صدام77
28-04-2006, 04:44 AM
صدام حسين المفترى عليه والمنتمى إلينا (منقول بتصرف)
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
استعمال كلمة "الفشل" الأمريكى فى العراق يُعد البديل الأقرب إلى الاحتمال ـ بالنسبة لأمريكا ـ من كلمة الهزيمة ، ولذلك فإن أغلب كتاب الغرب يفضلوا استخدام كلمة "الفشل" عن كلمة الهزيمة للتقليل من آثر الفجيعة التى حاقت بأمريكا فى العراق ..
يقول "ويليام بكلى" : ( لا يساور أحد الشك فى أن هدف الولايات المتحدة فى العراق قد فشل ، وأن التحدى الذى يواجه بوش وكبار مستشاريه الآن هو كيفية التعامل مع حقيقة هذا الفشل .. لقد ثبت عمليًا عدم قدرة جيش قوامه 130 ألف جندى أمريكى على احتواء الأعمال العدائية فى العراق ، وأنه يتعين على بوش ومستشاريه وضع خطط مختلفة للتعامل مع هذا الفشل ، وإن كانت النقطة الجوهرية هنا هى ضرورة الاعتراف بالهزيمة ) ... هذا بعض مما نشرته جريدة الأندبندنت البريطانية فى مارس الماضى .
ولأن المقاومة العراقية ليس لها إعلام رسمى يساندها فسيظل الفشل الأمريكى هو البديل لكلمة فضيحة أو هزيمة إلى أن يتم الإنسحاب الرسمى من العراق وتضح حقائق الأمور .
وفى الواقع فإن الهزيمة لن تكون هزيمة كاملة إذا نجحت أمريكا فى تنصيب حكومة عميلة هناك وتمكين نظام فاسد من حكم العراق حيث تكون بذلك قد نجحت فى تحقيق بعض أهدافها الرئيسية من تلك الحرب الشرسة التى استهان بها بوش فى أول الأمر وتصور أنها لن تعدو أكثر من تدريب ونزهة عسكرية .
وإن لم يكن هذا الذى يحدث الآن لجنود أمريكا فى العراق انتحارًا غلى أسوار بغداد فأى شئ يمكن أن يكون ؟!! .. لقد قالها الرئيس المجاهد صدام حسين فى بداية المعارك ، وكان عند وعده وعهده رغم سخرية السفهاء منه عند سماعهم لقول القائد والزعيم ، لكن واقع الحال يؤكد صحة هذه المقولة ، فلم يهرب صدام من العراق مثلما تحدثوا فى بداية الحرب ، ولم يهرب أى من معاونيه أو أعضاء حكومته أو أتباعه ، ولم يهرب أبناءه ولا أحفاده واستشهدوا فى المعارك التى خاضوها ضد قوات الاحتلال ، ولم يتنصل أحدًا من صدام وأفعاله ، ولم يذم فيه مسئول واحد وبقى الكل فى العراق يقاوم ويدافع ويكبد العدو الأمريكى خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات ..
لقد سلبت المقاومة العراقية النوم من عيون جنود أمريكا وجعلتهم أصحاب عاهات وأمراض نفسية .. ومسحت المقاومة العراقية الأرض بكرامة أمريكا وقذفت بسمعتها فى الوحل ، واستطاعت أن تقترب من النصر كثيرًا فى عدة شهور بسيطة وبضع سنين قليلة من بداية المعارك ـ رغم انحياز دول الجوار والمجتمع الدولى لأمريكا ، ورغم خلو الساحه من إعلام نظيف يدافع عن المقاومة وعن الزعيم ..
وعملت المقاومة فى ظروف قاهرة وغاية فى الصعوبة لكنها انتصرت وقهرت بأيديها أعتى قوة غاشمة عرفها التاريخ .. قهروا الدبابات من غير دبابات ، وأسقطوا الطائرات من غير طائرات ، وقهروا التكنولوجيا من غير تكنولوجيا ، وأضحكوا العالم على بوش وأمريكا وفرق الموت التابعة لهم فى العراق !!
لقد رفعت المقاومة العراقية الشرف العربى عاليًا وأثبتت أن المقاومة الإسلامية لا يمكن قهرها أو النيل منها مهما ساءت الظروف وتعقدت الأمور ، وأن الدين الإسلامى دين حق ينصر من ينصره ويخذل من يخذله .
لقد أثبت صدام وقومه أنهم الخير الباقى فى الأمة ، ولولاهم لكانت الكلاب الأمريكية المسعورة منتشرة الآن فى عواصمنا العربية .. فى الرياض ودمشق والقاهرة ولبنان !!
من هنا يستشعر كل منصف ان للمقاومة العراقية فضل كبير على الأمة وعلى كل دولة من دول المنطقة وعلى كل حاكم خان العراق وحاكمه ، فلولا هذه المقاومة لتغيرت أنظمة وتغيرت حدود وسقطت معادلات وظهرت حقائق ، ويكفى المقاومة العراقية فخرًا أنها أخرست الرئيس الأمريكى جورج بوش للأبد وجعلته يكف عن إطلاق عبارات التهديد والتسويق لشرق أوسط جديد فهدأت نبرات غروره وأوشكت على التلاشى والإنحدار .
لقد أذكت المقاومة العراقية روح الجهاد فى الأمة وفتحت أبواب الجهاد الإسلامى على مصرعيه فأشعلت المقاومة الأفغانية من جديد وانسحبت إسرائيل من غزة صاغرة وذليلة ، وهذا كله يرجع الفضل فيه لله أولا ثم للمقاومة العراقية ثانيًا .
وإننى ـ حتى هذه اللحظة ـ لا أجد ما يبرر عدم دعم أنظمتنا العربية للمقاومة العراقية بعد كل أفضالها على الأمة !!
هل هو الحقد ؟!!
أم هى الكراهية لكل ما هو إسلامى ؟!!
أم بسبب العمالة والإستكانة ؟!!
أم بسبب الخوف من أمريكا ؟!!
إن الإعتراف بالمقاومة يجب أن يكون الحد الأدنى فى الموقف الرسمى العربى ، وإن لم تستطع الأنظمة مساعدة المقاومة علانية فلا أقل من دعمها سرًا ودون إعلان حتى ننتقم من أمريكا شعبًا وحكومات بعدما أذلت الإسلام كثيرًا وحاربته على كل الأصعده .
، وما أقوله على المقاومة أقوله أيضًا على الموقف الرسمى المخزى من الرئيس صدام حسين حيث لا أجد ما يبرر موقف الحكام المخزى والمشين !!
إن هذا الفارس النبيل له سجل أبيض وناصع ومشرف فى خدمة قضايا العروبة والإسلام .. ساعدنا بعد النكسة .. وساعدنا فى حرب أكتوبر .. وساعد المصريين البسطاء فى كسب لقمة العيش بكرامة وشرف ودون إهانة كالتى عهدناها من أهل الكويت والسعودية وأغلب دول الخليج .. وساعد الأردن الجاحد الظالم الناكر للجميل وأمده بالبترول المجانى والدعم المالى .. وساعد الفلسطينيين على الصمود والتحدى وتبنى أسر الشهداء والمقاتلين ودعم المقاومة بالمال والسلاح !!
إننى ازاء كل هذا وأكثر لا أجد سببًا واحدًا للجحود العربى ونكران الجميل نحو هذا الفارس النبيل الذى لم يلين لخطب ولم ينكسر بحصار ولم يهاب حرب ولم يخشى نزال وواجه حروبًا عالمية متعاقبة دون أن يسانده أحد وقدم أولاده وأحفاده فداءً للوطن وضحى بملكه وحكمه من أجل كسر طوق العبودية والتبعية للغرب .. فمن من الحكام العرب فعل ذلك ؟!!
سيأتى اليوم الذى سيتعجب فيه الأحفاد على مواقفنا المخزيه وأفعالنا المعيبه تجاه العراق الحبيب وقائده العظيم !!
سيتعجبوا منا مثلما تعجبنا فى وقت مضى على ما حدث للأمة منذ قرون خلت على يد قوات التتار والمغول وأجارم الحروب الصليبية !!
سيتعجبوا عندما يقرأوا التاريخ ويعلموا مشاركة حكامنا العرب لأمريكا فى الاعتداء على العراق الشقيق ومشاركتهم لقائد الحملة الصليبية المجرم بوش فى النيل من صدام وأعوانه ، وسيتعجبوا أكثر من إعانة حكامنا للمشركين على المسلمين !!
.... والحمد لله ـ حتى هذه اللحظة ـ لم يُهزم العراق من أمريكا ، ولن يهزم بإذن الله ، ولم تنتصر أمريكا على العراق ، ولن تنتصر بإذن الله ، ولقد أتمت الحرب الأمريكية على العراق عامها الخامس عشر ، وهذا ما يجب أن نفهمه ونذكره ، فليست هذه هى الذكرى الثالثة للحرب الأمريكية على العراق مثلما يروج البعض .. إنها الذكرى الخامسة عشر للحرب الأمريكية على العراق ، فمنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولى رقم 687 فى 3 إبريل 1991 الخاص بتجريد العراق من أسلحته والعراق فى حالة حرب مع أمريكا تارة بالحصار وتارة بالحظر الجوى وتارة بالمقاطعة الدولية وتارة بحرب ما يسمى تحرير الكويت وتارة بالقصف اليومى الذى انسحبت منه فرنسا وتركت له أمريكا وبريطانيا دون شرعية من الأمم المتحدة ... إلى أن تم غزو العراق على النحو الذى نراه الآن .
كل هذا حدث للعراق ولم تحقق أمريكا أدنى مكاسب لها طيلة هذه المدة اللهم إذا اعتبرنا الهدم والقتل والبلطجة نوع من أنواع الانتصار الخسيس .
لقد اختلطت الأوراق واحترقت الضمائر وغيبت الذاكرة ، ولن تهدأ حروب المنطقة إلا إذا اعترفت أمريكا بالخطأ وأعلنت ذلك على الملأ ، لكن ذلك لن يحدث أبدًا ـ على الأقل فى عهد المجرم بوش مجرم الحرب الدولى الذى لا يعرف له العالم فضيلة ولا شرف ولا أخلاق ولا قيم .. إنه لا يعرف غير الصلف والغرور والمكابره ولا يعلم شيئـًا عن أدب الحروب وأخلاق الفروسية ، ولو قدرت الأقدار سقوط هذا المجرم فى يد المجاهد صدام حسين ما فعل فيه صدام شيئـًًا مما فعله هذا المجرم الخطير ، وهذا يبين الفرق بين زعيم العصابة والقائد المسلم ، وهو نفس الفرق الذى بين الإسلام وبين سائر الأديان .
أرونى عراقى واحدًا ينام اليوم مطمئنـًا على ماله وعرضه منذ غياب نظام صدام حسين .. حتى الخونه لا يشعروا بالأمان إلا فى المنطقة الخضراء وفى ظل الدبابات والطائرات الأمريكية !!
الكل فى العراق الآن يحمل سلاحه دفاعًا عن نفسه وأهله ووطنه ، لكنه ليس مطمئنـًا على مستقبله ولا مستقبل أولاده ففرق الموت الجعفرية تجوب الشوارع ليلاً وتقتل وتدمر دون حكمة أو تمييز ..
ولو عاد صدام للحكم ما بقى عميل واحد فى العراق ولعاد كل خائن إلى حيث أتى ولألقى كل عراقى سلاحه ونام قرير العين فى ظل حاكم نبيل وعادل دون الحاجة إلى حمل سلاح أو تناوب حراسة .
لو عاد صدام حسين حاكمًا للعراق .. لن يكون للسيستانى قيمة ، ولا لطالبانى وزن ، ولا صار الجعفرى ـ الذى لا يصلح رئيسًا للخفراء ـ رئيسًا للوزراء ، ولدخل الجلبى السجن جراء ما اقترفت يداه ، ولنال علاوى الجزاء الحقيقى على ما أحدثه فى العراق من تفجيرات نالت المدنيين قبل وبعد الغزو .
ما أحوجنا للصدق مع النفس ومع الآخرين ، وحاجتنا للصدق أشد من حاجتنا للبحث عن مخرج لما نحن فيه ، فالصدق هو الذى سيهدينا إلى المخرج وإلى سواء السبيل ..
العراق اليوم يعيش من غير حاكم ومن غير شعب حقيقى يفرض ما يريد على من يحكموه بعدماهمشت أمريكا الشعب ونصبت العملاء والغرباء والخونه على مقدرات العراق ..
لقد نسى العرب أن العراق عربى ومسلم وجزء من الأمة ، ونسى المسلمون مكانة الجهاد وفضلوا عليه الرقود والرضا بالاستعباد .... وكلها أمور من المتناقضات كتب على العراق أن يتحملها بمفرده ويقاوم المحتل رغم مرارتها !!
لكم كانت سعادتى وفرحتى بتلك السطور الرائعة التى كتبها الدكتور محمد عباس فى حق المجاهد صدام حسين والتى انتظرتها طويلا لكى أكتسب الثقة فيما أقول ولأتيقن من صحة مواقفى تجاه المجاهد صدام حسين ... وكم دعوت ربى فى الشأن العراقى أن يرنى الله الحق حقـًا ويرزقنى إتباعه ، وأن يرنى الباطل باطلاً ويرزقنى اجتنابه ، وتمنيت فى قرارة نفسى أن أقرأ ولو سطرًا واحدًا بقلم المجاهد محمد عباس ينصف فيه المجاهد صدام حسين ...
كنت دائمًا أحدث نفسى عن قناعة وإيمان قائلاً : إن الميدان الذى يخلو منه الدكتور محمد عباس لابد أن يكون ميدان زيف وضلال ، وهذا ما كان يرعبنى فى شأن صدام حسين ، فقد تعودنا جميعًا على أن نرى الدكتور محمد عباس دومًا فى مقدمة الصفوف التى تدافع عن الحق وعن الشرفاء ... دافع عن الشيخ أسامه بن لادن أعزه الله ونصره ، ودافع عن الشيخ أيمن الظواهرى حفظه الله ورعاه ، ودافع عن قادة الإخوان بارك الله فيهم وأيدهم ، ودافع عن الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره ، ودافع عن الدكتور السباعى أعزه الله ونصره ... دافع عن العديد من الشرفاء فى شتى المجالات ... إلا صدام حسين ، وهذا ما كان يقلقنى ويجعلنى أعيش فى شك من مواقفى لأننى كنت على يقين أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون سهوًا أو خطأ ولابد أن يكون على أمور لا يعلمها غيره عن صدام حسين ... إلى أن جاءت سطوره الرائعة جلية وواضحة بعد طول تحقيق وتمحيص لتثبت الأقدام وكأنها الجائزة الكبرى لكل من يكتب فى ميدان الحق مدافعًا منذ أمد بعيد عن صدام حسين ....
يقول الدكتور محمد عباس :
تحية أيضا إلى البطل – لأول مرة في حياتي أقولها بعد عمر طويل من البغضاء- صدام حسين..
نعم.. البطل صدام حسين رغم أنف أناس ينسبون إليه ذنوبا ليس ثمة شهود على معظمها إلا الصليبيين والصهاينة.. ويستكثرون هذه الذنوب على مغفرة الله ورضوانه.. كما يستبعدون التوبة النصوح كما لو كانوا يريدون تحويلها إلى صكوك غفران!!..
نعم.. صدام حسين بطل..
والرجل في زنزانته أكثر حرية من كل حكامنا..
وهو إذ يعذبه عبدة الشيطان خصيان المجرم بوش أكثر كرامة وعزا من كل حكامنا..
يـــارب: اجعل محنته تكفيرا عن ذنوبه.. ونجه يا رب العالمين.. و أقصد نجاة الآخرة قبل نجاة الدنيا..
يا صدام حسين: إني أحترمك و أحترم صمودك و أحترم قوة إرادتك ورفضك للكفر والذل.. كما أحترم موقفا ترفع فيه مصحفا لم يعد عبد من العبيد الذي يحكموننا يجرؤ على رفعه وتحكيمه فيما شجر.
_________________
إننا لا نـُسالم حتى ونحن منهزمون ولا نـُهادن حتى ونحن راقدون ... نكافح ونحن حفاه ، ونقاوم أعتى طغاه ونستمتع بالجهاد استمتاعهم بالحياة ... حياتنا شرف وموتنا فخر وخيارنا النصر أو الشهادة
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
استعمال كلمة "الفشل" الأمريكى فى العراق يُعد البديل الأقرب إلى الاحتمال ـ بالنسبة لأمريكا ـ من كلمة الهزيمة ، ولذلك فإن أغلب كتاب الغرب يفضلوا استخدام كلمة "الفشل" عن كلمة الهزيمة للتقليل من آثر الفجيعة التى حاقت بأمريكا فى العراق ..
يقول "ويليام بكلى" : ( لا يساور أحد الشك فى أن هدف الولايات المتحدة فى العراق قد فشل ، وأن التحدى الذى يواجه بوش وكبار مستشاريه الآن هو كيفية التعامل مع حقيقة هذا الفشل .. لقد ثبت عمليًا عدم قدرة جيش قوامه 130 ألف جندى أمريكى على احتواء الأعمال العدائية فى العراق ، وأنه يتعين على بوش ومستشاريه وضع خطط مختلفة للتعامل مع هذا الفشل ، وإن كانت النقطة الجوهرية هنا هى ضرورة الاعتراف بالهزيمة ) ... هذا بعض مما نشرته جريدة الأندبندنت البريطانية فى مارس الماضى .
ولأن المقاومة العراقية ليس لها إعلام رسمى يساندها فسيظل الفشل الأمريكى هو البديل لكلمة فضيحة أو هزيمة إلى أن يتم الإنسحاب الرسمى من العراق وتضح حقائق الأمور .
وفى الواقع فإن الهزيمة لن تكون هزيمة كاملة إذا نجحت أمريكا فى تنصيب حكومة عميلة هناك وتمكين نظام فاسد من حكم العراق حيث تكون بذلك قد نجحت فى تحقيق بعض أهدافها الرئيسية من تلك الحرب الشرسة التى استهان بها بوش فى أول الأمر وتصور أنها لن تعدو أكثر من تدريب ونزهة عسكرية .
وإن لم يكن هذا الذى يحدث الآن لجنود أمريكا فى العراق انتحارًا غلى أسوار بغداد فأى شئ يمكن أن يكون ؟!! .. لقد قالها الرئيس المجاهد صدام حسين فى بداية المعارك ، وكان عند وعده وعهده رغم سخرية السفهاء منه عند سماعهم لقول القائد والزعيم ، لكن واقع الحال يؤكد صحة هذه المقولة ، فلم يهرب صدام من العراق مثلما تحدثوا فى بداية الحرب ، ولم يهرب أى من معاونيه أو أعضاء حكومته أو أتباعه ، ولم يهرب أبناءه ولا أحفاده واستشهدوا فى المعارك التى خاضوها ضد قوات الاحتلال ، ولم يتنصل أحدًا من صدام وأفعاله ، ولم يذم فيه مسئول واحد وبقى الكل فى العراق يقاوم ويدافع ويكبد العدو الأمريكى خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات ..
لقد سلبت المقاومة العراقية النوم من عيون جنود أمريكا وجعلتهم أصحاب عاهات وأمراض نفسية .. ومسحت المقاومة العراقية الأرض بكرامة أمريكا وقذفت بسمعتها فى الوحل ، واستطاعت أن تقترب من النصر كثيرًا فى عدة شهور بسيطة وبضع سنين قليلة من بداية المعارك ـ رغم انحياز دول الجوار والمجتمع الدولى لأمريكا ، ورغم خلو الساحه من إعلام نظيف يدافع عن المقاومة وعن الزعيم ..
وعملت المقاومة فى ظروف قاهرة وغاية فى الصعوبة لكنها انتصرت وقهرت بأيديها أعتى قوة غاشمة عرفها التاريخ .. قهروا الدبابات من غير دبابات ، وأسقطوا الطائرات من غير طائرات ، وقهروا التكنولوجيا من غير تكنولوجيا ، وأضحكوا العالم على بوش وأمريكا وفرق الموت التابعة لهم فى العراق !!
لقد رفعت المقاومة العراقية الشرف العربى عاليًا وأثبتت أن المقاومة الإسلامية لا يمكن قهرها أو النيل منها مهما ساءت الظروف وتعقدت الأمور ، وأن الدين الإسلامى دين حق ينصر من ينصره ويخذل من يخذله .
لقد أثبت صدام وقومه أنهم الخير الباقى فى الأمة ، ولولاهم لكانت الكلاب الأمريكية المسعورة منتشرة الآن فى عواصمنا العربية .. فى الرياض ودمشق والقاهرة ولبنان !!
من هنا يستشعر كل منصف ان للمقاومة العراقية فضل كبير على الأمة وعلى كل دولة من دول المنطقة وعلى كل حاكم خان العراق وحاكمه ، فلولا هذه المقاومة لتغيرت أنظمة وتغيرت حدود وسقطت معادلات وظهرت حقائق ، ويكفى المقاومة العراقية فخرًا أنها أخرست الرئيس الأمريكى جورج بوش للأبد وجعلته يكف عن إطلاق عبارات التهديد والتسويق لشرق أوسط جديد فهدأت نبرات غروره وأوشكت على التلاشى والإنحدار .
لقد أذكت المقاومة العراقية روح الجهاد فى الأمة وفتحت أبواب الجهاد الإسلامى على مصرعيه فأشعلت المقاومة الأفغانية من جديد وانسحبت إسرائيل من غزة صاغرة وذليلة ، وهذا كله يرجع الفضل فيه لله أولا ثم للمقاومة العراقية ثانيًا .
وإننى ـ حتى هذه اللحظة ـ لا أجد ما يبرر عدم دعم أنظمتنا العربية للمقاومة العراقية بعد كل أفضالها على الأمة !!
هل هو الحقد ؟!!
أم هى الكراهية لكل ما هو إسلامى ؟!!
أم بسبب العمالة والإستكانة ؟!!
أم بسبب الخوف من أمريكا ؟!!
إن الإعتراف بالمقاومة يجب أن يكون الحد الأدنى فى الموقف الرسمى العربى ، وإن لم تستطع الأنظمة مساعدة المقاومة علانية فلا أقل من دعمها سرًا ودون إعلان حتى ننتقم من أمريكا شعبًا وحكومات بعدما أذلت الإسلام كثيرًا وحاربته على كل الأصعده .
، وما أقوله على المقاومة أقوله أيضًا على الموقف الرسمى المخزى من الرئيس صدام حسين حيث لا أجد ما يبرر موقف الحكام المخزى والمشين !!
إن هذا الفارس النبيل له سجل أبيض وناصع ومشرف فى خدمة قضايا العروبة والإسلام .. ساعدنا بعد النكسة .. وساعدنا فى حرب أكتوبر .. وساعد المصريين البسطاء فى كسب لقمة العيش بكرامة وشرف ودون إهانة كالتى عهدناها من أهل الكويت والسعودية وأغلب دول الخليج .. وساعد الأردن الجاحد الظالم الناكر للجميل وأمده بالبترول المجانى والدعم المالى .. وساعد الفلسطينيين على الصمود والتحدى وتبنى أسر الشهداء والمقاتلين ودعم المقاومة بالمال والسلاح !!
إننى ازاء كل هذا وأكثر لا أجد سببًا واحدًا للجحود العربى ونكران الجميل نحو هذا الفارس النبيل الذى لم يلين لخطب ولم ينكسر بحصار ولم يهاب حرب ولم يخشى نزال وواجه حروبًا عالمية متعاقبة دون أن يسانده أحد وقدم أولاده وأحفاده فداءً للوطن وضحى بملكه وحكمه من أجل كسر طوق العبودية والتبعية للغرب .. فمن من الحكام العرب فعل ذلك ؟!!
سيأتى اليوم الذى سيتعجب فيه الأحفاد على مواقفنا المخزيه وأفعالنا المعيبه تجاه العراق الحبيب وقائده العظيم !!
سيتعجبوا منا مثلما تعجبنا فى وقت مضى على ما حدث للأمة منذ قرون خلت على يد قوات التتار والمغول وأجارم الحروب الصليبية !!
سيتعجبوا عندما يقرأوا التاريخ ويعلموا مشاركة حكامنا العرب لأمريكا فى الاعتداء على العراق الشقيق ومشاركتهم لقائد الحملة الصليبية المجرم بوش فى النيل من صدام وأعوانه ، وسيتعجبوا أكثر من إعانة حكامنا للمشركين على المسلمين !!
.... والحمد لله ـ حتى هذه اللحظة ـ لم يُهزم العراق من أمريكا ، ولن يهزم بإذن الله ، ولم تنتصر أمريكا على العراق ، ولن تنتصر بإذن الله ، ولقد أتمت الحرب الأمريكية على العراق عامها الخامس عشر ، وهذا ما يجب أن نفهمه ونذكره ، فليست هذه هى الذكرى الثالثة للحرب الأمريكية على العراق مثلما يروج البعض .. إنها الذكرى الخامسة عشر للحرب الأمريكية على العراق ، فمنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولى رقم 687 فى 3 إبريل 1991 الخاص بتجريد العراق من أسلحته والعراق فى حالة حرب مع أمريكا تارة بالحصار وتارة بالحظر الجوى وتارة بالمقاطعة الدولية وتارة بحرب ما يسمى تحرير الكويت وتارة بالقصف اليومى الذى انسحبت منه فرنسا وتركت له أمريكا وبريطانيا دون شرعية من الأمم المتحدة ... إلى أن تم غزو العراق على النحو الذى نراه الآن .
كل هذا حدث للعراق ولم تحقق أمريكا أدنى مكاسب لها طيلة هذه المدة اللهم إذا اعتبرنا الهدم والقتل والبلطجة نوع من أنواع الانتصار الخسيس .
لقد اختلطت الأوراق واحترقت الضمائر وغيبت الذاكرة ، ولن تهدأ حروب المنطقة إلا إذا اعترفت أمريكا بالخطأ وأعلنت ذلك على الملأ ، لكن ذلك لن يحدث أبدًا ـ على الأقل فى عهد المجرم بوش مجرم الحرب الدولى الذى لا يعرف له العالم فضيلة ولا شرف ولا أخلاق ولا قيم .. إنه لا يعرف غير الصلف والغرور والمكابره ولا يعلم شيئـًا عن أدب الحروب وأخلاق الفروسية ، ولو قدرت الأقدار سقوط هذا المجرم فى يد المجاهد صدام حسين ما فعل فيه صدام شيئـًًا مما فعله هذا المجرم الخطير ، وهذا يبين الفرق بين زعيم العصابة والقائد المسلم ، وهو نفس الفرق الذى بين الإسلام وبين سائر الأديان .
أرونى عراقى واحدًا ينام اليوم مطمئنـًا على ماله وعرضه منذ غياب نظام صدام حسين .. حتى الخونه لا يشعروا بالأمان إلا فى المنطقة الخضراء وفى ظل الدبابات والطائرات الأمريكية !!
الكل فى العراق الآن يحمل سلاحه دفاعًا عن نفسه وأهله ووطنه ، لكنه ليس مطمئنـًا على مستقبله ولا مستقبل أولاده ففرق الموت الجعفرية تجوب الشوارع ليلاً وتقتل وتدمر دون حكمة أو تمييز ..
ولو عاد صدام للحكم ما بقى عميل واحد فى العراق ولعاد كل خائن إلى حيث أتى ولألقى كل عراقى سلاحه ونام قرير العين فى ظل حاكم نبيل وعادل دون الحاجة إلى حمل سلاح أو تناوب حراسة .
لو عاد صدام حسين حاكمًا للعراق .. لن يكون للسيستانى قيمة ، ولا لطالبانى وزن ، ولا صار الجعفرى ـ الذى لا يصلح رئيسًا للخفراء ـ رئيسًا للوزراء ، ولدخل الجلبى السجن جراء ما اقترفت يداه ، ولنال علاوى الجزاء الحقيقى على ما أحدثه فى العراق من تفجيرات نالت المدنيين قبل وبعد الغزو .
ما أحوجنا للصدق مع النفس ومع الآخرين ، وحاجتنا للصدق أشد من حاجتنا للبحث عن مخرج لما نحن فيه ، فالصدق هو الذى سيهدينا إلى المخرج وإلى سواء السبيل ..
العراق اليوم يعيش من غير حاكم ومن غير شعب حقيقى يفرض ما يريد على من يحكموه بعدماهمشت أمريكا الشعب ونصبت العملاء والغرباء والخونه على مقدرات العراق ..
لقد نسى العرب أن العراق عربى ومسلم وجزء من الأمة ، ونسى المسلمون مكانة الجهاد وفضلوا عليه الرقود والرضا بالاستعباد .... وكلها أمور من المتناقضات كتب على العراق أن يتحملها بمفرده ويقاوم المحتل رغم مرارتها !!
لكم كانت سعادتى وفرحتى بتلك السطور الرائعة التى كتبها الدكتور محمد عباس فى حق المجاهد صدام حسين والتى انتظرتها طويلا لكى أكتسب الثقة فيما أقول ولأتيقن من صحة مواقفى تجاه المجاهد صدام حسين ... وكم دعوت ربى فى الشأن العراقى أن يرنى الله الحق حقـًا ويرزقنى إتباعه ، وأن يرنى الباطل باطلاً ويرزقنى اجتنابه ، وتمنيت فى قرارة نفسى أن أقرأ ولو سطرًا واحدًا بقلم المجاهد محمد عباس ينصف فيه المجاهد صدام حسين ...
كنت دائمًا أحدث نفسى عن قناعة وإيمان قائلاً : إن الميدان الذى يخلو منه الدكتور محمد عباس لابد أن يكون ميدان زيف وضلال ، وهذا ما كان يرعبنى فى شأن صدام حسين ، فقد تعودنا جميعًا على أن نرى الدكتور محمد عباس دومًا فى مقدمة الصفوف التى تدافع عن الحق وعن الشرفاء ... دافع عن الشيخ أسامه بن لادن أعزه الله ونصره ، ودافع عن الشيخ أيمن الظواهرى حفظه الله ورعاه ، ودافع عن قادة الإخوان بارك الله فيهم وأيدهم ، ودافع عن الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره ، ودافع عن الدكتور السباعى أعزه الله ونصره ... دافع عن العديد من الشرفاء فى شتى المجالات ... إلا صدام حسين ، وهذا ما كان يقلقنى ويجعلنى أعيش فى شك من مواقفى لأننى كنت على يقين أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون سهوًا أو خطأ ولابد أن يكون على أمور لا يعلمها غيره عن صدام حسين ... إلى أن جاءت سطوره الرائعة جلية وواضحة بعد طول تحقيق وتمحيص لتثبت الأقدام وكأنها الجائزة الكبرى لكل من يكتب فى ميدان الحق مدافعًا منذ أمد بعيد عن صدام حسين ....
يقول الدكتور محمد عباس :
تحية أيضا إلى البطل – لأول مرة في حياتي أقولها بعد عمر طويل من البغضاء- صدام حسين..
نعم.. البطل صدام حسين رغم أنف أناس ينسبون إليه ذنوبا ليس ثمة شهود على معظمها إلا الصليبيين والصهاينة.. ويستكثرون هذه الذنوب على مغفرة الله ورضوانه.. كما يستبعدون التوبة النصوح كما لو كانوا يريدون تحويلها إلى صكوك غفران!!..
نعم.. صدام حسين بطل..
والرجل في زنزانته أكثر حرية من كل حكامنا..
وهو إذ يعذبه عبدة الشيطان خصيان المجرم بوش أكثر كرامة وعزا من كل حكامنا..
يـــارب: اجعل محنته تكفيرا عن ذنوبه.. ونجه يا رب العالمين.. و أقصد نجاة الآخرة قبل نجاة الدنيا..
يا صدام حسين: إني أحترمك و أحترم صمودك و أحترم قوة إرادتك ورفضك للكفر والذل.. كما أحترم موقفا ترفع فيه مصحفا لم يعد عبد من العبيد الذي يحكموننا يجرؤ على رفعه وتحكيمه فيما شجر.
_________________
إننا لا نـُسالم حتى ونحن منهزمون ولا نـُهادن حتى ونحن راقدون ... نكافح ونحن حفاه ، ونقاوم أعتى طغاه ونستمتع بالجهاد استمتاعهم بالحياة ... حياتنا شرف وموتنا فخر وخيارنا النصر أو الشهادة