باسل قصي العبادله
09-06-2006, 06:50 AM
رحم الله الزرقاوي وعاشت المقاومة العراقيّة
شبكة البصرة
د. فيصل الفهد
أعترف أنّني واحد من كثيرين عراقيين وغيرهم لم نكن نلقي بالاً لما تعتبره سلطات الاحتلال وعملاؤها موضوعات خطيرة ومنها على وجه التحديد أخبار أبو مصعب الزرقاوي ، هذه الشخصيّة التي برزت فجأة بعد احتلال بلدنا وانطلاقة مقاومتنا الوطنية الباسلة لتكون إحدى الوسائل الدعائية التي تستخدمها المخابرات المركزية الأمريكيّة لتنفيذ برامج الاحتلال ليس على أبناء شعبنا العراقي فحسب بل على الشعوب الأمريكيّة والعالم أجمع ليس في توشيه صورة الزرقاوي فحسب بل وفي تعتيم صورة المقاومة العراقيّة .
لقد تعوّد الجميع أن يسمع بين حين وآخر أنباء ومعلومات عن الأعمال الخارقة التي يقودها الزرقاوي وكم كان يدهشنا عدد مساعدي الزرقاوي الذين تتمكن قوات الاحتلال من قلتهم أو أن تلقي القبض عليهم وكم كان يؤلمنا عدد العراقييّن الذين تستهدفهم القوات الغازية فيستشهدون بحجة وجود الزرقاوي هنا وهناك في العراق المحتل إلى درجة لم تسلم مدينة عراقية شريفة من الهجوم والدمار والقتل من أجل استهداف الزرقاوي فما إن ينتهي هجوم حتى يبدأ آخر ، وهكذا .. ولا ندري هل ستهاجم مدينة الرمادي خلال الفترة القريبة القادمة بحجة مطاردة الزرقاوي أم أنّ خبر موته سيعفيهم من هذه المكرمة الأمريكيّة .
إنّ الأمريكيّين ومنذ اللحظات الأولى لاحتلالهم بلدنا حاولوا أن يبعدوا عن العراقييّن بعض ماعرفوا بـه من خصال وصفات وقيم وأخلاق ، وفي المقدمة من كلّ ذلك تعميم صورة مشوهة عنهم تتلخص بكونهم متعاطفين مع الاحتلال وداعمين لـه وإنّهم ينبذون فكرة الجهاد لتحرير وطنهم وأنفسهم ، ولذلك فإنّ كلّ من رفع السلاح بوجه الأمريكان هو غير عراقي وهو إرهابي .. ولكي يحبكوا هذه الأكذوبة ويربطوها بهدفهم الكبير الذي رفعوه عالياً ادعوا أنّ الذين يقاتلون الأمريكان هم من تنظيمات القاعدة وليسوا من أبناء الشعب العراقي وذهبوا أبعد من ذلك إلى تعتيم صورة المقاومة في العراق عبر الادّعاء بأنّ المقاومين يستهدفون العراقييّن وأنّهم إرهابيين بالفطرة ، فكلّ الأعمال تنسب إلى القاعدة والزرقاوي حتى اختلط الحابل بالنابل ولم يعد كثير من الناس يفهم من أمور اللعبة في العراق إلاّ ما تريده إدارة الاحتلال حصراً .
لقد بات مؤكداً أنّ الذين يقاتلون المحتلين ويذيقوهم طعم الموت هم أبناء العراق بكافة أطيافه وألوانه ومشاربه الطيبة ويتقدّم صفوفهم أبطال الجيش العراقي الذين يشكلون الدعامة الأساسية لكلّ الفصائل الجهادية ناهيك عن حقيقة أصبحت تفرض نفسها على الأرض في العراق وهي وجود مئات الخلايا المقاومة التي تشكلت من شباب أعمارهم بين 14 – 20 سنة ويقادون من قبل عناصر كفوءة مدرّبة من الجيش العراقي ، ولم ينفع الاحتلال وعملاءه زجّ أكثر من 250 ألف عراقي في المعتقلات وقتل مئات آلاف آخرين منهم أملاً في التقليل من هجمات المقاومة ، ولا ينسى القارئ الكريم وهو يتعامل مع هذه الحقيقة أنّ النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال درّب السواد الأعظم من أبناء شعبنا على كلّ صنوف الأسلحة وفي المقدمة منهم طلبة المدارس والجامعات .
إذن فالعراقيين مقاتلون شجعان بالفطرة مجاهدون بالعقيدة يرفضون الذلّ والهوان ويحتقرون من يحاول أن يسيء إليهم ويواجهوه بكلّ ما ملكت أيمانهم فكيف الحال وهم يواجهون الاحتلال وما رتّبه عليهم من قتل ودماء وخراب وسرقة للخيرات واستباحة لأعراضهم وكرامتهم .
إنّ الاهتمام بخبر وفاة الزرقاوي لا سيّما داخل الإدارتين الأمريكيّة والبريطانية يبعث إشارات باتجاهين :
الأول : إنّ هذا الحدث سيوظف من قبل بوش وبلير للتخفيف من الضغوط الهائلة عليهما داخل بلديهما ( ظرفياً ) والشيء الملف هنا وبالذات في تصريحات بوش أنّه اعترف بأنّ الزرقاوي كان وراء قطع رؤوس عدد من الجنود الأمريكان وهذه المرّة الأولى التي يعترف بها بوش بهذه الحقيقة ، ولكن هل تعني وفاة الزرقاوي عدم قطع رؤوس أخرى من الأمريكيّين ؟ هذا ما ستدحضه الأيام القادمة رغم أنّ الوقائع على الأرض تشير أنّ قطع الرؤوس هي ثقافة الأمريكيّين وعملائهم أولاً ، ولنسأل من يقطع رؤوس العراقييّن ويرمي بها في الطرقات ، أليسوا هم الأمريكان وعملاؤهم الصفويون ؟
أمّا الاتجاه الثاني : فإنّ بوش اعترف أيضاً بأمر ربّما هو الأهم ، ذلك عندما ذكر وبشيء من خيبة الأمل أنّ المقاومة ضدّ قواته ستستمر وهذا ما نريد التأكيد عليه حيث يصبح واضحاً للجميع أنّ المقاومة في العراق كانت وستبقى في الأساس عراقية وطنية.
لقد كانت محنة العراق منذ فرض الحصار الجائر عليه ثمّ احتلاله محنة للأمتين العربيّة والإسلاميّة ، بل وللإنسانية ، ولذلك فليس أمراً غريباً أن ينتخي عدد من الأشقاء العرب للقتال مع إخوانهم العراقييّن وهؤلاء أيّاً كان عددهم ودورهم فهم يمثلون علامات صحيحة في العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة . فإذا كان المحتلون قد جلبوا معهم إلى العراق كلّ من هم على شاكلتهم من سليلي الإجرام والقتل والعداء للعروبة والإسلام ، فلماذا ينتفض بعضهم لمشاركة عدد من العرب والمسلمين في الدفاع عن العراق حاضن الأمة وقلبها النابض .
إنّنا في العراق إذ نترحّم على كلّ من يستشهد دفاعاً عن العراق نؤكّد للعالم أنّنا كشعب لا نعاني من أزمة في مواكب المجاهدين فالذين يقاومون الاحتلال وعملائه في العراق من حيث عددهم وثباتهم وعزيمتهم لا يقهرون فقط جيوش الغزاة بل وكلّ باغٍ أثيم يتطاول على العرب والمسلمين ، ونحن والحمد لله لا نحتاج إلى بشر يقاتلون نيابة عنا فلدينا مئات الآلاف التي تنتظر دورها لمقاتلة المحتلين وذيوله ، والذي نحتاج إليه هو الكلمة الطيبة من الآخرين وأن يكف الحكام العرب أذاهم عنا . إنّ أسود المقاومة في العراق سيثبتون لبوش وبلير وللصفويين والصهاينة في الأيام القادمة أنّهم سيفترسون كلّ البغاة الظالمين وسيمزقون أوصال المحتلين وعملائهم إرباً إرباً .. وإنّ وفاة الزرقاوي مناسبة أخرى يجدد فيها رجال العراق إصرارهم على تحقيق النصر القريب إن شاء الله .
رحم الله الزرقاوي وعاشت المقاومة الوطنية العراقيّة صانعة فجر التاريخ الجديد، ليس في العراق والمنطقة، بل وفي العالم .. وقسماً لن ندع أجفان المعتدين تهدأ أو تنام ما دام في عروق الشعب العراقي دمٌ حار لا يبرد .
شبكة البصرة
الخميس 12 جماد الاول 1427 / 8 حزيران 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
د. فيصل الفهد
أعترف أنّني واحد من كثيرين عراقيين وغيرهم لم نكن نلقي بالاً لما تعتبره سلطات الاحتلال وعملاؤها موضوعات خطيرة ومنها على وجه التحديد أخبار أبو مصعب الزرقاوي ، هذه الشخصيّة التي برزت فجأة بعد احتلال بلدنا وانطلاقة مقاومتنا الوطنية الباسلة لتكون إحدى الوسائل الدعائية التي تستخدمها المخابرات المركزية الأمريكيّة لتنفيذ برامج الاحتلال ليس على أبناء شعبنا العراقي فحسب بل على الشعوب الأمريكيّة والعالم أجمع ليس في توشيه صورة الزرقاوي فحسب بل وفي تعتيم صورة المقاومة العراقيّة .
لقد تعوّد الجميع أن يسمع بين حين وآخر أنباء ومعلومات عن الأعمال الخارقة التي يقودها الزرقاوي وكم كان يدهشنا عدد مساعدي الزرقاوي الذين تتمكن قوات الاحتلال من قلتهم أو أن تلقي القبض عليهم وكم كان يؤلمنا عدد العراقييّن الذين تستهدفهم القوات الغازية فيستشهدون بحجة وجود الزرقاوي هنا وهناك في العراق المحتل إلى درجة لم تسلم مدينة عراقية شريفة من الهجوم والدمار والقتل من أجل استهداف الزرقاوي فما إن ينتهي هجوم حتى يبدأ آخر ، وهكذا .. ولا ندري هل ستهاجم مدينة الرمادي خلال الفترة القريبة القادمة بحجة مطاردة الزرقاوي أم أنّ خبر موته سيعفيهم من هذه المكرمة الأمريكيّة .
إنّ الأمريكيّين ومنذ اللحظات الأولى لاحتلالهم بلدنا حاولوا أن يبعدوا عن العراقييّن بعض ماعرفوا بـه من خصال وصفات وقيم وأخلاق ، وفي المقدمة من كلّ ذلك تعميم صورة مشوهة عنهم تتلخص بكونهم متعاطفين مع الاحتلال وداعمين لـه وإنّهم ينبذون فكرة الجهاد لتحرير وطنهم وأنفسهم ، ولذلك فإنّ كلّ من رفع السلاح بوجه الأمريكان هو غير عراقي وهو إرهابي .. ولكي يحبكوا هذه الأكذوبة ويربطوها بهدفهم الكبير الذي رفعوه عالياً ادعوا أنّ الذين يقاتلون الأمريكان هم من تنظيمات القاعدة وليسوا من أبناء الشعب العراقي وذهبوا أبعد من ذلك إلى تعتيم صورة المقاومة في العراق عبر الادّعاء بأنّ المقاومين يستهدفون العراقييّن وأنّهم إرهابيين بالفطرة ، فكلّ الأعمال تنسب إلى القاعدة والزرقاوي حتى اختلط الحابل بالنابل ولم يعد كثير من الناس يفهم من أمور اللعبة في العراق إلاّ ما تريده إدارة الاحتلال حصراً .
لقد بات مؤكداً أنّ الذين يقاتلون المحتلين ويذيقوهم طعم الموت هم أبناء العراق بكافة أطيافه وألوانه ومشاربه الطيبة ويتقدّم صفوفهم أبطال الجيش العراقي الذين يشكلون الدعامة الأساسية لكلّ الفصائل الجهادية ناهيك عن حقيقة أصبحت تفرض نفسها على الأرض في العراق وهي وجود مئات الخلايا المقاومة التي تشكلت من شباب أعمارهم بين 14 – 20 سنة ويقادون من قبل عناصر كفوءة مدرّبة من الجيش العراقي ، ولم ينفع الاحتلال وعملاءه زجّ أكثر من 250 ألف عراقي في المعتقلات وقتل مئات آلاف آخرين منهم أملاً في التقليل من هجمات المقاومة ، ولا ينسى القارئ الكريم وهو يتعامل مع هذه الحقيقة أنّ النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال درّب السواد الأعظم من أبناء شعبنا على كلّ صنوف الأسلحة وفي المقدمة منهم طلبة المدارس والجامعات .
إذن فالعراقيين مقاتلون شجعان بالفطرة مجاهدون بالعقيدة يرفضون الذلّ والهوان ويحتقرون من يحاول أن يسيء إليهم ويواجهوه بكلّ ما ملكت أيمانهم فكيف الحال وهم يواجهون الاحتلال وما رتّبه عليهم من قتل ودماء وخراب وسرقة للخيرات واستباحة لأعراضهم وكرامتهم .
إنّ الاهتمام بخبر وفاة الزرقاوي لا سيّما داخل الإدارتين الأمريكيّة والبريطانية يبعث إشارات باتجاهين :
الأول : إنّ هذا الحدث سيوظف من قبل بوش وبلير للتخفيف من الضغوط الهائلة عليهما داخل بلديهما ( ظرفياً ) والشيء الملف هنا وبالذات في تصريحات بوش أنّه اعترف بأنّ الزرقاوي كان وراء قطع رؤوس عدد من الجنود الأمريكان وهذه المرّة الأولى التي يعترف بها بوش بهذه الحقيقة ، ولكن هل تعني وفاة الزرقاوي عدم قطع رؤوس أخرى من الأمريكيّين ؟ هذا ما ستدحضه الأيام القادمة رغم أنّ الوقائع على الأرض تشير أنّ قطع الرؤوس هي ثقافة الأمريكيّين وعملائهم أولاً ، ولنسأل من يقطع رؤوس العراقييّن ويرمي بها في الطرقات ، أليسوا هم الأمريكان وعملاؤهم الصفويون ؟
أمّا الاتجاه الثاني : فإنّ بوش اعترف أيضاً بأمر ربّما هو الأهم ، ذلك عندما ذكر وبشيء من خيبة الأمل أنّ المقاومة ضدّ قواته ستستمر وهذا ما نريد التأكيد عليه حيث يصبح واضحاً للجميع أنّ المقاومة في العراق كانت وستبقى في الأساس عراقية وطنية.
لقد كانت محنة العراق منذ فرض الحصار الجائر عليه ثمّ احتلاله محنة للأمتين العربيّة والإسلاميّة ، بل وللإنسانية ، ولذلك فليس أمراً غريباً أن ينتخي عدد من الأشقاء العرب للقتال مع إخوانهم العراقييّن وهؤلاء أيّاً كان عددهم ودورهم فهم يمثلون علامات صحيحة في العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة . فإذا كان المحتلون قد جلبوا معهم إلى العراق كلّ من هم على شاكلتهم من سليلي الإجرام والقتل والعداء للعروبة والإسلام ، فلماذا ينتفض بعضهم لمشاركة عدد من العرب والمسلمين في الدفاع عن العراق حاضن الأمة وقلبها النابض .
إنّنا في العراق إذ نترحّم على كلّ من يستشهد دفاعاً عن العراق نؤكّد للعالم أنّنا كشعب لا نعاني من أزمة في مواكب المجاهدين فالذين يقاومون الاحتلال وعملائه في العراق من حيث عددهم وثباتهم وعزيمتهم لا يقهرون فقط جيوش الغزاة بل وكلّ باغٍ أثيم يتطاول على العرب والمسلمين ، ونحن والحمد لله لا نحتاج إلى بشر يقاتلون نيابة عنا فلدينا مئات الآلاف التي تنتظر دورها لمقاتلة المحتلين وذيوله ، والذي نحتاج إليه هو الكلمة الطيبة من الآخرين وأن يكف الحكام العرب أذاهم عنا . إنّ أسود المقاومة في العراق سيثبتون لبوش وبلير وللصفويين والصهاينة في الأيام القادمة أنّهم سيفترسون كلّ البغاة الظالمين وسيمزقون أوصال المحتلين وعملائهم إرباً إرباً .. وإنّ وفاة الزرقاوي مناسبة أخرى يجدد فيها رجال العراق إصرارهم على تحقيق النصر القريب إن شاء الله .
رحم الله الزرقاوي وعاشت المقاومة الوطنية العراقيّة صانعة فجر التاريخ الجديد، ليس في العراق والمنطقة، بل وفي العالم .. وقسماً لن ندع أجفان المعتدين تهدأ أو تنام ما دام في عروق الشعب العراقي دمٌ حار لا يبرد .
شبكة البصرة
الخميس 12 جماد الاول 1427 / 8 حزيران 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس