المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقع الجمل فكثُرت السكاكين



ذي قار
24-04-2004, 01:47 AM
وقع الجمل فكثُرت السكاكين



بشكل لا إرادي، وجدت نفسي أقوم، عبر شبكة الإنترنت، بجولة في الصحافة العربية، في اليوم التالي لوقوع صدام حسين، في أسر القوات الأمريكية. بدأت بـ "السفير" اللبنانية، ذات القشرة الناصرية القومية، والمضمون الطائفي الشيعي، وانتهيت بصحف الأوباش العراقيين، من عملاء الاحتلال الأمريكي لبلادهم. وللأسف، غرقت معظم الصحف في التشفي، واستلت السكاكين، لتنهال على الرجل الذي وقع، دون أي اكتراث بأن صدام حسين، كان رئيس الجمهورية، لبلد عربي مستقل، وأنه إن لم يحظ بشرعية عبر انتخابات ديموقراطية ذات صدقية، يكون قد حظي بهذه الشرعية، كونه لم يمتثل لأمريكا، ولم يبتلع أوهام التسوية مع إسرائيل، وقاوم الغزو، واسقط بمواقفه، الاتهامات السخيفة القديمة، له، بأنه عميل أمريكي!

يعجب المرء من منطق أحزاب شيوعية وقومية، تهلل لإلقاء الأمريكيين، القبض على الرئيس صدام حسين. ويتناسى هؤلاء، أنهم بهذا التهليل، وبهذا الإعراب عن السعادة الغامرة، يمنحون لأمريكا التفويض بذبح الأوطان والشعوب، تحت لافتة محاربة الإرهاب والديكتاتورية. فماذا يعني ترحيب "السفير" اللبنانية، بنهاية صدام أسيراً، في أيدي الأمريكيين، إن لم يعن ذلك، دعوة مفتوحة لإسقاط دمشق، التي تحابيها "السفير" وتسبح بحمدها؟!

هل هي أزمة وعي، أو كراهية للذات، أم تبرير للامتثال للأمركيين، بلغة كأنها تتوخى الديموقراطية المجردة، دون أية صلة بأية معان أخرى؟!

هل كان صدام حسين، هو الديكتاتور الوحيد، أو الديكتاتور الأكثر تخلفاً، في بلاد العرب والمسلمين؟! ألم يُطلق الرجل، نهضة علمية، وتنموية، في بلاده؟! ألم يجعل الأكراد الذين خانوه، في العراق، مهندسين وأطباء، ومتعلمين في كل الاختصاصات، بينما إخوتهم في إيران وتركيا، يبصمون بالإبهام؟! ألم يدافع صدام حسين، عن مصير حكام الخليج، الذين تتحفز ضدهم قوى اجتماعية من غير مذهبهم، لكي لا يحل "الخميني" في كنف العالم العربي؟! ألم يشارك صدام حسين، في حرب 1973 ولم يدافع عن دمشق؟! ألم يقدم العراق، إبان حكم صدام حسين، المساعدات بكل الأشكال، لفقراء العرب، من اليمن الى موريتانيا؟

مَن من الحكام العرب، أخذ معارضيه بالرأفة؟! هل صدام حسين كان المستبد الوحيد مع معارضيه، بينما كان الآخرون، مستبدين رقيقين؟! وهل يمكن للروايات المعززة ـ ربما ـ بالخيال، عن عدد الضحايا، يمكن أن تزيد أو تنقص، من حقيقة الإستبداد في العراق وفي غير العراق؟!

* * *

وقع الجمل، فكثرت السكاكين. وتراجعت ـ للأسف ـ التنظيرات عن بشاعة الاستعمار، وعن الأطماع الأمريكية، وعن جرائم الاحتلال، في العراق وفي فلسطين. وفي اليوم نفسه، الذي هنأ فيه شارون، بوش، بإلقاء القبض على صدام حسين، كان حصاد السفاح الحقيقي، الشامت في رئيس جمهورية العراق العظيم، تسعة أرواح فلسطينية، في 24 ساعة. وكان من بين تلك الأرواح، ممرض وسيدات بيت وأطفال، فهل معنى ذلك أن صدام هو السفاح، وأن شارون هو شريك الأوباش، في فرحتهم؟!

كيف ينعقد المجد، للشامتين الذين استلوا سكاكينهم، من خلال عرض رئيس جمهورية بلد عربي كبير، أسيراً، في هذه الظروف الكارثية؟! إن الأيام وحدها، هي التي ستجيب عن هذا السؤال، وسيعرف الذين فرحوا سريعاً، أن نهاية الرجل، لم تكن بدايتهم، وأن أيامهم المقبلة، سوف تستزيد من سمات نهايته، مع فارق أن الرجل، قاوم الأمريكيين، وعرف مقاصدهم، وفعل ما يستطيع، بينما هم نالهم الخزي، ولم ينلهم المجد!

سنرى كيف يبنون الديموقراطية، في بلد عاش منذ أيام حمورابي، محكوماً بالضرورة، بقوة المركز. أما الشامتون، لا سيما ممن يدّعون القومية والتقدمية، ممن استلوا السكاكين، فسرعان ما يعلمون، انهم فقدوا لغتهم، وشطبوا صدقيتهم، وضيّعوا أنفسهم!



http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/04/4.jpg

السرحاني
24-04-2004, 03:41 PM
اخي ذي قار
هل تاكدت من وقوع الجمل لاسمح الله
كف عن الايحاء
هؤلاء اعداء لايريدون بالمسلمين خير يابن الفطره
لانتناقل حديثهم سوى بعد التاكد
اثابك الله