المهند
04-12-2006, 02:40 PM
الأمة بين عمرو موسى.. وشعبولة!!
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/656.imgcache
من مفارقات الوضع العربي القومي أن المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم، المعروف بـ "شعبولة"، هو مطرب المرحلة.الإعلام العبري يسميه "كاره إسرائيل". ويُضخّم من دوره كمعادٍ للسامية، خدمة لغرض الدعاية الصهيونية في إظهار إسرائيل في الصورة "الضحيوية" Victimization.
الصحف الإسرائيلية رأت في "شعبولة" قوة دعائية مضادة للسامية، أشد خطورة من مجمل المقالات العربية النقدية لإسرائيل. فـ "شعبولة" حسب التحليل الإسرائيلي جعل من عمرو موسى، الناصري، المعادي لتغلغل الدبلوماسية الإسرائيلية في نسيج الإجماع العربي، أكثر شعبية بكثير من مبارك، الذي شعر بالغيرة، إن لم نقل بالخطر منه على موقع الرئاسة، فأحاله إلى الخدمة في أمانة الجامعة العربية.لكنه فوجئ به يحاول أن يعيد للجامعة العربية تألقها في الزمن الناصري. لكن ظاهرة عمرو موسى سرعان ما بانت عن بيروقراطية وظيفية تستخدم الخطاب القومي لخدمة توجهات السياسة المصرية المبرمجة حسب رؤية كامب ديفيد!
لذلك تجاوزت الصحف الإسرائيلية الانشغال بظاهرة عمرو موسى، الذي اعتبرته، في نهاية الأمر، مجرد كلامنجي، لكنها بقيت مشغولة بمتابعة أخبار "شعبولة"، مع معرفتها أن شعبولة لا موقف مبدئياً له. فهو كما غنى "أنا بكره إسرائيل وأحب عمرو موسى". ما لبث أن غنى لحسني مبارك، ورفيق الحريري، وإنفلونزا الطيور. وهو مستعد لأن يغني لأتفه الحكام العرب، وكأنه يغني لعريس ليلة دخلته. لذلك فإن أغاني شعبولة ليست، في نهاية التحليل، إلا تعبيرا عن تفاهة واقع العرب بكل حمولاته السياسية والاجتماعية والثقافية. وقد أصيب "شعبولة"، المكوجي سابقا، بالشعور بالعظمة والأهمية الخارقة منذ أن أخبروه أن أكبر قناة تلفزيون في الدنيا، واسمها الـ «سي ان ان» قدمت عنه تقريرا إخباريا، واعتبرته مايكل جاكسون العرب، الأمر الذي جعله يعتبر نفسه مطربا عالميا.بل وسمى نفسه مطرب السي ان ان!!
وليست القضية كون شعبولة يكره إسرائيل ويحب عمرو موسى. القضية - المصيبة أن يصل إفلاس العرب، ومصر تحديدا، من القادة القوميين، حد رفع موظف، مثل عمرو موسى، إلى مصاف الأبطال التاريخيين!
فعمرو موسى، في نهاية الأمر موظف في الخارجية المصرية، ترقى إلى سفير ثم وزير للخارجية، في خدمة نظام مبارك، الذي هو امتداد لنظام السادات. وحيث ينظم النظامين إستراتيجية سياسية واحدة، مبنية على تخلى مصر عن دورها القومي القيادي، وما يترتب عليه من مسؤوليات، والتفرد بالتصالح مع عدو الأمة، ووضع 99 في المئة من الأوراق بيد أمريكا. وقد عمل عمرو موسى، سفيرا ووزيرا، في خدمة هذه الإستراتيجية الساداتية - المباركية. فهو ليس في وزن وزراء خارجية مصر الوطنيين - القوميين، مثل وزيري الخارجية محمد إبراهيم كامل وإسماعيل فهمي. ثم محمود رياض وزير الدولة للشؤون الخارجية ومراد غالب سفير مصر لدى يوغوسلافيا، الذين استقالوا احتجاجا على تكبيل السادات لسيادة مصر وإرادة شعبها بالقيود الصهيو أمريكية!
لكن، اليوم، كون الزمن زمن"شَعَبولّة" و"هيفاء وهبي"، وفي انقراض القادة القوميين، أصبحت تصريحات عمرو موسى، المزوقة بتعبيرات الكرامة القومية الإنشائية، صوتا بطوليا قوميا. وفي جو الطغيان البليد لخطب معظم الزعماء العرب الجمودية المستهلكة، نجد الميكروفانات الإعلامية تتزاحم أمام فم عمرو موسى، وتحاول أن تصطاد منه بعض التصريحات النارية ضد إسرائيل وأمريكا. وكونه حريف دبلوماسية، مع موهبة خطابية، نجده يطلق تصريحات ذات نبرة تحد، يُطعّمها بأصداء غامضة من بقايا الموقف الناصري المغيب. لكنها، في النهاية، لا تقول شيئا. إذ لا معنى لما يطلقه عمرو موسى من تصريحات تحد وممانعة للمواقف الأمريكية والإسرائيلية المعادية للأمة العربية، إذا كان رئيسه مواليا للأمريكيين، ومتواطئا مع الإسرائيليين، فهو من حمّل حزب الله المسؤولية،
أثناء العدوان الصهيوني على لبنان. ولنتذكر كيف ضرب المصلين في المسجد الأقصى وزير خارجية مصر السابق، أحمد ماهر، بالأحذية، فأُخرج مغميا عليه، ناجيا بفردتي جزمته تحت إبطيه، وذلك تعبيرا عن غضب الشعب الفلسطيني من موقف النظام المصري المتواطئ، في نظرهم، مع العدو الصهيوني.
... ويبقى القول، في الختام، إن مواقف شعبولة، المكوجي سابقا، عند الشارع العربي، أكثر مصداقية من تصريحات أمين جامعة الدول العربية، التي لم تعد سوى ديوانية للخطابة والمهاترة والمزايدة. وإذا أراد عمرو موسى أن يكون ضميره متسقا حقا مع مواقفه القومية، ليس أمامه إلا الاستقالة احتجاجا على انحطاط النظام العربي الرسمي.. أو لنغني، مع شعبولة: هييييييييييييييييه.
يا رب استرها علينا.. يا رحمن يا غفور..
قال يعني كانت ناقصة انفلونزا الطيور..
من غير ما ألف وأدور للناس هقولها..
انفلونزا الطيور.. خدوا بالكم منها..
خد بالك من الفراخ لو جالها في يوم زكام..
وفضي العشة خالص من البط ومن الحمام..
لو شفت وزة دايخة.. خد بالك منّها..
أو أمسك التليفون وبلّغ عنها..
لو عندك طير مريض من فضلك سلمه..
أو حطه في التراب وافحط له واردمه..
الريش متمسكهوش وتملي اغسل ايديك..
والفرخة متكلهاش إلا بعد ما تتغلي.. هييه".
هييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!!
فرج بو العَشّة
كاتب صحفي ليبي
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/656.imgcache
من مفارقات الوضع العربي القومي أن المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم، المعروف بـ "شعبولة"، هو مطرب المرحلة.الإعلام العبري يسميه "كاره إسرائيل". ويُضخّم من دوره كمعادٍ للسامية، خدمة لغرض الدعاية الصهيونية في إظهار إسرائيل في الصورة "الضحيوية" Victimization.
الصحف الإسرائيلية رأت في "شعبولة" قوة دعائية مضادة للسامية، أشد خطورة من مجمل المقالات العربية النقدية لإسرائيل. فـ "شعبولة" حسب التحليل الإسرائيلي جعل من عمرو موسى، الناصري، المعادي لتغلغل الدبلوماسية الإسرائيلية في نسيج الإجماع العربي، أكثر شعبية بكثير من مبارك، الذي شعر بالغيرة، إن لم نقل بالخطر منه على موقع الرئاسة، فأحاله إلى الخدمة في أمانة الجامعة العربية.لكنه فوجئ به يحاول أن يعيد للجامعة العربية تألقها في الزمن الناصري. لكن ظاهرة عمرو موسى سرعان ما بانت عن بيروقراطية وظيفية تستخدم الخطاب القومي لخدمة توجهات السياسة المصرية المبرمجة حسب رؤية كامب ديفيد!
لذلك تجاوزت الصحف الإسرائيلية الانشغال بظاهرة عمرو موسى، الذي اعتبرته، في نهاية الأمر، مجرد كلامنجي، لكنها بقيت مشغولة بمتابعة أخبار "شعبولة"، مع معرفتها أن شعبولة لا موقف مبدئياً له. فهو كما غنى "أنا بكره إسرائيل وأحب عمرو موسى". ما لبث أن غنى لحسني مبارك، ورفيق الحريري، وإنفلونزا الطيور. وهو مستعد لأن يغني لأتفه الحكام العرب، وكأنه يغني لعريس ليلة دخلته. لذلك فإن أغاني شعبولة ليست، في نهاية التحليل، إلا تعبيرا عن تفاهة واقع العرب بكل حمولاته السياسية والاجتماعية والثقافية. وقد أصيب "شعبولة"، المكوجي سابقا، بالشعور بالعظمة والأهمية الخارقة منذ أن أخبروه أن أكبر قناة تلفزيون في الدنيا، واسمها الـ «سي ان ان» قدمت عنه تقريرا إخباريا، واعتبرته مايكل جاكسون العرب، الأمر الذي جعله يعتبر نفسه مطربا عالميا.بل وسمى نفسه مطرب السي ان ان!!
وليست القضية كون شعبولة يكره إسرائيل ويحب عمرو موسى. القضية - المصيبة أن يصل إفلاس العرب، ومصر تحديدا، من القادة القوميين، حد رفع موظف، مثل عمرو موسى، إلى مصاف الأبطال التاريخيين!
فعمرو موسى، في نهاية الأمر موظف في الخارجية المصرية، ترقى إلى سفير ثم وزير للخارجية، في خدمة نظام مبارك، الذي هو امتداد لنظام السادات. وحيث ينظم النظامين إستراتيجية سياسية واحدة، مبنية على تخلى مصر عن دورها القومي القيادي، وما يترتب عليه من مسؤوليات، والتفرد بالتصالح مع عدو الأمة، ووضع 99 في المئة من الأوراق بيد أمريكا. وقد عمل عمرو موسى، سفيرا ووزيرا، في خدمة هذه الإستراتيجية الساداتية - المباركية. فهو ليس في وزن وزراء خارجية مصر الوطنيين - القوميين، مثل وزيري الخارجية محمد إبراهيم كامل وإسماعيل فهمي. ثم محمود رياض وزير الدولة للشؤون الخارجية ومراد غالب سفير مصر لدى يوغوسلافيا، الذين استقالوا احتجاجا على تكبيل السادات لسيادة مصر وإرادة شعبها بالقيود الصهيو أمريكية!
لكن، اليوم، كون الزمن زمن"شَعَبولّة" و"هيفاء وهبي"، وفي انقراض القادة القوميين، أصبحت تصريحات عمرو موسى، المزوقة بتعبيرات الكرامة القومية الإنشائية، صوتا بطوليا قوميا. وفي جو الطغيان البليد لخطب معظم الزعماء العرب الجمودية المستهلكة، نجد الميكروفانات الإعلامية تتزاحم أمام فم عمرو موسى، وتحاول أن تصطاد منه بعض التصريحات النارية ضد إسرائيل وأمريكا. وكونه حريف دبلوماسية، مع موهبة خطابية، نجده يطلق تصريحات ذات نبرة تحد، يُطعّمها بأصداء غامضة من بقايا الموقف الناصري المغيب. لكنها، في النهاية، لا تقول شيئا. إذ لا معنى لما يطلقه عمرو موسى من تصريحات تحد وممانعة للمواقف الأمريكية والإسرائيلية المعادية للأمة العربية، إذا كان رئيسه مواليا للأمريكيين، ومتواطئا مع الإسرائيليين، فهو من حمّل حزب الله المسؤولية،
أثناء العدوان الصهيوني على لبنان. ولنتذكر كيف ضرب المصلين في المسجد الأقصى وزير خارجية مصر السابق، أحمد ماهر، بالأحذية، فأُخرج مغميا عليه، ناجيا بفردتي جزمته تحت إبطيه، وذلك تعبيرا عن غضب الشعب الفلسطيني من موقف النظام المصري المتواطئ، في نظرهم، مع العدو الصهيوني.
... ويبقى القول، في الختام، إن مواقف شعبولة، المكوجي سابقا، عند الشارع العربي، أكثر مصداقية من تصريحات أمين جامعة الدول العربية، التي لم تعد سوى ديوانية للخطابة والمهاترة والمزايدة. وإذا أراد عمرو موسى أن يكون ضميره متسقا حقا مع مواقفه القومية، ليس أمامه إلا الاستقالة احتجاجا على انحطاط النظام العربي الرسمي.. أو لنغني، مع شعبولة: هييييييييييييييييه.
يا رب استرها علينا.. يا رحمن يا غفور..
قال يعني كانت ناقصة انفلونزا الطيور..
من غير ما ألف وأدور للناس هقولها..
انفلونزا الطيور.. خدوا بالكم منها..
خد بالك من الفراخ لو جالها في يوم زكام..
وفضي العشة خالص من البط ومن الحمام..
لو شفت وزة دايخة.. خد بالك منّها..
أو أمسك التليفون وبلّغ عنها..
لو عندك طير مريض من فضلك سلمه..
أو حطه في التراب وافحط له واردمه..
الريش متمسكهوش وتملي اغسل ايديك..
والفرخة متكلهاش إلا بعد ما تتغلي.. هييه".
هييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!!
فرج بو العَشّة
كاتب صحفي ليبي