المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علمتنا التجربه الواقعيه (مقال مهم)



باسل قصي العبادله
23-11-2006, 03:49 PM
علمتنا التجربة الواقعية

أن من وقف وما زال يقف ضد النظام الوطني القومي بقيادة الرئيس المجاهد صدام حسين وضد المقاومة التي أعدها سلفاً ما هوإلا حليف وشريك لأمريكا والصهيونية وبريطانيا في احتلال العراق

شبكة البصرة
بقلم: عبد القادر أمين القرشي

العضوالأسبق للجنة التنفيذية للجبهة القومية

هذا هوالمقال التحليلي الذي كنت قد وعدت بنشره في إحدى مقالاتي السابقة.



قد يستفز هذا العنوان للمقال عملاء أمريكا من العرب والمسلمين سواء كانوا كتاباً أوصحفيين أومفكرين أوسياسيين لأن احتلال العراق من جانب أمريكا وحلفائها جعل هؤلاء يعتقدون أن الرئيس المجاهد صدام حسين وهوألد أعداء أمريكا والصهيونية قد انتهى من المسرح السياسي والجهادي وسينتهي أمره كما يعتقدون بتنفيذ حكم الإعدام عليه الذي يتمنونه ولكنه إن شاء الله لن يحدث لأن المقاومة للمحتلين بالمرصاد. ولم يقم اعتقادهم ذلك إلا على صيحة ودعايات إعلام بوش الأمريكية والغربية والعربية والإسلامية العميلة له.. ولم يكلفوا أنفسهم أن يستعرضوا الأحداث منذ احتلال العراق في 9/4/2003م حتى الآن ويحللوها حتى يستنتجوا حقيقة ما آلت إليه تلك الأحداث والوقائع لأن العبرة في النهاية وليست في البداية. وذلك لأنهم يريدون استنتاجات جاهزة من تلك الأجهزة الإعلامية ومن مقاولي أخطر قناتين هما الجزيرة والعربية في التحليل وتجهيز الآراء والاستنتاجات والتي صورت وتصور الأحداث خلال كل تلك الفترة والفترة الحالية بأنها لصالح الشعب العراقي بفضل ديمقراطية أمريكا.. وبعد فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات 7/11/2006م صوروها أنها لصالح إيران وسوريا فيما يخص العراق وأبرزوا هاتين الدولتين بأنها ماسكتان بزمام المقاومة العراقية وبأيديهما استمرارها أوتوقفها وهو تصوير إذا آمن به وصدقه الحزب الديمقراطي المنتصر في الانتخابات وأمضى عامين جديدين في التخبط وراء ذلك السراب سيجعل الشعب الأمريكي يوجد له حزباً ثالثاً يمسك بزمام الأمور في البيت الأبيض عام 2008م لأنه يريد حزباً ينقذ بقية أبنائه في العراق ويعلن الانسحاب الفوري من العراق وقبول شروط المقاومة العراقية ولا يريد التمسك بالأوهام لأنه يدرك أن إيران شريك ضالع في احتلال العراق والمقاومة تتعامل مع مليشيات عملائها تماماً كما تتعامل مع القوات الأمريكية وحلفائها.. كذلك يدرك الشعب الأمريكي أن سوريا ليس لها دخل في المقاومة وقد أعلنت أنها ستفتح حدودها أمام مراقبين عسكريين أمريكيين للتأكد من أنها لا تسمح لأي متسلل من المرور عبر حدودها إلى العراق إذا طلبت أمريكا ذلك.

وما أشبه أولئك المحللين والمصورين للأحداث كما تريد أمريكا ورئيسها بوش. نعم ما أشبههم بمن يلجأ إلى شرب ماء المستنقعات في حالة الجفاف وانعدام الأمطار تهرباً من حفر الأرض المتعب والمضني للحصول حتى على قطرات من الماء الزلال النقي..ولنترك عملاء أمريكا لشأنهم يغتلون حقداً وكراهية ضد من يخالفونهم الرأي مليوناً في المائة حول شخصية الرئيس المجاهد صدام حسين وثقله في الموازنة السياسية والجهادية وتأثيره الفاعل في الأحداث منذ أن مسك بزمام النظام العراقي الوطني القومي حتى الساعة نعم لنتركهم ينعمون بأوسمة الشجاعة وما يتبعها من آلاف الدولارات الشهرية التي تهبها لهم أمريكا بواسطة مؤسساتها الصحفية الاستخباراتية.

ولنستعرض الأحداث ونحللها منذ تولى الرئيس صدام حسين الحكم بل لنقل منذ أن صار له ثقل كبير في حزب البعث العربي الحاكم عام 1973م وضغط بثقله ذلك على أنصار عدم تأميم الشركات الأجنبية في العراق على أن يؤيدوا قرار التأميم في ذلك العام وكانوا قلة.. فأصدر ذلك النظام قرار التأميم عام 1973م فأممت الشركات الغربية بدون استثناء وكانت العراق قبل التأميم تحصل على 500 مليون دولار في العام من تلك الشركات وبعد التأميم حصلت في العام الواحد على 500 مليار دولار كدخل من ثرواتها النفطية المؤممة.. وحدث بعد التأميم تطور إيجابي سريع خلال عامي 1974-1975م في كافة مجالات الحياة شكل للعراق قفزة نوعية وحاول شاه إيران حينها عام 1975م بإيعاز من أمريكا أن يعوق نمو العراق بإحداث مشاكل على الحدود الإيرانية العراقية وكادت الأمور أن تصل إلى نشوب حرب بين إيران والعراق لكن دولة الجزائر الشقيقة بقيادة الرئيس هواري بومدين رحمه الله سارعت إلى التوسط ورسمت الحدود بينهما وقبلت بذلك إيران والعراق وسميت الاتفاقية باتفاقية الجزائر عام 1975م وحاولت أمريكا أن تخترق حزب البعث واستطاعت إلى حد ما أن تكسب قلة قليلة من القيادة دفعتهم إلى معارضة الرئيس صدام تحت شعار (الماركسية) فأصدرت مجلة أسمها (ألف- باء الماركسية) ولكن صدام حسين أمسك بخيوط تلك المؤامرة وقدم رؤوسها إلى المحاكمة فنالوا جزاءهم العادل وتولى الرئيس صدام حسين رئاسة الجمهورية عام 1979م.

لقد ارتأت أمريكا أن العراق بقيادة الرئيس صدام حسين يشكل خطراً على مصالح الغرب في الوطن العربي وعلى الوجود الصهيوني في فلسطين بعد أن ظنت أن اتفاقية كامب دايفد التي وقعتها مصر السادات ستجعل الدول العربية مرغمات على الانجرار وراءها لأن مصر هي مركز ثقل الأمة العربية بل وستعترف تلك الدول بإسرائيل الغاصبة كما اعترفت بها مصر .. لكن نمو العراق بعد التأميم جعل أمريكا تدرك خطورة العراق خاصة بعد قبول الشاه باتفاقية الجزائر وبعد تخلص الرئيس صدام من المنحرفين.. ولنا ألف حق أن نحلل الأمور فيما سنكتبه انطلاقاً من موقف السيستاني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عندما أفتى بأن من سيقاطع الانتخابات في ظل الاحتلال مصيره النار وتحرم عليه زوجته ومن سيشارك فيها مصيره الجنة.. وانطلاقاً كذلك من تصريح محمد خاتمي الرئيس الأسبق لإيران القائل: لولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال شبر من العراق.. نعم انطلاقاً من إفتاء السيستاني وتصريح خاتمي سنحلل الأحداث الماضية منذ تأميم الشركات النفطية الغربية في العراق حتى الآن.

وأول شيء في هذا التحليل للماضي أن قادة الشيعة العراقيين وقادة الشيعة الإيرانيين كانوا عملاء لأمريكا منذ بداية الثمانينات من القرن العشرين وربما قبل ذلك بكثير فهم صورة حية للسيستاني في العراق وخاتمي في إيران..فأمريكا حسب تحيليلنا هي التي أوعزت لزعيم الشيعة الإيرانيين (أية الله الخميني) الذي كان لاجئا في العراق ويقيم في مدينة النجف منذ أن نفاه شاه إيران عام 1963م. نعم هي التي أوعزت للخميني بأن يفتعل مشاكل جعلت نظام الرئيس صدام أن يطلب منه مغادرة العراق لأنه تدخل في قضايا محلية لا تخصه.. فاختار الخميني باريس عاصمة فرنسا ملجأً جديداً له ومن باريس تسهلت له إتصالاته بأمريكا للتشاور والتخطيط في الإعداد بما يسمونها بالثورة الإسلامية والإطاحة بالشاه عقاباً له لأنه ارتخى وقبل باتفاقية الجزائر معطياً للعراق فرصة للتفرع في بناء عراق قوي متحضر.. فقامت الثورة وعاد الخميني ليتزعمها وليكون مرشدها.. وفي أول خطاب له قال قولته المشهورة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام: بما فيها صحيفة الأهرام المصرية وهي ما معناه (اليوم سقط الشاه وغداً سيسقط صدام وتقام دولة شيعية في العراق وإيران).. ولقد انتقمت أمريكا من الشاه لأنه خذلها وقبل باتفاقية الجزائر ونسى فضل أمريكا عليه حينما أعادته إلى عرشه بعد أن هرب عندما تولى حكم إيران الدكتور مصدق عام 1950م وأمم الشركات النفطية الغربية وهي أي أمريكا التي رمت بمصدق في غياهب السجون حتى مات.

ومن أجل كسب العرب والمسلمين وتضليلهم أصدر الخميني قراراً بطرد سفير إسرائيل وسحب اعتراف إيران بها وجعل مقر السفارة مقر الممثل لمنظمة التحرير في إيران.. وفعلاً كان لذلك القرار ردود فعل قوية ومرحبة في سائر أرجاء الوطن العربي.. وكان قرار الخميني برضى أمريكا ودول الصهاينة في فلسطين وضمن تكتيكاتهما لكي يكون ذلك له غطاءً يغطي به حقيقة دوره.. لكن السؤال الذي ظل وما زال يحير المغفلين البلهاء من العرب ساسة كانوا أومفكرين أوعاديين لماذا لم ترجع إيران الجزر التي احتلها شاه إيران في الخليج إلى صاحبة السيادة عليها – دولة الإمارات العربية- مادامت مواقفها مناقضة لمواقف شاه إيران.. لقد وصلت إلى أسماع الناس طرد سفير إسرائيل من إيران الخميني لكن قوله بحتمية سقوط صدام وقيام دولة شيعة واحدة في إيران والعراق لم يصل إلى أسماع من يتابعون الصحف فقد كان خطاب الخميني خطاباً منهجياً لا يعطى كله لوسائل الإعلام.. وكانت معظم وسائل الإعلام حينها تحت نفوذ أمريكا التي تقف وراء دعم الخميني والحفاظ على سمعته الدينية وإظهاره بمظهر منقذ الإسلام ومنقذ فلسطين من إسرائيل الغاصبة.

وبدأ الخميني يعد العدة للدخول في حرب مع العراق فخرق اتفاقية الجزائر وذلك ما خططت له أمريكا حتى تشغل العراق بتلك الحرب ولتغطية وقوف أمريكا مع الخميني اتفقت أمريكا مع الخميني لافتعال قضية الرهائن الأمريكيين المشهورة ومقولة الخميني المشهورة :إن أمريكا هي الشيطان الأكبر في الشرق والعالم بأسره.. وكانت الدول العميلة لأمريكا عمالة حديثة وليست قديمة كمصر السادات تظهر العراق في ظل نظام صدام حسين وكأنه هاو للحرب والمشاكل وما زالت مصر مبارك تظهره بهذا المظهر حتى الآن لأن ذلك النظام هو الوحيد الذي قال: سنحرر فلسطين من البحر إلى النهر وهو الذي لن يقبل الاعتراف بإسرائيل الغاصبة طال الزمن أوقصر.. وفعل الإعلام المصري حينذاك فعله المؤثر في الشارع العربي ليشغل الناس بحرب العراق ضد إيران وليظهر العراق بأنها هي البادئة والباغية وهي التي تقف ضد الدولة الإسلامية في إيران لأنها لم تعترف بإسرائيل بل طردت سفيرها.. وكانت مصر بذلك تريد صرف الأنظار عن جريمة اعترافها بإسرائيل وجريمة ذهاب السادات إلى القدس وهي خاضعة لاغتصاب اليهود لها كحكام ومحتلين..وإذا كان الخميني صادقاً فالدولة التي يجب أن يقف معها ضد إسرائيل هي العراق التي ترفع شعار(تحرير فلسطين من البحر إلى النهر) لكنه كان أقرب إلى السادات لأنه يعلم أن السادات تابع من أتباع أمريكا.. أما السادات نفسه ففي تحليلي لم يكن هو ولا دول الخليج قاطبة يعلمون بعلاقة الخميني بأمريكا.. فالخميني كان الاحتياطي السري لأمريكا لن تقذف به في المعارك إلا وقت الضرورة وبالسرية التامة لا يمكن أن تظهر في الوثائق أو المحاضر بل يمكن أن يظهر نقيضها وهو بعد إيران عن سياسة أمريكا بعد الأرض عن السماء في أذهان السذج من الناس.

