الكاسر الفلسطيني
08-11-2006, 06:38 PM
صدام واليهود وبابل بدايات ونهايات!!
(أم الحكايات)
شبكة البصرة
عبد الجبار سعد
(سهيل اليماني)
منذ حين " وبنو إسرائيل " يقرأون في كتبهم أن رجلاً من نسل إسماعيل يخرج من" بابل" سيزيل ملكهم بأرض الشام.. ظلوا يفتشون عن الرجل طوال كل العصور.. ولم يفلحوا في العثور عليه قال قائلهم يا قوم عـمَّ تفتشون؟ قالوا نفتش عن هذا الرجل الذي سيدمر ملكنا بأرض الشام !! قال لهم الرجل ومتى كان لكم ملك بأرض الشام حتى يدمره وقد انتهى ذلك الملك منذ (نبوخذ بختنصر) ولم يعد حتى الآن؟! قالوا له ولكننا نقرأ أن هذا الملك سيعود قال لهم الرجل وأنا أقرأ معكم أن هذا الملك سيعود.. قالوا فما المشكلة إذن قال المشكلة أنكم تضعون العربة أمام الحصان كي تجره بدل أن تضعوها خلفه كي يجرها.. قالوا فكيف إذن؟.. قال لهم نعمل على استعادة هذا الملك المفقود ! قالوا صدقت فلنعمل إذن..
من هنا بدأت الحكاية.. وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.. واجتمع حكماء صهيون ووضعوا مخططهم الجهنمي لاستلاب العالم وإيجاد مملكة (يا هو) على الأرض.. اجل..
(من هنا بدأت الحكاية)
*******
جاء رجلُُ ُ اسمه (تبودور هرتزل) إلى الخليفة العثماني النبيل السلطان عبد الحميد.. وقال له يا حضرة السلطان المعظم.. إننا معشر يهود مدينون لك ولدولتك العظمى بالحماية والإيواء بعد أن اذاقنا النصارى مرارة العيش وشردونا وضيقوا علينا معايشنا ووجدنا في كنفكم الكريم كل رعاية وتكريم.. وإننا يا حضرة السلطان نعلم أن دولتك الكريمة تعاني بعض العجز في نفقاتها وقد ادخرنا لمثل هذا اليوم بعض المال كي نحظى بشرف خدمة هذه الإمبراطورية..
إننا يا حضرة السلطان قد جمعنا مائة وخمسين مليون ليره ذهبيه أحببنا أن تكون رسلنا إليك لتعبر عما نكنه من تقدير لدولتكم ولجلالتكم..
قال لهم السلطان " عبد الحميد " وماذا تريدون منيِّ بالمقابل؟ قال هرتزل.. لا شيء غير كرمكم يا حضرة السلطان المعظم إن اليهودي لن يشعر بالراحة والاطمئنان حتى يضع يده على المحراث.. فلو تكرم صاحب العظمة الذي أمد الله سلطانه على ثلاث قارات أن يمنحنا قطعة أرض في فلسطين لتكون لليهود مأوى ومثوى..
وهاهنا زمجر السلطان وفتل شاربه.. وقال ياسـيد هرتزل لا حاجة لي ولا للخلافة بهذه العطية التي حملت لنا خبرها كما أنني لن أمنحكم ما تريدونه من أرض المسلمين حتى لو جئتموني بملء الأرض ذهباً فضلاً عن مائة وخمسين مليون ليره ذهبيه.. يا سيد هرتزل إن آبائي وأجدادي من سلاطين بني عثمان قد خدموا هذه الأمة وخدموا دينهم بكرامة وشرف وإنني على نفس الطريق سأخدم هذا الدين العظيم ولن أدنس شرف آبائي وأجدادي..
خرج " هرتزل " مكسوف الخاطر من لدن السلطان العثماني.. ودخل السلطان عبد الحميد إلى خلوته وكتب في مذكراته.
إن " هرتزل " يعتقد أنني من الغباء إلى درجة التصديق أن اليهودي يرغب في وضع يده على المحراث إن مطامع اليهود لن تقف عند حد فيما إذا ســُمح لهم بامتلاك أرض سيضعون يدهم على أرض الخلافة بكاملها..
بعد حين تلقى السلطان عبد الحميد إخطاراً ينبؤهُ أن اليهود سيعملون على إنهاء الخلافة الإسلامية.. والإطاحة به وسيستخدمون ذلك المال من أجل هذه الغاية.. وهكذا كان..
