المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤامرة ال نباح



samo
22-07-2004, 05:01 PM
المؤامرة على العراق ودور ال صباح

ما الذي حدث في 2/8/1990؟؟؟ شهادة موثقة وأمينة

شبكة البصرة



كان ايضا مما التقطه العراقيون عن الكويتيين برقيات متبادلة بين الكويت وايران ‏في اعقاب انتهاء الحرب بين العراق وايران، كانت احدى البرقيات موجهة الى ‏القائم بالأعمال الكويتي في طهران تطلب منه الاجتماع مع علي أكبر ولايتي ‏وزير الخارجية يبلغه سعادة الكويت في توقف الحرب وانتهائها وانهم ينوون فتح ‏صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وهل في امكان الكويت تقديم شيء لإيران ‏يساعدها في الظروف الصعبة التي تمر بها حاليا، ثم يرد القائم بالأعمال بأنه ‏فعل ما طلب منه وأن أحد مساعدي وزير الخارجية الايراني طلب منه اذا كان ‏بإمكان الكويت تقديم كميات من مادة الكيروسين وانها ستكون شاكرة لو ‏استطاعت الكويت تقديمها.

ثم رسالة تبلغ القائم بالأعمال استعداد الكويت لتقديم ‏ما تريده إيران.

وكان التعليق العراقي على هذه الرسائل هو: لماذا لم يبدأو ‏بسؤالنا نحن عما نحتاج إليه قبل أن يسألوا ايران ؟ فعلق أحد الوزراء العراقيين ‏قائلا: إنهم يخطبون ود العجم.‏

على أن هذا وللامانة والانصاف لم يكن دقيقا لأن الكويت قدمت بالفعل للمجهود ‏الحربي العراقي مساعدات يصعب انكارها. ويتوجب عليها خلق نوع من التوازن ‏بين الجارين الكبيرين.‏

ثم أضيف لهذا واقعة جرت أثناء زيارة سعد الصباح الى واشنطن لشراء طائرات ‏اف 18، فحين تم اللقاء في مجلس الشيوخ الامريكي لاجل الاتفاق على تلك الصفقة، سأل أحد أعضاء اللجنة الفرعية المتخصصة بمبيعات السلاح للخارج ‏في مجلس الشيوخ عضو الوفد الكويتي :
ماهي الضمانات التي تستطيع حكومتكم تقديمها للتأكيد على ‏أن هذه الطائرات لن تستخدم ضد إسرائيل بواسطتكم أو بواسطة طرف عربي ‏آخر يحصل عليها منكم ؟

فرد عضو الوفد الكويتي دون تفكير قائلا: إننا نريد ‏هذه الطائرات للدفاع عن أنفسنا ضد جيراننا ولا نريد استعمالها ضد إسرائيل !! ‏وصل هذا الكلام بحرفيته إلى آذان العراقيين واعتبروا أنفسهم هم المقصودين ‏بهذا الكلام.‏

كان يمكن لهذه الحوادث وغيرها أن تمر وكان يمكن التجاوز عنها لو أن جو ‏العلاقات بين البلدين يسمح لهما بحوار لا تحكمه عقد التاريخ والجغرافيا، ومع ‏ذلك فإن هذه العقدة بقيت قائمة وعلى ما يبدو أنها لن تنتهي ابدا.‏

حال الكويت قبل الأزمة

قبل أن نتحدث عن بدايات الأزمة، لعله من المفيد ان نتحدث قليلا عن الكويت ‏قبل دخول الجيش العراقي اليها، وكيف كان حالها.
كان عقد آل الصباح مع ‏السكان يقضي بتقديم الحماية فقط، حرس فقط، دون الاشتغال بالتجارة، لكن ‏اكتشاف البترول وتدفق الأموال جعل الموازين تختل بين الحراسة والتجارة، ‏اصحبت عوائد البترول بأيدي الحراس واصبحوا هم من يوزعون على من يشاؤون ‏ويمنعون عمن يشاؤون وفاضت الثروة بأيديهم وراحوا يتصرفون في ثراء لم ‏يكونوا يحلمون به وليسوا على استعداد له، وقد خيل اليهم في وقت من الاوقات ‏ان البلاد صارت بمن فيها وما فيها وما بها وما عليها ملكا شخصيا لهم، ذلك أن ‏عوائد البترول تركزت في أيديهم فالدولة هي الأسرة والأسرة هي الدولة – ‏والواقع وللانصاف يمكن أن يقال أن هذا الوضع لم ينطبق عليهم وحدهم فقط، بل ‏انطبق على جميع الأسر الحاكمة في الخليج دون استثناء -.‏

كما ان الفقر له مشاكله فالثراء له مشاكله أيضا، واصعب مشاكل الثراء حين ‏يكون مقترنا مع الضعف وحالة ما يسمى الانكشاف الكامل ومن جميع الجوانب ‏والاتجاهات.

كانت التركيبة السكانية في الكويت عجيبة غريبة، فقد كان تعداد ‏السكان في الكويت قبل دخول الجيش العراقي يبلغ مليونين نسمة مقسمين الى ‏فئات هي في حقيقة أمرها طبقات، فقد كان عدد السكان العرب الاصليين في ‏الكويت (اي مواطنوا الدرجة الأولى) 620 الف نسمة، وعدد البدون يقرب من ‏‏300 الف نسمة والباقون اي حوالي مليون ومائة الف نسمة هم ما يطلق عليهم ‏لفظ الأجانب أي بمسمى آخر الوافدين الذين لا يحق لهم الحصول على الجنسية ‏الكويتية إلا بمعجزة مثل العرب والاسيويين وباقي الجنسيات التي جاءت أصلا ‏للعمل، والاف مؤلفة من ابناء هذه الجاليات ولد على أرض الكويت وعاش فيها.

‏على أن هذا التركيب الطبقي العجيب خلق تناقضات لايمكن اغفال أثرها، صحيح ‏أن فرص العمل كانت متاحة للجميع ولكن التفاوت المريع في الدخول كان من ‏شأنه أن يزرع في قلب المجتمع اسبابا للقلق الاجتماعي الذي بدا يظهر بوضوح ‏شديد.‏

وفي الحقيقة ان التركيبة السكانية في الكويت باتت هرما اجتماعيا لا يظهر على ‏سطحه – بتأثير الرخاء الظاهري – ما يدور في داخله بسبب التناقضات من ‏حساسيات ومشاكل.

وكانت قمة الهرم بالطبع هي الاسرة الحاكمة ثم يأتي بعدها ‏طبقة كبار التجار من عائلات الكويت الأصلية وهم من العرب واكثر من تسعين ‏بالمائة منهم من البصرة في العراق ونشأت بين الاثنين علاقات شد وجذب ‏مردها أن التجار يعتبرون الشيوخ موظفين للخدمة العامة بما في ذلك الحاكم ‏نفسه الذي كان يتقاضى راتبا شهريا قدره مليون دينار.‏

ثم راح وهم الاستقلال يتبدد يوما بعد يوم، ذلك ان الاعتماد على القوى الخارجية ‏بات خيارا لا مفر منه، وقد بدت سياسة التسليح الكويتية مضيعة للوقت والجهد ‏والمال، وكانت الاشكالية ان السلاح الذي يشتريه الكويتيين بعشرات البلايين من ‏الدولارات لا يستطيع الصمود امام تهديد خارجي وفي نفس الوقت لا يصلح ‏لمواجهة اي تهديد داخلي، فالطائرات والصواريخ لا تصلح لفض مظاهرات ولا ‏لمواجهة معارضة، ناهيك عن ان الكويت صرفت قبل دخول الجيش العراقي ما ‏يقرب من 22 مليار دولار على التسليح لم تستفد منه بشيء حين حاول افراد ‏جيشها مواجهة رجال الجيش العراقي.‏

ثم اضيف هذا كله أثره الى الشخصية الكويتيه التي راحت تتمسك بمقولة انها ‏متميزة عن غيرها ولها خاصية فيها مهما كانت الظروف، وانهم يعتبرون انفسهم ‏شعب الخليج المختار، فلهم الثقافة والعلم والفن والثروة والرفاهية والرخاء ‏ولبلادهم العز والسؤدد، ولغيرهم الفقر والجهل والمرض والوباء.

وساعد على ‏ذلك بالطبع أن الغنى الفاحش المحاط بالفقر المدقع يورث أصحابه نوعا من ‏التكبر والتعالي يمكن أن يحسب كنوع من التجبر والتسلط، وكانت الكويت ‏بالنسبة للآخرين بلد اصاب أهله وحكامه التجبر والتعالي والغرور بلا مبرر ‏حقيقي، وهذا ما خلق حساسيات شديدة بينهم وبين باقي العرب، فحتى هؤلاء ‏الذين كانوا يحاولون فهم مشاكل الكويت ويتعاطفون معها شعروا بتكبر هذه ‏الشخصية.‏

بداية الأزمة.‏


بعد هذا الاستعراض كله

نأتي إلى يوم 17يوليو 1990، وهو اليوم الذي يلقي ‏فيه عادة الرئيس صدام حسين خطابه التقليدي بمناسبة ثورة تموز، وراح ‏يستعرض في هذا الخطاب أهم الحوادث في السنة التي انقضت فقال:
إن أهم ‏وأخطر الأحداث خلال الفترة الماضية هي الحملة الواسعة المدبرة التي تشنها ‏الدوائر الامبريالية والصهيونية الرسمية وغير الرسمية ضد العراق بصورة ‏خاصة وضد الأمة العربية بوجه عام... ثم تطرق للقول: ان القوى الامبريالية لم ‏تستخدم في حملتها الأخيرة السلاح ولم تهدد بالأساطيل والقواعد الجوية المنتشرة ‏في العالم وفي المنطقة، ولكنها بدأت تمارس القتل واضعاف القدرة التي تحمي ‏الكرامة والسيادة بأدوات أخرى، وبأسلوب آخر أخطر من الاسلوب الأول من ‏حيث نتائجه، انه اسلوب ظهر بين صفوف العرب ويستهدف قطع الأرزاق بعد ‏أن تم تطويق الاسلوب الأول الذي كان يستهدف قطع الأعناق...

ثم وصل إلى ‏الأزمة الراهنة فقال:
إن الأساليب الجديدة ينفذها عرب.. أفراد.. وربما الدول في ‏المنطقة، وأعني بذلك السياسة البترولية التي يتبعها منذ حين الحكام في دول ‏الخليج تعمدا في تخفيض أسعار النفط بدون مسوغ اقتصادي، وعلى الضد من ‏إرادة غالبية المنتجين في الاوبك وعلى الضد من مصلحة الأمة العربية، وعلى ‏سبيل المثال فإن انخفاض دولار واحد في سعر النفط من جراء هذه السياسة ‏يؤدي إلى انخفاض ألف مليون دولار من عائدات العراق سنويا..
ثم مضى ‏يتحدث بشكل عام عن سياسة أمريكا وتحكمها بمصائر منتجي البترول وعدم ‏سماحها بنمو امكانياتهم المادية ومصادر ثروتهم بما يتيح لهم فرصة المناورة ‏الطبيعية بين المالك والبائع وبين المشتري..‏
كان يمكن لهذا الخطاب أن يمر بسلام،،،،،
لكن في تونس،،،،
كان طارق عزيز يحضر ‏مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا لمناقشة هجرة اليهود السوفييت ‏إلى إسرائيل،،، توجه طارق عزيز إلى مكتب الأمين العام وسلمه رسالة من ‏الحكومة العراقية...
وقع الانفجار بعدها..‏...

يتبع .................