kimo17
20-11-2006, 05:41 PM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/523.imgcache
منقول
على الصراف
علي الصراف
نعم، تستطيع حكومة عملاء الاحتلال، وكلابه، أن تعدم الرئيس صدام حسين، ولكنها لن تستطيع ان تزيله من الوجود.
أبعد من الموت، هذا الرجل.
ووجوده أبقى من وجود الزائلين.
وسيكون أسطورة،
وسيخلد كما يخلد كل حجر من حجارة سومر وبابل وأشور. ويزول جلاوزة الاحتلال كما يزول الزَبَد.
ولئن ينقسم الناس فيه، فمثلما انقسموا مع كل رجل تاريخِ عظيم آخر.
ورجال التاريخ لا يموتون.
ما من بطل قومي في التاريخ، إلا وكان في نظر بعض مناوئيه "مجرما". وذلك لانه إذ يقلب مجرى التاريخ، فانه يقلب معه قوى الرفض والتراجع والردة، فتنقلب (هذه القوى) عليه..
جنكيز خان، كان بطلا في عينٍ ومجرما في عين، ولكن لم يمت. التاريخ ما يزال يخلده كواحد من أعظم القادة العسكريين، رغم كل الفظائع التي ارتكبتها قواته على امتداد المسافة من شرق الصين الى مشارف غرب اوروبا.
وهكذا كان الأمر مع قادة مثل ماو ولينين وستالين وأتاتورك وكاسترو وتشرشل وديغول وعبد الناصر. فهؤلاء كلهم كانوا مجرمين وأبطالا، في آن معا.
وهل هناك في تاريخ النضال من اجل الحرية أنبل من غاندي؟
حتى هذا الغاندي العظيم نفسه اغتيل لانه كان في عين بعضهم مجرما.
ولكن ما من واحد من هؤلاء مات فعلا.
انهم ما يزالون في عين التاريخ أحياء ويرزقون. ترنو إليهم الأنظار، ويعود إليهم الباحثون والمفكرون، ويتأمل في ماضيهم المتأملون، ويكتب عنهم الشعراء والروائيون، وأنصارهم يتوارثون ذكراهم.
ومثل كل ذاكرين ومتذكرين، فانهم يشذبون الذكرى ويضفون عليها هالة من القدسية حتى لن يصعب أن تصبح مقابرهم مزارات مقدسة لمحبين ومؤمنين، ولكل من أسعفهم تقليبُ وجهات الرأي في النظر إليهم بعينِ غير تلك العين التي نظروا بها إليهم في السابق.
فاعدموه،...
أرجوكم اعدموه،
وكلما أسرعتم بإعدامه، كلما كان ذلك أفضل له في التاريخ.
وقف شامخا، لدى سماعه الحكم بالإعدام ليقول: تحيا الأمة، يحيا الشعب، يسقط الغزاة والعملاء، وهو كان يعرف انه يهتف بالحياة لكل أولئك الذين سيخلدوه.
رجلا، وليس كأي الرجال كان.
بطلا يتحدى موته ويبصق في وجه جلاديه ويسخر من قوتهم.
شامخا، مغوارا يمجد نفسه أكثر بكثير مما يمكن ان يمجده الآخرون.
فاعدموه، الآن، الآن، وليس غدا.
نريد بطلا تاريخيا نعود اليه، نزور مرقده، ونتأمل فيه، ونصلى من أجل ذكراه ونشذّبها من كل زائدة وتشويه، ليغدو إماما، هو الأول الذي يعدمه احتلال، وهو الأول الذي يسعد بإعدامه كلاب إحتلال، وهو الزعيم العربى الأول الذي يتعرض للتعذيب بأيدي حثالات، وهو الأول الذي يسمو بقامته فوق كل ذل تعرض له في السجن، والأول الذي يرفع إصبعه بالحق ضد قضاة حقد وعمالة وزور.
***
أبالضد يُظهر حسنه الضدُّ؟
فان لم يكن صدام بطلا كاملا، فقد أكملتموه،
نقصكم هو الذي جعله يكتمل بطلا، مغوارا ليس كمثله بطل في كل تاريخنا الحديث.
وان لم يكن صدام قديسا كاملا، فقد قدستموه،
قذارتكم ورخصكم وانحطاطكم السياسي والأخلاقي زاد في جعله وليا من أولياء الله الصالحين.
وان لم يكن صدام وطنيا جذريا الى ما لانهاية او بلا حدود، فقد جذرتموه، حتى صارت كل شعرة في بدنه تنطق: عراق يا عراق.
طائفيتكم النذلة، ضيق أفقكم، ابتذالكم المذهبي الذي سخرتموه للاحتلال، عمالتكم، جبنكم، هو الذي سيجعل من وطنية صدام وقوميته بأطهر ما يمكن للطهارة ان تكون.
لم تكن شجاعته تتجلي، كما تجلت في أقفاصكم،
ولم يكن نبل شخصيته لامعا، كما لمع تحت أصفادكم.
ولكن، أهم من ذلك كله، فأنكم لم تكسبوا نقاش السياسة معه، ولا جدل الوطنية ولا مخاصمات القانون،
ولانه انتصر عليكم، حتى وهو سجين، فمن الأفضل ان تتخلصوا منه، لنرى ماذا ستفعلون وماذا سيحل بكم من بعده.
انه مصيبتكم وبلاؤكم، وبه تتجسد كل الشرور،
فاعدموه،
وهل يعقل ان يذهب بكم الجبن الى حد انكم لا تستطيعون حتى ان تعدموه؟
وهل يعقل لمذهبكم الفارسى ولأحقادكم وكراهياتكم ان تجد نفسها قصيرة حتى على سجين؟
ولا أحد سيكون أكثر سعادة منه.
سيحمل قرآنه معه،
وسيمشى الى خاتمة ساعته وهو يعرف انه باق الى الأبد.
وهو باق، وانتم الزائلون.
ستنتظرون رجفة خوفٍ، إنسانيةٍ مشروعةٍ تدمى القلب، في أقدامه، لتعلقون عليها نذالتكم وجبنكم، ولكنه حتى بها سيسمو، ويحلق شاهقاً في سماء المجد والخلود.
فاعدموه
أرجوكم اعدموه،
نريد بطلا يختم بطولته بموقف وطني جليل، وبمشهد جليل.
اعدموه،
ولكنه لن يموت.
سيظل حيا في قلب كل وطني طاهر اليد والضمير.
وسيظل حياً في عقل ووعي كل عراقي يسعفه الإدراك انه أراد بناء وطنٍ قويٍ عزيز سيد ومستقل لشعب غني، مبدع، وشامخ الرأس، لا وطنا خاضعا لاحتلال أمريكي وهيمنة فارسية لشعب فقير، عاجز وذليل.
اعدموه، لتعدموا الشكوك فيه، فيكون رمزا كما لم يسبق له أن يكون.
اعدموه، لتعدموا الجدل حول مشروعه، فيكون حلمه منارة ودليلا للقادمين.
واعدموه، لتعدموا ما وقع فيه من أخطاء، ليبقى الجليل والولى والقديس، ويزول الدكتاتور.
اعدموه، ليظل حيا ككل الشهداء الذين يبقون أحياء عند ربهم يرزقون.
***
والأبطال لا يموتون.
لقد كانت كل الغاية من إلقاء القبض عليه حيا، بدلا من قتله، هو الرهان على إذلاله.
فمن اجل الإطاحة بكرامة العراقيين، والفلسطينيين، وكل العرب المناهضين للغطرسة الإمبريالية، وللسياسات الوحشية الإسرائيلية، بدا الرهانُ على السجين مغريا. وما تزال الصفحات مطوية حول ما فعله مجرمو الاحتلال وكلابه به قبل تقديمه الى المحاكمة، ولكننا نعرف انه تعرض للتعذيب، ونعرف انه كان يتعرض للإهانة، ونعرف أن عملاء الاحتلال كانوا يزورونه لكي يشفوا أحقادهم ورخصهم وانحطاطهم الأخلاقي برؤيته سجينا يجر أصفاداً في قدميه ويديه. وهم ربما كانوا، ككل المخانيث، يشاركون في تعذيبه أيضا. ولكننا نعرف انه خرج، من كل هذا، متماسكا، بقامة شامخة وبموقف صلب. لا باع ولا اشتري. وظلت المقاومة الوطنية ضد الاحتلال تطلعه ونداءه الدائم.
ودافع في المحكمة عن العراق أكثر مما دافع عن نفسه كمواطن. ودافع عن حصانة الرئاسة وحقوق الرئيس أكثر مما دافع عن نفسه كرئيس. وظل نبيلا في كل لحظة وحيال كل التعديات، وقادرا على توجيه الاتهام لأولئك الذين يتهمونه.
الفارق بينه وبينهم كان فارق شرف أولا، وفارق تطلع ثانيا، وفارق انتماء ثالثا.
فعل ما فعل، ولكنه لم يكن عميلا ولا أجيرا لأجنبي.
فعل ما فعل، ولكنه عمل من اجل عراق موحد، متطلعا لبناء إمبراطورية قومية عظمى، لا عراقا ممزقا، خاضعا لصهيونيتين، فارسية تتلفع بستار مذهبي، وأمريكية تتلفع بستار الديمقراطية.
فعل ما فعل، ولكنه ظل ينظر إلى العراق كعراقه الخاص، يذوب فيه، ويجلُّ كلّ حفنة ترابٍ من ترابه. عراقه عراقٌ فوق القوميات والطوائف وما بعدها، لا عراق مليشيات "تحت" القوميات والطوائف وما قبلها.
أكان بعضنا لا يطيق القول انه: "عراق صدام حسين"؟ أكنا نرى في هذا التعبير تعبيرا عن إستملاك غير مشروع لحساب مشروع سياسي واحد؟
حسنا، ها هو العراق المضاد: انه عراق عصابات ومليشيات وأفاقين ولصوص حولوا كل دوائر الدولة الى مراكز نفوذ طائفية، ثم عشائرية، ثم عائلية، ثم "درابين" و"محلات" -حارات- تريد كل منها ان تستقل لتنضم الي.... مجلس التعاون الخليجي، او الى مجلس التعاون الفارسي، او الى مجلس الأقليات "العميلة" الذي ترعاه إسرائيل. وبدلا من الدينار العراقي، صارت كل حارة من هذه الحارات تتعامل بعملة البلد الذي يشكل مصدر عمالتها وإلهامها الروحي.
لقد رفعتم غطاء "السبتتنك" -البالوعة-. وبدلا من إصلاح مجارى المياه الآسنة، خلعتم على "السبتتنك" تسمية جديدة: "العملية السياسية" التي بقاذوراتها تنعمون، وبآسنها تترعون.
فهنيئا لكم.
أولئك الذين لم يعجبهم عراق صدام حسين، سيعدمونه، لينعموا بعراق السبتتنك: عراق أياد علاوي، وعبد العزيز الحكيم، واحمد الجلبي، وجواد المالكي، ومقتدى الصدر، وإبراهيم الجعفري، وجلال الطالباني، ومسعود البرزاني، وكل مليشياويى المناطق والشوارع و"الدرابين" الفيدرالية.
وستموتون، ويظل صدام حيا.
وهل سبق للتاريخ أن أبقى ذكرا لعملاء ومأجورين؟
لقد أعدم المستعمرون الإيطاليون شيخ الشهداء عمر المختار، وظل حيا، ولكن التاريخ لم يُبق ذكرا لقتلته.
والطوفان، وإن طال، قادم.
ترك المستعمرون الفرنسيون في الجزائر، جيشا من العملاء أكبر من جيشكم، وكان تعداده يناهز 400 ألف ممن يدعون بـ"الحركيين"، وعندما رحل "السيد" -المستعمر- فر 150 ألفا من كلابه، وفي غضون بضعة أيام أبيد 250 ألف "حركي" ممن لم يتمكنوا من الفرار.
وسترون ان الجزائر التي من اجل حريتها قدمت مليونا ونصف شهيد، ليست -غطرسةً- بأفضل من عراق العراقيين الغر الميامين.
فهل خسرنا 655 ألف شهيد؟ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وسيكون من الشرف الرفيع أن نقدم مليوني شهيد.
وهل كان صدام أصدر، وهو في سجنه، عفوا حتى عن الخونة الذين غدروا بالعراق وبأبنائه؟
حسنا. ردّوا عليه بما ينضح به صحنكم.
اعدموه، لتعدموا كل فرصة لنجاتكم وللتسامح معكم،
أرجوكم اعدموه،
هو سيظل حيا،
وسيكون أمامنا "سبتتنك" بكامله -من "الحركيين" الجدد- يتطلب التنظيف.
اعدموه لتمنحونا الشجاعة لكي نغسل كل شبر من أرض العراق بدمائكم ودماء أسيادكم.
اعدموه لكي نجعل من كل عمامة من عمائمكم ممسحة لأحذيتنا.
اعدموه ليعود العراق طاهرا من العملاء والمخانيث.
اعدموه لنبقى ككل حجر من حجارة سومر وبابل وأشور.
اعدموه ليبقى كما يبقى القديسون، وتزولون كما يزول الزَبَد.
============
لا تأسف على غدر الزمان فلطالما رقصت على جثث الأسود كلاب ...
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب..
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/525.imgcache
منقول
على الصراف
علي الصراف
نعم، تستطيع حكومة عملاء الاحتلال، وكلابه، أن تعدم الرئيس صدام حسين، ولكنها لن تستطيع ان تزيله من الوجود.
أبعد من الموت، هذا الرجل.
ووجوده أبقى من وجود الزائلين.
وسيكون أسطورة،
وسيخلد كما يخلد كل حجر من حجارة سومر وبابل وأشور. ويزول جلاوزة الاحتلال كما يزول الزَبَد.
ولئن ينقسم الناس فيه، فمثلما انقسموا مع كل رجل تاريخِ عظيم آخر.
ورجال التاريخ لا يموتون.
ما من بطل قومي في التاريخ، إلا وكان في نظر بعض مناوئيه "مجرما". وذلك لانه إذ يقلب مجرى التاريخ، فانه يقلب معه قوى الرفض والتراجع والردة، فتنقلب (هذه القوى) عليه..
جنكيز خان، كان بطلا في عينٍ ومجرما في عين، ولكن لم يمت. التاريخ ما يزال يخلده كواحد من أعظم القادة العسكريين، رغم كل الفظائع التي ارتكبتها قواته على امتداد المسافة من شرق الصين الى مشارف غرب اوروبا.
وهكذا كان الأمر مع قادة مثل ماو ولينين وستالين وأتاتورك وكاسترو وتشرشل وديغول وعبد الناصر. فهؤلاء كلهم كانوا مجرمين وأبطالا، في آن معا.
وهل هناك في تاريخ النضال من اجل الحرية أنبل من غاندي؟
حتى هذا الغاندي العظيم نفسه اغتيل لانه كان في عين بعضهم مجرما.
ولكن ما من واحد من هؤلاء مات فعلا.
انهم ما يزالون في عين التاريخ أحياء ويرزقون. ترنو إليهم الأنظار، ويعود إليهم الباحثون والمفكرون، ويتأمل في ماضيهم المتأملون، ويكتب عنهم الشعراء والروائيون، وأنصارهم يتوارثون ذكراهم.
ومثل كل ذاكرين ومتذكرين، فانهم يشذبون الذكرى ويضفون عليها هالة من القدسية حتى لن يصعب أن تصبح مقابرهم مزارات مقدسة لمحبين ومؤمنين، ولكل من أسعفهم تقليبُ وجهات الرأي في النظر إليهم بعينِ غير تلك العين التي نظروا بها إليهم في السابق.
فاعدموه،...
أرجوكم اعدموه،
وكلما أسرعتم بإعدامه، كلما كان ذلك أفضل له في التاريخ.
وقف شامخا، لدى سماعه الحكم بالإعدام ليقول: تحيا الأمة، يحيا الشعب، يسقط الغزاة والعملاء، وهو كان يعرف انه يهتف بالحياة لكل أولئك الذين سيخلدوه.
رجلا، وليس كأي الرجال كان.
بطلا يتحدى موته ويبصق في وجه جلاديه ويسخر من قوتهم.
شامخا، مغوارا يمجد نفسه أكثر بكثير مما يمكن ان يمجده الآخرون.
فاعدموه، الآن، الآن، وليس غدا.
نريد بطلا تاريخيا نعود اليه، نزور مرقده، ونتأمل فيه، ونصلى من أجل ذكراه ونشذّبها من كل زائدة وتشويه، ليغدو إماما، هو الأول الذي يعدمه احتلال، وهو الأول الذي يسعد بإعدامه كلاب إحتلال، وهو الزعيم العربى الأول الذي يتعرض للتعذيب بأيدي حثالات، وهو الأول الذي يسمو بقامته فوق كل ذل تعرض له في السجن، والأول الذي يرفع إصبعه بالحق ضد قضاة حقد وعمالة وزور.
***
أبالضد يُظهر حسنه الضدُّ؟
فان لم يكن صدام بطلا كاملا، فقد أكملتموه،
نقصكم هو الذي جعله يكتمل بطلا، مغوارا ليس كمثله بطل في كل تاريخنا الحديث.
وان لم يكن صدام قديسا كاملا، فقد قدستموه،
قذارتكم ورخصكم وانحطاطكم السياسي والأخلاقي زاد في جعله وليا من أولياء الله الصالحين.
وان لم يكن صدام وطنيا جذريا الى ما لانهاية او بلا حدود، فقد جذرتموه، حتى صارت كل شعرة في بدنه تنطق: عراق يا عراق.
