المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعث قدر الأمة وعنوانها الكبير في النصر والتحرير



abuelabed
05-05-2006, 01:23 AM
شبكة البصرة
د. فيصل الفهد
عشنا خلال شهر نيسان مناسبات عزيزة على قلب كل عراقي وطني شريف مؤمن بالله وبالوطن وبتاريخ العراق وحاضره ومستقبله مثلما هي عزيزة أيضا على كل العرب والمسلمين الشرفاء والأحرار في العالم ولان هذه المناسبات تشكل مرتكزاً مهماً في نضالنا وجهادنا اليومي وحافزا قويا لانجاز المهام الكبرى وفي مقدمتها النصر المؤزر وتحرير العراق فان استذكارها ألان وبعد مرور ثلاث سنوات على جريمة الاحتلال واغتصاب السلطة الوطنية وتدمير الدولة العراقية وما أصاب المشروع الأمريكي من فشل ذريع بفضل الصولات العزوم والبطولات النادرة والصمود الرائع للشعب العراقي ومقاومته العراقية الباسلة لابد وان نستقرأ التطورات التي فرضت نفسها على ارض الواقع ومنها على وجه الخصوص العملية الجهادية التي أصبحت تشكل الظاهرة الأساس التي ميزت العراقيين عن سواهم من الشعوب والتي أسهمت في تفجير كل الطاقات العراقية الشريفة المخلصة ووجهتها نحو الهدف الأساس وهو تحرير العراق .أن قراءة متأنية ودقيقة لطبيعة الواقع العراقي بعد الاحتلال تؤيد رصانة وقوة وحقيقة الفوى التي تقود المسيرة الجهادية والتي يقف حزب البعث العربي الاشتراكي في خطها الأول تحف به مؤازرة وإسناد ودعم كل من رفعوا لواء تحرير العراق (بصدق) وهذا لم يكن ليتحقق لولا أن حزب البعث يمتلك جملة من الخواص والقدرات تجعله على الدوام اكبر من كل التحديات والظروف القاهرة التي تعود على مجابهتها دوما .

لقد واجه البعث منذ ان طرح نفسه فكرا قوميا عربيا أصيلا مؤمنا رساليا على الساحة العربية ثم انطلاقته بعد 7/4/1947 كثير من المخاطر والإشكاليات التي استهدفته وحاول أصحابها تمزيق أوصاله لاسيما بعدما ثبتت صحة أطروحاته ومعالجاته للواقع العربي المريض واستطاعته ان يبسط نفوذه في قيادة النضال الوطني والقومي التحرري عبر سلسلة من الثورات الرائدة التي تركت بصماتها واضحة في سفر الأمة العربية الخالدة وفي قضاياها المصيرية وفي مقدمتها قضية تحرير الجزائر وقضية فلسطين وقضايا أخرى عانت منها جماهيرنا العربية ولاتزال .

أن محاولات أعداء العروبة والإسلام في توجيه الضربات لحزب البعث كانت وستبقى أسيرة الفشل فعظمة البعث ومناعة وقوة ورصانة وأيمان مناضليه كانت الأقوى وهم على الدوام كانوا بمثابة صمام الأمان للحزب في مواجهة المؤامرات والتحديات أيا كان مصدرها.... وإذا كان بعض من يهمهم الأمر يعتقدون ان الحزب لم يواجه تحديا صعبا او ظرفا قاسيا مثلما حصل بعد احتلال العراق فان مثل هذا الاعتقاد لن يكون دقيقا طالما ان أصحابه لم يهضموا تاريخ الحزب وماسبق أن واجهه من مصاعب يندر على غيره مواجهتها وتجاوزها لاسيما



وان الحزب كان يخرج على الدوام أكثر صلابة وقوة وخبرة وتماسك .... صحيح ان قوات الظلام من المحتلين وعملائهم لازالوا يبذلون جهودا كبيرة كي يعطلوا الفعل النضالي

والجهادي والجماهيري للبعث .... ولم يكن اجتثاث البعث السىء الصيت وإلغاء الجيش العراقي وحل وزارة الإعلام (وهي ثلاثة عناوين لحقيقة واحدة) مجرد قرارات عرضية هامشية بل أنها كانت تشكل قضية مفصلية في صلب المشروع الامبريالي الصهيوني الفارسي ضد عروبة العراق ووحدته ودوره الريادي في المنطقة ولم يكتفي المجرمين البغاة بهذه الجرائم بل تعدوها الى استهداف البعثيين بسلسلة طويلة من عمليات القتل والاعتقال والتهجير القسري التي ماتزال تتصاعد لاسيما وان المحتلين وعملائهم يستغلون حالة الانفلات الأمني التي أوجدوها لكي ينفذوا مخططاتهم الحقيرة ويسارعوا في تصفية اكبر عدد ممكن من مناضلي البعث ومن حسبوا على التيار الوطني الشريف في العراق.

لقد سبق لكثيرين في الماضي ان اعتقدوا ان البعث لن تقوم له قائمة بعد الصراعات الحادة مع عبد الكريم قاسم ثم بعد ردة تشرين 1963الاان البعث وبفضل مقوماته وصلابة مناضليه تجاوز تلك المحن الشديدة وحولها الى انجاز كبير بتخطيطه وتنفيذه لواحدة من اشرف الثورات وابلغها قوة وأعظمها انجازا وكانت محط إعجاب الأصدقاء وشوكة في عيون الأعداء (ثورة تموز 1968) ولان هذه الثورة حققت طفرة نوعية في كل شيء لم يألفها الأعداء (امبرياليين وصهاينة وفرس) فقد عد ذلك من قبلهم تجاوزا للخطوط الحمراء وهذا ما جعلهم يحشدون كل مافي جعبتهم من شر وحقد ويدفعوا بعملائهم للتآمر على العراق ونظامه الوطني تارة وتارة أخرى يوجهوا النظام الإيراني للعدوان على العراق أملا في كسر شوكة العراق وتحجيم دوره القومي والاسلامي والانساني وكان الظفر والنصر المؤزر هو العنوان البارز والمحصلة الدائمة لصراع البعث مع أعداء العراق والأمة العربية ولم يكتفي دعاة الشر بذلك بل نصبوا فخا للأسف الشديد انطلى على رموز القيادة وكان الدخول إلى الكويت بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع الأعداء تجمع فيها كل عناصر الشر وكانت فعلا حرب عالمية غير شريفة لقوى البغي والظلام ضد قوى الخير وأرادته الحرة الكريمة التي يقودها البعث في العراق والتي تجاوزوا فيها على الخطوط الحمراء بارتكاب البشع الجرائم عندما احتلوا العراق وفعلوا مافعلوه بشعبه واعتقدوا إنهم أجهزوا على اهم مرتكزا ته وهو حزب البعث العربي الاشتراكي وكل القوى الوطنية الرافضة للاحتلال ...ولكن أرادة الله وأيمان العراقيين وفي طليعتهم مجاهدوا البعث العظيم كانت أقوى من كل عمليات التأمر والاستهداف وكانت صيحة الجهاد والمقاومة هي الكبرى التي لا تعلوا فوقها إلى صيحة النصر المؤزر القريب انشاءالله .

ان أمنيات الخائبين بإنهاء وجود البعث في العراق فكرا وسلوكا وتنظيما أمنيات قبرت قبل ان تولد فالبعث كان وسيبقى هو الأقوى ...بل أن استهداف البعثيين ومحاولة اجتثاثهم قوت رصيد



الحزب وزادت من جماهيره وأضافت إليهم عوامل أخرى يوظفونها اليوم وغدا في عملياتهم الجهادية لتحرير العراق .....

لقد قدم المحتلين وعملائهم للبعث خدمة كبيرة من حيث لايدروا وكانت قراراتهم التعسفية ضد مناضلي البعث وضد جيش العراق الباسل ومنتسبي وزارة الإعلام وكل الأجهزة والمؤسسات الوطنية العراقية بمثابة حافز أضافي قوى الحزب وزاده صلابة واقتدار لاسيما عندما اقتنع جميع المناضلين ان مهامه مقدسة أخرى أضيفت إلى المهام التي تربوا وتدربوا على النهوض بها ضد الاحتلال وأعوانه فلم يعد الموضوع مجرد مجابهة احتلال وطن وانتهاك لحرمات وتدنيس أعراض بل زاد فوق ذلك الدفاع عن التراث والهوية والوجود ألبعثي إضافة إلى انه أصبح ابعد من كل ذلك دفاعا عن إرادة الشعب العراقي والأمة العربية والإسلامية ومستقبل البشرية ومن هنا كان فخر واعتزاز البعثيين مع إخوانهم الفصائل الأخرى في أنهم يدافعون عن الإنسانية ويرسمون لها ملامح صورتها الجديدة بعيدا عن هيمنة قوات الشر الامبريالية الصهيونية الفارسية والتي استطاع مجاهدي العراق كسر ظهرها وتحطيم دعائمها.

لقد تعود البعثيين بين حين وأخر سماع بعض الأصوات التي تجاهر القول وتطالب الحزب بان ينتقد مسيرته السابقة لاسيما تجربته الرائدة بالعراق ...علما اننالاننكر وقوع الأخطاء في مسيرة 35 عاما وقسم من تلك الأخطاء لايمكن السكوت او التغاظي عنها علما بأنها لم تكن أخطاء مؤسسية بل غلب عليها الطابع الفردي ..... ورغم أن تقويم المرحلة السابقة وانتقادها هي من من صلاحيات مؤتمرات الحزب القومية والقطرية ألا أن قيادة حزبنا في العراق الواعية الأمينة ولعدم تحقق الظروف المؤاتية لعقد مؤتمرها القطري الذي يمكن أن يكون المناخ لإجراء عمليات التقويم المقصودة .... نقول رغم كل ذلك بادرت القيادة وعبر آمين سر قيادة قطر العراق وكالة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم إلى وضع لمسات دالة معبرة تشير بوضوح تام الى رغبة بعثية صادقة في ملاحقة وتحديد وتأشير حالات الخطأ التي أثرت على مسيرة تجربة العراق قبل الاحتلال .

ان نظرة موضوعية لما تضمنته دوريات الحزب وتحديدا تلك التي تهدف الى تقويم المسيرة السابقة تؤكد ان حزب البعث يمتلك من الحيوية والانبعاث والتجدد مايجعله قادرا على تجاوز كل الأطر التي أراد الأعداء تحديده فيها وستمكنه دوما على مواجهة كل الظروف والصعاب والصراعات المفروضة عليه قصرا بقدرات بعثية جبارة لايزال الأعداء يجهلونها .

وفي خطوة ذكية وشجاعة طرح البعث مشروعه الاستراتيجي والذي ركز فيه على نقد الجوانب السلبية التي رافقت جانب من مسيرته الكبيرة طيلة خمس وثلاثون سنه ومع ان هذه السلبيات امرأ لا يفارق أية تجربة ثورية أصيلة وفي تجربتنا لاتعدو أن تكون ممارسات يغلب عليها الاجتهادات الفردية هنا او هناك ومع ذلك فان روح النهوض في الحزب لم نترك هذا



الموضوع دون الإشارة إليه مع عدم إهمال أن تكون هذه المسالة وغيرها عناوين بارزة في أول مؤتمر قطري يعقده الحزب بعد النصر القريب انشاءالله .

ومن الأمور التي ركز عليها الحزب في مشروعه الستراتيجى اضافة إلى تشخيص السلبيات تاكيده على الوقوف بوجه الفردية والدكتاتورية واعتماد القيادة الجماعية والالتزام بالشرعية الدستورية واحترام مؤتمرات الحزب ومقرراته وتنظيم الحياة الداخلية للحزب والتأكيد على العلاقة الجدلية بين النسخ الصاعد والنسخ النازل بين القيادات والقواعد والاهتمام المتزايد بالجوانب الأمنية وتثو ير وتعميم ثقافة الجهاد والكفاح المسلح ليس بين البعثيين الذي يعتبرون ذلك جزءا أساسا من واجبهم ونضالهم اليومي بل ولدى كل أبناء شعبنا العراقي الغيارى وصولا إلى انجاز الهدف الأكبر في هذه المرحلة وهو طرد انسحاب قوات الاحتلال بالكامل وانجاز المهام الاخرىالمرتبطة به .

أن البعث العظيم وهو يقارع الاحتلال ويناضل من اجل انجاز مهامه التاريخية مستمر في تطوير قدراته وتعميق ممارساته الجهادية ويعمل البعثيون باستمرار على تجاوز كل العقبات والمعوقات وبما يحقق في كل يوم انتفاضة جديدة تذهل الأعداء وتشرح صدور الأصدقاء، فالبعثيون كانوا وسيبقون حصة العراق والعروبة والإسلام وهم وقودها الذي لاينضب ومشاعلها التي لاتنطفىءابدا وهم رافعي رايات النصر وصانعي أمجاد العراق والأمة ولن يتخلوا عن دورهم الريادي مهما كلفهم ذلك من تضحيات طالما كانت جزء من هويتهم في سفرهم النضالي لأكثر من سبعين سنة فالبعث هو القوة الوحيدة التي تستطيع جمع شمل العراقيين بكل اصطيافهم وألوانهم الجميلة وهو الأمل ففي البعث تختفي اثار الطائفية والعرقية والعنصرية وغيرها من الاطراف التي يحاول المحتلون وعملائهم ترسيخها في رحم الشعب العراقي وبهذه المناسبة لابد ان نوجه التحيات

تحية إلى قائد البعث السيد الرئيس صدام حسين فك الله أسره .

تحية إلى شيخ المجاهدين أمين سر قيادة قطر العراق وكالة والقائد الميداني للمقاومة الرفيق المناضل عزة إبراهيم أدامه الله ذخرا وعزا للعراق وقضيته العادلة تحية لكل مناضلي البعث والمجاهدين الإبطال قرة عين العراق والأمة العربية وصانعي فجرها الجديد ،

تحية الى شعب العراق المنصور بالله ابدا

شبكة البصرة

الخميس 6 ربيع الثاني 1427 / 4 آيار 2006

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس