muslim
24-09-2006, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة حوارية في أسفار العز الماضية
السفر الثاني
معركة الثمان سنوات
عبدالجبارسعد
(سهيل اليماني )
كان الحاكم يلبس سترة عسكرية خضراء بلون الليمون الملتف شجره حول بغداد وكانت العربة تقطع بنا تلك الرياض النضرة التي تفوح منها روائح عطر الليمون المزهر وزهر البرتقال تذكرت عبارة الحاكم لابد لهذه القدم إن تطأ عرش الشيطان الأكبر عرش الشر العالمي مقر الكونجرس الأمريكي وتهشمه على رؤوس أصحابه إن شاء الله.
تذكرت قول الصحابي العظيم ربعي بن عامر وهو يخاطب رستم قائد الفرس وقد سأله رستم ما جاء بكم قال ربعي بن عامر:
- جئنا لنخرج العباد من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.
رأيت قدم الحاكم وقد التفت حولها حذاء الجندية السوداء وغلفتها حتى منتصف الساق فتصورتها وقد وقفت شامخة على سقف الكونجرس وتخيلت عرش الشيطان الأكبر وقد تشققت جدرانه تحت وطأتها.. وتأقزم الذين كانوا يسوسون العالم باسم شياطينهم فيه وتعملق سلطان الله في شخوص أوليائه من جند الله فوق مملكته."
فتذكرت في الوقت ذاته سيدنا ربعي بن عامر وهو يطأ بساط رستم بنعليه المخصوفتين ويغرز حربته على ذلك البساط وهو يقود بغلته عليها محتقراً أصحاب هذه الطنافس وزخارفهم الدنيوية معظماً لله وحده تمثلته وقد قرب من رستم وربط بغلته في أحد تلك الوسائد المبثوثة فوق ذلك البساط كان شامخاً شموخ المؤمن الذي لا ينحني إلا لله وحده وهكذا كان الحاكم جندياً أسلم وجهه وقبله وروحه لله وحده فلم يبق لغير الله فيه نصيب أو هكذا بدى لي.
-
-
-
- عدت اسأله لم لم تحدثنا عن حربك مع إيران؟
- وماذا احدثك عنها ؟
- يقولون أنك استمرأت حرب المسلمين وتدعي عداوة الكفار ويستشهدون بحربك الأولى والثانية .
- لا أقول رداً على ذلك إلا قول الحق جل وعلى:
"قل الله شهيد بيني وبينهم ومن عنده علم الكتاب".
- ماذا تعني سيادة الحاكم وماذا تريد أن تقول بصريح العبارة؟
- أعني أن الإمام قال غير ذلك وهو يوقع موافقته على وقف إطلاق النار بعد تلك الحرب الضروس وبعد إن لم يكن قابلاً به.
- أتراها كرامة أرادها الله لك؟
- بل اراها كرامة للحق ومن اقترب منه ومهانة للباطل ومن تعزز به مهما كانت صور القداسة التي يتحلى بها.
- ولكن لم يقل غير شيء واحد هو أنه يوقع الموافقة على وقف إطلاق النار وكأنه يتجرع السم وإنه يفعلها استجابة لأمر الله.
- ذلك ما نقصده تماماً.. اترى أن الله الذي استجاب هو لأمره بالتوقيع قد خذلهم وهم محقون أم أنه نصرنا ونحن مبطلون أم ترى الأمر غير ذلك أم أنه أراد أن يمنحهم شرف مقارعة وهزيمة الكفر وانصاره ويحرمنا هذا الشرف لأنا لسنا أهلاً له أم الأمر غير ذلك.
- ولكنك كنت المعتدي ولا اعتقد أن هناك من يشك في ذلك؟
-(تبسم بسخرية وقال) ومن هم هؤلاء الشهود العدول ؟؟
- نحن كنا حينها نبحث عن ممر لقواتنا لمقاتلة اليهود فيما كان الآخرون منشغلون بتكفيرنا وتحريض الرعايا علينا وقد أشتعلت البلاد نارا والتحريض منهم على اشده والطائرات تحلق وتغير والمطلوب امتداد الثورة من هناك إلى هنا فالعداء ابتدأه غيرنا .. قولا وعملا ..ولدينا كل الحقائق التي تشهد على ذلك أقلها الطيار الذي أسقطت طائراته وأسرناه قبل بداية حربنا الدفاعية .. فلم يكن بوسعنا غير حماية الدين والأرض والعرض.. لم يكن بالإمكان غير ذلك .. ألم يقل الله (والفتنة أكبر من القتل) أفكان علينا أن نرى الفتنة تجوس خلال ديارنا ونسكت عنها ؟ على أننا حين رأينا أننا قد حققنا الغرض الذي توخيناه من حربنا وهو إيقاف الفتنة مددناً أيادينا للصلح والسلم فلم يستجب لنا.
