عبدالغفور الخطيب
14-07-2006, 11:57 AM
جلسات ( نرجيلة) مملة
أحيانا يحس المرء أنه لا بد أن يكون بيده شيئا ، أي شيء ، لا يهم . فكان قبل عدة عقود يحمل الشاب في يده ( سلسلة أو زرد ) يلفه بحركات بها عبثية واضحة ، وهو يمضغ (العلكة ) .. ويروح جيئة و ذهابا ، في أحد الشوارع عله يلفت انتباه إحدى فتيات الحي ..
كان الشاب الذي يكرر تلك العادة في أحد الأحياء ، عرضة لأن يتم ضربه من فتية الحي ، أو توبيخ بعض الشيوخ الذين لاحظوه و استنكروا عبثيته .
هذا الشعور العبثي ، لم يتوقف عند الشباب ، بل تعداهم نحو الرجال البالغين العاقلين ، فيحمل بيده (مسبحة ) ويحرك خرزاتها ، دون أن يذكر الله ، وعندما انتشرت عادة التدخين ، أصبحت لفافة التبغ ( السيجارة ) تشغل الفراغ الذي تحتاج اليد لملأه ..
النرجيلة اختراع هام ، لم أبحث عمن اخترعه ، لكنه اختراع يجمع كل خواص الأشياء السابقة ، فهو يملأ اليد ، و يكرس عادة التدخين ، و ( يبقبق ) ، يخرج صوتا من خلال اختلاط الماء مع سحب الهواء الفاسد ..
حكوماتنا العربية ، اخترعت أسلوب و تقليد لم يسبقها عليه أحد في العالم ، فقد اخترعت تقليدا له مكان وله أعراف ، أسمته ( الجامعة العربية ) .. وهو لممارسة ( النرجيلة ) بطرق مبتكرة ، فأبهة المكان و أبهة الجالسين ، و إحساسهم بأن أحدا لا يستطيع توبيخهم ..
إنهم ( يبقبقون ) منذ 61 سنة ، وهم يعلمون أن بياناتهم ، التي تشبه مسلسلات التلفزيون الصادرة من دول الخليج ، والتي تحرص أن لا تؤذي نصوص تلك المسلسلات مشاعر أي عربي ، أو أي أحد قد يترجم تلك المسلسلات حتى لو كان للغة ( السويحلية ) ..يعلمون أن لا أحد يعول عليها شيئا ..
كلما ألمت بالأمة مصيبة ، عقدت جلسات ( النرجيلة ) .. فتخرج البيانات ، ننظر بعين القلق ، والشرعية الدولية ، ونخاطب المجتمع الدولي ، ونستنكر و نستهجن وما الى ذلك ..
لقد خرج عليهم بالأمس ، مجلس شورى في بلد حديثة العهد بمثل تلك المجالس ، كان أكثر جرأة و أكثر وضوحا ، عندما خاطب من يحاولوا إفساد متعته ، بقوله لهم : اذهبوا والعبوا بعيدا .. لا تفسدوا علينا نعيمنا ..
أحيانا يحس المرء أنه لا بد أن يكون بيده شيئا ، أي شيء ، لا يهم . فكان قبل عدة عقود يحمل الشاب في يده ( سلسلة أو زرد ) يلفه بحركات بها عبثية واضحة ، وهو يمضغ (العلكة ) .. ويروح جيئة و ذهابا ، في أحد الشوارع عله يلفت انتباه إحدى فتيات الحي ..
كان الشاب الذي يكرر تلك العادة في أحد الأحياء ، عرضة لأن يتم ضربه من فتية الحي ، أو توبيخ بعض الشيوخ الذين لاحظوه و استنكروا عبثيته .
هذا الشعور العبثي ، لم يتوقف عند الشباب ، بل تعداهم نحو الرجال البالغين العاقلين ، فيحمل بيده (مسبحة ) ويحرك خرزاتها ، دون أن يذكر الله ، وعندما انتشرت عادة التدخين ، أصبحت لفافة التبغ ( السيجارة ) تشغل الفراغ الذي تحتاج اليد لملأه ..
النرجيلة اختراع هام ، لم أبحث عمن اخترعه ، لكنه اختراع يجمع كل خواص الأشياء السابقة ، فهو يملأ اليد ، و يكرس عادة التدخين ، و ( يبقبق ) ، يخرج صوتا من خلال اختلاط الماء مع سحب الهواء الفاسد ..
حكوماتنا العربية ، اخترعت أسلوب و تقليد لم يسبقها عليه أحد في العالم ، فقد اخترعت تقليدا له مكان وله أعراف ، أسمته ( الجامعة العربية ) .. وهو لممارسة ( النرجيلة ) بطرق مبتكرة ، فأبهة المكان و أبهة الجالسين ، و إحساسهم بأن أحدا لا يستطيع توبيخهم ..
إنهم ( يبقبقون ) منذ 61 سنة ، وهم يعلمون أن بياناتهم ، التي تشبه مسلسلات التلفزيون الصادرة من دول الخليج ، والتي تحرص أن لا تؤذي نصوص تلك المسلسلات مشاعر أي عربي ، أو أي أحد قد يترجم تلك المسلسلات حتى لو كان للغة ( السويحلية ) ..يعلمون أن لا أحد يعول عليها شيئا ..
كلما ألمت بالأمة مصيبة ، عقدت جلسات ( النرجيلة ) .. فتخرج البيانات ، ننظر بعين القلق ، والشرعية الدولية ، ونخاطب المجتمع الدولي ، ونستنكر و نستهجن وما الى ذلك ..
لقد خرج عليهم بالأمس ، مجلس شورى في بلد حديثة العهد بمثل تلك المجالس ، كان أكثر جرأة و أكثر وضوحا ، عندما خاطب من يحاولوا إفساد متعته ، بقوله لهم : اذهبوا والعبوا بعيدا .. لا تفسدوا علينا نعيمنا ..