المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقاهي البغدادية



الفهد الأسود
16-06-2006, 06:40 PM
المقاهي الشعبية متنفس لهموم البغداديين: الهجرة اصبحت الحلم المشترك الاكبر
2006/06/16
عاصمة الرشيد تعيش اسوأ اوضاعها منذ الغزو المغولي
بغداد ـ من ضياء السامرائي:
ـ اصبحت المقاهي البغدادية متنفسا لهموم العراقيين التي تتركز حاليا علي الهجرة هروبا من الوضع الامني المتدهور. ويعتبر مقهي الشاهبندر من المقاهي العريقة ويقع بمنطقة المتنبي الشهيرة بمكتباتها العملاقة.
رواد المقهي من الكتاب والموظفين المتقاعدين والذين امضوا اربعين الي خمسين سنة في خدمة المؤسسات الحكومية وتجد بينهم من عاصر نهاية الاحتلال البريطاني والحقبة الملكية والجمهورية ومن بعد ذلك الاحتلال الامريكي الذي يجمع الرواد علي انه اسوأ ما مر بالعراق منذ خروج الاحتلال البريطاني.
ويقول ابو خالد الكرخي وهو متقاعد ان الوضع الان مؤلم جدا ولا يجد الفرد منا غير الهروب من الواقع ونسيان الدنيا ونرتجي من الله العزيز الجبار ان يهديء الوضع في بلادنا ويبعد الاحتلال الجاثم علي صدور العراقيين الابرياء .
اما علي البياتي والذي يعرف بابو العلاوي في مقهي باب الشيخ الشعبي، وهو في منطقة العطيفية ببغداد فيحمل الحكومة الحالية والحكومات التي جاءت بعد الاحتلال مسؤولية ما جري من مآس وضيم، كانهيار الخدمات الاساسية من ماء صاف وصرف صحي وكهرباء، بالاضافة الي الامن المفقود. ويقول: المسؤولون جميعا مختبئون في المنطقة الخضراء بحماية الاحتلال والباقي من الشعب يبقي علي مهب الريح. ومع ألأسف فان العراق بيع برخص التراب الي دول كانت تحلم ان يكون لديها عميل واحد يقطن بغداد. واضاف لقد كان النظام السابق الذي خسرناه نحن العراقيين مفروضا عليه الحصار، وتتكالب عليه دول الغرب ودول عربية الا انة ثبت ووفر الماء والطعام للشعب وحافظ علي البطاقة التموينية، والانقطاع البسيط للتيار الكهربائي اما اليوم فان الكهرباء اصبحت حلما يهذي به الجميع والبطاقة التموينية في اضمحلال مستمر وفقدت ابرز قيمتها . ويضيف: اما الوقود فهنا الأدهي والأمر فالبنزين والنفط يهربان يوميا الي تركيا بسعر مخجل عبر وسطاء كبيرين ومتغلغلين في الدولة، ووزارة النفط المملوكة لواشنطن ومن ثم يتم تصدير لنا نفطنا وقودنا بأسعار تجاوزت المليارات من الدولارات علي حد قول الرئيس طالباني رئيس الجمهورية العراقية العربية.
من جانبه يسأل ابو ليلي من مقهي الجمال في منطقة ابو دشير عن أي مقارنة بين الوضح الحالي والحكومات المتعاقبة وصدام الذي ما سمعنا يوما قتل ورمي في شارع عام او ساحة مخصصة للنفايات وقطع رؤوس واخرها اختطاف مدير عام في وزارة الصحة في نفس بناية وزارة الصحة. ناهيك عن التمثيل بالجثث فحدث بلا حرج والاعتقالات التي تتسم بروح الطائفية والفرقة ليس لها أول ولا اخر.
وأضاف ابو ليلي الذي كان يعمل مير تشريفات في وزارة المالية واحيل للتقاعد بعد خدمة 40 عاما انني كنت معاصرا لعهد الملك وبعدها النظام الجمهوري لم اشهد بغداد عاصمة الرشيد تصل بها الامور الي هذه الدرجة المؤلمة ، واضاف انني متأكد أن هذه الظروف هي الأسوا منذ غزو المغول لبغداد قبل قرابة 1200عام .