- كيف تريدني أن أقبل بالصلح بعد أن تكون قد دخلت داري وقتلت أهلي وشردتني منه وحين ينصرني الله عليك وأوشك أن اخرجك من داري تريدني أن اقبل بالسلام؟ !
- يصح هذا لو أن مطالبتنا بالسلام كانت في الفترة الأولى من الحرب ولكنا احتفظنا بالدعوة إلى السلام في كل مراحل الحرب ولم يكن لنا مطمع في حق من حقوق الغير كنا نطمع بأن يتعامل معنا إخواننا كمسلمين وبنديه كاملة وبغير استعلاء ونعتقد أن الله علم منا صدق الباطن فأعاننا بفضله على الظاهر والباطن معاً ونحمده على ذلك ونسأله الثبات على الحق المبين .. وعلى أية حال نحن لا ندعي لأنفسنا العصمة ولو أطلعت على رسالة كانت قد وجهت منا إلى حافظ الأسد لعلمت أننا ننظر إلى تلك الحرب نظر المنصف فارجع إلى الرسالة إن شئت.
- أنت يا سيادة الحاكم متهم بالديكتاتورية المطلقة؟
- ماذا تعني هذه الكلمة لو سمحت في قاموس من يطلقونها علي؟
- تعني أنك مستبد برأيك لا تسمع إلى رأى أحد غيرك ولا تتشاور مع زملائك في القيادة ولا زملائك من الحكام العرب في جميع الأمور التي تهم بلادك وبلاد العرب والمسلمين.
- في البداية اعتقد أنه لا يوجد مخلوق على وجه الأرض لا يسمع لرأي ومشورة غيره ثم يكتب له النجاح والديمومة لابد له أن يستشير حتى زوجته أو أولاده ذلك أن هذه الأرض تسير وفق نواميس العليم الحكيم والله وحده هو المتفرد بجلاله وسلطانه لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا مشيراً ولا وزيراً هو وحده الذي ليس له مشير يغشى ولا وزير يرشى ولا حاجب يخشى أما غير الله فلا تصلح أمورهم إلا ببعضهم ... ولكن هناك بطانة سوء وبطانة خير لكل حاكم وذي سلطان بل ولكل نبي وقد يميل إلى إحدى البطانتين فتطبع هذه البطانة تصرفاته بطابعها ويطبعها بطابعه فترى كأن الفرد هو الجماعة وكأن الجماعة هي الفرد ... فيختلط الأمر على الناظر كما قال الشاعر:
شف الإناء وشفت الخمر
فتشا كلا وتشابه الأمر
فكأنما خمر ولا قدح
وكأنما قدح ولا خمر
بالنسبة لإخواننا حكام العرب والمسلمين نحن لم نأل جهداً في مد يد العون لكل أحد منهم وطلب اللقاء والتناصر والتناصح غير أن الكثير من اخواننا هالهم ما ندعو إليه وعظم في قلوبهم هول ما نواجهه تخيلوا أننا نسير نحو الفناء المحتم , ولعلك سمعت المكالمة الهاتفية التي التقطت لحاكمين من حكام الجزيرة والخليج ... وما فيها من تهكم وسخرية بما نرمي إليه من محاربة اسرائيل وتحرير فلسطين وتعظيم لشأن إسرائيل ورؤوسها النووية وصواريخها.
إن كنت سمعت هذه المكالمة فكيف يمكنك أن تتصور مشورة بيننا وبين هؤلاء لتحرير أرض العرب وأرض الإسلام من اليهود.
أسألك بحق الله عليك كيف حدث أيها الأخ العزيز أن ثلاثة مليون يهودي على رقعة صغيرة من أرضنا تروع أكثر من مليار مسلم خمسهم من العرب وكأن هؤلاء الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة واخبرنا بمذلتهم قد اصبحوا بمنزلة الصواعق الالهية التي تحرق كل من فكر مجرد تفكير بدحرهم. من أين جاءت هذه الذلة إلى نفوس المسلمين إلا من حب الدنيا وكراهية الموت حتى ضرب الله عليها الوهن ونسيوا قول الله عزوجل أو أنهم لم يوقنوا به بعد أن سمعوه وعقلوه ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)
نحن في هذه الأرض حكاماً و محكومين نعتقد أنا أيقنا بهذا الكلام المحكم وعملنا بمقتضاه ولنا في الله اعظم الثقة أنه لن يخيبنا بحوله وقوته.. وإنا سنعيدهم كما كانوا أذلة خاسئين بعد أن نطهر أرض فلسطين وبيت المقدس منهم .. ونضرب عليهم الجزية إنشاء الله في سائر بقاع الدنيا التي لا نشك أن الله سيظهرنا عليها بحوله وقوته مصداقاً لقوله سبحانه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (ولو كره الكافرون ) (وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منكم ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً). (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين). (ولن يخلف الله الميعاد).
- ذكرت لنا أنكم تطمحون إلى حكم الدنيا باسم الله وتطمعون في تحرير فلسطين وبيت المقدس والهيمنة على البيت الأبيض والكرملين .. فأين الحرمان الشريفان منكم؟
- الحرمان الشريفان في ديارنا ديار المسلمين حتى لو أن حراب اليهود والنصارى مشرعة حولها بإذن حكامها وهي أولى بنا ونحن أولى بها وهل تظن أن مؤمناً يطيب لـه المقام قبل أن تتحرر مقدساته كلها من هيمنة أعداء الله ومن والاهم من أهل القبلة.
- لقد وصلت الغيرة الدينية والالم الصادق على مقدسات الإسلام بالسلطان صلاح الدين الإيوبي حداً جعله يحرم على نفسه الطيب والنساء حتى يتحرر بيت المقدس من قبضة الصليبيين فعلم الله منه صدق الغيرة فهيأ له أسباب النصر العظيم.
الذي جعلنا نردد أزجاله وأهازيجه اليوم مسمعين الدنيا إياه.
هاتي صلاح الدين .. ثانية فينا
وجددي حطين .. أو بعض حطينا
- أفترون أن بمقدوركم تجديد حطين مع وجود هذا التحالف العالمي والالتفاف الباطل مع إسرائيل؟
- نعتقد أن الله قادر على هزيمتهم أجمعين وقد اعددنا نحن ما استطعنا من قوة لذلك وبحمد الله فإن ما أعددناه فوق ما نحتاجه لكسر شوكتهم وتحقيق النصر عليهم ولكن اعتدادنا ليس به ولكن بنصر الله وحده. (وما النصر إلا من عند الله ) فبه قوتنا وعليه اعتمادنا.
قراءة حوارية في أسفار العز الماضية
السفر الثاني
معركة الثمان سنوات
عبدالجبارسعد
(سهيل اليماني )
كان الحاكم يلبس سترة عسكرية خضراء بلون الليمون الملتف شجره حول بغداد وكانت العربة تقطع بنا تلك الرياض النضرة التي تفوح منها روائح عطر الليمون المزهر وزهر البرتقال تذكرت عبارة الحاكم لابد لهذه القدم إن تطأ عرش الشيطان الأكبر عرش الشر العالمي مقر الكونجرس الأمريكي وتهشمه على رؤوس أصحابه إن شاء الله.
تذكرت قول الصحابي العظيم ربعي بن عامر وهو يخاطب رستم قائد الفرس وقد سأله رستم ما جاء بكم قال ربعي بن عامر:
- جئنا لنخرج العباد من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.
رأيت قدم الحاكم وقد التفت حولها حذاء الجندية السوداء وغلفتها حتى منتصف الساق فتصورتها وقد وقفت شامخة على سقف الكونجرس وتخيلت عرش الشيطان الأكبر وقد تشققت جدرانه تحت وطأتها.. وتأقزم الذين كانوا يسوسون العالم باسم شياطينهم فيه وتعملق سلطان الله في شخوص أوليائه من جند الله فوق مملكته."
فتذكرت في الوقت ذاته سيدنا ربعي بن عامر وهو يطأ بساط رستم بنعليه المخصوفتين ويغرز حربته على ذلك البساط وهو يقود بغلته عليها محتقراً أصحاب هذه الطنافس وزخارفهم الدنيوية معظماً لله وحده تمثلته وقد قرب من رستم وربط بغلته في أحد تلك الوسائد المبثوثة فوق ذلك البساط كان شامخاً شموخ المؤمن الذي لا ينحني إلا لله وحده وهكذا كان الحاكم جندياً أسلم وجهه وقبله وروحه لله وحده فلم يبق لغير الله فيه نصيب أو هكذا بدى لي.
-
-
-
- عدت اسأله لم لم تحدثنا عن حربك مع إيران؟
- وماذا احدثك عنها ؟
- يقولون أنك استمرأت حرب المسلمين وتدعي عداوة الكفار ويستشهدون بحربك الأولى والثانية .
- لا أقول رداً على ذلك إلا قول الحق جل وعلى:
"قل الله شهيد بيني وبينهم ومن عنده علم الكتاب".
- ماذا تعني سيادة الحاكم وماذا تريد أن تقول بصريح العبارة؟
- أعني أن الإمام قال غير ذلك وهو يوقع موافقته على وقف إطلاق النار بعد تلك الحرب الضروس وبعد إن لم يكن قابلاً به.
- أتراها كرامة أرادها الله لك؟
- بل اراها كرامة للحق ومن اقترب منه ومهانة للباطل ومن تعزز به مهما كانت صور القداسة التي يتحلى بها.
- ولكن لم يقل غير شيء واحد هو أنه يوقع الموافقة على وقف إطلاق النار وكأنه يتجرع السم وإنه يفعلها استجابة لأمر الله.
- ذلك ما نقصده تماماً.. اترى أن الله الذي استجاب هو لأمره بالتوقيع قد خذلهم وهم محقون أم أنه نصرنا ونحن مبطلون أم ترى الأمر غير ذلك أم أنه أراد أن يمنحهم شرف مقارعة وهزيمة الكفر وانصاره ويحرمنا هذا الشرف لأنا لسنا أهلاً له أم الأمر غير ذلك.
- ولكنك كنت المعتدي ولا اعتقد أن هناك من يشك في ذلك؟
-(تبسم بسخرية وقال) ومن هم هؤلاء الشهود العدول ؟؟
- نحن كنا حينها نبحث عن ممر لقواتنا لمقاتلة اليهود فيما كان الآخرون منشغلون بتكفيرنا وتحريض الرعايا علينا وقد أشتعلت البلاد نارا والتحريض منهم على اشده والطائرات تحلق وتغير والمطلوب امتداد الثورة من هناك إلى هنا فالعداء ابتدأه غيرنا .. قولا وعملا ..ولدينا كل الحقائق التي تشهد على ذلك أقلها الطيار الذي أسقطت طائراته وأسرناه قبل بداية حربنا الدفاعية .. فلم يكن بوسعنا غير حماية الدين والأرض والعرض.. لم يكن بالإمكان غير ذلك .. ألم يقل الله (والفتنة أكبر من القتل) أفكان علينا أن نرى الفتنة تجوس خلال ديارنا ونسكت عنها ؟ على أننا حين رأينا أننا قد حققنا الغرض الذي توخيناه من حربنا وهو إيقاف الفتنة مددناً أيادينا للصلح والسلم فلم يستجب لنا.
- كيف تريدني أن أقبل بالصلح بعد أن تكون قد دخلت داري وقتلت أهلي وشردتني منه وحين ينصرني الله عليك وأوشك أن اخرجك من داري تريدني أن اقبل بالسلام؟ !
- يصح هذا لو أن مطالبتنا بالسلام كانت في الفترة الأولى من الحرب ولكنا احتفظنا بالدعوة إلى السلام في كل مراحل الحرب ولم يكن لنا مطمع في حق من حقوق الغير كنا نطمع بأن يتعامل معنا إخواننا كمسلمين وبنديه كاملة وبغير استعلاء ونعتقد أن الله علم منا صدق الباطن فأعاننا بفضله على الظاهر والباطن معاً ونحمده على ذلك ونسأله الثبات على الحق المبين .. وعلى أية حال نحن لا ندعي لأنفسنا العصمة ولو أطلعت على رسالة كانت قد وجهت منا إلى حافظ الأسد لعلمت أننا ننظر إلى تلك الحرب نظر المنصف فارجع إلى الرسالة إن شئت.
- أنت يا سيادة الحاكم متهم بالديكتاتورية المطلقة؟
- ماذا تعني هذه الكلمة لو سمحت في قاموس من يطلقونها علي؟
- تعني أنك مستبد برأيك لا تسمع إلى رأى أحد غيرك ولا تتشاور مع زملائك في القيادة ولا زملائك من الحكام العرب في جميع الأمور التي تهم بلادك وبلاد العرب والمسلمين.
- في البداية اعتقد أنه لا يوجد مخلوق على وجه الأرض لا يسمع لرأي ومشورة غيره ثم يكتب له النجاح والديمومة لابد له أن يستشير حتى زوجته أو أولاده ذلك أن هذه الأرض تسير وفق نواميس العليم الحكيم والله وحده هو المتفرد بجلاله وسلطانه لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا مشيراً ولا وزيراً هو وحده الذي ليس له مشير يغشى ولا وزير يرشى ولا حاجب يخشى أما غير الله فلا تصلح أمورهم إلا ببعضهم ... ولكن هناك بطانة سوء وبطانة خير لكل حاكم وذي سلطان بل ولكل نبي وقد يميل إلى إحدى البطانتين فتطبع هذه البطانة تصرفاته بطابعها ويطبعها بطابعه فترى كأن الفرد هو الجماعة وكأن الجماعة هي الفرد ... فيختلط الأمر على الناظر كما قال الشاعر:
شف الإناء وشفت الخمر
فتشا كلا وتشابه الأمر
فكأنما خمر ولا قدح
وكأنما قدح ولا خمر
بالنسبة لإخواننا حكام العرب والمسلمين نحن لم نأل جهداً في مد يد العون لكل أحد منهم وطلب اللقاء والتناصر والتناصح غير أن الكثير من اخواننا هالهم ما ندعو إليه وعظم في قلوبهم هول ما نواجهه تخيلوا أننا نسير نحو الفناء المحتم , ولعلك سمعت المكالمة الهاتفية التي التقطت لحاكمين من حكام الجزيرة والخليج ... وما فيها من تهكم وسخرية بما نرمي إليه من محاربة اسرائيل وتحرير فلسطين وتعظيم لشأن إسرائيل ورؤوسها النووية وصواريخها.
إن كنت سمعت هذه المكالمة فكيف يمكنك أن تتصور مشورة بيننا وبين هؤلاء لتحرير أرض العرب وأرض الإسلام من اليهود.
أسألك بحق الله عليك كيف حدث أيها الأخ العزيز أن ثلاثة مليون يهودي على رقعة صغيرة من أرضنا تروع أكثر من مليار مسلم خمسهم من العرب وكأن هؤلاء الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة واخبرنا بمذلتهم قد اصبحوا بمنزلة الصواعق الالهية التي تحرق كل من فكر مجرد تفكير بدحرهم. من أين جاءت هذه الذلة إلى نفوس المسلمين إلا من حب الدنيا وكراهية الموت حتى ضرب الله عليها الوهن ونسيوا قول الله عزوجل أو أنهم لم يوقنوا به بعد أن سمعوه وعقلوه ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)
نحن في هذه الأرض حكاماً و محكومين نعتقد أنا أيقنا بهذا الكلام المحكم وعملنا بمقتضاه ولنا في الله اعظم الثقة أنه لن يخيبنا بحوله وقوته.. وإنا سنعيدهم كما كانوا أذلة خاسئين بعد أن نطهر أرض فلسطين وبيت المقدس منهم .. ونضرب عليهم الجزية إنشاء الله في سائر بقاع الدنيا التي لا نشك أن الله سيظهرنا عليها بحوله وقوته مصداقاً لقوله سبحانه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (ولو كره الكافرون ) (وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منكم ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً). (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين). (ولن يخلف الله الميعاد).
- ذكرت لنا أنكم تطمحون إلى حكم الدنيا باسم الله وتطمعون في تحرير فلسطين وبيت المقدس والهيمنة على البيت الأبيض والكرملين .. فأين الحرمان الشريفان منكم؟
- الحرمان الشريفان في ديارنا ديار المسلمين حتى لو أن حراب اليهود والنصارى مشرعة حولها بإذن حكامها وهي أولى بنا ونحن أولى بها وهل تظن أن مؤمناً يطيب لـه المقام قبل أن تتحرر مقدساته كلها من هيمنة أعداء الله ومن والاهم من أهل القبلة.
- لقد وصلت الغيرة الدينية والالم الصادق على مقدسات الإسلام بالسلطان صلاح الدين الإيوبي حداً جعله يحرم على نفسه الطيب والنساء حتى يتحرر بيت المقدس من قبضة الصليبيين فعلم الله منه صدق الغيرة فهيأ له أسباب النصر العظيم.
الذي جعلنا نردد أزجاله وأهازيجه اليوم مسمعين الدنيا إياه.
هاتي صلاح الدين .. ثانية فينا
وجددي حطين .. أو بعض حطينا
- أفترون أن بمقدوركم تجديد حطين مع وجود هذا التحالف العالمي والالتفاف الباطل مع إسرائيل؟
- نعتقد أن الله قادر على هزيمتهم أجمعين وقد اعددنا نحن ما استطعنا من قوة لذلك وبحمد الله فإن ما أعددناه فوق ما نحتاجه لكسر شوكتهم وتحقيق النصر عليهم ولكن اعتدادنا ليس به ولكن بنصر الله وحده. (وما النصر إلا من عند الله ) فبه قوتنا وعليه اعتمادنا.