المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرخة الطفله هدى في هذا الحصار



باسل قصي العبادله
13-06-2006, 12:25 AM
صرخة الطفلة هدى في هذا الحصار..

شبكة البصرة
سليمان نزال

الموت بالمرصاد لفرحة أكبادنا.. والبحر تطعنه بوارج الأعداء.. تتمزقُ ضحكاتُ الطفولة فوق رمال غزة, وصرخة الطفلة الفلسطينية"هدى غالية" التي يتمتها آلة الحرب الصهيونية المجرمة, تفتش فضاءات الدنيا والمجتمع الدولي..وتبحث في ساحات العروبة..عن معين وسند في هذا الحصار الكوني الذي يلوذ بالنفاق وازدواجية الأكاذيب والمعايير, فتمتنع حتى مناديل الاعتذار الشكلي, عن تجفيف دموعها على عائلتها الشهيدة البريئة, التي خيّل لها أن المسرات غير ممنوعة على الفلسطيني, المحاصر بالجوع, بالموت, بالخذلان, بالمجازر, والمذابح, والفوضى والتناحرات البغيضة"الشقيقة" والفلتان الأمني إلى آخر قائمة القهر والحزن والدم.



الموت بالمرصاد للذاكرة العنيدة التى لا تتخلى-في معرض التدجين- وتتنازل عن الحقوق والممتلكات السليبة..الموت بالمرصاد, الاغتيال, القصف, التنكيل, الترويع, السجن, العقاب, المطاردة, للقبضات التي لا تفقد بوصلة أهدافها وتطلعاتها السيادية التامة, في الاوقات المفصلية, الصعبة, مدلهمة الساعات والظلال, قاسية الخيارات المريرة.



جرائم صهيونية متواصلة, والفلسطيني في المكابدات يستفتي جرحه, يحلل الواقع الذي يعيشه, ولا يصدق الشعار حتى يختبره بنفسه ويبصره في حالة تحول من اللفظي إلى كرامة وربطة خبز وعودة للأرض, وطمأنينة على الحاضر والمستقبل والجذور وعظام الجدود.



مذابح واعتداءات ومجازر صهيونية لا تتوقف, والفلسطيني متمسك بخريطة الأنهار والينابيع والبيادر وحقول الآباء, والحكومة الصهيونية المجرمة "متمسكة" في حقها المتمثل في تصفية أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين, لتكريس سياسة الأمر الواقع, وفرض رؤيتها للحل عبر شلالات الدم, فإما القبول بدور "الكومبارس" الصامت الساكت عن حقه, ولوفي كلمة وحيدة, في مسرحية المجرم"أولمرت" احادية الإخراج والتمثيل والسيناريووالحوار ..وإما استمرار عمليات القتل والترويع والبطش والتجويع والضغوط على الجراح الفلسطينية النازفة , وصولاً إلى تعميم ونشر حالة اليأس, ومنها يمكن اشتقاق كل السياسات التصفوية التفريطية اللاحقة! دون أن ينسى الصهاينة مخططاتهم الوحشية وحرصهم الشديد على تشجيع الفتن الداخلية والصراعات والصدامات, تلك المرذولة والمقيتة التي ينبغي أن يُستفتى رأي شعبنا فيها أيضا, وذلك تعميما للفائدة!



الموت بالمرصاد, حتى ضد الذين تورطوا في فتن تدمير الذات وتشتيت القدرات وتمزيق الأحلام المشتركة.. ولا خلاص سوى بالنهوض الوحدوي الحقيقي, بالتوصل إلى برنامج نضالي فلسطيني موحد, بعيداً عن التعصب وفرض الفكر الواحد, والغاء الأخر وأفكاره .



المطر حامض, والسماء الفلسطينية ملبدة بغيوم مخادعة, وكهف التناحرات يحتوي على ألف سرداب وسرداب..



فهل يتوحد الفلسطينيون حول تلك الصرخات التي أطلقتها الطفلة" هدى" وتلك الدماء الطاهرة التي سالت على شاطىء غزة؟

شبكة البصرة

الاثنين 16 جماد الاول 1427 / 12 حزيران 2006