أما الحزب الشيوعي العراقي الذي فوجئ بنظام صدام يربط في أدبياته الفكرية والعقائدية ربطاً محكماً بين القومية العربية والدين الإسلامي.. نعم عندما فوجئ بذلك أدرك أن لا مكانة لفكره الإلحادي في العراق فهرب قادته وتشرذموا في كثير من الدول العربية ونسقوا مع الأحزاب الشيوعية العربية بشن حملات إعلامية ضد نظام صدام حسين وصوروه بأنه عميل لأمريكا وأن أمريكا هي التي دفعته ليحارب إيران.. وهو ليسوا غيارى على الإسلام الذي ترفع شعاره دولة الخميني لأنهم ملحدون ومعتزون بإلحادهم ومعتقدون بأن المفكرين الحقيقيين هم الملحدون وما سواهم فهم جهلة.. أعود إلى الموضوع فأقول: نعم ليسوا غيارى على الإسلام بل سيقفون مع أية جهة ضد نظام الرئيس صدام حسين.. أما سبب اتهامهم لصدام أنه عميل لأمريكا فلأنه يشتري سلاحاً من أمريكا وهم يدركون أنه يشتري أسلحة من الاتحاد السوفيتي ومن فرنسا ومن أية دولة طالما يدفع فيها دولارات وهؤلاء الشيوعيون خلال احتلال العراق عام 2003م عادوا إلى العراق على ظهور دبابات أمريكا أما العجيب فهو أن أنصارهم من بقايا الأحزاب الشيوعية العربية الذين ارتموا إلى أحضان أمريكا في كل بلد عربي اللهم إلا النزر اليسير منهم.. نعم العجيب أن أنصارهم ما زالوا يطرحون أن صداماً عميل لأمريكا من خلال حربه مع إيران متناسين أن إيران اعترفت أنها سهلت لأمريكا احتلال العراق وإن الحزب الشيوعي العراقي اتضح أنه هو عميل لأمريكا.. لكنهم كأذيال الكلاب لا يمكن إصلاح اعوجاجها فهو فطري الخلقة بإرادة الله لا يمكن أن يصلحه الإنسان.. وخرجت العراق من حربها مع إيران ظافرة وأجبرت إيران الخميني على توقيع اتفاقية وقف الحرب رغم أنها كانت تطرح خلال الحرب أن لا توقف للحرب إلا بسقوط نظام صدام حسين وقيام نظام شيعي في العراق يعلن وحدته مع إيران الشيعية.. لكن العراق بقيادة الرئيس صدام حسين كانت تدافع عن أرضها وسيادتها وهوما حققته من خلال تلك الحرب المفروضة عليها.. ولا يفوتني هنا أن أعيد إلى الذاكرة مساندة إسرائيل الغاصبة لإيران خلال تلك الحرب وذلك بضربها المفاعل النووية العراقية في بداية الثمانينات من القرن العشرين .. وهذا ما يؤكد تحليلي أن إيران كانت على علاقة بأمريكا وإسرائيل ولوكانت غير ذلك لما ضربت المفاعل النووية بل لتركتها حتى تزيد الطين بلة بين دولتين تقفان ضد إسرائيل.. وهانحن الآن أيضاً نشاهد ونسمع أن هناك خلافات بين إيران وأمريكا حول مشروع المفاعل النووية الإيرانية.. وهذا الخلاف تغطية لموافقة أمريكا على امتلاك إيران السلاح النووي لأنها تهدد به الدول العربية والإسلامية أما إسرائيل فهي أخت لإيران في ظل أمهما أمريكا الصهيونية.

وتكريماً للسعودية والكويت في وقوفهما مع العراق في تلك الحرب أعطى الرئيس صدام حسين وسامين من أعلى الأوسمة العراقية للملك فهد رحمه الله ولأمير الكويت حينذاك.. لكن أمريكا لم تيأس في خلق المشاكل أمام العراق حتى لا يواصل نموه وبناء نظامه بناءً قوياً في بناه المختلفة وخاصة النمو الاقتصادي والثقافي والعسكري ليشكل بذلك خطورة على إسرائيل الغاصبة وعلى مصالح الغرب في الوطن العربي وليعكس إيجابياته على بقية الشعوب العربية خاصة وهولا يفرط بالوحدة العربية القومية بل هو داعية من دعاتها بعد نظام الرئيس جمال عبد الناصر رحمة الله عليه.. لذلك راحت أمريكا تضغط على الكويت الضعيفة المستكينة لدول الغرب لأنها مصدر نشأتها كدولة بالرغم من أنها جزء لا يتجزأ من العراق.. نعم راحت أمريكا تضغط عليها لتفتعل مشاكل تؤدي إلى قيام حرب بينها وبين العراق وستكون أمريكا طرفاً فيها بعد أن تطلب الكويت من أمريكا أن تدخل معها في حلف عسكري مكتوب حتى تستطيع أمريكا أن تحتل العراق وتقضي على نظام الرئيس صدام حسين.. لكن العراق أشتم تلك المؤامرة من خلال حوار بعض مسؤولي دولة الكويت البلهاء فراح يسارع باحتلال الكويت دفاعاً عن نفسه حتى يربك أمريكا قبل عقد اتفاقية تحالف عسكري بين الكويت وأمريكا بل حتى يضع القضية كقضية دولية يناقشها مجلس الأمن والأمم المتحدة ويفوت الفرصة من أمام أمريكا لاحتلال العراق.. واضطرت أمريكا أن تضع قضية ذلك الاحتلال على مجلس الأمن خاصة بعد أن هرب حكام الكويت ومسئولوها ولم يقفوا يوماً واحداً ويدافعوا عن أرضهم ولا غرابة في ذلك فعملاء الغرب سواسية لا يريدون إلا العيش في ظل دفاع أجنبي عن عروشهم.

وقامت أكثر من 31 دولة بحرب ضد العراق ومن ضمنها دول عربية بقرار من مجلس الأمن مع تحفظ الاتحاد السوفيتي على ذلك القرار لأنه قرار أتخذ بدون استكمال بقية إجراءاتٍ حسب ميثاق الأمم المتحدة وقد أشار إلى ذلك برمنكوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي الأسبق في كتاب أصدره في سوريا بعد قيام تلك الحرب بأعوام وانسحبت العراق من الكويت لتخمد ثورة إيرانية قام بها عشرات آلاف الإيرانيين وعملاؤهم في العراق هدفها احتلال جنوب العراق ولكن تلك المؤامرة أنهيت بفضل قوة جيش العراق وتمرسه في الحرب لأنه أخمد تلك الثورة بعد أن هزم أمريكا في معارك الدبابات البرية هزيمة نكراء وحتى الآن تخفي أمريكا عدد ضحاياها في تلك المعركة عام 1991م.. وكانت إيران تظن أن أمريكا ستهزم الجيش العراقي فتسلل عشرات الآلاف منهم خلال تلك المعركة بين الجيش العراقي والجيش الأمريكي إلى جنوب العراق لكن الجيش العراقي هزم أمريكا وأخمد تلك المؤامرة الإيرانية بعد أن قتل الشيعة الإيرانيون وعملاؤهم في العراق عشرات آلاف الأطفال الأبرياء والشيوخ والنساء قتلوهم وهم نائمون.. وبعد انسحاب العراق من الكويت فعل مجلس الأمن الدولي قراره بحصار دولي اقتصادي شامل على العراق .. وكانت تلك الخطوات أهون على العراق من أن تحتلها أمريكا خلال حرب بينها وبين الكويت تبدأ بمناوشات على الحدود تتيح لأطراف أن تتوسط وتتيح لأمريكا أن تعقد حلفاُ عسكرياً مع الكويت. لذلك سارعت العراق إلى احتلال الكويت لتضع أمريكا في موضع العاجز في أن يحتل العراق وحكام الكويت قد فروا بل انهم ((رؤوا الأقطار باعاً أوذراعاً)) كما قال فارس العرب واحد أعظم شعرائهم عنتر بن شداد.

والعراق كانت تدرك أن أمريكا عاجلاً أوأجلاً سوف تحتل العراق تحت أية ذرائع كعادتها في تعاملها مع الدول خاصة بعد زوال الاتحاد السوفيتي.. لذلك كانت مصممة أن تستغل فترات عدم الحرب العسكرية المباشرة عليها لتعد عدتها في إيجاد مقاومة مدربة على حرب العصابات لتكون من كل مؤسساتها العسكرية والمدنية وامتدت فترة عدم الحرب العسكرية المباشرة منذ عام 1991م حتى 19/3/2003م باستثناء شهر من عام 1998م حين دخلت أمريكا الحرب مع العراق ولم تستطع أن تهزم الجيش العراقي.. واستطاع النظام العراقي بقيادة الرئيس المجاهد صدام حسين خلال عدم الحرب المباشرة أن يجهز تلك المقاومة بكل عدتها وعتادها ورجالها ومصانع أسلحتها التقليدية الخفية وكل محتاجاتها الغذائية وأجهزة ومواد حفظها بحيث تمتد تلك المقاومة لأكثر من 30 عاماً.. وقد قال الرئيس المجاهد صدام حسين لصديقه المصري الصحفي المخضرم (سيد نصار) والذي قامت بينه وبين الرئيس صدام علاقة صداقة أيام كان صدام في مصر لاجئاً بل ضيفاً عزيزاً على الرئيس الخالد جمال عبد الناصر رحمه الله منذ 1959م وحتى 1963م. نعم قال له قبل عام من قيام الحرب عام 2003م ما معناه: (لن أكون مجنوناً أومزايداً عندما أقول إننا نستطيع أن نهزم أمريكا إذا أعلنت علينا الحرب فهي دولة عظمى تملك أخطر الأسلحة وتصنعها ولا يلحقنا عار إذا قلنا أنها ستحتل العراق وتهزمنا عسكرياً ولكنني أقول واثقاً إننا سنهزمها في حرب عصابات أعددناها لها إذا احتلت العراق ستنسيها حرب فيتنام) نشرت مقابلة سيد نصار مجلة (المجلة) اللندنية في إبريل عام 2003م..

وفعلاً احتلت أمريكا العراق مستعينة بحلفائها البريطانيين والإيرانيين والصهاينة بدرجة أساسية تحت ذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل ولكنها جاءت متأخرة جداً لأنها عولت على الحصار الاقتصادي بأنه سيدفع بشعب العراق بإزالة نظام الرئيس صدام حسين. نعم جاءت أمريكا متأخرة فلو أعلنت الحرب على العراق في عام 1992م مثلاً لكان بإمكانها أن تزيل ذلك النظام وتحول العراق إلى فلسطين ثانية لأنه لم يتمكن بعد من إعداد مقاومة ضخمة ولا الاحتياطات التي تحميها. لكنها وبعد ما يقرب من 12 عاماً احتلت العراق لتجد النار تشتعل من تحت كراسي قادتها وعملائها مما دفعت بهم إلى الاحتماء بالمساكن تحت أرض بنايات المنطقة الخضراء كالفئران في الجحور.. وتصاعدت تلك المقاومة حتى أسرت القوات الأمريكية معدها وقائدها الرئيس المجاهد صدام حسين في 13/12/2003م وخلفه نائبه المجاهد عزت إبراهيم الدوري وما تزال هذه المقاومة تتصاعد حتى جعلت الشعب الأمريكي الذي أدرك فداحة خسائره في الأرواح والعتاد والمال يسمي انتخاباته في 7/11/2006م بانتخابات العراق.. ولم يثن الرئيس المجاهد صدام حسين ومقاومته عملاء أمريكا أوإيران أوإسرائيل الغاصبة أوبريطانيا ولا إعلامهم المنحطة التي تعتم على المقاومة ولا تريد أن تعترف بأنها معدة سلفاً من جانب نظام الرئيس صدام حسين وبإشرافه شخصياً..نعم لم يثنه كل أولئك لكنه صاعد المقاومة حسب تخطيطاتها المسبقة.

