المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزيارة الخائفة لجورج بوش!



ابن الموصل
18-06-2006, 05:38 PM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif


لا اخال ان هنالك دليلا على فعالية المقاومة العراقية وقدراتها اكثر وضوحا من الطريقة المخجلة التي نظمت بها زيارة جورج بوش الى بغداد المحتلة.

فعلى الرغم من التواجد العسكري الامريكي المكثف على ارض العراق ،
والسيطرة الجوية الامريكية المطلقة ، وانتشارما يفوق على المائة وخمسون الف عسكري امريكي مدعومين بترسانة تدميرية هائلة ، تساندهم عصابات المرتزقة الاجانب، ومايزيد على اثناعشرالف مغتصب بريطاني، والالاف العسكرين التابعين للدول الذليلة الباحثة عن الدولار الامريكي. وعلى الرغم من التواجد المكثف لعناصرالمخابرات الاجنبية الحليفة لادارة الشر في العراق ، وتعاون مقاتلي عصابات الاحزاب العميلة لقوات الاحتلال ، فان رئيس القوة الكونية الاعظم لم يشعر بالامان المطلوب ليزور العراق المغتصب زيارة رسمية تقليدية، بل دخل بغداد منسلا خائفا مرعوبا مرتديا الملابس الواقية من الرصاص، ومقتصرا زيارته على لقاء سريعا مع مجموعة منتخبة من قواته المنهارة المعنوية، واجتماعا مع الحكومة العراقية العميلة . زيارة لم تستمر سوى خمسة ساعات! ولم يعلن عنها الا بعد مغادرة الرئيس الخائف العراق ودخول الطائرة الرئاسية الاجواء الاوربية! فما الذي اخاف بوش الثاني وارعبه؟ اسباب الرعب كثيرة ومعروفة لدى بوش واركان ادارته. فانهم يدركون تماما فعالية جيش تحرير العراق من خلال ماتعكسه تقاريرالقادة الميدانيين. ويعرفون قدرات المقاومة العراقية وحجم المساحة التي يسيطر عليها فهود الرافدين.

لقد كتب الكثيرعن اسباب هذه الزيارة الخائفة ونتائجها، فبالغت الصحافة الامريكية المرتبطة في المؤسسات والاجهزة الامريكية الرسمية كعادتها في تقييم الزيارة ونتائجها، فقدمتها بعض الاوساط كنقطة تحول في مسارمشروع احتلال العراق، وعلى انها بداية النهاية لمسلسل سياسات الفشل والاخفاق ، وانها الخطوة المطلوبة في اتجاه خلق حالة الاستقرار الاقتصادي والامني المطلوبة لبناء العراق الجديد!، وغيرها من التقييمات التي سرعان ما سيواجهون ضحالتها وعدم صوابها.

ان اهداف الزيارة واضحة ومرتبطة في انعكاسات فشل مشروع احتلال العراق على تطورات واليات السياسة الداخلية الامريكية. فمن بديهيات التركيبة السياسية الامريكية المعقدة ،ان كل خطوة او نقلة سياسية، بما فيها تلك المتعلقة في السياسة الخارجية،لا بد وان ترتبط باولويات السياسة الداخلية، ولابد وان تنصب في خدمة الرئاسة ومصالح الحزب الحاكم. دوافع زيارة بوش الخائفة لاتخرج عن هذه المعادلة ، فالدافع الاساس لهذه الخطوة اليائسة يكمن في انها جائت كمحاولة لايقاف التدهور السريع في شعبية الرئيس الامريكي ، وخلق مناخ سياسي ايجابي يساعد الحزب الجمهوري على الاحتفاض باغلبية مقاعد الكونغرس في انتخابات منتصف الفترة الرئاسية الخريف القادم. فزيارة بوش الخائفة والتطورات المفبركة التي شهدها المشهد العراقي خلال الاسابيع الماضية، ولا سيما الاعلان عن مقتل" الزرقاوي" ، والتطبيل لحكومة المالكي ، والاعلان عن انباء ملفقة عن محادثاث مفترضة مع بعض فصائل المقاومة العراقية ، والهجمة العسكرية الوحشية الواسعة التي تتعرض لها عدد من مدن العراق، و وعدد من احياء مدينة بغداد المقاومة لمشروع الهيمنة الامريكي، ولمخطط تقسيم العراق.

من الواضح ان الادارة الامريكية في صدد الشروع في تجربة جديدة لانقاذ مشروعهم الاستحواذي الفاشل بعد تصاعد خسائرهم البشرية والمادية، وبعد عجزهم على تطويق واخماد المقاومة العسكرية للاحتلال، واثر تبلور وتصاعدالحملة المعادية للحرب داخل الولايات المتحدة ، وظهور مطالبات داخل الحزب الجمهوري الحاكم في ضرورة قيام الادارة في اعلان النصر على الارهاب ومن ثم الانسحاب من العراق وتسليم المسؤلية الامنية والعسكرية للحكومة العراقية.

ان نتائج التجربة الجديدة، واستناد على معطيات المرحلة المنصرمة للاحتلال لن تكون افضل من سابقاتها. فقيادة المقاومة الوطنية والقوى السياسية الوطنية العراقية مصممة على اجهاض مشروع الاحتلال وتحرير التراب العراقي من الاحتلالين الامريكي والايراني مهما بلغت التضحيات الوطنية.
وستبرهن الايام القليلة القادمة فشل التجربة الجديدة وعجز حكومة المالكي العميلة عن تحقيق اي انجاز امني او سياسي، فالفشل ديدن العملاء وباعة الوطن .

ان اغرب تفاصل الزيارة واكثرها مدعاة للسخرية ، هي صفات المدح والاطراء التي اطلقها بوش على المالكي سواء قبل الزيارة او بعدها وبشكل اثاراستغراب المراقبين وتندرهم. فوصف بوش للمالكي على انه رجل ذو شخصية قوية؟! ورجل قادر على اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة؟!

وانه مصمم على بناء العراق الجديد؟! ، تعبرعن سطحية ومغالطة بوش ويئسه. فالمالكي في افضل حالاته رجل بلا اي تجربة او خبرة سياسية اوعملية معروفة، فعلى اية اسس استند بوش لاطلاق مثل هذه الصفات على رئيس حكومة الاحتلال؟؟!

والحقيقة ان المالكي ليس الوحيد الذي نال مديح واعجاب السيد الامريكي، فلقد سبق وان اطلق بوش واعضاء ادارته مثل هذه الصفات على كل من اياد علاوي والاشيقر، لكنهم عادوا واذلوا كلا العميلين، ومستقبل المالكي لن يكون افضل من رفاقه في العمالة.


ابنة مجاهد
عن القائد الاسير فك الله اسره