المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما كان الأمريكان يعدون لحرب احتلال العراق كان العراق يعد للمقاومة



سيف صدام
22-06-2006, 03:07 PM
د. خير الله ساجر الدليمي في محاضرة عن ظاهرة المقاومة العراقية

شبكة البصرة
- العسكر النرويجي كان يعلم منذ عام 2004 أن معنويات الجيش الأمريكي قد تحطمت

- الجيش العراقي هو الفصيل الرئيسي والعمود الفقري للمقاومة.

- الزرقاوي هامش ضيّق أبرزه الأعلام الأمريكي عالمياً لأنّ نزوعة الطائفي ضدّ أبناء شعبنا من الشيعة يدعم توجهاتهم في خلق نزاع طائفي بين السنة والشيعة.



القى الدكتور خير الله ساجر الدليمي محاضرة في قاعة حزب اليسار النرويجي يوم السبت الماضي العاشر من حزيران في قاعة حزب اليسار الأشتراكي النرويجي .



وكان الذي قام بتنظيم هذا النشاط الأستاذ محمد السامرائي ممثل التحالف الوطني العراقي ومن أبرز نشطاء حزب اليسار الأشتراكي النرويجي أضافة الى مجموعة من المنظمات الأخرى العربية والعراقية كالمركز الثقافي العربي والبيت العربي والرابطة العراقية.

وبعد أن قدّم الأستاذ محمد السامرائي الدكتور خير الله ساجر الدليمي ومرّ بسرعة بنضاله عندما ألتحق في نهاية الستينات بالمقاومة الفلسطينية وخدم فيها 35 عام وبعث الى كوريا الشمالية في الأكاديمية العسكرية وحصل على الدكتوراه بالعلوم العسكرية ودخل السجون من أجل مواقفه وانتماءآته. علماً أنّ الدكتور خير الله توقع بنتائج الحرب السريعة. فهو يقول بنظرية (عندما كان الأمريكان يعدّون لحرب أحتلال العراق كان العراق يعدّ للمقاومة).



تناولت محاضرة الأستاذ الدكتور موضوعة العراق الملتهبة: ما هو تأثير وحجم المقاومة العراقية؟ وما مستقبلها اعتمادا على معطيات الواقع الحالي؟ فقد قام الدكتور الدليمي بتحليل ظاهرة المقاومة العراقية كظاهرة فريدة في تاريخ مقاومة الشعوب. رغم أننا لا نعرف من هم قادتها ومن هم القائمين عليها ولا نستطيع سؤألهم ومعرفة الحقائق منهم. لكننا نعرف من هم أعداء المقاومة. وهنا يبدأ الدكتور الدليمي بجرد للقوة العالمية من أمريكان وبريطانيين وأيطاليين وشركات ومعدات وتقنيه عسكرية ثم أولئك الذين يدعمون الأحتلال من جيوب العملاء من شيعة وسنه وأكراد وكذلك الحصار المفروض على المقاومة من كلّ دول الجوار والدول العربية. وهنا يستنتج الدكتور الدليمي أنّ مقاومة فيتنام لاحتلال امريكا لم يعد أسطورة. بل الأسطورة التي فاقت العلم العسكري وغيّرت تصورات العسكر هي المقاومة العراقية.



وثيقة تحطم معنويات جنود المحتل: وعن تأثير المقاومة العراقية والتي فاجأت العالم وحتى العراقيين أنفسهم ذكر الدليمي حدث جدير بالذكر وبالوثائق مفاده أنّ أحد رجالات العسكر النرويجي ممّن يدعم الأحتلال الأمريكي لم يرى في الأمريكان ما يدعوه الى أن يستخلص تجربةً تفيد بلاده منهم. بل تعلّم من المقاومة درساً يريده لبلاده. وهو من ذوي العلم من الأكاديميين العسكريين.

هذا الرجل وأسمه هوكون راندال أدلى بتصريح يدلّ على أنّ الأمريكيين وأصحابهم والذين يقاتلون بجانبهم يدركون أنّ المقاومه العراقيّة قد أعطت العالم مثالاً متميّزاً. فميزانيّة النرويج تخصّص مبلغ صغير يموّل بناء جيش رمزيّ. لا للدفاع عن الوطن بل للمشاركات الرمزيّة. أمّا جيش حماية الوطن وهو الجيش السرّي الداخلي‘ فهذا بقي أيضاً رمزيا. فهو نواة لجيش وليس جيشاً قادراًُ على المقاومة أنطلاقاً من عقيدة أنّ روسيا أو أمريكا أذا أحتلّت النرويج فمن الأنتحار مجابهة الأحتلال بمقاومة شعبيّة. وأنّ أحتلال هذه الدول العظمى النرويج لا يتم بجيش بل برساله بالفاكس تطلب من النرويج الأستسلام. ومن الحكمة أن لا تخوض النرويج أي معركة ضدّ أيّ أحتلال.

والأن: ما علاقة هذا الحديث بالمقاومة العراقيّة؟

نعم. هنا بيت القصيد. فوزارة الدفاع تصدر مجلة فصليّة بعنوان (دفاع النرويج) باللغة النرويجيّة. وهذه المجلة تترجم وتنشر باللغة الأنكليزية. فى عدد المجلة عام 2004 أي عندما لم نكن نعلم على وجه الدقّة تأثير تهاوي معنويات الجنود الأمريكان في العراق‘ كتب رئيس نقابة الدفاع النرويجي وهو رئيس تحرير المجلّة المذكورة هوكون راندال يقول: أنّ النرويج لم تكن تولي أيّ أهمّية في مسألة الدفاع عن البلد تجاه أحتلال محتمل. فقد كان الموقف دائماً أننا في حالة الأحتلال فعلينا أن نستسلم لأننا

غير قادرون على فعل شيء. ولذلك أهمل بناء الجيش السّريّ الشعبي في النرويج.

أمّا الان فقد ظهرت تجربة جديدة يجدر أن نتعلم منها. تجربة تصيب عقيدة الاستسلام للمحتل بالفشل. ذلك لأننا اليوم نشهد أنّ صواريخ بدائيّة تطلقها عربات تجرّها الحمير جعلت تحطّم معنويات القوى الأمريكيّة الجبّارة في العراق.

فالمقاومة المحلّية لها تأثير فاعل )هذا ما يقوله أحد العقول الأكاديميّة العسكرية قبل عامين أي عام 2004. وهو بالتأكيد لديه مصادر مخابراتيّة أمريكيّة غير مصدر الأعلام النرويجي أو الأمريكي الذي يطلق الأشاعات بالنصر القريب منذ لحظة الأحتلال. وألّا فمن الذي أبلغه بأنّ القوات الأمريكيّة قد تحطّمت معنويّاتها منذعام 2004؟ ولذلك فهو يطالب الحكومة النرويجيّة بزيادة ميزانيّة دعم الجيش السرّي أعتماداً على تجربة المقاومه العراقيّة.

قلت أنّ المقال نشر في مجلة دفاع النرويج. والمقال ترجم الى الأنكليزيّة ونشر.

وحينما قرأنا المقال وجدنا أنّ هذه الجملة من المقال قد حذفت ولم تترجم.

لأنّ النسخة الأنكليزيّة يقرئها الأمريكان وسوف لا يرضون على جملة تفضح حقيقة أنّ المقاومة العراقيّة فاعلة يتعلّم منها‘ لا الأصدقاء فقط‘ بل الأعداء.

فموقف العسكر النرويجي موقف أمريكي ملكي أكثر من الملك.

معادل الرعب: ثمّ تطرّق الدكتور الدليمي الى صورة المقاومة في النرويج.

وصورة المقاومة تصنعها الصحافة. والصحافة في الغرب تحابي الغرب وأمريكا. ومصدر معلوماتها هو مكتب الأستخبارات العسكرية الأمريكيّة في بغداد. وهذا مركز دعاية وأشاعات. فالمقاومة مع الأسف لا زالت تغطّيها أشاعات الأرهاب. وطريقة الغرب معروفة. فهم يركّزون على الأحداث الصغيرة مثل قطع رؤوس العملاء وتنفيذ حكم الأعدام رمياً بالرصاص بالخونة وعملاء المحتل. وهنا تبدأ الصحافة بالحديث عن حقوق الأنسان والأرهاب وأعمال الزرقاوي وأبن لادن. وطبعاً أن قطع المقاومة لرؤوس الخونه أمر مشروع. لأنّ الأمور تحسب بنتائجها. قطع الرؤوس مارسه ويمارسه

الأمريكان في السجون العراقية. وشواذ الجنود وحثالات البشر يغتصبون الرجال.

ورامسفيلد تحدث عن عمليات الرعب. والمقاومة لم تفعل غير أن خلقت معادل الرعب:

فرعب الأمريكان للشعب العراقي أنتج المزيد من الوعي للمواجهة والمقاومة.

أمّا الرعب المقاوم فقد جعل الرؤوس المقطوعة عبرة لمن يستغل ظروف العراق ليجمع المال على حساب فقرنا وعوزنا. أنّ الرؤوس المقطوعة قد جعلت الكثير من الشركات الداعمة للأحتلال والخادمة لهُ تجمع أغراضها وتترك العراق رعباً من أن تتهاوى رؤوس عمّالها. فمن يمتصّ نفطنا يمتصّ بنفس الوقت دمائنا ودماء أطفالنا.

المقاومة لم تقطع رؤوس الغرباء في أوطانهم. قطعتها عندما فكّرت تلك الرؤوس بأن تجني الأرباح على حساب مأساتنا وعندما فكّرت بخداعنا ودعم قاتلينا ومحتلّينا من أمريكان وعجم وصهاينة وموساد ومن يتعاون معهم منّا معهم.

ورغم أستغلال الأعلام لأحداث كهذه فأنّ هناك يساراً نرويجياً يتفهّم الوضع العراقي بدقّة. هذا اليسار النرويجي عبّر عن صداقته للشعب العراقي بدعم المقاومة وأحترام أرادة الشعب العراقي. ونحن نشكرهم على مواقفهم ونعتبرهم أصدقاءٌ لنا .. والعراقي لا ينسى من يقف بجانبه ويسانده وقت الضيق.

ورغم أنّ الدكتور المحاضر لم يقم بتفصيل الجواب على من هم المقاومة العراقية.

لكنه عوّل في حقيقة أنّ النسبة الأكبر هي للجيش العراقي والتنظيمات المرتبطة به أمّا الزرقاوي فقد ذكر الدليمي أنه الحركة الأقل ضعفاً وهامشية في العراق.

فكلّ تنظيمات المقاومة لا تعترف به كأحد فصائلها. لكن من طبيعة الذهنية الأمريكية هي أنها تركز على أضعف نقاط عدوها وتضخمه وتجعل منه بعبع وحين تضربة تجعل العالم بشعر بنصرها. كما أنّ النزوع الطائفي في خط الزرقاوي منبوذ من كلّ العراقيين وهذا ما جعله العدو الضروري المطلوب للأمريكان لأنه يتساوق مع التوجه الطائفي لمن جاء على الدبابة الأمريكية ويتخفى في المنطقة الخضراء.

والنزوع الطائفي هو الذي جعل منطقة الأنبار تطرد الزرقاوي منها. ومعروف أن الأنبار هي المنطقة التي لا توجد فيها حزازات طائفية واستشهد الدليمي بأحد كتب الباحث العراقي سليم مطر عن التركيبات الأجتماعية والنفسية لمناطق العراق الثلاثة.

كانت المحاضرة بأسلوبها المعلوماتي الدقيق والتي تم عرضها بشكل قصصي قد أثارت حماس الحاضرين وردود فعلهم وتعليقاتهم وأسئلتهم حتى أنها تجاوزت الوقت المحدد لها. فبدلا من ساعتين دامت المحاضرة أربعة ساعات.

حتى أن الكثيرين من الحاضرين شكروا الأستاذ محمد السامرائي على تنظيمه للمحاضرة وطلبوا المزيد من التعاون لهكذا نشاطات. كما أنّ المتحمسين من الحضور طرحوا مسألة تعاون المجموعات الوطنية في الأسكندنافيا لأقامة محاضرات مشتركة وتبادل المحاضرين. وهي فكرة تحتاج النقاش والتنظيم لحشد الجهود في دعم المقاومة....

أوسلو