وإذا بحثنا عن الذين يحقدون على نظام الرئيس المجاهد صدام حسين وعليه شخصياً في العراق وخارج العراق من العرب والمسلمين لوجدناهم إما عملاء لأمريكا أو لإيران وإلا من بقايا الأحزاب الشيوعية التي ارتمت في أحضان أمريكا أومن أحزاب الأخوان المسلمين في سائر الدول العربية الذين يقيمون مع أمريكا علاقات ودية بارزة تجسدت في إعلانهم أنهم سيشاركون في العمل الديمقراطي في مصر ولن يلجأوا إلى العنف بعد الآن أي بعد أن أصبحت مصر مبارك وكراً من أوكار أمريكا ومطبخاً تطبخ فيه المؤامرات ومنها محاولة إقناع منظمة حماس بالولوج بالعمل السياسي المعترف بدولة الكيان الصهيوني.. لكن تلك الأحزاب رفعت السلاح لتحارب عبد الناصر بل حاولت اغتياله عام 1954م لأنه وطني قومي يسعى بكل جهد لتحرير فلسطين وهو صاحب المقولة المشهورة (الأرض التي انتزعت بالقوة لا يمكن أن تستعاد إلا بالقوة) وإذا كان قد هزم عام 1967م هزيمة عسكرية فهو لم يهزم في إرادته وهي أخطر هزيمة وهو الذي أعد حرب أكتوبر عام 1973م وخطط لها في خطة سماها خطة رقم 2000 .. لكن السادات قضى على انتصارها بإعلانه أنها ستكون آخر الحروب وبتوقيعه على اتفاقية كامب دايفد المعترفة بالكيان الصهيوني في فلسطين عام 1977م وتلك هي هزيمة الإرادة الشنعاء التي تعكس نفسها حتى الآن على معظم الدول العربية في كل شيء.

وهاهي أمريكا تترنح أمام تصاعد المقاومة العراقية الباسلة وهاهو الشعب الأمريكي يدين تلك الحرب عندما انتخب في 7/11/2006م أعضاءً للكونجرس غالبيتهم من الحزب الديمقراطي الذي اضطر قبل الانتخابات أن يعلن سخطه على رئيسه بوش لكذبه وتضليله حول أسباب الحرب على العراق حتى يكسب ثقة الشعب الأمريكي وبفضل المقاومة العراقية الباسلة حاز الحزب الديمقراطي على الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ لأنه يطالب بسحب القوات الأمريكية من العراق.

وأصبحت إيران من جديد في نظر بوش أمل أمريكا وأمله شخصياً في أن تبقى الأوضاع كما هي في العراق وما هذه الاشتراطات التي يشترطها بوش على إيران لتتم معها المحادثات حول العراق إلا ذر الرماد على العيون لتبقى إيران في نظر السذج من الناس منقذة للمسلمين في أي مكان وزمان وهاهو الرئيس الإيراني يطالب بمؤتمر ثلاثي بينه وبين رئيس الدولة العميلة له ولأمريكا في العراق وبين الرئيس السوري ليناقشوا مصير العراق وليعتموا على المقاومة وليتجاهلوها بأمر من الرئيس بوش لكن الرئيس السوري حتى الآن لم يعلن موافقته لحضور هذا المؤتمر.. وليس هناك دليل تاريخي واحد على صدق عداء إيران لأمريكا بل هناك ألف دليل ودليل على أنها ذيل كبير لأمريكا والصهيونية وأولها مشاركتها في احتلال العراق وقبل ذلك جر العراق إلى الحرب معها تسعاً من السنين حتى تشغله عن بناء ذاته ومن الأدلة على أنها ذيل لأمريكا الإيعاز لعميلها السياستاني بأن يفتي إفتائه ذلك في الانتخابات التي أجريت في ظل الاحتلال وتأييدها لنوري المالكي المشارك هو وزمرته الإيرانية في قتل أكثر من 670 ألف عراقي أعزل كما أن هناك دليل أخر على عمالتها لأمريكا وهو تصريح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأنه يؤيد منع التجارب النووية وامتلاك سلاح نووي في شبة الجزيرة الكورية.. فما دخل إيران بذلك إن لم تكن ذيلاً لأمريكا وحلفائها الصهاينة وهذا يظهر تناقضها مع أدبيات وقرارات مؤتمرات دول عدم الانحياز التي هي في الظاهر عضو في تلك الدول.

صنعاء

الجمهورية اليمنية

23/11/2006م

شبكة البصرة

الخميس 3 ذو القعدة 1427 / 23 تشرين الثاني 2006

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس