجياً باسم البعث والمقاومة.. ؟ الى أي مدى يستطيع البعث التحدث باسم المقاومة؟.
- عندما قام البعث بطرح البرنامج السياسي والاستراتيجي، بسبب ما يتمتع به البعث وقيادته من احترام وتقدير في الشارع العراقي بشكل عام وفي اوساط المقاومة بشكل خاص، اما الذين يتحدثون عن انفراد البعث في هذا البرنامج، فيؤسفني القول انهم واهمون ويعبرون في موقفهم هذا عن سذاجة سياسية، ومواقف شخصية تجاه البعث مرتبطة بعقد من الماضي.
فالبعث كما نفهمه الآن لم يعد حزباً سياسياً مجرداً، بل هو فكرة ورسالة يتداولها العرب الشرفاء، هذه الرسالة تشكل وعاء وحاضنة شعبية لجميع القوى والتيارات الحية في العراق والأمة العربية.
لقد رأى البعث, بحكم خبرته, ان من واجبه الوطني وضع برنامج للتحرير والاستقلال، برنامج لكل العراق والعراقيين، لان ما يهمنا هو العراق والأمة، واعداء العراق هم اعداء الأمة، من هنا وضعنا هذا البرنامج السياسي والاستراتيجي، ومن يلتزم بما جاء فيه فانه يمثل البعث والمقاومة.
وعلى هذا الاساس فان البعث لم ينفرد بوضع هذا البرنامج، فالبعث صاحب رسالة وهو كما قلت حاضنة لكل الفصائل، ولا يمكن ان يصادر حق الفصائل في المقاومة.
* بعد كل هذا الانجاز العسكري العظيم للمقاومة العراقية، يعتقد انصارها خارج العراق انها باتت بحاجة لجناح سياسي يتحدث باسمها في المحافل العربية والدولية، كيف يتعامل البعث مع هذه الطروحات؟.
- لقد ادرك البعث مبكراً حاجة المقاومة لمثل هذا الجناح السياسي، وهو في طريقه الآن لانجاز تشكيل الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي تجمعها اهداف سامية في مقاومة الاحتلال واذنابه في العراق، وفي رفضها لما سمي بالعملية السياسية، وتعمل على المحافظة على وحدة العراق وعروبته.
ومن ابرز اهداف هذه الجبهة بناء نظام سياسي وطني تعددي ديموقراطي، يؤمن بتداول السلطة بعد التحرير, وتضم هذه الجبهة اضافة للبعث، التحالف الوطني العراقي والتيار القومي العربي والتيار الناصري الموحد، وتيارات اسلامية، واتحاد الشعب الشيوعي، والحزب الشيوعي الكادر وشخصيات وطنية وشيوخ عشائر ورجال دين، ومن المتوقع ان يتم الاعلان قريباً عن اسماء اعضاء المكتب السياسي لهذه الجبهة, وهم في الغالب من داخل العراق.
واقول هنا للاشقاء العرب ان الاستراتيجية الجديدة والحياة المتجددة للبعث في الاطار السياسي هي جزء من فهمه للعملية السياسية في عراق ما بعد التحرير التي تعتمد نظاماً ديموقراطياً تعددياً.
* ذكرت أن البعث هو البعث المتجدد، ماهو المقصود بذلك؟
- من الناحية المبدئية إن البعث قد ولد عام 1947 بعد مخاض عسير، عبر عن الآم الأمة وتطلعاتها، بعد أن شخص كل عوامل الضعف والفقر والجهل والتردي والتخلف والتمزق في أوصالها وثناياها، إضافة إلى ضعف الإرادة واستلاب الحياة العربية فكريا وثقافيا واجتماعيا، حيث بدأت نواة التعبير عن فكر البعث في كتابات قادته ومؤسسيه منذ العام 1941، وكانت ذكرى الرسول العربي عام 1943 محطة خالدة في تاريخ الحزب على المستوى الفكري حيث عبر مؤسس البعث عن عمق الفكر وصفاء المنهج وقوة التعبير وصدق الإيمان وصميمية الانتماء للأمة ورسالتها الخالدة المتجسدة في دور الإسلام الحنيف كدين ومنهج ونظام حياتي متكامل، وحد العرب وفجر طاقاتهم وأطلق إبداعاتهم، وحقق ذاتهم وأعلى مكانتهم بين الأمم ووضعهم على طريق قيادة الإنسانية ، ونشر قيم الخير والحق والعدل والحرية والتقدم، وبذلك امن البعث إيمانا حقيقيا قبل ولادته من إن، العروبة جسد روحه الإسلام ، وانه يمثل ماضي الأمة المشرق ، وأساس الانطلاق لحاضرها ومستقبلها، وان الإسلام بما جاء من قيم وتقاليد وأعراف وأخلاق ومبادئ وشرائع وثقافة ربانية ملهمة، يشكل ثقافة لجميع العرب وغيرهم من الأقوام وحتى من غير المسلمين ، وهو يمثل تاريخا وحاضرا ومستقبلا لجميع هؤلاء ، إذا ما أحبوا وطنهم وأمتهم واعتزوا بتاريخها المجيد.. هذه هي نظرية البعث ، وأساسه الفكري في علاقته بالأمة والإسلام والتي انطلق من هذا الأساس في صياغة أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وتبني شعاره الخالد (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة). إن هذا الإيمان والأساس الفكري الذي انطلق منه البعث.. منذ بداياته الأولى يشكل قاعدة صلبة يستند إليها البعث... لتلمس ذاته ، وتجديد إستراتيجيته ، ورسم مسارات جديدة لعمله وعلى كافة الصعد ، بعد كل الأزمات والنكبات والانتكاسات التي تعرض لها هذا الفكر العميق. وهكذا هو الآن انتفض كالعنقاء من بين ركام الزلزال الكبير الذي ضرب العراق والأمة ، وخرج من بين النيران متوشحا وحاملا سيفه الذي لم ينثني أو يسقط من يده ، وأعاد رسم طريقه في عمل جهادي ومقاوم ، وبذلك أصبح بحق حزب الرسالة الخالدة ، وبعث المجاهدين ، والمناضلين المؤمنين بالله ورسوله وكتبه وأنبياءه واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.. نعم انه بعث كل الشرفاء من أبناء الأمة ممن يتمسكون بحقوق الوطن وثوابت التحرير... أما من الناحية العملية والسياسية.. فان البعث سيكون مبادرا لعمل جبهوي مع جميع القوى والتيارات المؤمنة بالفكر الوطني القومي الإنساني الثوري المؤمن بالله والإسلامي المعتدل ، والذي يمثل فكر البعث طليعته المتألقة ، لان الفكر المنسجم مع طبيعة وتكون شعب العراق والمستمد من وحي رسالة الإسلام السمحاء هو الفكر الوسطي ، البعيد عن الأفكار الهدامة كالتعصب والتطرف والطائفية والعنصرية والبغضاء والتكفيرية المنحرفة.
* في حال انسحاب قوات الاحتلال من العراق... هل يرى البعث ان المقاومة قادرة على ملء الفراغ السياسي والامني والعسكري في البلاد؟.
- في البداية يجب الاقرار بان كل ما يحدث في العراق من جرائم هو بسبب الاحتلال، فالاحتلال الذي جاء بميليشيات الموت والاحزاب والجواسيس هو المسؤول عن تدمير العراق، وما حكومة المالكي الا صنيعة من صنائع هذا الاحتلال.
