المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار ساخن جدًا



القعقاع المسلم
16-07-2006, 02:11 AM
حوار ساخن جدًا



رئيسية :عام :الأحد 27 جمادى الأولى 1427هـ – 25يونيو 2006م




أحمد: كيف حالك يا معاذ؟

معاذ: بخير والحمد لله، وأنت كيف حالك؟

أحمد: الحمد لله بخير حال, كيف كان حالك مع الامتحانات؟

معاذ: اسكت لا تذكرني كانت أيامًا غبراء.... الله لا يعيدها.

أحمد مبتسمًا: لماذا يا معاذ ألم توفق فيها؟

معاذ: الحقيقة ...... بصراحة لا أحد يدري ماذا فعل في الامتحانات.

أحمد: فعلاً ..... المهم ماذا سنفعل هذا الصيف؟

معاذ بخبث: مثل كل صيف سهر، وكافيتريات، وأفلام، وبنات وهكذا.

أحمد: أنا مليت من هذه الأشياء.

معاذ: هل عندك حل آخر غير هذه الحلول؟

أحمد: كلا، ولكن يمكن أن نفكر سويًا في طرق جديدة لقضاء الإجازة.

معاذ: فكر يا عبقرينو ثم أخبرني بما وصلت إليه.

أحمد: سنبدأ في السخرية الآن .... إذا لم تسكت سأتركك وأرحل.

معاذ: مهلاً مهلاً .... لن أسخر منك فكر على مهلك.

أحمد: اصمت ودعني أفكر في صمت.

معاذ: حسنًا.... سأصمت ... المهم أن تكون بفائدة.

أحمد: بعد فترة من الصمت ما رأيك في السفر للخارج؟

معاذ: السفر للخارج !!! ماذا تعني؟

أحمد: السفر للخارج ألا تعرف السفر للخارج، حيث الحرية والانطلاق هناك لا يعرفنا أحد، ولن يراقبنا أحد.

معاذ: تقصد إلى تلك البلاد التي نسمع عنها كثيرًا؟

أحمد: نعم هي بعينها ... هاه ما رأيك؟ توافق بالطبع.

معاذ: أفكر، فهذه ستكون أول مرة أقوم بهذا الأمر.

أحمد وهو يميل على أذن معاذ هامسًا: يا معاذ وهل هذا الأمر يحتاج إلى تفكير؟ أخبرك أنه لن يكون هناك رقيب علينا، ولن يقف أحد أمامنا في أي شيء نفعله.

معاذ: لا أدري، ولكني أشعر بالخوف.

أحمد: خوف!! من ماذا؟ وهل نحن ذاهبون إلى جوانتنامو؟

معاذ: لا أدري ولكني أشعر بخوف مبهم.



وفي هذه اللحظة يقبل أكرم صديق أحمد ومعاذ.

أحمد: يا خبر أكرم قادم ...

معاذ: تقصد الشيخ أكرم؟

أحمد: نعم هو بعينه... انتبه ولا تتحدث أمامه عن رحلتنا المزعومة هذه.

معاذ: ولماذا؟

أحمد: يا أخي شغل عقلك قليلاً بالتأكيد سيكون رد فعله كعادة هؤلاء المتزمتين ... حرام حرام.... كل شيء حرام.

معاذ: ولكن أكرم ليس من هؤلاء المتشددين .. أنا أعرفه شخصيًا.

أحمد: المهم لا تخبره وحسب.

معاذ: حسنًا كما تحب.

أحمد ملتفتًا إلى أكرم: كيف حالك يا شيخ أكرم؟

أكرم: بخير حال يا أحمد، وأنت كيف حالك؟

أحمد: بخير والحمد لله.

أكرم: الحمد لله... وأنت يا معاذ؟

معاذ: الحمد لله يا أكرم بخير حال.

أكرم: أين أنتم ذاهبون، أو ما الذي تفعلونه الآن؟

أحمد: لا شيء .... كنا واقفين قليلاً نتكلم مع بعضنا البعض.

معاذ: نعم كنا نتحدث عن .....

أحمد بغيظ: عن الامتحانات ... أليس كذلك يا معاذ؟

معاذ بارتباك: بلى عن الامتحانات بالطبع في الامتحانات، وهل سنتكلم إلا في هذا الأمر.

أكرم مبتسمًا: حسنًا شيء جميل، ولكن أليس من الأفضل أن نتكلم عن المستقبل بدلاً من الماضي؟

أحمد: ماذا تقصد يا شيخ أكرم.

أكرم: أقصد الإجازة الصيفية وما سنفعله فيها.

معاذ بحماس شديد: تمام يا أكرم.

أحمد بارتباك: بالطبع هذا من الأشياء المفيدة.

أكرم: حسنًا كنت أريد أن آخذ رأيكم في بعض الأمور التي أريد أن أفعلها في هذه الإجازة بعد إذنكم بالطبع

معاذ: تفضل يا أكرم.

أحمد: تفضل يا شيخ أكرم تفضل.

أكرم: كما تعرفون فأنا أحفظ القليل من كتاب الله تعالى لأني لم ألتزم إلا منذ وقت قصير، ولذلك فقد قررت أن أجتهد في هذا الصيف وأن أحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله بمعدل ثلاثة أرباع في الأسبوع.

أحمد بتململ: جميل جميل.

معاذ بحماس: شيء رائع يا أكرم، وماذا أيضًا

أكرم: سأبدأ بإذن الله في تعلم العلم الشرعي في أحد المساجد المجاورة لنا.

أحمد بتململ أكثر: جمييييييييييل جمييييييييييييييييل.

معاذ وقد ازداد حماسه: فتح الله عليك يا أكرم وماذا أيضًا

أكرم: وكما تعلمون أن قدراتي في الكومبيوتر ضعيفة نسبيًا، فسأبدأ بإذن الله في تعلمه هذا الصيف في أحد المراكز.

أحمد وقد بدأ يتثاءب ويشعر بالملل الشديد: رائع.... شيء ممتاز.....

معاذ بإحباط ـ وقد بدأ يشعر بأن أفكاره السابقة كانت تافهة ـ: وهل هناك شيء آخر يا أكرم.

أكرم: نعم يا أخي يا معاذ هناك جزء مهم وهو الدعوة إلى الله تعالى.

أحمد: جميييييييييييييييييل يا أكرم ...... أظن أنه لم يعد هناك وقت لديك للعب واللهو والفسح.

معاذ: نعم يا أكرم كان هذا السؤال في خاطري من لحظات وكنت سأسألك إياه الآن, هل بعد هذا البرنامج المزدحم سيكون هناك فرصة لكي تلعب وترفه عن نفسك وتخرج مع أصدقائك؟

أكرم: بالطبع يا شباب وهل تظنوني معقدًا بأن أمضي الصيف بلا خروج ولا فسح، ولكن كل شيء لا بد وأن يكون مرتبطًا بمرضاة الله، فأنا لا أحب أن أرفه عن نفسي وأحقق لها شهواتها، ثم تبقى لي الحسرة والألم بعد ذلك بأثر المعصية التي ارتكبتها لأرفه عن نفسي.

أحمد: آآآآآآآآآه ماشي.

أكرم مبتسمًا: يبدو أن الكلام لا يعجبك يا أحمد.

أحمد: في الحقيقة يعجبني، ولكن يجب أن تكون واقعيًا بعض الشيء، وتعيش واقع الشباب، كيف يمكن لشاب في سني أن يترك كل هذه المغريات ولا يشغل نفسه بها؟ ألا ترى أنك حالم بعض الشيء؟

أكرم مبتسمًا في رفق: كلا يا أحمد الأمر ليس كذلك، وأنا غير حالم وسأثبت لك ....



يا ترى ماذا سيقول أكرم لأحمد؟

وهل سيقنعه بوجهة نظره، أم ستتهاوى مبادئه أمام صخرة الواقع المرير.

أكمل معنا لتعرف حماك الله من كل شر وسوء.

القعقاع المسلم
16-07-2006, 02:12 AM
حوار ساخن جدًا [2]



رئيسية :عام :الأحد 6 جمادى الآخرة 1427هـ – 2 يوليو 2006م



مفكرة الإسلام : وقفنا في المرة السابقة في الحوار بين الأصدقاء الثلاثة أحمد ومعاذ وأكرم، عندما فاض الكيل بأحمد من كلام أكرم الشاب الملتزم، الذي لا يواكب الواقع من وجهة نظره، ونكمل اليوم هذا الحوار الساخن بينهم.

أكرم: إذًا أنت غير مقتنع يا أحمد بما أقوله لك، وترى أني مفرط في الخيال؟

أحمد: في الحقيقة نعم يا أكرم، فأنا شاب كأي شاب، يريد أن يلهو ويلعب، ويعيش أيامه قبل أن تهاجمه ظروف الحياة ومشكلاتها، ولا يجد وقتًا حتى لينام.

معاذ: نعم يا أكرم، كلام أحمد يحمل الكثير من الحقيقة التي تدور داخل كل منا.

أكرم: حسنًا يا رفاق، سأشرح لكم وجهة نظري، ولكن عليكم الانتباه جيدًا؛ لأن الموضوع خطير ويهم كل شاب مسلم.

أحمد: حسنًا، ربما تقنعني بما لم يستطع أن يقنعني به أحد من قبل.

معاذ: حسنًا يا أحمد, فأنا والله يا أكرم في حيرة من أمري منذ فترة.

أكرم: أود أولًا أن أسألكم سؤالًا... إذا رأيت رجلًا يأكل التراب ويتلذذ به، ماذا تقول عنه؟

أحمد: بالتأكيد سأقول إنه مجنون.

معاذ: بالطبع غير سليم، هل يوجد إنسان عاقل يتلذذ بالتراب؟

أكرم: جميل جدًا، سؤال آخر من فضلكم، أتعلمون معنى قول الله عز وجل {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}؟

أحمد: نعم، أعلم أن معناه هو أن الذي يعش بعيدًا عن طاعة الله؛ يكن في تعاسة.

معاذ: نعم يا أكرم، معلوماتي عن هذه الأية كأحمد تمامًا.

أحمد: ولكن لحظة من فضلك يا أكرم، أليس المقصود من هذه الآية الكفار والمشركين فقط؟

أكرم: كلا يا أحمد، هذا هو ما قصدته عندما ذكرت هذه الآية لكم، هذه الآية للكفار ولغيرهم، ممن يعيشون بعيدًا عن الله عز وجل.

معاذ: جميل، وماذا بعد؟

أكرم: نستنتج أيها الصديقان العزيزان أن الذي يتلذذ بالمعاصي بالتأكيد عنده عيب أو مشكلة في حاسة التذوق، تمامًا كالذي يتلذذ بالتراب، أليس كذلك؟

معاذ: تمام.

أحمد: نظريًا صحيح.

أكرم: حسنًا يا أحمد، سأقنعك عمليًا عن طريق إجابتك عن هذا السؤال بصراحة ووضوح.

أحمد: ما هو هذا السؤال؟

أكرم: بالله عليك، ألم تقترب من الله في يوم من الأيام بصورة كبيرة مثلًا في رمضان؟

أحمد: بلى، حدث ذلك.

أكرم: حسنًا، هل شعرت بالراحة والطمأنينة والأمان في ذلك الوقت.

أحمد: نعم، كان شعورًا غاية في الجمال.

أكرم: حسنا، أخبرني بالله عليك أي الشعورين أفضل؟ شعورك وأنت تعصي الله عز وجل، أم شعورك وأنت تطيعه، أخبرني بلا مواراة أو تصنع.

أحمد: بعد تأمل بسيط، شعوري وأنا طائع لله عز وجل أفضل بكثير من شعوري الآخر.

أكرم: تمام، لماذا إذًا لا نقترب من الله حتى يكون الشعور دائمًا متجهًا نحو الأفضل؟ وقبل أن تجيب أنا لا أطلب منك إجابة، ولكن سأجيب أنا عن هذا الموضوع.

معاذ: أخبري بالله عليك يا أكرم.

أحمد: حسنًا، تكلم يا أكرم، وكلي آذان مصغية.

أكرم: هناك عدة أسباب لبعد الشباب عن الله عز وجل في الصيف خصوصًا، وفي أي وقت عمومًا

أولها كما يظن الكثير من الشباب هو الشيطان ثم أصدقاء السوء ثم الفراغ.

أولًا: الشيطان

ودور الشيطان خطير، فهو وإن كان ليس له سلطان مباشر على العبد؛ لكنه يستغل جهل النفس وولعها باستيفاء حظوظها؛ فيزين لها الأفكار والأعمال التي توافق هواها، ويلح في الوسوسة والتزيين؛ فتستجيب له؛ فتلح بدورها على القلب؛ حتى يذعن لها ويتخذ القرار الموافق لهواها، لذلك حذرنا ربنا من إتباع الشيطان, وبين لنا أنه يزين للنفس الفعل في خطوات وبالتدريج وليس في خطوة واحدة؛ لكيلا يقابل بمقاومة شديدة، يقول تعالى [[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ]][النور : 21]

ويذكرنا ربنا بدور الشيطان فيقول عز وجل[ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ]][العنكبوت : 38].

ويقول: [[يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ]][النساء : 120].

ويقول تعالى: [[فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا ]][الأعراف : 20].

وينبهنا القرآن على أن الشيطان في اللحظات الحاسمة, وبعد أن يزين للمرء سوء عمله حتى يقع فيه؛ يتخلى عنه [[وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ]] [الأنفال : 48]

[[كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ]][الحشر : 16]

أحمد: حسنًا, كيف لنا بمواجهته، بل والانتصار عليه أيضًا؟

أكرم: حسنًا، اسمع قول الله عز وجل {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [76] سورة النساء، واسمع قوله تعالى {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [99] سورة النحل، فالشيطان بالرغم من قوته لا يستطيع أن يتغلب على العبد الصالح، بل إنه أحيانًا يفر من أمامه، واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم [[يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط، إلا سلك فجا غير فجك]]

معاذ: حسنًا يا أكرم، اتضحت هذه النقطة، فلننتقل إلى النقطة التي تليها، أليس كذلك يا أحمد؟

أحمد: نعم يا معاذ.... تفضل يا أكرم.

أكرم: السبب الثاني هم أصدقاء السوء

معاذ: تمام، وأنا أعتقد أن هذه النقطة من أخطر النقاط.

أحمد: بالفعل، فكم من أناس يريدون الهداية، ولكن أصدقاءهم لا يتيحون لهم الفرصة.

أكرم: تمام، فإن الله عز وجل خلق الخلق متفاوتين في كل شيء, ومع ذلك جعل أرواحهم متقاربة أو متنافرة, فهي جنود مجندة, أرواح الطيبين والصالحين تحشر زمرة واحدة في الدنيا والآخرة, وأرواح الخبثاء والفاسدين كذلك.

كذلك قد حذرنا من صحبة الأشرار ومقاربتهم ومجالستهم. وبين لنا صلى الله عليه وسلم أن القرين السوء كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة, فالمرء الذي يجالس الأشرار لا بد أن يكون مثلهم, يقول مالك بن دينار لبعض أقربائه: [[يا مغيرة، الناس أشكال -يصور أن الناس كغيرهم من المخلوقات من الطيور وغيرها-لا يعرف الواحد منهم إلا شكله ومثيله]] وكما أن الحيوانات والطيور وغيرها لا يكون الواحد منها إلا مع أمثاله؛ فكذلك الناس لا يكون الواحد منهم إلا مع أمثاله، فلذلك على الإنسان أن يبحث عن مثيله في الصلاح، مثيله في الخُلُق, مثيله في الهدي والسمت, بل ومثيله في السن، ومثيله في الاختصاص, وفي كل شيء, وأن لا يقرب من الأصحاب إلا من يكون قربه مقرباً إلى الله تبارك وتعالى، أما أولئك المتظاهرون بالصداقة، وهم يضعون له الفخ تلو الآخر حتى إذا وقع فيه؛ ضحكوا منه، وولوا وهم يضحكون، غير مبالين بما صار إليه أمره وشأنه.

معاذ: والله كلامك جميل يا أكرم، ما هو السبب الثالث إذًا يا أكرم؟



أكمل معنا أخي الحبيب لتعرف ما هو السبب الثالث من أسباب البعد عن الله

نسأل الله أن يقربنا جميعا منه برحمته وفضله.

القعقاع المسلم
16-07-2006, 02:13 AM
حوار ساخن جدًا [3]



رئيسية :عام :الأحد 13 جمادى الآخرة 1427هـ –9 يوليو 2006م



أكرم: حسنًا يا شباب، السبب الثالث هو الفراغ، وهو من أهم الأسباب التي تؤدي بالشاب إلى معصية الله، وخاصة في العطلة الصيفية التي لا يجد الشاب فيها ما يفعله أو يضيع فيه وقته.

أحمد: بالفعل يا أكرم، فالشخص منا يشعر بأن الوقت طويل جدًا في العطلة، وأنه ليس هناك ما ينبغي فعله؛ فيلجأ إلى ما يشغل به وقته، وفي الغالب يشغله بأشياء غير هامة.



معاذ: فعلًا يا أكرم، غالبًا لا يجد الشاب منا ما يشغل به وقت فراغه الكثير في العطلة.

أكرم: بالطبع يا أصدقائي، ما تقولونه صحيح تمامًا، فنفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، كما قال علماؤنا.

أحمد: فما الحل إذًا لمشكلة الفراغ هذه يا أكرم؟

أكرم: حلها هو حل بسيط ومؤثر في كل نواحي الحياة، وليس في مشكلة الفراغ فقط.

أحمد: أخبرني به بالله عليك.

معاذ: نعم يا أكرم، أخبرني به.

أكرم: الحل يا أصدقائي هو تحديد هدف للحياة، فالذي يعيش بلا هدف؛ لا بد وأن تكون غالبية أوقاته فارغة لا طائل منها، أما أصحاب الأهداف السامية؛ فلا يضيعون وقتهم فيما لا يفيد، بل يجتهدون في أن يستغلوا كل لحظة كي تقربهم إلى هدفهم.

أحمد: هل معنى ذلك أنهم لا يضيعون وقتهم على الإطلاق؟ يعني لا يلعبون لا يتنزهون لا يروحون عن أنفسهم؟ وأي حياة تلك التي يعيشونها؟

معاذ: على رسلك يا أحمد، فأنا فهمت ما يقصده أكرم على عكس ما فهمت أنت، فهم يلعبون ويتنزهون، ولكن ليس لذات اللعب أو ذات النزهة، ولكن لأن النفوس لا بد وأن تأخذ بعض الراحة، فهو أيضًا أحد أهدافهم في الحياة، وهي الحفاظ على نشاطهم وحيويتهم.



أكرم متعجبًا: ما شاء الله يا معاذ، وكأنك تعلم ما يدور في خلدي تمامًا، بالفعل يا أحمد، فهم لا ينفرون من اللعب واللهو، ولكن يضعون كل شيء في موضعه الصحيح ويقدرونه قدره الطبيعي.

أحمد: وهل تحديد الهدف بهذه الأهمية؟

أكرم: بالطبع، هل تعلم أن أحد طلبة الماجستير في جامعة هارفارد الأمريكية قام بإجراء دراسة نادرة، كان ذلك في عام 1953م، حيث أجرى هذا الطالب استفتاء لخريجي الجامعة في تلك السنة، وكان السؤال الذي وجهه إليهم هو: هل لك أهداف محددة مكتوبة؟ وكانت النتيجة أن 3% فقط من هؤلاء الخريجين وضعوا لهم أهدافًا محددة ومكتوبة عما يريدون القيام به في حياتهم.



وبعد عشرين سنة من ذلك أي في عام 1973م؛ رجع إليهم صاحب البحث ليستطلع أحوالهم؛ فوجد أن الـ3% حققوا نجاحًا في وظائفهم وأعمالهم أكثر مما حققه 97% الآخرون مجتمعين.

أحمد: يااااااااااااااااااااه لا أصدق، هل معنى ما تقول أن أكثر الناس في العالم ليس لهم أهدافًا محددة؟

معاذ: أصحيح هذا يا أكرم؟

أكرم: نعم، وأنا أعي ما أقول جيدًا، إن هذه النسبة المخيفة لا تنطبق فقط على طلبة جامعة هارفارد الأمريكية، إنما للأسف هي النسبة المتحققة على مستوى البشر، فيرى العلماء من خلال دراسات أعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل 3% من مجموع الناس كلهم، وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المختلفة، وهذه الدراسات إنما أجريت على ما يسمى بشعوب الدول المتقدمة؛ فما بالنا بشعوبنا، ونحن الآن في ذيل الأمم.

أحمد: كلامك هذا يا أكرم يصيبنا بالخجل الشديد من أنفسنا.

معاذ: نعم يا أكرم، ولكن المهم الآن هو ما هو الهدف الذي يستحق أن نعيش من أجله، ونضحي له بالغالي والنفيس.

أكرم: الهدف هو عبادة الله يا صديقي الحبيب، والقرب منه والتعرف عليه، يقول ابن القيم رحمه الله: [في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيـا وما فيها؛ لم تسـد تلك الفاقة أبدًا]



أحمد: كلامك جميل يا أكرم، وقد بدأت أقتنع فعلًا بأن هذه العطلة لا بد أن تكون مختلفة عن باقي العطلات السابقة.

معاذ: وأنا أيضًا يا أكرم.

أكرم: حسنًا أيها الأصدقاء، لنبدأ معا في وضع برنامج عملي للعطلة، ولنبدأ أولًا في تحديد الهدف منها ما رأيكم؟

أحمد: حسنًا أنا موافق، وهدفي هو أن أعوض ما فاتني من عطلات ضيعتها في غير طاعة الله.

معاذ: وأنا أيضًا هدفي أن أتقرب من الله بدرجة أكبر.

أكرم: حسنًا، ما هي الأبواب التي تستطيع من خلالها أن تتقرب إلى الله؟ مثلًا حفظ القرآن، وحضور مجالس العلم، والحفاظ على الفرائض، والدعوة إلى الله تعالى.

أحمد: جميل.

معاذ: رائع.



أكرم: لنضع هدفًا لكل باب من هذه الأبواب، القرآن مثلًا ما رأيكم في حفظ 3 أجزاء في العطلة، بمعنى 24 ربع أي 8 أرباع كل شهر، أي ربعين أسبوعيًا بمعدل صفحة يوميًا، وتجعل يومًا لمراجعة الحفظ أسبوعيًا.

أحمد: جميل، الله المستعان.

معاذ: الله المستعان.

أكرم: وبالنسبة لمجالس العلم، نجعل لنا درسًا أسبوعيًا، وأما الفرائض فنحافظ على الصلوات الخمس في المسجد.

أحمد: الله المستعان.

معاذ: الله المستعان.

أكرم: أما الدعوة، فنأخذ عهدًا على أنفسنا أن نساعد صديقًا على أن يسلك نفس الطريق أسبوعيًا.

أحمد: حسنًا يا أكرم، جزاك الله خيرًا.

معاذ: جميل يا أكرم، جزاك الله خيرًا.

أكرم: وإياكم إخوتي، ولكن لي نصيحة أخيرة عسى أن تتقبلوها بصدر رحب.

أحمد: تفضل يا أكرم.

معاذ: تفضل يا صديقي.



أكرم: لا تمشي في الطريق وحيدًا، وابحث عن حادي الطريق والرفقة الصالحة التي تعينك على السلوك فيها.

أحمد: لا تقلق يا أخي الحبيب، فنحن تكلمنا عن الصحبة منذ قليل.

معاذ: لا تحمل الهم يا صاحبي، فنحن معًا بإذن الله إلا لو أردت أن تتخلى عنا.

أكرم ضاحكًا: كلا بالطبع يا صديقي الحبيب.

وانصرف الأصدقاء الثلاثة، وكلهم عزم على استغلال العطلة أفضل استغلال.

حيفاوي
22-07-2006, 07:46 PM
جميل جدا
بارك الله فيك