كتب في رسالته إلى شيخه المربي شيخ الطريقه العلية الصوفية الشاذلية بعد حين من ذلك التاريخ وبعد الإطاحة به وعزله.. كتب لشيخه بكل ذلك وأرفق له مذكراته قال لقد أعلموني أنهم سيفعلون ذلك بي فحمدت الله وقلت.. " ليفعل الله ما يشاء ولن أحيد عن موقفي ولن أدنس شرف آبائي العظام..
*******
قسموا الإمبراطورية العثمانية على دول أوربا وسموها (تركة الرجل المريض).. اعدوا العدة .. زوروا أبطالاً.. أطاحوا بالخلافة وبالخليفة.. أصبح السلطان عبد الحميد الرجل الفاضل.. العالم الحكيم الشجاع الولي الطاهر أصبح هذا الرجل (أسوأ رجل في العالم) هكذا أراد اليهود وهكذا حققوا مشيئتهم وتناقل المسلمون والعرب ما يرددونه كالببغاوات تماماً كما يفعلون مع صدام اليوم.. قالوا الكثير عن جواريه وغلمانه.. وقالوا إنه كان يتســلى بالنظر إلى خصومه.. كيف تتخطفهم الأسود داخل قصره وهو يلقيهم طعمة لهم.. وقالوا أنه كان يلقى بخصومه من أعالي الجبال.. وقالوا تماماً مثلما قالوا عن صدام.. (أما ذلك فلأنه منعهم من فلسطين وأما هذا فلأنه هدَّد وجودهم فيها).
****
قال لهم هرتزل يا معشر يهود أبشروا فإن دولتكم الموعوده ستقوم على أرض فلسطين بعد خمسة أعوام أو بعد خمسة عشر عاماً أو بعد خمسين عاماً.. كان ذلك عام (1898م).
قالوا له كيف ذلك؟ قال لهم هذه علومنا فلا تسألوا كيف ولكن اعملوا ما عليكم عمله وضعوا هذه البروتوكولات نصب أعينكم حيثما كنتم فإذا ما عملتم على تحقيقها كلُُ في موقعه ووفقاً لإمكاناته فسيكون ذلك سبباً للتحقيق وكلما تسارعت الخطى كلما اقترب الوعد الحق وكلما تباطأت الخطى كان ذلك سبباً للتأخير ولكنه لن يتأخر عن الخمسين عاماً.. فـأسرعوا.. ولا تجانبوا الحكمة في التنفيذ ابتغاء تقريب الهدف فقد يكون ذلك محبطاً للهدف أصلاً..
وقامت بعد الخمسين عاماً دولة " إسرائيل " ووضعوا في علمهم نجمة داؤود بين خطين أزرقين يشيران إلى نهري النيل والفرات وبينهما ملك داؤود..
ومنذ ذلك الحين وعيونهم صوب " بابل " يرقبون الرجل البابلي من نسل إسماعيل الذي سيهدم ملكهم.. ظهر رجل له نفس الأوصاف وحروف اسمه هي نفس الأحرف التي يقرأونها في كتبهم قالوا إنه. هو !! هو !! قال بعضهم ليس هو !! قالوا بل هو هو قالوا أبداً ليس هو!! وظلوا يتجاذبون العلم ولكنهم لم يكفوا عن العمل للفتك به المرة بعد المرة فلم يفلحوا حتى سمعوا ذات يوم صوتاً يجلجل.. ويقول " لئن ضربت إسرائيل أية دولة عربيه فسوف نحرق ثلثيها بالنار "
اجتمع المختصمون.. واتفق المتجادلون.. وقالوا كلهم إنه هو !! هو!! قالوا جميعاً أجل هو!! هو !!
قالوا فما العمل قالوا نحشد له الدنيا كلها فيستأصلون شأفته و يذهبون ملكه.. ويجتثونه من ظهر الأرض.
*******
كتب " نتيناهو " كتاباً.. قال فيه سنضرب العراق وسنحقق وصايا الرب في التوراة " بأن ندمر أرض بابل حتى لا يبقى فيها إلا الجرذان والغربان وحتى لا يبقى فيها مكانُُ لأعرابي كي يربط ناقته "
قال نتنياهو في كتابه سنفعل ذلك حتى لا يتجرأ أحدٌ بعد " صدام " على ضرب إسرائيل بالصواريخ..
ضحكت الأقدار..