ويوجد على الجانب الآخر من المشهد المقاومة وقواها الوطنية التي اخذت على عاتقها تحرير العراق.
علينا ان لا نخلط الاوراق، وا ن القول بان ما يجري من جرائم في العراق هو خارج اطار الاحتلال، فهذه كذبة وخديعة.
فالاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة, هو الذي جاء بهذه الميليشيات وهو الذي يدعمها, والاحزاب المرتبطة بالاحتلال وبايران معاً، لان ايران ترى ان يظل العراق في دائرة مصالحها ورقة ضغط في مواجهة الولايات المتحدة، وهي متوافقة معها استراتيجياً, والموساد الصهيوني له دور واسع في دعم الميليشيات، ويكفي ان نشير ان عناصر ما يسمى بمؤتمر انقاذ الانبار تم تدريبهم داخل الكيان الصهيوني.
ولان الاحتلال هو السبب الرئيس في كل ما يجري، فاننا نرى ان لحظة انسحاب قواته من العراق، ستشهد انهياراً لهذه الميليشيات الطائفية، وانهياراً لكل هذه الاحزاب العميلة ولعصابات الجريمة.
واؤكد هنا ان المقاومة العراقية في احسن حالاتها اليوم، وان تشكيلاتها المقاتلة فاقت كل حسابات العدو، ومن خلال القيادة العامة للقوات المسلحة المجاهدة التي هي العمود الفقري للمقاومة، ومعها كل الفصائل تحت كل المسميات، استطيع القول بثقة كبيرة اننا قادرون مباشرة على ملء الفراغ بكل أنواعه، واعادة بناء الدولة العراقية باسرع مما يتوقع الجميع.
* تحدثت عن دور ريادي وقيادي للبعث في المقاومة العراقية، باعتبارك ممثلاً للبعث والمقاومة.. هل لك ان تؤشر لنا على ملامح هذا الدور؟.
- يمكن تلخيص دور البعث في المقاومة العراقية, في ثلاثة اتجاهات اساسية هي: اما قيادة مباشرة لعدد من فصائل المقاومة، واما اشراف على فصائل اخرى من حيث التخطيط والتدريب والاستشارة، واما تنسيق مباشر مع الفصائل الاخرى. ومن هنا يبدو البعث حاضراً في كل المواقع الجهادية.
وعلينا ان نتذكر دور البعث الوطني قبل العدوان، وان مفهومه الوطني العام المستند على الايمان بالله يشكل حاضنة لكل العراقيين، واذا ما عرفنا ان عدد البعثيين قبل الاحتلال قد تجاوز المليونين، وعندما يضاف لهذا العدد افراد اسرهم فهم يمثلون اكثر من نصف الشعب العراقي، وهذا ما شكل الحاضنة الشعبية حتى للمقاومين من غير البعثيين.
وهناك فضل آخر للبعث وللرئيس صدام حسين القائد العام للقوات المسلحة المجاهدة، اذ لنا ان نتصور لو ان الرئيس صدام وافق على التنحي واستسلم لمطالب دول العدوان، لكان لحقت بالعراق هزيمة بدون شرف.
صحيح ان العراق خسر المعركة، لكنه احتفظ بالشرف، عندما رفض الرئيس صدام الاستسلام حفاظاً على شرف العراق، انه بهذا الموقف لم يمنح قوات الاحتلال نصراً كاملاً, ولم يلحق بالعراق هزيمة كاملة، وان وجوده الآن في السجن هو بسبب موقفه، ولو قبل بشروط الامريكان، لما كانت هناك مقاومة، واليوم لا شرف الا شرف المقاومة.
* ما موقف البعث والمقاومة الوطنية العراقية من المصالحة الوطنية وكيف يمكن ان يخلق البعث عملية توازن واتفاق وانسجام مع القوى العراقية الفاعلة على الساحة الآن؟
- إن كل العراقيين أفرادا وأحزاب وحركات وبدون استثناء.. مدعوين للتمسك بحقوق الوطن وثوابت التحرير التي جاء بها البرنامج السياسي.. وفي حالة ان أي حزب او فرد يلتزم بما جاء في البرنامج ، ويعمل ويناضل ويجاهد من اجل انتزاع وتحقيق تلك الثوابت والحقوق.. فان الحوار واللقاء والمصالحة مفتوح للجميع ومع الجميع طبقا لذلك ، و تعتبر المصالحة تحصيل حاصل ومتحققة معه او مع من يمثله ، المهم لدى البعث والمقاومة الباسلة هو انتزاع الحقوق وتنفيذ الثوابت والتمسك بها والدفاع عنها.. وليست الأشخاص والمسميات ، لان الشعب هو من يحاسب العملاء والجواسيس والخونة ممن يتنكرون لهذه الحقوق وتلك الثوابت.. ممن لايغتتنمون فرصة العودة إلى الصف الوطني المقاوم والرافض للاحتلال ومشاريع الخبيثة ، وكما قلت أن هذا يشمل الجميع وبدون استثناء...وعفا الله عما سلف.. بعد إعلان التوبة والعودة إلى صف الوطن والشعب. من هنا تأتي أهمية أن يراجع الجميع مواقفه السابقة واللاحقة وان على الجميع أن يعترف بأخطائه وخطاياه وزلة قدمه... وينوي النية الصادقة في تجاوز الانحراف والرذيلة والسقوط في أحضان المحتل الباغي وحلفاء. وازعم إن من تبقى لديه حد أدنى من الوطنية والشرف من أركان العملية السياسية ومن أعوان المحتل.. ان يعلنوا التوبة قبل فوات الأوان ويعلنوا انضمامهم لخانة الوطن والشعب والتعبير عن إرادته في المقاومة، إلا من أبى وتجبر، فذلك مصيره سيكون بيد محاكم الشعب يوم لايرحمهم هذا الشعب الذي خانوه وخذلوه وانتهكوا حرماته ومقدساته.
* كيف ينظر البعث لما يجري اليوم في العراق، وهل يساوره القلق بشأن اندلاع حرب اهلية او طائفية؟.
- دعني هنا اطرح سؤالاً وهو لماذا هذا القتل المنظم يتم في مدينة بغداد دون سواها من المدن العراقية، مع ان المقاومة منتشرة في كل مدن العراق، من شماله الى جنوبه.
السبب واضح وهو ان الاحزاب الطائفية، والميليشيات المرتبطة بها، وفي مقدمتها فيلق بدر وجيش المهدي وحزب الدعوة. التي تحظى بدعم مباشر من ايران، يصل في بعض المناطق الى وجود قيادات ايرانية على رأس هذه الميليشيات, تهدف للسيطرة على مدينة بغداد، لانهم يرون حجم المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال وقد بدأت تترنح امام ضربات المقاومة، لان من يسيطر على بغداد يسيطر على العراق وهذا ما تريده ايران.
وتعتقد هذه الميليشيات الطائفية، ومن يقف وراءها، ان الجرائم المنظمة ستدفع الوطنيين من ابناء بغداد للهجرة عنها, لتبقى المدينة بما تمثله من رمز وحضارة وتاريخ تحت سيطرتهم.
واذا كان الاحتلال هو المسؤول الاول عن كل ما يجري من جرائم، فان لايران مصلحة كبيرة ودور اكبر في دعم هذه الميليشيات الطائفية وقيادتها. الا ان المقاومة الباسلة في بغداد، وفي كل المدن العراقية تظل لهؤلاء القتلة المجرمين بالمرصاد، واستطاعت ان تفشل مشروعهم بسبب ما تحظى به من دعم شعبي عريض، ولهذا نقول بثقة ان الحرب الاهلية او الطائفية التي يخطط الاحتلال وحليفته ايران لاشعالها في العراق، للتغطية على عجزهم وفشلهم، لن يكتب لها النجاح، بسبب وعي شعبنا وتلاحمه وتماسك نسيجه الاجتماعي والوطني.
* تظهر بعض الاصوات لتتحدث، ولو بحسن النية احياناً، عن ضرورة ارسال قوات عسكرية عربية واسلامية للعراق، كيف تنظرون في البعث لمثل هذه الدعوات؟.
- نحن نرى ان الاعتراف بالحكومة المعينة من الاحتلال او استقبال موفدين عنها في العواصم العربية والاسلامية، او ارسال وفود اليها، او ارسال قوات عسكرية يمثل استمراراً لحالة العدوان والتآمر على العراق.
ونقول هنا من يريد ان يدعم العراق، فعليه ان يقوم بتقديم الدعم للمقاومة العراقية بكل فصائلها، لانها تضم كل العراقيين وتعبر عنهم.
المقاومة وحدها هي العنوان الوحيد لمن يريد ان يسهم في حل القضية العراقية، وغير ذلك يصب في خدمة الاحتلال واذنابه ومصالحه.
ونحذر هنا من ارسال قوات عربية او اسلامية للعراق، لان المقاومة ستتعامل معها على انها جزء من قوات الاحتلال، وان مهمتها محصورة في محاولة انقاذ الاحتلال من ورطته, وليس مساعدة العراق وأهله.
واستطيع التأكيد ان المقاومة العراقية بكل فصائلها لا تقبل وجود قوات عربية واسلامية في العراق، وهي مصممة على القتال جيلاً بعد جيل، حتى يندحر الاحتلال ويستعيد العراق حريته وسيادته، وانصح الجميع بان لا يتوهموا بانهم قادرون على انقاذ الاحتلال، فالعراق كما عهدته لا يمكن ان يكون منطلقاً لتهديم اركان الامة وثوابتها، كما يخطط لذلك الاحتلال.
*كيف ينظر البعث والمقاومة الوطنية للعلاقات مع الدول العربية ودول العالم بعد التحرير؟؟
- أعود وأقول بأنه طبقا لما ورد في برنامج التحرير والاستقلال من مبادئ وحقوق وثوابت فان الحوار واللقاء وإقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول العربية الشقيقة وبدون استثناء ، هو المنهج الذي يلتزم به البعث والمقاومة الوطنية..اخذين بنظر الاعتبار وحدة مصالح الأمة العربية ..وعمق الروابط بين أبناء العراق وأشقاءه.. وان على الأشقاء العرب في كافة الدول العربية ، أن يعرفوا ويثقوا بان البعث ورجاله المجاهدين والمقاومة الوطنية بكافة توجهاتها الوطنية والقومية والإسلامية.. هم محبين لهم ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، وان البعث المتجدد ، البعث الوطني القومي الإنساني المؤمن بالله ، بعث المجاهدين والمناضلين وبعث العراقيين المتمسكين بحقوق الوطن وثوابت التحرير ، هو أخ للجميع ويعمل من اجل الجميع في أرجاء الوطن العربي الكبير وهو الظهير القوي والسد المنيع والمتصدي لحالة التداعي في حياة الأمة.. وانه بمقاومته للمحتل وإذنابه ومشاريعه وفي تصديه للزحف الفارسي العنصري المتحالف مع المحتل الأجنبي للنيل من العراق والأمة.. سيصنع غدا مشرقا لهم ولأجيالهم ، فهو إذن بحاجة إلى دعم الأمة المادي والمعنوي ، كما هو يحمل لواء حريتها وتحررها من خلال وقفته في مواجهة المشروع الأمريكي - الصهيوني في الهيمنة والابتزاز والاستغلال والتسلط وما افرزه من تطرف وطائفية وعنصرية بغيضة . وان البعث والمقاومة الوطنية ، ووفق البرنامج المعلن ، سيقيمان علاقات ودية طبقا للمصالح المشتركة مع جميع دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني البغيض ، الذي يحتل ارض فلسطين العربية. وان هذه العلاقات التي ينظر إليها البعث والمقاومة تستوعب كافة المتغيرات الإقليمية والدولية وذلك طبقا للاتفاقات والمعاهدات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام إرادة الشعوب في الوحدة والتحرر والاستقلال والسيادة والتصرف بالثروات الوطنية ، المادية منها والطبيعية والبشرية.
* باعتبار البعث يمثل الثقل الاول في المقاومة, لماذا تأخرتم في الاعلان عن ولادة الجناح السياسي للمقاومة؟.
- نعتقد ان من المصلحة الاستراتيجية للمقاومة ان لا تذهب بعد الاحتلال مباشرة للاعلان عن نفسها وبرامجها واشخاصها, لان الهدف الرئيس للمقاومة، كما نفهمه ونعمل عليه، هو خلق نوع من التوازن السوقي مع العدو في أرض المعركة، واستطيع القول ان المقاومة حققت ما تريد, بعد ان اربكت العدو واوقفت مشروعه التوسعي واسقطت العناوين الكبيرة التي جاء بها، مثل الديموقراطية وحقوق الانسان، وبعد ان كبدته خسائر فادحة في الارواح والمعدات, اقول بعد كل هذا تستطيع المقاومة العراقية الآن ان تقدم مشروعها بكل ثقة، وقد تبلور برنامجها السياسي، واعلنت عن ولادة الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي تمثل الجناح السياسي للمقاومة العراقية.
وهنا اسأل الذين يكثرون من ترديد هذا السؤال، ما قيمة ان تذهب المقاومة العراقية لتعلن عن نفسها في الشهر الاول مثلاً، وهي لم تحقق بعد حالة التوازن السوقي مع العدو، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ان العمل السياسي يظل قاصراً، اذا لم يكن مستنداً الى فعل عسكري، وهذا هو السبب الذي دفعنا للتريث في هذا الجانب.
* كيف تنظرون لواقع البعث اليوم في ضوء الواقع الجديد والتحالفات الجديدة وهل وقفتم وقفة مراجعة لمسيرتكم؟.
- ما اود قوله هنا للاشقاء العرب, ان البعث قد ترسخ عميقاً في أرض العراق، ولا يمكن لقانون مثل اجتثاث البعث، او الاقدام على اعدام قائده, ان ينهي دور البعث في العراق، ومن يفكر في ذلك فهو ساذج وواهم ولا يعرف طبيعة الشعب العراقي.
ولا اذيع سراً اذا قلت ان البعث اليوم هو في افضل حالاته، بعد ان سقطت كل الاوراق الصفراء عن شجرته اليانعة دائمة الخضرة. واقول بثقة ان لدى البعث تشكيلات كبيرة ومهمة في المقاومة العراقية، دون الغاء دور الآخرين او اقصائهم، ولهم منا التحية والتقدير وفي مقدمتهم الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين وكل الفصائل المجاهدة.
ويعرف الجميع ان البعث حكم العراق وبنى دولة عصرية، مهابة الجانب في المنطقة، وان ثورة السابع عشر من تموز هي ثورة المنجزات الكبرى.
