المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوش في حديثه الأخير عن العراق: الأمور يمكن أن تسير نحو الأسوأ *



القعقاع المسلم
27-08-2006, 02:04 PM
شبكة البصرة
ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
في محاولاته اليائسة للدفاع عن سياسته في العراق، حاول الرئيس الأمريكي تغيير مجرى كلامه المعتاد عن البلاد. لم يستخدم أبداً كلمة "تقدم" في مؤتمراته الصحفية هذا الأسبوع بالعلاقة مع الوجود الأمريكي في العراق (كما كان يؤكد باستمرار سابقاً). وبدلاً من ذلك ذكر أن الأمور يمكن أن تسير نحو الأسوأ.

منذ غزو/ احتلال العراق حاول بوش باستمرار إقناع المجتمع الدولي بحصول مزيد من التقدم في هذا البلد الذي مزقته الحرب. مؤخراً ومنذ أسبوعين كرر الرئيس الأمريكي مقولته السابقة بأن الأمور في العراق هي أفضل مما هو متصور.. أن الحكومة العراقية "أظهرت تقدماً رائعاً على الجبهة السياسية"، وسمّاها في 17 آب/ أغسطس الجاري بـ "الإنجاز الرائع حقاً".

ولكن مع استمرار انزلاق العراق نحو حرب أهلية، أصبح بوش مُجبراً على حذف كذبة "التقدم" من حديثه عن العراق، حسب واشنطن بوست.

يشير هذا التوجه الجديد إلى أن حالة واسعة من التشاؤم أخذت تسيطر على إدارة بوش مع دخول الحرب في العراق عامها الرابع.. إن المشهد الذي خلفه الغزو/ الاحتلال وشكل تحولاً نحو الظلام، يصعب إيجاد حل له في الأمد القريب.

ينقل موظفو البيت الأبيض لمعارفهم خارج العلاقات الرسمية بأنهم يعانون من الإحباط بشأن الحرب في العراق. فحتى قتل من زُعم أنه قائد تنظيم القاعدة في العراق، لم يكبح العنف في البلاد.

في مؤتمره الصحفي ليوم الاثنين، أعترف بوش بأنه فاقد الأمل أيضاً. سأل نفسه: محبط؟.."أشعر أحياناً بالإحباط.. قلّما أندهش.. سعيد في بعض الأحيان.. لكن الحرب ليست وقتاً للبهجة.. إنها ليست وقت فرح.. إنها أوقات التحدي، وهي أوقات صعبة تُنهك القوى العقلية والنفسية لبلادنا.

يُشكل هذا الاعتراف تغييراً مفاجئاً ومثيراً، وأيضاً تحولاً عن ما اعتبره النقاد الصورة الوردية المفرطة عن العراق. ففي ظروف "العنف الطائفي" المسؤول عن قتل آلاف العراقيين شهرياً، شعر البيت الأبيض بالحاجة إلى الاقتراب والتواصل مع قلق الرأي العام الأمريكي، حسب قول المحليين.

ولكن مع قرب حلول الانتخابات الفصلية/ النصفية لأعضاء الكونغرس الأمريكي- بعد شهرين ونصف الشهر- تحاول الإدارة الأمريكية تحويل أو توجيه النقاش العام من مسألة تبرير الحرب على العراق إلى: ماذا سيحصل في حالة مغادرة القوات الأمريكية للعراق، كما يُطالب بعض الديمقراطيين. إن ضرورة عدم الإخفاق، حسب ما يعتقد مساعدو بوش، هي قضية أكثر إلحاحاً في الوقت الراهن من احتمالات النجاح.



حديث دفاعي أخير

مستخدماً ألفاظاً مثل "فوضى/ خراب/ تدمير"، لكنه (بوش) لم يُلمح في حديثه الأخير إلى "تقدم" الوضع في العراق. وبدلاً من ذلك تساءل: "إذا كنت ترى أن الوضع سيء الآن.. تَصَوَّرْ كيف سيكون العراق إذا ما تركت الولايات المتحدة العراق قبل أن تستطيع حكومته الدفاع عن نفسها."

كريستوفر غيلبي، الذي أعدّ دراسة عن الرأي العام أثناء الحرب وكان لها تأثيرها عند البيت الأبيض، قال: أن بوش يملك خيارات قليلة.. "سيظهر غبياً وغير موثوق" إذا ما قال: "نحن نحقق تقدماً في العراق،" يستمر غيلبي في قوله "الاحتمال الذي أتصوره هو أنه يرغب أن يقول ذلك، ولكن مثل هذا القول (التقدم) بعيد عن ما يحدث على أرض الواقع. وهنا يكمن التراجع... إذا كان الشيء الوحيد الذي تستطيع قوله هو (نعم)، فهذا سيء، لكنه يمكن أن يكون أسوأ، وهذا في الحقيقة مغزى الحديث الدفاعي الأخير."

السيناتور جون مكين (أريزونا)- المؤيد للحرب- يقول أن على إدارة بوش أن تلوم نفسها فقط بسبب احتضانها توقعات بعيدة عن الواقع. "إن الخطأ الأكبر الذي ارتكبناه هو الاستخفاف بحجم المهمة (الغزو/ الاحتلال) والتضحيات التي تطلبتها،".. يستمر في قوله "حصول غرور بإنجاز المهمة وتصور التضحية بقلة من أعزائنا.. أنا أكثر اطلاعاً تماماً وأكثر خبرة بمثل هذه التصريحات من أي شخص آخر لأنها تؤلمني كثيراً.. نحن لم نخبر الشعب الأمريكي كم أن هذه المهمة ستكون صعبة وعسيرة." يستمر بقوله: "أن مثل هذا التصريح في إعلان الحقيقة كان يمكن أن يساهم بدرجة ضخمة في مواجهة حالة الإحباط التي يعاني منها الأمريكيون بعد أن انقادوا إلى الاعتقاد بأن هذه المهمة ستكون كمثل قضاء يوم على الشاطئ."

يوافق السيناتور لندسي كراهام على حديث زميله بقوله "أرى أننا بالغنا كثيراً عندما افترضنا سهولة الطريق نحو إقامة الديمقراطية. أتصور أننا أخطأنا كثيراً بشأن كلفة إعادة بناء العراق."

يشير حديثه المتضمن اتجاه الأمور نحو الأسوأ في العراق إلى مدى الإحباط الذي يشعر به بوش حالياً. وفوق ذلك أخذ يتساءل عن مدى فعالية رأس الحكومة الجديدة في العراق المحتل - نوري المالكي- ويشعر بخيبة أمل من غياب/ ضعف التأييد الشعبي لوجود القوات الأمريكية في العراق! حسب الرسميين ممن اجتمعوا به مؤخراً.

يُحاول الرئيس الأمريكي كذلك تغيير تكتيكاته بغية التعامل مع التهديدات الناشئة في العراق. بل ويعمل في جلساته الخاصة الحصول على نصائح تساعده في اتخاذ خطوات أبعد. استقبل الأسبوع الماضي أربعة خبراء من الشرق الأوسط بهدف التماس أفكار جديدة بشأن كيفية تحقيق الاستقرار في العراق.

"يمكنني القول أنه كان قلقاً جداً بشأن الخسارة البشرية من الأمريكيين ، وكم أن هذه الخسارة ستكلف دافع الضرائب الأمريكي،" حسب إيريك دافيس بروفسور جامعي كان من بين المدعوين، حيث نصح بوش أن ينطلق بأسلوب جديد باتجاه التعامل مع برنامج اقتصادي جديد في العراق.

مممممممممممممممممممممممممممـ

* Bush s` latest Iraq argument: Things could be worse, Aljazeera.com- 24 August, 2006.

شبكة البصرة

الجمعة 1 شعبان 1427 / 25 آب 2006

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2006/0806/rshid_250806.htm


إنه عراق صدام
عاشت المقاومة العراقية المسلحة