المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "النُّصَيْرِيَّةُ" الطائفة الكافرة ، طائفة حافظ وبشار الأسد



البصري
15-11-2006, 08:34 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين .

إخوتي المؤمنون الكرام : السلام عليكم رحمة الله وبركاته .
تعالَوا نتعَرّف على هؤلاء النصيرية الملاحدة ، طائفة حكّام سوريا، وهم فرقة من فرق الرافضة الشيعة : ـ

هم أتباع أحد وكلاء الحسن العسكرى واسمه محمد بن نُصير، والذين تسموا
فى عهد الاحتلال الفرنسى بسوريا باسم "العلويين ".
ومن كتاب "تاريخ العلويبن " لمحمد أمين غالب الطويل ، وهو نصيرى ومن
غيره من الكتب والمراجع نوجز أهم مبادئهم فيما يلى :
(1) الولاية لعلى ، زاعمين أن النبى صلى الله عليه وسلم بايعه ثلاث مرات
سرًّا ، ومرة رابعة جهرا.
(ب ) عصمة الأئمة ، لأن الخطايا رجس وقد قال الله فى أهل البيت :
"ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".
وبناء على ذلك يعتقدون أن الإمام أعلى من بعض الوجوه من الأنبياء ،
لأنهم معرضون للخطأ ولم يرد فى القرآن ما ينزههم عنه ، أما الأئمة فمعصومون
بنص القرآن.
(ج ) التقية : أو التكتم فى الدين فإخفاء عقيدتهم من كمال الإيمان.
(د) علم الباطن : فهو فى زعمهم مختص بهم ،وهم على صواب دائم فى
تفسير القرآن وعلم أسراره لأنهم معصومون.
وبناء على هذه الأصول قالوا بألوهية متحدة الحقيقة مثلثة الأجزاء فالألوهية
معنى وحقيقة ، وهو علي ، ولها اسم وحجاب ، وهو محمد، ولها باب يوصل
إليها، وهو سلمان ، فعلي رب العالمين ، والقرآن منه ، وكل نبى بعث فهو
الذى بعثه ليتكلم بلسانه ، وكان هو مع كل رسول متجسدا فى صورة وصى
له ، ويرمزون إلى هذا الثالوث برمز" ع. م. س ".
ولهم تفريعات على ذلك : فالعبادات الواردة فى القرآن بما فيها من أوامر
ونواه ، هى أسماء أماكن ، والأشهر الحُرم عندهم هى : فاطمة والحسن
والحسين وعلى ابنه ، والقيامة عندهم فى قيامة المحتجب صاحب الزمان.
والمنتسبون إلى هذا المذهب طبقات ، منهم متعلمون لا يدينون به ، لكن لا
يجدون عوضا عنه ، ومنهم الشيوخ والرؤساء المتمسكون ، ومنهم العامة
الذين يعيشون على غير هدى .

جاء في كتاب "الملل والنحل" لأبي الفتح الشهرستاني :ـ
[( النصيرية والإسحاقية :
من جملة غلاة الشيعة، ولهم جماعة ينصرون مذهبهم، ويذبون عن أصحاب مقالاتهم.
وبينهم خلاف في كيفية إطلاق اسم الإلهية على الأئمة من أهل البيت.
قالوا: ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل:
إما في جانب الخير، فكظهور جبريل عليه السلام ببعض الأشخاص، والتصور بصورة أعرابي، والتمثل بصورة البشر.
وإما في جانب الشر، فكظهور الشيطان بصورة إنسان حتى يعمل الشر بصورته، وظهور الجن بصورة بشر حتى يتكلم بلسانه، فكذلك نقول: إن الله تعالى ظهر بصورة أشخاص.
ولما لم يكن بعد رسول الله شخص أفضل من علي رضي الله عنه، (1/ 188) وبعده أولاده المخصوصون وهم خير البرية، فظهر الحق بصورتهم، ونطق بلسانهم، وأخذ بأيديهم، فمن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم، وإنما أثبتنا هذا الاختصاص لعلي رضي الله عنه دون غيره ؛لأنه كان مخصوصا بتأييد إلهي من عند الله تعالى فيما يتعلق بباطن الأسرار.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر) وعن هذا كان قتال المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقتال المنافقين إلى علي رضي الله عنه.
وعن هذا شبهه بعيسى ابن مريم عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أن يقول الناس فيك ما قالوا في عيسى ابن مريم عليه السلام لقلت فيك مقالا).
وربما أثبتوا له شركة في الرسالة ؛إذ قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فيكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله، ألا وهو خاصف النعل).
فعلم التأويل، وقتال المنافقين، ومكالمة الجن، وقلع باب خيبر لا بقوة جسدانية من أول الدليل على أن فيه جزءا إلهيا، وقوة ربانية، ويكون هو الذي ظهر الإله بصورته، وخلق بيده، وأمر بلسانه.
وعن هذا قالوا: كان موجودا قبل خلق السموات والأرض.
قال: كنا أظلة عن يمين العرش، فسبحنا، فسبحت الملائكة بتسبيحنا، فتلك الظلال، وتلك الصور التي تنبئ عن الظلال هي حقيقته، وهي مشرقة بنور الرب تعالى إشراقا لا ينفصل عنها، سواء كانت في هذا العالم أو في ذلك العالم.
وعن هذا قال علي رضي الله عنه: أنا من أحمد كالضوء من الضوء، يعني لا فرق بين النورين، إلا أن أحدهما سابق، والثاني لاحق به تال له.
قالوا: وهذا يدل على نوع من الشركة.
فالنصيرية أميل إلى تقرير الجزء الإلهي.
والإسحاقية أميل إلى تقرير الشركة في النبوة.
ولهم اختلافات كثيرة أخرى لا نذكرها)] انتهى .

وجاء في كتاب "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية :

[( النصيرية: (القائلون باستحلال الخمر وتناسخ الأرواح وقدم العالم وانكار البعث والنشور والجنة والنار فى غير الحياة الدنيا،، وبأن الصلوات الخمس عبارة عن خمسة أسماء وهى علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة فذكر هذه الأسماء الخمسة على رأيهم يجزئهم عن الغسل من الجنابة والوضوء وبقية شروط الصلوات الخمسة وواجباتها،، وبان الصيام عندهم عبارة عن اسم ثلاثين رجلا واسم ثلاثين امرأة يعدونهم فى كتبهم ويضيق هذا الموضع عن ابرازهم ،، وبان إلههم الذى خلق السماوات والأرض هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو عندهم الاله فى السماء والامام فى الأرض فكانت الحكمة فى ظهور اللاهوت بهذا الناسوت على رأيهم ان يؤنس خلقه وعبيده ليعلمهم كيف يعرفونه ويعبدونه
وبأن النصيري عندهم لا يصير نصيريا مؤمنا يجالسونه ويشربون معه الخمر ويطلعونه على أسرارهم ويزوجونه من نسائهم حتى يخاطبه معلمه وحقيقة الخطاب عندهم ان يحلفوه على كتمان دينه ومعرفة مشايخه وأكابر أهل مذهبه وعلى أن لا ينصح مسلما ولا غيره إلا من كان من أهل دينه وعلى أن يعرف ربه وإمامه بظهوره فى أنواره وأدواره فيعرف انتقال الاسم والمعنى فى كل حين وزمان فالاسم عندهم فى أول الناس آدم والمعنى هو شيث والاسم يعقوب والمعنى هو يوسف ويستدلون على هذه الصورة كما يزعمون بما فى القرآن العظيم حكاية عن يعقوب ويوسف عليهما الصلاة والسلام فيقولون اما يعقوب فانه كان الاسم فما قدر ان يتعدى منزلته فقال {سوف أستغفر لكم ربى} وأما يوسف فكان المعنى المطلوب فقال {لاتثريب عليكم اليوم} فلم يعلق الأمر بغيره لأنه علم أنه الاله المتصرف ويجعلون موسى هو الاسم ويوشع هو المعنى ويقولون يوشع ردت له الشمس لما أمرها فأطاعت أمره وهل ترد الشمس الا لربها ويجعلون سليمان هو الأسم وآصف هو المعنى القادر المقتدر ويقولون سليمان عجز عن احضار عرش بلقيس وقدر عليه آصف لأن سليمان كان الصورة وآصف كان المعنى القادر المقتدر وقد قال قائلهم
هابيل شيث يوسف يوشع *
آصف شمعون الصفا حيدر *
ويعدون الأنبياء والمرسلين واحدا واحدا على هذا النمط إلى زمن رسول الله فيقولون محمد هو الاسم وعلي هو المعنى ويوصلون العدد على هذا الترتيب فى كل زمان إلى وقتنا هذا فمن حقيقة الخطاب فى الدين عندهم ان عليا هو الرب وان محمدا هو الحجاب وان سلمان هو الباب وانشد بعض أكابر رؤسائهم وفضلائهم لنفسه فى شهور سنة سبعمائة فقال
أشهد أن لا إله إلا *
حيدرة الأنزع البطين *
ولا حجاب عليه إلا *
محمد الصادق الأمين *
ولا طريق إليه الا *
سلمان ذوالقوة المتين *
ويقولون ان ذلك على هذا الترتيب لم يزل ولا يزال وكذلك الخمسة الايتام والاثناعشر نقيبا وأسماؤهم مشهورة عندهم ومعلومة من كتبهم الخبيثة وأنهم لا يزالون يظهرون مع الرب والحجاب والباب فى كل كور ودور ابدا سرمدا على الدوام والاستمرار ويقولون ان ابليس الأبالسة هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويليه فى رتبة الأبليسية أبو بكر رضى الله عنه ثم عثمان رضى الله عنهم اجمعين وشرفهم وأعلى رتبهم عن أقوال الملحدين وانتحال أنواع الضالين والمفسدين فلا يزالون موجودين فى كل وقت دائما حسبما ذكر من الترتيب ولمذاهبهم الفاسدة شعب وتفاصيل ترجع إلى هذه الأصول المذكورة
وهذه الطائفة الملعونة استولت على جانب كبير من بلاد الشام (وهم) معروفون مشهورون متظاهرون بهذا المذهب وقد حقق أحوالهم كل من خالطهم وعرفهم من عقلاء المسلمين وعلمائهم ومن عامة الناس أيضا فى هذا الزمان لأن أحوالهم كانت مستورة عن أكثر الناس وقت استيلاء الافرنج المخذولين على البلاد الساحلية فلما جاءت أيام الاسلام انكشف حالهم وظهر ضلالهم والابتلاء بهم كثير جدا .

فهل يجوز لمسلم ان يزوجهم او يتزوج منهم وهل يحل أكل ذبائحهم والحالة هذه أم لا وما حكم الجبن المعمول من انفحة ذبيحتهم وما حكم أوانيهم وملابسهم وهل يجوز دفنهم بين المسلمين أم لا وهل يجوز استخدامهم فى ثغور المسلمين وتسليمها اليهم ام يجب على ولي الأمر قطعهم واستخدام غيرهم من رجال المسلمين الكفاة وهل يأثم اذا اخر طردهم ام يجوز له التمهل مع ان في عزمه ذلك واذا استخدمهم وأقطعهم أو لم يقطعهم هل يجوز له صرف أموال بيت المال عليهم واذا صرفها وتأخر لبعضهم بقية من معلومه المسمى فأخره ولى الأمر عنه وصرفه على غيره من المسلمين أو المستحقين أو أرصده لذلك هل يجوز له فعل هذه الصور أم يجب عليه وهل دماء النصيرية المذكورين مباحة وأموالهم حلال أم لا واذا جاهدهم ولي الأمر أيده الله تعالى باخماد باطلهم وقطعهم من حصون المسلمين وحذر أهل الاسلام من مناكحتهم وأكل ذبائحهم وألزمهم بالصوم والصلاة ومنعهم من اظهار دينهم الباطل وهم الذين يلونه من الكفار هل ذلك أفضل وأكثر أجرا من التصدى والترصد لقتال التتارفى بلادهم وهدم بلاد سيس وديار الافرنج على أهلها ام هذا أفضل من كونه يجاهد النصيرية المذكورين مرابطا ويكون أجر من رابط في الثغور على ساحل البحر خشية قصد الفرنج أكبر أم هذا أكبر أجرا وهل يجب على من عرف المذكورين ومذاهبهم ان يشهر أمرهم ويساعد على ابطال باطلهم واظهار الاسلام بينهم فلعل الله تعالى أن يهدي بعضهم إلى الاسلام وان يجعل من ذريتهم واولادهم مسلمين بعد خروجهم من ذلك الكفر العظيم ام يجوز التغافل عنهم والاهمال وما قدر المجتهد على ذلك والمجاهد فيه والمرابط له والملازم عليه ولتبسطوا القول فى ذلك مثابين مأجورين إن شاء الله تعالى انه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل
فأجاب شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الحمد لله رب العالمين هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر اصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم فان هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهى ولا ثواب ولاعقاب ولا جنة ولا نار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولا بملة من الملل السالفة بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين يتأولونه على أمور
يفترونها يدعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكر من السائل ومن غير هذا الجنس فإنه ليس لهم حد محدود فيما يدعونه من الالحاد فى أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه إذ مقصودهم انكار الايمان وشرائع الاسلام بكل طريق مع التظاهر بأن لهذه الأمور حقائق يعرفونها من جنس ما ذكر السائل ومن جنس قولهم: إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم،، و الصيام المفروض كتمان أسرارهم ،، وحج البيت العتيق زيارة شيوخهم،، وان يدا أبى لهب) هما ابو بكر وعمر،، وان (النبأ العظيم) والامام المبين هو علي بن أبى طالب .
ولهم فى معاداة الاسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة فاذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين كما قتلوا مرة الحُجاج والقوهم فى بئر زمزم وأخذوا مرة الحجر الأسود وبقى عندهم مدة وقتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم مالا يحصى عدده الا الله تعالى وصنفوا كتبا كثيرة مما ذكره السائل وغيره وصنف علماء المسلمين كتبا فى كشف أسرارهم وهتك أستارهم وبينوا فيها ما هم عليه من الكفر والزندقة والالحاد الذى هم به اكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الاصنام وما ذكره السائل فى وصفهم قليل من الكثير الذى يعرفه العلماء فى وصفهم .
ومن المعلوم عندنا ان السواحل الشامية انما استولى عليها النصارى من جهة النصيرية ، وهم دائما مع كل عدو للمسلمين فهم مع النصارى على المسلمين .
ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار النصارى بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ومن اعظم اعيادهم اذا استولى والعياذ بالله تعالى النصارى على ثغور المسلمين فان ثغور المسلمين مازالت بايدى المسلمين حتى جزيرة قبرص يسر الله فتحها عن قريب وفتحها المسلمون فى خلافة امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فتحها معاوية بن ابى سفيان إلى اثناء المائة الرابعة
فهؤلاء المحادون لله ورسوله كثروا حينئذ بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره فان احوالهم كانت من اعظم الاسباب فى ذلك ثم لما اقام الله ملوك المسلمين المجاهدين فى سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد وصلاح الدين واتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى وممن كان بها منهم وفتحوا ايضا ارض مصر فانهم كانوا مستولين عليها نحو مائتى سنة واتفقوا هم والنصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الاسلام بالديار المصرية والشامية
ثم ان التتار ما دخلوا بلاد الاسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين الا بمعاونتهم ومؤازرتهم فإن منجم هولاكو الذى كان وزيرهم وهو "النصير الطوسى" كان وزيرا لهم بالالموت وهو الذى أمر بقتل الخليفة وبولاية هؤلاء .
ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يسمون : الملاحدة ، وتارة يسمون القرامطة ، وتارة يسمون الباطنية ، وتارة يسمون الاسماعيلية ، وتارة يسمون النصيرية ، وتارة يسمون الخرمية ، وتارة يسمون المحمرة .. وهذه الاسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض اصنافهم كما ان الاسلام والايمان يعم المسلمين ولبعضهم اسم يخصه اما لنسب واما لمذهب واما لبلد واما لغير ذلك وشرح مقاصدهم يطول وهم كما قال العلماء فيهم ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض وحقيقة أمرهم انهم لا يؤمنون بنبى من الانبياء والمرسلين لا بنوح ولا ابراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ولا بشيء من كتب الله المنزلة لا التوراة ولا الانجيل ولا القرآن ولا يقرون بأن للعالم خالقا خلقه ولا بأن له دينا امر به ولا ان له دارا يجزى الناس فيها على اعمالهم غير هذه الدار .
وهم تارة يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة الطبيعيين او الآلهيين وتارة يبنونه على قول المجوس الذين يعبدون النور ويضمون إلى ذلك الرفض
ويحتجون لذلك من كلام النبوات اما بقول مكذوب ينقلونه كما ينقلون عن النبي انه قال (اول ما خلق الله العقل) والحديث موضوع باتفاق اهل العلم بالحديث ولفظه (ان الله لما خلق العقل فقال له اقبل فاقبل فقال له ادبر فادبر ،، فيحرفون لفظه فيقولون (اول ما خلق الله العقل ) ليوافقوا قول المتفلسفة اتباع ارسطو فى ان اول الصادرات عن واجب الوجود هو العقل واما بلفظ ثابت عن النبى فيحرفونه عن مواضعه كما يصنع اصحاب (رسائل اخوان الصفا ، ونحوهم فانهم من ائمتهم
وقد دخل كثير من باطلهم على كثير من المسلمين وراج عليهم حتى صار ذلك فى كتب طوائف من المنتسبين إلى العلم والدين وان كانوا لا يوافقونهم على اصل كفرهم فان هؤلاء لهم فى اظهار دعوتهم الملعونة التى يسمونها "الدعوة الهادية" درجات متعددة ويسمون النهاية البلاغ الاكبر والناموس الاعظم ومضمون البلاغ الاكبر جحد الخالق تعالى والاستهزاء به وبمن يقر به حتى قد يكتب أحدهم اسم الله فى أسفل رجله وفيه ايضا جحد شرائعه ودينه وما جاء به الانبياء ودعوى انهم كانوا من جنسهم طالبين للرئاسة فمنهم من احسن فى طلبها ومنهم من اساء فى
طلبها حتى قتل ويجعلون محمدا وموسى من القسم الاول ويجعلون المسيح من القسم الثاني وفيه من الاستهزاء بالصلاة والزكاة والصوم والحج ومن تحليل نكاح ذوات المحارم وسائر الفواحش ما يطول وصفه ولهم اشارات ومخاطبات يعرف بها بعضهم بعضا وهم اذا كانوا فى بلاد المسلمين التى يكثر فيها اهل الايمان فقد يخفون على من لا يعرفهم واما اذا كثروا فانه يعرفهم عامة الناس فضلا عن خاصتهم.
وقد إتفق علماء المسلمين على ان هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ولا يجوز ان ينكح الرجل مولاته منهم ولا يتزوج منهم امرأة ولا تباح ذبائحهم .
وأما الجبن المعمول بانفحتهم ففيه قولان مشهوران للعلماء كسائر انفحة الميتة وكأنفحة ذبيحة المجوس وذبيحة الفرنج الذين يقال عنهم انهم لا يذكون الذبائح فمذهب ابى حنيفة واحمد فى احدى الروايتين انه يحل هذا الجبن لان انفحة الميتة طاهرة على هذا القول لان الانفحة لاتموت بموت البهيمة وملاقاة الوعاء النجس فى الباطن لا ينجس ومذهب مالك والشافعى واحمد فى الرواية الاخرى ان هذا الجبن نجس لان الانفحة عند هؤلاء نجسة لان لبن الميتة وانفحتها عندهم نجس ومن لا تؤكل ذبيحته فذبيحته كالميتة وكل من اصحاب القولين يحتج بآثار ينقلها عن الصحابة فاصحاب القول الاول نقلوا انهم اكلوا جبن المجوس واصحاب القول الثانى نقلوا انهم اكلوا ما كانوا يظنون انه من جبن النصارى فهذه مسالة اجتهاد للمقلد ان يقلد من يفتى بأحد القولين .
وأماأوانيهم وملابسهم فكأواني المجوس وملابس المجوس على ما عرف من مذاهب الائمة والصحيح فى ذلك ان اوانيهم لا تستعمل الا بعد غسلها فان ذبائحهم ميتة فلابد ان يصيب اوانيهم المستعملة ما يطبخونه من ذبائحهم فتنجس بذلك فاما الآنية التى لا يغلب على الظن وصول النجاسة اليها فتستعمل من غير غسل كآنية اللبن التى لا يضعون فيها طبيخهم او يغسلونها قبل وضع اللبن فيها وقد توضأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من جرة نصرانية فما شك فى نجاسته لم يحكم بنجاسته بالشك
ولا يجوز دفنهم فى مقابر المسلمين ولا يصلى على من مات منهم فان الله سبحانه وتعالى نهى نبيه عن الصلاة على المنافقين كعبد الله بن ابي ونحوه وكانوا يتظاهرون بالصلاة والزكاة والصيام والجهاد مع المسلمين ولا يظهرون مقالة تخالف دين الاسلام لكن يسرون ذلك فقال الله {ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} فكيف بهؤلاء الذين هم مع الزندقة والنفاق يظهرون الكفر والالحاد .
وأما استخدام مثل هؤلاء فى ثغور المسلمين او حصونهم او جندهم فانه من الكبائر وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعى الغنم فانهم من اغش الناس
للمسلمين ولولاة امورهم وهم احرص الناس على فساد المملكة والدولة وهم شر من المخامر الذى يكون فى العسكر فان المخامر قد يكون له غرض اما مع امير العسكر واما مع العدو وهؤلاء مع الملة ونبيها ودينها وملوكها وعلمائها وعامتها وخاصتها وهم احرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى افساد الجند على ولي الامر واخراجهم عن طاعته
والواجب على ولاة الامور قطعهم من دواوين المقاتلة فلا يتركون فى ثغر ولا فى غير ثغر فان ضررهم فى الثغر اشد وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المامونين على دين الاسلام وعلى النصح لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم بل اذا كان ولي الامر لا يستخدم من يغشه وان كان مسلما فكيف بمن يغش المسلمين كلهم
ولا يجوز له تاخير هذا الواجب مع القدرة عليه بل اي وقت قدر على الاستبدال بهم وجب عليه ذلك
وأما اذا استخدموا وعملوا العمل المشروط عليهم فلهم اما المسمى واما اجرة المثل لانهم عوقدوا على ذلك فان كان العقد صحيحا وجب المسمى وان كان فاسدا وجبت اجرة المثل وان لم يكن استخدامهم من جنس الاجارة اللازمة فهي من جنس الجعالة الجائزة لكن هؤلاء لا يجوز استخدامهم فالعقد عقد فاسد فلا يستحقون الا قيمة عملهم فان لم يكونوا عملوا عملا له قيمة فلا شيء لهم لكن دماؤهم واموالهم مباحة .
وإذا أظهروا التوبة ففى قبولها منهم نزاع بين العلماء فمن قبل توبتهم اذا التزموا شريعة الاسلام اقر اموالهم عليهم ومن لم يقبلها لم تنقل إلى ورثتهم من جنسهم فان مالهم يكون فيئا لبيت المال لكن هؤلاء اذا اخذوا فانهم يظهرون التوبة لان اصل مذهبهم التقية وكتمان امرهم وفيهم من يعرف وفيهم من قد لا يعرف فالطريق فى ذلك ان يحتاط فى امرهم فلا يتركون مجتمعين ولا يمكنون من حمل السلاح ولا أن يكونوا من المقاتلة ويلزمون شرائع الاسلام من الصلوات الخمس وقراءة القرآن ويترك بينهم من يعلمهم دين الاسلام ويحال بينهم وبين معلمهم .
فإن ابا بكر الصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة لما ظهروا على اهل الردة وجاءوا إليه قال لهم الصديق إختاروا اما الحرب المجلية واما السلم المخزية قالوا يا خليفة رسول الله هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية قال تَدُوْنَ قتلانا ولا نَدِى قتلاكم وتشهدون ان قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار ونقسم ما أصبنا من اموالكم وتردون ما اصبتم من اموالنا وتنزع منكم الحلقة والسلاح وتمنعون من ركوب
(ص 158)
الخيل وتتركون تتبعون أذناب الابل حتى يرى الله خليفة رسوله والمؤمنين أمرا بعد ردتكم فوافقه الصحابة على ذلك إلا فى تضمين قتلى المسلمين فان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له هؤلاء قتلوا فى سبيل الله فأجورهم على الله يعنى هم شهداء فلا دية لهم فاتفقوا على قول عمر في ذلك
وهذا الذى اتفق الصحابة عليه هو مذهب ائمة العلماء والذى تنازعوا فيه تنازع فيه العلماء فمذهب اكثرهم ان من قتله المرتدون المجتمعون المحاربون لا يضمن كما اتفقوا عليه آخرا وهو مذهب ابى حنيفة واحمد فى إحدى الروايتين ومذهب الشافعى واحمد فى الرواية الاخرى هو القول الاول فهذا الذى فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودهم إلى الاسلام يفعل بمن اظهر الاسلام والتهمة ظاهرة فيه فيمنع ان يكون من أهل الخيل والسلاح والدرع التى تلبسها المقاتلة ولا يترك فى الجند من يكون يهوديا ولا نصرانيا ويلزمون شرائع الاسلام حتى يظهر ما يفعلونه من خير او شر ومن كان من ائمة ضلالهم واظهر التوبة اخرج عنهم وسير إلى بلاد المسلمين التى ليس لهم فيها ظهور فاما ان يهديه الله تعالى واما ان يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين ولا ريب ان جهاد هؤلاء واقامة الحدود عليهم من اعظم الطاعات واكبر الواجبات وهو افضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين واهل الكتاب فان جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من اهل الكتاب فان جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين وان يدخل فيه من اراد الخروج عنه وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين واهل الكتاب من زيادة اظهار الدين وحفظ رأس المال مقدم على الربح
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين اعظم من ضرر اولئك بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين واهل الكتاب وضررهم فى الدين على كثير من الناس اشد من ضرر المحاربين من المشركين واهل الكتاب
ويجب على كل مسلم ان يقوم فى ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لاحد ان يكتم ما يعرفه من أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لاحد ان يعاونهم على بقائهم فى الجند والمستخدمين ولا يحل لاحد السكوت عن القيام عليهم بما امر الله به ورسوله ولا يحل لاحد ان ينهى عن القيام بما امر الله به ورسوله فان هذا من اعظم ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد فى سبيل الله تعالى وقد قال الله تعالى لنبيه {يا ايها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين .
والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الامكان له من الاجر والثواب مالا يعلمه الا الله تعالى فان المقصود بالقصد الاول هو هدايتهم كما قال الله تعالى {كنتم خير امة اخرجت للناس} قال ابو هريرة كنتم خير الناس للناس تاتون بهم فى القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الاسلام فالمقصود بالجهاد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الامكان فمن هداه الله سعد فى الدنيا والاخرة ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره
ومعلوم ان الجهاد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر هو افضل الاعمال كما قال (رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله تعالى (وفى الصحيح عنه انه قال (ان فى الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الارض أعدها الله عز وجل للمجاهدين فى سبيله (وقال (رباط يوم وليلة فى سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه (ومن مات مرابطا مات مجاهدا وجرى عليه عمله واجرى عليه رزقه من الجنة وأمن الفتنة والجهاد افضل من الحج والعمرة كما قال تعالى {اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم} والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .]) انتهى .

القعقاع المسلم
19-11-2006, 04:00 PM
بارك الله بك أخي العزيز على هذا الطرح الجميل