*******
جاء معشر من يهود المدينة إلى سيدنا محمد رسول الله e وسألوه من الذي يتنزل عليك بالوحي من الملائكة؟ قال لهم e إنه جبريل عليه السلام فصاحوا صيحة واحدةً نكراء إنه جبريل !! ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل والله لا نؤمن لك.. لو كان غير جبريل لآمنا برسالتك ثم انصرفوا و أوحى الله إلى نبيه عليه الصلاة والسلام (قل من كان عدواً لجبريلَ فإنهُ نزلهُ على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فأن الله عدوُّ ُ للكافرين) ..
وتبسم رسول الله e وهو يعلم من رب العزة قصة يهود مع جبريل.
*******
كانوا يقرؤون في كتبهم أن "نبو خذ بخت نصر" الملك الآشوري سيهدم ملكهم وكان عندهم جميع أوصافه ، فتشوا كيف يتخلصون منه علموا من علومهم انه لا يمكن التخلص من هذا الرجل إلا من خلال (رجل معلوم) ليس غيره وهو وحده الذي كتب الله أن يقتل ذلك الملك إن شاء ، ذهبوا إلى الرجل فنهض لتنفيذ المهمة التي فيها حياة معشر يهود أجمعين... أعدّ العدة وتجهز ، ثم خرج قاصداً ملك الآشوريين ، فقابله في الطريق غلام وسأله إلى أين يا عماه؟ قال الرجل سنذهب نحو هذا الرجل الذي نجد انه سيهدم ملكنا قال له الغلام: يا عماه إن كان هو.. هو..فلن تسلط عليه وان لم يكن هو فلا خير لك في قتله.. قلّب الرجل كلمات الغلام فقال في نفسه كيف خفيت هذه الحكمة على كل أولئك الرجال من معشر يهود ثم رجع إلى بيته وكأن شيئاً لم يكن.. لم يرُعْهُم إلا ملك الآشوريين وقد هدم ملكهم وسبى نساءهم وأسر رجالهم بعد ما قتل ما قتل منهم.
الذين بقوا على قيد الحياة بدأوا يتهامسون وهم في أسر ملك آشور يرسفون في الأغلال : ألم نكن قد بعثنا من يخلصنا منه قالوا:أجل قالوا: فما الذي حدث؟ قالوا لهم بقصة الرجل والغلام مع الحكاية كلها ، ثم علموا أن ذلك الغلام الذي تمثل للرجل وهو في طريقه لتنفيذ المهمة كان هو (جبريل عليه السلام).. ومن أجل ذلك أصبح جبريل عدوهم الألد..
وهكذا كان.. وهكذا يكون.. وهكذا سيكون.. الأمر لمعشر اليهود !!
*******
قال أحد الحاخامات.. يا قوم تعلمون أن دولة إسرائيل كلها.. هي دولة الباطل..إنها ضد إرادة الله.. إن الله كتب علينا التشرد في الأرض عقوبةً لنا على خطايانا ولن نجتمع إلا بعودة المسيح عليه السلام وستكون دولته هي دولتنا.. دولة الحق.. قالوا له دعـْك من هذه الأساطير..
قال لهم: إن كان ولا بد فلا تفسدوا يا قوم ولا تقتلوا أبناء العرب والمسلمين.. ولا تشردوهم من أرضهم.. قالوا له أيها الأحمق إن لم نقتلهم وإن لم نشردهم فكيف سنعيش وكيف ستكون لنا دولة.. قال أيها الناس.. الحق أٌقول لكم.. إن كل شيء يحيى بالماء إلا شيء واحد فإنه لا يحيى إلا بالدماء قال له الناس.. وما هو هذا الشيء؟
قال لهم " الصهيونية ".. ثم التفت إلى اليهود فقال لهم احذروا الصهيونية.. والتفت إلى سائر الناس وقال لهم احذروا " الصهيونية "*
*******
قال ذلك الحاخام.. وقد رآهم يعدون العدة لضرب " بابل " و اجتثاث ملكها الذي سيدمر دولة إسرائيل إلى أين أيها القوم؟ قالوا ذاهبون لتدمير بابل وقتل ملكها.. قال لهم.. هل تحققتم أنه هو.. هو؟ قالوا نعم.. قال إذن فلن تظفروا به.. قالوا له دعْنا من هذه الأساطير..قال لهم والله الذي لا إله إلا هو إن كتبكم التي دلتكم عليه تنبؤكم أنكم لن تظفروا به إن كان هو.. هو.. ولكنكم ستوفرون له الحجة كي ينجز مهمته..
