مجموعة دروس للشباب .. من كتاباتي عن أشرطة

[صاروخ العباس]

دعواتكم لإخوكم صاروخ العباس

الإستيقاظ البديع



جلس الداعية أمام الشيخ يحكي له تجربته الدعوية ومن حوله مجموعة من جنود الكتيبة الصينية المشاركة في حرب الخليج الثالثة .

وكان الشيخ قد أطرق برأسة الى الأرض ليصغي بإهتمام والداعية يحدثة قائلاً : لقدم هؤلاء للمشاركة في عمليات المساندة في شمال المملكة وكان لزاماً علينا نحن الدعاة الى الله أن ندعوهم الى الإسلام ونخرجهم من ظلمات الشرك والظلام ومن عبادة بوذا وكونفو شيوس وغيرها من الأصنام إلى عبادة الله العزيز العّلام .

وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في مهمتنا فأسلم عدد لابأس به من هؤلاء وصرنا نعلمهم أركان الإسلام وندرسهم واجباته وبدأوا في أداء الصلوات في أوقاتها بعيداً عن قادتهم وكبرائهم ولكن المشكلة واجهتهم في صلاة الفجر فعندما علم قادتهم بتجمعهم في خيمة واحدة ليتناوبوا السهر كي لا تفوتهم صلاة الفجر فرقوهم بين الخيام فأخذ كل منهم ساعته المنبهة معه لكن صودرت منه وكلما وجدوا طريقة للأستيقاظ قبيل الفجر لأداء الصلاة في وقتها حاربهم هؤلاء القادة وسدوا المنافذ والأبواب .. وفجأة توصلوا لطريقة الإستيقاظ .

واذا بالشيخ ينظر بإهتمام أكثر للداعية المتحدث وللجند المحيطين حوله الذين ينظرون إليه بإكبار وإجلال وواصل الداعية كلامه قائلاًً(( لقد قرر كل واحد من هؤلاء شرب كميات كبيرة من الماء ومع تكرار التجربة مراراً قدَّ هؤلاء الكميات المناسبة التي تجعلهم يستيقظوا في وقت يكاد يقترب من وقت الفجر وصار كل منهم يؤدي صلاة الفجر في وقتها وعندها نظر الداعية إلى وجه الشيخ فإذا عيناه تذرفان )) .

هؤلاء حديثوا عهد بالإسلام وبلغ حبه في قلوبهم الى هذه الدرجة .. لماذا ياترى ؟

لأنهم عرفوا الجاهلية وفسادها ومن ثم علموا الإسلام وسعادته فتمسكوا به ..

فأين نحن من هؤلاء ؟

[صاروخ العباس]

كيد إبليس
كم قد خطر على قلب يهودي ونصراني حب الإسلام فلا يزال إبليس يثُّبطه ويقول : لا تعجل وتمهَّل في النظر فيسّوفه حتى يموت على كفره وكذلك يُسّوف العاصي بالتوبة فيجعل له غرضه من الشهوات ويُمنيه الإبانة كما قال الشاعر :-

* لا تعجل اذنب لما تشتهي *** وتأمل التوبة من قابل
وكم من عازم على الجد سَّوفه ، وكم من ساعٍ إلى الفضيلة ثبطَّه
فلربما عزم الفقيه على إعادة درسه فقال : إسترح ساعة .
أو انتبه العابد في الليل يصلي فقال له : عليك وقت .
ولا يزال يحبب الكسل ويُسّوف العمل ويسند الأمــر إلى طول الأمـل فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم ومن صوَّر الموت عاجلاً جَدّ .
وقد قال الرسول  (( صل صلاة مودع ))
وقد قال بعض السلف (( أنذركم سوف فإنها أكبر جنود إبليس ))

* من كتاب (( تلبيس إبليس )) للإمام إبن الجوزي

[صاروخ العباس]

أقوال عن المعاصي

قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه (( إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعةً في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق ، وإنََّ للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضةً في قلوب الخلق )) .

قال مجاهد : (( إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا إشتدت السنة وأمسك المطر وتقول : هذا بشؤم معصية بني آدم )) .
يقول إبن القيم رحمه الله: (( أعجب العجب أن تعرف الله ثم لا تجيبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة .. وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ))
ويقول أيضاً : الفرح بالمعصية دليل على شدة الرغبة بها والجهل بقدر من عصاه ))
ويقول كذلك : لأهل الذنوب ثلاثة أنهار يتطهرون بها في الدنيا فإن لم تف الطهر طُهر بنار جهنم :
1) نهر التوبة النصوح 2) نهر الحسنات المستغرفة للأوزار المحيطة بها
3) نهر المصائب العظيمة المكفرة .
فيا عجباً من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنَّة المأوى والسفير الذي جرى على يديه عقد التبايع هو الرسول  .. وثمة أمر أخوف من ذلك وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الإحتضار كما شوهد كثير من المحتضرين الذين أصابهم ذلك حيث قيل لبعضهم : قل لا اله الا الله .
فقال : آه آه لا أدري لا أستطيع أن أقولها .
وقيل لآخر : قل لا اله الا الله فقال :شاه رخ ، غلبتك (( وشاه رخ )) من أحجار الشطرنج .
وقيل لآخر : قل لا اله الا الله . فقال :
يارب قائلة يوماً وقد تعبت *** كيف الطريق إلى حمَّام منجابي
وقيل لآخر : قل لا اله الا الله . فقال : ما ينفعني ماتقول ولم أدع معصية إلا ركبتها .
وقيل لآخر ذلك فقال : كلَّما أردت أن أقولها ولساني يمسك عنها .. وقيل لبعض المتسولين : قل لا اله الا الله . فقال : فلس الله فلس الله ، ثم قضى .

[صاروخ العباس]

هكذا علمتني الحياة !!
وقفت عشراً وأستفدت عشراً :
أولها : اللجوء إلى الله في الملَّمات ، وقصده في الكربات ، وسؤاله في الأزمات .
ثانيها : أنَّ مع العسر يسرا ، ومع الكرب فرجاً ، ومع الضيق سعه وبعد الشدَّة رخاء .
ثالثها : ليس لك في المصائب إلا الله ومالك عن الدواهـي إلا الله ومامعك في الخطوب إلا الله  أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ  صدق الله العظيم .
رابعها : أنَّ العماء يصيبون ويخطئون والدعاة يحسنون ويغلطون ، والمصلون يسددون ويعثرون إلا محمد  فهو المصيب بلا خطأ ، والمحسن بلا غلط  وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى  صدق الله العظيم .
خامسها : أن الكتب تعرف منها وتنكر وتقبل وترد وتوافق وتخالف إلا الوحي كتاباً وسنة .
سادسها : أن ليس لأحد أن يدَّعي أنه المخوَّل وحده بنصر الدين ولا التكلم بإسمه فدين الله منصور شاء من شاء وأبى من أبى .
سابعها: أن الرفق هو الطريق الأمثل للدعوة وأن الكلمة اللينة هي السحر الحلال وأن الأسلوب السهل هو مصيدة الرجال .
ثامنها : أن غالب محاضرات الدعاة وندوات العلماء حسنٌ وصواب وحقٌ وعدل والقليل النادر غلطٌ وخطأ لانتفاء العصمة وعنصر البشرية وانقطاع الوحي وضعف الإنسانية .
تاسعها : أن الأمـة لا يشفى عليلها ولا يروي غليلها ، مقطوعة من فنَّان ولا طرح من علماني ولا هيام من شاعر ولا خيال من فيلسوف وإنما يحييها ويرفعها ميراث من نبوة وتركة من رسالة وأثارة من وحي  فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ  صدق الله العظيم .
عاشرها: أنَّ الأمـة قد تكون غير مكتشفة ولا منتجة ولا مخترعه ولا مصنَّعه ولكنها تعيش بلا إيمان ولا تشرف بلا منهج ولا تحيا بلا رسالة .

* من شريط .. أما بعد
للشيخ عائض القرني

[صاروخ العباس]

إلى سامع الغناء
يا سامع الغناء .. أيها المؤمن الموحد  أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ  صدق الله العظيم .
يا سامع الغناء ..  إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ  صدق الله العظيم النور .. آية 51- 52
يا سامع الغناء ..  وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ  صدق الله العظيم البقرة ... آية 82 .
يا سامع الغناء .. نصَّور نفسك وأنت بين زملائك في لهوٍ .. وطربٍ .. وإعراضٍ .. ولعبٍ .. وفجأة إذ خسف الله بكم الأرض أو مسخكم قردة وخنازير كما توعد النبي  أهـل الغناء .. فما موقفك ؟ وما مصيرك ؟ كيف يكون جوابك أمام الجبَّار جلَّ جلاله وأنت على هذا الحال ؟

يا سامع الغناء .. أرأيت لو سلب الله سمعك فصرت تجلس بين الناس لا تدري عنهم إذا تكلموا ولا تفهم مرادهم وإذا ضحكوا  كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى  أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى  صدق الله العظيم العلق 6-7 .

يا سامع الغناء .. أين أنت من المؤمنين ؟  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ  صدق الله العظيم الأنفال 2 .
وأين أنت من الذين وإذا سمعوا حكم الله ذلَّوا وأطاعوا وأذعنوا .. أما تخشى سوء الخاتمة فتلقى الله سامعاً .. أو مغنياً .. أو عازفاً !!
من شريط (( الحان وأشجان)) للشيخ / محمد العريفي
* جوامع الكلم :

[صاروخ العباس]

مفاتيح الرزق
يشغل بال الكثير من المسلمين مسألة طلب الرزق والسعي في تحصيل المعيشة ظانين أن التمسك بالإسلام والإهتداء بهديه يضعف أرزاقهم ويقلل من فرص كسبهم !! نقول لأولئك جميعاً : إن الخالق  لم يشرع دينه ليرشد البشرية في أمـور معادهم فحسب ! .. بل شعره كذلك ليرشدهم في أمور معاشهم .
ورغبة في تذكير الأحباب في مفاتيح الرزق الشرعية في ضوء الكتاب والسنة وغيرها من المواضيع التي تهم المسلم في معاشه ومعاده نسوق هذه الزاوية الجديدة جوامع الكلم :

* التقوى : قال تعالى  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ  الطلاق ( 2 – 3 ) .

* الأستغفار والتوبة : قال رسول الله  : من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب )) ضعفه الألباني

* التوكل على الله : قال رسول الله  : (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ))

* التفرغ لعبادة الله : قال رسول الله : إن الله تعالى يقول : يا ابن آدم تفّرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى ، وأسّد فقرك وإن لا تفعل ملأت يدك شغلاً ولم أسدّ فقرك ))

* المتابعة بين الحج والعمرة : قال رسول الله  : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ))

* صلة الرحم : قال رسول الله  : من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه ))

* الإحسان إلى الضعفاء : قال رسول الله  : هـل تُنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ))

* الإنفاق في سبيل الله : قال رسول الله  : قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم أنفق أُنفق عليك))

[صاروخ العباس]

خذ منه ثلاثاً وأحذر منه ثلاثاً
1) النملة : سطرت لها سورة بإسمها تتلى الى قيام الساعة لماذا ؟
لمّا حذرت وأنذرت بني جنسها ، فخذ من النملة ثلاثاً :
الدأب في العمل ، ومحاولة التجربة ، وتصحيح الخطأ .

2) النحل : أوحى الله إليه فجعل بإسمه سورة تذكر إلى قيام الساعة لأنه أكل طيباً ووضع طيباً فخذ من النحل ثلاثاً :
أكل الطيب ، وكف الأذى ، ونفع الآخرين .

3) الأسد : لما تجلت همته وظهرت شجاعته وسماه العرب بمئة إسم فخذ من الأسد ثلاثاً :
لا ترهب المواقف ، ولا تتعاظم الخصوم ، ولا ترضى حياة الذل .

4) الهـدهد : حمل رسالة التوحيد فتكلم عند سليمان ونال الأمان وذكر الرحمن فخذ من الهدهـد ثلاثاً :
الأمـانة في النقل ، وسمو الرحمة ، وحمل الدعوة .

5) الذباب : لما سقطت همته ذكر مذموماً في الكتاب فأحذر من الذباب ثلاثاً :
الدناءة ، والخسة ، وسقوط المنزلة .

6) العنكبوت : لمَّا هزلت وأوهنت بيتها ، وضُرب بيتها مثلاً في الهشاشة فاحذر من العنكبوت ثلاثاً :
عدم الإتقان ، ضعف البنية ، هشاشة الأركان .

7) الكلب : لما عاش دنيئاً ضرب به مثل الغادر والكافر فاحذر من الكلب ثلاثاً :
كفر الجميل ، وخسة الطباع ، ونجاسة الآثار .
من شريط القائد الأعلى
للشيخ / بدر بن نادر المشاري