طائفيتكم النذلة، ضيق أفقكم، ابتذالكم المذهبي الذي سخرتموه للاحتلال، عمالتكم، جبنكم، هو الذي سيجعل من وطنية صدام وقوميته بأطهر ما يمكن للطهارة ان تكون.
لم تكن شجاعته تتجلي، كما تجلت في أقفاصكم،
ولم يكن نبل شخصيته لامعا، كما لمع تحت أصفادكم.
ولكن، أهم من ذلك كله، فأنكم لم تكسبوا نقاش السياسة معه، ولا جدل الوطنية ولا مخاصمات القانون،
ولانه انتصر عليكم، حتى وهو سجين، فمن الأفضل ان تتخلصوا منه، لنرى ماذا ستفعلون وماذا سيحل بكم من بعده.
انه مصيبتكم وبلاؤكم، وبه تتجسد كل الشرور،
فاعدموه،
وهل يعقل ان يذهب بكم الجبن الى حد انكم لا تستطيعون حتى ان تعدموه؟
وهل يعقل لمذهبكم الفارسى ولأحقادكم وكراهياتكم ان تجد نفسها قصيرة حتى على سجين؟
ولا أحد سيكون أكثر سعادة منه.
سيحمل قرآنه معه،
وسيمشى الى خاتمة ساعته وهو يعرف انه باق الى الأبد.
وهو باق، وانتم الزائلون.
ستنتظرون رجفة خوفٍ، إنسانيةٍ مشروعةٍ تدمى القلب، في أقدامه، لتعلقون عليها نذالتكم وجبنكم، ولكنه حتى بها سيسمو، ويحلق شاهقاً في سماء المجد والخلود.
فاعدموه
أرجوكم اعدموه،
نريد بطلا يختم بطولته بموقف وطني جليل، وبمشهد جليل.
اعدموه،
ولكنه لن يموت.
سيظل حيا في قلب كل وطني طاهر اليد والضمير.
وسيظل حياً في عقل ووعي كل عراقي يسعفه الإدراك انه أراد بناء وطنٍ قويٍ عزيز سيد ومستقل لشعب غني، مبدع، وشامخ الرأس، لا وطنا خاضعا لاحتلال أمريكي وهيمنة فارسية لشعب فقير، عاجز وذليل.
اعدموه، لتعدموا الشكوك فيه، فيكون رمزا كما لم يسبق له أن يكون.
اعدموه، لتعدموا الجدل حول مشروعه، فيكون حلمه منارة ودليلا للقادمين.
واعدموه، لتعدموا ما وقع فيه من أخطاء، ليبقى الجليل والولى والقديس، ويزول الدكتاتور.
اعدموه، ليظل حيا ككل الشهداء الذين يبقون أحياء عند ربهم يرزقون.
***
والأبطال لا يموتون.
لقد كانت كل الغاية من إلقاء القبض عليه حيا، بدلا من قتله، هو الرهان على إذلاله.
فمن اجل الإطاحة بكرامة العراقيين، والفلسطينيين، وكل العرب المناهضين للغطرسة الإمبريالية، وللسياسات الوحشية الإسرائيلية، بدا الرهانُ على السجين مغريا. وما تزال الصفحات مطوية حول ما فعله مجرمو الاحتلال وكلابه به قبل تقديمه الى المحاكمة، ولكننا نعرف انه تعرض للتعذيب، ونعرف انه كان يتعرض للإهانة، ونعرف أن عملاء الاحتلال كانوا يزورونه لكي يشفوا أحقادهم ورخصهم وانحطاطهم الأخلاقي برؤيته سجينا يجر أصفاداً في قدميه ويديه. وهم ربما كانوا، ككل المخانيث، يشاركون في تعذيبه أيضا. ولكننا نعرف انه خرج، من كل هذا، متماسكا، بقامة شامخة وبموقف صلب. لا باع ولا اشتري. وظلت المقاومة الوطنية ضد الاحتلال تطلعه ونداءه الدائم.
ودافع في المحكمة عن العراق أكثر مما دافع عن نفسه كمواطن. ودافع عن حصانة الرئاسة وحقوق الرئيس أكثر مما دافع عن نفسه كرئيس. وظل نبيلا في كل لحظة وحيال كل التعديات، وقادرا على توجيه الاتهام لأولئك الذين يتهمونه.
الفارق بينه وبينهم كان فارق شرف أولا، وفارق تطلع ثانيا، وفارق انتماء ثالثا.
فعل ما فعل، ولكنه لم يكن عميلا ولا أجيرا لأجنبي.
فعل ما فعل، ولكنه عمل من اجل عراق موحد، متطلعا لبناء إمبراطورية قومية عظمى، لا عراقا ممزقا، خاضعا لصهيونيتين، فارسية تتلفع بستار مذهبي، وأمريكية تتلفع بستار الديمقراطية.
فعل ما فعل، ولكنه ظل ينظر إلى العراق كعراقه الخاص، يذوب فيه، ويجلُّ كلّ حفنة ترابٍ من ترابه. عراقه عراقٌ فوق القوميات والطوائف وما بعدها، لا عراق مليشيات "تحت" القوميات والطوائف وما قبلها.
أكان بعضنا لا يطيق القول انه: "عراق صدام حسين"؟ أكنا نرى في هذا التعبير تعبيرا عن إستملاك غير مشروع لحساب مشروع سياسي واحد؟
حسنا، ها هو العراق المضاد: انه عراق عصابات ومليشيات وأفاقين ولصوص حولوا كل دوائر الدولة الى مراكز نفوذ طائفية، ثم عشائرية، ثم عائلية، ثم "درابين" و"محلات" -حارات- تريد كل منها ان تستقل لتنضم الي.... مجلس التعاون الخليجي، او الى مجلس التعاون الفارسي، او الى مجلس الأقليات "العميلة" الذي ترعاه إسرائيل. وبدلا من الدينار العراقي، صارت كل حارة من هذه الحارات تتعامل بعملة البلد الذي يشكل مصدر عمالتها وإلهامها الروحي.
لقد رفعتم غطاء "السبتتنك" -البالوعة-. وبدلا من إصلاح مجارى المياه الآسنة، خلعتم على "السبتتنك" تسمية جديدة: "العملية السياسية" التي بقاذوراتها تنعمون، وبآسنها تترعون.
فهنيئا لكم.
أولئك الذين لم يعجبهم عراق صدام حسين، سيعدمونه، لينعموا بعراق السبتتنك: عراق أياد علاوي، وعبد العزيز الحكيم، واحمد الجلبي، وجواد المالكي، ومقتدى الصدر، وإبراهيم الجعفري، وجلال الطالباني، ومسعود البرزاني، وكل مليشياويى المناطق والشوارع و"الدرابين" الفيدرالية.
وستموتون، ويظل صدام حيا.
وهل سبق للتاريخ أن أبقى ذكرا لعملاء ومأجورين؟
لقد أعدم المستعمرون الإيطاليون شيخ الشهداء عمر المختار، وظل حيا، ولكن التاريخ لم يُبق ذكرا لقتلته.
والطوفان، وإن طال، قادم.
ترك المستعمرون الفرنسيون في الجزائر، جيشا من العملاء أكبر من جيشكم، وكان تعداده يناهز 400 ألف ممن يدعون بـ"الحركيين"، وعندما رحل "السيد" -المستعمر- فر 150 ألفا من كلابه، وفي غضون بضعة أيام أبيد 250 ألف "حركي" ممن لم يتمكنوا من الفرار.
وسترون ان الجزائر التي من اجل حريتها قدمت مليونا ونصف شهيد، ليست -غطرسةً- بأفضل من عراق العراقيين الغر الميامين.
فهل خسرنا 655 ألف شهيد؟ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وسيكون من الشرف الرفيع أن نقدم مليوني شهيد.
وهل كان صدام أصدر، وهو في سجنه، عفوا حتى عن الخونة الذين غدروا بالعراق وبأبنائه؟
حسنا. ردّوا عليه بما ينضح به صحنكم.
اعدموه، لتعدموا كل فرصة لنجاتكم وللتسامح معكم،
أرجوكم اعدموه،
هو سيظل حيا،
وسيكون أمامنا "سبتتنك" بكامله -من "الحركيين" الجدد- يتطلب التنظيف.
اعدموه لتمنحونا الشجاعة لكي نغسل كل شبر من أرض العراق بدمائكم ودماء أسيادكم.
اعدموه لكي نجعل من كل عمامة من عمائمكم ممسحة لأحذيتنا.
اعدموه ليعود العراق طاهرا من العملاء والمخانيث.
اعدموه لنبقى ككل حجر من حجارة سومر وبابل وأشور.
اعدموه ليبقى كما يبقى القديسون، وتزولون كما يزول الزَبَد.
============
لا تأسف على غدر الزمان فلطالما رقصت على جثث الأسود كلاب ...
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب..
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/525.imgcache