قالوا ولكننا نقرأ في كتبنا أننا سندمر بابل وسنتركها للبوم والغربان قال: اجل تلك حقيقة ستفعلونها وهي مقدمة الهلاك.. قالوا : من سيهلكنا؟ قال لهم : سيهلككم ملك بابل قالوا : ماذا سيبقى له كي يهلكنا به بعد أن دمرنا جيشه وسلاحه ومصانعه ومنشآته لم يبق إلا آثار الحرائق قال لهم فأين العقول التي صنعت له تلك الأسلحة والمنشآت قالوا شردنا بعضهم وحبسنا بعضهم والبقية تحت السيطرة ولم نقتل إلا القليل مما لا خير لنا في حياته.. قال لهم الرجل.. هل تحققتم أن من تتحدثون عنهم هم كل ما عنده من عقول؟ قالوا بحسب الظاهر نعم !! قال لهم تباًّ لكم أيها الحمقى.. ومتى كانت حقيقته ظاهره وقد وظفتم كل خبراء العالم ومفتشيهم واستخباراتهم وأقمارهم الصناعية وطائراتهم الاستكشافية ولم تعلموا غير ما أعلمكم به هو أيها الحمقى.
أيها الحمقى تباًّ لكم ثم تباًّ لكم.. فاعلموا إذن انه لو لم يبق له إلا عقل واحد من هذه العقول التي تعلمونها أو لا تعلمونها لحقق الله به المشيئة..ألم يقل الله لكم في كتابكم..(و في اخر مملكتهم عند تمام المعاصي يقوم ملك جافي الوجه و فاهم الحيل 8: 24 و تعظم قوته و لكن ليس بقوته يُهلك عجبا و ينجح و يفعل و يبيد العظماء و شعب القديسين 8: 25 و بحذاقته ينجح ايضا المكر في يده و يتعظم بقلبه و في الاطمئنان يهلك كثيرين و يقوم على رئيس الرؤساء و بلا يد ينكسر 8: 26 فرؤيا المساء و الصباح التي قيلت هي حق اما انت فاكتم الرؤيا لانها الى ايام كثيرة 8: 27
قالوا سنقتله قال : لن تصلوا إليه.. قالوا قد وصلنا
همهموا.. دمدموا.. تمتموا.. وما قالوا شيئاً قال لهم ألم تجدوا في كتبكم انه إذا تم سقوط عاصمة ملكه فستسقطون بعده قالوا: أجل قال : فلم أسقطتموها؟ قالوا لقد أسقطها هو في أيدينا قال لهم ساخراً : ففرحتم بذلك كما فرح هو؟!! قالوا أجل قال : تباً لكم لقد كان يقرؤكم كما تقرؤونه فسهل لكم الوصول إلى عاصمة ملكه وظل يغريكم بها ويستدرجكم إليها ويمنيكم بها ويتوقع وصولكم إليها ألفينه بعد الأخرى حتى أوقعكم فيها بعد ثلاثة عشر عاماً من عناء الرجال كي تتحقق النبوءة التي تعلمونها من قبله فدخلتموها فانتظروا الهلاك على يديه إذن !!.
قال شارون: نصحت "بوش" الكبير أن يدخل بغداد فلم يدخلها ونصحت "بوش" الصغير ألا يدخلها فدخلها قال لهم صاحبهم : الحق أقول لكم لقد دخل ملك "بابل" عليكم بيت المقدس إذن فانتظروا الواقعة..
*******
أُُُسقط في أيديهم وبدأوا يحملقون بعضهم في وجوه بعض ثم سمعوا صوت ملك "بابل" من جديد يزمجر ويقول:
عاشت فلسطين حرةً عربيةً من البحر إلى النهر..
عاش العراق..
والله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
وليخسأ الخاسئون.
*******
قالوا قدوصلناه وأسرنا ه وحاكمناه.. وأدناه وسنقتله.. قال لهم صاحبهم سننتظر وإن غدالناظره قريب
*******
لأم الحكايات هوامش كثار.. لا ندري هل يسعفنا القدر بسردها بعد هذا أم في أصلها الكفاية؟.. سنتظر المشئية إذن.. (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ) صدق الله العظيم
suhailyamany@yahoo.com
شبكة البصرة
الاربعاء 17 شوال 1427 / 8 تشرين الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
(أم الحكايات)
شبكة البصرة
عبد الجبار سعد
(سهيل اليماني)
منذ حين " وبنو إسرائيل " يقرأون في كتبهم أن رجلاً من نسل إسماعيل يخرج من" بابل" سيزيل ملكهم بأرض الشام.. ظلوا يفتشون عن الرجل طوال كل العصور.. ولم يفلحوا في العثور عليه قال قائلهم يا قوم عـمَّ تفتشون؟ قالوا نفتش عن هذا الرجل الذي سيدمر ملكنا بأرض الشام !! قال لهم الرجل ومتى كان لكم ملك بأرض الشام حتى يدمره وقد انتهى ذلك الملك منذ (نبوخذ بختنصر) ولم يعد حتى الآن؟! قالوا له ولكننا نقرأ أن هذا الملك سيعود قال لهم الرجل وأنا أقرأ معكم أن هذا الملك سيعود.. قالوا فما المشكلة إذن قال المشكلة أنكم تضعون العربة أمام الحصان كي تجره بدل أن تضعوها خلفه كي يجرها.. قالوا فكيف إذن؟.. قال لهم نعمل على استعادة هذا الملك المفقود ! قالوا صدقت فلنعمل إذن..
من هنا بدأت الحكاية.. وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.. واجتمع حكماء صهيون ووضعوا مخططهم الجهنمي لاستلاب العالم وإيجاد مملكة (يا هو) على الأرض.. اجل..
(من هنا بدأت الحكاية)
*******
جاء رجلُُ ُ اسمه (تبودور هرتزل) إلى الخليفة العثماني النبيل السلطان عبد الحميد.. وقال له يا حضرة السلطان المعظم.. إننا معشر يهود مدينون لك ولدولتك العظمى بالحماية والإيواء بعد أن اذاقنا النصارى مرارة العيش وشردونا وضيقوا علينا معايشنا ووجدنا في كنفكم الكريم كل رعاية وتكريم.. وإننا يا حضرة السلطان نعلم أن دولتك الكريمة تعاني بعض العجز في نفقاتها وقد ادخرنا لمثل هذا اليوم بعض المال كي نحظى بشرف خدمة هذه الإمبراطورية..
إننا يا حضرة السلطان قد جمعنا مائة وخمسين مليون ليره ذهبيه أحببنا أن تكون رسلنا إليك لتعبر عما نكنه من تقدير لدولتكم ولجلالتكم..
قال لهم السلطان " عبد الحميد " وماذا تريدون منيِّ بالمقابل؟ قال هرتزل.. لا شيء غير كرمكم يا حضرة السلطان المعظم إن اليهودي لن يشعر بالراحة والاطمئنان حتى يضع يده على المحراث.. فلو تكرم صاحب العظمة الذي أمد الله سلطانه على ثلاث قارات أن يمنحنا قطعة أرض في فلسطين لتكون لليهود مأوى ومثوى..
وهاهنا زمجر السلطان وفتل شاربه.. وقال ياسـيد هرتزل لا حاجة لي ولا للخلافة بهذه العطية التي حملت لنا خبرها كما أنني لن أمنحكم ما تريدونه من أرض المسلمين حتى لو جئتموني بملء الأرض ذهباً فضلاً عن مائة وخمسين مليون ليره ذهبيه.. يا سيد هرتزل إن آبائي وأجدادي من سلاطين بني عثمان قد خدموا هذه الأمة وخدموا دينهم بكرامة وشرف وإنني على نفس الطريق سأخدم هذا الدين العظيم ولن أدنس شرف آبائي وأجدادي..
خرج " هرتزل " مكسوف الخاطر من لدن السلطان العثماني.. ودخل السلطان عبد الحميد إلى خلوته وكتب في مذكراته.
إن " هرتزل " يعتقد أنني من الغباء إلى درجة التصديق أن اليهودي يرغب في وضع يده على المحراث إن مطامع اليهود لن تقف عند حد فيما إذا ســُمح لهم بامتلاك أرض سيضعون يدهم على أرض الخلافة بكاملها..
بعد حين تلقى السلطان عبد الحميد إخطاراً ينبؤهُ أن اليهود سيعملون على إنهاء الخلافة الإسلامية.. والإطاحة به وسيستخدمون ذلك المال من أجل هذه الغاية.. وهكذا كان..
كتب في رسالته إلى شيخه المربي شيخ الطريقه العلية الصوفية الشاذلية بعد حين من ذلك التاريخ وبعد الإطاحة به وعزله.. كتب لشيخه بكل ذلك وأرفق له مذكراته قال لقد أعلموني أنهم سيفعلون ذلك بي فحمدت الله وقلت.. " ليفعل الله ما يشاء ولن أحيد عن موقفي ولن أدنس شرف آبائي العظام..
*******
قسموا الإمبراطورية العثمانية على دول أوربا وسموها (تركة الرجل المريض).. اعدوا العدة .. زوروا أبطالاً.. أطاحوا بالخلافة وبالخليفة.. أصبح السلطان عبد الحميد الرجل الفاضل.. العالم الحكيم الشجاع الولي الطاهر أصبح هذا الرجل (أسوأ رجل في العالم) هكذا أراد اليهود وهكذا حققوا مشيئتهم وتناقل المسلمون والعرب ما يرددونه كالببغاوات تماماً كما يفعلون مع صدام اليوم.. قالوا الكثير عن جواريه وغلمانه.. وقالوا إنه كان يتســلى بالنظر إلى خصومه.. كيف تتخطفهم الأسود داخل قصره وهو يلقيهم طعمة لهم.. وقالوا أنه كان يلقى بخصومه من أعالي الجبال.. وقالوا تماماً مثلما قالوا عن صدام.. (أما ذلك فلأنه منعهم من فلسطين وأما هذا فلأنه هدَّد وجودهم فيها).
****
قال لهم هرتزل يا معشر يهود أبشروا فإن دولتكم الموعوده ستقوم على أرض فلسطين بعد خمسة أعوام أو بعد خمسة عشر عاماً أو بعد خمسين عاماً.. كان ذلك عام (1898م).
قالوا له كيف ذلك؟ قال لهم هذه علومنا فلا تسألوا كيف ولكن اعملوا ما عليكم عمله وضعوا هذه البروتوكولات نصب أعينكم حيثما كنتم فإذا ما عملتم على تحقيقها كلُُ في موقعه ووفقاً لإمكاناته فسيكون ذلك سبباً للتحقيق وكلما تسارعت الخطى كلما اقترب الوعد الحق وكلما تباطأت الخطى كان ذلك سبباً للتأخير ولكنه لن يتأخر عن الخمسين عاماً.. فـأسرعوا.. ولا تجانبوا الحكمة في التنفيذ ابتغاء تقريب الهدف فقد يكون ذلك محبطاً للهدف أصلاً..
وقامت بعد الخمسين عاماً دولة " إسرائيل " ووضعوا في علمهم نجمة داؤود بين خطين أزرقين يشيران إلى نهري النيل والفرات وبينهما ملك داؤود..
ومنذ ذلك الحين وعيونهم صوب " بابل " يرقبون الرجل البابلي من نسل إسماعيل الذي سيهدم ملكهم.. ظهر رجل له نفس الأوصاف وحروف اسمه هي نفس الأحرف التي يقرأونها في كتبهم قالوا إنه. هو !! هو !! قال بعضهم ليس هو !! قالوا بل هو هو قالوا أبداً ليس هو!! وظلوا يتجاذبون العلم ولكنهم لم يكفوا عن العمل للفتك به المرة بعد المرة فلم يفلحوا حتى سمعوا ذات يوم صوتاً يجلجل.. ويقول " لئن ضربت إسرائيل أية دولة عربيه فسوف نحرق ثلثيها بالنار "
اجتمع المختصمون.. واتفق المتجادلون.. وقالوا كلهم إنه هو !! هو!! قالوا جميعاً أجل هو!! هو !!
قالوا فما العمل قالوا نحشد له الدنيا كلها فيستأصلون شأفته و يذهبون ملكه.. ويجتثونه من ظهر الأرض.
*******
كتب " نتيناهو " كتاباً.. قال فيه سنضرب العراق وسنحقق وصايا الرب في التوراة " بأن ندمر أرض بابل حتى لا يبقى فيها إلا الجرذان والغربان وحتى لا يبقى فيها مكانُُ لأعرابي كي يربط ناقته "
قال نتنياهو في كتابه سنفعل ذلك حتى لا يتجرأ أحدٌ بعد " صدام " على ضرب إسرائيل بالصواريخ..
ضحكت الأقدار..
