المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور غالب الفريجات - سقوط إمبراطورية الشر بين أنياب محور دول الشر المزعوم



ali2004
22-10-2006, 12:38 PM
سقوط إمبراطورية الشر بين أنياب محور دول الشر المزعوم
الدكتور غالب الفريجات



أن تعلن الإدارة الأمريكية أن العراق وإيران وكوريا الشمالية هي دول محور الشر ،في عالم الجنون الإمبريالي الصهيوني البربري الهمجي ، وتعطي لنفسها الحق في الحرب الاستباقية، ومزاعم الحرب على الإرهاب ، يعتبر عدوانا صارخا على العالم بأجمعه .

ليس من حق أي دولة الانتقاص من دولة أخرى في العالم ، لانها تختلف معها في الأيديولوجيا أو السياسة أو العرق أو الدين ، وليس من حق أي دولة التدخل في شؤون دولة أخرى خارج إطار الشرعية الدولية أو القانون الدولي ، وإلا ما كانت هيئة الأمم ومجلس أمنها المتعوس .

نعلم إن العالم يقف على رجل واحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة دول أوروبا الشرقية، وان مسرح الملعب الدولي اصبح لللاعب الأمريكي فقط ، وان في مقدور الإدارة الأمريكية التربع على عرش العالم ، وتقيم الإمبراطورية الأمريكية لزمن ما ، حتى يقضي الله امرأ كان مفعولا، وتنهض أمم العالم وشعوبه ، وتسارع لتصحيح الوضع الشاذ .

منذ قدوم الإدارة اليمينية المسيحية المتصهينة إلى البيت الأبيض برئاسة بوش الصغير ، بدأ العالم يرتعد خوفا من ممارسات الطاقم الحكومي في الإدارة الأمريكية ، لان من يدير السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية ، يمتلئون حقدا على العالم اجمع ، ولا ينظرون إليه بما فيه شعوب الولايات المتحدة ، الا من خلال الإجراءات الأمنية والعسكرية المعادية ، لأماني وطموحات الشعوب في الآمن والسلام ، ولان العالم في نظرهم بات لا ينظر إليه إلا من خلال البوط العسكري ، والهيمنة العسكرية الأمريكية الهمجية .

لم تكن أحداث سبتمبر كما يظن الكثيرون أنها وراء سياسة الإدارة الأمريكية العدوانية ، بل ما تملك مجموعة المسيحيين المتصهينين من أفكار ورؤيا سياسية ، ونظرة عدوانية ، وأوهام وسفسطائيات وهلوسات دينية ، هي الدافع وراء عسكرة العالم ، واشتعال الحروب ، في مجموعة الاعتداءات الإمبريالية الأمريكية على دول العالم وشعوبه ، حتى إن مواطني الولايات المتحدة ، قد أصابتهم حالة التراجع عن المكتسبات الديمقراطية ، بفعل مجموعة من الأنظمة والقوانين الأمنية ، وتراجعت الحرية إلى حد كبير في وسط الرأي العام الأمريكي ، وتدنت ثقافة حقوق الإنسان ، ليخيل للمرء ، إن الأجواء السائدة في بلد يزعم انه زعيم العالم الحر ، إن أوضاعه لا تختلف كثيرا عن دولة من دول العالم الثالث ، ممن لم تسمع كثيرا عن ديمقراطية بوش وطاقم إدارته اليميني ، كل ذلك بفضل لوثة عقل الإدارة الأمريكية ، وهلوساتها الدينية الخرافية .

كنا على يقين إن المقصود بدول محور الشر هو العراق ، وان الاعتداء عليه هو الهدف ، نظرا لأهداف مجموعة اليمين المتصهين ، ومدى ارتباط هذه الأهداف بالكيان الصهيوني ، والأهداف " الإسرائيلية " ، ولما يتمتع به العراق من موقع وثروة ، بالإضافة إلى ما تملكه قيادته الوطنية القومية من أهداف معادية للإمبريالية والصهيونية ، ومن هنا كان الاعتداء بالغزو والاحتلال من خلال التحالف الإمبريالي الأمريكي البريطاني الصهيوني ، والتآمر الخياني الوطني القومي من أطراف النظام العربي الرسمي ، والتواطؤ الفارسي الشعوبي .

توهمت الإدارة الغبية في واشنطن إن العراقيين سيستقبلون مرتزقتها بالرقص في الشوارع ، ونشر الورود والزهور على آليات الاحتلال ، كما توهم العملاء والخونة ، الذين جاءت بهم الإدارة الأمريكية على ظور دباباتها ، أنهم سيحكمون العراق ، وان العبد والخادم يستطيع أن يحكم السيد الحر ، الذي يأبى ان يبيع حريته ، وان يتنازل عن كرامته حتى بالدم .

إن الحديث عن مأزق الاحتلال الأمريكي في العراق على أيدي أبطال المقاومة العراقية الباسلة ، جعل كل أمريكي في سره يلعن اليوم الذي جاء به إلى العراق ، هذا البلد المجنون بحريته وكرامته، والذي يقول فيه الشاعر الأردني مصطفى الجعيدي :

هذا العراق لغير الله ما ركعا فسائل النجم عنه كلما سطعا

أما ضلع محور الشر الثاني فهو إيران ، فهاهي سياسة المراوغة الفارسية تلعب في ملعب السياسة الأمريكية ، كما يحلو لها ، لانها تريد أن تقبض ثمن التواطؤ مع الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث دفع الاحتلال الأمريكي للنفوذ الفارسي بالتمدد في العراق ، على ايدي مجموعات خيانية مرتزقة ، تتكلم باسم المرجعية الفارسية ، وهو ظاهريا يشكو من حجم هذا النفوذ والتمدد، على الرغم انه قادر لو أراد أن يلجم هذا النفوذ ، ويلجم كل قادته باحذية مرتزقته ، فالخائن غير قادر على أن يكون سيدا ، في وجه من نصبوه وأتوا به لسدة القيادة ، التي لا يستحقها ، وكل هؤلاء المرتزقة هم في قبضة الاحتلال وتحت سيطرته ، أما إيران فان أجادت اللعبة كعادتها ، فان اتفاقا سريا بينها وبين الإدارة الأمريكية، وبتوافق صهيوني سيتم إنجازه ، لكن الإدارة الأمريكية في كل الأحوال ، ستكون في نظر العالم إدارة الكذب والنفاق ، التي لا تتورع عن بيع المبادئ والأهداف من اجل المصالح .

أما ضلع محور الشر الثالث فهو كوريا الشمالية ، والتي اشترت جوعها بالسلاح النووي ، الذي دخلت فيه نادي الكبار ، والتي أوقعت الإدارة الأمريكية بالارتباك ، لانها عاجزة عن أن تفعل شيئا في مواجهة التصرف الكوري الشمالي ، خاصة وان الصين وروسيا تعارضان الاعتداءات العسكرية، وحتى العقوبات الاقتصادية الثقيلة .

الإدارة الأمريكية في مواجهة محور دول الشر المزعوم أوقعت نفسها في سياسة غبية ، أدت بها إلى الخسارة المادية والبشرية والمعنوية ، وهي عاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من أهدافها ، مما يعجل في سرعة سقوطها كإمبراطورية ، تريد أن تتربع على رأس الزعامة الدولية بقوة الحديد والنار ، فقد أبلت المقاومة العراقية بلاء منقطع النظير في وجه الاحتلال ، وأفقدته صوابه وتوازنه، وهو لا يستطيع التفكير إلا بالهروب ، ويتحين الفرصة في سبيل ذلك ، وأعيته المراوغة الفارسية التي تلعب معه أوراق اللعب بمهارة ، اصبح في حيرة من أمره ، وجعلت منه خطوة كوريا الشمالية يتصرف كالأبله ، الذي لا يعرف ماذا يريد ؟ .

لقد سقطت إمبراطورية الشر الأمريكي بغباء مميز للإدارة الأمريكية ، ولن يكون في مقدور أمريكا أن تنهض بقيادة العالم ، لانها أصبحت غير قادرة على إنتاج قيادات سياسية على المستوى الأمريكي والعالمي ، وهي في حالة تراجع كبير ، لان إنتاج الشعب الأمريكي على مستوى القادة السياسيين وصل حد العقم ، الذي يؤشر على سقوط أمريكا على صعيد العالم ، ويبشر العالم بالخلاص من النموذج الإمبريالي الهمجي ، الذي جاءت به الإدارة الأمريكية ، مع مطلع الألفية الثالثة ونحن بدورنا لن نأسف أو نذرف الدمع ، على سقوط نماذج الشر والعدوان ، وخاصة الإمبريالية الأمريكية وربيبتها في فلسطين المحتلة .