المقداد
20-07-2006, 09:05 PM
*************************************************
منقول مع التحفظ على بعض العبارات
http://www.alshiraa.com/alshiraa/details.asp?iss=1247&cat=2&art=1&id=9865
*************************************************
الحرب الاميركية – الايرانية
تنفجر في لبنان
*حزب الله وفر لاسرائيل فرصة تنتظرها منذ العام 2000 للقيام بعدوانها الحالي
*حزب الله بسط الامر عندما اعتبر القضية لتبادل الاسرى واسرائيل عظمت الامور على اللبنانيين عندما اعتبرتها قضية سحب سلاح الحزب
*لسان حال اللبنانيين: هل يرضى سمير القنطار ان يؤسر لبنان كله ويدمر من اجل حريته
*الامر ليس في يد نصر الله بل في يد ايران واحتياطيها في المنطقة النظام السوري
*اسرائيل واميركا غيبتا الدولة اللبنانية، على غرار ما فعلت ايران وسوريا، عندما اعتبرتا ان سقف العدوان هو تنفيذ القرار 1559
*اميركا وايران متفقتان على جعل لبنان ساحة لتحسين شروط كل منهما
*هل التقت مصالح ايران واسرائيل لتدمير لبنان مثلما تلتقي لحماية النظام السوري؟
اذا صحت المعلومات بأن اجتماعاً عقد يوم الاثنين في 10/7/2006 في جينيف بين مسؤولين اميركيين وايرانيين لبحث امكانية عقد صفقة بين بلديهم، يصبح مفهوماً اكثر هذا الذي حصل يوم الاربعاء في 12/7/2006 في جنوبي لبنان حين أسر مقاتلو حزب الله جنديين صهيونيين وقتل ثمانية.
امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله تحدث بعد ساعات من أسر الجنديين الصهيونيين في مؤتمر صحافي فقال ان حزبه اعلن ان عام 2006 هو عام تحرير الاسرى اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني، وانه ابلغ الجميع ان مقاتلي الحزب يكمنون منذ ستة اشهر لخطف وأسر جندي صهيوني او اكثر لمبادلته بالاسرى وان العملية بسيطة جداً الآن: هناك اسيران صهيونيان وهناك اسرى لبنانيون، وما على اسرائيل اذا ارادت استعادة اسيريها الا القبول بمبدأ التبادل عبر تفاوض غير مباشر.
اكثر من مسؤول صهيوني اكد ان اسرائيل انتظرت هذه الفرصة التي وفرها لها حزب الله اكثر من ست سنوات أي منذ العام 2000 حين قامت بسحب قواتها من لبنان.. تنفيذاً للقرار 425.
حزب الله لم يُضع وقتاً منذ ذلك التاريخ أي 26/5/2000 فعمد الى تكديس احدث انواع الاسلحة في الترسانة الايرانية، وصلت الى حد قول امينه العام السيد نصر الله انها تشمل نحو 12 الف صاروخ تطال عمق اراضي فلسطين المحتلة حيث الكيان الصهيوني المغتصب في حال تعرض لبنان لأي عدوان او اذا بدأت اميركا او اسرائيل أي عدوان على ايران.
اسرائيل بالمقابل طالما انها كانت تتحسب لهذا الامر وتنتظر حصوله منذ 6 سنوات فإنها اعتمدت ايضاً تكديس احدث انواع الاسلحة الاميركية وهي تكاد تكون متخمة بهذه الاسلحة براً وبحراً وجواً.
الامور اذن كانت تتجه للإنفجار على جبهتي حزب الله – اسرائيل وصاعق كل منهما كان في يد الآخر، ايران عن حزب الله واميركا عن اسرائيل مع توافر مبررات التحدي المباشر لكل منهما.
فلما بدأت مفاوضات ايران – اميركا في جينيف حول المفاعل النووي الايراني، وقضايا اخرى في المنطقة العربية من العراق الى لبنان مروراً بسوريا وفلسطين، ظهرت حاجة كل منهما لاستخدام الصاعق المتفجر ليعزز موقعه التفاوضي في جينيف او أي مكان آخر، فكان اسر حزب الله الجنديين الصهيونيين، وكان العدوان الصهيوني الفاجر على كل الوطن.
انها إذن حرب اميركا – ايران على الارض اللبنانية.
هذا هو أصل القضية، والباقي كله تفاصيل، صحيح ان الشيطان يكمن في التفاصيل وهو شيطان التفجير والتدمير والتهجير وقطع اوصال الوطن، والغاء وجوده ونسف مؤسساته ومرافقه، الا ان الاصل هنا في الصراع عسكرياً متفجراً بعد ان استحال تحقيقه سياسياً.
اسرائيل رفضت الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
اسرائيل رفضت اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين (وبقية العرب).
اسرائيل ما زالت تعتدي على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً.
بالمقابل
حزب الله يرفض الاعتراف بحق الدولة اللبنانية بممارسة سيادتها كاملة على اراضيها، ويشكل دولة داخل الدولة بحجة مقاومة اسرائيل.
حزب الله يستحضر السلوك والسياسة والنهج الذي كان النظام السوري يفرضه على لبنان في كل جلسة حوار وكل تظاهرة اعتراض وكل جلسة مجلس وزراء في تحد لمشاعر الاغلبية الشعبية في كل الطوائف والمذاهب بما فيها الطائفة الشيعية الرافضة لأي عودة لزمن الوصاية السورية.
حزب الله يستحضر السياسة الايرانية كلها التي حلت محل النفوذ السوري البائد، التي تريد مواجهة اميركا او عقد صفقة معها من خلال اوراق تمتلكها بين يديها: الاولى في العراق بمشاركة اميركية والثانية في لبنان بمشاركة الحزب وسلاحه وجبهته المفتوحة على حسابه في مزارع شبعا.
اذن
حزب الله بسّط الامر امام اللبنانيين بأن القضية هي قضية تبادل اسرى وتبنى الازمة واسرائيل عظمت الامور على اللبنانيين بأن القضية هي قضية سحب سلاح حزب الله او ترك لبنان ومواطنيه كلهم اسرى للعنف والقتل والتدمير.
حزب الله بسّط الامر امام اللبنانيين مدعوماً من ايران التي اعلنت ان لا مجال لسحب سلاح الحزب، وهو يجرهم الآن الى معركة مفتوحة وحرب مفتوحة دون ان يحدد السيد نصر الله ما هو افق هذه المعركة؟ اين هي جبهاتها؟ وما هي اهداف هذه الحرب المفتوحة؟.
لا يمكن لعاقل ان يقتنع بأن تدمير لبنان والغاء الدولة اللبنانية وتهجير اللبنانيين وضرب مصالحهم ومزارعهم ومنازلهم وارعابهم هو ثمن مقبول لإطلاق سراح اسير او اثنين او ثلاثة ولسان حال اللبنانيين علناً يقول: وهل يرضى الاسير المجاهد سمير القنطار ان يؤسر لبنان كله ويدمر من اجل حريته؟
اذا اراد احدنا ان يجد للسيد نصر الله عذراً في غياب اهداف الحرب المفتوحة وجبهاتها ومن ثم افقها، فإننا نسارع الى الرد بأن الامر لم يكن يوماً في يد السيد نصر الله.. ولن يكون الآن بين يديه.
انه في يد ايران ومعها حزب الله واحتياطيها في المنطقة النظام السوري.
انه في المقابل في يد الولايات المتحدة الاميركية والعدو الصهيوني.
والغريب انه مثلما غيب حزب الله وايران وسوريا الدولة اللبنانية عن أي دور وحق وسيادة وقرار، فإن اسرائيل والولايات المتحدة ساهمتا ايضاً في الموقف نفسه في تغييب الدولة اللبنانية عن حقها في قرارها وارادتها وسيادتها في بسط نفوذها على الارض اللبنانية حين بادرتا الى تحديد سقف العدوان الصهيوني على لبنان بفرض تطبيق القرار 1559 بما يعنيه من سحب سلاح حزب الله وسلاح المنظمات الفلسطينية (التابعة للاستخبارات السورية) خارج المخيمات في لبنان.
اميركا وايران متفقتان على اللقاء في لبنان ساحة يتبادلان فيها الحرب لتحسين شروط كل منهما وهما يتفاوضان سواء حول الطاولة او عبر دم اللبنانيين.
وماذا عن سوريا؟
ايران تعتبر النظام السوري تابعاً لها واحتياطاً استراتيجياً لا يمكن التفريط به منذ الآن، وتلتقي ايران في هذا الامر الآن مع اسرائيل في حماية هذا النظام كل من وجهة نظره.
ايران تعتبر ان مداها الى لبنان حيث حزب الله يمر حتماً عبر العراق المحتل منها ومن اميركا في سوريا، فهذا الحزب يتلقى المدد عسكرياً وعتاداً وتجهيزاً عبر سوريا يمر من طريق الشمال ومن طريق البقاع، وبهذا تضمن ايران استمرار قتال حزب الله ضد اسرائيل بواسطة هذا الدعم وهذا الممر.
ثم ان ايران التي تتفاوض مع اميركا حول ملفها النووي صعوداً وهبوطاً، تهديداً وتوافقاً، سلماً او حرباً تعتبر ان اميركا قادرة على استخدام اسرائيل لضربها مباشرة بسبب الخوف الصهيوني الحقيقي من امتلاك ايران سلاحاً نووياً محتملاً مع ان كثيرين يؤكدون ان امتلاك ايران سلاحاً نووياً لن يكون يوماً ضد اسرائيل بسبب قدرة اسرائيل على الرد النووي المدمر وان الاثنتين اسرائيل وايران تمتلكان السلاح النووي (كإحتمال ايراني سريع) بما يهدد الدول العربية المكشوفة امام الكيان الصهيوني والجموح الايراني.
ايران تدعم حزب الله في لبنان لمواجهة اسرائيل في حال هددت الاخيرة مفاعلها النووي، وايضاً في حال تعقدت المفاوضات بين واشنطن وطهران.
الآن في حال اضعاف حزب الله حتى تعجيزه عن تهديد العدو الصهيوني بشكل فعال، فإن طهران تعتبر النظام السوري احتياطها الاستراتيجي الذي يمكن لطهران استخدامه لحماية النظام الايراني، وفي حسابات ايران ما يلي:
1- اذا كان رأس حزب الله مطلوباً دولياً وعربياً، صهيونياً واميركياً فإن النظام السوري ليس في الوضعية نفسها.
2- النظام السوري الذي يجد من يلومه عربياً ودولياً على سياسته العدوانية ضد لبنان، وعلى تبعيته لطهران، يجد ايضاً من يحميه من أي محاولة اسقاط او اضعاف ذاتي يؤدي الى اسقاطه.
3- لن تجد اسرائيل (ولا اميركا) نظاماً سورياً بعد النظام الحالي يقدم خدمات للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية.
هذه المعادلة تعرفها ايران لذا هي تراهن على بقاء النظام السوري وتحمل في الوقت نفسه معادلة اخرى كما يلي:
1- طهران تعرف ان النظام السوري يلهث وراء حوار مع اميركا والمجتمع الدولي وان واشنطن ومعظم العالم يرفض أي حوار مع هذا النظام.
2- طهران تعرف ان النظام السوري يضغط على اميركا في العراق وفي لبنان على امل ان تسارع اميركا الى عقد صفقة معه في العراق لمصلحة دور له في لبنان وان هذا الوهم السوري لن يلقى أي صدى.
3- بناء على هذا الرفض العربي والدولي والاميركي لسلوك ونهج النظام السوري فإن طهران تراهن على بقاء النظام السوري تحت سيطرتها ورقة تضغط بها على العدو الصهيوني اذا ما سحبت ورقة حزب الله تحت أي اعتبار.
العراق؟
بمقابل تبعية النظام السوري لايران ورقة رابحة في ايديها كما هو حزب الله حتى الآن، فان احتمال حصول انقلاب جذري اميركي في العراق يعيد الامور الى نقطة الصفر بالنسبة لايران كما كانت عشية الاحتلال الاميركي للعراق يوم 9/4/2003 امر قائم تماماً.
فإيران كانت هي الدولة الاولى وتكاد تكون الوحيدة المستفيدة والمروجة والعاملة لانهيار الكيان العراقي وسيادة منطق او لامنطق المذهبية والطائفية ومطالب التفتيت تحت عنوان الفدرالية في مناطقه لا يجاريه في هذا الطموح الا العدو الصهيوني.
وطهران استطاعت ان تسيطر على العراق دستورياً وحكومياً وتشريعياً وادارياً والاخطر من هذا امنياً من خلال عشرات آلاف العناصر الايرانية من استخبارات وخبراء وفرق موت موزعة داخل فرق الشرطة وقوات وزارة الداخلية العراقية التي تتولى قيادتها عناصر عراقية تدربت وتتلقى تعليماتها من الاستخبارات الايرانية.
تم كل هذا تحت سمع وبصر ومشاركة الولايات المتحدة الاميركية وكان التعاون بين اميركا وايران يتصاعد كلما تصاعدت المقاومة الوطنية لجيش الاحتلال الاميركي.
تحت هذه الظلال انتصرت ايران في العراق بواسطة اميركا وكانت انتصرت في افغانستان وايضاً بواسطة اميركا..
كان كل هذا محمولاً ويمكن تقبله وارساء قواعد ومعادلات تتحملها اميركا في المنطقة كثمن لا بد من دفعه لتحقيق ما تريد..
الا ان مسارعة ايران الى كشف مشروعها لتطوير مفاعلاتها النووية وصولاً سريعاً الى امتلاك سلاح نووي شكل صدمة هائلة الاثر على اميركا وقبلها على اسرائيل.
حاولت اميركا بكل الوسائل تهديداً وترغيباً، عبر رسائل علنية وأخرى سرية عبر الصين وروسيا مرة وعبر فرنسا والمانيا وبريطانيا مرات عدة.. دون جدوى ذلك ان ايران اعتبرت ان اميركا لن تجرؤ على مواجهتها في حقها في مشروعها النووي لان ايران تحاصر 140 الف جندي اميركي في العراق رهينة يمكن ذبحهم او اسرهم او تشريدهم في حال حاولت اميركا ضرب ايران او مشروعها النووي.
نعم
سرت وتسري مفاوضات بين ايران واميركا حول هذا الملف لكن اميركا لن تتراجع كاسرائيل عن قرارهما منع ايران من امتلاك سلاح نووي.. وكذلك ايران لن تتراجع.
اذن
لا بد من كباش بين الاثنين، بدأت المفاوضات وبدأ الكباش وكانت البداية في لبنان كما نراه هذه الايام والاسابيع المقبلة اما في العراق فإن اميركا تهدد ايران بالانقلاب بالانفتاح على القوى الوطنية العراقية المعارضة للاحتلالين الاميركي والايراني.
بعض المتطرفين في التحليل يذهبون الى ان في اميركا من يريد اعادة الاعتبار لقادة النظام العراقي السابق وليس بالضرورة الرئيس الاسير صدام حسين، لمجابهة الاحتلال الايراني مع اعطاء القادة البعثيين هدية القرار الاميركي بجدول الانسحاب العسكري من العراق.
انها السياسة العبثية؟
بل انها حرب المصالح اللااخلاقية، وقد بدأت في العراق حين التقت مصالح ايران مع اسرائيل واميركا لتدمير العراق، فلماذا لا تلتقي ايضاً مصالح ايران واسرائيل في لبنان لتدميره، مثلما تلتقي مصالح طهران وتل ابيب لحماية النظام السوري؟
حسن صبرا
منقول مع التحفظ على بعض العبارات
http://www.alshiraa.com/alshiraa/details.asp?iss=1247&cat=2&art=1&id=9865
*************************************************
الحرب الاميركية – الايرانية
تنفجر في لبنان
*حزب الله وفر لاسرائيل فرصة تنتظرها منذ العام 2000 للقيام بعدوانها الحالي
*حزب الله بسط الامر عندما اعتبر القضية لتبادل الاسرى واسرائيل عظمت الامور على اللبنانيين عندما اعتبرتها قضية سحب سلاح الحزب
*لسان حال اللبنانيين: هل يرضى سمير القنطار ان يؤسر لبنان كله ويدمر من اجل حريته
*الامر ليس في يد نصر الله بل في يد ايران واحتياطيها في المنطقة النظام السوري
*اسرائيل واميركا غيبتا الدولة اللبنانية، على غرار ما فعلت ايران وسوريا، عندما اعتبرتا ان سقف العدوان هو تنفيذ القرار 1559
*اميركا وايران متفقتان على جعل لبنان ساحة لتحسين شروط كل منهما
*هل التقت مصالح ايران واسرائيل لتدمير لبنان مثلما تلتقي لحماية النظام السوري؟
اذا صحت المعلومات بأن اجتماعاً عقد يوم الاثنين في 10/7/2006 في جينيف بين مسؤولين اميركيين وايرانيين لبحث امكانية عقد صفقة بين بلديهم، يصبح مفهوماً اكثر هذا الذي حصل يوم الاربعاء في 12/7/2006 في جنوبي لبنان حين أسر مقاتلو حزب الله جنديين صهيونيين وقتل ثمانية.
امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله تحدث بعد ساعات من أسر الجنديين الصهيونيين في مؤتمر صحافي فقال ان حزبه اعلن ان عام 2006 هو عام تحرير الاسرى اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني، وانه ابلغ الجميع ان مقاتلي الحزب يكمنون منذ ستة اشهر لخطف وأسر جندي صهيوني او اكثر لمبادلته بالاسرى وان العملية بسيطة جداً الآن: هناك اسيران صهيونيان وهناك اسرى لبنانيون، وما على اسرائيل اذا ارادت استعادة اسيريها الا القبول بمبدأ التبادل عبر تفاوض غير مباشر.
اكثر من مسؤول صهيوني اكد ان اسرائيل انتظرت هذه الفرصة التي وفرها لها حزب الله اكثر من ست سنوات أي منذ العام 2000 حين قامت بسحب قواتها من لبنان.. تنفيذاً للقرار 425.
حزب الله لم يُضع وقتاً منذ ذلك التاريخ أي 26/5/2000 فعمد الى تكديس احدث انواع الاسلحة في الترسانة الايرانية، وصلت الى حد قول امينه العام السيد نصر الله انها تشمل نحو 12 الف صاروخ تطال عمق اراضي فلسطين المحتلة حيث الكيان الصهيوني المغتصب في حال تعرض لبنان لأي عدوان او اذا بدأت اميركا او اسرائيل أي عدوان على ايران.
اسرائيل بالمقابل طالما انها كانت تتحسب لهذا الامر وتنتظر حصوله منذ 6 سنوات فإنها اعتمدت ايضاً تكديس احدث انواع الاسلحة الاميركية وهي تكاد تكون متخمة بهذه الاسلحة براً وبحراً وجواً.
الامور اذن كانت تتجه للإنفجار على جبهتي حزب الله – اسرائيل وصاعق كل منهما كان في يد الآخر، ايران عن حزب الله واميركا عن اسرائيل مع توافر مبررات التحدي المباشر لكل منهما.
فلما بدأت مفاوضات ايران – اميركا في جينيف حول المفاعل النووي الايراني، وقضايا اخرى في المنطقة العربية من العراق الى لبنان مروراً بسوريا وفلسطين، ظهرت حاجة كل منهما لاستخدام الصاعق المتفجر ليعزز موقعه التفاوضي في جينيف او أي مكان آخر، فكان اسر حزب الله الجنديين الصهيونيين، وكان العدوان الصهيوني الفاجر على كل الوطن.
انها إذن حرب اميركا – ايران على الارض اللبنانية.
هذا هو أصل القضية، والباقي كله تفاصيل، صحيح ان الشيطان يكمن في التفاصيل وهو شيطان التفجير والتدمير والتهجير وقطع اوصال الوطن، والغاء وجوده ونسف مؤسساته ومرافقه، الا ان الاصل هنا في الصراع عسكرياً متفجراً بعد ان استحال تحقيقه سياسياً.
اسرائيل رفضت الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
اسرائيل رفضت اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين (وبقية العرب).
اسرائيل ما زالت تعتدي على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً.
بالمقابل
حزب الله يرفض الاعتراف بحق الدولة اللبنانية بممارسة سيادتها كاملة على اراضيها، ويشكل دولة داخل الدولة بحجة مقاومة اسرائيل.
حزب الله يستحضر السلوك والسياسة والنهج الذي كان النظام السوري يفرضه على لبنان في كل جلسة حوار وكل تظاهرة اعتراض وكل جلسة مجلس وزراء في تحد لمشاعر الاغلبية الشعبية في كل الطوائف والمذاهب بما فيها الطائفة الشيعية الرافضة لأي عودة لزمن الوصاية السورية.
حزب الله يستحضر السياسة الايرانية كلها التي حلت محل النفوذ السوري البائد، التي تريد مواجهة اميركا او عقد صفقة معها من خلال اوراق تمتلكها بين يديها: الاولى في العراق بمشاركة اميركية والثانية في لبنان بمشاركة الحزب وسلاحه وجبهته المفتوحة على حسابه في مزارع شبعا.
اذن
حزب الله بسّط الامر امام اللبنانيين بأن القضية هي قضية تبادل اسرى وتبنى الازمة واسرائيل عظمت الامور على اللبنانيين بأن القضية هي قضية سحب سلاح حزب الله او ترك لبنان ومواطنيه كلهم اسرى للعنف والقتل والتدمير.
حزب الله بسّط الامر امام اللبنانيين مدعوماً من ايران التي اعلنت ان لا مجال لسحب سلاح الحزب، وهو يجرهم الآن الى معركة مفتوحة وحرب مفتوحة دون ان يحدد السيد نصر الله ما هو افق هذه المعركة؟ اين هي جبهاتها؟ وما هي اهداف هذه الحرب المفتوحة؟.
لا يمكن لعاقل ان يقتنع بأن تدمير لبنان والغاء الدولة اللبنانية وتهجير اللبنانيين وضرب مصالحهم ومزارعهم ومنازلهم وارعابهم هو ثمن مقبول لإطلاق سراح اسير او اثنين او ثلاثة ولسان حال اللبنانيين علناً يقول: وهل يرضى الاسير المجاهد سمير القنطار ان يؤسر لبنان كله ويدمر من اجل حريته؟
اذا اراد احدنا ان يجد للسيد نصر الله عذراً في غياب اهداف الحرب المفتوحة وجبهاتها ومن ثم افقها، فإننا نسارع الى الرد بأن الامر لم يكن يوماً في يد السيد نصر الله.. ولن يكون الآن بين يديه.
انه في يد ايران ومعها حزب الله واحتياطيها في المنطقة النظام السوري.
انه في المقابل في يد الولايات المتحدة الاميركية والعدو الصهيوني.
والغريب انه مثلما غيب حزب الله وايران وسوريا الدولة اللبنانية عن أي دور وحق وسيادة وقرار، فإن اسرائيل والولايات المتحدة ساهمتا ايضاً في الموقف نفسه في تغييب الدولة اللبنانية عن حقها في قرارها وارادتها وسيادتها في بسط نفوذها على الارض اللبنانية حين بادرتا الى تحديد سقف العدوان الصهيوني على لبنان بفرض تطبيق القرار 1559 بما يعنيه من سحب سلاح حزب الله وسلاح المنظمات الفلسطينية (التابعة للاستخبارات السورية) خارج المخيمات في لبنان.
اميركا وايران متفقتان على اللقاء في لبنان ساحة يتبادلان فيها الحرب لتحسين شروط كل منهما وهما يتفاوضان سواء حول الطاولة او عبر دم اللبنانيين.
وماذا عن سوريا؟
ايران تعتبر النظام السوري تابعاً لها واحتياطاً استراتيجياً لا يمكن التفريط به منذ الآن، وتلتقي ايران في هذا الامر الآن مع اسرائيل في حماية هذا النظام كل من وجهة نظره.
ايران تعتبر ان مداها الى لبنان حيث حزب الله يمر حتماً عبر العراق المحتل منها ومن اميركا في سوريا، فهذا الحزب يتلقى المدد عسكرياً وعتاداً وتجهيزاً عبر سوريا يمر من طريق الشمال ومن طريق البقاع، وبهذا تضمن ايران استمرار قتال حزب الله ضد اسرائيل بواسطة هذا الدعم وهذا الممر.
ثم ان ايران التي تتفاوض مع اميركا حول ملفها النووي صعوداً وهبوطاً، تهديداً وتوافقاً، سلماً او حرباً تعتبر ان اميركا قادرة على استخدام اسرائيل لضربها مباشرة بسبب الخوف الصهيوني الحقيقي من امتلاك ايران سلاحاً نووياً محتملاً مع ان كثيرين يؤكدون ان امتلاك ايران سلاحاً نووياً لن يكون يوماً ضد اسرائيل بسبب قدرة اسرائيل على الرد النووي المدمر وان الاثنتين اسرائيل وايران تمتلكان السلاح النووي (كإحتمال ايراني سريع) بما يهدد الدول العربية المكشوفة امام الكيان الصهيوني والجموح الايراني.
ايران تدعم حزب الله في لبنان لمواجهة اسرائيل في حال هددت الاخيرة مفاعلها النووي، وايضاً في حال تعقدت المفاوضات بين واشنطن وطهران.
الآن في حال اضعاف حزب الله حتى تعجيزه عن تهديد العدو الصهيوني بشكل فعال، فإن طهران تعتبر النظام السوري احتياطها الاستراتيجي الذي يمكن لطهران استخدامه لحماية النظام الايراني، وفي حسابات ايران ما يلي:
1- اذا كان رأس حزب الله مطلوباً دولياً وعربياً، صهيونياً واميركياً فإن النظام السوري ليس في الوضعية نفسها.
2- النظام السوري الذي يجد من يلومه عربياً ودولياً على سياسته العدوانية ضد لبنان، وعلى تبعيته لطهران، يجد ايضاً من يحميه من أي محاولة اسقاط او اضعاف ذاتي يؤدي الى اسقاطه.
3- لن تجد اسرائيل (ولا اميركا) نظاماً سورياً بعد النظام الحالي يقدم خدمات للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية.
هذه المعادلة تعرفها ايران لذا هي تراهن على بقاء النظام السوري وتحمل في الوقت نفسه معادلة اخرى كما يلي:
1- طهران تعرف ان النظام السوري يلهث وراء حوار مع اميركا والمجتمع الدولي وان واشنطن ومعظم العالم يرفض أي حوار مع هذا النظام.
2- طهران تعرف ان النظام السوري يضغط على اميركا في العراق وفي لبنان على امل ان تسارع اميركا الى عقد صفقة معه في العراق لمصلحة دور له في لبنان وان هذا الوهم السوري لن يلقى أي صدى.
3- بناء على هذا الرفض العربي والدولي والاميركي لسلوك ونهج النظام السوري فإن طهران تراهن على بقاء النظام السوري تحت سيطرتها ورقة تضغط بها على العدو الصهيوني اذا ما سحبت ورقة حزب الله تحت أي اعتبار.
العراق؟
بمقابل تبعية النظام السوري لايران ورقة رابحة في ايديها كما هو حزب الله حتى الآن، فان احتمال حصول انقلاب جذري اميركي في العراق يعيد الامور الى نقطة الصفر بالنسبة لايران كما كانت عشية الاحتلال الاميركي للعراق يوم 9/4/2003 امر قائم تماماً.
فإيران كانت هي الدولة الاولى وتكاد تكون الوحيدة المستفيدة والمروجة والعاملة لانهيار الكيان العراقي وسيادة منطق او لامنطق المذهبية والطائفية ومطالب التفتيت تحت عنوان الفدرالية في مناطقه لا يجاريه في هذا الطموح الا العدو الصهيوني.
وطهران استطاعت ان تسيطر على العراق دستورياً وحكومياً وتشريعياً وادارياً والاخطر من هذا امنياً من خلال عشرات آلاف العناصر الايرانية من استخبارات وخبراء وفرق موت موزعة داخل فرق الشرطة وقوات وزارة الداخلية العراقية التي تتولى قيادتها عناصر عراقية تدربت وتتلقى تعليماتها من الاستخبارات الايرانية.
تم كل هذا تحت سمع وبصر ومشاركة الولايات المتحدة الاميركية وكان التعاون بين اميركا وايران يتصاعد كلما تصاعدت المقاومة الوطنية لجيش الاحتلال الاميركي.
تحت هذه الظلال انتصرت ايران في العراق بواسطة اميركا وكانت انتصرت في افغانستان وايضاً بواسطة اميركا..
كان كل هذا محمولاً ويمكن تقبله وارساء قواعد ومعادلات تتحملها اميركا في المنطقة كثمن لا بد من دفعه لتحقيق ما تريد..
الا ان مسارعة ايران الى كشف مشروعها لتطوير مفاعلاتها النووية وصولاً سريعاً الى امتلاك سلاح نووي شكل صدمة هائلة الاثر على اميركا وقبلها على اسرائيل.
حاولت اميركا بكل الوسائل تهديداً وترغيباً، عبر رسائل علنية وأخرى سرية عبر الصين وروسيا مرة وعبر فرنسا والمانيا وبريطانيا مرات عدة.. دون جدوى ذلك ان ايران اعتبرت ان اميركا لن تجرؤ على مواجهتها في حقها في مشروعها النووي لان ايران تحاصر 140 الف جندي اميركي في العراق رهينة يمكن ذبحهم او اسرهم او تشريدهم في حال حاولت اميركا ضرب ايران او مشروعها النووي.
نعم
سرت وتسري مفاوضات بين ايران واميركا حول هذا الملف لكن اميركا لن تتراجع كاسرائيل عن قرارهما منع ايران من امتلاك سلاح نووي.. وكذلك ايران لن تتراجع.
اذن
لا بد من كباش بين الاثنين، بدأت المفاوضات وبدأ الكباش وكانت البداية في لبنان كما نراه هذه الايام والاسابيع المقبلة اما في العراق فإن اميركا تهدد ايران بالانقلاب بالانفتاح على القوى الوطنية العراقية المعارضة للاحتلالين الاميركي والايراني.
بعض المتطرفين في التحليل يذهبون الى ان في اميركا من يريد اعادة الاعتبار لقادة النظام العراقي السابق وليس بالضرورة الرئيس الاسير صدام حسين، لمجابهة الاحتلال الايراني مع اعطاء القادة البعثيين هدية القرار الاميركي بجدول الانسحاب العسكري من العراق.
انها السياسة العبثية؟
بل انها حرب المصالح اللااخلاقية، وقد بدأت في العراق حين التقت مصالح ايران مع اسرائيل واميركا لتدمير العراق، فلماذا لا تلتقي ايضاً مصالح ايران واسرائيل في لبنان لتدميره، مثلما تلتقي مصالح طهران وتل ابيب لحماية النظام السوري؟
حسن صبرا