ولا ننكر ان البعث، وخلال هذه المسيرة الطويلة قد ارتكب مجموعة اخطاء، لكن هذه الاخطاء اذا ما قورنت باخطاء الانظمة الحليفة للادارة الامريكية وصديقتها، فانها تكاد لا تذكر.
نعتقد جازمين ان قضية العراق, هي قضية صراع ارادات في الدرجة الاولى، بين مشروع وطني تحرري ومشروع صهيوني، وقد بدأ البعث بمراجعة شاملة لمسيرته، وهي حالة ليست غريبة عن البعث الذي يعتبر عملية المراجعة من اولوياته, من اجل تعزيز الايجابيات وتجاوز السلبيات، وعلى هذا الاساس تم وضع البرنامج السياسي والاستراتيجي، وخاصة ما جاء منه في الباب الثالث.
* كيف تنظرون لمحاكمة الرئيس صدام حسين ورفاقه؟.
- ان محاكمة الرئيس صدام ورفاقه في القيادة هي عملية باطلة، وغير قانونية وغير شرعية، لانها تجري بقرار الاحتلال الذي هو باطل وغير شرعي وغير قانوني، وكل ما جرى في العراق في ظل الاحتلال هو باطل، ومن ضمن ذلك اعتقال الرئيس صدام حسين واعضاء القيادة ومحاكمتهم.
واقول انه من الناحية الوطنية والقانونية والاخلاقية، فنحن ندافع عن الرئيس صدام ورفاقه, باعتبارهم يمثلون القيادة الشرعية للعراق، حتى يتم تحرير الوطن ودحر الاحتلال.
ونعرف جيداً ان للمقاومة والجهاد استحقاقهما، فهناك من هم من غير البعثيين في صفوف المقاومة، وهؤلاء لهم الحق مستقبلاً في المشاركة بحكم العراق.
اننا معنيون بالدفاع عن شرعية كل ما كان قائماً قبل الاحتلال، اما بعد التحرير فان الشعب العراقي هو وحده من يحدد خياراته للمستقبل، وان شرعية الدولة العراقية قبل الاحتلال هي شرعية البعث وقيمه وافكاره وتقاليده وشرعية المؤسسات والقوانين والدستور والبناء الشامخ.... وشرعية مؤسسات السيادة والوحدة الوطنية والاستقلال، وامتلاك القرار الحر في مجال السياسة والاقتصاد والثروات الطبيعية والبشرية. وان دولة العراق بعد التحرير كما يراها البعث ويعمل من اجلها مجاهداً ومقاوماً، هي دولة المقاومة بكافة فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية، مسلحة وغير مسلحة... ومن هنا تستمد حقيقة ولادة نظام وطني ديموقراطي تعددي يؤمن بحقوق الانسان ويصون الحريات.
* هناك حديث عن صفقات سياسية يمكن ان تحدث في العراق، كيف تستقبلون مثل هذا الحديث وكيف تتعاملون معه؟.
- هو حديث لا يعنينا كما قلت، والصفقات بحد ذاتها، مهما كان موضوعها تتناقض مع استراتيجية المقاومة التي هي اصلاً تعبر عن ارادة الشعب، ولا يملك احد حق ايقافها.
ولو اراد الرئيس صدام حسين ان يحمي نفسه ويبعد الاذى عن عائلته لوافق على التنحي والاستسلام, لكنه انحاز لخيار المقاومة.
ونعتقد ان من ينخرط في اي صفقة مع العدو، سواء كان عسكرياً ام مدنياً هو خارج اطار المقاومة، ولا يعبر عنها، لان قرارنا في البعث والمقاومة، هو طرد الاحتلال واقامة النظام السياسي الديموقراطي التعددي في العراق.
شبكة البصرة
الاحد 21 ذو القعدة 1427 / 10 كانون الاول 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر
لم نتفاوض مع الاحتلال.. وشرطنا الاعتراف بحقوق الوطن
البعث في افضل حالاته.. ويمثل حاضنة للمقاومة العراقية
مجاهدو المقاومة من حقهم قيادة العراق بعد التحرير
المقاومة ستتعامل مع اي قوات عربية على انها جزء من الاحتلال
شبكة البصرة
عمان - الوحدة - هشام عودة
قال الدكتور ابو محمد ممثل البعث والمقاومة الوطنية العراقية ان توصيات لجنة بيكر – هاملتون تعمدت تجاهل المقاومة الوطنية العراقية التي تمثل الرقم الصعب في المعادلة السياسية الراهنة، وان من يريد دعم العراق فعليه التعامل مع المقاومة محذراً من ارسال قوات عسكرية عربية للعراق لانها ستكون هدفاً للمقاومة.
واكد ان البعث قام بمراجعة شاملة لبرنامجه ومسيرته، وان الدفاع عن الرئيس صدام ورفاقه هو الدفاع عن شرعية العراق، مشيراً ان العراقيين بعد التحرير قادرون على تحديد خياراتهم السياسية.
ونفى ممثل البعث والمقاومة العراقية حدوث اي نوع من التفاوض مع قوات الاحتلال، مؤكداً ان ذلك لن يتم الا بعد الاعتراف بحقوق الوطن وثوابت التحرير.
جاء ذلك في حوار موسع اجرته الوحدة عبر الهاتف مع الدكتور ابو محمد الذي قدم, قبل عدة أسابيع, البرنامج السياسي والاستراتيجي للبعث والمقاومة عبر شاشة قناة الجزيرة الفضائية.
* ما هو موقف البعث والمقاومة الوطنية العراقية من تقرير ببكر – هاملتون حول العراق؟؟
- إن التقرير تضمن 79 توصية تخص الوضع في العراق والمنطقة بشكل عام وتشير إلى اقتراحات الهدف الرئيسي منها هو، إيجاد حل، وطريق لخلاص القوات الأمريكية وحلفاءها من الجيب المهلك، والورطة الكبيرة التي أوصلتهم المقاومة العراقية الباسلة للغوص فيها. وان التقرير تجاهل بشكل متعمد التطرق لدور المقاومة الوطنية ومن إنها الرقم الصعب في تقرير مصير العراق والمنطقة وتحديد صورة المستقبل، كما هي عادة المحتل والمعبرة عن غطرسة وصلف معروفين، وان من المؤشرات الهامة والتي تثير اهتمام المتتبع لمحتويات هذا التقرير، وما يتوقع من لقاء بوش- المالكي في عمان ، نستطيع الاستنتاج بان هناك بداية لتخلي الولايات الأمريكية عن عملاءها من رؤساء الأحزاب العميلة في شمال وجنوب العراق وما بينهما، من خلال الإشارة المبطنة في تهديد الحكومة العميلة، بان يقطع عنها الدعم في حالة عدم إمكانيتها لضبط الوضع في العراق، والذي يعرف الأمريكان قبل غيرهم بان ذلك لن يتحقق رغم كل ما قاموا به من عمليات إجرامية بحق شعب العراق المقاوم والرافض للاحتلال، وكذا الحال بالنسبة لعملائها في شمال العراق ومطالبة التقرير بعدم توسيع رقعة الحكم الذاتي، نقول إن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءات وترتيبات وتشكيل لجان او مناورات بتشكيل ما يسمى حكومة إنقاذ وطني أو عقد مؤتمرات إقليمية او دولية ، إنما يصب في خدمة المصالح الأمريكية ولإنقاذها من الهزيمة المحققة بفعل المجاهدين الإبطال من رجال المقاومة الباسلة ، وننصح المحتلين بان لاطريق أمامهم للخلاص إلا الإقرار بحقوق الوطن والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع قيادة المقاومة أو من يمثلها... وهذا هو الطريق عدا ذلك فان عملية الصراع والقتال ستستمر جيلا بعد جيل ومهما غلت التضحيات حتى يتم طرد آخر جندي محتل من ارض العراق الطاهرة. وهنا أود أن أنبه إلى أن هناك دعوات مشبوهة يطلقها بعض المنافقين والمتصيدين وأرباب المصالح والكسب الحرام على حساب حقوق الوطن والشعب وثوابت التحرير ، فيما يتعلق بخلق جبهة عريضة تضم إطراف متناقضة في توجهاتها وتحت غطاء العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال ، نقول إن ذلك يشكل إنقاذا للاحتلال من جهة ، وإطالة عمره من جهة أخرى ، فندعو كل من هو وطني شريف يؤمن بالحقوق ويتمسك بالمقدسات أن يتصدى لهذه المحاولات البائسة ، وان طريق الخلاص أمام العراقيين هو طريق المقاومة بكافة أنواعها المسلحة وغير المسلحة.
* كيف استقبل البعث قمة بوش - المالكي الاخيرة.. وكيف تنظرون اليها؟
- هذه القمة وغيرها، لا تخرج عن اطار البحث عن الحلول الجزئية للأزمة، ويرى البعث ان الحل يكمن فقط في اعتراف الطرف المحتل بحقوق الوطن وثوابت التحرير، كما جاء في البرنامج السياسي والاستراتيجي، ويرى كذلك ان امام المحتل طريقين اثنين لا ثالث لهما, الاولى الاعتراف بالحقوق ومن ثم الجلوس على طاولة المفاوضات مع المقاومة، وان اللقاءات الاعلامية او الحديث عن مؤتمرات دولية واقليمية تارة, وعن حكوة انقاذ وطني تارة اخرى, ما هي الا محاولات للهروب الى امام، ولا تخرج كما قلت عن اطار الحلول الجزئية. اما الطريقة الثانية فهي مواجهة هزيمة منكرة، هذا قرار البعث والمقاومة.
ويجب ان يكون واضحاً للاشقاء العرب وللشعب الامريكي وللجميع، ان الطريق السليم والوحيد لتحفظ الادارة الامريكية ما تبقى من ماء وجهها هو الاعتراف بالمقاومة العراقية والانسحاب غير المشروط، اما ما يجري في كل القمم فلا يعنينا، وهو فعل لا يجدي نفعاً، ونحن لا نعول عليها ابداً.
* تناقلت العديد من وسائل الانباء العديد من التقارير التي تحدثت عن مفاوضات بمستويات متفاوتة بين البعث والادارة الامريكية، باعتبارك ممثلاً للبعث والمقاومة الى اي مدى يمكن ان تؤكد مثل هذه التقارير او تنفيها؟.
- لن اتحدث هنا عن مفاوضات، واقول ان مثل هذا الكلام وما تنشره التقارير الصحفية لا يعنينا, فالمفاوضات ليست من اولويات عملنا، وما تحدثت عنه عبر قناة الجزيرة الفضائية في البرنامج السياسي والاستراتيجي، لم يكن دعوة للمفاوضات، بل كان يؤكد على حقوق الوطن وثوابت التحرير. وفي الوقت الذي يعترف فيه المحتل بهذه الحقوق فاننا مستعدون للتفاوض، وأؤكد هنا انه لم تجر اية مفاوضات بين البعث والاحتلال, وما يتم الحديث بعكس ذلك هو محض افتراء.
* أنت طرحت برنامجاً سياسياً واستراتيجياً باسم البعث والمقاومة.. ؟ الى أي مدى يستطيع البعث التحدث باسم المقاومة؟.
- عندما قام البعث بطرح البرنامج السياسي والاستراتيجي، بسبب ما يتمتع به البعث وقيادته من احترام وتقدير في الشارع العراقي بشكل عام وفي اوساط المقاومة بشكل خاص، اما الذين يتحدثون عن انفراد البعث في هذا البرنامج، فيؤسفني القول انهم واهمون ويعبرون في موقفهم هذا عن سذاجة سياسية، ومواقف شخصية تجاه البعث مرتبطة بعقد من الماضي.
فالبعث كما نفهمه الآن لم يعد حزباً سياسياً مجرداً، بل هو فكرة ورسالة يتداولها العرب الشرفاء، هذه الرسالة تشكل وعاء وحاضنة شعبية لجميع القوى والتيارات الحية في العراق والأمة العربية.
لقد رأى البعث, بحكم خبرته, ان من واجبه الوطني وضع برنامج للتحرير والاستقلال، برنامج لكل العراق والعراقيين، لان ما يهمنا هو العراق والأمة، واعداء العراق هم اعداء الأمة، من هنا وضعنا هذا البرنامج السياسي والاستراتيجي، ومن يلتزم بما جاء فيه فانه يمثل البعث والمقاومة.
وعلى هذا الاساس فان البعث لم ينفرد بوضع هذا البرنامج، فالبعث صاحب رسالة وهو كما قلت حاضنة لكل الفصائل، ولا يمكن ان يصادر حق الفصائل في المقاومة.
* بعد كل هذا الانجاز العسكري العظيم للمقاومة العراقية، يعتقد انصارها خارج العراق انها باتت بحاجة لجناح سياسي يتحدث باسمها في المحافل العربية والدولية، كيف يتعامل البعث مع هذه الطروحات؟.
- لقد ادرك البعث مبكراً حاجة المقاومة لمثل هذا الجناح السياسي، وهو في طريقه الآن لانجاز تشكيل الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي تجمعها اهداف سامية في مقاومة الاحتلال واذنابه في العراق، وفي رفضها لما سمي بالعملية السياسية، وتعمل على المحافظة على وحدة العراق وعروبته.
ومن ابرز اهداف هذه الجبهة بناء نظام سياسي وطني تعددي ديموقراطي، يؤمن بتداول السلطة بعد التحرير, وتضم هذه الجبهة اضافة للبعث، التحالف الوطني العراقي والتيار القومي العربي والتيار الناصري الموحد، وتيارات اسلامية، واتحاد الشعب الشيوعي، والحزب الشيوعي الكادر وشخصيات وطنية وشيوخ عشائر ورجال دين، ومن المتوقع ان يتم الاعلان قريباً عن اسماء اعضاء المكتب السياسي لهذه الجبهة, وهم في الغالب من داخل العراق.
واقول هنا للاشقاء العرب ان الاستراتيجية الجديدة والحياة المتجددة للبعث في الاطار السياسي هي جزء من فهمه للعملية السياسية في عراق ما بعد التحرير التي تعتمد نظاماً ديموقراطياً تعددياً.
* ذكرت أن البعث هو البعث المتجدد، ماهو المقصود بذلك؟
- من الناحية المبدئية إن البعث قد ولد عام 1947 بعد مخاض عسير، عبر عن الآم الأمة وتطلعاتها، بعد أن شخص كل عوامل الضعف والفقر والجهل والتردي والتخلف والتمزق في أوصالها وثناياها، إضافة إلى ضعف الإرادة واستلاب الحياة العربية فكريا وثقافيا واجتماعيا، حيث بدأت نواة التعبير عن فكر البعث في كتابات قادته ومؤسسيه منذ العام 1941، وكانت ذكرى الرسول العربي عام 1943 محطة خالدة في تاريخ الحزب على المستوى الفكري حيث عبر مؤسس البعث عن عمق الفكر وصفاء المنهج وقوة التعبير وصدق الإيمان وصميمية الانتماء للأمة ورسالتها الخالدة المتجسدة في دور الإسلام الحنيف كدين ومنهج ونظام حياتي متكامل، وحد العرب وفجر طاقاتهم وأطلق إبداعاتهم، وحقق ذاتهم وأعلى مكانتهم بين الأمم ووضعهم على طريق قيادة الإنسانية ، ونشر قيم الخير والحق والعدل والحرية والتقدم، وبذلك امن البعث إيمانا حقيقيا قبل ولادته من إن، العروبة جسد روحه الإسلام ، وانه يمثل ماضي الأمة المشرق ، وأساس الانطلاق لحاضرها ومستقبلها، وان الإسلام بما جاء من قيم وتقاليد وأعراف وأخلاق ومبادئ وشرائع وثقافة ربانية ملهمة، يشكل ثقافة لجميع العرب وغيرهم من الأقوام وحتى من غير المسلمين ، وهو يمثل تاريخا وحاضرا ومستقبلا لجميع هؤلاء ، إذا ما أحبوا وطنهم وأمتهم واعتزوا بتاريخها المجيد.. هذه هي نظرية البعث ، وأساسه الفكري في علاقته بالأمة والإسلام والتي انطلق من هذا الأساس في صياغة أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وتبني شعاره الخالد (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة). إن هذا الإيمان والأساس الفكري الذي انطلق منه البعث.. منذ بداياته الأولى يشكل قاعدة صلبة يستند إليها البعث... لتلمس ذاته ، وتجديد إستراتيجيته ، ورسم مسارات جديدة لعمله وعلى كافة الصعد ، بعد كل الأزمات والنكبات والانتكاسات التي تعرض لها هذا الفكر العميق. وهكذا هو الآن انتفض كالعنقاء من بين ركام الزلزال الكبير الذي ضرب العراق والأمة ، وخرج من بين النيران متوشحا وحاملا سيفه الذي لم ينثني أو يسقط من يده ، وأعاد رسم طريقه في عمل جهادي ومقاوم ، وبذلك أصبح بحق حزب الرسالة الخالدة ، وبعث المجاهدين ، والمناضلين المؤمنين بالله ورسوله وكتبه وأنبياءه واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.. نعم انه بعث كل الشرفاء من أبناء الأمة ممن يتمسكون بحقوق الوطن وثوابت التحرير... أما من الناحية العملية والسياسية.. فان البعث سيكون مبادرا لعمل جبهوي مع جميع القوى والتيارات المؤمنة بالفكر الوطني القومي الإنساني الثوري المؤمن بالله والإسلامي المعتدل ، والذي يمثل فكر البعث طليعته المتألقة ، لان الفكر المنسجم مع طبيعة وتكون شعب العراق والمستمد من وحي رسالة الإسلام السمحاء هو الفكر الوسطي ، البعيد عن الأفكار الهدامة كالتعصب والتطرف والطائفية والعنصرية والبغضاء والتكفيرية المنحرفة.
* في حال انسحاب قوات الاحتلال من العراق... هل يرى البعث ان المقاومة قادرة على ملء الفراغ السياسي والامني والعسكري في البلاد؟.
- في البداية يجب الاقرار بان كل ما يحدث في العراق من جرائم هو بسبب الاحتلال، فالاحتلال الذي جاء بميليشيات الموت والاحزاب والجواسيس هو المسؤول عن تدمير العراق، وما حكومة المالكي الا صنيعة من صنائع هذا الاحتلال.
ويوجد على الجانب الآخر من المشهد المقاومة وقواها الوطنية التي اخذت على عاتقها تحرير العراق.
علينا ان لا نخلط الاوراق، وا ن القول بان ما يجري من جرائم في العراق هو خارج اطار الاحتلال، فهذه كذبة وخديعة.
فالاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة, هو الذي جاء بهذه الميليشيات وهو الذي يدعمها, والاحزاب المرتبطة بالاحتلال وبايران معاً، لان ايران ترى ان يظل العراق في دائرة مصالحها ورقة ضغط في مواجهة الولايات المتحدة، وهي متوافقة معها استراتيجياً, والموساد الصهيوني له دور واسع في دعم الميليشيات، ويكفي ان نشير ان عناصر ما يسمى بمؤتمر انقاذ الانبار تم تدريبهم داخل الكيان الصهيوني.
ولان الاحتلال هو السبب الرئيس في كل ما يجري، فاننا نرى ان لحظة انسحاب قواته من العراق، ستشهد انهياراً لهذه الميليشيات الطائفية، وانهياراً لكل هذه الاحزاب العميلة ولعصابات الجريمة.
واؤكد هنا ان المقاومة العراقية في احسن حالاتها اليوم، وان تشكيلاتها المقاتلة فاقت كل حسابات العدو، ومن خلال القيادة العامة للقوات المسلحة المجاهدة التي هي العمود الفقري للمقاومة، ومعها كل الفصائل تحت كل المسميات، استطيع القول بثقة كبيرة اننا قادرون مباشرة على ملء الفراغ بكل أنواعه، واعادة بناء الدولة العراقية باسرع مما يتوقع الجميع.
* تحدثت عن دور ريادي وقيادي للبعث في المقاومة العراقية، باعتبارك ممثلاً للبعث والمقاومة.. هل لك ان تؤشر لنا على ملامح هذا الدور؟.
- يمكن تلخيص دور البعث في المقاومة العراقية, في ثلاثة اتجاهات اساسية هي: اما قيادة مباشرة لعدد من فصائل المقاومة، واما اشراف على فصائل اخرى من حيث التخطيط والتدريب والاستشارة، واما تنسيق مباشر مع الفصائل الاخرى. ومن هنا يبدو البعث حاضراً في كل المواقع الجهادية.
وعلينا ان نتذكر دور البعث الوطني قبل العدوان، وان مفهومه الوطني العام المستند على الايمان بالله يشكل حاضنة لكل العراقيين، واذا ما عرفنا ان عدد البعثيين قبل الاحتلال قد تجاوز المليونين، وعندما يضاف لهذا العدد افراد اسرهم فهم يمثلون اكثر من نصف الشعب العراقي، وهذا ما شكل الحاضنة الشعبية حتى للمقاومين من غير البعثيين.
وهناك فضل آخر للبعث وللرئيس صدام حسين القائد العام للقوات المسلحة المجاهدة، اذ لنا ان نتصور لو ان الرئيس صدام وافق على التنحي واستسلم لمطالب دول العدوان، لكان لحقت بالعراق هزيمة بدون شرف.
صحيح ان العراق خسر المعركة، لكنه احتفظ بالشرف، عندما رفض الرئيس صدام الاستسلام حفاظاً على شرف العراق، انه بهذا الموقف لم يمنح قوات الاحتلال نصراً كاملاً, ولم يلحق بالعراق هزيمة كاملة، وان وجوده الآن في السجن هو بسبب موقفه، ولو قبل بشروط الامريكان، لما كانت هناك مقاومة، واليوم لا شرف الا شرف المقاومة.
* ما موقف البعث والمقاومة الوطنية العراقية من المصالحة الوطنية وكيف يمكن ان يخلق البعث عملية توازن واتفاق وانسجام مع القوى العراقية الفاعلة على الساحة الآن؟
- إن كل العراقيين أفرادا وأحزاب وحركات وبدون استثناء.. مدعوين للتمسك بحقوق الوطن وثوابت التحرير التي جاء بها البرنامج السياسي.. وفي حالة ان أي حزب او فرد يلتزم بما جاء في البرنامج ، ويعمل ويناضل ويجاهد من اجل انتزاع وتحقيق تلك الثوابت والحقوق.. فان الحوار واللقاء والمصالحة مفتوح للجميع ومع الجميع طبقا لذلك ، و تعتبر المصالحة تحصيل حاصل ومتحققة معه او مع من يمثله ، المهم لدى البعث والمقاومة الباسلة هو انتزاع الحقوق وتنفيذ الثوابت والتمسك بها والدفاع عنها.. وليست الأشخاص والمسميات ، لان الشعب هو من يحاسب العملاء والجواسيس والخونة ممن يتنكرون لهذه الحقوق وتلك الثوابت.. ممن لايغتتنمون فرصة العودة إلى الصف الوطني المقاوم والرافض للاحتلال ومشاريع الخبيثة ، وكما قلت أن هذا يشمل الجميع وبدون استثناء...وعفا الله عما سلف.. بعد إعلان التوبة والعودة إلى صف الوطن والشعب. من هنا تأتي أهمية أن يراجع الجميع مواقفه السابقة واللاحقة وان على الجميع أن يعترف بأخطائه وخطاياه وزلة قدمه... وينوي النية الصادقة في تجاوز الانحراف والرذيلة والسقوط في أحضان المحتل الباغي وحلفاء. وازعم إن من تبقى لديه حد أدنى من الوطنية والشرف من أركان العملية السياسية ومن أعوان المحتل.. ان يعلنوا التوبة قبل فوات الأوان ويعلنوا انضمامهم لخانة الوطن والشعب والتعبير عن إرادته في المقاومة، إلا من أبى وتجبر، فذلك مصيره سيكون بيد محاكم الشعب يوم لايرحمهم هذا الشعب الذي خانوه وخذلوه وانتهكوا حرماته ومقدساته.
* كيف ينظر البعث لما يجري اليوم في العراق، وهل يساوره القلق بشأن اندلاع حرب اهلية او طائفية؟.
- دعني هنا اطرح سؤالاً وهو لماذا هذا القتل المنظم يتم في مدينة بغداد دون سواها من المدن العراقية، مع ان المقاومة منتشرة في كل مدن العراق، من شماله الى جنوبه.
السبب واضح وهو ان الاحزاب الطائفية، والميليشيات المرتبطة بها، وفي مقدمتها فيلق بدر وجيش المهدي وحزب الدعوة. التي تحظى بدعم مباشر من ايران، يصل في بعض المناطق الى وجود قيادات ايرانية على رأس هذه الميليشيات, تهدف للسيطرة على مدينة بغداد، لانهم يرون حجم المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال وقد بدأت تترنح امام ضربات المقاومة، لان من يسيطر على بغداد يسيطر على العراق وهذا ما تريده ايران.
وتعتقد هذه الميليشيات الطائفية، ومن يقف وراءها، ان الجرائم المنظمة ستدفع الوطنيين من ابناء بغداد للهجرة عنها, لتبقى المدينة بما تمثله من رمز وحضارة وتاريخ تحت سيطرتهم.
واذا كان الاحتلال هو المسؤول الاول عن كل ما يجري من جرائم، فان لايران مصلحة كبيرة ودور اكبر في دعم هذه الميليشيات الطائفية وقيادتها. الا ان المقاومة الباسلة في بغداد، وفي كل المدن العراقية تظل لهؤلاء القتلة المجرمين بالمرصاد، واستطاعت ان تفشل مشروعهم بسبب ما تحظى به من دعم شعبي عريض، ولهذا نقول بثقة ان الحرب الاهلية او الطائفية التي يخطط الاحتلال وحليفته ايران لاشعالها في العراق، للتغطية على عجزهم وفشلهم، لن يكتب لها النجاح، بسبب وعي شعبنا وتلاحمه وتماسك نسيجه الاجتماعي والوطني.
* تظهر بعض الاصوات لتتحدث، ولو بحسن النية احياناً، عن ضرورة ارسال قوات عسكرية عربية واسلامية للعراق، كيف تنظرون في البعث لمثل هذه الدعوات؟.
- نحن نرى ان الاعتراف بالحكومة المعينة من الاحتلال او استقبال موفدين عنها في العواصم العربية والاسلامية، او ارسال وفود اليها، او ارسال قوات عسكرية يمثل استمراراً لحالة العدوان والتآمر على العراق.
ونقول هنا من يريد ان يدعم العراق، فعليه ان يقوم بتقديم الدعم للمقاومة العراقية بكل فصائلها، لانها تضم كل العراقيين وتعبر عنهم.
المقاومة وحدها هي العنوان الوحيد لمن يريد ان يسهم في حل القضية العراقية، وغير ذلك يصب في خدمة الاحتلال واذنابه ومصالحه.
ونحذر هنا من ارسال قوات عربية او اسلامية للعراق، لان المقاومة ستتعامل معها على انها جزء من قوات الاحتلال، وان مهمتها محصورة في محاولة انقاذ الاحتلال من ورطته, وليس مساعدة العراق وأهله.
واستطيع التأكيد ان المقاومة العراقية بكل فصائلها لا تقبل وجود قوات عربية واسلامية في العراق، وهي مصممة على القتال جيلاً بعد جيل، حتى يندحر الاحتلال ويستعيد العراق حريته وسيادته، وانصح الجميع بان لا يتوهموا بانهم قادرون على انقاذ الاحتلال، فالعراق كما عهدته لا يمكن ان يكون منطلقاً لتهديم اركان الامة وثوابتها، كما يخطط لذلك الاحتلال.
*كيف ينظر البعث والمقاومة الوطنية للعلاقات مع الدول العربية ودول العالم بعد التحرير؟؟
- أعود وأقول بأنه طبقا لما ورد في برنامج التحرير والاستقلال من مبادئ وحقوق وثوابت فان الحوار واللقاء وإقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول العربية الشقيقة وبدون استثناء ، هو المنهج الذي يلتزم به البعث والمقاومة الوطنية..اخذين بنظر الاعتبار وحدة مصالح الأمة العربية ..وعمق الروابط بين أبناء العراق وأشقاءه.. وان على الأشقاء العرب في كافة الدول العربية ، أن يعرفوا ويثقوا بان البعث ورجاله المجاهدين والمقاومة الوطنية بكافة توجهاتها الوطنية والقومية والإسلامية.. هم محبين لهم ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، وان البعث المتجدد ، البعث الوطني القومي الإنساني المؤمن بالله ، بعث المجاهدين والمناضلين وبعث العراقيين المتمسكين بحقوق الوطن وثوابت التحرير ، هو أخ للجميع ويعمل من اجل الجميع في أرجاء الوطن العربي الكبير وهو الظهير القوي والسد المنيع والمتصدي لحالة التداعي في حياة الأمة.. وانه بمقاومته للمحتل وإذنابه ومشاريعه وفي تصديه للزحف الفارسي العنصري المتحالف مع المحتل الأجنبي للنيل من العراق والأمة.. سيصنع غدا مشرقا لهم ولأجيالهم ، فهو إذن بحاجة إلى دعم الأمة المادي والمعنوي ، كما هو يحمل لواء حريتها وتحررها من خلال وقفته في مواجهة المشروع الأمريكي - الصهيوني في الهيمنة والابتزاز والاستغلال والتسلط وما افرزه من تطرف وطائفية وعنصرية بغيضة . وان البعث والمقاومة الوطنية ، ووفق البرنامج المعلن ، سيقيمان علاقات ودية طبقا للمصالح المشتركة مع جميع دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني البغيض ، الذي يحتل ارض فلسطين العربية. وان هذه العلاقات التي ينظر إليها البعث والمقاومة تستوعب كافة المتغيرات الإقليمية والدولية وذلك طبقا للاتفاقات والمعاهدات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام إرادة الشعوب في الوحدة والتحرر والاستقلال والسيادة والتصرف بالثروات الوطنية ، المادية منها والطبيعية والبشرية.
* باعتبار البعث يمثل الثقل الاول في المقاومة, لماذا تأخرتم في الاعلان عن ولادة الجناح السياسي للمقاومة؟.
- نعتقد ان من المصلحة الاستراتيجية للمقاومة ان لا تذهب بعد الاحتلال مباشرة للاعلان عن نفسها وبرامجها واشخاصها, لان الهدف الرئيس للمقاومة، كما نفهمه ونعمل عليه، هو خلق نوع من التوازن السوقي مع العدو في أرض المعركة، واستطيع القول ان المقاومة حققت ما تريد, بعد ان اربكت العدو واوقفت مشروعه التوسعي واسقطت العناوين الكبيرة التي جاء بها، مثل الديموقراطية وحقوق الانسان، وبعد ان كبدته خسائر فادحة في الارواح والمعدات, اقول بعد كل هذا تستطيع المقاومة العراقية الآن ان تقدم مشروعها بكل ثقة، وقد تبلور برنامجها السياسي، واعلنت عن ولادة الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي تمثل الجناح السياسي للمقاومة العراقية.
وهنا اسأل الذين يكثرون من ترديد هذا السؤال، ما قيمة ان تذهب المقاومة العراقية لتعلن عن نفسها في الشهر الاول مثلاً، وهي لم تحقق بعد حالة التوازن السوقي مع العدو، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ان العمل السياسي يظل قاصراً، اذا لم يكن مستنداً الى فعل عسكري، وهذا هو السبب الذي دفعنا للتريث في هذا الجانب.
* كيف تنظرون لواقع البعث اليوم في ضوء الواقع الجديد والتحالفات الجديدة وهل وقفتم وقفة مراجعة لمسيرتكم؟.
- ما اود قوله هنا للاشقاء العرب, ان البعث قد ترسخ عميقاً في أرض العراق، ولا يمكن لقانون مثل اجتثاث البعث، او الاقدام على اعدام قائده, ان ينهي دور البعث في العراق، ومن يفكر في ذلك فهو ساذج وواهم ولا يعرف طبيعة الشعب العراقي.
ولا اذيع سراً اذا قلت ان البعث اليوم هو في افضل حالاته، بعد ان سقطت كل الاوراق الصفراء عن شجرته اليانعة دائمة الخضرة. واقول بثقة ان لدى البعث تشكيلات كبيرة ومهمة في المقاومة العراقية، دون الغاء دور الآخرين او اقصائهم، ولهم منا التحية والتقدير وفي مقدمتهم الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين وكل الفصائل المجاهدة.
ويعرف الجميع ان البعث حكم العراق وبنى دولة عصرية، مهابة الجانب في المنطقة، وان ثورة السابع عشر من تموز هي ثورة المنجزات الكبرى.
ولا ننكر ان البعث، وخلال هذه المسيرة الطويلة قد ارتكب مجموعة اخطاء، لكن هذه الاخطاء اذا ما قورنت باخطاء الانظمة الحليفة للادارة الامريكية وصديقتها، فانها تكاد لا تذكر.
نعتقد جازمين ان قضية العراق, هي قضية صراع ارادات في الدرجة الاولى، بين مشروع وطني تحرري ومشروع صهيوني، وقد بدأ البعث بمراجعة شاملة لمسيرته، وهي حالة ليست غريبة عن البعث الذي يعتبر عملية المراجعة من اولوياته, من اجل تعزيز الايجابيات وتجاوز السلبيات، وعلى هذا الاساس تم وضع البرنامج السياسي والاستراتيجي، وخاصة ما جاء منه في الباب الثالث.
* كيف تنظرون لمحاكمة الرئيس صدام حسين ورفاقه؟.
- ان محاكمة الرئيس صدام ورفاقه في القيادة هي عملية باطلة، وغير قانونية وغير شرعية، لانها تجري بقرار الاحتلال الذي هو باطل وغير شرعي وغير قانوني، وكل ما جرى في العراق في ظل الاحتلال هو باطل، ومن ضمن ذلك اعتقال الرئيس صدام حسين واعضاء القيادة ومحاكمتهم.
واقول انه من الناحية الوطنية والقانونية والاخلاقية، فنحن ندافع عن الرئيس صدام ورفاقه, باعتبارهم يمثلون القيادة الشرعية للعراق، حتى يتم تحرير الوطن ودحر الاحتلال.
ونعرف جيداً ان للمقاومة والجهاد استحقاقهما، فهناك من هم من غير البعثيين في صفوف المقاومة، وهؤلاء لهم الحق مستقبلاً في المشاركة بحكم العراق.
اننا معنيون بالدفاع عن شرعية كل ما كان قائماً قبل الاحتلال، اما بعد التحرير فان الشعب العراقي هو وحده من يحدد خياراته للمستقبل، وان شرعية الدولة العراقية قبل الاحتلال هي شرعية البعث وقيمه وافكاره وتقاليده وشرعية المؤسسات والقوانين والدستور والبناء الشامخ.... وشرعية مؤسسات السيادة والوحدة الوطنية والاستقلال، وامتلاك القرار الحر في مجال السياسة والاقتصاد والثروات الطبيعية والبشرية. وان دولة العراق بعد التحرير كما يراها البعث ويعمل من اجلها مجاهداً ومقاوماً، هي دولة المقاومة بكافة فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية، مسلحة وغير مسلحة... ومن هنا تستمد حقيقة ولادة نظام وطني ديموقراطي تعددي يؤمن بحقوق الانسان ويصون الحريات.
* هناك حديث عن صفقات سياسية يمكن ان تحدث في العراق، كيف تستقبلون مثل هذا الحديث وكيف تتعاملون معه؟.
- هو حديث لا يعنينا كما قلت، والصفقات بحد ذاتها، مهما كان موضوعها تتناقض مع استراتيجية المقاومة التي هي اصلاً تعبر عن ارادة الشعب، ولا يملك احد حق ايقافها.
ولو اراد الرئيس صدام حسين ان يحمي نفسه ويبعد الاذى عن عائلته لوافق على التنحي والاستسلام, لكنه انحاز لخيار المقاومة.
ونعتقد ان من ينخرط في اي صفقة مع العدو، سواء كان عسكرياً ام مدنياً هو خارج اطار المقاومة، ولا يعبر عنها، لان قرارنا في البعث والمقاومة، هو طرد الاحتلال واقامة النظام السياسي الديموقراطي التعددي في العراق.
شبكة البصرة
الاحد 21 ذو القعدة 1427 / 10 كانون الاول 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر