ابو يزيد
07-06-2006, 11:57 AM
رحلة اول فدائي فلسطيني من مخيم المية ومية الي العراق: لم يستطع اجتياز الحدود للاستشهاد في فلسطين فقرر محاربة الغزو الامريكي
كتب روبرت فيسك الصحافي البريطاني المقيم في بيروت، ومراسل صحيفة الاندبندنت في لندن مقالا عن رحلة جهادي فلسطيني من مخيم المية المية في لبنان الي العراق حيث فجر نفسه في اول عملية يقوم بها فلسطيني ضد الاحتلال الامريكي. وينقل فيسك عن والدة المقاتل حسن عويضة (17 عاما) قولها ان اخر مرة شاهدته فيه كان يقف علي باب البوابة التي دخل منها الصحافي نفسه.
وقالت والدته ليبية عويضة فكرت انه سيذهب ولن يعود ولهذا ناديته ان تعال. ولكنه قال الخروج ليس مثل الدخول ، واضاف حسن العودة ليست مهمة لي ، وبهذه الكلمات خرج حسن جمال سليمان عويضة من المخيم لكي يصبح انتحاريا. وتعود قصة عويضة الي عام 2004 عندما ساق سيارته المليئة بالمتفجرات وفجرها في قافلة عسكرية امريكية، ليكون اول شهيد فلسطيني ضد الجيش الامريكي المحتل كما يقول فيسك. واضاف قائلا ان قصة حسن ونهايته النارية ظلت سرا. ولكن القصة الخارقة هذه تشير الي عدد من الشبان الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة والمية ومية، عددهم 26 فجروا انفسهم في العراق، كما غادر عدد من الشبان مخيم صبرا وشاتيلا، الذي كان مشهدا لمذبحة فظيعة نفذتها الميليشيات المتحالفة مع اسرائيل عام 1982. ويقدر فيسك عدد الانتحاريين الذين نفذوا عمليات في العراق منذ الاحتلال وحتي اليوم ومن كافة انحاء العالم العربي بحوالي الف. ويقول انه ليس كل الفلسطينيين الذين ذهبوا للعراق كانوا من اجل تنفيذ عمليات انتحارية، بل بعضهم، مثل فرج محمد عبدالله زيدان، قتل اثناء معركة مع القوات الامريكية قبل ثمانية اسابيع، والذي كان صديقا لحسن عويضة. وهناك احمد علي اهود ، عضو عصبة الانصار الاسلامية، والذي كان مسؤولا عن حراسة مخزن ذخيرة يستخدم ضد الطائرات الامريكية، وقتل اثناء غارة امريكية علي الموقع، كما قتل ابو محمد الكردي في غارة مشابهة. ويعتقد ان احمد الفران، المتزوج وله بنت، قام بعملية انتحارية.
ويقول اصدقاؤه انه قتل في عملية استشهادية في الفلوجة. ويقول فيسك ان تفاصيل استشهاد الشبان تخفي بعناية من العارفين بها في مخيمي المية ومية وعين الحلوة. ويتحدث اصدقاء عن شخص اخر، قام بعملية ضد قاعدة امريكية وعندما كان ينسحب بعد تنفيذ العملية اطلق عليه جندي امريكي جريح النار فأرداه قتيلا. كما قتل فلسطينيان ابناء عمومة في العراق هما محمد واحمد مبارك. وقالت الصحيفة ان لديها شريط فيديو التقطه مصور غير محترف، ويظهر متطوعين فلسطينيين وهم يتلقون تدريبات في بساتين النخيل قرب نهر دجلة. وفي احاديث مع عائلة عويضة، ان الفلسطينيين المتطوعين لعمليات استشهادية يطلب منهم مغادرة البيت في يوم معين، ويوافق عدد علي ان الطريق الوحيد المتوفر لعبور العراق هو الحدود السورية.
ويشير فيسك الي ان قصة حسن عويضة عادية، فهو ابن عائلة فلسطينية هاجرت من عكا في فلسطين عام 1948 وتزوج والده اربع مرات، وقتل عماه في اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان، كما قتل عم اخر اثناء قصف اسرائيلي عام 1989. وعندما قرر الذهاب للعراق مع بداية الاجتياح عام 2003 باع حسن سيارته، واعطي نقودها لأمه، ولم يكن متزوجا، وكان ملتزما كثير الحديث مع والده واخوته عن الشهادة والشهداء. وتقول عائلته انه وصل بغداد قبل يومين من صول القوات الامريكية بغداد، واتصل بها من هناك. كان يبحث عن الشهادة في فلسطين وعندما لم يستطع عبور الحدود اللبنانية اليها، قرر الذهاب الي العراق . وتقول والدته ان ابنها اتصل بها قبل تنفيذه العملية قائلا انه سيتزوج في الجنة، عندها قالت له ان تعال الي لبنان وتزوج هنا وبعدها تنفذ عملية في فلسطين، ولكنه اجاب لا سأجد عروسا في الفردوس .
ويقول افراد من عائلة عويضة ان حسن لم يكن مرتبطا مباشرة باسامة بن لادن، فهو ليس منظمة او عالم، هو اي بن لادن يمثل ايديولوجية. وتضيف عائلته ان حسن كان غاضبا علي اجتياح امريكا لبلد عربي العراق واعتقد ان الغزو هو حملة ضد العرب والاسلام.
وبعد مناقشة حول العراق وصدام، شاهد فيسك الشريط الاخير لحسن عويضة الذي شوهد في لحظة وهو يبتسم خلف مقعد القيادة. وتعليق والدته قائلة انها لم تتخيل ان ابنها سيقوم بعملية في العراق، وعبرت عن فخرها به.
لا تبكه عليه اليوم بدء حياته
ان الشهيد يعيش يوم مماته
تحياتي
كتب روبرت فيسك الصحافي البريطاني المقيم في بيروت، ومراسل صحيفة الاندبندنت في لندن مقالا عن رحلة جهادي فلسطيني من مخيم المية المية في لبنان الي العراق حيث فجر نفسه في اول عملية يقوم بها فلسطيني ضد الاحتلال الامريكي. وينقل فيسك عن والدة المقاتل حسن عويضة (17 عاما) قولها ان اخر مرة شاهدته فيه كان يقف علي باب البوابة التي دخل منها الصحافي نفسه.
وقالت والدته ليبية عويضة فكرت انه سيذهب ولن يعود ولهذا ناديته ان تعال. ولكنه قال الخروج ليس مثل الدخول ، واضاف حسن العودة ليست مهمة لي ، وبهذه الكلمات خرج حسن جمال سليمان عويضة من المخيم لكي يصبح انتحاريا. وتعود قصة عويضة الي عام 2004 عندما ساق سيارته المليئة بالمتفجرات وفجرها في قافلة عسكرية امريكية، ليكون اول شهيد فلسطيني ضد الجيش الامريكي المحتل كما يقول فيسك. واضاف قائلا ان قصة حسن ونهايته النارية ظلت سرا. ولكن القصة الخارقة هذه تشير الي عدد من الشبان الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة والمية ومية، عددهم 26 فجروا انفسهم في العراق، كما غادر عدد من الشبان مخيم صبرا وشاتيلا، الذي كان مشهدا لمذبحة فظيعة نفذتها الميليشيات المتحالفة مع اسرائيل عام 1982. ويقدر فيسك عدد الانتحاريين الذين نفذوا عمليات في العراق منذ الاحتلال وحتي اليوم ومن كافة انحاء العالم العربي بحوالي الف. ويقول انه ليس كل الفلسطينيين الذين ذهبوا للعراق كانوا من اجل تنفيذ عمليات انتحارية، بل بعضهم، مثل فرج محمد عبدالله زيدان، قتل اثناء معركة مع القوات الامريكية قبل ثمانية اسابيع، والذي كان صديقا لحسن عويضة. وهناك احمد علي اهود ، عضو عصبة الانصار الاسلامية، والذي كان مسؤولا عن حراسة مخزن ذخيرة يستخدم ضد الطائرات الامريكية، وقتل اثناء غارة امريكية علي الموقع، كما قتل ابو محمد الكردي في غارة مشابهة. ويعتقد ان احمد الفران، المتزوج وله بنت، قام بعملية انتحارية.
ويقول اصدقاؤه انه قتل في عملية استشهادية في الفلوجة. ويقول فيسك ان تفاصيل استشهاد الشبان تخفي بعناية من العارفين بها في مخيمي المية ومية وعين الحلوة. ويتحدث اصدقاء عن شخص اخر، قام بعملية ضد قاعدة امريكية وعندما كان ينسحب بعد تنفيذ العملية اطلق عليه جندي امريكي جريح النار فأرداه قتيلا. كما قتل فلسطينيان ابناء عمومة في العراق هما محمد واحمد مبارك. وقالت الصحيفة ان لديها شريط فيديو التقطه مصور غير محترف، ويظهر متطوعين فلسطينيين وهم يتلقون تدريبات في بساتين النخيل قرب نهر دجلة. وفي احاديث مع عائلة عويضة، ان الفلسطينيين المتطوعين لعمليات استشهادية يطلب منهم مغادرة البيت في يوم معين، ويوافق عدد علي ان الطريق الوحيد المتوفر لعبور العراق هو الحدود السورية.
ويشير فيسك الي ان قصة حسن عويضة عادية، فهو ابن عائلة فلسطينية هاجرت من عكا في فلسطين عام 1948 وتزوج والده اربع مرات، وقتل عماه في اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان، كما قتل عم اخر اثناء قصف اسرائيلي عام 1989. وعندما قرر الذهاب للعراق مع بداية الاجتياح عام 2003 باع حسن سيارته، واعطي نقودها لأمه، ولم يكن متزوجا، وكان ملتزما كثير الحديث مع والده واخوته عن الشهادة والشهداء. وتقول عائلته انه وصل بغداد قبل يومين من صول القوات الامريكية بغداد، واتصل بها من هناك. كان يبحث عن الشهادة في فلسطين وعندما لم يستطع عبور الحدود اللبنانية اليها، قرر الذهاب الي العراق . وتقول والدته ان ابنها اتصل بها قبل تنفيذه العملية قائلا انه سيتزوج في الجنة، عندها قالت له ان تعال الي لبنان وتزوج هنا وبعدها تنفذ عملية في فلسطين، ولكنه اجاب لا سأجد عروسا في الفردوس .
ويقول افراد من عائلة عويضة ان حسن لم يكن مرتبطا مباشرة باسامة بن لادن، فهو ليس منظمة او عالم، هو اي بن لادن يمثل ايديولوجية. وتضيف عائلته ان حسن كان غاضبا علي اجتياح امريكا لبلد عربي العراق واعتقد ان الغزو هو حملة ضد العرب والاسلام.
وبعد مناقشة حول العراق وصدام، شاهد فيسك الشريط الاخير لحسن عويضة الذي شوهد في لحظة وهو يبتسم خلف مقعد القيادة. وتعليق والدته قائلة انها لم تتخيل ان ابنها سيقوم بعملية في العراق، وعبرت عن فخرها به.
لا تبكه عليه اليوم بدء حياته
ان الشهيد يعيش يوم مماته
تحياتي