*******
جاء معشر من يهود المدينة إلى سيدنا محمد رسول الله e وسألوه من الذي يتنزل عليك بالوحي من الملائكة؟ قال لهم e إنه جبريل عليه السلام فصاحوا صيحة واحدةً نكراء إنه جبريل !! ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل والله لا نؤمن لك.. لو كان غير جبريل لآمنا برسالتك ثم انصرفوا و أوحى الله إلى نبيه عليه الصلاة والسلام (قل من كان عدواً لجبريلَ فإنهُ نزلهُ على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فأن الله عدوُّ ُ للكافرين) ..
وتبسم رسول الله e وهو يعلم من رب العزة قصة يهود مع جبريل.
*******
كانوا يقرؤون في كتبهم أن "نبو خذ بخت نصر" الملك الآشوري سيهدم ملكهم وكان عندهم جميع أوصافه ، فتشوا كيف يتخلصون منه علموا من علومهم انه لا يمكن التخلص من هذا الرجل إلا من خلال (رجل معلوم) ليس غيره وهو وحده الذي كتب الله أن يقتل ذلك الملك إن شاء ، ذهبوا إلى الرجل فنهض لتنفيذ المهمة التي فيها حياة معشر يهود أجمعين... أعدّ العدة وتجهز ، ثم خرج قاصداً ملك الآشوريين ، فقابله في الطريق غلام وسأله إلى أين يا عماه؟ قال الرجل سنذهب نحو هذا الرجل الذي نجد انه سيهدم ملكنا قال له الغلام: يا عماه إن كان هو.. هو..فلن تسلط عليه وان لم يكن هو فلا خير لك في قتله.. قلّب الرجل كلمات الغلام فقال في نفسه كيف خفيت هذه الحكمة على كل أولئك الرجال من معشر يهود ثم رجع إلى بيته وكأن شيئاً لم يكن.. لم يرُعْهُم إلا ملك الآشوريين وقد هدم ملكهم وسبى نساءهم وأسر رجالهم بعد ما قتل ما قتل منهم.
الذين بقوا على قيد الحياة بدأوا يتهامسون وهم في أسر ملك آشور يرسفون في الأغلال : ألم نكن قد بعثنا من يخلصنا منه قالوا:أجل قالوا: فما الذي حدث؟ قالوا لهم بقصة الرجل والغلام مع الحكاية كلها ، ثم علموا أن ذلك الغلام الذي تمثل للرجل وهو في طريقه لتنفيذ المهمة كان هو (جبريل عليه السلام).. ومن أجل ذلك أصبح جبريل عدوهم الألد..
وهكذا كان.. وهكذا يكون.. وهكذا سيكون.. الأمر لمعشر اليهود !!
*******
قال أحد الحاخامات.. يا قوم تعلمون أن دولة إسرائيل كلها.. هي دولة الباطل..إنها ضد إرادة الله.. إن الله كتب علينا التشرد في الأرض عقوبةً لنا على خطايانا ولن نجتمع إلا بعودة المسيح عليه السلام وستكون دولته هي دولتنا.. دولة الحق.. قالوا له دعـْك من هذه الأساطير..
قال لهم: إن كان ولا بد فلا تفسدوا يا قوم ولا تقتلوا أبناء العرب والمسلمين.. ولا تشردوهم من أرضهم.. قالوا له أيها الأحمق إن لم نقتلهم وإن لم نشردهم فكيف سنعيش وكيف ستكون لنا دولة.. قال أيها الناس.. الحق أٌقول لكم.. إن كل شيء يحيى بالماء إلا شيء واحد فإنه لا يحيى إلا بالدماء قال له الناس.. وما هو هذا الشيء؟
قال لهم " الصهيونية ".. ثم التفت إلى اليهود فقال لهم احذروا الصهيونية.. والتفت إلى سائر الناس وقال لهم احذروا " الصهيونية "*
*******
قال ذلك الحاخام.. وقد رآهم يعدون العدة لضرب " بابل " و اجتثاث ملكها الذي سيدمر دولة إسرائيل إلى أين أيها القوم؟ قالوا ذاهبون لتدمير بابل وقتل ملكها.. قال لهم.. هل تحققتم أنه هو.. هو؟ قالوا نعم.. قال إذن فلن تظفروا به.. قالوا له دعْنا من هذه الأساطير..قال لهم والله الذي لا إله إلا هو إن كتبكم التي دلتكم عليه تنبؤكم أنكم لن تظفروا به إن كان هو.. هو.. ولكنكم ستوفرون له الحجة كي ينجز مهمته..
قالوا ولكننا نقرأ في كتبنا أننا سندمر بابل وسنتركها للبوم والغربان قال: اجل تلك حقيقة ستفعلونها وهي مقدمة الهلاك.. قالوا : من سيهلكنا؟ قال لهم : سيهلككم ملك بابل قالوا : ماذا سيبقى له كي يهلكنا به بعد أن دمرنا جيشه وسلاحه ومصانعه ومنشآته لم يبق إلا آثار الحرائق قال لهم فأين العقول التي صنعت له تلك الأسلحة والمنشآت قالوا شردنا بعضهم وحبسنا بعضهم والبقية تحت السيطرة ولم نقتل إلا القليل مما لا خير لنا في حياته.. قال لهم الرجل.. هل تحققتم أن من تتحدثون عنهم هم كل ما عنده من عقول؟ قالوا بحسب الظاهر نعم !! قال لهم تباًّ لكم أيها الحمقى.. ومتى كانت حقيقته ظاهره وقد وظفتم كل خبراء العالم ومفتشيهم واستخباراتهم وأقمارهم الصناعية وطائراتهم الاستكشافية ولم تعلموا غير ما أعلمكم به هو أيها الحمقى.
أيها الحمقى تباًّ لكم ثم تباًّ لكم.. فاعلموا إذن انه لو لم يبق له إلا عقل واحد من هذه العقول التي تعلمونها أو لا تعلمونها لحقق الله به المشيئة..ألم يقل الله لكم في كتابكم..(و في اخر مملكتهم عند تمام المعاصي يقوم ملك جافي الوجه و فاهم الحيل 8: 24 و تعظم قوته و لكن ليس بقوته يُهلك عجبا و ينجح و يفعل و يبيد العظماء و شعب القديسين 8: 25 و بحذاقته ينجح ايضا المكر في يده و يتعظم بقلبه و في الاطمئنان يهلك كثيرين و يقوم على رئيس الرؤساء و بلا يد ينكسر 8: 26 فرؤيا المساء و الصباح التي قيلت هي حق اما انت فاكتم الرؤيا لانها الى ايام كثيرة 8: 27
قالوا سنقتله قال : لن تصلوا إليه.. قالوا قد وصلنا
همهموا.. دمدموا.. تمتموا.. وما قالوا شيئاً قال لهم ألم تجدوا في كتبكم انه إذا تم سقوط عاصمة ملكه فستسقطون بعده قالوا: أجل قال : فلم أسقطتموها؟ قالوا لقد أسقطها هو في أيدينا قال لهم ساخراً : ففرحتم بذلك كما فرح هو؟!! قالوا أجل قال : تباً لكم لقد كان يقرؤكم كما تقرؤونه فسهل لكم الوصول إلى عاصمة ملكه وظل يغريكم بها ويستدرجكم إليها ويمنيكم بها ويتوقع وصولكم إليها ألفينه بعد الأخرى حتى أوقعكم فيها بعد ثلاثة عشر عاماً من عناء الرجال كي تتحقق النبوءة التي تعلمونها من قبله فدخلتموها فانتظروا الهلاك على يديه إذن !!.
قال شارون: نصحت "بوش" الكبير أن يدخل بغداد فلم يدخلها ونصحت "بوش" الصغير ألا يدخلها فدخلها قال لهم صاحبهم : الحق أقول لكم لقد دخل ملك "بابل" عليكم بيت المقدس إذن فانتظروا الواقعة..
*******
أُُُسقط في أيديهم وبدأوا يحملقون بعضهم في وجوه بعض ثم سمعوا صوت ملك "بابل" من جديد يزمجر ويقول:
عاشت فلسطين حرةً عربيةً من البحر إلى النهر..
عاش العراق..
والله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
وليخسأ الخاسئون.
*******
قالوا قدوصلناه وأسرنا ه وحاكمناه.. وأدناه وسنقتله.. قال لهم صاحبهم سننتظر وإن غدالناظره قريب
*******
لأم الحكايات هوامش كثار.. لا ندري هل يسعفنا القدر بسردها بعد هذا أم في أصلها الكفاية؟.. سنتظر المشئية إذن.. (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ) صدق الله العظيم
suhailyamany@yahoo.com
شبكة البصرة
الاربعاء 17 شوال 1427 / 8 تشرين الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس