المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل حقا انتصر حزب الشيطان الشيعي في الحرب؟!



البصري
21-08-2006, 10:56 AM
مقتطف مِن مقال كُتِب في "مفكرة الإسلام" : ـ

[[ الحديث عن الانتصار في معركة حربية لابد وأن ينطلق من الأهداف المحددة التي رسمها هذا الطرف أو ذاك لخوض المعركة، والأجندة التي تبناها ومن أجل مفرداتها غامر بإشعال تلك الحرب.

حقيقة ما قاله حزب الشيطان الشيعي من أن السعي من وراء العملية التي قام بها وأسفرت عن أسر جنديين "إسرائيليين" ومقتل ثمانية في ( زورٌ وكذب وبُهتان وزيف )12 يوليو الماضي -هو تحرير الأسرى واستعادة شبعا اللبنانية التي تحتلها "إسرائيل".

ومن المفترض في جردة الحساب الختامية التي منها ينطلق مفهوم النصر أو الهزيمة أن يحقق الطرف الذي يدعى النصر بعضا من تلك الأهداف، أو على أقل تقدير أن يحافظ على قدر من المكاسب قد سبق وحققها.

وعلى مستوى تلك الحرب وفيما يخص حزب الشيطان الشيعي نجد أن الأمر جد مختلف، فكيف يعد منتصرا ويزف البشرى للجماهير ويلهب مشاعرها بأحاديث النصر و"إسرائيل" تحتل أجزاء من الجنوب لم تكن تحتلها من قبل وتفرض الحصار البري والبحري والجوي على لبنان كلها؟

أمن قبيل الانتصار للحزب وأجندته أن يعلن رئيس الأركان "الإسرائيلي" دان حلوتس أن الجيش قد يبقى لأشهر في المنطقة الحدودية في جنوبي لبنان، ويعلن مدينة عيترون منطقة عسكرية محظورة على المدنيين؟!

وكيف يراد لنا أن نصدق نصره وهو مع ما أعلنه من صمود أمام الآلة الحربية العسكرية "الإسرائيلية" كان يستجدى وقفا لإطلاق النار ولم يتمكن من حماية لبنان من التدمير؟ حيث دمر أكثر من‏15‏ ألف منزل بالكامل، ونحو 900 مبنى ومحل تجاري، هذا فضلا عن البنية التحتية من محطات الكهرباء والجسور والتي تبلغ تكلفتها 3.5 مليار دولار، و‏فر أكثر من‏916‏ ألف لبناني من منازلهم وهو ما يشكل ربع عدد السكان تقريبا، وبلغ عدد القتلى والجرحى‏ نحو‏1100‏ قتيل و‏3700‏ جريح غالبيتهم العظمي من المدنيين؟!

وكيف لنا أن نخدع بنصره المدعى وهو يقبل بوقف إطلاق النار لا يرقى إلى أدني مستوى من الطموحات التي كان يريد تنفيذها اللهم إلا إذا كان مصدقا أن القرار 1701 هو في ذاته انتصارا ساحقا وبنوده تشكل نصرا حاسما على العدو" الإسرائيلي" وهي البنود التي تتغافل عن الجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين اللبنانيين، وكأن أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم شئ لا يستحق الالتفات .. وهو ذاته القرار الذي يمنح "إسرائيل" الحق في شن هجمات داخل الأرض اللبنانية بذريعة أنها "هجمات دفاعية" .. وهو كذلك القرار الذي يتجاهل شبعا المحتلة ويجعلها "بند" يبحث فيما بعد .. ولم يعالج مسألة الأسرى والمعتقلين والمختطفين اللبنانيين في السجون "الإسرائيلية" وجعلها أيضا "بند" يتم فيما بعد تناوله ؟!

فهل هذا وغيره من بنود انهزامية أرتآهاعدو الله وحزبه نصرا استراتيجيا وتاريخيا مظفرا يُزف إلى الناس ؟!!

من هذه الزوايا يمكن النظر إلى حقيقة الانتصار الذي يدعيه حزب الشيطان الشيعي ومدى مصداقيته ومطابقته لمجريات الأحداث في الواقع، ولكن حزب الشيطان الشيعي فيما يبدو ينظر لحقيقة الانتصار من زاويا مغايرة طالما مجت من مشاهدتها الجماهير العربية ولكنها للأسف مشاهد طوتها ذاكرة الشعب العربي، ولكن حفظتها ذاكرة التاريخ.

كانت زاوية النظر بذاتها التي راجت وانطلت على الأمة وصدقتها إلى حين عام 1967 بأنه ما بقى [ جمال عبد الناصر] حيا والنظام في البلد قائما لم يمح فقد انتصر العرب عن بكرة أبيهم على العدو "الإسرائيلي" الذي لم يستطع النيل من الزعيم ونظامه، ولا بأس إن احتلت الأرض وقتل من قتل وشرد من شرد وهدم ما هدم من البيوت والبنى التحتية، فما فوق البلد قد عاش ومن فوق الشعوب قد بقي، وهذا هو المهم!!

ذات المشهد ونفس المشاعر هي التي خالطت نفوسا متعطشة لنصر حتى وإن كان لا ينالها منه سوى الاسم فقط بل وتقدم في سبيله تضحيات وهو في الحقيقة خداع بصر جرها إليه "قابليتها المؤقتة" لتصديق الزعامات الورقية وحاجتها في سنوات القهر والذل لمفردات الـ "نصر" التي غابت عن أجيالا بكاملها تربت على مفاهيم الانكسار والهزيمة النفسية.

حقيقة نتلمس من الأعذار لهذه الشعوب التي تشرئب أعناقها وتطمح نفسها لنصر يتوج هامتها وهامة أمتها فقد طال الظلام والكبت وتسرب كثير من اليأس إلى النفس من مرارة الهزائم وعلقم الخيانات المتوالية، ولكن كيف نتلمس العذر لمن يزيف على الأمة مفاهيم النصر ويدغدغ مشاعرها ببريق الشعارات ويقدم تضحياتها قربانا لأجندته وطموحاته التي لم تلتقي مع طموحاتها وتطلعاتها يوما.]]

( منقول بتصرّف ) .
ـــــــــــــــــــــــــــ

الوعد الصادق ينتهي بوهمٍ كاذب / وليد نور "مفكرةالاسلام :ـ

[[ ما بين الخطاب الذي ألقاه "قبيح عدوالله الأمين العام لحزب الشيطان الشيعي وأعلن فيه (زوراً وبهتاناً)تفاصيل عملية "الوعد الصادق" مهددًا "إسرائيل" بتغيير قواعد اللعبة، وما بين خطابه الذي أعلن فيه قبول الحزب قرار مجلس الأمن رقم 1701، شهدت لبنان حربًا لا هوادة فيها، توعد عدوالله إسرائيل في العلن بمفاجآت غير مسبوقة، وتوعد رجاله - بعيدًا عن وسائل الإعلام - الجبهة السنية التي لم تقف معهم، وأولئك اللبنانيين من الطوائف الأخرى بيوم للحساب ينتظرهم بعد نهاية الحرب، وفي غضون ذلك كانت الشعوب المسلمة الساذجة تهتف باسم عدوالله ورجاله غير أنه فجأة انتهت الحرب، وتوقفت الخطب الرنانة، فبماذا انتهى الوعد الصادق، هل تراه انتهى بنصر مظفر أم أن الأمر لا يعدو كونه وهمًا كاذبًا، وسرابًا سرعان ما يزول كما زال سراب النصر الأتاتوركي الزائف على الحلفاء؟ ( إذن هي اتفاقية بين اليهود وإخوانهم الشيعة برمزهم "حزب الشيطان"

من انتصر؟

أول سؤال تبادر إلى الأذهان بعد توقف الحرب بين "حزب الشيطان الشيعي" و"إسرائيل"؛ هو من انتصر؟، ومن هزم؟ وحقيقة فإنه من الصعب القول بانتصار طرف وهزيمة طرف آخر، وهو ما توقعه المراقبون منذ اليوم الأول للحرب فسير الحرب كان يشير إلى أن الحرب ستنتهي بدون هزيمة طرف وفوز آخر، ( والحقيقة هنالك انتصار للجهة التي أوجدت إتّفاق الحرب "الوهمية" بين الطرف الواحد؛ اليهود والنصارى والمجوس) وباتت المشكلة الحقيقية لدى الطرفين هو: ما هو الطريق الأنسب لإنهاء الحرب ولإعلان النصر في الوقت ذاته، فمنذ اليوم الأول والطرفان يحاربان من أجل وضع مفهوم خاص للنصر يبرر الحرب ويصلح أن يكون تكأة لإعلان النصر، فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يريد أن يُنظر إلى إسرائيل على أنها حققت نصراً مدوياً على "الشيطان الشيعي" عندما يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار لما لذلك من أهمية بالغة بالنسبة له سياسياً، لذلك لجأت إسرائيل إلى شن العديد من الغارات الجوية خاصة في اليومين اللذين سبقا بدء وقف إطلاق النار.

أما الشيطان الشيعي فحاول التأكيد على أن النصر في مفهومه يتمثل (بالاتّفاق مع إخوانهم اليهود) في تلافي الهزيمة، والحفاظ على قدراته القتالية، حتى وإن دمرت لبنان شمالاً وجنوبًا، فيكفى أن الحزب لا يزال يحافظ على كيانه وقدراته،.
والمتابع للأمر يدرك أن هذه النتيجة التي انتهت إليها الحرب كانت أمرًا متوقعًا من اليوم الأول، فتلك هي طبيعة حروب قواعد تغيير اللعبة، ( لماذا لم يضرب حزب الشيطان الشيعي الكيمياويات في حيفا ، ولم يضرب تل أبيب !!).
من جهتها فإن إسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الشيطان الشيعي وتدميره ليس لقدراته وقوته، ولكن لأنه حزب منضبط (متعاون منفّذ لرغبات أسياده ) .
ثم إن زوال حزب الشيطان الشيعي من جنوب لبنان كفيل بصعود مقاومة سنية بديلة وهو أمر لا تقبله إسرائيل بتاتًا، فالمشروع الشيعي مشروعً منضبطً لا يرفض التعاون والتفاوض؛ بل قد يبادر إلى التعاون مثلما حدث من إيران في أفغانستان والعراق، ومثلما حدث من حزب الشيطان الشيعي قديمًا عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان، أما المشروع السني المقاومة فهو مشروع مزعج ولا يقبل التفاوض أو المساومة والوقائع على ذلك كثيرة بدءً من طالبان في أفغانستان وانتهاءً بالمقاومة الفلسطينية ومرورًا بالمقاومة العراقية، فعلى الرغم من المحاولات الأمريكية الكثيرة لفتح بابًٍ للتفاوض مع المشروع السني إلا إن دومًا كان يقوم المشروع السني بإغلاق هذا الباب، لذلك فإن المشروع الشيعي يبقي أفضل من المشروع السني.

لهذا نستطيع أن نقول: إن الحرب التي شهدتها لبنان لم تكن حرب تحرير من قبل "الشيطان الشيعي" ولا حرب تدمير من قبل "إسرائيل" لحزب الشيطان الشيعي، ولكنها كانت حربا( متفقّاً عليها سلفاً) لتحريك الأوضاع السياسية وإعادة ترتيب ميزان القوى.]].

(منقول بتصرف) .