العاصفة
23-06-2006, 11:40 PM
لماذا تنفجر المفخخات على المدنيين مباشرة بعد عمليات ناجحة تنفذها المقاومة
ضد جنود الاحتلال الأمريكي؟ - تقرير خطير
2006-06-03 :: بقلم: هيفاء زنكنة ::
تبث وكالات الانباء بين الحين والآخر خبرا عن تفجير في سوق شعبي مكتظ او في محطة نقل للمسافرين، يؤدي الي استشهاد وجرح العشرات من المدنيين. وغالبا ما يسارع كاتب الخبر الى توجيه الاتهام الفوري اما الى منظمة القاعدة او اي جهة اخرى مؤهلة للوصف بالارهاب تحت شعار محاربة الارهاب العالمي. ويسترسل الكاتب موضحا بان التفجير يستهدف طائفة دون غيرها. وان التفجير ناتج اما عن وجود سيارة مفخخة او انتحاري يفجر نفسه.
ويمر الخبر بدون تدقيق او تمحيص او تحقيق، كما يمر الحادث نفسه. لان الجهات التي يجب ان تقوم بهذه الواجبات من امن واستخبارات واجهزة شرطة اما غير موجودة او عاجزة او لأنها غير مهتمة بحياة المواطنين أساسا. وفي غياب الدولة واجهزة حفظ الامن والقانون وفي حال الفوضى الناتجة عن تجوال قوات الاحتلال وشركات الامن والمرتزقة المحصنين قانونيا في شوارعنا فضلا عن الميليشيات المدعومة من قبلها، تتكرر التفجيرات ويتساقط الضحايا ويزداد عدد الارامل واليتامى والخراب الانساني العميق. وتبقى الاسئلة معلقة مغلفة بالتضليل والاكاذيب.
ان تفجير المفخخات في اماكن تجمع المدنيين وعلى مقربة من المساجد، غالبا ما ينفذ في اعقاب نجاح عملية للمقاومة الوطنية ضد قوات الاحتلال بالتحديد وخاصة عندما تنجح في استهداف عدد من جنودهم. ومعظمها يتم خلال يومين من الاعلان عن مقتل او اصابة عدد من جنود الاحتلال.
اقرأ مسلسل الأحداث هذا واستنتج بنفسك:
ـ اعلن المصدر العسكري الامريكي يوم 15/ 4/2006 قتل اثنين من المارينز وجرح 22 آخرين في قتال مع (العدو) في الانبار غرب العراق. في اليوم التالي 16/4 انفجرت مفخخة قرب مسجد في المحمودية ادت الى قتل عشرة مدنيين.
ـ اعلنت قوات الاحتلال عن مقتل ثلاثة جنود امريكيين يوم 11/4/2006. بعد يومين في 13/4 انفجرت سيارة مفخخة في سوق مزدحم في الهويدر، شمال بغداد ، على مقربة من حسينية، مما ادى الى استشهاد 13 شخصا.
ـ وفي يوم 17/11/2005، أدت عمليات المقاومة الى قتل سبعة من جنود الاحتلال. بعد يومين أي في 19/11، استشهد 13 مدنيا اثر انفجار مفخخة في سوق مزدحم قرب جسر ديالي.
ـ صباح الاربعاء 2/11/2005، آخر ايام رمضان، نجحت المقاومة في قتل 6 جنود امريكيين بضمنهم اثنين من المارينز واسقاط مروحيتهم السوبر كوبرا. في مساء اليوم نفسه، انفجرت مفخخة في سوق شعبي في المسيب، على مقربة من الحسينية، فاستشهد 23 شخصا وجرح العشرات. وقد تناقلت وكالات الانباء الخبر بسرعة موحية بان الشيعة مستهدفون.
ـ يوم 31/10/2005، نجحت المقاومة في قتل ستة جنود امريكيين، كما نجحت قبله بيومين في قتل الكولونيل ويليام وود، قائد الكتيبة الاولى من فوج المشاة 184، وهو العسكري ذو الرتبة الاعلى الذي يقتل في العراق. فهل من المعقول ان يمر قتله بدون عملية انتقام وترويع للمدنيين وتشويه لدور المقاومة؟ بعد يوم واحد أي في 1/11 انفجرت مفخخة في الحي التجاري في البصرة فاستشهد 15 شخصا وجرح العشرات.
ـ يوم 29/9/2005 نجحت المقاومة في قتل تسعة من جنود الاحتلال من بينهم 2 من النخبة أي المارينز. في اليوم التالي أي 30/9، ادى تفجيرمفخخة في سوق لبيع الخضروات في الحلة الى استشهاد 7 وجرح 42.
ـ في يوم السبت 15/4/2005 قتل اربعة من مارينز الاحتلال في اشتباك مع المقاومة، في الرمادي التي وصفت اعلاميا بانها (حيث السنة العرب الاقلية). يوم الاحد 16/4 انفجرت مفخخة في سوق شعبي مزدحم في المحمودية جنوب بغداد فاستشهد 11 مدنيا وجرح 23. واشارالخبر الى العنف الطائفي المتزايد بين (الاغلبية الشيعة) و(السنة العرب الاقلية).
ـ يوم السبت 26/2/2005 نجحت المقاومة في قتل ثلاثة جنود امريكيين في الحلة. يوم الاثنين 28/2 فجرت مفخخة وسط المسيب على مبعدة 15 ميلا من الحلة فاستشهد العشرات من الابرياء.
هذه الامثلة غيض من فيض.
لقد خصصت لتضليل الاحتلال الاعلامي ميزانية تقدر بملايين الدولارات. وتعمل في اجهزته كفاءات تغطي كافة الجوانب الاعلامية وبضمنها الاعلامية النفسية العسكرية، وتلعب دورا حاسما في كيفية صناعة الخبر وتوقيته وتمريره الى الجمهور. انه واحد من اسلحة الاحتلال الاهم في تكريس خطابه، وتأثيره اكبر وأهم من ان ندعه يمر بدون تساؤل على الاقل.
أحد الاسئلة المعلقة بلا جواب وتتطلب التمحيص بعيدا عن التبرير الجاهز هو: لماذا يقع تفجير سيارة مفخخة وسط سوق مكتظ او في محطة ركاب؟
من المعروف ان تفخيخ سيارة او دراجة هوائية او نارية او عربة يجرها حمار عملية سهلة ولا تجلب الانظار. كما ان من السهل تفجيرها عن مبعدة لاستهداف اما الركاب من مسافة بعيدة او عند تحريكها او عند اقتراب الضحايا المستهدفين. وطريقة الدفاع ضد المفخخات هو باقامة حواجز كونكريتية او تقوية المباني والمعسكرات بطرق بناء معينة.
ولاننا نتحدث بالتحديد عن تفجير المفخخات في الاسواق والاماكن الشعبية فان من الجلي بان توفير سائق او ما يطلق عليه اسم الانتحاري مختلق تماما. للسائق والانتحاري ضرورة عندما يتم استهداف المواقع العسكرية والمحاطة بالتحصينات الكونكرييتة ونقاط التفتيش وغيرها، وخاصة عند اختراق هذه التحصينات لاحداث اكبر عدد ممكن من الخسائر.
الاستهداف المتكرر للاسواق، اذن، يتم بواسطة سيارات مفخخة ، تفجر عن مبعدة. وهذه تقنية متوفرة لسلطات الاحتلال بسهولة شديدة. لقد سمعنا الكثير من الشهادات من مختلف انحاء العراق عن سيارات تنفجر بعد تفتيشها في نقطة تفتيش امريكية او انفجارها على مقربة من مراكز مرور او حشد للناس وكان السائق قد طلب منه التوجه الى تلك الاماكن في اوقات محددة من قبل قوات الاحتلال ولم يبق سالما الا لانه ترك السيارة قبل فترة قصيرة من الوقت ولسبب طارئ.
ان كثرة هذه الشهادات وتكرارها من قبل المواطنين على اختلاف انتماءاتهم دفعت الصحافي البريطاني المستقل روبرت فسك الى التحقيق في صحة عدد منها والكتابة عنها باعتبارها اسلوبا تلجأ اليه قوات الاحتلال لاثارة الضغينة والشكوك والرغبة بالانتقام بين الناس فضلا عن تشويه صورة المقاومة ونعتها بالارهاب .
من بين الامثلة المعروفة حادث القاء القبض على عميلي القوات البريطانية الخاصة المتنكرين بالملابس العراقية. وكانا في طور نقل متفجرات خاصة بالتفخيخ وغيره في مدينة البصرة. كذلك، القاء القبض على ضابط امريكي متنكر وهو ينقل المتفجرات في مدينة تكريت. ووجود الحراس الامنيين (وقد رأينا شريط فيديو قتلهم للمدنيين العراقيين في طريق المطار) فضلا عن وجود ما لايقل عن 80 ألف مرتزق ناشط في العراق. هذه ادلة لا يتطرق اليها الشك.
ان علينا الا ننسى بان الاغتيالات وفرق الموت ليست استنباطا عراقيا خاصا. انه اختراع خاص بالادارة الامريكية ومخابراتها وبالتحديد نغروبونتي، المسؤول عن فرق الموت في امريكا اللاتينية، في الثمانينات، والسفير الامريكي السابق في العراق ورئيس السي آي ايه حاليا.
حيث يصف القس الأب ميغيل دي اسكوتو، وزير خارجية نيكاراجوا في الثمانينات، سنوات حكم ريغان الثماني بانها من اكثر الفترات دموية بتاريخ امريكا اللاتينية. حيث ضخت واشنطن المال والسلاح وكل الامدادات لفرق الموت. وكان عدد ضحايا فرق الموت مذهلا. اذ قتل اكثر من 70 ألف شخص في السلفادور، ومائة الف في غواتيمالا، و30 ألف في نيكاراغوا. واختارت واشنطن اطلاق اسم مقاتلي الحرية على فرق الموت المنفذة لجرائم القتل والاغتيالات لصالحها، وخاطبهم ريغان بانهم (اخوتنا، مقاتلو الحرية. نحن مدينون لهم بالمساعدة. انهم، بقيمهم الاخلاقية، يماثلون آباءنا المؤسسين لامريكا). ان ما يجري في العراق، حاليا، باسم ارساء الحرية، لايزيد عن كونه نسخة مرعبة لنفس الجرائم ونفس الخطاب. ولنقرأ سوية الامثلة ادناه.
ان معرفتنا بسياسة الاحتلال المبنية على سياسة فرق تسد، ورصدنا لنمط واسلوب وتوقيت تفجير المفخخات وتوقيتها في الامثلة اعلاه، وعددها قليل لضيق المساحة، يبعد عنها احتمال الصدفة تماما.
وهي جرائم ابادة تستهدف المدنيين اما انتقاما كما حدث في مجزرتي القائم وحديثة، أو اثارة للفتنة الطائفية والعرقية. ان هذا النمط من الجرائم ليس فريدا من نوعه والأمثلة كثيرة في البلدان المبتلاة بالاحتلال من فيتنام والجزائر وفلسطين الى امريكا اللاتينية. وعدم النظر اليها والتدقيق فيها من هذا المنطلق، في بلادنا، سيوقعنا في مأساة نجاحها.
--------------------
ضد جنود الاحتلال الأمريكي؟ - تقرير خطير
2006-06-03 :: بقلم: هيفاء زنكنة ::
تبث وكالات الانباء بين الحين والآخر خبرا عن تفجير في سوق شعبي مكتظ او في محطة نقل للمسافرين، يؤدي الي استشهاد وجرح العشرات من المدنيين. وغالبا ما يسارع كاتب الخبر الى توجيه الاتهام الفوري اما الى منظمة القاعدة او اي جهة اخرى مؤهلة للوصف بالارهاب تحت شعار محاربة الارهاب العالمي. ويسترسل الكاتب موضحا بان التفجير يستهدف طائفة دون غيرها. وان التفجير ناتج اما عن وجود سيارة مفخخة او انتحاري يفجر نفسه.
ويمر الخبر بدون تدقيق او تمحيص او تحقيق، كما يمر الحادث نفسه. لان الجهات التي يجب ان تقوم بهذه الواجبات من امن واستخبارات واجهزة شرطة اما غير موجودة او عاجزة او لأنها غير مهتمة بحياة المواطنين أساسا. وفي غياب الدولة واجهزة حفظ الامن والقانون وفي حال الفوضى الناتجة عن تجوال قوات الاحتلال وشركات الامن والمرتزقة المحصنين قانونيا في شوارعنا فضلا عن الميليشيات المدعومة من قبلها، تتكرر التفجيرات ويتساقط الضحايا ويزداد عدد الارامل واليتامى والخراب الانساني العميق. وتبقى الاسئلة معلقة مغلفة بالتضليل والاكاذيب.
ان تفجير المفخخات في اماكن تجمع المدنيين وعلى مقربة من المساجد، غالبا ما ينفذ في اعقاب نجاح عملية للمقاومة الوطنية ضد قوات الاحتلال بالتحديد وخاصة عندما تنجح في استهداف عدد من جنودهم. ومعظمها يتم خلال يومين من الاعلان عن مقتل او اصابة عدد من جنود الاحتلال.
اقرأ مسلسل الأحداث هذا واستنتج بنفسك:
ـ اعلن المصدر العسكري الامريكي يوم 15/ 4/2006 قتل اثنين من المارينز وجرح 22 آخرين في قتال مع (العدو) في الانبار غرب العراق. في اليوم التالي 16/4 انفجرت مفخخة قرب مسجد في المحمودية ادت الى قتل عشرة مدنيين.
ـ اعلنت قوات الاحتلال عن مقتل ثلاثة جنود امريكيين يوم 11/4/2006. بعد يومين في 13/4 انفجرت سيارة مفخخة في سوق مزدحم في الهويدر، شمال بغداد ، على مقربة من حسينية، مما ادى الى استشهاد 13 شخصا.
ـ وفي يوم 17/11/2005، أدت عمليات المقاومة الى قتل سبعة من جنود الاحتلال. بعد يومين أي في 19/11، استشهد 13 مدنيا اثر انفجار مفخخة في سوق مزدحم قرب جسر ديالي.
ـ صباح الاربعاء 2/11/2005، آخر ايام رمضان، نجحت المقاومة في قتل 6 جنود امريكيين بضمنهم اثنين من المارينز واسقاط مروحيتهم السوبر كوبرا. في مساء اليوم نفسه، انفجرت مفخخة في سوق شعبي في المسيب، على مقربة من الحسينية، فاستشهد 23 شخصا وجرح العشرات. وقد تناقلت وكالات الانباء الخبر بسرعة موحية بان الشيعة مستهدفون.
ـ يوم 31/10/2005، نجحت المقاومة في قتل ستة جنود امريكيين، كما نجحت قبله بيومين في قتل الكولونيل ويليام وود، قائد الكتيبة الاولى من فوج المشاة 184، وهو العسكري ذو الرتبة الاعلى الذي يقتل في العراق. فهل من المعقول ان يمر قتله بدون عملية انتقام وترويع للمدنيين وتشويه لدور المقاومة؟ بعد يوم واحد أي في 1/11 انفجرت مفخخة في الحي التجاري في البصرة فاستشهد 15 شخصا وجرح العشرات.
ـ يوم 29/9/2005 نجحت المقاومة في قتل تسعة من جنود الاحتلال من بينهم 2 من النخبة أي المارينز. في اليوم التالي أي 30/9، ادى تفجيرمفخخة في سوق لبيع الخضروات في الحلة الى استشهاد 7 وجرح 42.
ـ في يوم السبت 15/4/2005 قتل اربعة من مارينز الاحتلال في اشتباك مع المقاومة، في الرمادي التي وصفت اعلاميا بانها (حيث السنة العرب الاقلية). يوم الاحد 16/4 انفجرت مفخخة في سوق شعبي مزدحم في المحمودية جنوب بغداد فاستشهد 11 مدنيا وجرح 23. واشارالخبر الى العنف الطائفي المتزايد بين (الاغلبية الشيعة) و(السنة العرب الاقلية).
ـ يوم السبت 26/2/2005 نجحت المقاومة في قتل ثلاثة جنود امريكيين في الحلة. يوم الاثنين 28/2 فجرت مفخخة وسط المسيب على مبعدة 15 ميلا من الحلة فاستشهد العشرات من الابرياء.
هذه الامثلة غيض من فيض.
لقد خصصت لتضليل الاحتلال الاعلامي ميزانية تقدر بملايين الدولارات. وتعمل في اجهزته كفاءات تغطي كافة الجوانب الاعلامية وبضمنها الاعلامية النفسية العسكرية، وتلعب دورا حاسما في كيفية صناعة الخبر وتوقيته وتمريره الى الجمهور. انه واحد من اسلحة الاحتلال الاهم في تكريس خطابه، وتأثيره اكبر وأهم من ان ندعه يمر بدون تساؤل على الاقل.
أحد الاسئلة المعلقة بلا جواب وتتطلب التمحيص بعيدا عن التبرير الجاهز هو: لماذا يقع تفجير سيارة مفخخة وسط سوق مكتظ او في محطة ركاب؟
من المعروف ان تفخيخ سيارة او دراجة هوائية او نارية او عربة يجرها حمار عملية سهلة ولا تجلب الانظار. كما ان من السهل تفجيرها عن مبعدة لاستهداف اما الركاب من مسافة بعيدة او عند تحريكها او عند اقتراب الضحايا المستهدفين. وطريقة الدفاع ضد المفخخات هو باقامة حواجز كونكريتية او تقوية المباني والمعسكرات بطرق بناء معينة.
ولاننا نتحدث بالتحديد عن تفجير المفخخات في الاسواق والاماكن الشعبية فان من الجلي بان توفير سائق او ما يطلق عليه اسم الانتحاري مختلق تماما. للسائق والانتحاري ضرورة عندما يتم استهداف المواقع العسكرية والمحاطة بالتحصينات الكونكرييتة ونقاط التفتيش وغيرها، وخاصة عند اختراق هذه التحصينات لاحداث اكبر عدد ممكن من الخسائر.
الاستهداف المتكرر للاسواق، اذن، يتم بواسطة سيارات مفخخة ، تفجر عن مبعدة. وهذه تقنية متوفرة لسلطات الاحتلال بسهولة شديدة. لقد سمعنا الكثير من الشهادات من مختلف انحاء العراق عن سيارات تنفجر بعد تفتيشها في نقطة تفتيش امريكية او انفجارها على مقربة من مراكز مرور او حشد للناس وكان السائق قد طلب منه التوجه الى تلك الاماكن في اوقات محددة من قبل قوات الاحتلال ولم يبق سالما الا لانه ترك السيارة قبل فترة قصيرة من الوقت ولسبب طارئ.
ان كثرة هذه الشهادات وتكرارها من قبل المواطنين على اختلاف انتماءاتهم دفعت الصحافي البريطاني المستقل روبرت فسك الى التحقيق في صحة عدد منها والكتابة عنها باعتبارها اسلوبا تلجأ اليه قوات الاحتلال لاثارة الضغينة والشكوك والرغبة بالانتقام بين الناس فضلا عن تشويه صورة المقاومة ونعتها بالارهاب .
من بين الامثلة المعروفة حادث القاء القبض على عميلي القوات البريطانية الخاصة المتنكرين بالملابس العراقية. وكانا في طور نقل متفجرات خاصة بالتفخيخ وغيره في مدينة البصرة. كذلك، القاء القبض على ضابط امريكي متنكر وهو ينقل المتفجرات في مدينة تكريت. ووجود الحراس الامنيين (وقد رأينا شريط فيديو قتلهم للمدنيين العراقيين في طريق المطار) فضلا عن وجود ما لايقل عن 80 ألف مرتزق ناشط في العراق. هذه ادلة لا يتطرق اليها الشك.
ان علينا الا ننسى بان الاغتيالات وفرق الموت ليست استنباطا عراقيا خاصا. انه اختراع خاص بالادارة الامريكية ومخابراتها وبالتحديد نغروبونتي، المسؤول عن فرق الموت في امريكا اللاتينية، في الثمانينات، والسفير الامريكي السابق في العراق ورئيس السي آي ايه حاليا.
حيث يصف القس الأب ميغيل دي اسكوتو، وزير خارجية نيكاراجوا في الثمانينات، سنوات حكم ريغان الثماني بانها من اكثر الفترات دموية بتاريخ امريكا اللاتينية. حيث ضخت واشنطن المال والسلاح وكل الامدادات لفرق الموت. وكان عدد ضحايا فرق الموت مذهلا. اذ قتل اكثر من 70 ألف شخص في السلفادور، ومائة الف في غواتيمالا، و30 ألف في نيكاراغوا. واختارت واشنطن اطلاق اسم مقاتلي الحرية على فرق الموت المنفذة لجرائم القتل والاغتيالات لصالحها، وخاطبهم ريغان بانهم (اخوتنا، مقاتلو الحرية. نحن مدينون لهم بالمساعدة. انهم، بقيمهم الاخلاقية، يماثلون آباءنا المؤسسين لامريكا). ان ما يجري في العراق، حاليا، باسم ارساء الحرية، لايزيد عن كونه نسخة مرعبة لنفس الجرائم ونفس الخطاب. ولنقرأ سوية الامثلة ادناه.
ان معرفتنا بسياسة الاحتلال المبنية على سياسة فرق تسد، ورصدنا لنمط واسلوب وتوقيت تفجير المفخخات وتوقيتها في الامثلة اعلاه، وعددها قليل لضيق المساحة، يبعد عنها احتمال الصدفة تماما.
وهي جرائم ابادة تستهدف المدنيين اما انتقاما كما حدث في مجزرتي القائم وحديثة، أو اثارة للفتنة الطائفية والعرقية. ان هذا النمط من الجرائم ليس فريدا من نوعه والأمثلة كثيرة في البلدان المبتلاة بالاحتلال من فيتنام والجزائر وفلسطين الى امريكا اللاتينية. وعدم النظر اليها والتدقيق فيها من هذا المنطلق، في بلادنا، سيوقعنا في مأساة نجاحها.
--------------------