أسد تكريت
24-04-2004, 05:53 PM
منقول المختصر
الخليج/ لدى الفيتناميين نصيحة صداقة الى الولايات المتحدة: “لا ترتكبوا الخطأ نفسه مرتين. اخرجوا من العراق قبل ان يفوت الأوان”.
وفيما يحتدم الجدل في الولايات المتحدة حول ما اذا كانت الحرب التي تقودها امريكا في العراق “فيتنام بوش”، فإن الرأي العام في فيتنام متحد: مثلما كانت “الحرب الامريكية” على فيتنام مغامرة ضالة، فإن الحرب على العراق كذلك.
وأشار فيتناميون، في عشرات المقابلات التي اجريت معهم في مختلف ارجاء بلادهم، الى الفوارق الرئيسية بين حربي فيتنام والعراق، خصوصاً عدم وجود معارضة عراقية موحدة، الا انهم أجمعوا بلا استثناء على الملامح المشتركة بين الحربين، خصوصاً اعتبارهما حربين امبرياليتين عدوانيتين تتدخل بهما دولة قوية وثرية كبرى في شؤون خصم أصغر وأضعف لا تفهم ثقافته. وقالوا ان نتيجة ذلك قد تكون مستنقعاً جديداً للدولة الأقوى.
وقال الكولونيل تران نونغ الذي تنشر تعليقاته صحيفة “كوان دوى نان دان” التي يصدرها الجيش الفيتنامي: “يبدو ان الولايات المتحدة ستصطك في العراق تماماً مثلما حدث لها في فيتنام قبل سنوات عدة، ليست هناك دولة في العالم مستعدة للقبول بغزو أجنبي. انها حقيقة أساسية لا مراء فيها”. وذكر نونغ وآخرون ان الحرب الحالية تمثل انتهاكاً لا يمكن قبوله لسيادة العراق. واضاف: “العراقيون بحاجة الى السلام والحرية. لكنهم بحاجة الى تحقيق ذلك بأنفسهم”.
ومع ان كثيراً من الفيتناميين يبدون تعاطفاً مع ضحايا احداث سبتمبر/ايلول ،2001 الا انهم يجمعون على ان الحرب على العراق لن تردع أي هجمات ارهابية محتملة. ويزيدهم نفوراً من الحرب على العراق عدم العثور على أي دلائل تعضد الذرائع الأساسية التي ساقها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لضرب العراق.
وقال نغوين كوك هوي المعلم بإحدى الكليات الريفية في جنوب البلاد: “انهم لم يعثروا على ادلة على اسلحة الدمار الشامل، ولم يجدوا دليلاً على وجود صلة بين صدام حسين واسامة بن لادن”.
وبدا الغضب واضحاً على وجه السيدة نهو واي (50 عاماً) حين أثيرت قضية الحرب على العراق. وقالت ان ذرائع بوش لضرب العراق “كذب محض”. وأضافت بنبرة حادة: “لا أعرف أي شخص يؤيد هذه الحرب. اذا كان هناك من يؤيدها فهو لابد أن يكون عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه)”.
ويشير ماي فان توان (75 عاماً) الى أن الحرب على العراق تذكّره بالاحتلال الفرنسي لبلاده على رغم مرور 60 عاماً على تلك الحقبة. ويخلص الى أنه لا يصدق مطلقاً الوعود الامريكية ببناء ديمقراطية في العراق، ولا الزعم بأن الاحتلال جاء ليخلص العراقيين من طاغية وحشي. وقال: “الغزاة دائماً يقولون عبارات معسولة حين يصلون الى البلاد التي يقومون بغزوها”. وقال هوانغ فان ثين (27 عاماً): “كل انسان في العالم يستطيع ان يرى ان الولايات المتحدة ذهبت الى العراق لتحتله من أجل النفط. كما ان لديهم دافعاً سياسياً آخر يتمثل بتوسيع رقعة نفوذهم في الشرق الأوسط”.
وحين أعلن بوش الاسبوع الماضي استعداده لارسال مزيد من الجنود الى العراق إذا اقتضى الأمر، أعادت تصريحاته الى ذاكرة كثيرين قرارات واشنطن الزج بمزيد من قواتها في فيتنام. وقال ثين: “أكاد أجزم بأن هذه الحرب ستحدث احتجاجات وشقاقات بين جماعات الشعب الامريكي”، في اشارة الى الاحتجاجات التي أثارتها حرب فيتنام في أرجاء الولايات المتحدة.
ويرى الفيتناميون ان الفرق الاساسي بين حرب فيتنام واحتلال العراق أنهم كانوا آنذاك متحدين ومستعدين أكثر من العراقيين حالياً للقتال تحت زعامة هوشي منه، فيما يخوض المقاتلون العراقيون حربهم ضد الاحتلال الامريكي من دون قيادة ملهمة. لكن نغوين ثي هان المعلم بإحدى المدارس الابتدائية الفيتنامية يرى انه كلما طال أمد الاحتلال الامريكي زادت فرص تقليص الخلافات بين جماعات المقاومة العراقية.
وأضاف: “انهم يجب ان يتعلموا منَّا: لقد كانت فيتنام بلداً موحداً. وكانت تلك هي القوة التي أتاحت لنا إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة. وإذا أراد العراقيون أن ينهضوا ليقاتلوا الاحتلال، فمن المؤكد انهم سيكسبون”.
* “سان خوزيه ميركوري نيوز” / “كي.آر.تي”.
الخليج/ لدى الفيتناميين نصيحة صداقة الى الولايات المتحدة: “لا ترتكبوا الخطأ نفسه مرتين. اخرجوا من العراق قبل ان يفوت الأوان”.
وفيما يحتدم الجدل في الولايات المتحدة حول ما اذا كانت الحرب التي تقودها امريكا في العراق “فيتنام بوش”، فإن الرأي العام في فيتنام متحد: مثلما كانت “الحرب الامريكية” على فيتنام مغامرة ضالة، فإن الحرب على العراق كذلك.
وأشار فيتناميون، في عشرات المقابلات التي اجريت معهم في مختلف ارجاء بلادهم، الى الفوارق الرئيسية بين حربي فيتنام والعراق، خصوصاً عدم وجود معارضة عراقية موحدة، الا انهم أجمعوا بلا استثناء على الملامح المشتركة بين الحربين، خصوصاً اعتبارهما حربين امبرياليتين عدوانيتين تتدخل بهما دولة قوية وثرية كبرى في شؤون خصم أصغر وأضعف لا تفهم ثقافته. وقالوا ان نتيجة ذلك قد تكون مستنقعاً جديداً للدولة الأقوى.
وقال الكولونيل تران نونغ الذي تنشر تعليقاته صحيفة “كوان دوى نان دان” التي يصدرها الجيش الفيتنامي: “يبدو ان الولايات المتحدة ستصطك في العراق تماماً مثلما حدث لها في فيتنام قبل سنوات عدة، ليست هناك دولة في العالم مستعدة للقبول بغزو أجنبي. انها حقيقة أساسية لا مراء فيها”. وذكر نونغ وآخرون ان الحرب الحالية تمثل انتهاكاً لا يمكن قبوله لسيادة العراق. واضاف: “العراقيون بحاجة الى السلام والحرية. لكنهم بحاجة الى تحقيق ذلك بأنفسهم”.
ومع ان كثيراً من الفيتناميين يبدون تعاطفاً مع ضحايا احداث سبتمبر/ايلول ،2001 الا انهم يجمعون على ان الحرب على العراق لن تردع أي هجمات ارهابية محتملة. ويزيدهم نفوراً من الحرب على العراق عدم العثور على أي دلائل تعضد الذرائع الأساسية التي ساقها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لضرب العراق.
وقال نغوين كوك هوي المعلم بإحدى الكليات الريفية في جنوب البلاد: “انهم لم يعثروا على ادلة على اسلحة الدمار الشامل، ولم يجدوا دليلاً على وجود صلة بين صدام حسين واسامة بن لادن”.
وبدا الغضب واضحاً على وجه السيدة نهو واي (50 عاماً) حين أثيرت قضية الحرب على العراق. وقالت ان ذرائع بوش لضرب العراق “كذب محض”. وأضافت بنبرة حادة: “لا أعرف أي شخص يؤيد هذه الحرب. اذا كان هناك من يؤيدها فهو لابد أن يكون عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه)”.
ويشير ماي فان توان (75 عاماً) الى أن الحرب على العراق تذكّره بالاحتلال الفرنسي لبلاده على رغم مرور 60 عاماً على تلك الحقبة. ويخلص الى أنه لا يصدق مطلقاً الوعود الامريكية ببناء ديمقراطية في العراق، ولا الزعم بأن الاحتلال جاء ليخلص العراقيين من طاغية وحشي. وقال: “الغزاة دائماً يقولون عبارات معسولة حين يصلون الى البلاد التي يقومون بغزوها”. وقال هوانغ فان ثين (27 عاماً): “كل انسان في العالم يستطيع ان يرى ان الولايات المتحدة ذهبت الى العراق لتحتله من أجل النفط. كما ان لديهم دافعاً سياسياً آخر يتمثل بتوسيع رقعة نفوذهم في الشرق الأوسط”.
وحين أعلن بوش الاسبوع الماضي استعداده لارسال مزيد من الجنود الى العراق إذا اقتضى الأمر، أعادت تصريحاته الى ذاكرة كثيرين قرارات واشنطن الزج بمزيد من قواتها في فيتنام. وقال ثين: “أكاد أجزم بأن هذه الحرب ستحدث احتجاجات وشقاقات بين جماعات الشعب الامريكي”، في اشارة الى الاحتجاجات التي أثارتها حرب فيتنام في أرجاء الولايات المتحدة.
ويرى الفيتناميون ان الفرق الاساسي بين حرب فيتنام واحتلال العراق أنهم كانوا آنذاك متحدين ومستعدين أكثر من العراقيين حالياً للقتال تحت زعامة هوشي منه، فيما يخوض المقاتلون العراقيون حربهم ضد الاحتلال الامريكي من دون قيادة ملهمة. لكن نغوين ثي هان المعلم بإحدى المدارس الابتدائية الفيتنامية يرى انه كلما طال أمد الاحتلال الامريكي زادت فرص تقليص الخلافات بين جماعات المقاومة العراقية.
وأضاف: “انهم يجب ان يتعلموا منَّا: لقد كانت فيتنام بلداً موحداً. وكانت تلك هي القوة التي أتاحت لنا إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة. وإذا أراد العراقيون أن ينهضوا ليقاتلوا الاحتلال، فمن المؤكد انهم سيكسبون”.
* “سان خوزيه ميركوري نيوز” / “كي.آر.تي”.