المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صباح الموسوي :ايران وراء قتل علماء أهل السنة في العراق؟



imran
19-06-2006, 05:46 PM
ايران وراء قتل علماء أهل السنة في العراق؟

شبكة البصرة
صباح الموسوي
يوم الجمعة الواحد والعشرون من جمادي الأول لعام 1427هـ لم يكن يوما استثنائيا في تاريخ فرق الموت الصفوية ولم يكن يوما خاليا من دماء العراقيين الأبرياء الرازحين بين سندان الاحتلال ومطرقة عصابات القتل الطائفي السوداء المسمات بجحوش المهدي (عفوا جيش المهدي) وفيلق 9 غدر لصاحبه جيش حرس الخميني المعروف جزافا بالحرس الثوري وغيرها من مليشيات الفتك والدمار المشحونة بالحقد الطائفي والعنصري على أهل السنة عامة والعرب منهم خاصة .

لقد كان ذلك اليوم بحق هوالأكثر حزنا على كل مسلم غيور بسبب مقتل عالم رباني لا يملك من السلاح إلا كلمة الله ولا يسعى إلا لنشر كتاب الله وسنة رسوله . فهذا ما كان يحمله ويسعى لنشره الشيخ الشهيد الدكتور يوسف الحسان إمام الجامع الكبير في مدينة البصرة الذي اغتالته فرق الموت الصفوية المحملة بأفكار الطوسي وابن العلقمي والخميني وغيرهم من ملالي الشعوبية .

ان المتتبع لأخبار العراق يجد ان قتل علماء أهل السنة أصبح ظاهرة يومية حيث لا يمر يوم إلا وهناك أكثر من إمام وخطيب جامع لاهل السنة يقتل اويخطف او يعثر على رأسه مقطوعا واغلب هذه الجرائم ترتكب أمام مرأى ومشهد القوات الحكومية والاحتلال في العراق وتتم على أيدي عصابات ومليشيات معروفة دون ان يجرؤ احد على مسائلتها اومحاسبتها .

ولكن ما الذي يجعل هذه العصابات الطائفية تقوم بارتكاب مثل هذه الجرائم وعلى أي خلفية عقائدية تتكئ ومن الذي يدفعها لفعل ذلك ؟.

لا يحتاج المتابع الى كثير من التدقيق لمعرفة الجواب على هذه الأسئلة, فبنظرة بسيطة لتاريخ ايران الصفوية المغرق بالجرائم ضد أهل السنة سوف يتأكد للمتابع ان ما يجري على أهل السنة في العراق هوامتداد لما جرى عليهم عبر التاريخ في ايران ويجري عليهم حاليا في عهد نظام الخميني اللاإسلامي.

فكما هو معرف ان ايران وحتى القرن التاسع الهجري كانت تدين بعقيدة أهل السنة وذلك قبل ظهور إسماعيل بن حيدر بن صفي الدين الاردبيلي صنيعة الإنكليز وأقامت دولته الطائفية التي أنشأها في تبريز عاصمة أذربيجان في بادئ الأمر والتي ابتدأها بقتل وتشريد ثلاثمائة الآلف مسلم من أهل السنة في أذربيجان بهدف تثبيت هيمنته وفرض عقيدته المستوحاة من أفكار وعقائد يهودية تلمودية ومانوية ومجوسية وصليبية معادية لكتاب الله والسنة النبوية الشريفة . فبعد موته واصلت الدولة الصفوية نهجها في قتل أهل السنة وتهجيرهم وكان الشاه عباس الأول الذي اتخذ من اصفهان عاصمة لدولته قد فاق جده إسماعيل الصفوي في تتبع أهل السنة والبطش بهم وقد تخطت جرائم الصفويين حدود ايران فعندما احتلوا العراق أثناء حربهم مع الدولة العثمانية لم يدخروا جهدا في قتل أهل السنة حيث شهدت بغداد مجازر فاقت مجازر المغول الذين دخلوها بخيانة من الوزير ابن العلقمي والشيخ الطوسي زعيم الطائفة الشيعية آنذاك. حتى ان حقدهم على أهل السنة بلغ الى حد نبش قبر الإمام ابوحنيفة رحمه الله الذي مازال مسجده في منطقة الاعظمية يتعرض بين فترة وأخرى لهجمات فرق الموت الطائفية.

أن ثقافة الكراهية لاهل السنة التي وضعها الصفويون لم تنتهي بانتهاء حكم هذه الأسرة الخبيثة بل أصبحت هذه الثقافة منهج تعليمي ثابت في فكر ما يسمى بالحوزة الدينية التي باتت تتفنن في ابتكار وتكريس ثقافة الكراهية والعداء لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولجميع من يتبع مدرسة أهل السنة. وهذا الثقافة لا تختصر على طلبة الحوزة وحسب بل تخطت حدود الحوزة وأصبحت منهجا عقائديا لكل من يؤمن بالتشيع الصفوي حتى بات الشيعي الأصيل هو من يلعن ويشتم الصحابة ويكفر الأهل السنة. وما هذه الاحتفالات التي تقام في مدينة قم الإيرانية كل عام تحت اسم " عمر كشي" أي مقاتلة العمريين والتي تتزامن مع ذكرى استشهاد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد المجوسي أبولؤلؤة النهاوندي إلا دليل على ان ترويج منهج إسماعيل الصفوي في قتل أهل السنة مازال باقيا ويعمل بقوة .

علما ان هذه الاحتفالات تتم براعية كبار مراجع الحوزة في ايران ويشارك فيها مسئولون كبار في الدولة والنظام الإيراني الذي يدعي لنفسه الإسلامية وحرصه على وحدة الأمة زورا وبهتانا.

أذن هذه الخلفية العقائدية للمليشيات الطائفية في العراق كافية لان تكون دافعا لقتل أهل السنة وعلمائهم . خصوصا وان سكوت مراجع الحوزة النجفية عن ما جرى ويجري كل يوم لأبناء السنة على يد قوات الاحتلال في العديد من المدن العراقية علامة كافية عن رضاهم على استباحة دماء أهل السنة وهذا السكوت هومن شجع المليشيات الطائفية وفرق الموت السوداء على التوغل في قتل علما أهل السنة أكثر من أي وقت مضى.

هذا من الناحية العقائدية ولكن يجب ان نعرف ماهي الدوافع السياسية التي تقف وراء تصفية علماء أهل السنة ومن هوالمستفيد منها؟.

لاشك ان الثالوث الصهيوني –الصليبي- الصفوي كان ومنذ عهود طويلة يتربص بوحدة المسلمين وكثيرا ما عمل هذا الثالوث الأشر على استهداف الإسلام والمسلمين عبر خلق الفرق البطانية تارة وتارة أخرى عبر اصطناع علماء ومشايخ وهميين ودعم أنظمة وحكام مأجورين لتحقيق غاياته إلا ان صلابة العقيدة الإسلامية وإيمان المسلمين كانت على الدوام حجر عثرة في وجه مخطط ثالوث ألصاد الأشر.

غير ان ذلك لم يمنع هذا الثالوث من مواصلة مساعيه لتحقيق غاياته العدائية ولذلك دعم الخميني وأوصله الى السلطة بعد ان سرق الأخير الثورة الإيرانية من أبنائه لكي يتمكن من تنفيذ مشروعه الذي أعلنه عبر ما سمي بمشروع تصدير الثورة والذي ابتدئه بشن حربه الظلومة على العراق تحت شعار" تحرير القدس يمر عبر تحرير كربلاء" .

وقد عمل نظام الخميني على حشد كل وسائل إعلامه في تحريك مشاعر الشيعة في الدول العربية وتأليبهم على أنظمتهم وحكوماتهم . ولهذه الغاية أسس احزاب وحركات طائفية في العراق ودول الخليج العربي قام بعض منها بارتكاب عمليات تفجير في مكة المكرمة أثناء موسم الحج أدت الى مقتل العديد من الحجيج وذلك كله في سبيل إنجاح مشروع تصدير الثورة الطائفية.

لقد زادت كراهية نظام الحقد الطائفي في ايران لعلماء أهل السنة في العراق بعد ان تصدى هؤلاء العلما لمشروع ثالوث الصاد المعادي وكشفوا للأمة أهداف مشروع تصدير الثورة الخمينية وهوما ساعد على فشل هذا المشروع وهزيمة النظام الإيراني في حربه مع العراق.

كما انه خلال سنوات الحرب الثمانية مع العراق لم يكن علماء أهل السنة في ايران في مأمن من الانتقام على أيدي مليشيات حرس الخميني التي شرعت بقتل العشرات منهم وتهديم العديد من مساجدهم وإغلاق مدارسهم الدينية وحرمانهم أهل السنة عامة من ابسط حقوقهم الإنسانية والقومية .

ولم تتوقف هذه الهجمة الطائفية ضد علماء أهل السنة في ايران عند مرحلة معينة فقد تواصلت وما تزال متواصلة الى هذا اليوم حيث وفي يوم العاشر من ابريل الماضي قامت الاستخبارات الإيرانية بقتل أربعة من ابرز علماء أهل السنة في إقليم بلوشستان شرق ايران وذلك عبر حادثي سير مدبرين الأول وقع على الطريق الرابط بين مدينة زاهدان مركز الإقليم وميناء بندر جاسك على الخليج العربي وأدى إلى مقتل العلامة " مولانا نعمة الله ميربلوشزهي" المشهور به العلامة التوحیدي كبير المفسرين السنة البلوش ومقتل العلامة " مولانا عبد الحكيم حسن آبادي " استاذ الحديث بدار العلوم في مدينة زاهدان. أما الحادث الثاني والذي وقع على طريق مدينة زاهدان – بم فقد قتل فيه العلامة " عبدالحکيم گمشادزهي" أمام جمعة مدينة نصرت آباد ورفيقه " الشيخ عزيز الله براهوتي " . وقد جاء قتل هؤلاء العلماء بعد قيام " حركة جند الله في ايران " بقتل عدد من المسؤولين والضباط الإيرانيين الكبار اثر كمين نصبته في مارس آذار الماضي لقافلة حكومية على الطريق بين مدينتي زاهدان وزابل وأدى حينها إلى مقتل اثنين وعشرين واسر سبعة من المسؤولين الحكوميين في الإقليم .

فهذه الروح الانتقامية لحكام النظام الطائفي في ايران هي من تقف اليوم وراء قتل علماء أهل السنة في العراق الذين رفضوا القبول بالاحتلال الأمريكي وكشفوا مخطط الثالوث الأشر الذي يسعى الى تمزيق العراق وتفريق وحدة أبنائه وإنجاح مشروع الهلال الشيعي لإجهاض الثورة الفلسطينية وتحقيق الحلم الصهيوني بإبقاء القدس عاصمة أبدية للدولة الإسرائيلية. وبهذا ينكشف لنا سر قتل علماء أهل السنة في العراق .

17/6/2006م

شبكة البصرة

الاحد 22 جماد الاول 1427 / 18 حزيران 2006