المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إفضحوا تاريخ وثقافة ودساتير إيران الفارسية ببرغماتية مطلقة



الكاسر الفلسطيني
17-04-2006, 08:38 PM
شبكة البصرة
د.يحي جبريل
"إنَّ قدرات إيران الفارسية اليوم بما فيها النووية هي ثمرة تضحيات المقاومة العراقية الأسطورية في الدرجة الأولى وليس ما يُدعى بالقوة الفارسية الخارقة"

"نعم إيران الفارسية اليوم قوة إقليمية عظمى بُنيت على دماء شرفاء العراق الذين لم يركعوا للإحتلال الصهيوني بدءاً من قيادة العراق الشرعية الاسيرة"

"إنَّ أي صفقةٍ الآن بين رئيس الأسرى صدام والإحتلال تقلب الطاولة كليَّاً على رأس العنجهية الفارسية الإنتهازية, ولكن هيهات من صدام ومقاومته الخِسَّة والذلَّة!"

"رضى بهلوي يتمنَّى لأي جندي أمريكي يدخل إيران أن يعود في تابوت وهو خصم الملالي بينما عبُّوده فقد أتى على دبابة أمريكية بمباركة ودعم فارسيين لإحتلال العراق"

"ليس من السهل اليوم في ظل الإحتقان الفكري الديني المذهبي أن نجعل الدائرين في فلك إيران الفارسية يميزون بين إيران "المشروع الإسلامي" وإيران المشروع الفارسي الإمبريالي الإستعماري!

"كلُّ الخيارات السياسية والإقتصادية والعسكرية غير واردة ضد إيران اليوم بناءً على الإنهيار الذي وصلت إليه أمريكا الصهيونية على أيدي أعظم مقاومة, رغم أني أود لو أرى حرباً صهيونية فارسية"

إن الشعب العربي اليوم من المحيط إلى الخليج هو أكثر من أي وقتٍ مضى بحاجة لكي يعلم كلَّ حقيقة مشروع إيران الفارسية الستراتيجي وإلى معرفة كل ما يتعلق بثقافة وتاريخ وأُسس منطلقات الفرس عبر قراءة تاريخية أكثر عمقاً, في وقتٍ أصبحت فيه إيران الفارسية بحكم الظروف الإقليمية والعالمية المؤاتية (سقوط النظام العراقي الشرعي مع تدمير دولته وهزيمة أمريكا الصهيونية الستراتيجية)– دولةً نووية إقليمية عظمى, تملك من أوراق القوة ما يجعلها قادرة على تطويع المنطقة بأسرها لصالحها وهذا ليس ضرباً من الخيال بل حقيقة يجب علينا أن نشخِّصها بعناية ونقولها كما هي لا أن نهرب منها ببعض الشعارات العنترية الواهية, كي نستطيع إيجاد العلاج المناسب والفعلي لها. فتزيف الحقيقة أو التغاضي عنها لا يمكن أن يعطي حلَّاً بل يزيد الأمور تعقيداً.

نعم لقد استطاعت إيران الفارسية بسياستها التي تعكس الزندقة العالية التي يتمتع بها الفرس عادةً, أن تحصد النتائج الإيجابية كلِّها للكارثة الكبرى التي حلَّت بالعراق! وقلت وأقول أننا بدأنا مرحلة الدخول في العصر الفارسي مع بدء تعثُّر إن لم نقل بدء أُفول العصر الصهيوني على يد العصر العربي في العراق, مما يؤكد أن المستقبل القريب سيفرز صداماً متجدداً أكيداً بين العصر العربي والعصر الفارسي. لماذا الصدام أكيد؟ لأن الفرس بما لديهم الآن من أسباب القوة بحكم سقوط القوة الإقليمية المنافسة في الخليج وغرق القوة العالمية العظمى الوحيدة في العالم, لن يتركوا الفرصة الذهبية السانحة (من وجهة نظر استراتيجيتهم) تذهب هباءً بل سيتشبَّثون بها تشبُّث الغريق بالقشَّة.

لا محال أمريكا الصهيونية ستعلن هزيمتها في العراق وسيظهر النور الكلِّي العظيم المقدس لمقاومي العراق العظيم العظماء ولكن هذا لن يعني نهاية ري العراق بدماء المجاهدين الأطهار بل فتح صفحة جديدة من الجهاد المقدس في قادسية جديدة مجيدة تسطَّر فيها ملاحم عظيمة جديدة.

يقول الفرس أنها سيحادثون العالمون من اليوم فصاعداً على أساس أنهم دولة نووية عظمى بعد أن أعلنوا هزيمة وانهيار المشروع الصهيوني, لكنهم لم يذكروا كلمةً واحدةً بحق من جعل المشروع الأمريكي الصهيوني ينهار ويترنَّح ويُهزم, وفسح المجال واسعاً جداً أمام إيران الفارسية أن تجرِّب طوربيداً وطائرةً وتعلن عن تخصيب اليورانيوم ضاربةً بعرض الحائط كلَّ ما ينتج عن مجلس الأمن والأمم المتحدة.

لماذا لم تُظهر كلَّ هذا إيران الفارسية قبل إحتلال العراق أو في السنوات الأولى لإحتلاله؟؟؟

هل صنعت إيران الفارسية قوتها الإقليمية العظمى بدماء عملائها المزدوجين الساقطين الخائنين الأنذال؟؟؟

ما أسهل أن تُدخل إيران الفارسية الحق بالباطل لتحصد نصراً لم تُقدّم فيه قطرة دمٍ واحدة شريفة بل دماء خنازير عملاء سقطت في حربٍ حاقدةٍ ضد أعظم المدافعين عن شرف العالم في العراق!

آخٍ ما أسهل أن يصبح المنافق من الخوارج وما أصعب أن يصبح الشريف خائناً! لم يكن معاوية بأدهى من علي بن ابي طالب (ع) لكن الأخير كان معجوناً بمخافة الله! وليس الفرس اليوم بأدهى من حاملي مشروع محمدٍ العربي المجاهدين بالغالي والنفيس في العراق, ولكن المقاومة العراقية الاسطورية البطلة لا تستطيع بالضد من مبادئها أن تُهادن أو تتفاوض أو تتآرمر أو تصنع صفقةً مع الإحتلال الصهيوني للعراق كما فعلت ذلك إيران الفارسية بزندقة ونفاق باسم الدين والتشيُّع! إنَّ الشيطان الرجيم يصبح رباً رحيماً بالنسبة لإيران الفارسية حين يحقق لها مشاريعها الإبليسية التوسعية الإمبريالية, ويصبح الله الرحمان الرحيم شيطاناً تلمودياً حين لا يتوافق مع سياساتها الإستعمارية الحاقدة!

فيا أيها الباحثون العروبيون الشرفاء الأحرار, العالمون في تاريخ وحاضر ومستقبل الفرس كما الصهاينة, إفضحوهم بقدر ما تستطيعون وافضحوا ثقافتهم الإبليسية ومنطلقاتهم العنصرية, فوالله لن تكون لنا كرامة ما بقينا منقسمين, فسيتداورون إغتصابنا من دون ملل, وسيستحيون إسلامنا وعروبتنا وشرفنا وكرامتنا إلى أن ننتفض على ضعفنا وانقسامنا وتخلفنا وتقهقرنا.

أزيلوا اللثام عن دساتيرهم العنصرية بأن تُنشر على الإنترنت خاصةً حتى التفاصيل وخاصةً دستور إيران الفارسية المستتر لحد الآن.

نريد ممن يملك معلومات ثابتة عن عنصرية المشروع الفارسي في دستورهم (الأحوازيون في مقدمتهم), أن يزوِّدنا بها بشكل دوري وأن تُكرر دائماً على صفحات البصرة وغيرها حتى تتركَّز في عقل العربي الحر العروبي المسلم التوحيدي الموحّد, لنستطيع من خلالها أن نحاجج بالوثيقة الموضوعية الثابتة كلّ من ينجرف مع المشروع الفارسي عاطفياً من دون علم, ظنَّاً منه أن إيران الفارسية تُمثِّل له كما تُوهمه مشروع محمد وآل بيته العروبيين.

فإنَّ النصر اليوم هو نصر أعظم مقاومة على وجه الأرض, والنور اليوم هو نور دماء المجاهدين المقدّسين في العراق أحياءً وشهداءً ولن نسمح لا نحن ولا التاريخ ولا الله أن يزوِّر الفرس تاريخنا, ولن نسمح لهم أن يسرقوا نصرنا, ولن نسمح لهم أن ينجّسوا أرضنا, ولن نسمح لهم أن يمسخوا ديننا دين محمدٍ العربي, ولن نسمح لهم أن يلوِّثوا هواءنا بروائحهم الكريهة كلَّما ملؤوا قلبنا قيحاً من أفكارهم الشيطانية وأفعالهم الحاقدة. وعندما أقول نحن فلا اقصد كلَّ العرب بل الشرفاء الأحرار المجاهدين بكل ما يملكون وليسقط مع الفرس والصهاينة أنجاس العرب العملاء اللامباركين اللامصبحين إلى غدِ كرامة أمة محمدٍ العربي القريبِ.

النصر القريب للمجاهدين في الميدان والأسر والإسناد والقلم والدعاء والعاطفة من أبناء أمتنا العظيمة.

عاش العراق العظيم وعاشت فلسطين حرةً أبية من البحر إلى النهر وليخسأ الخاسئون.

د.يحي جبريل – لبنان.
شبكة البصرة

الاحد 17 ربيع الاول 1427 / 16 نيسان 2006

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس