المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة المأزق الأمريكي في العراق



البصري
21-07-2004, 04:05 PM
شبكة البصرة

مقالة لكاتبها - خاص شبكة البصرة


حقيقة المأزق الامريكي في العراق


عندما إستبق بول بريمر تاريخ 30 حزيران / يونيو كموعد لتسليم السلطة للعملاء, فإن هذا الاستعجال والسرية لم يكن وليد الرغبة بالتعجيل بهذه الخطوة, بل لمعطيات توفرت لإدارة الاحتلال, إرتأت على الأثر القيام بذلك, محاولاً اسدال الستار على حقبة سوداء من تاريخ العراق المحتل, رغم رغبته مع بوش والادارة الامريكية بالقيام بمسرحية سياسية لحدث نقل السلطة إلى "العراقيين" وإستغلالها اعلاميا.ً

المعلومات تحدثت عن مستجدات غيرت مجرى الحدث تمثلت

اولاً- توفر معلومات أمنية دقيقة بأن قيادة المقاومة والتحرير قد أعدت العدة "للإحتفال" بطريقتها لهذا الحدث.

ثانياً- عدم امكانية توفير الأمن للرئيس الامريكي ومساعديه وعملائه وخوفاً من ضربة عسكرية كبيرة قد تحيل الاحتفال إلى فضيحة تودي بما تبقى من ماء وجه لبوش وادارته

ثالثاً- التعتيم والالتفاف على المخالفات الخطيرة والاختلاسات الكبيرة التي طالت الاحتياط العراقي المالي, كما اعترف لاحقاً العميل بحر العلوم.

رابعاً- إفساح المجال أمام الاجهزة الصهيونية والايرانية, لإستغلال حالة الارباك, لتثبيت قواها أكثر, خاصة ايران كمافكأة لها على دورها التحالفي مع امريكا بالحرب على افغانستان والعراق.

خامساً- إخفاء حالة التناقض والاحتقان داخل وزارة الدفاع الامريكية فقد برز التناقض المقلق بين جنرالات الجيش الامريكي الذين رأوا بالحرب في العراق ورطة عسكرية تم توريطهم بها من الصقور المدنيين بالبنتاغون خاصة رامسفيلد وبول وولفيتز, "لأهداف لاتتعلق مطلقاً بأسلحة الدمار الشامل و الارهاب."



تضيف المعلومات بأن رفض قيادة المقاومة والقوى السياسية الوطنية العراقية بالدخول بأي تسوية أو مفاوضات مع الامريكيين طالما قوات الغزو تحتل العراق, قد وضع الادارة الامريكية أمام وقائع قاسية, مع إستمرار نزيف القتلى من الجيش الامريكي, والتي كانت أحد أهم أهداف التوجه الامريكي, اضافة إلى التكاليف المالية الضخمة للآلة الحربية الامريكية مع الوصول إلى الطريق المسدود, عمدت الادارة الامريكية بالتعجيل بتعيين "رئيس جمهورية" و"رئيس حكومة" و "حكومة" لإيهام الرأي العام الامريكي والدولي بقرب تسليم السلطة والخروج من المستنقع العراقي.

المصادر الموثوقة تضيف بأن كوندليزا رايس التي تهتم ب"الأمور الخاصة والشخصية" لجورج بوش تركز كل جهودها على اعادة إنتخابه لفترة رئاسية ثانية, وان أهم الملفات التي تقلقها مسألة الملف العراقي, فهي ألمحت ان هدوء العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية تساهم بشكل فعال بتنفيذ هدفها, وتساءلت بشكل مباشر أمام مهتمين دوليين وأمميين بالملف العراقي: ان هدوء وقع العمليات يتيح لنا المبرر أمام الرأي العام الامريكي بالقول, بأننا حققنا أهدافنا بهذا البلد, خاصة بعد إغلاق ملفات "أسلحة الدمار الشامل" و"العلاقة مع الارهاب": عندما جعلنا جورج تينت كبش المحرقة, وبالتالي نستطيع إعلان تاريخ محدد لخروج قواتنا من هذا المستنقع, ولكن هل نجد المحاور؟! وعندما سألت من تقصد "بالمحاور", أجابت ببرود: البعث والمقاومة!!!؟

أما على صعيد البنتاغون الذي يعيش أزمة ثقة حقيقية مع وزير الدفاع ومعاونيه, أو كما يسمونهم "المدنيون في البنتاغون" فإن إبعاد الجنرال سانشيز عن قيادة القوات الامريكية في العراق, لاعلاقة له بإنتهاء مدة خدمته, وطبعاً لاعلاقة له بفضيحة تعذيب الاسرى العراقيين. وإنما يدخل في الصراع بين "العسكر" و"المدنيين" في وزراة الدفاع. حيث اعتبر رامسفيلد وبول ولفويتز, ان كشف صور التعذيب من جنرالات الجيش كان بهدف الضغط على الادارة الامريكية للتعجيل بالخروج من العراق, بعد تأكد هؤلاء الجنرالات إستحالة الانتصار على المقاومة العراقية, وان استنزافهم بشرياً سيؤدي إلى بروز حالات يأس وتمرد لدى القوات الامريكية أو على الأقل تزايد حالات الفرار لتصبح مشكلة توازي الخسائر البشرية, ووقعها أشد قسوة على معنويات الجيش الامريكي.

وفي خضم الانتخابات فإن كلا المرشحين يعتبران أن الملف العراقي إذا ما تحول لصالح احدهما, فإنه يضمن الفوز. ويقول مستشار في هيئة الدفاع الامريكية للحماية ومكافحة الارهاب: ان بوش يعتبر ان هدوء العمليات يحقق له طموحاته, بينما يرى جون كيري ان اشتداد المقاومة يحقق له طموحاته, اذن كلاهما حذر من هذا الملف, والذي يتابع مواقف جون كيري يلاحظ بوضوح انه يتناول الملف العراقي بالعموميات, عكس مواقفه من قضية فلسطين مثلاً, الذي إتخذ بها موقفاً واضحاً أكثر شراسة لحماية الكيان الصهيوني من منافسة بوش!!؟

وتقول احدى الشخصيات الاوروبية التي وجهت له دعوة خاصة لزيارة الولايات المتحدة الامريكية انهم حاوروه بالنقاط التالية: الخسائر البشرية التي فاقت التصورات, عدم وجود أفق لهذه الورطة, والخزانة الامريكية. واردفت هذه الشخصية: ان موضوع الخزينة الامريكية بات مقلقاً للغاية, فالعجز في تزايد. وتكاليف بقاء الجيش الامريكي في العراق وما يتعرض له من خسائر سيؤدي إلى تفاقم عجز الميزانية إلى أرقام فلكية.

اذن, هل تدخل السرقات الموصوفة التي قام بها بول بريمر للسيولة العراقية النقدية وإحتياط الذهب وخلافه في إطار تسديد قسم من هذا العجز!؟

أما ما يختص بمجاميع العملاء الذين سلمتهم امريكا الحكم في العراق, فإن لكل منهم طموحاته التي تتجاوز مصلحة العراق. ويمكن التأشير على انهم يشكلون ثلاث محاور تتفرع عنها تكتلات وشراذم ومصالح.

اولاً: المحور الكردي الذي يعتبر ارتباطه بالولايات المتحدة أهم من مشاركته بتقاسم كعكة السلطة المركزية في بغداد, خاصة وان هدفهم تقسيم العراق.

ثانياً: المحور الايراني ويشمل "المجلس الاعلى" و "حزب الدعوة" وباقي الشخصيات والتشكيلات المرتبطة بايران وهي تعمل وفق مصالح ايران وليس مصلحة وطنهم, وان الدعم الايراني المالي والعسكري والسياسي والاعلامي بات يؤشر على حجم التغلغل الايراني بالعراق.

ثالثاً: المحور الثالث ويشمل ما تبقى من العملاء: الياور - علاوي - الحزب الاسلامي وغيرهم. وهؤلاء رغم مواقعهم "الحكومية" إلا انهم الطرف الأضعف.

من هنا حاول اياد علاوي ان "يبني شعبيه" لنفسه, فطرح مؤخراً في الاجتماع الوزاري مشروع للإفراج عن المعتقلين ليبدو في صورة الوطني الذي أطلق المعتقلين من جهة, و لمحاولة التأثير على المفرج عنهم لتشكيل

تنظيم حزبي لاعلاقة له بحركة الوفاق, وان تكون موازية لحزب البعث (وخاصة ان غالبية المعتقلين من البعثيين). وان القوى الايرانية الآنفة الذكر رفضت بشكل قاطع هذا المشروع, بينما لاذ الاكراد بالصمت, وأبلغوا الامريكيين لاحقاً برفضهم للمشروع, طالبين منهم الضغط على علاوي لإلغاء هذا المشروع أو تعديله. وهذا ماتم فعلاً لاحقاً بمشروع آخر معدل كان نصيبه الرفض من نفس القوى, وعدل للمرة الثالثة حتى أفرغ من مضمونه وكان نصيبه الرفض أيضاً فتم طي هذا الملف.

أما مسرحية محاكمة (المزعوم)الرئيس صدام حسين والقيادة العراقية الوطنية فقد أرادتها الادارة الامريكية مسرحية تعوض بها هزائمها المتكررة, ومحاولة تافهة للإستغلال السياسي والاعلامي انقلبت هذه المسرحية على رأس الادارة الامريكية, مما جعلها تندم وان تعلن من خلال عملائها على ان جلسات المحاكمة لن تكون علنية في المستقبل.



وأخيراً, فإن قيادة المقاومة والتحرير, تبقى هي اللاعب الأساسي لتحديد خطوط المعركة وتحديد مسارها, حيث تقول مصادر مقربة منهما ان لاتسوية ولاتفاوض طالما الاحتلال قائم, وان الطريق الصحيح بالنسبة لهم هو تصعيد العمليات للوصول إلى حالة متقدمة على طريق التحرير متمثلة بتحرير المدن والسيطرة على قطاعات واسعة من الأراضي وقطع طرق التواصل والامداد للقوات الامريكية وعملائها.

فهل تدل تصاعد العمليات على صدق توجه قيادةالمقاومة والتحرير باعتماد العمل المسلح سبيلاً أفضل لتحرير العراق

صدام العرب
22-07-2004, 11:34 AM
تحليل منطقي
بوركت