المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان للبعث يتبعه مقال أ.صلاح المختار



باسل قصي العبادله
09-12-2006, 12:01 AM
بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
30/11/2006م

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر العراق

مكتب الثقافة والاعلام القطري
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة



وحدة حرية اشتراكية



شبكة البصرة
ليكن شعارنا الاعظم هو العروبة اولا

حينما اكد حزبنا على ان لايران شراكة ستراتيجية، سواء بالتلاقي او بالتطابق مع امريكا واسرائيل هدفها تقاسم الوطن العربي بعد تقسيمه، اعترض البعض مدافعا عن ايران بالقول (انها تحتضن ثورة اسلامية مناهضة لاسرائيل وان علينا ان نعطيها فرصة اثبات ذلك)! واعطيت ايران خميني وخامنئي الفرص الكاملة فماذا ظهر في الواقع؟ لقد اكد الواقع العراقي بشكل خاص واحداث الوطن العربي بشكل عام ان ايران تعمل وفقا لمصلحتها القومية وليس طبقا لمفاهيم الاسلام وان هذه المصلحة القومية هي التي تقرر مسارات سياساتها سواء تعارضت مع ما تدعيه من انتماءها للاسلام او اتفقت. والان، ونحن في العام الرابع من غزو العراق والذي ما كان ممكنا ان ينجح لولا الدعم الايراني الشامل كما اعترف خاتمي، لا تتجسد المشاركة الامريكية الايرانية في تدمير العراق افضل مما تتجسد في الاعلان عن الاهداف الحقيقية لكلا الدولتين والتسابق في تخفيف حمى الحرب الاعلامية الفارغة بينهما للتفرغ لمواجهة الثورة العراقية المسلحة. لقد اكملت ايران، وبصراحة مذهلة، نأمل ان تكون صفعة توقظ بعض الساسة والمثقفين العرب الذين كانوا وما زالوا يدافعون عن سياسة ايران العامة، رسم الصورة الحقيقية لدورها في العراق، حينما قال محمود احمدي نجاد، رئيس ايران، (أن إيران مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق؛ ولكن في حالة ما إذا تعهدت الدولتان بتغيير موقفيهما، وسحب قواتهما.( وقال نجاد موضحا الهوية الحقيقية للتوسعية الايرانية : (الأمة الإيرانية مستعدة لانتشالكم من ذلك المستنقع (في العراق) بشرط واحد : عليكم أن تتعهدوا بتصحيح نهجكم.( ورغم وضوح ما قاله نجاد فان عرب طهران يحتاجون لوضع النقاط على الحروف، ففي هذا التصريح يؤكد نجاد بما لايقبل الشك ما يلي :

1 - ان لايران اتباعا في العراق يلعبون دورا رئيسيا في احداث العراق.

2 – ان هؤلاء الاتباع خاضعون مباشرة للحكومة الايرانية وينفذون ما تامرهم به ويخدمون ايران وليس العراق.

3 – ان نجاد يتحدث باسم (الامة الايرانية)، وليس باسم (الامة الاسلامية)، بكل ما ينطوي عليه ذلك من تاكيد قاطع لحقيقة ان السياسة الايرانية مبنية على تحقيق المصالح القومية الايرانية وليس مصالح الاسلام والمسلمين.

4 – يؤكد نجاد ان ايران مستعدة لانتشال امريكا وبريطانيا من (المستنقع العراقي)! ولا يمكن فهم اي ترجمة لهذا القول سوى انه يعني ان ايران تريد التعاون الاوسع (لانها تتعاون منذ الغزو مع امريكا) لاخراج امريكا من مأزقها القاتل في العراق، مع ما يعنيه ذلك من حرمان الشعب العراقي من حق التحرير بشروطه هو ولمصلحة شعبه , ليس لخدمة مصالح ايران.

5 – وهذه الخدمة الايرانية لامريكا مشروطة بوضوح كامل بتصحيح نهج امريكا تجاه ايران دون ادنى شك كما قال نجاد، لان نهج امريكا تجاه العراق قام على اتفاق ايراني امريكي على غزو وتدمير العراق واستعماره.

