خطاب
28-06-2006, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر أولياءه ، معز أهل دينه ومذل أعداءه ، الحاكم على يهود بالذل المكين ، والعذاب المشين ، فكلما عاث اليهود في الأرض الفساد أرسل عليهم ربنا أولي البأس من العباد ، سنة الله ووعده إلى يوم التناد .. ثم والصلاة والسلام على سيد الأنام المبعوث بالحسام محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه ، أما بعد ..
فحينما يرى المجاهد الطائرات الحربية فوق رأسه ، والدبابات الثقيلة تجوب مدينته ، حينما يرى القذائف تتساقط حمما على بيته وبيوت أهله ، عندها يكون المؤمن أقرب ما يكون إلى الله سبحانه وتعالى ، عندها يجأر المؤمن إلى الله ويطلب منه المدد ، يطلب منه الرحمة ، يطلب منه اللطف والثبات ، عندها يصدق قلب المؤمن ويترك أسباب الأرض ليتعلق بأسباب السماء ، عندها يكون المؤمن من المتوكلين الصادقين ، عندها يبشره الله بفضله ويسبغ عليه نعمته {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، عندها يتعلق المؤمن بقول ربه {.... فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} ..
يا حماة الأرض التي بارك الله حولها ، يا من كنتم ولا زلتم سيفا مسلطا على رقاب الكفر العالمي اليهودي الصليبي ، يا حماة الإسلام رغم كل الفتن والمحن ، يا من صمدتم رغم كل المؤامرات والفتن ، يامن وقفتم في وجه المؤتمرين من بني جلدتكم الذين باعوا كل شيء ليتقاضوا بعض ما سرقه يهود من خيراتكم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، ها قد فتح لكم باب الفلاح ، فابتغوا إلى الله الوسيلة ..
قطعوا عنكم المؤن فلم تهزمك المحن ، أغلقوا دونكم الحدود فأبيتم إلا الصمود ، قطعوا عنكم الكهرباء فنسأل الله أن تكونوا ممن يبصر بنور السماء ، جوّعوكم شرّدوكم هجّروكم فأعتصمتم بحبل الله المتين وبآياته في ثبات عجر عنه الواصفون ، سلْوتكم أن الله قال لكم {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} ، فالرزق عند الله والأمل به وحده سبحانه ..
لا تلتفتوا إلى غير الله ، واعزموا وتكولوا على الله فإن الجهاد من أعظم أعمال الإسلام ومن آكد الفرائض في هذا الزمان ، لا تلتفتوا إلى المنغصات والمكدرات التي تلهي الإنسان عن رضى الرحمن فقد حفت النار بالشهوات ، وعلى أبواب الشهوات شياطين يدعون الناس إليها فالزموا صراط ربكم المستقيم فقد صح عن نبيكم الكريم أنه قال "إن الشيطان قعد لابن ادم بأطرقه ، فقعد له في طريق الإسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟ فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطَّول فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : تجاهد ؟ فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال ، فعصاه فجاهد ، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة" (صحيح: أحمد والنسائي وابن حبان عن سبرة / وهو في صحيح الجامع برقم: 1648 )
الله الله في كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ، وليكن لبيوتكم ازيز كأزيز النحل من ذكر الله ، وأكثروا من الدعاء والإبتهال إلى الله فإنكم في موطن إجابة ، وليكن منهجكم في قتال عدوكم ما أمركم به ربكم في كتابه ، حيث قال سبحانه :
{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ...} ،
وقال سبحانه {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ...}
وقال سبحانه {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ...}
وقال سحانه {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
وقال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
وقال تعالى {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} نسأل الله أن يمدكم بالملائكة مردفين ويلقي الرعب في قلوب أعدائكم الكافرين ..
فهذا هو القتال الذي وصاكم به ربكم في كتابه ، وليس في قلب المؤمن خوف من أعدائه إذا كان قلبه معلق بالسماء وبصره شاخص للسماء ولا ينظر ولا يلتفت إلا لمن خلق الأرض والسماء ، فشدوا عليهم الوطأة وليجدوا فيكم الغلظة وإنما النصر صبر ساعة وقد علمتم جبن وخور عدوكم فـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
إن هذه الأيام من أيام الله ، وإنها أيام الإسلام والعزة ، فلا يكن همكم إلا نصرة الإسلام وجهاد أعداء الدين ، فلا تشتغلوا بقيل وقال ، ولا بحوار وجدال ، وليكن الرصاص اليوم أبلغ من المقال .. إنها التجارة المنجية الرابحة مع الله ، فإن خلصت النية وجاء العمل على المنهج القويم يكون الربح العظيم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ..
على كل رجل في غزة اليوم الجهاد ، ولا يجوز لأحد التخلف عنه ، بل على النساء أن يشاركن الرجال في ما يستطعنه من جهاد ، فالكل اليوم مجاهد ، والكل اليوم على ثغر ، وللإسلام صدر ، فمن لم يستطع بنفسه فبماله ، ولم من لم يكن عنده مال فليحرض المؤمنين على القتال ، وعلى النساء تحريض أبنائهن وترغيبهم في الجهاد فليس الأبناء بأغلى من الدين ، وعلى الطبيب والمهندس والعامل والتاجر وكل إنسان أن يبذل وسعه ، فلا يتأخرن امرء عن الأمر فيصيبه وعيد الخبير البصير {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ..
هذا يوم الإختبار والإمتحان ، هذا يوم الصبر وطريق الجنان ، هذا يوم يفرح فيه العاملون {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ..
ها قد أتتكم الحياة الأبدية ، والعزة السرمدية ، فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، إن الجهاد حياة المؤمن وعزة المسلم وقوة الدين ، ولا يستقيم هذا الدين بغير جهاد ، ولذلك كان المجاهدون على رأس الطائفة المنصورة والفرقة الناجية لكونهم رأس حربة الإسلام وذروة السنام ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ، قال المفسرون : دعاكم لما يحييكم هو الجهاد أو الحرب كما ذكر القرطبي ..
قد علمت أنكم منصورون على أبناء القردة والخنازير ، وأنهم أجبن خلق الله وأخوف خلق الله منكم ، ولا يأتونكم ولا يقابلونكم وجها لوجه ، بل من داخل الطائرات ، ومن جوف المجنزرات ، ومن راء المتاريس والحديد والعربات { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} ، وها هم اليوم قد خرجوا من جحورهم وقصدوا عرينكم فانفروا إليهم وتخطفوهم تخطف السباع فلا يرون وجوهكم ولا يسمعون أصواتكم بل يرون الدماء ويسمعون هدير رصاصكم ..
كم يغبطكم المسلمون اليوم ، وكم يود أحدهم لو كان معكم ، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم قال "من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار" (البخاري) ، وقال صلى الله عليه وسلم "لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبد" (النسائي و أحمد) ، وقال عليه الصلاة والسلام "من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة نهار ، فهما حرام على النار" (أحمد وصححه ابن حبان) ، وقال عليه الصلاة والسلام "من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة" (ابن ماجة وسنده حسن) ، وقال عليه الصلاة والسلام "لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها" (متفق عليه) ، فهل بعد ما انتم فيه من خير !!
لقد كانت الجنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم "تحت ظلال السيوف" (مسلم) ، وكانت "السيوف مفاتيح الجنة " (إسناده جيد : السلسلة الصحيحة) ، واليوم الجنة تحت ظلال الطائرات ومفاتيحها الرصاص والقاذفات ، فلله در مهندسكم الذيي صنع على الأرض صواريخ قسام يفتح بها لكم أبواب الجنان !!
إنها إحدى الحسنيين ، ولعدوكم الأخبثين ، فلكم عز الدنيا وعز الآخرة ، ولعدوكم الذل والهوان والنار في الآخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداًً" (مسلم) ، فعجلوا بإخوان القردة إلى جهنم ..
فليهدموا بيوت الطوب وليهدموا الجدران ولينسفوا الحيطان فلكم في الجنان بيوت لمن صدق الله وأراه من نفسه اليوم جهاد حتى يرضى سبحانه ، قال عليه الصلاة والسلام "أنا زعيم لمن آمن بي ، وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة ، وببيت في وسط الجنة ، وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وببيت في أعلى غرف الجنة ، من فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا ولا للشر مهربا ، يموت حيث شاء أن يموت" (النسائي\صححه ابن حبان)
أيها المجاهدون "من قاتل في سبيل الله من مسلم فواق ناقة ، وجبت له الجنة" (أبو داود\صحيح) ، وفواق الناقة بضع ثوان ، فما بالكم بمن يقاتل ساعات وأيام وشهور وسنين ، وما بالكم بمن يقاتل دفاعا عن حرمات المسلمين ، وما بالكم بمن يقاتل حفاظا على مسرى النبي الأمين !! فاسألوا الله من فضله ، فقد ساقه الله لكم ، والخاسر من لم ينتهز الفرصة وينهل من نعيم الله سبحانه ..
لقد جعلكم الله سبحانه وتعالى في أشد ثغور الإسلام وأكثرها نكاية ، وقد اختاركم الله لهذه المنزلة وساق لكم هذا الخير لأمور يعلمها سبحانه .. إن هذه المنازل لا تأتي رخيصة ، فإنها درجات عظيمة متباينة في الجنان ، فاسألوا الله الفردوس الأعلى ، قال عليه الصلاة والسلام "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تتفجر أنهار الجنة" (البخاري) ، اسألوا الله فضله ومنة ولا تقنطوا من رحمة الله فالله كريم واسع جواد رحيم ..
لا تلتفتوا لكثرة القاعدين ولا للمتخاذلين ولا للخوالف والمرجفين ، وعليكم باليقين ، واطلبوا الفتح المبين من عند القوي المتين ، وليس من اعتزل الجهاد اليوم على صواب ، ولا هو في مقامكم ولا يقارن بكم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل اللَّه أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً، ألا تحبون أن يغفر اللَّه لكم ويدخلكم الجنة؟ اُغْزُوا في سبيل اللَّه، من قاتل في سبيل اللَّه فواق ناقة وجبت له الجنة (رواه الترمذي وقال حديث حسن) ، فليس عابد ولا مصلي ولا إمام مسجد أو حرم ولا قائم ليل ولا صائم نهار ولا متصدق ولا حاج إلا وأنتم اليوم خير منه إن أخلصتم النية وقاتلتم لتكون كلمة الله هي العليا ..
لا يأتي اليوم أحد بعمل إلا وجهادكم خير منه إن خلصت النية ، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل اللَّه؟ قال: لا تستطيعونه ، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: لا تستطيعونه ، ثم قال : مثل المجاهد في سبيل اللَّه كمثل الصائم القائم القانت بآيات اللَّه لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل اللَّه (متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم) ، وفي رواية البخاري: أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ دلني على عمل يعدل الجهاد. قال: لا أجده ، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟ فقال: ومن يستطيع ذلك !! ، قال عليه الصلاة والسلام "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ، وتوكّل اللهُ للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أو يدخله الجنة ، أو يرجعه سالما مع أجر وغنيمة" (البخاري) ..
إن هذه الآيات وهذه الأحاديث لا تغني عن المسلم شيئا ما لم يوقن بها وما لم يعمل بمقتضاها ، ولقد كان من قبلكم يسمعون الآية أو الحديث فلا يتأخرون عن العمل بها ليقينهم بوعد الله ورسوله ، وتصديقهم وإيمانهم وشدة حرصهم على ما عند ربهم ، فعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال سمعت أبي رضي الله عنه - وهو بحضرة العدو – يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف" ، فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ قال: نعم ، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام ، ثم كسر جفن سيفه فألقاه ، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل" (رواه مسلم) ، فالحديث عند مسلم ، وأنا أقسم بالله الذي لا إله غيره بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا ، فمن يكسر جفن رشاشه ويودّع قومه ويمشي إلى عدوه !!
عن أنس رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ، فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسل م: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه: يا رَسُول اللَّهِ جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال: نعم ، قال: بخ بخ !! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال : فإنك من أهلها ، فأخرج تمرات من قرنه [جعبة النشاب] فجعل يأكل منهن ، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل" (مسلم) ..
إننا لا ننتظر اليوم نصرا من الأمم المتحدة ، ولا المنظمات الدولية ، ولا السلطة الفلسطينية اللتي أيقن الناس عمالتها وخيانتها ، ولا منظمة الدول العربية التي لا تنعق إلا لنصرة الكفار على المسلمين [كما فعلت في الصومال بأمر من أمريكا] ، فهذه كلها تقوقعت تحت المظلة الأمريكية التي تخدم المصالح اليهودية ، ولكننا اليوم نطلب النصر من الله وحده ، وقد جعل الله للنصر أسابا ، منها :
إخلاص النية ووضوح الهدف ، قال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} فلا يكون قتال لحزب ولا لجماعة ولا لمنظمة ولا لقومية ، فالإخلاص من أهم أسباب النصر وأوكدها ، فيجب على المجاهد أن يقاتل ليكون الدين كله لله ويكون الأمر كله لله ، وعليه أن يتخلص من كل شائبة وعالقة تشوب إخلاصه ..
ومن أسباب النصر الصبر والمرابطة والمداومة على العبادات والثبات عليها ، ومصابرة الأعداء ، وتقوى الله في جميع الأقوال والأفعال ، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تُفلـحون} ..
ومن أسباب النصر الثبات عند اللقاء ، والإكثار من الذكر والدعاء ، وطاعة الله ورسوله في الظاهر والباطن ، والإبتعاد عن النزاع والإختلاف الموهن ، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين} ..
ومن أسباب النصر الإعداد حسب الإستطاعة ، وإرهاب الأعداء بزرع الخوف والرعب في قلوبهم ، قال تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ..}
ومن أسباب النصر محبة الله ورسوله ، وخفض الجناح للمؤمنين والتواضع لهم ، وإبداء العزة على الأعداء وإذلالهم بالقول والفعل والنكاية بهم ، وعدم الخوف أو التردد بالإمتثال لأوامر الله ، وعدم البحث عن غير مرضاة الله ، فهم لا يأبهون بما يقول عنهم الشرق أو الغرب ، ولا يطلبون الإعتراف من أحد ، بل كل همهم أن يكونوا أهل للإسلام ، أهل للجهاد ، أهل للشهادة في سبيل الله ، لا يهمهم أن يكونوا قوميين أو ديمقراطيين أو عرب أو قطريين ، بل همهم أن يكونوا مسلمين ، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ..
ومن أسباب النصر عدم الإرتياب في دين الله ، وكمال الثقة بنصر الله ، والجمع بين الجهاد بالمال وبالنفس ، قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ..
ومن أسباب النصر الغلظة على الكفار والمنافقين ومجاهدتهم بالنفس ، والمال ، واللسان ، والدعاء ، قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ..
فهذه بعض أسباب ذكرها الله في كتابه ، فمن حققها تحققت فيه سنة الله بالنصر والتمكين ، ومن أخل بها كان تحت مشيئة الله : إن شاء نصره ، أو شاء : عامله بعدله ..
على المسلمين اليوم أداء ما عليهم من واجب النصرة للمجاهدين ، فإخواننا في فلسطين في أمس الحاجة إلى الرجال والمال والدعاء ، فمن استطاع أن يلحق بهم فهو عز الدنيا والآخرة ، ومن لم يستطع فعليه بجهاد المال الواجب المتعين على المسلمين اليوم ، فلا يتأخر أحد عنه فيجمع على نفسه تثاقل النفس والبخل بالنفيس ، عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من جهز غازياً في سبيل اللَّه فقد غزا ، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا" (متفق عليه) ، وقال عليه الصلاة والسلام "أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل اللَّه ، ومنيحة خادم في سبيل اللَّه ، أو طروقة فحل في سبيل اللَّه" (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح) ، فأفضل ما يصرف المسلم فيه ماله اليوم : الجهاد في سبيل الله ، وأعظم الثغور اليوم : ثغر الأرض المباركة ، وهذه النفقة أعظم عند الله من إطعام جائع أو طبع مصحف أو كسوة الكعبة ..
يا شباب فلسطين ..
اليوم يوم الرجوع إلى الله والإنابة إليه ، فمن كان في شغل عن الجهاد فليرجع إلى دينه وليحمل سلاحه وليقاتل في سبيل ربه ، ولا يضره - إن شاء الله – ما أسلف ، فإن الأعمال بخواتيمها ، فعن البراء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال: يا رَسُول اللَّهِ أقاتل أو أسلم؟ فقال: أسلم ثم قاتل ، فأسلم ثم قاتل فقُتل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمل قليلاً وأجر كثيراً" (متفق عليه ، وهذا لفظ البخاري)
فمن فاته ما مضى فليتوب إلى الله وليلحق بالركب ، فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه لما غاب عن قتال بدر قال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رَسُول اللَّهِ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن اللَّه أشهدني قتال المشركين ليرين اللَّه ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون ، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يعني أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النَّضْرِ ، إني أجد ريحها من دون أُحُد. قال سعد: فما استطعت يا رَسُول اللَّهِ ما صنع ! قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (متفق عليه) .. فهذا أوان الصادقين مع الله ..
إنها جنان ، وإنها روح وريحان ، وحور حسان ، فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير فتكونوا كالذين استبدلوا المن والسلوى بالفوم والبصل !! اطلبوا من الله الصمود وفكوا القيود وقاتلوا إخوان القرود لنتالوا الأجر المنشود والوعد الموعود ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لروحة في سبيل الله ، أو غدوة ، خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو موضع قيد [يعني سوط] خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل النار لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها). (البخاري)
قال عليه الصلاة والسلام " إن الله عز و جل ليدعوا يوم القيامه الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقوتلوا وأوذوا في سبيلي ، وجاهدوا في سبيلي !! أدخلوا الجنة ، فيدخلونها بغير حساب ، وتأتي الملائكة فيسجدون ، فيقولون : ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك ، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ؟ فيقول الرب عز و جل : هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي ، و أوذوا في سبيلي ، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" (إسناده صحيح : السلسلة الصحيحة 2559)
يا شباب الإسلام ويا حماة المسجد الأقصى " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ..
اللهم إن يهود الغدر بغوا وطغوا وتجبروا وأفسدوا وعلوا في الأرض فأجعل اللهم من إخواننا المجاهدين في فلسطين أولي بأس الشديد يدخلوا المسجد كما دخله المسلمون أول مرة ، ومكنهم اللهم من رقاب اليهود ومن والاهم ..
اللهم إن يهودا قتلوا الأطفال ورملوا النساء وهتكوا الأعرض وسفكوا الدماء ودمروا البيوت فانتقم لنا منهم يا عزيز يا جبار ..
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ..
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، لا إله إلا أنت عز جارك وجلَّ ثنائك .. لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الكريم ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اعتصمنا بالله ، استعنا بالله ، وتوكلنا على الله ..
اللهم حصِّن المجاهدين بك يا حي يا قيوم يا من لا يموت أبداً ، وادفع عنهم السوء فلا حول ولا قوّة إلا بك يا عليّ يا عظيم .. اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب اهزم أعداء دينك وانصر المؤمنين عليهم ، اللهم أنجز للمؤمنين ما وعدتهم ، اللهم آتهم ما وعدتهم ..
اللهم إنا ننشدك عهدك ووعدك يا أكرم الأكرمين .. اللهم زلزل الكفار والمنافقين ، اللهم مزّقهم كل ممزّق ، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم ناراً .. اللهم أنت عضد المؤمنين ونصيرهم ، بك يحولون وبك يصولون وبك يقاتلون .. اللهم إنا نجعلك في نجور أعدائنا ومن والاهم ، ونعوذ بك من شرورهم .. اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبنا وقلوبهم بيدك ، وإنما يغلبهم أنت ..
اللهم أرنا ما وعدتنا في أعدائنا .. اللهم أنزل نصرك .. اللهم سدد رمي المجاهدين وأجب دعوتهم .. اللهم بارك في مراكبهم ورجالهم .. اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على الكافرين ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ..
يا قديم الإحسان ، يا من إحسانه فوق كل إحسان ، يا مالك الدنيا والآخرة ، يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا من لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه ، انصر المجاهدين على أعداء دينك من اليهود الكافرين ، وأظهرهم عليهم في عافية وسلامة عامّة عاجلاً يا رب العالمين ..
اللهم إنا نعتذر إليك مما صنع المتخاذلون المثبطون المرجفون ، ونبرأ إليك مما صنع الكفار والمنافقون ..
اللهم لا خير إلا خير الآخرة فبارك اللهم في المجاهدين ومن نصرهم باللنفس والمال واللسان في الدنيا والآخرة .. ربنا انصر المجاهدين على القوم المفسدين .. اللهم أعن المجاهدين ولا تعن عليهم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ، وامكر لهم ولا تمكر عليهم ، واهدهم ويسّر الهدى لهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ..
اللهم انصر المجاهدين على من ظلمهم ، وخذ منهم بثأرهم .. اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذّبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، اللهم خالف بين كلمتهم ، وألقي في قلوبهم الرّعب ، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق ، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب ..
اللهم هذا دعاء المضطر الذليل بين يديك .. اللهم إنا مسّنا الضر وأنت أرحم الراحمين ..
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
2 جمادى الآخر 1427هـ
منقول من منتدى الفردوس
الحمد لله ناصر أولياءه ، معز أهل دينه ومذل أعداءه ، الحاكم على يهود بالذل المكين ، والعذاب المشين ، فكلما عاث اليهود في الأرض الفساد أرسل عليهم ربنا أولي البأس من العباد ، سنة الله ووعده إلى يوم التناد .. ثم والصلاة والسلام على سيد الأنام المبعوث بالحسام محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه ، أما بعد ..
فحينما يرى المجاهد الطائرات الحربية فوق رأسه ، والدبابات الثقيلة تجوب مدينته ، حينما يرى القذائف تتساقط حمما على بيته وبيوت أهله ، عندها يكون المؤمن أقرب ما يكون إلى الله سبحانه وتعالى ، عندها يجأر المؤمن إلى الله ويطلب منه المدد ، يطلب منه الرحمة ، يطلب منه اللطف والثبات ، عندها يصدق قلب المؤمن ويترك أسباب الأرض ليتعلق بأسباب السماء ، عندها يكون المؤمن من المتوكلين الصادقين ، عندها يبشره الله بفضله ويسبغ عليه نعمته {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، عندها يتعلق المؤمن بقول ربه {.... فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} ..
يا حماة الأرض التي بارك الله حولها ، يا من كنتم ولا زلتم سيفا مسلطا على رقاب الكفر العالمي اليهودي الصليبي ، يا حماة الإسلام رغم كل الفتن والمحن ، يا من صمدتم رغم كل المؤامرات والفتن ، يامن وقفتم في وجه المؤتمرين من بني جلدتكم الذين باعوا كل شيء ليتقاضوا بعض ما سرقه يهود من خيراتكم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، ها قد فتح لكم باب الفلاح ، فابتغوا إلى الله الوسيلة ..
قطعوا عنكم المؤن فلم تهزمك المحن ، أغلقوا دونكم الحدود فأبيتم إلا الصمود ، قطعوا عنكم الكهرباء فنسأل الله أن تكونوا ممن يبصر بنور السماء ، جوّعوكم شرّدوكم هجّروكم فأعتصمتم بحبل الله المتين وبآياته في ثبات عجر عنه الواصفون ، سلْوتكم أن الله قال لكم {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} ، فالرزق عند الله والأمل به وحده سبحانه ..
لا تلتفتوا إلى غير الله ، واعزموا وتكولوا على الله فإن الجهاد من أعظم أعمال الإسلام ومن آكد الفرائض في هذا الزمان ، لا تلتفتوا إلى المنغصات والمكدرات التي تلهي الإنسان عن رضى الرحمن فقد حفت النار بالشهوات ، وعلى أبواب الشهوات شياطين يدعون الناس إليها فالزموا صراط ربكم المستقيم فقد صح عن نبيكم الكريم أنه قال "إن الشيطان قعد لابن ادم بأطرقه ، فقعد له في طريق الإسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟ فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطَّول فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : تجاهد ؟ فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال ، فعصاه فجاهد ، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة" (صحيح: أحمد والنسائي وابن حبان عن سبرة / وهو في صحيح الجامع برقم: 1648 )
الله الله في كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ، وليكن لبيوتكم ازيز كأزيز النحل من ذكر الله ، وأكثروا من الدعاء والإبتهال إلى الله فإنكم في موطن إجابة ، وليكن منهجكم في قتال عدوكم ما أمركم به ربكم في كتابه ، حيث قال سبحانه :
{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ...} ،
وقال سبحانه {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ...}
وقال سبحانه {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ...}
وقال سحانه {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
وقال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
وقال تعالى {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} نسأل الله أن يمدكم بالملائكة مردفين ويلقي الرعب في قلوب أعدائكم الكافرين ..
فهذا هو القتال الذي وصاكم به ربكم في كتابه ، وليس في قلب المؤمن خوف من أعدائه إذا كان قلبه معلق بالسماء وبصره شاخص للسماء ولا ينظر ولا يلتفت إلا لمن خلق الأرض والسماء ، فشدوا عليهم الوطأة وليجدوا فيكم الغلظة وإنما النصر صبر ساعة وقد علمتم جبن وخور عدوكم فـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
إن هذه الأيام من أيام الله ، وإنها أيام الإسلام والعزة ، فلا يكن همكم إلا نصرة الإسلام وجهاد أعداء الدين ، فلا تشتغلوا بقيل وقال ، ولا بحوار وجدال ، وليكن الرصاص اليوم أبلغ من المقال .. إنها التجارة المنجية الرابحة مع الله ، فإن خلصت النية وجاء العمل على المنهج القويم يكون الربح العظيم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ..
على كل رجل في غزة اليوم الجهاد ، ولا يجوز لأحد التخلف عنه ، بل على النساء أن يشاركن الرجال في ما يستطعنه من جهاد ، فالكل اليوم مجاهد ، والكل اليوم على ثغر ، وللإسلام صدر ، فمن لم يستطع بنفسه فبماله ، ولم من لم يكن عنده مال فليحرض المؤمنين على القتال ، وعلى النساء تحريض أبنائهن وترغيبهم في الجهاد فليس الأبناء بأغلى من الدين ، وعلى الطبيب والمهندس والعامل والتاجر وكل إنسان أن يبذل وسعه ، فلا يتأخرن امرء عن الأمر فيصيبه وعيد الخبير البصير {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ..
هذا يوم الإختبار والإمتحان ، هذا يوم الصبر وطريق الجنان ، هذا يوم يفرح فيه العاملون {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ..
ها قد أتتكم الحياة الأبدية ، والعزة السرمدية ، فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، إن الجهاد حياة المؤمن وعزة المسلم وقوة الدين ، ولا يستقيم هذا الدين بغير جهاد ، ولذلك كان المجاهدون على رأس الطائفة المنصورة والفرقة الناجية لكونهم رأس حربة الإسلام وذروة السنام ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ، قال المفسرون : دعاكم لما يحييكم هو الجهاد أو الحرب كما ذكر القرطبي ..
قد علمت أنكم منصورون على أبناء القردة والخنازير ، وأنهم أجبن خلق الله وأخوف خلق الله منكم ، ولا يأتونكم ولا يقابلونكم وجها لوجه ، بل من داخل الطائرات ، ومن جوف المجنزرات ، ومن راء المتاريس والحديد والعربات { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} ، وها هم اليوم قد خرجوا من جحورهم وقصدوا عرينكم فانفروا إليهم وتخطفوهم تخطف السباع فلا يرون وجوهكم ولا يسمعون أصواتكم بل يرون الدماء ويسمعون هدير رصاصكم ..
كم يغبطكم المسلمون اليوم ، وكم يود أحدهم لو كان معكم ، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم قال "من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار" (البخاري) ، وقال صلى الله عليه وسلم "لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبد" (النسائي و أحمد) ، وقال عليه الصلاة والسلام "من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة نهار ، فهما حرام على النار" (أحمد وصححه ابن حبان) ، وقال عليه الصلاة والسلام "من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة" (ابن ماجة وسنده حسن) ، وقال عليه الصلاة والسلام "لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها" (متفق عليه) ، فهل بعد ما انتم فيه من خير !!
لقد كانت الجنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم "تحت ظلال السيوف" (مسلم) ، وكانت "السيوف مفاتيح الجنة " (إسناده جيد : السلسلة الصحيحة) ، واليوم الجنة تحت ظلال الطائرات ومفاتيحها الرصاص والقاذفات ، فلله در مهندسكم الذيي صنع على الأرض صواريخ قسام يفتح بها لكم أبواب الجنان !!
إنها إحدى الحسنيين ، ولعدوكم الأخبثين ، فلكم عز الدنيا وعز الآخرة ، ولعدوكم الذل والهوان والنار في الآخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداًً" (مسلم) ، فعجلوا بإخوان القردة إلى جهنم ..
فليهدموا بيوت الطوب وليهدموا الجدران ولينسفوا الحيطان فلكم في الجنان بيوت لمن صدق الله وأراه من نفسه اليوم جهاد حتى يرضى سبحانه ، قال عليه الصلاة والسلام "أنا زعيم لمن آمن بي ، وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة ، وببيت في وسط الجنة ، وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وببيت في أعلى غرف الجنة ، من فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا ولا للشر مهربا ، يموت حيث شاء أن يموت" (النسائي\صححه ابن حبان)
أيها المجاهدون "من قاتل في سبيل الله من مسلم فواق ناقة ، وجبت له الجنة" (أبو داود\صحيح) ، وفواق الناقة بضع ثوان ، فما بالكم بمن يقاتل ساعات وأيام وشهور وسنين ، وما بالكم بمن يقاتل دفاعا عن حرمات المسلمين ، وما بالكم بمن يقاتل حفاظا على مسرى النبي الأمين !! فاسألوا الله من فضله ، فقد ساقه الله لكم ، والخاسر من لم ينتهز الفرصة وينهل من نعيم الله سبحانه ..
لقد جعلكم الله سبحانه وتعالى في أشد ثغور الإسلام وأكثرها نكاية ، وقد اختاركم الله لهذه المنزلة وساق لكم هذا الخير لأمور يعلمها سبحانه .. إن هذه المنازل لا تأتي رخيصة ، فإنها درجات عظيمة متباينة في الجنان ، فاسألوا الله الفردوس الأعلى ، قال عليه الصلاة والسلام "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تتفجر أنهار الجنة" (البخاري) ، اسألوا الله فضله ومنة ولا تقنطوا من رحمة الله فالله كريم واسع جواد رحيم ..
لا تلتفتوا لكثرة القاعدين ولا للمتخاذلين ولا للخوالف والمرجفين ، وعليكم باليقين ، واطلبوا الفتح المبين من عند القوي المتين ، وليس من اعتزل الجهاد اليوم على صواب ، ولا هو في مقامكم ولا يقارن بكم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل اللَّه أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً، ألا تحبون أن يغفر اللَّه لكم ويدخلكم الجنة؟ اُغْزُوا في سبيل اللَّه، من قاتل في سبيل اللَّه فواق ناقة وجبت له الجنة (رواه الترمذي وقال حديث حسن) ، فليس عابد ولا مصلي ولا إمام مسجد أو حرم ولا قائم ليل ولا صائم نهار ولا متصدق ولا حاج إلا وأنتم اليوم خير منه إن أخلصتم النية وقاتلتم لتكون كلمة الله هي العليا ..
لا يأتي اليوم أحد بعمل إلا وجهادكم خير منه إن خلصت النية ، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل اللَّه؟ قال: لا تستطيعونه ، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: لا تستطيعونه ، ثم قال : مثل المجاهد في سبيل اللَّه كمثل الصائم القائم القانت بآيات اللَّه لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل اللَّه (متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم) ، وفي رواية البخاري: أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ دلني على عمل يعدل الجهاد. قال: لا أجده ، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟ فقال: ومن يستطيع ذلك !! ، قال عليه الصلاة والسلام "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ، وتوكّل اللهُ للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أو يدخله الجنة ، أو يرجعه سالما مع أجر وغنيمة" (البخاري) ..
إن هذه الآيات وهذه الأحاديث لا تغني عن المسلم شيئا ما لم يوقن بها وما لم يعمل بمقتضاها ، ولقد كان من قبلكم يسمعون الآية أو الحديث فلا يتأخرون عن العمل بها ليقينهم بوعد الله ورسوله ، وتصديقهم وإيمانهم وشدة حرصهم على ما عند ربهم ، فعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال سمعت أبي رضي الله عنه - وهو بحضرة العدو – يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف" ، فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ قال: نعم ، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام ، ثم كسر جفن سيفه فألقاه ، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل" (رواه مسلم) ، فالحديث عند مسلم ، وأنا أقسم بالله الذي لا إله غيره بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا ، فمن يكسر جفن رشاشه ويودّع قومه ويمشي إلى عدوه !!
عن أنس رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ، فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسل م: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه: يا رَسُول اللَّهِ جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال: نعم ، قال: بخ بخ !! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال : فإنك من أهلها ، فأخرج تمرات من قرنه [جعبة النشاب] فجعل يأكل منهن ، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل" (مسلم) ..
إننا لا ننتظر اليوم نصرا من الأمم المتحدة ، ولا المنظمات الدولية ، ولا السلطة الفلسطينية اللتي أيقن الناس عمالتها وخيانتها ، ولا منظمة الدول العربية التي لا تنعق إلا لنصرة الكفار على المسلمين [كما فعلت في الصومال بأمر من أمريكا] ، فهذه كلها تقوقعت تحت المظلة الأمريكية التي تخدم المصالح اليهودية ، ولكننا اليوم نطلب النصر من الله وحده ، وقد جعل الله للنصر أسابا ، منها :
إخلاص النية ووضوح الهدف ، قال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} فلا يكون قتال لحزب ولا لجماعة ولا لمنظمة ولا لقومية ، فالإخلاص من أهم أسباب النصر وأوكدها ، فيجب على المجاهد أن يقاتل ليكون الدين كله لله ويكون الأمر كله لله ، وعليه أن يتخلص من كل شائبة وعالقة تشوب إخلاصه ..
ومن أسباب النصر الصبر والمرابطة والمداومة على العبادات والثبات عليها ، ومصابرة الأعداء ، وتقوى الله في جميع الأقوال والأفعال ، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تُفلـحون} ..
ومن أسباب النصر الثبات عند اللقاء ، والإكثار من الذكر والدعاء ، وطاعة الله ورسوله في الظاهر والباطن ، والإبتعاد عن النزاع والإختلاف الموهن ، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين} ..
ومن أسباب النصر الإعداد حسب الإستطاعة ، وإرهاب الأعداء بزرع الخوف والرعب في قلوبهم ، قال تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ..}
ومن أسباب النصر محبة الله ورسوله ، وخفض الجناح للمؤمنين والتواضع لهم ، وإبداء العزة على الأعداء وإذلالهم بالقول والفعل والنكاية بهم ، وعدم الخوف أو التردد بالإمتثال لأوامر الله ، وعدم البحث عن غير مرضاة الله ، فهم لا يأبهون بما يقول عنهم الشرق أو الغرب ، ولا يطلبون الإعتراف من أحد ، بل كل همهم أن يكونوا أهل للإسلام ، أهل للجهاد ، أهل للشهادة في سبيل الله ، لا يهمهم أن يكونوا قوميين أو ديمقراطيين أو عرب أو قطريين ، بل همهم أن يكونوا مسلمين ، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ..
ومن أسباب النصر عدم الإرتياب في دين الله ، وكمال الثقة بنصر الله ، والجمع بين الجهاد بالمال وبالنفس ، قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ..
ومن أسباب النصر الغلظة على الكفار والمنافقين ومجاهدتهم بالنفس ، والمال ، واللسان ، والدعاء ، قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ..
فهذه بعض أسباب ذكرها الله في كتابه ، فمن حققها تحققت فيه سنة الله بالنصر والتمكين ، ومن أخل بها كان تحت مشيئة الله : إن شاء نصره ، أو شاء : عامله بعدله ..
على المسلمين اليوم أداء ما عليهم من واجب النصرة للمجاهدين ، فإخواننا في فلسطين في أمس الحاجة إلى الرجال والمال والدعاء ، فمن استطاع أن يلحق بهم فهو عز الدنيا والآخرة ، ومن لم يستطع فعليه بجهاد المال الواجب المتعين على المسلمين اليوم ، فلا يتأخر أحد عنه فيجمع على نفسه تثاقل النفس والبخل بالنفيس ، عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من جهز غازياً في سبيل اللَّه فقد غزا ، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا" (متفق عليه) ، وقال عليه الصلاة والسلام "أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل اللَّه ، ومنيحة خادم في سبيل اللَّه ، أو طروقة فحل في سبيل اللَّه" (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح) ، فأفضل ما يصرف المسلم فيه ماله اليوم : الجهاد في سبيل الله ، وأعظم الثغور اليوم : ثغر الأرض المباركة ، وهذه النفقة أعظم عند الله من إطعام جائع أو طبع مصحف أو كسوة الكعبة ..
يا شباب فلسطين ..
اليوم يوم الرجوع إلى الله والإنابة إليه ، فمن كان في شغل عن الجهاد فليرجع إلى دينه وليحمل سلاحه وليقاتل في سبيل ربه ، ولا يضره - إن شاء الله – ما أسلف ، فإن الأعمال بخواتيمها ، فعن البراء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال: يا رَسُول اللَّهِ أقاتل أو أسلم؟ فقال: أسلم ثم قاتل ، فأسلم ثم قاتل فقُتل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمل قليلاً وأجر كثيراً" (متفق عليه ، وهذا لفظ البخاري)
فمن فاته ما مضى فليتوب إلى الله وليلحق بالركب ، فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه لما غاب عن قتال بدر قال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رَسُول اللَّهِ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن اللَّه أشهدني قتال المشركين ليرين اللَّه ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون ، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يعني أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النَّضْرِ ، إني أجد ريحها من دون أُحُد. قال سعد: فما استطعت يا رَسُول اللَّهِ ما صنع ! قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (متفق عليه) .. فهذا أوان الصادقين مع الله ..
إنها جنان ، وإنها روح وريحان ، وحور حسان ، فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير فتكونوا كالذين استبدلوا المن والسلوى بالفوم والبصل !! اطلبوا من الله الصمود وفكوا القيود وقاتلوا إخوان القرود لنتالوا الأجر المنشود والوعد الموعود ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لروحة في سبيل الله ، أو غدوة ، خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو موضع قيد [يعني سوط] خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل النار لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها). (البخاري)
قال عليه الصلاة والسلام " إن الله عز و جل ليدعوا يوم القيامه الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقوتلوا وأوذوا في سبيلي ، وجاهدوا في سبيلي !! أدخلوا الجنة ، فيدخلونها بغير حساب ، وتأتي الملائكة فيسجدون ، فيقولون : ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك ، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ؟ فيقول الرب عز و جل : هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي ، و أوذوا في سبيلي ، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" (إسناده صحيح : السلسلة الصحيحة 2559)
يا شباب الإسلام ويا حماة المسجد الأقصى " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ..
اللهم إن يهود الغدر بغوا وطغوا وتجبروا وأفسدوا وعلوا في الأرض فأجعل اللهم من إخواننا المجاهدين في فلسطين أولي بأس الشديد يدخلوا المسجد كما دخله المسلمون أول مرة ، ومكنهم اللهم من رقاب اليهود ومن والاهم ..
اللهم إن يهودا قتلوا الأطفال ورملوا النساء وهتكوا الأعرض وسفكوا الدماء ودمروا البيوت فانتقم لنا منهم يا عزيز يا جبار ..
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ..
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، لا إله إلا أنت عز جارك وجلَّ ثنائك .. لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الكريم ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اعتصمنا بالله ، استعنا بالله ، وتوكلنا على الله ..
اللهم حصِّن المجاهدين بك يا حي يا قيوم يا من لا يموت أبداً ، وادفع عنهم السوء فلا حول ولا قوّة إلا بك يا عليّ يا عظيم .. اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب اهزم أعداء دينك وانصر المؤمنين عليهم ، اللهم أنجز للمؤمنين ما وعدتهم ، اللهم آتهم ما وعدتهم ..
اللهم إنا ننشدك عهدك ووعدك يا أكرم الأكرمين .. اللهم زلزل الكفار والمنافقين ، اللهم مزّقهم كل ممزّق ، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم ناراً .. اللهم أنت عضد المؤمنين ونصيرهم ، بك يحولون وبك يصولون وبك يقاتلون .. اللهم إنا نجعلك في نجور أعدائنا ومن والاهم ، ونعوذ بك من شرورهم .. اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبنا وقلوبهم بيدك ، وإنما يغلبهم أنت ..
اللهم أرنا ما وعدتنا في أعدائنا .. اللهم أنزل نصرك .. اللهم سدد رمي المجاهدين وأجب دعوتهم .. اللهم بارك في مراكبهم ورجالهم .. اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على الكافرين ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ..
يا قديم الإحسان ، يا من إحسانه فوق كل إحسان ، يا مالك الدنيا والآخرة ، يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا من لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه ، انصر المجاهدين على أعداء دينك من اليهود الكافرين ، وأظهرهم عليهم في عافية وسلامة عامّة عاجلاً يا رب العالمين ..
اللهم إنا نعتذر إليك مما صنع المتخاذلون المثبطون المرجفون ، ونبرأ إليك مما صنع الكفار والمنافقون ..
اللهم لا خير إلا خير الآخرة فبارك اللهم في المجاهدين ومن نصرهم باللنفس والمال واللسان في الدنيا والآخرة .. ربنا انصر المجاهدين على القوم المفسدين .. اللهم أعن المجاهدين ولا تعن عليهم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ، وامكر لهم ولا تمكر عليهم ، واهدهم ويسّر الهدى لهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ..
اللهم انصر المجاهدين على من ظلمهم ، وخذ منهم بثأرهم .. اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذّبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، اللهم خالف بين كلمتهم ، وألقي في قلوبهم الرّعب ، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق ، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب ..
اللهم هذا دعاء المضطر الذليل بين يديك .. اللهم إنا مسّنا الضر وأنت أرحم الراحمين ..
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
2 جمادى الآخر 1427هـ
منقول من منتدى الفردوس