المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع إستمرار القتل والتدمير في لبنان



هند
05-08-2006, 03:21 PM
مع إستمرار القتل والتدمير في لبنان

هل ما يقوم به حزب الله مقاومة أم مقاولة؟!!

شبكة البصرة
علي نافذ المرعبي - باريس
كنت قد آثرت، منذ أكثر من عشرة أيام ان لا أكتب عما يجري في لبنان، لأن لي رأي واضح، منذ البداية بحقيقة ما يجري في لبنان (يمكن العودة لمقالاتي)، ولحساب من يتم تدمير لبنان، ويمارس العهر السياسي والاعلامي من أطراف محددة، إجتمعت في تحالف غريب للرأي العام العربي، ولكنه ليس غريباً للذي يتابع مجريات الأحداث التي تجري.

بداية أعود وأؤكد، أنني مثل أي عربي شريف، نحيي ونشد على اليد التي تقاتل الكيان الصهيوني، أياً كانت هي أو خليفتها الفكرية، ونؤكد أن المقاومة حق مشروع للعرب وهم يقاتلون الاحتلالات التي تجثم على أراضيهم، وان المقاومة هي أرقى حالات البذل والعطاء لتحرير الانسان والأرض. وان تعريف المقاومة مسألة بديهية لاأريد الدخول في تفاصيلها. وهذا الأمر يطرح تساؤل كبير، تندرج في اطاره علامات إستفهام كثيرة، هذا التساؤل الكبير: هل ما يقوم به حزب الله في لبنان، مقاومة؟! أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟!

إنني، ومن قناعة عربية صرفة، ومن خلال تجربتي، أؤكد أن ما يقوم به حزب الله الآن في لبنان ليس مقاومة أبداً لمفهومي بالمقاومة وإنما هي مقاولة، وإن اتخذت الأحداث والصراع مسار يعطي انطباعاً بأنها مقاومة.

إن هناك فرقاً كبيراً بين المقاومة والمقاولة، وتصبح الأمور أخطر عندما يتستر حزب الله بشعار المقاومة لينفذ مقاولة لحساب ايران، على حساب دماء أهلنا في لبنان وبنيته التحتية.

وإذا ما تابعنا الأحداث التي تجري في لبنان، ورغم الضجيج الاعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام الفارسية وبدعم مفضوح ومستغرب من قناة الجزيرة، إلا أن الصورة تبدو واضحة جداً، لمن ينظر إلى هذا الصراع بعين عربية نقية وشريفة، وهناك يرى المصالح الفارسية البحتة لمجمل ما يجري في بلدي الحبيب لبنان.

إن الاجرام الصهيوني، ركز كل جهوده على ضرب البنية التحتية للدولة اللبنانية وإستهدف المدنيين الذي سقط منهم أكثر من 850 شهيداً، في الوقت الذي قال فيه حسن نصر الله أن بنية ومعاقل حزب الله لم تتأثر أبداً، وان خسائره البشرية محدودة جداً، وان قواعده ومراكزه لم تصب بأذى.

وفي المقابلة ـ الاعلانية التي اجراها "الاعلامي البارز والمحايد جداً" غسان بن جدو، ودائماً لصالح قناة "الجزيرة المشبوهة، تحدث نصر الله عن "المقاومة الاسلامية" في لبنان وعن المقاومة في فلسطين، متجاهلاً أي أشارة أو حديث أو تلميح للمقاومة العراقية الباسلة التي تدك رأس "الشيطان الأكبر"، من خلال عملياتها الجهادية الفذة التي اجبرت الادارة الامريكية على التراجع عن الكثير من مخططاتها. كما لم يأتي أيضاً حتى على مسألة احتلال القوات الامريكية للعراق العظيم وكأن هناك احتلال من نوع آخر؟!

إنني أقول بوضوح وصراحة، أنني في الوقت الذي اعتبر ان الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين الغالية هو عدو لدود لي ولكل شريف،و ان صراعنا معه هو صراع وجود و ان محاولات الانظمة العربية البائسة و الجبانة و المتواطئة و الخائنة لايجاد تسوية معه نرفضها جملة و تفصيلا وأدين عملياته المجرمة التي طالت البنى التحتية اللبنانية، والمدنيين الأبرياء، فأنني اعتبر أن ما قام به حزب الله خطيئة قاتلة، وانه لايجوز له ان يستدرج الكيان الصهيوني الى تدمير لبنان، من أجل مصالح ايران وخاصة ملفها النووي.

الأمور بدأت تتكشف أكثر، فالسيد كوفي عنان يقول: "يجب اشراك سوريا وايران في ايجاد تسوية لما يجري في لبنان". وإيطاليا تدعو لإشراك ايران بالبحث عن مخرج للأزمة في لبنان، ووزير حارجية فرنسا دوست ـ بلازي يجتمع مع نظيره الايراني، وأين؟؟ في بيروت، ويضع الوزير الايراني شروطاً لوقف اطلاق النار، وينفي "إتفاق اللبنانيين" على النقاط السبع، ويقولها بكل وقاحة لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة, و يتصرف كالعاهرات في بيروت و يتحدث عن شروط وقف اطلاق النار و غيرها من الامور و كأنه مندوب سامي او صاحب الامر و النهي. أن الجميع بات يدري أن التفجير الذي أحدثه حزب الله من خلال العملية التي قام بها عقب فشل محادثات لاريجاني وسولونا في بروكسل حول ملف ايران النووي لاعلاقة للأسرى اللبنانيين الثلاث لدى العدو الصهيوني بها. وإنما أراد حزب الله الطائفي ان يمارس "التقية" بالنسبة لاهدافه من وراء التفجير.

وقال نصر الله في المقابلة الاعلانية التي اجراها بن جدو و في احاديثه اللاحقة المتلفزة ان حزب الله لم يتورط في أي صراع داخلي لبناني، وان حزب الله لم يتدخل في حروب لبنان الأهلية، ونحن نقول له ان هذا صحيح من جهة التاريخ وغير صحيح من جهة الوقائع، فتاريخياً، حزب الله لم يكن قد انشئ عندما كانت الميليشيات اللبنانية تتصارع، ولكن الحركة الأم (حركة أمل) التي خرج حزب الله من رحمها، يكاد يكون أكثر من مارس الاجرام والقتل الطائفي في لبنان بالتوازي مع ممارسات القوات اللبنانية، وأمثلة بسيطة توضح الممارسات الاجرامية والطائفية لهذه القوى وإستهدافهم منذ عام 1979 في لبنان للقوى الوطنية والقومية و اليسارية اللبنانية، من خلال إغتيال قياداتها ورموزها الوطنية، وبدعم من القوات السورية (التي كانت آنذاك تسيطر على لبنان). وقد إستهدف أولاً حزب البعث الذي فقد خلال ثلاث سنوات حوالي 500 مناضل من خيرة قياداته وكوادره ومقاتليه وغالبيتهم إغتيالاً، ثم استهدفوا منظمة العمل الشيوعي التي خسرت أيضاً الكثير من كوادرها، ثم إنقض على حركة المرابطين الناصرية وثم تصفية وجودهم البشري وإحتلال مراكزهم، وان أهالي ابوشاكر والطريق الجديدة لم ينسوا الممارسات اللا أخلاقية والمذهبية التي مارستها هذه العصابات ضدهم وشتمهم وشتم صحابة رسول الله، وكان هذا واضحاً لاحقاً اكثر عندما هاجموا مراكز حركة 6 شباط في الطريق الجديدة وماقاموا به من "مآثر" ضد الاهالي هناك بشكل يندى له الجبين. و توجت حركة امل "جهادها" ؟؟ في حصار مخيمات الفلسطينيين و ارتكاب مجازر لا تقل بشاعة عن المجارز الاخرى التي تعرض لها ابناء فلسطين الغالية في تل الزعتر و صبرا وشاتيلا في لبنان و لا تقل وحشية عما يجري لهذا الشعب المظلوم و الصابر الان على ايدي نفس الزمر المذهبية الموالية لايران في العراق حيث تحمل الانباء يوميا اخبار اختطاف و من ثم تصفية هؤلاء الاشقاء الفلسطينيين..و دون ان نسمع و لو مجرد ادانة من نصرالله لما يتعرض له هؤلاء الفلسطينيين في الوقت الذي تردد وسائل اعلامهم التضليلية انهم يقاتلون ايضا من اجل فلسطين ..كيف ؟؟ربما علينا ان نسأل ملالي السوء و العهر في ايران ...

وينسى حسن نصر الله. ماقام به حزب الله، عندما بث تلفزيون (ام.تي.في ) تعليقا ساخرا قبل أشهر حول نصر الله, وكيف إستهدف اعضاء حزب الله مباشرة أهلنا في الطريق الجديدة بتحطيم سياراتهم ومنازلهم وشتمهم وشتم الصحابة، مع العلم ان التلفزيون (المذكور) موجود في الشرقية والقائمين عليه (بالتوزيع الطائفي من الأخوة المسيحيين) لاعلاقة لهم أبداً بالطريق الجديدة.

إنها الممارسات الطائفية والمذهبية، التي درجت على القيام بها هذه القوى. والحقد البغيض الذي اعتاد عليه عملاء ايران الفارسية المجوسية.

هذه الممارسات الآنفة الذكر، نجدها متطابقة لما تقوم به عصابات الغدر المذهبي في عراقنا العظيم، وإن اتخذت وجوهاً أكثر بشاعة في العراق، وإلا من يقوم بجرائم القتل على الهوية، وعشرات الجثث "المجهولة"؟؟ التي يعثر عليها يومياً في العراق والتي يتم تصفيتها بأساليب بالغة الوحشية، وهذا الأمر لم يكن معروفاً أبداً في أمتنا العربية، فالتمثيل بالجثث ليس عادات عربية أو إسلامية، وان من اعتاد عليها هم الانذال الفرس المجوس.

ملاحظة ضرورية ايضا يجب التأشير عليها:لماذا لم تخرج الى الوجود الحركات المذهبية الا بعد وصول ما يسمى "الثورة الاسلامية" و" خميني" الى السلطة في ايران؟؟ علما ان قرى الجنوب اللبناني كانت القاعدة الصلبة و الكبيرة للقوى الوطنية البعيدة عن كل ما هو طائفي و مذهبي مثل البعثيين و الشيوعيين و الناصريين..اذن اليد الفارسية المعادية لكل ما هو عربي و مسلم هي التي ادارت عملية انشاء القوى المذهبية و حقنتها بالطائفية الغيضة . و لي عودة الى هذا الموضوع في مقالة لاحقة..و ان كان لي عتب كبير على كل عربي استطاعت ايران شده الى مشاريعها المشبوهة و المجرمة..

على شعبنا العربي ان يعي حقائق هذه المجموعات التي تمارس سياستها بأساليب "التقية" وان حزب الله و حركة امل وقوات بدر وجيش المهدي، هم أدوات فارسية تمارس دورها السئ ضد شعبنا العربي. حزب الله هو أخطر هذه المجموعات لأنه يجيد لعبته بشكل جيد، وأنني متأكد أن أهدافه خطيرة جداً على مستقبل لبنان وأمتنا العربية. وعلى كل لبناني وعربي حر شريف ان يرفع صوته بإدانة جرائم العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين، وإدانة الطرف الآخر حزب الله وان نسأل بوضوح من يتحمل مسؤولية دماء الشهداء المدنيين اللبنانيين و كذلك دماء المقاتلين الابطال الذين قاتلوا العدو الصهيوني و هم يعتقدون ان هدف حزب الله الذي ينتمون اليه هو من اجل لبنان و فلسطين. وان يدين الاحتلال الامريكي لعراقنا العظيم ويدين في الوقت نفسه قوات بدر وجيش المهدي و كل من يتعاون مع المحتل.

ولعل إصرار حزب الله، في جلسات الحوار الوطني، على رفض تسليم السلاح (بحجة المقاومة) او رفضه الاندماج بالجيش اللبناني، يثبت وجود الأجندة الايرانية، وان لهذا السلاح أهداف لاعلاقة للمقاومة او التحرير او لبنان أو العرب أي صلة به. و الا لماذا زودته ايران بهذه الترسانة الكبيرة من الاسلحة و كانت تصرف له عشرات الملايين من الدولارات موازنة شهرية و تهيئ له دورا اتى الان.

إن حزب الله, ان كان صادقاً في توجهاته كما يدعي، وبعد أن لمس تأييد الشارع العربي له، ان يثبت انه أهلاً لهذه الثقة من خلال بديهيات يجب ان يعلنها بوضوح وصراحة:

1 أن يدين احتلال العراق بشكل واضح لا لبس فيه ولاغموض.

2 أن يعلن تأييده للمقاومة العراقية البطلة بوضوح كامل وان يبدي استعداه للتنسيق معها.

3 ان يحل ارتباطه بإيران الفارسية، وان يغلب المصالح الوطنية اللبنانية و العربية على مصالح الآخرين.

4 ان يدين الاعمال القذرة التي تقوم بها القوى الشعوبية المذهبية في العراق من أمثال قوات بدر وجيش المهدي وغير ذلك من هذه القوى.

5 ان يخرج حزب الله من إطاره المذهبي الضيق، إلى رحاب العمل الوطني وان ينفتح على كافة أطياف الشعب اللبناني وليس على طائفة واحدة وحسب.

6 ان ينسق مع المقاومة الباسلة في فلسطين وخاصة موضوع تبادل الاسرى وليس كما قال نبيه بري : أن التبادل سيشمل اللبنانيين فقط.

7 ان يكون سلاحه، مثل باقي سلاح أي ميليشيا، وليسمح لنا بحجج المقاومة وعليه ان يتساوى مع الجميع بنزع السلاح، أو حينها لانستطيع ان ندين أي جهة لبنانية إذا ما تسلحت وأعلنت أسباب لها؟!

ان المقاومة هي كل لايتجزأ، وهي وحدة المصير والحاضر والمستقبل، وان العدو هو واحد في فلسطين المحتلة وفي العراق المحتل، وعلى تخوم وطننا العربي. ومن هنا علينا الحذر...

الحذر مما يخطط له الذئب الفارسي، الذي يحضر الظروف للإنقضاض على أمتنا العربية.. وعندها لن ينفع الندم.

....وان غداً لناظره قريب.

شبكة البصرة

الجمعة 10 رجب 1427 / 4 آب 2006