imran
19-05-2006, 11:15 PM
منذ مدة طويلة قال وكرر كتاب مناضلون بان ايصال احمدي نجاد الى الرئاسة في ايران كان قرارا لعصابة رجال الدين الحاكمة في قم من اجل تبييض وجه ايران الذي ملأه الدم العراقي بعد ان غاصت ايران بقيادة خامنئي في بحيرة الدم العراقي الذي سفح على يد عملاءها وعملاء امريكا واسرائيل، فصدم العالم الاسلامي واخذ ينظر الى ايران على انها دولة معادية للاسلام والعرب بوضوح وصراحة، وبذلك وضع المشروع الامبراطوري التوسعي الفارسي المتستر بالتشيع امام الفشل الحتمي، لذلك كان لابد من انقاذ المشروع التوسعي الايراني عبر تبييض وجه ايران بتصعيد حملاتها ضد اسرائيل وامريكا، على اساس ان ذلك هو الطريق الاقصر لاعادة بناء صورة ايران في العالم الاسلامي، بعد ان تحطمت وانتهت اسطورة ايران الاسلامية المناهضة لاسرائيل وامريكا، وحلت محلها صورة ايران ايران الحليفة لامريكا واسرائيل في سعيهما لتدمير العالم الاسلامي ومثال العراق وافغانستان يكفيان لسحق منطق اتباع ايران وفي مقدمتهم حزب الله في لبنان. لقد اوصل خامنئي احمدي نجاد الى رئاسة الجمهورية، الذي يفتخر هو وحسن نصر بتقبيل يده كلما تشرفا باللقاء به، لكي يعيد ترميم الوجه الايراني المرعب بقبحه بسبب جرائم ايران في العراق، والطريق الى تحقيق ذلك هو شتم اسرائيل وامريكا مجددا وتكرار لعبة خميني التي مارسها منذ استولى على الحكم بمساعدة امريكية صريحة، تمهيدا لغزو العراق، وهي اثارة معارك كلامية مع امريكا واسرائيل دون ان تصل الى الحرب العسكرية. اليوم تعترف صحيفة اسرائيلية بهذه الحقيقية الثابتة وتفضح اللعبة الايرانية، وتنصح حكومة اسرائيل بان تعامل ايران معاملة الصديق والحليف وان لا تنجر الى لعبة احمدي نجاد الدعائية! اقرأوا المقال وفكروا فيه ستجدون ان التحالف الستراتيجي الاسرائيلي الايراني اقوى مما توقعنا، بل ستجدون احدى اهم حقائق هذا الزمن القائم على الاكاذيب وهي ان من مصلحة امريكا واسرائيل ان تبقى ايران مؤثرة في المنطقة لانها افضل من يخدم مصالح الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية كما اثبتت تجربة غزو العراق وتدميره .
شبكة البصرة
من صحافة العدو : ماذا نفعل بأحمدي نجاد؟
شبكة البصرة
بقلم: غي باخور
كاتب مستشرق
تصريحات أحمدي نجاد المعادية لاسرائيل تهدف الى تعزيز مكانته في العالم العربي والاسلامي فرد اسرائيل عليها قد يزيد هذه المكانة قوة وهو شيء لا يجب أن تفعله اسرائيل
يكفي أن نرى بأي ترفع يتحدثون في العالم العربي عن الايرانيين (الذين يُسمونهم "عجما")، من اجل أن ندرك أن الرئيس الحالي لايران لا يملك الكثير من الاحتمالات لتوحيد العالم العربي والاسلامي وراءه، كما يطمح الى أن يفعل. فهو ابن أقلية شيعية ضئيلة (نحو 15 في المائة) داخل بحر سني، والسنيون لم يوافقوا ولن يوافقوا ايضا على أن تقودهم ايران. لهذا السبب بالضبط فشل "تصدير ثورة" ايران منذ تولي الخميني السلطة، ما عدا مكانين اثنين: لبنان وجنوبي العراق، حيث توجد تجمعات الشيعة الكبيرة خارج ايران.
يوجد موضوع واحد فقط يستطيع أن يُقرب نجاد من مطمحه الى أن يقوم العالم العربي والاسلامي من ورائه، وهذا الموضوع هو اسرائيل. في العالم العربي من يقاتل اسرائيل يحصل على هالة شبه مقدسة. هكذا كانت حال حزب الله، وهو منظمة شيعية هامشية من ناحية العالم العربي، حظيت في اثناء عقدين بمجد عربي واسلامي بسبب قتالها الجيش الاسرائيلي فقط. عندما خرج الجيش الاسرائيلي من لبنان قبل ست سنين، ذوى هذا المجد. المنظمة أسيرة اليوم في الاقتصاد اللبناني الآخذ في النهوض وبالزعم اللبناني العام المُحق أن اسرائيل خرجت من لبنان ولم يعد يوجد سبب لنضالها.
لقد ذكر كاتب هذه السطور في الماضي أن اسرائيل أداة في أيدي نُظم الحكم والمجتمعات العربية. فعندما تقترب منها بخطوات سلمية، يُفترض في أكثر الحالات عندهم أن تُستعمل جسرا نحو الولايات المتحدة. وبمقابلة ذلك عندما يتحدونها بالتهديدات، يكون الهدف الوصول الى مواقف تأثير في المعسكر الراديكالي العربي والاسلامي. اسرائيل هي الرافعة الارخميدية، التي يصلون عن طريقها نحو أطراف متناقضة تماما: الى الغرب أو الى الراديكالية والتحريض الاسلاميين.
اذا كان هذا هو الوضع، فيجب على اسرائيل أن تكف عن كونها أداة في أيدي الطغيان الايراني. إن كل اعلان اسرائيلي بأنها ستُبيد ايران أو ستعمل عملا يُضادها يلعب لمصلحة نجاد فقط. فهو مُحتاج الى تهديدات أو ردود حماسية اسرائيلية، من اجل أن يعزز ويعاظم مكانته كمدافع أصيل عن الاسلام. انه يتحدى اسرائيل عن عمد، لكي يشجعها على الخروج من طورها ليُقدم بذلك نفسه. وعلى هذا يجب على اسرائيل أن ترد بالصورة الوحيدة التي تحبط أهدافه: أن تنظر الى ايران بتوقير.
يجب على الناطقين الاسرائيليين في كل فرصة أن يستعملوا رسالة واحدة فقط وأن يكرروها مرة تلو اخرى: اسرائيل ليس لديها أي نزاع مع ايران، لا اقليمي، ولا قومي ولا غيرهما. اسرائيل تُجل ايران وكانت ستكون سعيدة لو تجددت العلاقات الوثيقة التي سادت بين الدولتين لسنوات طويلة. اسرائيل وايران هما المملكتان الوحيدتان اللتان قامتا قبل آلاف السنين وما تزالان قائمتين، واسرائيل مدينة دينا تاريخيا لايران لان الملك كورش الفارسي مكّن شعب اسرائيل من العودة الى ارضه وعبادته في سنة 538 ق.م، بعد نحو خمسين سنة من خراب الهيكل الاول. ومن ناحية ايران ما يزال كورش شخصية مهمة اليوم ايضا.
لا يعني هذا أنه يجب على اسرائيل أن تُهمل المتابعة الاستخبارية والتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية في كل ما يتعلق بالخطر الذري الايراني. لكن هذا أصبح مشكلة عالمية اليوم، ولا يوجد سبب يدعو اسرائيل الى جعلها مشكلة اسرائيلية قبل كل شيء. هذا اتحاد عُظماء، ويفضل أن تترك اسرائيل الصغيرة الولايات المتحدة تعالج الأمر من قريب، وهو ما تفعله ايضا. يجب على اسرائيل أن تكون لها مصلحة واحدة فقط الآن: أن تحاول ألا تكون قدر المستطاع أداة في يد الرئيس الايراني.
صحيفة يديعوت 18/5/2006
وفيما يلي مقال اسرائيلي اخر يؤكد ما قلناه حول عدم وجود ازمة رئيسية بين اسرائيل وامريكا من جهة وايران من جهة اخرى .
من صحافة العدو : حتى لا يكون خرقة
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة
سياسة اسرائيل تجاه ايران ضعيفة وغير واضحة بعد رحيل شارون
تبدل الحكم أحدث تغييرا هادئا في سياسة اسرائيل تجاه التهديد النووي الايراني. عندما كان اريئيل شارون رئيسا للوزراء اتبع سياسة "هادئة": اسرائيل معنية في حشد الغرب ضد ايران حسب اعتقاده، ولذلك يتوجب عليها أن تقلل من التصريحات العلنية وأن تُركز على القنوات الدبلوماسية الهادئة والحرب النفسية. شارون اكتفى بالقول أن اسرائيل لن تُسلم بوجود ايران النووية.
كان لشارون ميزتان اثنتان: الصلاحية والتفويض الأمني المطلق نحو الداخل، وصورة القائد الذي قد يهتاج ويغضب نحو الخارج. التفويض الداخلي وعد بموقف اسرائيلي موحد. التسريبات الاعلامية بأن اسرائيل ستهاجم ايران اذا فشلت المساعي الدبلوماسية، حثت الولايات المتحدة واصدقاءها في اوروبا على التحرك. رصيد شارون من قبية والمتلة حتى بيروت والمقاطعة، لم يترك مجالا للشك بأنه قادر على اصدار الأوامر بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية.
بقيت اسرائيل من دون "مستر أمن" فوق رأس الهرم، وقادتها الجدد يستصعبون إثارة نفس الدرجة من الاحترام. النتيجة هي تزعزع السياسة السابقة. أولا، التهديد الايراني تحول الى قضية سياسية. رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، دعا رئيس الوزراء اهود اولمرت الى ترك قضية اخلاء المستوطنات حاليا وتحويل المليارات للتسلح السريع ضد ايران. قبل الانتخابات أيد نتنياهو شن عملية ضد ايران، والآن يُلمح بأن اولمرت ليس قويا بدرجة كافية لمعالجة هذا التهديد.
ثانيا "انضباط الحديث" تجاه ايران ضعف. اولمرت نعت رئيسها بـ "المريض النفسي" وشبهه بهتلر، وشمعون بيرس ذكر أحمدي نجاد بأن ايران قابلة للابادة ايضا. تصريحات الرئيس الايراني مثيرة للغضب وقد عززت وأبرزت مشاعر الخوف لدى الجمهور. ولكن القيادة تحاكم ايضا من خلال قدرتها على الامتصاص وعدم السماح للعدو بتحويل الازمة الى مجابهة اسرائيلية - ايرانية.
ثالثا في اسرائيل ظهرت براعم الجدل حول السياسة المتبعة. الجهات التي تتولى "الاحباط السياسي" والتصدي للتهديد الايراني - الموساد ولجنة الطاقة النووية ووزارة الخارجية - يؤيدون المساعي الامريكية لعزل طهران وفرض العقوبات عليها. المشكلة هي ان هذه الجهود لا تحرز النجاح. وزير بارز تساءل على مسامع اولمرت ان كان ملك العقوبات عاريا من ملابسه وان كانت هذه الطريقة الملائمة لمعالجة تهديد - وجودي بالغ الخطورة لاسرائيل. في الدوائر المهنية ايضا يتساءلون ان كان العالم قد وصل الى النقطة التي سيكون عليه فيها ان يختار بين القبول بايران النووية وبين شن عملية عسكرية ضدها وما الذي ستفعله اسرائيل بهذا الصدد.
الاسئلة المطروحة في مكانها: سياسة اسرائيل متخلفة في الوزراء خلف التطورات الدولية . رسالة احمدي نجاد لجورج بوش كانت ألمعية دبلوماسية فاجأت القدس. رغم عباراتها الصعبة ضد اسرائيل وامريكا، الا ان هذه الرسالة تثير ضغوطا قوية على واشنطن حتى تشرع في الحوار النووي مع طهران. هنري كيسنجر دعا بوش في هذا الاسبوع الى عدم تفويت الفرصة. الا ان اسرائيل تجد صعوبة في بلورة موقف من الحوار الامريكي - الايراني. من الافضل لاولمرت ان يجدد موقفه من ذلك من قبل توجهه الى واشنطن لان المسألة ستطرح هناك بالتأكيد.
ماذا سيقول اولمرت لبوش في الاسبوع القادم؟ التوصية التي حصل عليها كانت: توضيح خطورة التهديد الايراني في نظر اسرائيل من دون اظهار ذلك. كانت القدس تحث امريكا على مغامرة عسكرية او تهدد بشن عملية عسكرية. اولمرت سيكون بحاجة الى خبرة ميزاته ومواهبه السياسية في هذه المهمة. ولكن ذلك ليس كافيا: عليه ان يعزز صلاحياته الامنية الداخلية حتى لا تصل الى مكانة الإمعة التي تخشى العمل ضد ايران. يتوجب اتخاذ القرارات في هذه المسألة الحساسة باتزان وليس بسبب ضعف داخلي.
هآرتس 18/5/2006
شبكة البصرة
الخميس 20 ربيع الثاني 1427 / 18 آيار 2006
شبكة البصرة
من صحافة العدو : ماذا نفعل بأحمدي نجاد؟
شبكة البصرة
بقلم: غي باخور
كاتب مستشرق
تصريحات أحمدي نجاد المعادية لاسرائيل تهدف الى تعزيز مكانته في العالم العربي والاسلامي فرد اسرائيل عليها قد يزيد هذه المكانة قوة وهو شيء لا يجب أن تفعله اسرائيل
يكفي أن نرى بأي ترفع يتحدثون في العالم العربي عن الايرانيين (الذين يُسمونهم "عجما")، من اجل أن ندرك أن الرئيس الحالي لايران لا يملك الكثير من الاحتمالات لتوحيد العالم العربي والاسلامي وراءه، كما يطمح الى أن يفعل. فهو ابن أقلية شيعية ضئيلة (نحو 15 في المائة) داخل بحر سني، والسنيون لم يوافقوا ولن يوافقوا ايضا على أن تقودهم ايران. لهذا السبب بالضبط فشل "تصدير ثورة" ايران منذ تولي الخميني السلطة، ما عدا مكانين اثنين: لبنان وجنوبي العراق، حيث توجد تجمعات الشيعة الكبيرة خارج ايران.
يوجد موضوع واحد فقط يستطيع أن يُقرب نجاد من مطمحه الى أن يقوم العالم العربي والاسلامي من ورائه، وهذا الموضوع هو اسرائيل. في العالم العربي من يقاتل اسرائيل يحصل على هالة شبه مقدسة. هكذا كانت حال حزب الله، وهو منظمة شيعية هامشية من ناحية العالم العربي، حظيت في اثناء عقدين بمجد عربي واسلامي بسبب قتالها الجيش الاسرائيلي فقط. عندما خرج الجيش الاسرائيلي من لبنان قبل ست سنين، ذوى هذا المجد. المنظمة أسيرة اليوم في الاقتصاد اللبناني الآخذ في النهوض وبالزعم اللبناني العام المُحق أن اسرائيل خرجت من لبنان ولم يعد يوجد سبب لنضالها.
لقد ذكر كاتب هذه السطور في الماضي أن اسرائيل أداة في أيدي نُظم الحكم والمجتمعات العربية. فعندما تقترب منها بخطوات سلمية، يُفترض في أكثر الحالات عندهم أن تُستعمل جسرا نحو الولايات المتحدة. وبمقابلة ذلك عندما يتحدونها بالتهديدات، يكون الهدف الوصول الى مواقف تأثير في المعسكر الراديكالي العربي والاسلامي. اسرائيل هي الرافعة الارخميدية، التي يصلون عن طريقها نحو أطراف متناقضة تماما: الى الغرب أو الى الراديكالية والتحريض الاسلاميين.
اذا كان هذا هو الوضع، فيجب على اسرائيل أن تكف عن كونها أداة في أيدي الطغيان الايراني. إن كل اعلان اسرائيلي بأنها ستُبيد ايران أو ستعمل عملا يُضادها يلعب لمصلحة نجاد فقط. فهو مُحتاج الى تهديدات أو ردود حماسية اسرائيلية، من اجل أن يعزز ويعاظم مكانته كمدافع أصيل عن الاسلام. انه يتحدى اسرائيل عن عمد، لكي يشجعها على الخروج من طورها ليُقدم بذلك نفسه. وعلى هذا يجب على اسرائيل أن ترد بالصورة الوحيدة التي تحبط أهدافه: أن تنظر الى ايران بتوقير.
يجب على الناطقين الاسرائيليين في كل فرصة أن يستعملوا رسالة واحدة فقط وأن يكرروها مرة تلو اخرى: اسرائيل ليس لديها أي نزاع مع ايران، لا اقليمي، ولا قومي ولا غيرهما. اسرائيل تُجل ايران وكانت ستكون سعيدة لو تجددت العلاقات الوثيقة التي سادت بين الدولتين لسنوات طويلة. اسرائيل وايران هما المملكتان الوحيدتان اللتان قامتا قبل آلاف السنين وما تزالان قائمتين، واسرائيل مدينة دينا تاريخيا لايران لان الملك كورش الفارسي مكّن شعب اسرائيل من العودة الى ارضه وعبادته في سنة 538 ق.م، بعد نحو خمسين سنة من خراب الهيكل الاول. ومن ناحية ايران ما يزال كورش شخصية مهمة اليوم ايضا.
لا يعني هذا أنه يجب على اسرائيل أن تُهمل المتابعة الاستخبارية والتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية في كل ما يتعلق بالخطر الذري الايراني. لكن هذا أصبح مشكلة عالمية اليوم، ولا يوجد سبب يدعو اسرائيل الى جعلها مشكلة اسرائيلية قبل كل شيء. هذا اتحاد عُظماء، ويفضل أن تترك اسرائيل الصغيرة الولايات المتحدة تعالج الأمر من قريب، وهو ما تفعله ايضا. يجب على اسرائيل أن تكون لها مصلحة واحدة فقط الآن: أن تحاول ألا تكون قدر المستطاع أداة في يد الرئيس الايراني.
صحيفة يديعوت 18/5/2006
وفيما يلي مقال اسرائيلي اخر يؤكد ما قلناه حول عدم وجود ازمة رئيسية بين اسرائيل وامريكا من جهة وايران من جهة اخرى .
من صحافة العدو : حتى لا يكون خرقة
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة
سياسة اسرائيل تجاه ايران ضعيفة وغير واضحة بعد رحيل شارون
تبدل الحكم أحدث تغييرا هادئا في سياسة اسرائيل تجاه التهديد النووي الايراني. عندما كان اريئيل شارون رئيسا للوزراء اتبع سياسة "هادئة": اسرائيل معنية في حشد الغرب ضد ايران حسب اعتقاده، ولذلك يتوجب عليها أن تقلل من التصريحات العلنية وأن تُركز على القنوات الدبلوماسية الهادئة والحرب النفسية. شارون اكتفى بالقول أن اسرائيل لن تُسلم بوجود ايران النووية.
كان لشارون ميزتان اثنتان: الصلاحية والتفويض الأمني المطلق نحو الداخل، وصورة القائد الذي قد يهتاج ويغضب نحو الخارج. التفويض الداخلي وعد بموقف اسرائيلي موحد. التسريبات الاعلامية بأن اسرائيل ستهاجم ايران اذا فشلت المساعي الدبلوماسية، حثت الولايات المتحدة واصدقاءها في اوروبا على التحرك. رصيد شارون من قبية والمتلة حتى بيروت والمقاطعة، لم يترك مجالا للشك بأنه قادر على اصدار الأوامر بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية.
بقيت اسرائيل من دون "مستر أمن" فوق رأس الهرم، وقادتها الجدد يستصعبون إثارة نفس الدرجة من الاحترام. النتيجة هي تزعزع السياسة السابقة. أولا، التهديد الايراني تحول الى قضية سياسية. رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، دعا رئيس الوزراء اهود اولمرت الى ترك قضية اخلاء المستوطنات حاليا وتحويل المليارات للتسلح السريع ضد ايران. قبل الانتخابات أيد نتنياهو شن عملية ضد ايران، والآن يُلمح بأن اولمرت ليس قويا بدرجة كافية لمعالجة هذا التهديد.
ثانيا "انضباط الحديث" تجاه ايران ضعف. اولمرت نعت رئيسها بـ "المريض النفسي" وشبهه بهتلر، وشمعون بيرس ذكر أحمدي نجاد بأن ايران قابلة للابادة ايضا. تصريحات الرئيس الايراني مثيرة للغضب وقد عززت وأبرزت مشاعر الخوف لدى الجمهور. ولكن القيادة تحاكم ايضا من خلال قدرتها على الامتصاص وعدم السماح للعدو بتحويل الازمة الى مجابهة اسرائيلية - ايرانية.
ثالثا في اسرائيل ظهرت براعم الجدل حول السياسة المتبعة. الجهات التي تتولى "الاحباط السياسي" والتصدي للتهديد الايراني - الموساد ولجنة الطاقة النووية ووزارة الخارجية - يؤيدون المساعي الامريكية لعزل طهران وفرض العقوبات عليها. المشكلة هي ان هذه الجهود لا تحرز النجاح. وزير بارز تساءل على مسامع اولمرت ان كان ملك العقوبات عاريا من ملابسه وان كانت هذه الطريقة الملائمة لمعالجة تهديد - وجودي بالغ الخطورة لاسرائيل. في الدوائر المهنية ايضا يتساءلون ان كان العالم قد وصل الى النقطة التي سيكون عليه فيها ان يختار بين القبول بايران النووية وبين شن عملية عسكرية ضدها وما الذي ستفعله اسرائيل بهذا الصدد.
الاسئلة المطروحة في مكانها: سياسة اسرائيل متخلفة في الوزراء خلف التطورات الدولية . رسالة احمدي نجاد لجورج بوش كانت ألمعية دبلوماسية فاجأت القدس. رغم عباراتها الصعبة ضد اسرائيل وامريكا، الا ان هذه الرسالة تثير ضغوطا قوية على واشنطن حتى تشرع في الحوار النووي مع طهران. هنري كيسنجر دعا بوش في هذا الاسبوع الى عدم تفويت الفرصة. الا ان اسرائيل تجد صعوبة في بلورة موقف من الحوار الامريكي - الايراني. من الافضل لاولمرت ان يجدد موقفه من ذلك من قبل توجهه الى واشنطن لان المسألة ستطرح هناك بالتأكيد.
ماذا سيقول اولمرت لبوش في الاسبوع القادم؟ التوصية التي حصل عليها كانت: توضيح خطورة التهديد الايراني في نظر اسرائيل من دون اظهار ذلك. كانت القدس تحث امريكا على مغامرة عسكرية او تهدد بشن عملية عسكرية. اولمرت سيكون بحاجة الى خبرة ميزاته ومواهبه السياسية في هذه المهمة. ولكن ذلك ليس كافيا: عليه ان يعزز صلاحياته الامنية الداخلية حتى لا تصل الى مكانة الإمعة التي تخشى العمل ضد ايران. يتوجب اتخاذ القرارات في هذه المسألة الحساسة باتزان وليس بسبب ضعف داخلي.
هآرتس 18/5/2006
شبكة البصرة
الخميس 20 ربيع الثاني 1427 / 18 آيار 2006