6 – في هذا التصريح اعتراف حاسم وقاطع بان ايران تتدخل في شؤون العراق بشكل رسمي وهو السبب الاساس في اندلاع الحرب بين البلدين في عام 1980.

ان الاطار العام لهذ الموقف الايراني لا يتضح الا اذا تذكرنا ان ايران، التي كانت الشريك الاهم لامريكا في تسهيل غزوها للعراق وتدميره لقاء ثمن، تريد الان ان تنقذ امريكا من المستنقع العراقي لقاء ثمن اخر! ولا يتجلى موقف مساعدة ايران لامريكا في غزو العراق، على المستوى الرسمي، في حالة اكثر مما تجلى في تصريحات متكررة وردت على لسان كل من محمد خاتمي رئيس ايران ونائبه محمد علي ابطحي ورفسنجاني الذين قالوا علنا (لولا الدعم الايراني لما تمكنت امريكا من غزو العراق وافغانستان). بعد ان تم تدمير جيش العراق وحله رسميا وتخريب كل مظاهر القوة المادية في العراق، وبعد ان زرعت ايران وامريكا بذور فتنة طائفية وعززت تبعية فرق الموت لهما بتوريطها بجرائم ابادة للعراقيين، وبعد ان شنت هي وامريكا حملات دموية على مدن العراق ودفعت مليارات الدولارات لتصفية المقاومة الوطنية العراقية، بعد هذا كله تعتقد ايران، كما يوحي صراحة كلام نجاد، ان الوضع في العراق يسمح بتدخلها العسكري المباشر في العراق في لحظة التحرير الحاسمة وعند انسحاب قوات الاحتلال لمنع استيلاء المقاومة على السلطة ولحماية عصاباتها من حساب شعب العراق وتمكينها من اكمال جريمة تدمير العراق ومحو هويته العربية، في اطار صفقة امريكية – ايرانية تقوم على ضم جنوبه لايران عمليا حتى لو بقي نظريا مستقلا، وترك بقية العراق لامريكا، وهي صفقة تريد ايران اقناع امريكا بالتوصل اليها من خلال الضغط عليها في عدة جبهات وليس في العراق وحده.

دعوة نجاد المتكررة للتفاهم مع امريكا حول العراق ردت عليها واشنطن بوضوح اكبر من وضوح الموقف الايراني بدعوة طهران للتعاون لحل مشكلة العراق، ووصل الامر بالرئيس الامريكي جورج بوش الى حد قبول التدخل الايراني المباشر في العراق! فلقد قال (أذا كانت ايران تريد ان تتدخل في العراق فيجب ان تتدخل بطريقة بناءة)!!! وأضاف بوش واذا كانت الحكومة العراقية تريد التفاهم مع ايران فلا مانع لدينا وهي تستطيع ذلك (لانها حكومة ذات سيادة)!!! هذا هو ما قاله بوش يوم 29 – 11 في استونيا، قبيل المشاركة في قمة لحلف الاطلسي.

ان التفاهم الامريكي الايراني حول العراق، وبعكس مايظن البعض ممن يقولون ان امريكا تريد مهاجمة ايران واخراجها من العراق، قد وصل مرحلة شبه الاتفاق على تقسيم وتقاسم العراق حتى وان اختلفتا على امور اخرى، لان ما يجمعهما، وهو خطر انتصار المقاومة العراقية الذي اصبح حقيقة مؤكدة، اهم من مخاطر خلافاتهما حول تقاسم النفوذ في العراق ومن خلافاتها حول المفاعلات النووية، لان انتصار المقاومة العراقية سيحدث انقلابا عربيا واقليميا وعالميا جذريا لن تتضرر منه امريكا فقط بل ايران ايضا لانه يمنعها من غزو الوطن العربي والعالم الاسلامي بشعارات طائفية تخفي الاهداف القومية الفارسية. ان كل ما يجري في قطرنا يؤكد هذه الحقيقة، ففرق الموت الامريكية – الايرانية تتعاون على قدم وساق يوميا لتمزيق العراق وايصاله الى الحرب الاهلية، بدعم كامل وصريح من القوات الامريكية. كما ان السلطة ووزارة الداخلية قدمتهما امريكا لعملاء ايران وما زالت موافقة على بقاءها في يدهم لانها تنجز مهمة تعميق جراح العراقيين. واذا كانت امريكا تخطط لابعاد ايران فيما بعد دون اعطاءها حصة من جسد العراق فان تلك مسألة اخرى ثانوية لان الاهم الان هو ان ايران ما زالت الحليف الاول لامريكا في العراق ومخلب قطها الشرس الذي يمزق اجساد العراقيين ويبني قاعدة نفسية لتقسيم العراق، ولا دور اخر في العراق والمنطقة انفع لامريكا من الدور الايراني في تفتيتها طائفيا.

ان حزبنا يؤكد بان مسألة الموقف العربي من ايران لم تعد قابلة للاجتهاد ولا هي مسألة ثانوية يمكن احتمال اثارها وتاثيرها، بل هي تدخل في صميم المخطط الامريكي والاسرائيلي القائم على تمزيق الامة العربية على اسس طائفية وعرقية، لذلك فاننا ندعو من ما زال يعتقد بان بالامكان تصحيح اخطاء ايران بدعمها وليس معاداتها الى اعادة النظر في موقفه لان ايران تحركها ستراتيجية قومية ثابتة هدفها الواضح هو السيطرة على الوطن العربي، كمقدمة للسيطرة على العالم الاسلامي واقامة امبراطورية فارسية تتستر باسم الاسلام، وهذا المخطط مستحيل النجاح من دون تقسيم العراق وازالته من الخارطة لانه السد الذي يحمي الوطن العربي من المد الصفوي العنصري كما اثبتت تجارب التاريخ والحاضر. ويجب هنا ان نبدد خداع وحيل عرب طهران الذين يكتفون بوصف سياسة ايران بانها خاطئة، لعجزهم عن الدفاع عنها وهي التي تستبيح دم العراقيين علنا، فهذه السياسة ليست خاطئة بل هي اجرامية ونهج ثابت لدى الزمر الشوفينية الحاكمة في طهران، منبعه واضح وهو مطامع وطموحات قديمة لايران في الوطن العربي خصوصا انشاء امبراطورية فارسية، لذلك فان وصفها بانها سياسات خاطئة ما هو الا تضليل وخطيئة كبرى ترتكب بحق الامة العربية ومستقبلها.

ان الحل التاريخي الوحيد لانقاذ ايران من شرور نخبها القومية الفاشية هو ليس تبرير سياساتها وتزويقها والدفاع عنها بل توحيد الموقف العربي للتصدي للخطر الايراني بصفته التوأم الطبيعي للخطرين الامريكي والاسرائيلي، كما اثبتت احداث العراق وتطورات الوضع في الخليج العربي. اما اولئك الذين يعتقدون بان التركيز على ايران يخدم امريكا فهم في الواقع من قبض الثمن سلفا من ايران وغيرها لاجل التضليل وخداع الناس بجعل ايران في مأمن من التعرية بعد ان اصبح دورها لا يقل خطورة عن الخطر الامريكي والاسرائيلي كما تؤكد احداث العراق الجريح.

لا مفر من ردع ايران بوحدة الموقف العربي كما تردع امريكا بقوة المقاومة العراقية المسلحة، لان ايران الصفوية لا تفهم الا لغة القوة ككل حركة توسعية استعمارية، وهو ما اثبتته تجربة الحرب التي فرضها خميني على العراق واستمر ثمانية اعوام يرفض ايقافها الى ان دخلت القوات العراقية في العمق الايراني ووضعت نظامه على حافة الانهيار عندها قال كلمته الشهيرة (انني اقبل وقف اطلاق النار كما لو انني اتجرع سم زعاف)! ودحر امريكا واسرائيل غير ممكن عمليا من دون التخلص من الخطر الشوفيني الايراني وغلق الجحور الايرانية التي تتسرب منها افاعي الشرق، التي تقوم بدور بارز وهو شل العرب وتشتيت طاقاتهم واشغالهم بالمشاكل الجانبية مع ايران او مع عناصر داخلية تحركها ايران في اقطار عربية عديدة، وهذا هو اقصى ما تريده امريكا وايران.

لتقف الامة العربية متحدة بكافة مكوناتها لدحر الخطر المشترك الامريكي والايراني والاسرائيلي.

لنفضح عرب طهران الحلفاء الطبيعيين لاسرائيل وامريكا داخل وخارج العراق.

ليكن شعارنا هو العروبة اولا.

عاشت الثورة العراقية المسلحة.

عاشت فلسطين حرة عربية.



مكتب الثقافة والاعلام القطري

بغداد في 30 – 11 - 2006

باسل قصي العبادله
09-12-2006, 12:03 AM
فرق الموت في العراق : من يوجهها؟ وما هي اهدافها؟

شبكة البصرة
صلاح المختار
أوصلت العملية الاجرامية ضد العراقيين في مدينة الثورة (يطلق عليها حالياً، اسم مدينة الصدر)، والتي راح ضحيتها اكثر من 200 قتيل، الوضع العراقي الى مستوى من الخطورة لم يعد السكوت عليه ممكناً، خصوصاً وان تلك الجريمة استغلتها فرق الموت التابعة للحركة الصفوية الايرانية للقيام بجرائم لاتقل بشاعة عن جريمة مدينة الثورة، مثل اعدام 30 مسلماً سنياً امام الناس وتدمير مساجد وحرق كل من التجأ اليها من نساء واطفال وشيوخ، على اساس انها بيوت الله وان لها حرمة لدى كل مسلم! الآن اذا سألت اي عراقي يعاني من الارهاب الدموي عن هوية فرق الموت فإن الجواب المتفق عليه هو ان امريكا وايران هما من اسسا فرق الموت. الصفويون في العراق يقولون ان امريكا (والتكفيريين والصداميين) وراء قتل الشيعة لانهم شيعة! لذلك حان الوقت لتسليط الضوء على حقيقة فرق الموت، لازالة اوهام البعض حول طبيعة الموقف الايراني تجاه العراق بشكل خاص والامة العربية بشكل عام.


البداية

قبل ان يقع الغزو باعوام نشرت الاحزاب الصفوية التابعة للمخابرات الايرانية قوائم تضم مئات الشخصيات الوطنية والعلمية والعسكرية العراقية على مواقع في الانترنت تدعو لقتلهم وتصفيتهم وتهدد بالقيام بذلك بعد اسقاط النظام الوطني. ويستطيع من يريد الاطلاع على القوائم ان يقرأها لانها مازالت في الانترنت، ويمكن التوصل اليها بواسطة الباحث غوغل. من هي الشخصيات التي ضمتها قوائم فرق الموت؟! انها تضم نخبة مؤهلة من العلماء وخيرة ضباط الجيش والساسة الوطنيين وابرز كتاب وادباء وفناني العراق. والسبب الذي ذكر في مقدمة القوائم تلك هو انهم من انصار النظام الوطني. وقبل الغزو قامت فرق الموت الايرانية باغتيال عشرات الشخصيات العراقية، التي وردت اسماؤها في القوائم عن طريق التسلل من خارج العراق (لان فيلق بدر مثلاً كان مقره في ايران) وقتل تلك الشخصيات ثم الهروب الى ايران مجدداً. أما حينما حصل الغزو فقد حدث تطور مهم وخطير جداً، وهو ان هذه الفرق دخلت العراق بحماية القوات الامريكية، نتيجة اتفاق علني بين المرجعية العليا للصفويين في ايران وامريكا وبريطانيا على التعاون لانجاح غزو العراق، وشرعت بالبحث عن الاشخاص الواردة اسماؤهم في القوائم وقتلهم.

وكانت المع الفرق في البداية التي قتلت الاف العراقيين المختصين والخبرء والقوميين العرب هي التابعة لفيلق بدر، وبعده فيلق الصدر (المسمى جيش المهدي)، وكانت قسوتها لاحدود لها خصوصاً مع الشيعة العرب العراقيين، والذين وصفوا بانهم (شيعة صدام) او (شعية معاوية)! وبالاضافة لهذين الانتماءين لفرق الموت الصفوية هناك فرق اصغر تعود لحزب الله (العراقي) وحزب الدعوة، وكلها تنظيمات انشأتها ايران ودربتها وسلحتها منذ زمن بعيد. وكان اختصاص فرق الموت هذه كلها هو تصفية ضباط الجيش والطيارين الذين الحقوا الهزيمة بايران اثناء حرب الثمانية اعوام اضافة للشخصيات السياسية القومية، وليس البعثية فقط، التي تدافع عن عروبة العراق. وتشمل هذه الفئة الكتاب والفنانين والصحفيين، ونجحت فرق الموت الصفوية، بقتل آلاف العراقيين.
وهناك واجب آخر لفرق الموت الصفوية التابعة لايران وهو نهب كل المعدات العسكرية والصناعية العراقية وتهريبها الى ايران، لذلك لم يبق معمل واحد في العراق، وسرقت مئات المحركات الحديثة للطائرات الحربية والدبابات وسلمت الى تلك الدولة.

وحينما شكلت وزارة في ظل الاحتلال أصرت الجماعات التابعة لايران على الاستحواذ على وزارتي الداخلية والدفاع، وبالفعل قامت امريكا بتلبية هذه الرغبة، خصوصاً تسليم وزارة الداخلية لاتباع الصفويين، وتم تعيين الايراني الاصل بيان جبر قبل الغزو، والملقب ب(صولاغ) بعد الغزو، والذي اصبح اسمه في ذاكرة العراقيين وقسم كبير من شعوب العالم يقترن باستخدام المثقاب الكهربائي (الدريل) في تعذيب عرب العراق (شيعة وسنة) حتى الموت، في غرف وزارة الداخلية التي كان يوجد فيها مكتب كامل للمخابرات الايرانية يوجه عمليات الابادة للوطنيين العراقيين. ان من يذكر اسم صولاغ الآن في العراق لابد وان تستحضر الذاكرة المثقاب الكهربائي الذي شوه آلاف الجثث قبل موتها، لدرجة ان اهل الضحية لايستطيعون التعرف على الجثة فتدفن بصفتها مجهولة الهوية! لم يسبق للتاريخ العراقي ابداً ان شهد وحشية وقسوة كتلك التي مارستها، وتمارسها فرق الموت الايرانية الصفوية.


أبتدأها صولاغ وأكملها نيغروبونتي

وحينما قلبت المقاومة العراقية المسلحة الطاولة على رأس امريكا ومخلب قطها ايران ، اوفدت امريكا افضل خبرائها في التصفيات الجسدية الجماعية، وهو السفير نيغروبونتي، الذي سجل واحدة من اعظم انجازات الوحشية في التاريخ الانساني، في امريكا اللاتينية، حيث ان مايسمى ب(خيار السلفادور) اقترن باسمه لانه هو من وضعه ونفذه حينما كان سفيراً لامريكا في السلفادور. وخيار السلفادور خطة وضعتها المخابرات الامريكية للقيام بالتصفية الجسدية لآلاف الناس الذين يشك بأنهم يؤيدون المقاومة المسلحة هناك، من جهة، وبث الرعب في نفوس الناس واجبارهم على التوقف عن دعم المقاومة من جهة ثانية. لقد قتل نيغروبونتي عشرات الآلاف من الابرياء في السلفادور، ولذلك نحت اسمه في تاريخ السلفادور بأنه اشرس جلاد وقاتل شهده ذلك البلد، تماماً كما نحت اسم الايراني صولاغ بصفته الوحش الاكثر شراسة الذي ظهر في العراق خلال ثمانية آلاف عام.
نيغروبونتي هذا عُيِّن سفيراً في العراق وكانت مهمته قصيرة زمنياً لكنها خطيرة عملياً، فلقد انجز مهمة خطيرة ترك بعدها العراق ليكافأ بتعيينه وزيراً للامن القومي! وبعد ان نظم نيغروبونتي الية عمل فرق الموت وحدد الاهداف المطلوبة بدقة تطور عمل هذه الفرق، وصار اكثر تنظيماً واتساعاً. فلقد نسق نيغروبونتي عمل فرق الموت الاسرائيلية والامريكية التي دخلت العراق مباشرة بعد الغزو وجعله منسجما في تحقيق اهدافها. وكانت هدف فرق الموت التابعة لامريكا، والتي يقود بعضها أحمد الجلبي وموفق الربيعي والبيش حركة الكردية وآلاف المرتزقة من العراقيين والاجانب، هو بث الرعب في صفوف العراقيين من خلال قطع الرؤس وعرضها في التلفاز ونسبها لبعض فصائل المقاومة الوطنية، واغتصاب الرجال والنساء لكسر الروح المعنوية، وممارسة القتل العشوائي لاقناع العراقيين بأن الغزاة لاحدود لاستعدادهم للقتل، واغتيال الشخصيات الوطنية والعلماء العراقيين للقضاء على ذخيرة العراق العلمية، والاهم هو اثارة الفتنة الطائفية لاجل شق وحدة عرب العراق.
اذن فرق الموت ليست ذات مرجعية واحدة، بل هي متعددة المرجعيات، فبعضها تابع للموساد، والآخر تابع لايران والثالث للبارزاني والطالباني، والرابع للمخابرات الامريكية.. الخ، لكنها كلها تعمل على تحقيق هدف مباشر هو التصفية الجسدية للوطنيين والعلماء والضباط، وهدف بعيد وهو اعداد مناخ نفسي يسمح بتقسيم العراق الى ثلاث دول: كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب، وهذا هو المخطط الاسرائيلي القديم والمعلن.


نقطة التحول

وحدة عمل فرق الموت، سواء كانت امريكية او ايرانية، اخذت تتعرض لبعض المشاكل حينما ادركت امريكا انها بغزوها للعراق لم تحقق اهدافها هي، وهي استعمار العراق، بل تحققت اهداف طرفين آخرين وهما ايران واسرائيل. فالذي نجح فيه الاحتلال هو تدمير الدولة العراقية واعادتها صناعياً ومادياً الى عصر ماقبل الصناعة، كما هدد جيمس بيكر وزير خارجية امريكا، المجاهد طارق عزيز فك الله اسره، قبل شن العدوان الثلاثيني في عام 1991م، وهذا النجاح يخدم اسرائيل مباشرة لانها اعلنت رسمياً ان العراق في ظل البعث والرئيس صدام حسين هو الخطر الاكبر عليها. كما يخدم تدمير العراق ايران مباشرة التي وجدت في العراق سداً عالياً وقوياً يمنع نشر دعوتها الصفوية في العالم الاسلامي، وماهزيمتها امام العراق في عام 1988م الا دليل حاسم على انه لايمكن للحركة الصفوية الايرانية ان تنتشر في اي قطر عربي او بلد اسلامي الا بانهاء العراق كقوة اقليمية عظمى. مقابل هذين المكسبين الاسرائيلي والايراني لم تنجح امريكا، التي شاركت ايران في تدمير العراق، ان تستثمر الخراب للقيام باعادة بناء العراق بواسطة شركات امركية، فتحقق مكاسب مادية هائلة للشركات الامريكية، ثم تحويل (العراق الجديد) الى مخلب قط لها يساعدها في بناء (الشرق الاوسط الكبير) او (الشرق الاوسط الجديد). اذن بعد نجاحها في غزو العراق فشلت امريكا في السيطرة عليه واستغلاله، لذلك فإنها الخاسر الرئيسي بعد العراق، من عملية الغزو. ماذا بقي لامريكا من خيارات؟



خيار التدمير الشامل للعراق

حينما ادركت ايران ان امريكا تهيء لتقليم مخالبها العراقية واجهزة مخابراتها في العراق، حركت فيلقها في العراق بهدف احكام سيطرتها على جنوب العراق وتحقيق فصل طائفي حاد لأجل تجميع الصفويين في العراق في اقليم واحد. وهذا الهدف الصفوي الواضح
وان كان يخدم هدف اسرائيل وامريكا في تقسيم العراق، الا انه يمنح ايران ميزة استراتيجية تقلص فرص امريكا في نهب العراق كله فكيف ردت امريكا؟ الرد الامريكي جاء يسير بخطين متوازيين: خط تقسيم العراق بتشجيع ايران على اقامة امارة الجنوب الكونفدرالية وخط العمل على تقليم مخالب ايران في العراق.

اذن المواجهة الامريكية الايرانية في العراق وان اعتمدت على تقسيم العراق الا ان طرفيها يسير كل منهما بطريق خاص، وجاء تفجير قبة مرقد الامام علي الهادي ليصبح نقطة تحول خطيرة، اذ ثبت عملياً ان المخابرات الايرانية هي التي فجرتها بالاتفاق التام مع امريكا لاجل اطلاق موجة قتل شامل على الهوية الطائفية، وفي هذا الاطار لوحظ مايلي:
1- ان فيلق الصدر منذ تفجير قبة مرقد الامام علي الهادي قد تولى المسؤولية الاولى في عمليات التطهير الطائفي وتراجع الى الخلف دور فيلق بدر وبقية التنظيمات الصفوية وان بقيت تمارس القتل.
2- ان اساليب فيلق الصدر اكثر بشاعة من اساليب صولاغ، فلئن كان صولاغ يقوم بإبادة الآلاف في أقبية وزارة الداخلية، فان فيلق الصدر يقوم بالاعدامات علناً، ويجري محاكمات علناً، ويعلق او يحرق الجثث علناً، ويصدر بيانات يعترف فيها بانه يقوم بقتل السنة انتقاماً لقتل الشيعة علناً!
3- تجري عمليات فيلق الصدر غالباً بحماية القوات الامريكية وقوات وزارة الداخلية، وحتى في حالة شن هذا الفيلق الاجرامي لهجماته لوحده فان القوات الامريكية لاتتدخل وتتركه يكمل جرائمه ضد العراقيين.

4- حينما ارادت امريكا استقطاب ضحايا فيلق الصدر، بعد ان اوصلتهم الى الموت الشنيع، اخذت تقوم بعمليات تأديبية ضد بعض اعضاء فيلق الصدر وليس كلهم، والهدف هو استقطاب ضحايا فيلق الصدر والتهيئة لزجهم في هجمات كبيرة بواسطة الجيش العراقي الجديد، ضد شيعة العراق تحت شعار القضاء على عملاء ايران! وهكذا تصل امريكا الى وضع العراق كله فوق جبل من الجماجم العراقية التي قتلت بيد عراقية ولكن بأوامر امريكية او ايرانية، مع مايخلفه ذلك من نزعات ثأر متجذرة تدفع العراق إلى دوامة التقسيم على الاسس الاسرائيلية الايرانية الامريكية.


نقطة ضوء

في ضوء ماتقدم يتضح لنا ان تصعيد فرق الموت لعملياتها الآن ماهو الا انعكاس لوضعين: وضع تنافس امريكي ايراني على النفوذ في العراق، مما يدفعهما لوضع العراق على حافة الانهيار لاجل تقاسمه، من وجهة نظر ايرانية، واعداده للتقسيم بعد طرد ايران منه من وجهة نظر امريكية، ووضع اخر تبدو فيه المقاومة، وهي تعزز قبضتها على العراق وتحرم امريكا وايران من تقسيمه بتأكيد ان الثورة العراقية المسلحة تمثل كل العراقيين، عرباً واكراداً وتركماناً، مسيحيين ومسلمين، سنة وشيعة، فتدفع بذلك الفتنة نحو الخلف وتعزز خطوات النصر القادم حتماً على الحليفين الشرسين امريكا ومخلبها في العراق ايران، الامر الذي يجعل امريكا وايران تنغمسان في صراع معقد وشرس تكون ضحيته الاولى المستهدفة عمدا هي شعب العراق.



ملاحظة : نشرت هذه المقالة في (صحيفة 26 سبتمبر) الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية يوم 7 -12 – 2006 وقد اضطر الكاتب لحذف اسم ايران مراعاة للاعتبارات الدبلوماسية بين اليمن وايران، اما الان فانه يعيد وضع اسم ايران لان المقالة تنشر خارج اليمن.

شبكة البصرة

الخميس 18 ذو القعدة 1427 / 7 كانون الاول 2006