صدام فلسطين
25-07-2004, 01:28 AM
من يعالج بوش من عقدة صدام المزمنة ؟
تقارير رئيسية :عام :الجمعة 14 جمادى الأولي 1425هـ - 2يوليو 2004
مفكرة الإسلام: ربما يمكن علاج المرضى من عقدة أوديب أو عقدة إليكترا أو عقدة النقص أو عقدة نابليون أو عقدة هرقليز أو النرجسية أو الشعور بالسادية ... ربما , لكن ما يستحيل علاجه الآن هو عقدة صدام التي ألمت بالرئيس الأمريكي جورج بوش وحارت معها كل الأدوية الممكنة!!
إنها مسألة مغرقة في طرافتها , ومغرقة في آلامها في آن معا . فأما الأولى فلأن زعيم القطب الأوحد يجهد عبثا في الانتقام من صدام ويجهد عبثا كذلك في تحقيق انتصار لنفسه ولكنه دوما يبوء بالفشل.
وأما الثانية ؛ فلأن جورج بوش جر العالم من ورائه إلى عمليات خرقاء أضرت بالشعب العراقي والعرب والعالم الإسلامي وخلفت وراءها مآس مؤلمة.
نعود إلى عبثية الفعل الجورجي ؛ أو لنقل : أعراض 'عقدة صدام' , هذه العقدة التي أشربها جورج الابن من والده الذي خرج من البيت الأبيض صفر اليدين بينما كانت الوفود تصل إلى بهو فندق الرشيد بالعاصمة العراقية بعد أن تطأ صورة كبيرة لجورج بوش الأب في أرضية دخل الفندق.
الصورة لا شك كانت مستفزة , لكن لا يقاس بجوارها الاستفزاز الذي اعترى كامل الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها وقد شدت الأحزمة على بطون ثكالى ويتامى وأيامى العراق بسبب الحصار الجائر الذي فرضه صاحب الصورة على أمة كاملة .. هذه الصورة بوضعها الاستفزازي انقدحت في مخيلة الابن بوش حتى قبل أن يحوز أهداب السلطة ويفتح ملف العراق.
[الابن بوش كان 'بارا' بوالده حتى أوصله إلى سدة الحكم , أما الآن فلا يريد من أحدٍ أن يذكره بفترة حكم والده لأنها تحمل ـ ببساطة ـ شؤم خسارة انتخابات الرئاسة الثانية...]
على أية حال , فالعقدة كانت مستحكمة بعقل الابن , فصدام أهان 'آل بوش العظام' ولابد من رد الإهانة !! كما وأن بوش الابن يؤمن برؤية توراتية ترى دمار 'إسرائيل' الثاني من 'بابل' كما كان أول مرة , وبالتالي 'فلابد من تصحيح أخطاء الرب'!! تعالى الله عما يفترون علوا كبيرا , ولا بد من إطاحة صدام الذي يبني 'مملكة بابل الأخيرة' وفقا لبعض التفسيرات التوراتية التي ترى أوصاف مدمر نصف بابل منطبقة على صدام! .. صدام كذلك لابد من إسقاطه لتحقيق حلم لطالما عير الأمريكيون والده بفشله في تحقيقه .. لا بد من إطاحة صدام كذلك لأن 'إسرائيل' تريد ذلك.
ولقد تحقق للابن ما تمنى , لكنه لا يصنع القدر ؛ إذ أبقى الله لبوش من عدوه صدام ما يسؤه , وقضت لله حكمة أن كلما أراد بوش أن يفيد من إهانة الرئيس العراقي الأسير كلما انقلب سحر بوش عليه وبالا.
فلقد سقط صدام وسقطت دولته , غير أن الله قضى أن تنفجر الثورة في وجه بوش وتنفضح الألاعيب ؛ إذ لا أسلحة دمار .. لا تهديد للدول .. ولا إرهاب أيضا , وإنما صنع 'الإرهاب' من بعد أن دنست أقدام الغزاة أرض بغداد الرشيد وأصبحت العراق من بعد صدام بؤرة انطلاق لـ'المناضلين ضد الهيمنة الأمريكية' , وبفعل سياسة خرقاء ؛ فقد 'نجح' بوش في تقريب تنظيم القاعدة من المياه الدافئة !! .. ومن عجائب قدر الله أن يطلب بوش في أول عدوانه على أفغانستان رأس زعيم القاعدة ويضرب مكافأة لرأسه تقدر بـ25 مليونا , ثم تتراجع من بعد طموحاته بعد أن أيس من تحقيق ما تمنى , فيرصد بالأمس مكافأة بنفس القدر لشخص كان من قريب مجهولا ولم يعرف عنه حتى أنه كان من الصف الثالث من أتباع بن لادن .. وكأن الله قضى بأن تتراجع طموحات بوش القهقرى حتى يبيت مشغولا بتحديد أسعار 'الرؤوس' المطلوبة ولا يظفر بأي منها !!
سقط صدام و فصارت جماعات المقاومة لا تعد ولا تحصى من كل نحلة ومن كل سبيل , وإذا شعبية الرئيس الفاشل تزداد تراجعا !!
وأسر صدام وأراد بوش أن يهتبل فرصته الذهبية لنيل رضى الأمريكيين ؛ فازداد بؤسه لما انتقد العالم كله الصورة اللإنسانية التي بدا بها صدام حسين , وتعاطف مع صدام يومها من كان بالأمس يهجوه , وتفاعلت قضية التعامل اللإنساني مع أسير حرب تنطبق عليه اتفاقية جنيف بكل حذافيرها في الولايات المتحدة الأمريكية, ومثلما كان صار : انخفضت شعبية بوش مرة أخرى !!
وبالأمس عرضت صور صدام .. تكلم الرجل بكل ثقة .. لم يبد مطلقا كما صوروه ... جلس رابط الجأش .. خرجت كلماته مرتبة وبينة .. ومن عجائب القدر كذلك أن تفشل كل الآلة الإعلامية التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية , ويفشل خبراؤها الإعلاميون المشهود لهم بالكفاءة ـ وكان الوقت بين يديهم ـ في تشويه صورة الرجل والانتقاص من قدره , بل على النقيض فقد خسر الأمريكيون كثيرا جدا بعرض الجلسة الافتتاحية لمحاكمته .. ومعها أيضا تدنت شعبية بوش !! ..
إنها العقدة الملازمة لبوش الابن أينما تحرك وكيفما سكن 'صدام حسين' , ولقد أثبتت استطلاعات الرأي على الصعيدين العربي والأمريكي أن صدام قد أفاد شعبيا كثيرا من بث صور المحاكمة , وازدادت شعبية غريمه تدنيا.
لقد رأى الشعب العربي الرئيس العراقي بوجه مألوف يعرفونه وقد دب شيب المهابة في لحيته .
هذا الشعب ألف أن يرى 'بنات الليل' ـ وحدهن ـ وهم يخبئن وجوههن خوفا من 'الفضيحة' لدى ضبطهن , ولقد رأى وجه القاضي وقد قص شعر رأسه كصرعة الأمريكيين واحتمى بحراسهم ؛ ومع هذا ضن علينا برؤية وجهه كاملا .. ربما أيضا خوفا من 'الفضيحة' ..
على كل , لا ضير ؛ فقد رأينا شق وجهه الأيمن .. ومن يأتنا بسرعة بصورة الشق الأيسر فسنمنحه ـ غير حانثين ـ 25 ... سنتاً !!
تقارير رئيسية :عام :الجمعة 14 جمادى الأولي 1425هـ - 2يوليو 2004
مفكرة الإسلام: ربما يمكن علاج المرضى من عقدة أوديب أو عقدة إليكترا أو عقدة النقص أو عقدة نابليون أو عقدة هرقليز أو النرجسية أو الشعور بالسادية ... ربما , لكن ما يستحيل علاجه الآن هو عقدة صدام التي ألمت بالرئيس الأمريكي جورج بوش وحارت معها كل الأدوية الممكنة!!
إنها مسألة مغرقة في طرافتها , ومغرقة في آلامها في آن معا . فأما الأولى فلأن زعيم القطب الأوحد يجهد عبثا في الانتقام من صدام ويجهد عبثا كذلك في تحقيق انتصار لنفسه ولكنه دوما يبوء بالفشل.
وأما الثانية ؛ فلأن جورج بوش جر العالم من ورائه إلى عمليات خرقاء أضرت بالشعب العراقي والعرب والعالم الإسلامي وخلفت وراءها مآس مؤلمة.
نعود إلى عبثية الفعل الجورجي ؛ أو لنقل : أعراض 'عقدة صدام' , هذه العقدة التي أشربها جورج الابن من والده الذي خرج من البيت الأبيض صفر اليدين بينما كانت الوفود تصل إلى بهو فندق الرشيد بالعاصمة العراقية بعد أن تطأ صورة كبيرة لجورج بوش الأب في أرضية دخل الفندق.
الصورة لا شك كانت مستفزة , لكن لا يقاس بجوارها الاستفزاز الذي اعترى كامل الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها وقد شدت الأحزمة على بطون ثكالى ويتامى وأيامى العراق بسبب الحصار الجائر الذي فرضه صاحب الصورة على أمة كاملة .. هذه الصورة بوضعها الاستفزازي انقدحت في مخيلة الابن بوش حتى قبل أن يحوز أهداب السلطة ويفتح ملف العراق.
[الابن بوش كان 'بارا' بوالده حتى أوصله إلى سدة الحكم , أما الآن فلا يريد من أحدٍ أن يذكره بفترة حكم والده لأنها تحمل ـ ببساطة ـ شؤم خسارة انتخابات الرئاسة الثانية...]
على أية حال , فالعقدة كانت مستحكمة بعقل الابن , فصدام أهان 'آل بوش العظام' ولابد من رد الإهانة !! كما وأن بوش الابن يؤمن برؤية توراتية ترى دمار 'إسرائيل' الثاني من 'بابل' كما كان أول مرة , وبالتالي 'فلابد من تصحيح أخطاء الرب'!! تعالى الله عما يفترون علوا كبيرا , ولا بد من إطاحة صدام الذي يبني 'مملكة بابل الأخيرة' وفقا لبعض التفسيرات التوراتية التي ترى أوصاف مدمر نصف بابل منطبقة على صدام! .. صدام كذلك لابد من إسقاطه لتحقيق حلم لطالما عير الأمريكيون والده بفشله في تحقيقه .. لا بد من إطاحة صدام كذلك لأن 'إسرائيل' تريد ذلك.
ولقد تحقق للابن ما تمنى , لكنه لا يصنع القدر ؛ إذ أبقى الله لبوش من عدوه صدام ما يسؤه , وقضت لله حكمة أن كلما أراد بوش أن يفيد من إهانة الرئيس العراقي الأسير كلما انقلب سحر بوش عليه وبالا.
فلقد سقط صدام وسقطت دولته , غير أن الله قضى أن تنفجر الثورة في وجه بوش وتنفضح الألاعيب ؛ إذ لا أسلحة دمار .. لا تهديد للدول .. ولا إرهاب أيضا , وإنما صنع 'الإرهاب' من بعد أن دنست أقدام الغزاة أرض بغداد الرشيد وأصبحت العراق من بعد صدام بؤرة انطلاق لـ'المناضلين ضد الهيمنة الأمريكية' , وبفعل سياسة خرقاء ؛ فقد 'نجح' بوش في تقريب تنظيم القاعدة من المياه الدافئة !! .. ومن عجائب قدر الله أن يطلب بوش في أول عدوانه على أفغانستان رأس زعيم القاعدة ويضرب مكافأة لرأسه تقدر بـ25 مليونا , ثم تتراجع من بعد طموحاته بعد أن أيس من تحقيق ما تمنى , فيرصد بالأمس مكافأة بنفس القدر لشخص كان من قريب مجهولا ولم يعرف عنه حتى أنه كان من الصف الثالث من أتباع بن لادن .. وكأن الله قضى بأن تتراجع طموحات بوش القهقرى حتى يبيت مشغولا بتحديد أسعار 'الرؤوس' المطلوبة ولا يظفر بأي منها !!
سقط صدام و فصارت جماعات المقاومة لا تعد ولا تحصى من كل نحلة ومن كل سبيل , وإذا شعبية الرئيس الفاشل تزداد تراجعا !!
وأسر صدام وأراد بوش أن يهتبل فرصته الذهبية لنيل رضى الأمريكيين ؛ فازداد بؤسه لما انتقد العالم كله الصورة اللإنسانية التي بدا بها صدام حسين , وتعاطف مع صدام يومها من كان بالأمس يهجوه , وتفاعلت قضية التعامل اللإنساني مع أسير حرب تنطبق عليه اتفاقية جنيف بكل حذافيرها في الولايات المتحدة الأمريكية, ومثلما كان صار : انخفضت شعبية بوش مرة أخرى !!
وبالأمس عرضت صور صدام .. تكلم الرجل بكل ثقة .. لم يبد مطلقا كما صوروه ... جلس رابط الجأش .. خرجت كلماته مرتبة وبينة .. ومن عجائب القدر كذلك أن تفشل كل الآلة الإعلامية التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية , ويفشل خبراؤها الإعلاميون المشهود لهم بالكفاءة ـ وكان الوقت بين يديهم ـ في تشويه صورة الرجل والانتقاص من قدره , بل على النقيض فقد خسر الأمريكيون كثيرا جدا بعرض الجلسة الافتتاحية لمحاكمته .. ومعها أيضا تدنت شعبية بوش !! ..
إنها العقدة الملازمة لبوش الابن أينما تحرك وكيفما سكن 'صدام حسين' , ولقد أثبتت استطلاعات الرأي على الصعيدين العربي والأمريكي أن صدام قد أفاد شعبيا كثيرا من بث صور المحاكمة , وازدادت شعبية غريمه تدنيا.
لقد رأى الشعب العربي الرئيس العراقي بوجه مألوف يعرفونه وقد دب شيب المهابة في لحيته .
هذا الشعب ألف أن يرى 'بنات الليل' ـ وحدهن ـ وهم يخبئن وجوههن خوفا من 'الفضيحة' لدى ضبطهن , ولقد رأى وجه القاضي وقد قص شعر رأسه كصرعة الأمريكيين واحتمى بحراسهم ؛ ومع هذا ضن علينا برؤية وجهه كاملا .. ربما أيضا خوفا من 'الفضيحة' ..
على كل , لا ضير ؛ فقد رأينا شق وجهه الأيمن .. ومن يأتنا بسرعة بصورة الشق الأيسر فسنمنحه ـ غير حانثين ـ 25 ... سنتاً !!