المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الشيعي يا عبدة الشيطان



الناصر
23-06-2006, 09:43 PM
من هو الشيعي يا عبدة الشيطان
بقلم د . موسى الحسين

برغم ان هناك ما يشبه الاتفاق بين الكتاب الرافضين للاحتلال ، والمؤيدين للمقاومة بعدم الرد على الشتائم والانتقادات غير الموضوعية التي تريد جرنا لصراعات جانبية ، لننسى الاحتلال ، وجرائم اسيادهم ونتشاغل باقوالهم ومغالطاتهم . فالشتامون هم احد اثنين اما متخلف جاهل طغت عليه التوجهات التعصبية اللاعقلانية ، فهو لايمتلك الا رد الفعل الطفولي هذا . او ماجور يعرف الحقيقة لكنه يتنكر لها كمهنة او وظيفة يعتاش عليها . والنقاش مع الاثنين يصبح مضيعة للوقت . والاهتمام بما هو ثانوي على حساب الاساسي في عملية الصراع هذه . مع ذلك ساكسر هذا الاتفاق ، وامارس حقي في الرد على ما كتبه طالب بيبسي او طالب الجحش ( كما هو معروف عنه في النجف ) ، وما رافق ذلك من حملات تزييف وكذب بغية التشويه التي شنتها بعض مواقع حزب الدعوة ، وجماعة عزيز الحكيم ، وغيرها من المواقع التي تتبنى الطائفية .

فبعد ان نشرت كتاب المرجعية الشيعية والسياسة في العراق ، على حلقات في جريدة القدس ، واعادت نشره الكثير من مواقع الانترنت ، وصلني من بين ما وصلني من ردود ، ردا من المدعو طالب الرماحي ، فيها شئ من العتاب الاقرب للشتائم ، رغم انه بدئها بتعريف نفسه في انه كان في خدمة والدي لمدة تقرب من سنة في البحرين .

اجبته بأدب ارجوه ان يقرأ الموضوع جيدا وبنظره نقديه ويقدم مافيه من اخطاء موضوعية او منهجية قبل ان يجيبني بهذه الطريقة من الشتائم . واني ساحترم ذكرى والدي رحمه الله ولن اجيب عليه باكثر من ذلك ، وكنت اعتقد انه فعلا حائزا على شهادة الدكتوراة ، ويدرك معنى الحلم الذي تضمنته رسالتي . انقطع الرجل ولم اسمع منه ، الى ما قبل حوالي ستة اشهر حيث بدا هذا المنتحل للقب الرماحي بالمبادرة بنشر مجموعة مقالات فارغة الفحوى ، ليس فيها الا الشتائم والاتهامات . حتى انه كتب مرة مقالة بتسعة اسطر، وزع شتائمه بيني وبين الاستاذ الدكتور هيثم الناهي ، نشرها على موقعه ووزعها على المواقع المشبوهة ، ثم بعد اسبوع ظهر على شاشة التلفزيون في مناظرة مع السيد الدكتور عبد الجبارعواد الكبيسي يوم 14 / 2 / 2006 واذا به يضعف ويتلكأ امام الاستاذ عبد الجبار الذي استطاع ان يجر هذا الجحش الى ان يكون على ما هو عليه ويخرج عن توازنه المصطنع ، فما كان منه الا ان يضيف بعدها على مقالة التسعة اسطر سبعة اسطر اخرى من الشتائم على الاستاذ عبد الجبار ، وغير عنوان المقالة ليعيد نشرها تحت عنوان " عربة البعث ..تعيد تنظيم نفسها "

يدعي طالب الجحش انه يحمل شهادة الدكتوراة بالادب العربي ، الا ان ركاكة الاسلوب ، ومحاولته التظاهر بامتلاك القدرة على الاستعارات البلاغية بلغة العربنجية ، ( فاستعاراته مشبعة بلغة ومصطلحات مثل العربة ، الجحش ، الحظيرة وغيرها من الاستعارات البلاغية ) ، اثارة لدي الشك في ان يكون فعلا دكتور متخصص باداب اللغة العربية ، فاتصلت بمن اعرف في مدينة النجف لمعرفة هذا الدكتور الذي لايعرف الا لغة العربنجية . فعرفت مصادر هذا الاعجاز اللغوي البليغ ، التي ساذكرها خلال موضوعي هذا .



انا واصدقاء السيد الوالد ( رحمه الله )



انا اعرف ان معارف الوالد رحمه الله هم واحد من اثنين : اصدقائه من الفضلاء وكرام العلماء ممن يعتز بهم واحافظ على اعتزازه هذا ، ومجموعة من المتطفلين اللذين يتقربون اليه لغايات مختلفة . ولما كانت سماحته وطيبته واخلاقه تتقبل الجميع ، كما كان معروف بكرمه وجوده وكرهه لاكتناز المال ، وورعه من ان يحتفظ بأي مال من تلك التي تصله للفقراء او المساكين ، لذلك ياتيه صاحب الحاجة كما ياتيه النصاب المحتال ، او ذاك الذي يريد ان يبني له مكانة اجتماعية خلال التقرب له .

وسواء اكان هذا المعرفة او الذي يدعي المعرفة بأبي ، من التقاة الورع ، او من اولئك المتطفلين على الشخصيات المعروفة ، كنت اتحاشى العلاقة بهم ، لمبدأ علمني اياه الوالد رحمه الله ، هو ان اكون انا من انا من خلال قدراتي لا من خلاله . وانا مقتنع بذلك المبدأ ، وكانت طبيعة علاقتي مع اهلي اختلفت عن طبيعة العلاقات الشرقية ، ابن واهله ، منذ وقت مبكرا عند دخولي الكلية العسكرية ، وانا مازلت بعمر بين 17 -18 سنة ، واصبحت العلاقة حتى مع الوالد ( رحمه الله ) تحتوي على عناصر اخرى ، اضافة لعلاقة الابوة والبنوة ، فيها شئ من عنصر الصداقة والاحترام بيني وبين الوالد .

كان يرحمه الله يحترم خياراتي وتوجهاتي العملية ولو انه كان يرغب لي ان اتوجه للدراسات الدينية ، الا انه لم يجد عندي الرغبة والاستعداد ، فتركني اخط حياتي بنفسي .

لاانكر انه فاتني الكثير الكثير من الفرص لاتعلم من خبرته وتجاربه ، لكنه نجح كثيرا في زرع محبة البحث والقراءة واتذكر انه عمل لي اشتراكا شهريا بمجلة العربي الكويتية ومازال عمري 10 او 11 سنة ، طالبا في صف الخامس ابتدائي . لكني تعلمت منه :

- محبة ال البيت ، وقيمهم واخلاقهم المشبعة بالتسامح والمثل الاخلاقية .

- معنى التشيع الحقيقي ، كمذهب من المذاهب الاسلامية ، وليس دينا قائما بذاته ، كما يريد ان يقدمه لنا الان شيعة الصفوية ، الشعوبين متلبسين زورا بالاسلام والتشيع ..

- ضرورة الوحدة الاسلامية ونبذ الخلافات الطائفية ، متاثرا في ذلك باستاذه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ( رحمه الله)

- علمني ان روح التشيع كانت منذ نشاته وحتى تبني الصفويين له كانت عربية ، وان هناك من يمكن ان يتظاهر بحب الامام علي واحقيته بالخلافة بهدف طعن الاسلام ، وزرع الفرقة بين المسلمين واولهم ابو سفيان ، الذي جاء للامام علي ليقول له مد يدك لابايعك ، فاجابه الامام تلك يد امتدت للفتنة وتخريب الاسلام .

- واعتقد الان ان الكثيرين ممن يطالب بعودة التاريخ الى ما كان عليه قبل اكثر من الف وخمسمائة سنة لتغير مسار التاريخ ، و تحميل عامة المسلمين اليوم ، والدعوة للانتقام منهم ، بحجة اعادة فدك الى السيدة الزهراء ، وتنصيب الامام علي خليفة بدلا من ابو بكر وعمر . لااعتقد انهم بتشيعهم هذا يختلفون عن ابي سفيان في اغراضهم ونواياهم لخلق الفتنة ومحاربة الاسلام في جوهره ، ولو كان الامام علي (ع ) حيا لاحرقهم كما احرق اولئك اللذين قالوا بالوهيته .



تلك هي طبيعة علاقتي مع والدي ، ومنعا للاحتكاك بأصدقائه اللذين قد اختلف معهم بالراي ، كنت لاازوره ، عندما يكون في دمشق ، الا في الصباح او بعد العاشرة ليلا لأضمن بذلك انفضاض مجلسه ، وخروج اصدقائه وزواره .

ولا انكر اني ورثت قلة نادرة من بعض تلك الصداقات ، جهدت نفسي ان لاانقطع عن التواصل بها ولو بالمناسبات . لالغاية شخصية خاصة عندي بل لقيم اعتبارية اخلاقية ووطنية ، نفس الاعتبارات التي تجعلني انتقدهم الان ، وهي لم تختلف عندما كانت ارضية لاحترامهم عنها وهي الارضية التي تدفعني لنقدهم علانية . والا فالزمن زمن استثمار هذه المعرفة للمصلحي والنفعي ، فهم بمواقع من الكبر والقوة ما يثير شهية الكثيرين للتقرب منهم ، الا انا .. ليعرفوا اني من عجينة اخرى ، عجينة خلق ومبادئ اهل البيت ، كما سمعت قصصهم من والدي ومنهم هم ايضا ، تمثلتها والحمد لله ويبدو انهم كانوا يستخدمونها افخاخا لتحقيق امور دنيوية . ومستعد لمحاججة علنية او مناظرة علنية انا واياهم ، وحكمنا هو نهج البلاغة و الصحيفة السجادية واحاديث الائمة الاطهار ، وكل الرسائل العملية للمراجع والمجتهدين ، السيد محسن الحكيم والخوئي وحتى السستاني ، واذا ظهر او ثبت للناس او المحكمين انهم يلتزمون ولو عشرة بالمئة من المبادئ والقواعد الفقهية الواردة في هذه المراجع ، وانهم فعلا مسلمين ، ومن شيعة اهل البيت ، ولو بنسبة الواحد بالمئة ، اكثر مني ( انا لاادعي التفقه والورع ، واركز على المعاملات على اساس ان العبادات علاقة بين العبد وربه ، ولم ينصب الله ولا رسوله وائمة ال البيت وكيلا عنهم .، والصلاة كما يمكن ان تكون مانعا عن الفحشاء والمنكر قد تكون ايضا عند المنافقين غطاء للفحشاء والمنكر ) ، ساعتذر علنا بدون تردد عما طرحت واطرح الان . وهذا تعهد والتزام معلن . وليخرسخوا اذا ويخجلوا من انفسهم ، ويمسحوا اثار كي التربة من على جباههم التي طبعوها لتمرير ضلالاتهم ، ويتمتعوا بدماء الاخرين ، مستانسين باكل السحت ، وخدمة الظالم .





اما اولئك اللذين كانوا يلتصقوا بالوالد ، لغايات واغراض خاصة اقلها الارتقاء اجتماعيا عندما يدعي صلة المعرفة المتينة به . كنت اعرفهم ، ومن دون ان اساله اعرف ان الوالد كان يعرف بعضهم جيدا ، واعرف ان بعضهم كان يريد التقرب لي لمصلحة شخصية او لرغبة للتقرب من الوالد ، كنت اتحاشى حتى الحديث معهم ، واتذكر ان احدهم ( وقد اصبح اسما كبيرا بعد الاحتلال لفترة قصيرة ) كنت ولمدة اكثر من 10 سنوات كلما صادفني في مكان ما ، وجاء للسلام علي كنت اتظاهر متعمدا بعدم معرفته او نسيان من يكون . وأساله من انت .؟

انتقدت مرة امام الوالد ، احد اصدقائه رجال الدين ، فعاتبني بشدة من ان الرجل بن فلان ، وهو وابوه من اصدقائنا . فاجبته اني لاانتقد الرجل فلان ، انا انتقد السياسي ب ، عندما ياتي كرجل دين ساقبله من جبينه ، ولكن عندما يكون بموقع سياسي ، له وجهة نظره ولي وجهة نظري ..

واحسست انه اقتنع بما قلت لانه توقف عن لومه لي . ونفس المبدأ اتعامل به الان مع من اعرف من اصدقائه

تلك كانت حدود وطبيعة علاقتي ومعرفتي ببعض من معارف الوالد ، اجل العلماء والتقاة والافاضل منهم . لكني امتلك نفس الحق الذي يعطيه السياسين منهم لنفسه في ان يتبنى هذا الموقف او ذاك ، في تبني الموقف الذي اراه يخدم المصلحة الوطنية العراقية والامن الوطني العراقي ، وانا متخصص بالسياسة في واحد من اهم فروعها العلاقات الدولية من جامعة سالفورد في مانشستر ( كان ترتيبها عند تخرجي رقم 12 من 164 جامعة بريطانية) ، وقبلها من جامعة لندن ، مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية في علم النفس الاجتماعي ، وهو الفرع الوحيد في علم النفس الذي يدرس فيها لعلاقته بالسياسة ، ويعرف المطلعين على المستويات الاكاديمية ان دخول مدرسة لندن هذه تظل حلما حتى عند الكثير من الطلاب البريطانيين انفسهم ،( لما تمتاز به من رقي مناهجها ، وصعوبة القبول بها ) . وموضع الاسي او البحث الذي قدمته كان في سيكولوجيا التدين .



هذا المسيس – المتاسلم له موقفه ورايه ، وانا لي موقفي ورايي ، اليست هذه هي الديمقراطية التي يدعون بها . اما ان امسخ عقلي ومعرفتي فقط لاني ابن فلان . فتلك صور للمسخ يرتضيها جاهل ، نفعي ، انتهازي ، الا .. انا ، فانا من عجينة عربية ، شيعية ، يبدو انها تختلف كليا عنهم .

ولاادري ، هل معنى ان يكون الانسان ابن السيد الفلاني ، يفهم منه انه سيبقى معلقا في الهواء ، لايعنيه ما يجري امامه من احداث على الارض . ومن يطالبني ان اكون بهذا الموقع ، لماذا يرتضي ان يتدخل عزيز الحكيم ومجيد الخوئي ، وامثالهم من ابناء اعلام الشيعة في السياسة . اما من يقف في صف الحق ، ومن يقف في صف الشيطان ، فالاحتكام بسيرة ائمة ال البيت الذين يدعي هؤلاء الافاقين انهم يمثلونها ، يكفي ليعرف الناس من منا يقف في صف التشيع لعلي ، ومن يقف في صف شيعة الشيطان . .

.



لم اكن من المهتمين كثيرا بالامور الفقهية ، باعتبار ان ذلك متروكا للمختصين ، الا اني وبعد ان وجدت ان حزب الدعوة والمجلس الاسلامي وحتى السستاني يقفون في صف واحد وراء سلطة الاحتلال يروجون لاكاذيبه ويعملون بامرته ، ثارت في عقلي التساؤلات ، اهذا هو تراث التشيع ، ايمتلكون الحق شرعا في تبنيهم لهذه المواقف .عدت عندها اجمع الرسائل العملية للعلماء ، واقرا ثانية نهج البلاغة بتامل ، كما هي الصحبيفة السجادية ، قرات سيرة الامام علي ، وثورة الامام الحسين ، سيرة ائمة ال البيت الاطهار ، بحثت عن معنى الاجتهاد والمرجعية ، فاكتشفت ان ما يمارسه هؤلاء المتكلمين باسم التشيع ( ولاانكر الفضل الكبير للاستاذين علي شريعتي ، وعادل رؤوف اللذين نبهاني لكثير من الحقائق عن شيعة الشيطان هؤلاء ) ، لاعلاقة لهم بتشيع ال البيت . لايختلف ، ومن خلال ملاحظة سلوكياتهم ، في فحواه عن تشيع ابو سفيان يوم جاء يريد مبايعة الامام علي يوم السقيفة .قائلا : ابسط يدك لابايعك ، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه ( يقصد ابو بكر ) خيلا ورجالا.فابى الامام ذلك وزجره قائلا : والله ما اردت بهذا الا الفتنة ، وانك والله طالما بغيت للاسلام شراً ، لاحاجة لنا في نصحك .





وفي رواية ثانية في نهج البلاغة ، يجمع الامام علي (ع) اولاده واحفاده في الليلة الثانية من اصابته بسيف ابن ملجم ليوصيهم ويقول : "يابني عبد المطلب لا الفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون قتل امير المؤمنين ، الا لايقتلن بي الا قاتلي .

انظروا اذا انا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة ، ولايمثل بالرجل ، فاني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور " نهج البلاغة ، ج3 ، ص : 77

لم يقل الامام (ع ) اقتلوا الخوارج ، ولم يشتمهم ، ولم يحملهم مسؤولية مقتله بل حدد المسؤولية بالفاعل فقط .

و يفهم من مقولته هذه انه لم يخرج الخوارج من حضيرة الاسلام ، اعتبرهم مسلمين ، ينهي اولاده من الخوض بدمائهم .

اين تلك القيم مما نراه اليوم من قتل وحشي يمارسه وزير الداخلية بحجة الدفاع عن حق الامام علي في الخلافة والرغبة في اعادة فدك للسيدة الزهراء (عليهما السلام ) . هل يرتضي علي منه هذا . وهو واسيده ومرتزقته يشقون صف المسلمين ، ويقتلونهم ، ويظاهرون عدو الله والانسانية قوات اليانكي ورعاة البقر في قتل مسلمي العراق وافغانستان ، ويحملونهم مسؤولية ابعاد الخلافة عن الامام علي . واغتصاب ضيعة فدك ، وغير ذلك من الامور، ونحن نرى ان الامام نفسه يابى الخلافة اذا كانت على حساب وحدة المسلمين ودمائهم .

سيقول احداً ان السنة هم البادئين ، واقولها صراحة بروحية المسلم اولا، والمواطن ثانيا ، كلا ان من يسمي نفسه بالائتلاف هم الذين اسسوا لهذه الحرب . ويعرفون جميعا ان كل العمليات التي نسبت للزرقاوي كانت من عمل حلفائهم من اميركان وصهاينة ، وهم يعرفون جيدا ذلك ، لذلك يميعوا الحديث عن هذه الجرائم بعد ان يحملوها بشحنة طائفية ، تحريضية ، ثم يفرضوا على الناس تناسيها ، بعد ان يكون التحريض الطائفي قد عمل عمله بعقل هذا الشيعي البسيط المسكين الذي يعتقد ان السنة هم من اغتصب خلافة ، رفضها الامام نفسه . ، والا هل يمكن ان نصدق ان عبد العزيز الحكيم كان يمكن ان يسكت عن قتلة اخيه ، لو لم يكن خائفا ان يغيض اسياده في السفارة الاميركية .

انهم كل مرة يشكلون لجنة تحقيق ، لكنهم مع الوقت يغرقوا هذه اللجنة ونتائج تحقيقها بالنسيان ، ولم نسمع حتى ولا نتائج حتى التحقيقات الاولية مع انهم يعلنون كل مرة في انهم قبضوا على بعض المشتبه بهم ، بل الضالعين بالعملية ، ولانعرف شيئا عن مصيرهم .

لكنهم استفادوا في تعبئة الشيعة ضد خطر وهمي صنعوه بامر اسيادهم في طهران وواشنطن .

بالعودة لاصدقاء الوالد ومريديه ، اكرر ان من ياتي منهم بروحية التشيع ، وجوهرها الاسلام ، لن يلاقي عندي الا الاحترام والتقدير . اما من ياتي منهم من موقع السياسي ، فله موقفه ولي موقفي ورايي ، وليجادلني اذا كان هو شيعيا فعلا يتاسى بسيرة النبي وال بيته من الائمة الاطهار ، ويلتزم بقيم القران ، لن تخدعنا صلاتهم ، ولا كي جباههم المكوية بالنار ، تصنعا ، للتظاهر بكثرة السجود ، فان الصلاة كما هي جميع العبادات يمكن ان تكون بضاعة للمؤمن ، فتنضم وتضبط سلوكه وفقا لقيم القران ، كما يمكن ان تكون عند المنافقين والنصابين اداة لخداع الناس والتغرير بهم والنصب عليهم .فمن الثابت في سيكولوجيا النصابين انهم اكثر الناس تظاهرا بالالتزام بالاخلاق ، والورع والتقوى ، من اجل السيطرة على فريستهم بعد كسب ثقتها . وانا اعرف الكثيرين ممن يدعون انهم كانوا من خدمة الوالد ، والملتصقين به ممن تنطبق عليهم صفة النصاب ، والدين وحب ال البيت عندهم ما هي الا بضاعة لتسويق نصبهم واحتيالهم ، فالتشيع عندهم بضاعة او اداة للعيش ، ليس الا .

بالنسبة للسياسيين واخص منهم قيادة حزب الدعوة ، وكنت ورثت بعض العلاقات بهم من الوالد ، كان يحبهم ويحبونه ، بل من مريديه ، الذين لاانكر موقفهم في سوريا او لندن عند وفاته ، وملاصقتهم له في حياته ، وكان الوالد يردد دائما مازحا ان كل شيعي هو دعوجي وان لم ينتمي . قد اكون ورثت احترامي لهم من الوالد ، ولاانكر اثره علي في ذلك رغم اني لم اكن يوما اسلاميا بتوجهاتي السياسية ، لكني كنت اتصور ، و الصورة التي تشكلت في عقلي عنهم : ان الحزب ودعاته هم الحاملين الحقيقين لقيم الاسلام ، وسيرة نبيه وال بيته . وانهم يريدوا ان يعيدوا التشيع لاصله مذهبا عربيا ، جوهره الاسلام كما تعلمنا ذلك .ويخلصوه من الخزعبلات الصفوية التي تريد استخدام التشيع لتعزيز الهوية القومية الايرانية . تلك الخزعبلات التي يعتقد لدكتور علي شريعتي ترتقي في بعضها لحد الشرك .

لذلك لاانكر انها كانت صدمة عندما وجدت ان الحزب يتخلى عن كل اطروحاته ، ليتحول لاداة بيد الصهاينة واليمين المسيحي المتصهين . واعتقادي ان الحزب كان يفترض ان يكون في طليعة القوى المقاومة . لا ان يتحول لاداة بيد الاحتلال . مع ذلك يشهد الله اني خنت نفسي ، عندما بقيت اتحاشى كشف ذلك او الكتابة عن الحزب ، الا ان مواقف الجعفري واندفاعه في التاسيس للمشروع الطائفي ، والسير عمليا في سبيل تحقيق مشروع شارون وايتان . لم يبقى للعلاقة الشخصية من معنى . ومع ذلك بقيت اتحفظ على الجزء الثالث من كتابي المرجعية الشيعية والسياسة في العراق ، مراعات لعلاقات والدي وعلاقتي مع بعضهم ، رغم ان عشرات الرسائل وصلتني تطالب بنشر الجزء الثالث ، وهو جاهز عندي منذ كتبت الكتاب ونشرت جزئيه الاولين .تحججت بالتوقف لقراءة كتاب الاستاذ عادل رؤوف ، ولااخفي اني بقيت ابني تمنيات كنت اوهم نفسي بها في ان خط الحزب – السوري ، ممثلا بابواسراء المالكي او نوري المالكي ، لابد ان يكتشف الهوة التي اوقعه بها جماعة لندن ، لينتفض ، ويعدل من مسيرة الحزب ويلتحق بخط المقاومة ، الموقع الطبيعي للحزب واطروحاته التي كان يروج لها قبل الاحتلال .

لحد الان كان توصيفي لنوري المالكي عندما سالني الكثيرين عنه في انه رجل طيب ، بسيط في تعامله وحياته ، لم تظهر عليه مظاهر الميل للترف التي لاحظناها عند اناس اقل درجة حزبية واهمية سياسية منه . لكني اعقب ، ماذا يعني ذلك ، وهو فاقد الارادة ، قبل العمل كموظف في السفارة الاميركية بدرجة رئيس وزراء . يعني انه عطل نزعات الخير في نفسه بنفسه . وستذهب كل سماته الشخصية الحسنة ذر الرياح .



اما بالنسبة للمجلس ، ولاانكر اني كسبت محبتة محسن الحكيم من ابي ، ولم يتاثر هذا الموقف بسلوكيات ابنائه . ومما اتذكره ، اني تشاجرت مرتين عند وفاته ، وكنت حينها طالبا بالكلية العسكرية ، مرة مع الطالب محمد ياسين رمضان ( شقيق طه ياسين رمضان ) وحاولت ان ارميه من على بالكون الطابق الاول ، بحضور الطلاب عادل مزيد الدبوس ، ومحمد خضر نصار ، ورمزي شريف ، ورابع لااتذكر اسمه لان محمد ياسين شتم السيد محسن الحكيم . حتى ان عادل الدبوس ( وهو من مدينتي من قضاء سوق الشيوخ ) ، اخذني على جنب وقال : انت مجنون تريد تعدم نفسك هذا اخو طه ، ولو رميته وحصل له شئ ، سوف لن يشفع لك لامحسن الحكيم ولاغيره .

وفي المساء وكنت جالسا مع كل من الطلاب قصي الهلالي ، وعماد فالح البلداوي ، ولفته عطية ، عندما جاء ذكر الحكيم ، فشتمه ايضا لفتة ، فكان ان تلقى صفعة جاءت عفوية مني بسبب ذلك ، وحار الطالب لم يرد مستعجبا ومدهوشا من موقفي .. بقيت صور الاجلال والاكرام للرجل ثابتة عندي حتى عام 2001 ، عندما قرات كتاب " شيعة العراق بين الطائفية والشبهات من خلال الوثائق البريطانية " والتي ترجمها طالب الاصفهاني ( يستعمل لقب البياتي ) ، فاكتشفت معنى ان يبادر محسن الحكيم للتاسيس للمشروع الطائفي ، وان وقوفه ضد عبد السلام عارف ، واتهام عارف بالطائفية ليس الا مؤامرة الغاية منها دعم سياسة شاه ايران الرامية لمنع قيام اي شكل من اشكال الوحدة او الاتحاد او التقارب بين العراق ومصر ، وخوفه من قيام دولة عربية متحدة على حدوده الغربية ، فراح يدعم المتمردين الاكراد من جهة ويدفع محسن الحكيم لاثارة الخلافات الطائفية والترويج لها . وبالقراءة المنهجية للوثائق يبدو ان عبد السلام عارف ، وكما تكشف الوثائق كان واقعا تحت ابتزاز طائفي وليس العكس ، عندها اختلفت الصورة عندي وندمت لكل هذا الاحترام الذي بقيت اكنه لمحسن الحكيم طيلة هذه الفترة .

اما بالنسبة لاولاده فسمعتهم ، وسلوكياتهم الانانية، واستهتارهم بقيم التشيع لاتحتاج الى ايضاح ، فهم يكذبون ،ويدجلون ، ولايرعوون عن القاء التهم على افاضل الناس اذا كان ذلك يخدم مصالحهم ، يخونوا الوطن ويتعاملوا مع الاجنبي ، ويهدموا الاسلام ويقتلوا المسلمين .. ولاانكر ان قيادين من حزب الدعوة كانوا هم اللذين اثاروا انتباهي لحقيقة ان ليس هناك بين جماعة الحكيم من رجل دين واحد . وان جماعته لملوم من شيوعين سابقين ، وشلايتية ، وذوي عاهات . واتذكر جيدا ان اثنين من قيادات الدعوة من الاسماء المعروفة الان سالتهم عن اسباب رفض حزب الدعوة قبول طلب انتماء باقر صولاغ للحزب . قبل ان يصل باقر الحكيم الى دمشق ، ويتعلق صولاغ باذياله ، كان الجواب واحد ، ان الحزب لايقبل الشلايتية في صفوفه .

عندما اتذكر هذا التقيم ، لاادري كيف تقبل هذه القيادات ان تشارك بوزارة فيها مثل هذا الشلايتي . المسالة تحتاج احيانا لاتخاذ موقف ، والاخذ بمبدا اعتبار الذات . لأن من يجالس الشلايتية يحسب عليهم .

ان سلوكيات باقر الحكيم تلخصها عملية الهجوم عليه بالاحذية عندما دخل لمجلس عزاء السيد محمد صادق الصدرفي مسجد اعظم في طهران ، واللذين ضربوه كانوا من عناصر قوات بدر .

لم يرعوي الانسان ، ولاالتزم بقيم اهل البيت عندما دفع احد معاونيه صدر الدين القبانجي لاصدار كراس تحت عنوان " مرجعية السيد محمد صادق الصدر " الذي لم يترك صفة من صفات السوء لم يلصقها بالسيد الصدر ، وظل القبانجي من خلال جريدته " المبلغ الرسالي " يواصل هجومه على السيد الصدر حتى استشهاده .

الامر الذي يعطي الانطباع ان الرجل لايرعوي ، ولايتقي الله في ان يتهم الاخرين باي شئ ، ويكذب ويزيف .ضد من يقف في وجه تطلعاته وطموحاته الشخصية التي لاعلاقة لها بمظلومية الشيعة التي يتباكى عليها هو واخوه عزيز الحكيم .

ليس هذا فقط فانانية باقر الحكيم ، والانا المريضة المضخمة ، لم تترك له يوما فسحة من الامل في ان يستوعب قيم اهل البيت ، فقصته مع عائلة المرحوم صاحب الدخيل الذي اراد ان يرمي عائلته في الشارع ويطردهم من منزلهم ، بسبب الف دينار كان قد اقرضها للدخيل ، مقابل رهن داره ، وعندما عجزت العائلة عن سداد الدين طالبهم بتسليم الدار له . ويتسائل الانسان عن معنى مظلومية الشيعة التي كان ينادي بها باقر الحكيم . ومن اين له هذا الالف الزائدة على حاجته ، وهل هو كسبها بعرق جبينه ، وكده وعمله ام هي اموال فقراء المسلمين ، التي كان يؤمنها الناس عند ابيه مخدوعين بالورع والتقوى التي يتظاهر بهما . اليست هناك كثير من معاني الجشع التي تفوق ما قيل عن شالوك . مع فرق ان شالوك كان يرابي بامواله الخاصة . وباقر الحكيم يرابي باموال المسلمين على زبائنه من المسلمين .

وغيرها من القصص التي تؤشر لنفسية مريضة بانا مضخمة ، لادخل لرغباتها وتطلعاتها بالاسلام ، بل وحتى بابسط القيم والاخلاق الانسانية ناهيك عن الاسلامية .

وسلوكيات ال الحكيم الان وهم في اعلى سلم السلطة ، ليس فيها ما يشير الى مواقف الورع والتقوى ، فنحن امام عمائم لاتعرف الااكل السحت وسرقة اموال الدولة ،وقتل الناس ، والترويج للفتنة الطائفية ، كل ذلك باسم دم الحسين (ع ) ، وحق البتول فاطمة الزهراء بفدك ..!؟



ان هذه العائلة لاترعوي حتى من المتاجرة بالتشيع ، والوطن ، والاسلام ، بل وحتى بارواح موتاها ، لتحول الموت لتجارة ، وغطاء للنهب والسلب . يوم بادر عمار الحكيم الى تشكيل منظمة شهيد المحراب ، ولايدري الانسان اي محراب واي صلاة هذه التي لم تنهى عن مثل هذه السلوكيات .

لم تكن سلوكية علي السستاني لتختلف عن هذه الجماعات التي تستبيح دماء المسلمين شيعة وسنة بغية اعدة دست الخلافة للامام علي ، والاخذ بثارات الحسين .

انهم يمكن ان يكونوا متدينين بأي دين اخر او اي مذهب اخر ، الا ان سلوكياتهم تقول انهم ليسوا مسلمين ولا شيعة ،

شعوبين لادين لهم الا ان يقتل العرب .



تلك هي المقدمات التي جعلتني اكتب عنهم ، ومع ذلك كتبت بعلمية خالصة بعيدا عن استخدام اي كلمات جارحة ، لكنهم مثلهم مثل اي فاسد اخر لايمتلكون القدرة على المحاججة او النقد بنفس الاسلوب ، فراحوا يحركون كلابهم لتلفق الاقاويل ضدي ، لماذا لاني ادعم المقاومة ، ومرة لأن الدكتور مثنى حارث الضاري استشهد باحد مقالاتي من على موقع الجزيرة في مناظرة مع المدعو علي الدباغ ،وافحمه ذكر الحقائق الواردة في المقال ، وبدا علي الدباغ مهزوما . فكان ذلك مؤشرا لهم في اني اصبحت ، بعثيا عميلا للمخابرات العراقية والسورية والسعودية ، والصهيونية .. ولم تتوقف محطة تلفزيون صوت اسرائيل الناطقة بالعربي ، والمسماة بالفيحاء من التعرض لي بين الفترة والاخرى ، ليقول بعضهم اني كابن نوح ، مادمت ارفض العمالة وادعوا للتمسك بقيم ال البيت .

وبمراجعة فقه ال البيت اجد ان المقاوم هو من يتحلى بقيمهم واخلاقهم اكثر من كل هؤلاء الادعياء . المقاوم هو الشيعي الحقيقي وان كان مسلما سنيا ، اما هؤلاء الدجالين فهم الخارجين على قيم التشيع .



اطروحات طالب الجحش



سنناقش اطروحات طالب الجحش من خلال الفقرات التالية :

1 : الجبهة الوطنية لتحرير العراق والحزب القومي الديمقراطي ، من هما

2 : من هو الشيعي

.

اولا : الحزب القومي الديمقراطي والجبهة الوطنية لتحرير العراق :

شتم طالب الجحش الحزب القومي الديمقراطي والجبهة وصحيفة صوت الحق من خلالي ، وشتمني من خلالهما ، لذلك سيتداخل الرد بيننا

الحزب القومي الديمقراطي : هو احد فصائل الحركة القومية العربية ، ينتمي لمدرسة الشهيد المرحوم فؤاد الركابي .، وهو حصيلة ونتاج تطور هذه المدرسة التي اتخذت اسماء مختلفة على مر الزمن .الا ان هذا التغير لم يمس طبيعة الاهداف وسموها ، فهي واحدة على طول مسار التيار او المدرسة .

يؤمن الحزب بهدف تحرير الامة العربية من كل نفوذ او سيطرة او هيمنة اجنبية ، واطلاق ارادة الامة كمصدر وحيد للقوانين والسيادة والحكم على جميع الارض العربية او اي جزء من اجزائها . وأن غياب النفوذ الاجنبي وعودة ارادة الامة هما الطريق الطبيعي او الخطوة الاولى باتجاه السير نحو الوحدة والنهوض بالامة لتحتل دورها الطبيعي في حركة الحضارة العالمية . يتداخل كل ذلك مع الديمقراطية كهدف او كتطبيق عملي لتجسيد ارادة الامة والتحكم بمصيرها .

للحزب شبكة واسعة من العلاقات بجميع القوى الوطنية المناهضة للاحتلال ، وكان واحدا من القوى والحركات والتنظيمات التي شاركت في مؤتمر مسجد ام القرى الذي عقد في 17/11/ 2004 ، دخل في تحالف مع بعض القوى الوطنية من تلك المشاركة بالمقاومة المسلحة وتلك المناهضة للاحتلال ، ويعمل الجميع تحت اسم الجبهة الوطنية لتحرير العراق – حق - .

يبدو ان الكاتب الفطحل الدكتور بيبسي ، المتخصص باداب اللغة العربية ، لم يستوعب بعد معنى الجبهة ولايستطيع ان يميزه عن معنىالحزب ، وما هو العلاقة بينهما ، فحالما يطلع على بيان من الجبهة ، يشتم الجبهة ، وعندما وصله بيان باسم الحزب القومي الديمقراطي يعتقد ان الجبهة غيرت اسمها للحزب القومي الديمقراطي .كما يبدو ذلك واضحا من سلسلة تخريصاته التي تصور انها مقالات وتخيل نفسه كاتب ، وهو لايعرف الفرق بين معنى الحزب والجبهة .

يقدم لنا الدكتور بيبسي ، نموذج للسياسين الجدد الجهلة بابسط اليات العمل السياسي . وعدم قدرتهم على فهم طبيعة الصراع بين قوى الثورة العربية بكل فصائلها وقوى الاستعمار الغربي والراسمالية العالمية . فيعتقدوا ان مجرد تولي بعضهم منصب حكومي في حكومة مصطنعة من قبل سلطة الاحتلال او حصول الاخر على بضعة الوف او ملايين يسرقها من اموال الشعب وكانه الحل النهائي لكل مشكلات العراق والامة العربية ، فهو يختزل ما هو موضوعي وعام . بما لديه من تطلعات ذاتية مريضة . وتلك هي المشكلة الحقيقية واسباب الخلاف الفعلية .

نحن والبعث : يتهمنا الدكتور بيبسي الجحش بانا واجهة جديدة للبعث وانا نتحرك بفعل اموال دفعها لنا الحزب .

ولانجد في حزب البعث تهمة معيبة ، فنحن نقدر ان حزب البعث كان من اول الاحزاب التي ادركت طبيعة الصراع بين قوى الثورة العربية والهيمنة الاستعمارية الرامية الى السيطرة الكلية على الامة العربية واعاقة تقدمها ، وتبوأ دورها التاريخي في حركة الحضارة العالمية ، و لانختلف مع البعث في اهدافه بل بسبب سلوكيات بعض من قياداته ، وتراجع تلك القيادات من استثمار الظروف السياسية لتحقيق اهداف الحزب في الوحدة والحرية ، كما حصل في تجربة الوحدة الثلاثية في 1963 ، والوحدة العراقية – السورية مع ان الحزب كان يستلم السلطة في البلدين لاكثر من 30 عاما .

عرضتنا خلافاتنا مع البعث هذه للكثير من التضحيات والعذابات ، وعدد لايستهان به من الشهداء ، كان في طليعتهم الشهيد المرحوم فؤاد الركابي ، والمناضل حمود السعدون ، والمناضلة عائدة عبد الكريم حسن الركابي ، والشهيد النقيب عماد فالح البلداوي ، واسماء اخرى لاتردني الان ، وتعرضت قيادة الحزب جميعها الى السجن او الاحكام الغيابية بوقت مبكر جدا لاستلام الحزب للسلطة ، يوم كان كل من الشيوعيين والاكراد وغيرهم يتطلعون لبناء جبهة سياسية مع الحزب . وتعرض كاتب هذه السطور الى حكمين بالاعدام من المحكمة العسكرية الخامسة ومحكمة امن الثورة . كل ذلك جرى او بدأ عام 1971 ، يومها كان طالب الجحش ، عضوا في حزب البعث هو وامه الفراشة( وظيفة حكومية تعني الخدامة او الخدام في دوائر الدولة يقابلها باللهجة المصرية والسورية مصطلح اذن ) في مدرسة الغديرللبنات في فضوة المشراق ، ثم نقلت الى المنظمة الحزبية في النجف ، ومن هناك تم ترشيحها كفراشة في مديرية الامن العامة في النجف . ولايخفي طبيعة المهمات لمثل هكذا مستخدمات في مراقبة عوائل المدينة ، وامور ومهمات لااخلاقية اخرى . والام هي التي كشفت للامن حقيقة اصول العائلة الهندية ، فكان ان شمل التسفير جميع افراد العائلة ، باستثناء الام ، تقديرا لها على اخلاصها للحزب .

كان كلاهما الابن والام لاشك مشغولين بكيفية التقدم في حيازة درجات حزبية اعلى ، وكلنا يعرف الوسائل غير المشروعة في تحقيق هكذا تقدم . وتلك كانت واحدة من اكبر أخطاء البعث بفتح الطريق للوصوليين والانتهازيين اللذين لاشك لعبوا دورا كبيرا في صدع العلاقة بين البعث وبقية القوى السياسية الوطنية .

مع ذلك ففي مرحلة النضال الوطني التحرري نعتقد ان على قوى الثورة العربية ان ترتقي فوق كل خلافاتها القديمة ، وتتلاحم من اجل مقاومة الاحتلال . ونعتقد ايضا ان البعثيين المشاركيين في المقاومة هم روح حزب البعث ونموذج البعثيين الملتزمين بمبادئ الحزب ، لا اولئك الانتهازيين اللذين التحقوا بالحزب او انتسبوا اليه بفعل دوافع انتهازية ، ومصلحية ، وها هم الان يتوزعون على كل الاحزاب العميلة للاحتلال . وطالب الجحش واحدا منهم .

لذلك نحن نحترم ونجل هؤلاء البعثيين اللذين يقفوا موقف التضحية لاا مل في الحصول على امتياز ، ولااحد يستطيع الادعاء ان المقاومة امتياز . انها تضحية مطلقة . ولن نخجل غدا عندما نجد ضرورة للتحالف مع البعث المقاوم . ولاننكر ان هناك من البعثيين في صفوف الجبهة وليس الحزب ، نجلهم ونقدرهم كمناضلين . وهم للاسف من فقراء البعثيين او من محدودي الدخل ، ويساهموا مثل بقية اعضاء الجبهة في دعم محدود من خلال اشتراكاتهم الشهرية ، اما الباقي فهو من تبرعات واشتراكات اعضاء الجبهة الاخرين ، ولو كان لدى هؤلاء البعثيين اموال زائدة لما تحرجنا على ان نطلب منهم رفع مساهماتهم واشتراكاتهم الشهرية ، ولايحرجنا هذا بل سيعزز نشاطاتنا ويطورها .

لذلك فأن اتهام طالب الجحش ، ابن الفراشة الوطنية والشريفة جدا ، لنا في استلام اموال من البعث او اي طرف اخر ، هي فرية وكذبة ، وابسط ما يقال عنها انها شبة وضن ، ولايخفى على المسلم ان بعض الضن اثم . عندما كان البعث يمتلك الاموال الطائلة كنا نحن مشردون او في السجون ، وكان طالب الجحش ، وامه يلفقون التهم ضد الناس ليحصلوا على كرامات مديرية امن النجف .



من هو الشيعي :

يضع الدكتور بيبسي نفسه في موضع المدافع عن الشيعة ، وانه الشيعي الوحيد الملتزم بفقه ائمة ال البيت ، وما عداه او من لايخدم الاحتلال ، ولم يتساقط فانه يصبح خارجا على الاسلام والتشيع ، وهو منزعج لان كلا من الحزب القومي الديمقراطي والجبهة الوطنية لتحرير العراق يضم بين اعضائهما اعضاء من الشيعة بعضهم في مراكز متقدمة في كلا التنظيمين ، وانا شخصيا احد المعنيين بهذا الامر ، وكأن في ائمة ال البيت من دعى او روج للخيانة او تبناها في سلوكه ،حاشا ائمتنا الكرام من ذلك .

يعتقد الشيعة العرب بيننا من انهم هم ممثلي التشيع الحقيقين والاكثر التزاما بفقه ال البيت من اولئك الخونة اللذين يريدون تزييف المذهب وتطويعه بما يتناسب وتطلعاتهم الشخصية المريضة التي تريد ان تستثمر كل اموال المسلمين وممتلكاتهم بأسم الدفاع عن ال البيت ومظلومية الشيعة التي نعتقد انهم هم السبب الاول في ترسيخ هذه المظلومية بسبب تآمرهم لعزل الشيعة العرب عن دولتهم في العراق ( كما وضحنا هذا في مقالتنا التي نشرت في مجلة المراقب العربي ، وجريدة العرب اللندنية تحت عنوان الشيعة والحكم في الدولة العراقية الحديثة ) ، ورغبتهم في تجريد الشيعة العرب من هويتهم القومية والوطنية كي يتمكنوا من السيطرة عليهم واستخدامهم حطبا في تدعيم هذه التطلعات المريضة .

نركز ان الشيعة فينا هم حملة فقه ال البيت الحقيقيون ، وما عداهم ليسوا الاادعياء وسماسرة وتجار يحاولوا استخدام المذهب لمقاصد دنيوية بعيدة عن اساسياته . ولناخذ امثلة بسيطة :

1 : لم يترك الامام علي بن الحسين ، زين العابدين (ع) ، مجالا للشك في مفهوم الدولة الاسلامية ، في انها الدولة التي يشكل المسلمين فيها اغلبية سكانية ، وان المسلمين المعنيين هم مجموع الشيعة والسنة ، بمفاهيم اليوم ، دون تفريق وتمييز .وبغض النظر عن ظلم وشرعية الحاكم ، أكان عبد الملك بن مروان او هارون الرشيد ، وكلاهما كان قاسيا على ال البيت وشيعتهم .، لكن هذا لايرفع ، عند الامام علي زين العابدين , صفة الاسلامية من هذه الدول . أي ان المعاني السياسية لهذا الدعاء من الوضوح بحيث لاتقبل تفسير ، كان الامام يميز بين الدولة والحاكم الجائر ، ويعتبر الدولة دولة اسلامية رغم ان الشيعة فيها كانوا اقلية صغيرة . وانه يرفض بصراحة الوقوف ضد هذه الدولة مع انه من معارضة نظام الحكم فيها . ويدعوا لجيشها بالنصر على الاعداء القادمين من الخارج .

يمكن فهم وادراك هذا المعنى بشكل واضح وجلي من خلال دعاء الثغور المعروف ، احد ادعية الصحيفة السجادية التي يقر جميع الشيعة بنسبتها الى الامام زين العابدين . فالدولة الاموية التي يحكمها عبد الملك بن مروان ، هي دولة المسلمين التي يعتز بها الامام زين العابدين ، ويدعوا لجنودها بالنصر على الغزاة الاجانب .دعوةنابعة من قلب محروق ، رغم ان الجيش الاموي الذي يدعوا له الامام هو نفس الجيش الذي قتل ابيه وسبعين من ال بيته .

فهل يمكن ان نتهم الامام زين العابدين بالمجاملة للحكام الظلمة في الدولة الاموية ، ان مثل هكذا اتهام يمس اساسيات مذهب التشيع الذي ينفرد بين مذاهب المسلمين بعصمة الائمة ، واذا اراد احدهم ان يستغبي الاخرين ليضع هذا الدعاء في باب التقية ، فهو كاذب افاك ، فالتقية لاتجوز على الائمة بل على اتباعهم ، ثم ان الاقرار او القول بمبدأ التقية جاء متاخرا على هذا الدعاء . كما أن جوهر التقية ينحصر بجواز التبرء من الولاء لال البيت ،اذا كان ذلك يحقق السلامة من القتل بسبب هذا الولاء . ولا يمكن ان نصدق ان الامام يتبرأ من نفسه وافكاره .. والتقية لاتجوز ان كان فيها مساس باساسيات الدين ،اركانه او فروعه ، اي لايجوز التقية بالامتناع عن الصلاة او الصوم او الجهاد . ودعاء الثغور دعوة لتعزيز الجهاد ، ويتجاوز الدعاء بذلك الموقف الشخصي لان الامام في دعاه هذا يشجع على الجهاد ويدعو له ، اي ان اي مسلم اعتمد الجهاد استجابة للدعاء سيتحمل الامام وزر موته اذا كان هذا النوع من الجهاد غير منطقي ولا تتوفر به الشروط الاسلامية .

اي ان الانسان الذي يلتزم بمبدأ التقية لايجوز له انقاذ نفسه بدفع الاخرين للتهلكة والموت ، عندها يصبح اثما ، والامام اكبر من هذا ، ولايرتضي كما لاترتضي اخلاقه وما عرف فيه من تقوى وورع على ان يعتمد مبدا الحفاظ على نفسه على حساب ارواح غيره من المسلمين . وحاشا ان يقبل التقية هكذا تقية .



من هذا نفهم ان الائمة لايجوزوا الاستعانة بالاجنبي ، من غير المسلمين للانتصار على حاكم ظالم غير شرعي ، كما لايجوزوا تدمير دولة للمسلمين للخلاص من حاكم غير ملتزم بالشريعة الاسلامية . بل نفهم انهم يجوزوا العمل تحت امرة حاكم ظالم غير شرعي للجهاد ضد غاز اجنبي .

ولو عدنا لهذا الجحش الذي يريد ان ينصب نفسه مدافعا عن مذهب ال البيت ، ووكيلا عنهم ، نجد انه واسياده في قائمة الاتلاف ، ممن يدعون انهم شيعة ، خرجوا على مذهب التشيع ، وارادة الامام زين العابدين عندما وضعوا انفسهم في موضع مخلب القط وذيله بتاييدهم للاحتلال بحجة الخلاص من نظام ظالم .

أن المقاومين شيعة وسنة ، هم شيعة ال البيت الحقيقين ، مسلمين على سنة الله ورسوله ، يشملهم ما ورد في الدعاء من دعوات صالحة ويشمل عدوهم من غزاة محتلين ما ورد في الدعاء واعوانهم ممن تلبسوا بالتشيع لامور وغايات دنيوية خبيثة من دعوات بالجحيم والشر وسوء العاقبة .



2 : بقدر ما كان الامام علي زين العابدين يرى ان ظلم الحاكم ولاشرعيته ، لايلغي فريضة الجهاد عن دولة المسلمين امام غاز اجنبي ، فانه يحرم العمل في وظائف الدولة المحكومة بحاكم ظالم او غير شرعي ، ويمنع مسايرة الظلمة او المساهمة معهم في الحكم . فهو يكتب لاحد اتباعه محمد بن مسلم الزهري ، يستنكر عمله ضمن مؤسسات الحكومة او الدولة الظالمة .ويقول له " أوليس بدعائهم اياك حين دعوك جعلوك قطبا اداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك الى بلاياهم ، وسلما الى ظلالتهم ، داعيا الى غيهم ، سالكا سبيلهم . يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال اليهم . فلم يبلغ اخص وزرائهم ولااقوى اعوانهم الا دون ما بلغت من اصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة اليهم ، فما اقل ما اعطوك في قدر ما اخذوا منك ، وما ايسر ماعمروا لك في جنب ما خربوا عليك . فانظر لنفسك فانه لاينظر لها غيرك ، وحاسبها حساب رجل مسؤول ..."( عقائد الامامية للشيخ محمد رضا المظفر ، ص : 112-113 )

هل يستطيع عاقل ان ينكر ان الحاكم الحقيقي في بغداد ما بعد الاحتلال ، هو السفير الاميركي ، بريمر او من تلاه ، سيقولون ان الحكومة جاءت بالانتخابات . وتلك نكتة يمكن ان تمر على الجهال والبسطاء ،

لكن هل هناك من يجهل ان هذه الانتخابات ، وتحديد مواعيدها ، ومهمات الحكومات التي قامت على اساسها تم تقريرها وفرضها من قبل سلطة الاحتلال ، التي تتلاعب حتى في طبيعة هذه الانتخابات ، كما هي النتيجة الان ، فقد مرت اكثر من خمسة اشهر على الانتخابات الاخيرة قبل ان تجتمع الجمعية المنتخبة ، لالتشارك في تشكيل الحكومة بل ليقال انها اجتمعت اخيرا ، والصراعات بين الاطراف العميلة المشاركة في اللعبة السياسية تتصارع وتتفق بمعزل عن ممثلي الشعب ( هذا على فرض صحة وشرعية الانتخابات ) . الحاكم الشرعي هو سلطة الاحتلال ، ولايمثل الاخرين بغض النظر عن الصفات التي يحملونها رئيس ، رئيس وزراء ، وزير فما دون ، هم عمالا وموظفين في سلطة الاحتلال يحققون ما تخطط له هذه السلطة وما يخدم المصالح الوطنية الاميركية على حساب المصالح الوطنية العراقية .. وينطبق عليهم مقولة الامام زين العابدين ( ع ) ، اي انهم هم الخارجين على فقه ال البيت ، وعلى التشيع في واحدة من اهم اساسياته . وهم يعرفون ذلك وليسوا بغافلين او جهلة حتى نعذرهم . ففي البيان التاسيسي للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ، جاء النص التالي ، الذي يعني انهم يدركون جيدا ما قاله الامام السجاد : " لايعني الحل السياسي الاالتفاهم المطلق مع الاستكبار العالمي ، والمستكبرون ليسوا مغفلين او ضعفاء العقول يمكننا تحقيق اهدافنا عن طريقهم ونحتفظ بوجودنا واستقلالنا ، فالاستكبار العالمي يرى نفسه الرب الاعلى الذي بيده زمام كل الامور ، والتفاهم معه يعني الاستسلام المطلقله . ........

واقول لهؤلاء المسلمين الذين لديهم رغبة في ذلك ( التعامل مع الاجنبي ، والاستكبار العالمي ) ، حيث نلاحظ مع الاسف هذه الظاهرة عند بعض الاشخاص ممن كان يطرح الشعارات الاسلامية ويتحدث بالاسلام ينحدر تدريجيا بهذا المنحدر ويتحول بالتدريج الى تابع وعميل للاستكبار لحل مشاكله ، ونحن نقول لهم ان الاستكبار مع ذلك لايقبل بكم ويختار غيركم ويستخدمكم مخلب قط لايذاء اخوانكم "



وقع على هذا النص كل من حزب الدعوة ممثلا بالجعفري ، والمجلس ممثلا بباقر الحكيم ، كما هو عزيز الحكيم ، ومنظمة العمل الاسلامي ، وبعض المستقلين .



والسؤال الذي يثيره هذا النص ، ما الذي تغير في طبيعة الاستكبار العالمي حتى يتحول الى سند وظهير ، وتتحول العمائم فيه الى مخالب قط في النهش ليس فقط بجسد اتباعهم واخوانهم بل في الوطن كله .. الاستعمار هو نفسه واحد ، بل اخذ الشكل الابشع له ، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي .

لنضع هذا النص الذي كتبة تجار الدين والتشيع هؤلاء ، حكما لنحكم من هو الخارج على قيم ال البيت ومن هو من شيعة علي ومن اصبح من شيعة الشيطان .



هل يستطيع احد ان يفسر لنا معنا الاستقلال ، ومغزاه في سفر عادل عبد المهدي الى اميركا بعد تشكيل حكومة الجعفري ورفض سلطة الاحتلال لقبول تعين باقر صولاغ ، وزيرا للداخلية ، ماهي الحيثيات التي ذهب على اساسهاعادل عبد المهدي وما هو الاتفاق الذي تم بينه وبين الاميركان لكي يقبلوا باستيزار صولاغ .

واي استقلال هذا ، واي معنى يبقى للانتخابات اذا كان رئيس الوزراء المنتخب لايمتلك الصلاحية لتعين وزير للداخلية الا بعد موافقة واشنطن على المرشح للوزارة .

3 : لو تجاوزنا ما يقول به الائمة حول الموقف الشيعي من الغزو الاجنبي لارض المسلمين ، ودعاء الثغور من الوضوح بحيث لايحتاج الى تفسير . ولو اخذنا موقف المجتهدين من موضوع الجهاد ، نجد انهم جميعا بما فيهم محسن الحكيم والد باقر وعزيز الحكيم وكذلك السستاني ، يقسمون الجهاد الى نوعين

الاول : الجهاد الابتدائي : وهو غزو اراضي غير اسلامية لنشر الاسلام هناك ، يحددون صلاحيات قيادة وامر هذا النوع من الجهاد بالامام المعصوم .

الجهاد الدفاعي : وهو مكافحة ومواجهة غزو خارجي على بلاد للمسلمين ، وهذا واجب على كل مسلم ومسلمة قادرين على حمل السلاح والقتال .

والسستاني لم يكتب رسالة عملية خاصة الا انه تبنى الرسالة العملية الخاصة بالسيد الخوئي ، والسيد الخوئي كان من بين المجتهدين اللذين قالوا بوجوب الجهاد الدفاعي . وهذا يلزم السستاني باعتباره تبنى نفس اراء الخوئي .وسكوته وتعاونه مع الاحتلال الاميركي للعراق يعني اخلالاً بما يقول به هو . ومعلمه ، ونحن نعرف ان الخوئي هو من منح السستاني درجة الاجتهاد . بما يعني ان السستاني ، لم يخالف فقه ال البيت فقط ، بل كان تلميذاً غير وفيا لاستاذه ، خائنا لما يقوله هو نفسه . انه الاقرب الى شيعة النبي الجديد بوش منه الى تشيع ائمة ال البيت . والموقف الشيعي السليم هو اسقاط هذه المرجعية التي اخلت باساسيات المذهب . مع العلم ان السستاني والمراجع الثلاث الاخرين ، كانوا قد افتوا قبل االعدوان بعدة اسابيع بالجهاد ومقاومة الغزو الاميركي . ولا يمكن ان نفهم هذا الموقف او نحسبه بحسابات التقية ، التي لاتجوز في مثل هكذا مواقف يعني ان ينقذ الفقيه نفسه على حساب قتل الاخرين ، فاذا افترضنا ان بعض المسلمين العراقيين قاوم الغزو وفقا لهذه الفتوى وقتل ، فمن المسؤول عن قتله ، اليست دمائه في عنق السستاني ..!؟

ثم لو ان اي شخص اخر تقلب في مثل هذه المواقف ، ماذا نقول عنه اكثر من انتهازي او دجال لايرعوي في اباحة دماء المسلمين خوفا من العقوبة . الا يعني هذا ان السستاني تعوزه الشجاعة على مواجهة المواقف الصعبة ، وهذا وحده كافيا لاسقاط مرجعيته فالجبان يمكن ان يؤدي بالناس الى التهلكة .

لم يجب السستاني ولم يوضح لحد الان ، موقفا واضحا هل ان موقفه قبل العدوان كان صحيحا ام هو موقفه الان كمروج وخادم للاحتلال .

نجد الاجابة الواضحة على مواقف هكذا فقهاء عند الامام علي ( ع ) الذي وصفهم بما يلي : قد سماه اشباه الناس عالما،وليس به . بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر ، حتى اذا ارتوى من ، واكتنز من غير طائر ،جلس بين الناس قاضيا . ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، فان نزلت به احدى المبهمات هيأ لها حشو رثا من رأيه ثم قطع به .فهو من لبس الشبهات في مثل نسيج العنكبوت ، لايدري اصاب ام اخطأ ، فأن اصاب خاف ان يكون قد اخطأ ، وان اخطأ رجا ان يكون اصاب . جاهل خباط جهالات .........

الى الله اشكو من معشريعيشون جهالا ، ويموتون ضلالا ليس فيهم سلعة ابور من الكتاب اذا تلي حق تلاوته ز ولاسلعة انفق بيعا ولااغلى ثمنا من الكتاب اذا حرف عن مواضعه . ولا عندهم انكر من المعروف ولااعرف من المنكر " :



وبالعودة لعزيز الحكيم ، الا يبدو هنا مرتدا خارجا على قيم اهل البيت ، عاقا حتى لمرجعية والده محسن الحكيم الذي يقر بوجوب الجهاد الدفاعي . وليس هناك من تاريخ يمنح عزيز الحكيم ما هو عليه من مكانة سوى بضاعة ابيه ، فهو ليس الا ابن مرجع سابق ، وتلك كل بضاعته . التي تصبح بائرة عندما نكتشف ان هذا الابن ، ليس الا ولدا عاقا خارجا على تعاليم ابيه .

ليس هذا فقط ، بل ان عزيز الحكيم وكما هو معروف للجميع من مقلدي الخميني . ومن يقرا كتاب الحكومة الاسلامية للخميني يكتشف ان الدفاع عن ثغور المسلمين هي احد مهمات المرجع ، وانها احد المبررات التي استند لها في ترويج نظريته عن ولاية الفقيه العامة وفي اكثر من ستة مواقع في الكتاب .



الاجتهاد والتقليد والموقف من الاحتلال :



يؤكد كل مجتهدي الشيعة وعلمائهم بان الاجتهاد ليس موقفا مقدسا ، لا يمنح المجتهد القدسية الحاصلة للانبياء والائمة من ال البيت بل ، انه خبرة شخصية يمكن ان يكتسبها الانسان بالجد والمثابرة في قراءة القران والسنة والحديث واللغة ، الى الحد الذي يمكنه من استنباط الحكم الشرعي فيما يستجد من امور دنيوية .واحترامه وتقديره ياتي من مدى خبرته واتقانه لمهنته مثله مثل اي خبير اخر في اي فرع من فروع المعرفة .ولاقدسية له ( علي الامين : في تخطئة المجتهد وتصويبه ، علي مطهري : مبدا الاجتهاد في الاسلام ، محمد جواد مغنية ، محمد باقر الصدر ) ، والشيعة كانوا هم والمعتزلة من بين المذاهب الاسلامية التي انفردوا في جواز تخطئة المجتهد ، فهو بشر مثله مثل الاخرين يمكن ان يخضع لتاثيرات البيئة من حوله .

سبق ان كتبنا حول مرجعية السستاني ، والشكوك الكثيرة التي اطلقها السيد الشهيد محمد صادق الصدر حول علمية السستاني ( السفير الخامس ) ، وكيف ان مرجعيته جاءت نتيجة لرغبة ابناء مراجع سابقين وجدوا في مرجعية السيد محمد محمد صادق الصدر تهديدا لامتيازاتهم ، وللاموال التي سرقوها باسم المرجعية ، وحددنا بالضبط ابناء الخوئي في لندن ، وابناء محسن الحكيم في طهران ، وغيرهم ممن جاءت توجهاتهم لتتطابق مع الرغبة الايرانية في ابعاد المرجعية عن العرب .

وهذه الحقائق يعرفها كل من باقر الحكيم وعزيز الحكيم ، وقيادات حزب الدعوة ، لذلك فهم يرفضون الاقرار باعلمية السستاني ، وليس فيهم من يقلد السستاني ، فالمعروف ان كل من عزيز الحكيم وباقر الحكيم كانا يقلدان الخميني ، ثم قلدا خامئني بعد وفاته ، كما ان جماعات حزب الدعوة كانوا من مقلدي الحائري ، والسيد الجليل محمد حسين فضل الله ، وهذا اعتراف من الطرفين بعدم اعلمية السستاني وشكا منهم في هذه الاعلمية .

مع ذلك نراهم يشيدون بمرجعية السستاني ، ويدعون الناس للالتزام به مع انهم مازالوا يصرون على عدم تقليده ، بما يعني ان شكهم باعلميته لم تتبدد .

ماذا يعني هذا غير موقفا من مواقف الدجل ، واللعب بعقول البسطاء من الناس، واستخدام المرجعية جسرا يعبرون عليه لتحقيق طموحات دنيوية شخصية لاعلاقة لها بالمذهب او الموقف من المرجعية .

واذا اخذنا ظاهرة اولاد الحكيم ، والمجلس الاعلى ، وهم من مقلدي الخميني ، نجد انهم خرجوا عن طوع مرجعهم الذي اختاروه ، وهو الخميني ، الذي يرى ان اهم واجب من واجبات المرجع او الفقيه هو ان يدافع عن ثغور المسلمين ، وهو احد الحجج او الاسباب التي بنى عليها نظريته في ولاية الفقيه العامة ،( وقد ذكر ذلك في اكثر من خمسة مواضع في كتابه " الحكومة الاسلامية ، الصفحات : ) ..

اليس من المطلوب فقهيا ان يتبع الحكيم باقر او عبد العزيز فتاوى من يقلدونه من المراجع في الموقف من العدوان والغزو الذي وقع على العراق .ان هذا يعني اما انهم لم يقروا في ما حدده الخميني من اسس استند عليها او اعتبرها مبررات لما قاله من نظرية ولاية الفقيه العامة ، وهذا ينفي او يضعف هذه النظرية ، ويجعلها تقترب اكثر من مواقع الشك التي اثارها حولها بقية العلماء الشيعة . وهذا يثير الكثير من التساؤلات حول مرجعية الخميني ، او انهم يعلمون ذلك ويخالفونه ، بعض روايات التشيع الصفوي تقول ان من يخالف مرجعه مات ميتة جاهلية او ميتة يهودية .

ووفقا لمثل هذه المقولات ايصح ان نسمي او نطلق صفة شهيد على باقر الحكيم . ومدى شرعية جمعيتهم الجديدة التي سموها بجمعية شهيد المحراب .

صحيح ان باقر الحكيم كان قد صرح لاسابيع قبل العدوان والغزو في انه اخذ موافقة وسماح ولي امر المسلمين في ضرورة الاخذ بمتغيرات السياسة الدولية ، والقبول في التعامل مع الاميركان في حربهم على العراق .

الا ان هذا لايلغي حقيقة اساسية خرج بها المستاذن و الآذن على الفقه الشيعي عامة وموقفه من الغزو الاجنبي لاراضي المسلمين ، كما يمثل خروجا على وصية فقيههم الذي مازالوا يتحدثون باسمه ، ويقدمون انفسهم كاولياء على تحقيق رسالته والحرص على تطبيق وصيته .

مع العلم ان كل من عزيز الحكيم وباقر الحكيم يعرف جيدا ان خامئني لم يبلغ درجة الاجتهاد عندما عينه الخميني نائبا له بديلا عن الشيخ محمد منتظري ، لم يكمل خامئني يومها بعد دراساته في مستوى بحث الداخل ، اي انه لازال في منتصف الطريق ، ويحتاج لوقت وسنوات طويلة كي يصل الى درجة الاجتهاد ، وان هذه الدرجة منحت له بطريقة غريبة خارجة على اساسيات مبدأ الاجتهاد في المذهب ، عندما اظهر الخميني تلميذه خامئني على شاشات التلفزيون ويختبر اعلميته على الملأ ، وكيف ان خامئني كان عاجزا عن الاجابة في كثير من الاسئلة التي وجهها له استاذه ، ومع ذلك قال الخميني " مع هذا فانا امنحه درجة الاجتهاد " ز لذلك يرى متديني الشيعة ان لقب او منصب ولي امر المسلمين هو لقب ومنصب سياسي وليس غير ملزم فقهيا حتى بالنسبة لمقلدي الخميني .

ونذكر بأن خامئني حتى وان كان وصل بحقه وجهده لمستوى المجتهد ، فهو بشر يصيب ويخطأ كما قلنا .

واذا كان كل من باقر الحكيم واخيه لايعرفون كل هذه الحقائق الفقهية ، فهما متخلفان واغبى من ان يتصدروا لقيادة اي تحرك جماهيري ، او يدعوا الاحقية في تمثيل الطائفة .

ونحن متاكدين من انهما يعرفان كل هذا الذي نقوله ومع ذلك لم يضعا اي اعتبار الا لطموحاتهم الشخصية على حساب مصلحة ودماء قطاع كبير من ابناء شعبنا ، ويصطفا بموقف الدجالين او اللاعقين بالدين .

فهل هذا تشيعهم ، وهل في هذا ما يعكس الولاء الصادق لال البيت ..!؟



وهل تعكس هكذا سلوكيات احترام حقيقي لمعنى المرجعية ودورها في المذهب ، ام انها تعكس استهتار حقيقي بكل مفهوم المرجعية ، مجرد مواقف انتهازية للعب بمعتقدات الناس ،وتسفيهها من خلال التظاهر باحترامها بهدف استخدامها معبرا لما يحقق طموحاتهم المريضة .

يبدو عزيز الحكيم ومن قبله اخيه باقر ، كولدين عاقين لابيهما ، خارجين على فتاوى مرجعهما ، وسيموتا ميتة جاهلية كما يقول بعض فقهاء المذهب الجعفري .

الكثير من هذه المعاني تنطبق على قيادات حزب الدعوة ، ايضا .

فعن أي تشيع يتكلمون .



روج المدعوموفق الربيعي وبعض المعممين لفكرة افضلية التعامل مع حاكم كافر عادل على التعامل مع مسلم جائر او ظالم . وهم بذلك يروجون لفتوى ابن طاوس لهولاكو ملك التتار ز لعل ابن طاوس هنا اراد التهرب من الموقف ، والالتواء على القواعد الفقهية للشيعة المستندة لدعاء الثغور ، بقوله حاكم وليس غاز او محتل ، فكل من التتار والاميركان غزاة محتلين ، جاؤوا من خارج الثغور لاحتلال بلاد المسلمين .

ثم ان ابن طاوس مرجع او مجتهد فهو يخطأ او يصيب ، وليس نبي او امام معصوم . ومخالفته للفقه الشيعي في هذا الموقف مخالفة واضحة تجعله في موقف المخطأ . فالماذا يصبح الخطا والشاذ قاعدة ن على حساب ما هو عام ومعروف . ونكرر ان دعاء الثغور لايحتاج لعقل كبير لفهم معانيه ومغازيه ، فمن الاصح ، ومن هو المسلم او الشيعي الصحيح ، الامام زين العابدين ( ع ) او ابن طاوس ، حتى نترك الاصل ونتشبث بالفرع الشاذ عن هذا الاصل .

نعتقد ان من سمى المدعو طالب الرماحي بالجحش ، لم يطلق اللقب اعتباطاً او انفعالا بل هي فعلت عارف خبير حدس بدقة عقلية الطفل ، واستقرأ امكاناته . والا فكيف يدعي انه ممثل الشيعة الاول ، والشيعي الاوحد ، ولا يدرك كل هذه المعاني التي تؤكد صحة موقف المقاومة من الغزو والاحتلال ، وهو يعتبر المقاومين وكانهم خارجين على الاسلام والمسلمين . والخارجين على الاسلام والتشيع ، شيعة ، نعم يمكن ان يكونوا شيعة ، ولكن لمن .....







اكل السحت : السحت هو المال الحرام :



الملاحظة الاولى التي يمكن ذكرها في هذا المجال ، هوما نراه في النصف قرن الاخير ظهور فئة من ابناء رجال الدين او المراجع ممن لايتردد بالاستيلاء على اموال المرجعية ويتصرف بها كاموال خاصة . ويتطلع لتوارث المرجعية او التاثير فيها خدمة لاغراضه الخاصة ، بدا ذلك لاول مرة بابناء الحكيم ثم امتد لاولاد الخوئي .، مع ان ليس هناك من سند شرعي يجوز ذلك ، والمشكلة في اموال المرجعية انها اموال فقراء الشيعة التي اودعها اغنيائهم عند المراجع كامانة لتوزيعها على الفقراء ، ولا يعلم الانسان الحكمة من تخزينها عند المرجع الذي يفترض به ان يوزع الاموال حسب معرفته ووفقا لحاجة الناس ، ولم نسمع عن اكتفاء الشيعة في العالم عن الحاجة التي تجعل المرجع يوافق او يسكت عن تراكم الملايين .مع انه لايحق له التصرف الشخصي بهذا المال بعد ان ياخذ منه حاجته ، دون رفاهية وبذخ ،ثم يوزع الباقي . ولم نسمع في العراق ان مرجعا بنى مستشفى في منطقة او مدينة شيعية او اسس حضانة او بلط شارع او بنى دارا للعجزة ، ولايعرف الانسان ما اذا كان هناك فعلا كشفا بفقراء الشيعة اللذين استفادوا فعليا في الخلاص من الحاجة بفعل مساعدة المرجعية الا اللهم طلبة الحوزة العلمية اللذين لايحصل افضلهم ، ان لم يكن من الحاشية القريبة ، على اكثر من رغيف الخبز بمعدل ثلاث ارغفة باليوم للنفر الواحد هو وعائلته .

الادهى من هذا تطالعنا الاخبار يوميا عن صفقات مشبوهة ، واموال دولة مسروقة من قبل عمار بن عبد العزيز الحكيم ، الذي يتصرف بالعراق وكانه ملك شخصي له ولابيه ، مرة يلزم بلدية النجف لبيع مبنى البلدية ومبنى مديرية المرور ، والملعب البلدي في النجف ، ومرة نراه يتفق مع السفير الاميركي زلماي زاده ليكون وسيطا ببيع النفط العراقي . وشراء بساتين في بعقوبة ، وغير ذلك من اموال السحت ، والسرقات لاموال الدولة ، وهي دولة للمسلمين ، ينطبق عليها تعريف الامام علي زين العابدين للدولة المسلمة .

ثم من اين لعمار الحكيم كل هذه الاموال التي اشترى بها كل تلك الممتلكات ، لم نسمع ان عمار الحكيم او اباه اشتغلا يوما ن في النجارة او الزراعة او التجارة حتى نقول انها اموالهم وهم احرار بها . اليست هذه اموال المسلمين . فهل هناك في الاسلام بكل مذاهبه ما يجيز لهم ذلك .

سمعنا كثيرا من خطباء المنبر الحسيني الرواية التي تقول ان الامام علي (ع ) لاحظ ان ابنته زينب كان تلبس عقدا في احد ليالي العيد ، فسالها من اين لك هذا العقد ، فاجابت انها استعارته من بيت مال المسلمين . فقال لها : انزعيه ، وهل بيت مال المسلمين ملكا خاصا لابيك ، وارسل على صاحب بيت المال ليوبخه ويمنعه من تكرار ذلك .

من حق ان يتسائل ، هل فعلا سمع عما او ابوه مثل هذه القصص .

وهل قرا هذا المسعور بالاستيلاء على اموال الدولة وبناياتها ، نهج البلاغة ، وهل قرا ابوه النهج ولومرة ، الم يقرأ كيف وبخ الامام احد اصحابه لما راى سعة داره : " ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا . اما انت اليها في الاخرة كنت احوج ، وبلى ان شئت بلغت بها الاخرة تقرى فيها الضيف وتصل الرحم ، وتطلع منها الحقوق مطالعها فاذا انت قد بلغت بها الاخرة " ج3 ، 187

لو قارنا سلوك عمار واباه هذا مع سلوكيات عدي صدام حسين وابيه ، نكتشف ان الضجة التي كانت تثيرها صحافة المجلس الاعلى ضد عدي ، وما قيل عن تصرفه باموال الدولة ماهي الاحملة ظالمة ، فعلى الاقل انا لم نعثر على قصور او ملاعب او بلديات او اسواق مسجلة باسمهم الشخصي ، وحتى قصور صدام حسين الذي كثر الحديث عنها كلها مسجلة باسم الدولة وليس باسمه الشخصي .

والحديث ليس خاصا ومقتصراً على عمار الحكيم وابيه بل يشمل قائمة طويلة من النصابين واللصوص والسراق اكلي السحت ، واموال المسلمين .

ويعتبرني طالب الجحش خارجا على التشيع ويتجنى علي ، كذبا وزرا ، لانه يريد اعادة حق فدك للسيدة الزهراء ، وينتقم مني لدم الحسين ، الذي سفه شياطينه معناها .









الكذب :

كان طالب الجحش كاذبا في كل اتهاماته وهو يعرف ان الكب اثم ، واذا اعتبرنا ان اتهاماته قائمة على الظن ، فهو اثم ايضا لان بعض الظن اثم .

والكذب ، شكل من اشكال المنكر ، ونراه هنا يدعو للمنكر ، ولا يرعوي في الترويج له ، ونكران الحق . وبقدر ما في ذلك من اثم يقربه من التموضع في موقع الشيطان الاخرس .

ان التشيع ليس الا مذهبا من مذاهب الاسلام ، وعند تجاوز اصول الاسلام وفروعه يصبح ما عند الجحش طالب ، واسياده شئ اخر لاعلاقة له بالتشيع العلوي ولا بالمذهب الجعفري . اليس المطلوب من المسلم ان يقف يوميا خمس مرات بين يدي الخالق ، اليس القران يقول ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وهنا يدخل الانسان بحيرة هل فعلا ان هؤلاء الناس يصلون بالطريقة التي يصلي بها ملايين المسلمين ن والا كيف لاتمنعهم صلاتهم عن اتيان الفحشاء والمنكر . لكن الانسان عندما يتذكر سيكولوجيا النصابين يكتشف ان النصاب يمكن ان يتظاهر بالصلاة ن ليمرر حيله ، وخداعه على الاخرين بكسب ثقتهم من خلال تظاهره بالورع والتقوى .



ان طالب الجحش هذا شخصية قائمة على الكذب في كل ما عنده ، وسناخذ بعض المظاهر المعروفة والظاهرة من وهامه القائمة على الكذب والتدليس :

1 : يدعي انه من عائلة الرماحي ، وهو بالاصل هنديا ، جاء جده لايران وبعد اقامة قصيرة في قم ، جاء الى العراق ليستقر في النجف الاشرف ن متسولا في بداية الامر ثم عمل حارسا في احد الخانات المعدة لرعاية حيوانات الركوب كالخيل والحمير التي كان الزوار يستعملونها في ترحالهم وسفرهم .،بعد ظهور وانتشار استعمال السيارات ، بدا الجد ثم الاب يمارسان مهنة بيع الخضرة والفواكه على حمار في ازقة النجف ، في احصاء 57 فقط اتخذت العائلة لقب الرماحي لاول مرة .وكان الولد الحفيد طالب الجحش يعين ابيه في العطل الرسمية وايام الجمع والاعياد . ولايخفى ما لهذه المهنة من انعكاسات على نفسية الطفل فالمعروف ان اطفال الحارات بالنجف كانوا يعتدون عليه ويذيقونه انواع السخرية والعذابات عندما يصادف ان يكون وحده . خاصة بعد شيوع لقب الجحش عليه .

والجحش كصفة لازمته وهو ما زال يافعا في سني المراهقة الاولى ، فقد كان هناك بعض الحفريات حول مقام الامام علي (ع)عام 1963 ، لاغراض التصليح ومد انابيب لمجاري الصرف الصحي ، واصبحت هذه الحفريات ، مركزا لتجمع مياه الامطار ، ما يعيق الزوار عن الدخول للمرقد باستثناء باب واحدة يحتاج الولوج منها الى الاستدارة حول الضريح ، فكان طالب يقف مع بعض المراهقين عارضين تقديم خدماتهم واستعدادهم لحمل الزائر على ظهورهم لاجتياز برك المياه . ومرة سقط طالب هو ومن يحمل فما كان من الرجل الا ان يضربه (دمغة ) اي ضربة على الراس قائلا : ياجحش اذا ما تقدر لماذا تفعل بي هذا . وعندما جائه ابوهفي اخر النهار يتفقد الغلة او الوارد عند الصبي ، وعرف بالقصة قام ابوه بدمغه على راسه قائلا : والله جحش روحت علينا عشر فلوس بها اليوم الاسود . بعدها بدأ اقرانه ومنافسيه ن ينبهون من يتفق معه قائلين : عمي هذا جحش ما يقدر يحملك . وهكذا نسى الناس اسمه ، ولم يعرف من حينها الا بطالب الجحش . مشكلته عندما تخرج وعين معلما في احد المدارس الابتدائية انه كان يقسو على طلابه ، اللذين كانوا يردون على قسوته هذه بتسميعه باللقب .

تلك هي العقدة الجحشية التي لم يستطع ان يتخلص منها . ويذكر من هو على علاقة به انه يكثر دائما من شتم الناس بما فيهم اولاده وزوجته بالجحش ، بمناسبة وغير مناسبة ، وكانه يريد ان ينتقم بذلك من اقران الطفولة .



ولم تكن شتيمته لنا مجرد استعاره مجازية ، بل هي انعكاس لبلاغة الجحوش التي عانى منها المعلم جحش .

2 : ادعاه حيازة لقب الدكتوراه وحصوله على شهادة بهذه الدرجة العلمية : المعروف ان اعلى شهادة حصل عليها طالب الجحش هي دبلوم دار المعلمين وهي اقل من شهادة الثانوية العامة ، ولاتؤهل حاملها لدخول الكلية باستثناء كلية التربية ، ولم يحصل في العراق على اي شهادة جامعية اولية تؤهله لدراسة الماجستير والدكتوراة .

فكيف قفز طالب الجحش على كل هذه المراحل ليحصل على الدكتوراة .

انها لعملية مقبولة في لغة الجحوش فقط .

يعرف هو نفسه بانه خريج الجامعة الهندوكية في بنارس في الهند ، وهي جامعة لم يسمع بها حتى الهنود انفسهم ، فقد سالنا بعض الاستاذة المتخصصين من الهنود عنها وانكروا وجودها او معرفتهم بها .

يقول طالب الجحش انه حصل على الدكتوراة في الادب العربي من هذه الجامعة على بحث قدمه عن الشاعرعبد المنعم الفرطوسي ، وهو يكذب بهذا نفسه بنفسه . فالمعروف ان من مستلزمات التقديم لدراسة الدكتوراة او الام فل ، ان يكتب الطالب المتقدم عنوان الموضوع الذي يرغب ببحثه ودراسته ، وعادة ما تجيب بعض الجامعات برفض قبول الطالب لعدم توفر الاستاذ المختص بموضوع البحث . اي ان البحث يتطلب وجود استاذ مختص بموضوع البحث ، فكيف صادف ان يجد طالب الجحش استاذا متخصصا بشعر عبد المنعم الفرطوسي في الهند وفي الجامعة الهندوكية الوهمية . مع ان الشاعر عبد المنعم الفرطوسي غير مشهور حتى في بلده العراق ( لايعني اننا نمس او نبخس الشاعر حقه ن ولكن لو سالت الكثير من العراقيين حتى المثقفين عن هذا الشاعر لاعتذر في انه لم يسمع به مع ان شعره قد يكون من اجود الشعر ) . فما هذه المصادفة الغريبة ان يجد طالب الجحش استاذا متخصصا بالشاعر، في الهند ، في احد الجامعات الهندوسية (هذا اذا كان هناك وجود فعلي لمثل هذه الجامعة ) .

ان ادعائه بحيازة شهادة الدكتوراة التي نسبها الى جامعة غير معروفة بموضوع غير معروف ضنا منه ان يمكن انه يرتقي بذلك فوق عقده وازماته ويضمن احترام الناس له ، انما تعكس عمق مشاعر الاحساس بالدونية التي يعاني منها هذا الجحش ، وتطلع طفولي مريض لان ينسب نفسه للنخبة المثقفة تخلصا من هذه المشاعر . ما يعكس ان الكذب لديه اصبح سلوكا سائدا او متغلب على مثل هذه الشخصية المريضة . لذلك لايتجرج في في القاء التهم على عواهنها هنا وهناك ، فهو يقرب البعيد ويبعد القريب من الحقائق ، كما وصف الامام علي الكذاب ، في وصيته لابنه الحسن في الابتعاد عن مخالطة الكذاب .







فهل قرأ مثلا هذا المتظاهر بالتعصب لال البيت والتشيع نهج البلاغة مثلا ، وهل اعتبر بما جاء به من قيم اخلاقية . ام ان تشيعه مثل شهادته الدكتوراة ، ما هي الا واحدة من اساليب التضليل والخداع .



3 : يعرف طالب الجحش نفسه: " كاتب واعلامي وسياسي " ، ويقول ان له مجموعتان قصصيتان ، لم يضع عناوينها . ونحن نعتقد ان الرجل يسرح في الخيال ، ونتحدى ان يعطينا اسماء عشرة قراء ممن قرا هاتان المجموعتان . او يذكر تاريخ اصدارهما ، ودار النشر التي اصدرتهما .

زيف في زيف ، ودجل وكذب في كذب . ونعيما على الاحتلال ان يكون هذا من كتابه ومؤيديه ، ونعيما على الائتلاف هذا السياسي المحنك ، الفطحل ، المظلوم من قبل المشرفين على جائزة نوبل للاداب اللذين يغفلون ادبه الراقي . من يدري لعلهم " ازلام النظام السابق " هم اللذين تامروا عليه لحرمانه من ان يتبؤا قائمة الكتاب والروائيين العظام .

نعيما عليه وعلى الجعفري وعزيز الجكيم هذه العقلية العلمية الفذة .



كما ذكرنا في بداية الحديث ان هذه الشخصية بما هي عليه من تخلف وغباء وانحطاط اخلاقي تمثل اولئك الزاعمين او المدعين بانهم يمثلون حركة الغلو الجديدة ، من الشعوبيين الحاقدين على الاسلام والعرب ، فيتظاهروا في الغلو في حب ال البيت وكأن ال البيت ليسوا عربا ولا مسلمين .، ليستخدمهم غطاء لشعوبيته وحقده على كل ما هو عربي او مسلم .

هنيأ عليهم تشيعهم للمحتل ونبيه بوش .

وهنيأ علينا تشيعنا لال البيت . والحمد لله انهم عزلوا انفسهم عن المسلمين ، وشيعة ال البيت جريا وراء سيدهم بوش . فهم ليسوا منا ، ولانحن منهم

لهم دينهم ولنا ديننا الاسلام .



د . موسى الحسين