salar
15-10-2006, 08:33 AM
أو أنه حقيقة قد انقطعت صلتهم بإبراهيم u .
والذي لا جدال فيه أن اليهود اليوم هم خليطٌ غريبٌ من حثالات شعوب كثيرة ، إلا أن أغلبهم من الأصل الخزري ، وربما كان في قوله ( حِثِّيَّة ) إشارة لهذا فالحثيون شعب مجهول ، كان يسكن في جهة الشمال بالنسبة للأرض المقدسة –في تركية اليوم- فلا يبعد أن يكون الموطن الأصلي للخزر ، أو أن المقصود الإشارة إلى تلك الجهة التي سيكون منها معظم اليهود لا سيما عند قيام رجسة الخراب "دولة إسرائيل".
لقد عجزت كل الحيل الصهيونية عن إثبات النسب السامي لليهود ولم يستطع أحدٌ ممن يوثق بعلمه من دارسي السلالات البشرية أن يشهد لهم بهذا !!كيف وهم من الفلاشا إلى المغاربة ومن الفرس إلى الأسبان ومن البولنديين إلى جنوب إفريقيه
ومن هنا كان سفر "هوشع" يقطع كل صلة لهؤلاء بالله ورسله ، حين رمز لهم بامرأة زانية تلد ولداً فيأمره الرب أن يسميه (يَزْراعيل) وهو الوادي الذي ستقع فيه معركة مجدو أو هرمجدون ، ثم تلد بنتاً فيأمره أن يسميها (غير مرحومة) ثم تلد ولداً فيقول الرب سمه (لا شعبي) أو (ليس شعبي) وهذا الرمز الأخير هو الذي يستخمه الكاثوليك ومن وافقهم في تسمية اليهود !!فنسبهم باطل وأمهم غير مرحومة وذريتهم ليست شعب الله !!
الثالث : أن الله سيعيدها إلى الأرض المقدسة للمحاكمة والعقوبة لا للصلح والمثوبة :يقول حزقيال :
((يقول السيد الرب : إني بيد قوية وذراعٍ مبسوطة وغضب مصبوب أملك عليكم وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي شُتِّتم فيها بيد قوية وذراعٍ مبسوطة وغضبٍ مصبوب ، وآتي إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجهاً لوجه كما حاكمت آباءكم في برية مصر)).[20 : 33-36]
وهذا إحالة إلى ما عاقبهم الله به من التيه أربعين سنة وما حل بهم هناك من العقوبات المتتابعة.ويوضحه ما في سفر صفينا :
((تكدّسي تكدّسي -في الترجمة الأخرى : تجمّعي تجمّعي- أيتها الأمة التي لا حياء لها قبل أن تطردوا كالعصافة العابرة في يوم واحد قبل أن يحل بكم اضطرام غضب الرب قبل أن يحل بكم يوم غضب الرب ! )).
ثم يتوجه بالخطاب إلى المظلومين المستضعفين في أرض فلسطين :((التمسوا الرب يا جميع وضعاء -في الترجمة الأخرى : يا بائسي- الرب الذين نفذوا حكمه ، التمسوا البر ، التمسوا الضعة فعسى أن تستتروا في يوم غضب الرب)) [2 : 1-3]وهكذا فاجتماعها إنما هو لحلول غضب الرب عليها ، وحينئذٍ تطرد وتذاد عن الأرض المقدسة كما تكون العصافة في البيدر ، تذهب بها الرياح كل مكان ، وينجو المستضعفون المتمسكون بحبل الله وتقواه.لكن الطرد لا يعني أنهم يستطيعون الفرار بل يلوذ بعضهم به عائدين إلى مواطنهم الأولى أو غيرها أما الأكثرون فمصيرهم كما في حزقيال :
((من حيث إنكم صرتم زغلاً فلذلك ها أنذا أجمعكم في وسط أورشليم جمع فضة ونحاس وحديد ورصاص وقصدير ، إلى وسط كور -(كير) (في الكاثوليكية : الأتون)- لنفخ النار عليها لسبكها ، كذلك أجمعكم بغضبي وسخطي وأطرحكم وأسبككم فأجمعكم فأنفخ عليكم في نار غضبي ، فتسبكون في وسطها كما تسبك الفضة في وسط الكور ، كذلك تسبكون في وسطها ، فتعلمون أني أنا الرب سكب سخطي عليكم)).[22 : 19-22]
تحدد الأسفار مصير شعب إسرائيل حين حلول يوم الغضب على النحو التالي :
أشعياء يخبر عن أنهم يفنون ويعاقبون إلا قليلاً منهم :((ها إن الرب يخرب الأرض ويدمرها، ويقلب وجهها، ويبدد سكانها، فيكون الكاهن كالشعب والسيد كالعبد والسيدة كخادمتها... تدنست الأرض تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع ونقضوا الحكم ونكثوا العهد الأبدي، فلذلك أكلت اللعنةُ الأرض وعوقب الساكنون فيها، ولذلك احترق سكان الأرض فبقي نفرٌ قليل)).[24 : 1 ، 5-6]
وفي زكريا تفصيل أكثر إذ يجعلهم أثلاثاً :((ثلثين منهما يُقطعان ويموتان ، والثلث يبقى فيها ، وأُدخل الثلث -الباقي- في النار وأمحّصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب)).[13 :7-9]
أما في حزقيال فهم كما قال :((أحرق ثلثاً بالنار … وخذ ثلثاً واضرب عليهم بالسيف … وذرّ ثلثاً للريح)) ثم يقول : ((وخذ من ذلك –(أي الثلث المشرد)- عدداً قليلاً وصرّه في ذيلك وخذ منه أيضاً وألقه في وسط النار وأحرقه بالنار ، من هناك تخرج نار على كل بيت إسرائيل)).[5 : 2-4]ويقول صفنيا :((وأبقي في وسطك –(يعني إسرائيل)- شعباً وضيعاً فقيراً ، فتعتصم باسم الرب بقية إسرائيل لا يرتكبون الظلم ، ولا ينطقون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم)).[3 : 12-13]
هذه البقية المؤمنة يصفها أشعياء :((تصير المدن خراباً بغير ساكن والبيوت بغير إنسان … وإن بقي فيها العشر من بعد فإنها تعود وتصير إلى الدمار ولكن كالبطمة والبلوطة التي بعد قطع أغصانها يبقى جذع فيكون جذعها زرعاً مقدساً)).[6 : 13]
لا خلاف بيننا وبين الأصوليين في أن سكان إسرائيل اليوم من اليهود كفار ليس بينهم معتصمب الله ولا مقدِّس ، ولكن الأصوليين يقولون إنه وفقاً لهذه النبوءات سوف يؤمن اليهود بالمسيح عند نزوله فتكون تلك البقية المقدسة.
أما نحن فنقول :حين يسترد المسلمون القدس ويدمرون الرجس تتحقق هذه النبوءات ، فمن اليهود من يُقتل، ومنهم من يفر ويتشتت في الأرض ، ومنهم من يبقى فيدخل في عهدنا وذمتنا ويرعى ولا يفزعه أحد ، ومنهم من يسلم وجهه لله ويهتدي وهو البقية المقدسة.ومن البقية التي تفر ومن اليهود الذين لم يأتوا إلى فلسطين أصلاً تكون البقية الأخيرة التي تتبع الدجال في آخر الزمان ، وحين ينزل عيسى u لا يكون هناك ثلاثة أثلاث ، بل نصفان : نصفٌ يُقتل ضمن المقتولين من جيش الدجال ، ونصفٌ يُسْلِم مع عيسى u لأنه كما ثبت عندنا بالخبر الصادق يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام أو السيف.
كيف يحل يوم غضب الله وتنـزل العقوبة على دولة الرجس والظلم عدوان "إسرائيل" : تحدثنا الأسفار بوضوح عن هذه الأمور :-
1- صفات الجيش المنتصر. انهيار الجيش الصهيوني.3 مصير الحلفاء الاستراتيجيين للدولة الصهيونية. وفي ثنايا كل سياق تتكرر أسباب العقوبة والخراب : ((الشرك بالله والكفر برسله والتمرد على أمره ، سفك الدم البريء ، والظلم والعدوان ، المكر والغش والغدر ، الفواحش ، اضطهاد البائس والأرملة))…إلخ. يبدأ الزمن الجديد بإعلان الجهاد والمرجو أن تكون هذه الانتفاضة هي بدايته فإن لم تكن فهي بلا شك تمهيد له. فلابد أن يعلن وأن تسقط الشعارات الأخرى. لقد وضع ناشرو الكتاب المقدس عنوان ((الزمن الجديد ويوم الرب)) لما جاء في سفر يوئيل عن تصور هذا اليوم العظيم ، الذي يبدأ بأن يتداعى جند الله للجهاد -بل إن السفر نفسه يدعو ويحض- ولأنه في الغالب جهاد شعوب لا تملك الطائرات والعتاد الثقيل ، بل أكثرهم لا يملك من الحديد إلا أدوات الفلاحة ، ولأن بعضهم أو أكثرهم من شعوب فقيرة ، اصطلت بنير الاحتكار الرأسمالي والربا اليهودي والتسلط الاستبدادي والحصار الأمريكي .. فهم ضعاف البنية ، ويداخلهم لأجل ذلك شيء من التخوف ، فالعدو جيش نووي قوي ووراءه بالطبع قوى عالمية حاشدة – لأن ذلك كله واقع تأتي البشرى لتنفض الوهن وتشحذا لعزائم :
((أعلنوا حرباً مقدسة وأنهضوا الأبطالوليتقدم رجال القتال ويصعدوااطرقوا محاريثكم سيوفاًومناجلكم رماحاًوليقل الضعيف : إني بطلاسرعوا وهلموايا جميع الأمم من كل ناحيةواجتمعوا هناك)).[4 : 9 – 11]
هكذا : جهاد وتوكل ، إعداد بحسب الاستطاعة ، لا استجداء للسلاح من أعداء
أما سفر أرمياء فيحث على مسابقة الزمن وتدمير دولة الترف ومجتمع العنف : ((أعلنوا عليها حرباً مقدسة قوموا نصعد عند الظهيرة ويل لنا فإن النهار قد مالوظلال المساء قد امتدت قوموا نصعد في الليلونهدم قصورها فإنه هكذا قال رب القوات إقطعوا خشباً واركموا على أورشليم مردوماً هذه هي المدينة التي ستفتقد التي ليس فيها إلا ظلم كما أن البئر تنبع مياهها فكذلك هي تنبع شرها فيها يسمع بالعنف والنهب وأمامي كل حين مرض وضربة))
((هوذا شعب مقبل من أرض الشمال وأمة عظيمة ناهضة من أقاصي الأرض قابضون على القوس والحربة قساة لا يرحمون صوتهم كهدير البحر وعلى الخيول راكبون مصطفون كرجل واحد للمعركة ضدَّكِ يا بنت صهيون)) [6 : 22 ،
ولأن السؤال يظل وارداً بإلحاح : أين الجيش الذي لا يقهر ؟ أين جيش الخراب المتسمي بجيش الدفاع ؟! يجيب سفر أشعياء جواباً قطعياً مختوماً بأن الرب ناداه : ((فهلمّ الآن واكتب ذلك على لوح أمامهم وارسمه في سفر ليكون لليوم الأخير دائماً وللأبد ! بما أنكم نبذتم هذه الكلمة وتوكلتم على الظلم والالتواء ! واعتمدتم عليها لذلك يكون هذا الاثم لكم كصدع يحصل فيتضخم في سور عالٍ فيحدث انهدامه بغتة على الفور فينهدم مثل إناء الخزّافين الذي يسحق بغير رفق فلا يوجد في مسحوقه شقفة لأخذ نار من الموقد !! أو لغرف ماء من الجب !!(و احب ان اذكركم ان اسرائيل تبنى الان هذا السور بأرتفاع 8 امتار و يمتد الى مأت الكيلومترات )ألف معاً تجاه تهديد واحد !!وتجاه تهديد خمسة تهربون !!حتى تتركوا كسارية على رأس الجبلوكراية على التلة)).[30 : 8
ويؤكد سفر عاموس ذلك :((قد أتت النهاية لشعبي إسرائيلفلا أعود أعفو عنه فتصير أغاني القصر ولوالاًفي ذلك اليوم ، يقول السيد الربوتكثر الجثثوتلقى في كل مكان بصمتأما صفات المجاهدين وبسالتهم فيرسمها يؤئيل في صورة بيانية بديعة :-
((كما ينتشر الفجر على الجبال شعب كثير مقتدرلم يكن له شبيه منذ الأزلولن يكون له من بعدإلى سني جيل وجيل.....قدامه النار تأكلوخلفه اللهيب يحرققدامه الأرض كجنة عدنوخلفه قفر وخرابولا ينجو منه شيءكمنظر الخيل منظرهومثل الفرسان يسرعونكصوت المركباتعلى رؤوس الجبال يقفزونكصوت لهيب النار الآكلة القشوكشعب مقتدر مصطف للقتالمن وجهه يرتعد الشعوبوجميع الوجوه قد شحبتكالأبطال يسرعونوكرجال الحرب يتسلقون السوروكل منهم يسير في طريقهولا يحيد عن سبلهولا يزاحم أحد أخاهبل يسيرون كل واحد في طريقهومن خلال السهام يهجمونولا يتبددونيثبون إلى المدينةويسرعون إلى السورويصعدون إلى البيوتويدخلون من النوافذ)).[2 : 2 – 9]
... ويصفها أشعياء هكذا :((فيرفع راية لأمة بعيدة ويصفر لها من أقصى الأرضفإذا بها مقبلة بسرعة وخفةليس فيها منهك ولا عاثرلاتنعس ولا تنامولا يحل حزام حقويهاولا يفك رباط نعليهاسهامها محددة وجميع قسيها مشدودةتحسب حوافر خيلها صواناً ومركباتها إعصاراًلها زئير كاللبؤةوهي تـزأر كالأشبال وتزمجر وتمسك الفريسةوتخطفها وليس من ينقذفتزمجر عليه في ذلك اليوم كزمجرة البحروتنظر إلى الأرض فإذا بالظلام والضيق وقد أظلم النور في غمام حالك) [1]).[5 : 26-30]
أما الأسرى الصهاينة فتحدد الأسفار مصيرهم هكذا :
في سفر التثنية :((ويردك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيداَ وإماءً وليس من يشتري)).[28 : 68]
ويوضحه ما في أرمياء :((هاأنذا أحاكمك على قولك لم أخطئ .. إنك تخزين من مصر كما خزيت من آشور))[2 : 35 ، 36]
((أعبدٌ إسرائيل أم هو مولود بيت ، عليه زأرة الأشبال وأطلقت أصواتها وجعلت أرضه دماراً ، ومدنه احترقت بلا ساكن فيها وبنو نوف وتحفنحيس -مدينتان مصريتان معروفتان في ذلك الوقت- أيضاً حلقوا هامتك)).[2 : 14-16]
لاشك أن المجاهدين سيكونون من كل بلاد الإسلام ولكن التبكيت والخزي بمصر له دلالته، فهي التي أخرجوا منها أول عهدهم حين أنجاهم الله من العبودية لآل فرعون ، والآن بسبب ردتهم -التي صرح بها السفر مراراً- سيعادون إليها عبيداً، لكن لا أحد يشتري هذه المرة..! لماذا..؟ لأنهم رجس..!فهم يحملون في أبدانهم فيروسات الايدز ، ويحملون في قلوبهم الحقد والغدر ، فلا يريدهم أحد ولو عبيداً وإماءً.وفي الاتجاه المقابل وفيما يشبه النفخ في الصور يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى ديارهم ويتداعى المسلمون بعد المعركة الكبرى والنصر العظيم إلى الأرض المباركة للزيارة والاعتكاف ، ولاسيما من العراق ومصر.
يقول أشعياء :((في ذلك اليوم يدوس الرب قمحه من مجرى النهر إلى وادي مصر ، وأنتم تلقطون واحداً فواحداً يا بني إسرائيل.وفي ذلك اليوم ينفخ في بوق عظيم ويأتي الهالكون في أرض آشور والمنفيون في أرض مصر ويسجدون للرب في جبل القدس في أورشليم)).[27 : 12 ، 13]
أما العراق فلأن الله قد فك عنهم الحصار الذي أهلكهم وأجهدهم !وأما مصر فلأنها تشعر بالحرج البالغ بسبب كامب ديفيد !
أما مصير الحليف الاستراتيجي فقد سبق ما يمهد لـه في الكلام عن نبوءة دانيال فهناك اتفقنا نحن وهم على أن الإمبراطورية الرومانية الجديدة هي ذلك الحليف ولكن لأن الذين كتبوا عن النبوءات قبل قيام دولة إسرائيل فسروا بابل الجديدة بأنها القديمة أي أن النبوءة قد مضت -أو فسروها بأنها "روما" مقر الكنيسة الكاثوليكية ، ولأن الذين كتبوا بعد قيام دولة الرجس أغفلوا هذا بل هم يزعمون أن عظمة أمريكا وقوتها هو ببركة نصرتها لإسرائيل- لأجل ذلك ضاعت الحقيقة عن مصير هذا الحليف المجرم.
فلنذكر نحن ما قالت الأسفار عن وصفه ومصيره :1)- يخاطب سفر أشعياء دولة الرجس قائلاً :
((إذا صرختِِ فلتنقذك مجموعاتك لكن الريح سترفعها جميعاً والنسيم يذبها أما الذي يعتصم بي فيملك الأرض ويرث جبل قدسي)).[57 : 13-14]وفي الترجمة
((ولكن الريح تحملهم كلهم تأخذهم نفخة أما المتوكل عليّ فيملك الأرض ويرث جبل قدسي)).ويذكرهم قائلاً : ((إذا مد الرب يده عثر الناصر وسقط المنصور وفنوا كلهم جميعاً))[13 : 3]2)- يصف أرمياء حال بابل الجديدة قائلاً :
((كيف كسرت وحطّمت مطرقة الأرض بأسرها ؟ كيف صارت بابل دهشاً عند الأمم ، نصبتُ لكِ فخاً فأُخذتِ يا بابل ولم تشعري ، لقد وجدتِ نقيضي عليكِ لأنك تحديتِ الرب)).[50 : 23-24]ويصفها بأنها :((اعتدّت بنفسها على الرب ...)) ويقول :((ها أنذا عليك أيها الاعتداد بالنفس.. لأنه قد أتي يومك وقت افتقادك ، سيعثر الاعتداد بالنفس ويسقط وليس أحد ينهضه وأوقد ناراً في مدنه فتلتهم كل ما حوله ومن أوصافها فيه :- أ – هي ((كأس ذهب بيد الرب ، تسكر كل الأرض . من خمرها شربت الأمم ولذلك فقدت رشدها)).[51 : 7]ب- ((قائمة على المياه الغزيرة)) و ((كثيرة الكنوز)).[51 : 13]
ج- هي خليط من الشعوب ولذلك هم عند بداية يوم غضب الله عليها ينصح بعضهم بعضاً : ((اهجروها ولنذهب كل واحد إلى أرضه فإن الحكم عليها بلغ أعلى السموات ورفع إلى الغيوم)).[51 : 9]3)- يذكر أشعياء أن العقوبة في يوم الغضب لا تختص بالرجسة وحدها بل :
((في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد ، لاوياثان الحية الهاربة، ولاوياثان الحية الملتوية ويقتل التنين الذي في البحر)).لقد حار شراحهم في تفسير ذلك ، ولكن المتأمل في قيام رجسة الخراب يجد أن ثلاث حيات أنشأتها :-1- الحية الهاربة التي أعطت وعد بلفور وهيأت للعصابات الصهيونية ثم هربت (بريطانيا).2- الحية الملتوية التي التفت على الأرض المقدسة وهي دولة صهيون.3- التنين أو الحية العظمى التي في البحر -إذ في البحر حاملات طائراتها ومدمراتها لإرهاب المسلمين- وهي أمريكا !!ويؤيد ما سبق (ص62 و 67) عن الوحش وأن التنين هو الذي يعطيه القدرة والملك.
إن الشراح البروتستانت -وإليهم تنتمي المدرسة الأصولية- يفسرون بابل بأنها الكنيسة الكاثوليكية في آخر الزمان -أي منذ بضعة قرون إلى نـزول المسيح- ويؤولون صفات بابل الجديدة الواردة آنفاً بأنها مدينة روما ويتنبأون بهلاكها.
والحقيقة أن هذا الوصف لا ينطبق على مدينة ضالة في تدينها بل هو على إمبراطورية ضالة في غطرستها وتحديها لخالقها اعتداداً بقوتها وهيمنتها ، ولذلك فمن السهل علينا إثبات خطأ " بيتـز " في شرح سفر الرؤيا ، وذلك بذكر الصفات التي ذكرها هو نقلاً عن السفر :-
أ- ((الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها)) (ص245). ب- ((المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي : شعوب وجموع وأمم وألسنة))
ج- بعد تدميرها ((يبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد ، بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز ..والعاج والخشب والنحاس والحديد والقرفة والبخور والطيب والخرد والزيت والحنطة والبهائم غنماً وخيلاً ومركبات... كل هذه البضائع تجارها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون ، ويقولون ويل ! ويل ! ... خربت في ساعة واحدة ! (انظر : ص259-260 ). إنها دولة الرفاهية والتجارة العالمية والشركات العملاقة ..فأين روما من هذا ؟ ثم يقول السفر (رفع ملاك واحد قوي حجراً كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً : هكذا بدفْعٍ سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد )) (ص262). ويقول :((لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم وفيها وجد دم (أتباع) أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض )) (ص263) وحينئذٍ كما يقول السفر : تهلل الشعوب ويهلل من في السماء قائلين :((المجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا لأن أحكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها)) (ص263). إذن ليست روما ولكنها أمريكا وعقوبتها في الأسفار إما ربانية "رياح " كما سبق أو إعصار ((كيف صارت بابل دهشاً بين الشعوب ؟ طلع البحر على بابل فغمرها ، وصارت مدنها دمارا)وفي دانيال ومتّى "زلازل وأوبئة" على الأرض ولبابل -بلا ريب- النصيب الأوفر منها!!..وإما بشرية يرسلها الله : ((أيتها القائمة على المياه الغزيرة الكثيرة الكنوز ، قد حان أجلكِ ، بنفسه أقسم رب القوات : أملأك رجالاً كالجنادب فيصيحون عليك بهتاف الانتصار ؟ هو الذي صنع الأرض بقوته وثبّت الدنيا بحكمته)).[نفسه 51 : 13-14]و هنا هتاف المؤمنين:إنه هتاف عجيب فى أشعياء :((استيقظي استيقظي البسي ثياب فخرك يا أورشليم يا مدينة القدس فإنه لا يعود يدخلك أقلف ولا نجسانفضي الغبار حُلَّت قيود عنقك يا اسيرة)
والذي لا جدال فيه أن اليهود اليوم هم خليطٌ غريبٌ من حثالات شعوب كثيرة ، إلا أن أغلبهم من الأصل الخزري ، وربما كان في قوله ( حِثِّيَّة ) إشارة لهذا فالحثيون شعب مجهول ، كان يسكن في جهة الشمال بالنسبة للأرض المقدسة –في تركية اليوم- فلا يبعد أن يكون الموطن الأصلي للخزر ، أو أن المقصود الإشارة إلى تلك الجهة التي سيكون منها معظم اليهود لا سيما عند قيام رجسة الخراب "دولة إسرائيل".
لقد عجزت كل الحيل الصهيونية عن إثبات النسب السامي لليهود ولم يستطع أحدٌ ممن يوثق بعلمه من دارسي السلالات البشرية أن يشهد لهم بهذا !!كيف وهم من الفلاشا إلى المغاربة ومن الفرس إلى الأسبان ومن البولنديين إلى جنوب إفريقيه
ومن هنا كان سفر "هوشع" يقطع كل صلة لهؤلاء بالله ورسله ، حين رمز لهم بامرأة زانية تلد ولداً فيأمره الرب أن يسميه (يَزْراعيل) وهو الوادي الذي ستقع فيه معركة مجدو أو هرمجدون ، ثم تلد بنتاً فيأمره أن يسميها (غير مرحومة) ثم تلد ولداً فيقول الرب سمه (لا شعبي) أو (ليس شعبي) وهذا الرمز الأخير هو الذي يستخمه الكاثوليك ومن وافقهم في تسمية اليهود !!فنسبهم باطل وأمهم غير مرحومة وذريتهم ليست شعب الله !!
الثالث : أن الله سيعيدها إلى الأرض المقدسة للمحاكمة والعقوبة لا للصلح والمثوبة :يقول حزقيال :
((يقول السيد الرب : إني بيد قوية وذراعٍ مبسوطة وغضب مصبوب أملك عليكم وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي شُتِّتم فيها بيد قوية وذراعٍ مبسوطة وغضبٍ مصبوب ، وآتي إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجهاً لوجه كما حاكمت آباءكم في برية مصر)).[20 : 33-36]
وهذا إحالة إلى ما عاقبهم الله به من التيه أربعين سنة وما حل بهم هناك من العقوبات المتتابعة.ويوضحه ما في سفر صفينا :
((تكدّسي تكدّسي -في الترجمة الأخرى : تجمّعي تجمّعي- أيتها الأمة التي لا حياء لها قبل أن تطردوا كالعصافة العابرة في يوم واحد قبل أن يحل بكم اضطرام غضب الرب قبل أن يحل بكم يوم غضب الرب ! )).
ثم يتوجه بالخطاب إلى المظلومين المستضعفين في أرض فلسطين :((التمسوا الرب يا جميع وضعاء -في الترجمة الأخرى : يا بائسي- الرب الذين نفذوا حكمه ، التمسوا البر ، التمسوا الضعة فعسى أن تستتروا في يوم غضب الرب)) [2 : 1-3]وهكذا فاجتماعها إنما هو لحلول غضب الرب عليها ، وحينئذٍ تطرد وتذاد عن الأرض المقدسة كما تكون العصافة في البيدر ، تذهب بها الرياح كل مكان ، وينجو المستضعفون المتمسكون بحبل الله وتقواه.لكن الطرد لا يعني أنهم يستطيعون الفرار بل يلوذ بعضهم به عائدين إلى مواطنهم الأولى أو غيرها أما الأكثرون فمصيرهم كما في حزقيال :
((من حيث إنكم صرتم زغلاً فلذلك ها أنذا أجمعكم في وسط أورشليم جمع فضة ونحاس وحديد ورصاص وقصدير ، إلى وسط كور -(كير) (في الكاثوليكية : الأتون)- لنفخ النار عليها لسبكها ، كذلك أجمعكم بغضبي وسخطي وأطرحكم وأسبككم فأجمعكم فأنفخ عليكم في نار غضبي ، فتسبكون في وسطها كما تسبك الفضة في وسط الكور ، كذلك تسبكون في وسطها ، فتعلمون أني أنا الرب سكب سخطي عليكم)).[22 : 19-22]
تحدد الأسفار مصير شعب إسرائيل حين حلول يوم الغضب على النحو التالي :
أشعياء يخبر عن أنهم يفنون ويعاقبون إلا قليلاً منهم :((ها إن الرب يخرب الأرض ويدمرها، ويقلب وجهها، ويبدد سكانها، فيكون الكاهن كالشعب والسيد كالعبد والسيدة كخادمتها... تدنست الأرض تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع ونقضوا الحكم ونكثوا العهد الأبدي، فلذلك أكلت اللعنةُ الأرض وعوقب الساكنون فيها، ولذلك احترق سكان الأرض فبقي نفرٌ قليل)).[24 : 1 ، 5-6]
وفي زكريا تفصيل أكثر إذ يجعلهم أثلاثاً :((ثلثين منهما يُقطعان ويموتان ، والثلث يبقى فيها ، وأُدخل الثلث -الباقي- في النار وأمحّصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب)).[13 :7-9]
أما في حزقيال فهم كما قال :((أحرق ثلثاً بالنار … وخذ ثلثاً واضرب عليهم بالسيف … وذرّ ثلثاً للريح)) ثم يقول : ((وخذ من ذلك –(أي الثلث المشرد)- عدداً قليلاً وصرّه في ذيلك وخذ منه أيضاً وألقه في وسط النار وأحرقه بالنار ، من هناك تخرج نار على كل بيت إسرائيل)).[5 : 2-4]ويقول صفنيا :((وأبقي في وسطك –(يعني إسرائيل)- شعباً وضيعاً فقيراً ، فتعتصم باسم الرب بقية إسرائيل لا يرتكبون الظلم ، ولا ينطقون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم)).[3 : 12-13]
هذه البقية المؤمنة يصفها أشعياء :((تصير المدن خراباً بغير ساكن والبيوت بغير إنسان … وإن بقي فيها العشر من بعد فإنها تعود وتصير إلى الدمار ولكن كالبطمة والبلوطة التي بعد قطع أغصانها يبقى جذع فيكون جذعها زرعاً مقدساً)).[6 : 13]
لا خلاف بيننا وبين الأصوليين في أن سكان إسرائيل اليوم من اليهود كفار ليس بينهم معتصمب الله ولا مقدِّس ، ولكن الأصوليين يقولون إنه وفقاً لهذه النبوءات سوف يؤمن اليهود بالمسيح عند نزوله فتكون تلك البقية المقدسة.
أما نحن فنقول :حين يسترد المسلمون القدس ويدمرون الرجس تتحقق هذه النبوءات ، فمن اليهود من يُقتل، ومنهم من يفر ويتشتت في الأرض ، ومنهم من يبقى فيدخل في عهدنا وذمتنا ويرعى ولا يفزعه أحد ، ومنهم من يسلم وجهه لله ويهتدي وهو البقية المقدسة.ومن البقية التي تفر ومن اليهود الذين لم يأتوا إلى فلسطين أصلاً تكون البقية الأخيرة التي تتبع الدجال في آخر الزمان ، وحين ينزل عيسى u لا يكون هناك ثلاثة أثلاث ، بل نصفان : نصفٌ يُقتل ضمن المقتولين من جيش الدجال ، ونصفٌ يُسْلِم مع عيسى u لأنه كما ثبت عندنا بالخبر الصادق يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام أو السيف.
كيف يحل يوم غضب الله وتنـزل العقوبة على دولة الرجس والظلم عدوان "إسرائيل" : تحدثنا الأسفار بوضوح عن هذه الأمور :-
1- صفات الجيش المنتصر. انهيار الجيش الصهيوني.3 مصير الحلفاء الاستراتيجيين للدولة الصهيونية. وفي ثنايا كل سياق تتكرر أسباب العقوبة والخراب : ((الشرك بالله والكفر برسله والتمرد على أمره ، سفك الدم البريء ، والظلم والعدوان ، المكر والغش والغدر ، الفواحش ، اضطهاد البائس والأرملة))…إلخ. يبدأ الزمن الجديد بإعلان الجهاد والمرجو أن تكون هذه الانتفاضة هي بدايته فإن لم تكن فهي بلا شك تمهيد له. فلابد أن يعلن وأن تسقط الشعارات الأخرى. لقد وضع ناشرو الكتاب المقدس عنوان ((الزمن الجديد ويوم الرب)) لما جاء في سفر يوئيل عن تصور هذا اليوم العظيم ، الذي يبدأ بأن يتداعى جند الله للجهاد -بل إن السفر نفسه يدعو ويحض- ولأنه في الغالب جهاد شعوب لا تملك الطائرات والعتاد الثقيل ، بل أكثرهم لا يملك من الحديد إلا أدوات الفلاحة ، ولأن بعضهم أو أكثرهم من شعوب فقيرة ، اصطلت بنير الاحتكار الرأسمالي والربا اليهودي والتسلط الاستبدادي والحصار الأمريكي .. فهم ضعاف البنية ، ويداخلهم لأجل ذلك شيء من التخوف ، فالعدو جيش نووي قوي ووراءه بالطبع قوى عالمية حاشدة – لأن ذلك كله واقع تأتي البشرى لتنفض الوهن وتشحذا لعزائم :
((أعلنوا حرباً مقدسة وأنهضوا الأبطالوليتقدم رجال القتال ويصعدوااطرقوا محاريثكم سيوفاًومناجلكم رماحاًوليقل الضعيف : إني بطلاسرعوا وهلموايا جميع الأمم من كل ناحيةواجتمعوا هناك)).[4 : 9 – 11]
هكذا : جهاد وتوكل ، إعداد بحسب الاستطاعة ، لا استجداء للسلاح من أعداء
أما سفر أرمياء فيحث على مسابقة الزمن وتدمير دولة الترف ومجتمع العنف : ((أعلنوا عليها حرباً مقدسة قوموا نصعد عند الظهيرة ويل لنا فإن النهار قد مالوظلال المساء قد امتدت قوموا نصعد في الليلونهدم قصورها فإنه هكذا قال رب القوات إقطعوا خشباً واركموا على أورشليم مردوماً هذه هي المدينة التي ستفتقد التي ليس فيها إلا ظلم كما أن البئر تنبع مياهها فكذلك هي تنبع شرها فيها يسمع بالعنف والنهب وأمامي كل حين مرض وضربة))
((هوذا شعب مقبل من أرض الشمال وأمة عظيمة ناهضة من أقاصي الأرض قابضون على القوس والحربة قساة لا يرحمون صوتهم كهدير البحر وعلى الخيول راكبون مصطفون كرجل واحد للمعركة ضدَّكِ يا بنت صهيون)) [6 : 22 ،
ولأن السؤال يظل وارداً بإلحاح : أين الجيش الذي لا يقهر ؟ أين جيش الخراب المتسمي بجيش الدفاع ؟! يجيب سفر أشعياء جواباً قطعياً مختوماً بأن الرب ناداه : ((فهلمّ الآن واكتب ذلك على لوح أمامهم وارسمه في سفر ليكون لليوم الأخير دائماً وللأبد ! بما أنكم نبذتم هذه الكلمة وتوكلتم على الظلم والالتواء ! واعتمدتم عليها لذلك يكون هذا الاثم لكم كصدع يحصل فيتضخم في سور عالٍ فيحدث انهدامه بغتة على الفور فينهدم مثل إناء الخزّافين الذي يسحق بغير رفق فلا يوجد في مسحوقه شقفة لأخذ نار من الموقد !! أو لغرف ماء من الجب !!(و احب ان اذكركم ان اسرائيل تبنى الان هذا السور بأرتفاع 8 امتار و يمتد الى مأت الكيلومترات )ألف معاً تجاه تهديد واحد !!وتجاه تهديد خمسة تهربون !!حتى تتركوا كسارية على رأس الجبلوكراية على التلة)).[30 : 8
ويؤكد سفر عاموس ذلك :((قد أتت النهاية لشعبي إسرائيلفلا أعود أعفو عنه فتصير أغاني القصر ولوالاًفي ذلك اليوم ، يقول السيد الربوتكثر الجثثوتلقى في كل مكان بصمتأما صفات المجاهدين وبسالتهم فيرسمها يؤئيل في صورة بيانية بديعة :-
((كما ينتشر الفجر على الجبال شعب كثير مقتدرلم يكن له شبيه منذ الأزلولن يكون له من بعدإلى سني جيل وجيل.....قدامه النار تأكلوخلفه اللهيب يحرققدامه الأرض كجنة عدنوخلفه قفر وخرابولا ينجو منه شيءكمنظر الخيل منظرهومثل الفرسان يسرعونكصوت المركباتعلى رؤوس الجبال يقفزونكصوت لهيب النار الآكلة القشوكشعب مقتدر مصطف للقتالمن وجهه يرتعد الشعوبوجميع الوجوه قد شحبتكالأبطال يسرعونوكرجال الحرب يتسلقون السوروكل منهم يسير في طريقهولا يحيد عن سبلهولا يزاحم أحد أخاهبل يسيرون كل واحد في طريقهومن خلال السهام يهجمونولا يتبددونيثبون إلى المدينةويسرعون إلى السورويصعدون إلى البيوتويدخلون من النوافذ)).[2 : 2 – 9]
... ويصفها أشعياء هكذا :((فيرفع راية لأمة بعيدة ويصفر لها من أقصى الأرضفإذا بها مقبلة بسرعة وخفةليس فيها منهك ولا عاثرلاتنعس ولا تنامولا يحل حزام حقويهاولا يفك رباط نعليهاسهامها محددة وجميع قسيها مشدودةتحسب حوافر خيلها صواناً ومركباتها إعصاراًلها زئير كاللبؤةوهي تـزأر كالأشبال وتزمجر وتمسك الفريسةوتخطفها وليس من ينقذفتزمجر عليه في ذلك اليوم كزمجرة البحروتنظر إلى الأرض فإذا بالظلام والضيق وقد أظلم النور في غمام حالك) [1]).[5 : 26-30]
أما الأسرى الصهاينة فتحدد الأسفار مصيرهم هكذا :
في سفر التثنية :((ويردك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيداَ وإماءً وليس من يشتري)).[28 : 68]
ويوضحه ما في أرمياء :((هاأنذا أحاكمك على قولك لم أخطئ .. إنك تخزين من مصر كما خزيت من آشور))[2 : 35 ، 36]
((أعبدٌ إسرائيل أم هو مولود بيت ، عليه زأرة الأشبال وأطلقت أصواتها وجعلت أرضه دماراً ، ومدنه احترقت بلا ساكن فيها وبنو نوف وتحفنحيس -مدينتان مصريتان معروفتان في ذلك الوقت- أيضاً حلقوا هامتك)).[2 : 14-16]
لاشك أن المجاهدين سيكونون من كل بلاد الإسلام ولكن التبكيت والخزي بمصر له دلالته، فهي التي أخرجوا منها أول عهدهم حين أنجاهم الله من العبودية لآل فرعون ، والآن بسبب ردتهم -التي صرح بها السفر مراراً- سيعادون إليها عبيداً، لكن لا أحد يشتري هذه المرة..! لماذا..؟ لأنهم رجس..!فهم يحملون في أبدانهم فيروسات الايدز ، ويحملون في قلوبهم الحقد والغدر ، فلا يريدهم أحد ولو عبيداً وإماءً.وفي الاتجاه المقابل وفيما يشبه النفخ في الصور يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى ديارهم ويتداعى المسلمون بعد المعركة الكبرى والنصر العظيم إلى الأرض المباركة للزيارة والاعتكاف ، ولاسيما من العراق ومصر.
يقول أشعياء :((في ذلك اليوم يدوس الرب قمحه من مجرى النهر إلى وادي مصر ، وأنتم تلقطون واحداً فواحداً يا بني إسرائيل.وفي ذلك اليوم ينفخ في بوق عظيم ويأتي الهالكون في أرض آشور والمنفيون في أرض مصر ويسجدون للرب في جبل القدس في أورشليم)).[27 : 12 ، 13]
أما العراق فلأن الله قد فك عنهم الحصار الذي أهلكهم وأجهدهم !وأما مصر فلأنها تشعر بالحرج البالغ بسبب كامب ديفيد !
أما مصير الحليف الاستراتيجي فقد سبق ما يمهد لـه في الكلام عن نبوءة دانيال فهناك اتفقنا نحن وهم على أن الإمبراطورية الرومانية الجديدة هي ذلك الحليف ولكن لأن الذين كتبوا عن النبوءات قبل قيام دولة إسرائيل فسروا بابل الجديدة بأنها القديمة أي أن النبوءة قد مضت -أو فسروها بأنها "روما" مقر الكنيسة الكاثوليكية ، ولأن الذين كتبوا بعد قيام دولة الرجس أغفلوا هذا بل هم يزعمون أن عظمة أمريكا وقوتها هو ببركة نصرتها لإسرائيل- لأجل ذلك ضاعت الحقيقة عن مصير هذا الحليف المجرم.
فلنذكر نحن ما قالت الأسفار عن وصفه ومصيره :1)- يخاطب سفر أشعياء دولة الرجس قائلاً :
((إذا صرختِِ فلتنقذك مجموعاتك لكن الريح سترفعها جميعاً والنسيم يذبها أما الذي يعتصم بي فيملك الأرض ويرث جبل قدسي)).[57 : 13-14]وفي الترجمة
((ولكن الريح تحملهم كلهم تأخذهم نفخة أما المتوكل عليّ فيملك الأرض ويرث جبل قدسي)).ويذكرهم قائلاً : ((إذا مد الرب يده عثر الناصر وسقط المنصور وفنوا كلهم جميعاً))[13 : 3]2)- يصف أرمياء حال بابل الجديدة قائلاً :
((كيف كسرت وحطّمت مطرقة الأرض بأسرها ؟ كيف صارت بابل دهشاً عند الأمم ، نصبتُ لكِ فخاً فأُخذتِ يا بابل ولم تشعري ، لقد وجدتِ نقيضي عليكِ لأنك تحديتِ الرب)).[50 : 23-24]ويصفها بأنها :((اعتدّت بنفسها على الرب ...)) ويقول :((ها أنذا عليك أيها الاعتداد بالنفس.. لأنه قد أتي يومك وقت افتقادك ، سيعثر الاعتداد بالنفس ويسقط وليس أحد ينهضه وأوقد ناراً في مدنه فتلتهم كل ما حوله ومن أوصافها فيه :- أ – هي ((كأس ذهب بيد الرب ، تسكر كل الأرض . من خمرها شربت الأمم ولذلك فقدت رشدها)).[51 : 7]ب- ((قائمة على المياه الغزيرة)) و ((كثيرة الكنوز)).[51 : 13]
ج- هي خليط من الشعوب ولذلك هم عند بداية يوم غضب الله عليها ينصح بعضهم بعضاً : ((اهجروها ولنذهب كل واحد إلى أرضه فإن الحكم عليها بلغ أعلى السموات ورفع إلى الغيوم)).[51 : 9]3)- يذكر أشعياء أن العقوبة في يوم الغضب لا تختص بالرجسة وحدها بل :
((في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد ، لاوياثان الحية الهاربة، ولاوياثان الحية الملتوية ويقتل التنين الذي في البحر)).لقد حار شراحهم في تفسير ذلك ، ولكن المتأمل في قيام رجسة الخراب يجد أن ثلاث حيات أنشأتها :-1- الحية الهاربة التي أعطت وعد بلفور وهيأت للعصابات الصهيونية ثم هربت (بريطانيا).2- الحية الملتوية التي التفت على الأرض المقدسة وهي دولة صهيون.3- التنين أو الحية العظمى التي في البحر -إذ في البحر حاملات طائراتها ومدمراتها لإرهاب المسلمين- وهي أمريكا !!ويؤيد ما سبق (ص62 و 67) عن الوحش وأن التنين هو الذي يعطيه القدرة والملك.
إن الشراح البروتستانت -وإليهم تنتمي المدرسة الأصولية- يفسرون بابل بأنها الكنيسة الكاثوليكية في آخر الزمان -أي منذ بضعة قرون إلى نـزول المسيح- ويؤولون صفات بابل الجديدة الواردة آنفاً بأنها مدينة روما ويتنبأون بهلاكها.
والحقيقة أن هذا الوصف لا ينطبق على مدينة ضالة في تدينها بل هو على إمبراطورية ضالة في غطرستها وتحديها لخالقها اعتداداً بقوتها وهيمنتها ، ولذلك فمن السهل علينا إثبات خطأ " بيتـز " في شرح سفر الرؤيا ، وذلك بذكر الصفات التي ذكرها هو نقلاً عن السفر :-
أ- ((الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها)) (ص245). ب- ((المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي : شعوب وجموع وأمم وألسنة))
ج- بعد تدميرها ((يبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد ، بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز ..والعاج والخشب والنحاس والحديد والقرفة والبخور والطيب والخرد والزيت والحنطة والبهائم غنماً وخيلاً ومركبات... كل هذه البضائع تجارها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون ، ويقولون ويل ! ويل ! ... خربت في ساعة واحدة ! (انظر : ص259-260 ). إنها دولة الرفاهية والتجارة العالمية والشركات العملاقة ..فأين روما من هذا ؟ ثم يقول السفر (رفع ملاك واحد قوي حجراً كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً : هكذا بدفْعٍ سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد )) (ص262). ويقول :((لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم وفيها وجد دم (أتباع) أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض )) (ص263) وحينئذٍ كما يقول السفر : تهلل الشعوب ويهلل من في السماء قائلين :((المجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا لأن أحكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها)) (ص263). إذن ليست روما ولكنها أمريكا وعقوبتها في الأسفار إما ربانية "رياح " كما سبق أو إعصار ((كيف صارت بابل دهشاً بين الشعوب ؟ طلع البحر على بابل فغمرها ، وصارت مدنها دمارا)وفي دانيال ومتّى "زلازل وأوبئة" على الأرض ولبابل -بلا ريب- النصيب الأوفر منها!!..وإما بشرية يرسلها الله : ((أيتها القائمة على المياه الغزيرة الكثيرة الكنوز ، قد حان أجلكِ ، بنفسه أقسم رب القوات : أملأك رجالاً كالجنادب فيصيحون عليك بهتاف الانتصار ؟ هو الذي صنع الأرض بقوته وثبّت الدنيا بحكمته)).[نفسه 51 : 13-14]و هنا هتاف المؤمنين:إنه هتاف عجيب فى أشعياء :((استيقظي استيقظي البسي ثياب فخرك يا أورشليم يا مدينة القدس فإنه لا يعود يدخلك أقلف ولا نجسانفضي الغبار حُلَّت قيود عنقك يا اسيرة)