kimo17
15-04-2006, 12:18 PM
باقر الصراف
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
إنه الوعي الكلي تجاه الآخر ، فلا غرابة عندما نقرأ التالي ، وهو ما يشكل أحد أوجه وعيهم الراهن تجاه العراقيين (يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة )- المزامير
يعتبر التاسع من نيسان من يوم 2003 اليوم الأخير من صفحة الحرب العدوانية : الأمريكية البريطانية على العراق الذي اِبتدأت وقائعه الإجرامية القذرة في العشرين من آذار من ذلك العام ، فقد تراجعت حدة المعارك الواسعة بين الدولتين العراقٌية المدافعة عن حقها وجغرافيتها الوطنية واِستقلالها ، ومكوناتها الاِجتماعية أي المجتمع العراقي ، بعبارة أخرى ، كافة فئات المجتمع العراقي ، وفق كل المعايير السياسية العالمية والهيئات الدولية ذات الصلة في تحديد المفاهيم السياسية ، من جهة ، والدولة الأمريكية التي قدِمت من على بُعد آلاف الكيلومترات ، لشن العدوان والغزو والاِحتلال ، وفق أهداف سياسية واضحة ، أسهب البعض في الحديث عنها ، رصداً وتحليلاً وكشفاً لمكنوناتها ، وكنا من بينهم ، [1] ، لتبتديء الصفحة الأخرى من الحرب الشعبية على العدوان والغزو والاِحتلال ، والقوات التي قامت بمفرداته بمختلف أنواع أسلحتها ، وهي النتيجة الراهنة والمفتوحة على آفاق الصراع وفق المحددات الإستراتيجية لأية مَعلم من معالم الصراع ، إذا أخذنا المفهوم العلمي للحرب بنظر الاِعتبار والتحديد ، كونها صراع سياسي بين طرفين متناقضين في التفكير والبرامج والتوجهات ، أولاً ، ومن أجل غايات سياسية محددة وأهداف إستراتيجية ، لإرغام (خصمنا على تنفيذ مطالبنا) ، ثانياً .
ولكن ما هي طبيعة الدور اليهودي الصهيوني الإسرائيلي في العدوان على العراق ؟ . هذا سؤال مهم ينبغي مناقشته ، على ضوء التراث (الفكري) اليهودي الذي يكثف دلالات الأعمال البطولية للذين أنشأوا إمبراطورية آشور وبابل وما تمخض عنهما من أعمال ضد اليهود ، التي أبرزها أسرهم وضياع عشرة من أسباطهم في التاريخ ، وفق مزاعمهم ، كون كل وقائع تلك الفترة تشكل الوعي الراهن ، والحي على الدوام ، في رؤية الباحثين اليهود على شتى قناعاتهم ، من ناحية ، والجواب المحدد عنه : أسبابه وتجلياته ، من ناحية ثانية ، وفق وقائع تاريخية حدثت بالفعل ، وليس أيديولوجية سطرتها الكتابات التي اِحتوت الكثير من الاِدعاءات من وجهة نظر الآخرين ، من ناحية ثانية ، وبالاِستناد إلى منظومة الأفكار التي تتشكل منها محتويات النظرة الأساسية التي تحملها الوثائق التي تتحدث عن تلك المنظومة ذاتها ، بغض النظر عن ما يقولها خصومها أو رافضي منطقها أو المعادين لها ، وهم في الأغلب : المفكرون العرب المخلصون والمسلمون الصادقون .
وقبل البدء بالتطرق إلى تناول الموضوع برمته ، لابد من تحديد المفاهيم الأساسية لـ(اليهودي) و(الصهيوني) و(الإسرائيلي) الواردة في عنوان المقال الذي نحاول من خلاله تسليط الضوء علي ذلك الدور الملموس ، وقبل أي تناول لدور هذه المقولات والمفاهيم ، في الحرب العدوانية الشاملة على الدولة العراقية .
نقصد باليهودية هو التراث الفكري الذي يتلقنه الأفراد اليهود منذ نعومة أظفارهم ، وعلى وجه الخصوص الحاخاميون الذين يلعبون دور المرشد الفكري والموجه السياسي بكل ما يتعلق باليهود للطاقم الذي يقود هذه التجربة الصهيونية الإسرائيلية في اللحظة التاريخية الراهنة ، والذي يسهم في تشكيل وعي جميع اليهود المعرفي السياسي تجاه الآخر ، مثلما يشارك في صياغة لا وعيهم المخزون واللا مرئي الذي يحدد ردود فعلهم الفوري ، كذلك ، ويسهم بشكل مباشر أو غير مباشر عند الأفراد السياسيين ، في تكوين آرائهم تجاه مجموع التطورات السياسية : العالمية والعربية التي لها علاقة بهم وتنعكس تأثيراتها على وضعهم الحالي ، أي أنهم ينظرون إلى جميع الأشياء من منظور زاوية التراث الفكري لنشوئهم ، وفي ذلك تبدو جملة (الأموات يتحكمون في حركة الأحياء كلها) صائبة تماماً وتنطبق على واقع الحال .
أما الصهيوني فهو الملتزم بالرؤية الصهيونية ، والرؤية الصهيونية ، كأيديولوجية ، تعبر عن الطموحات السياسية لليهود كصنف محدد من البشر ، وهي في الراهن القائم تعد أوسع بكثير من التركيبة البشرية اليهودية ، وفيها الكثير من (المسلمين) و(المسيحيين) وغيرهم من منابت دينية أخرى ، كونهم عملوا عن وعي أو من غير وعي لتنفيذ حلقات الرؤية الصهيونية ، قبل نشوء كيان الاِغتصاب الصهيوني أو بعده ، وما يزالون يمارسون ذلك الدور وينفذون تلك المهام ، اِنطلاقاً من مفهوم أنَّ السياسة علاقات موضوعية ، ويتبعون التعليمات الصهيونية بشكل مباشر أو غير المباشر ، وعلى وجه التحديد من خلال تشابكها مع المسؤولين في بعض الدول العالمية الفاعلة ، وليس تركيب غالبية المحافظين الجدد الدينية ببعيد عن المثال العملي الملموس عن هذه الفكرة . ولا شك أنَّ هناك الكثير من الأفراد اليهود ، وبعض المنظمات الدينية : خصوصاً المفكرين الواعين يرفضون تلك الرؤية الصهيونية للأشياء والتطورات ، ولكنهم لا يلعبون أي دور مقرر في السياسات العالمية .
أما الإسرائيلي فهو الكناية الواضحة عن الجهد السياسي المبذول في شتى المجالات وكافة الأنشطة في مختلف الجوانب العملية التي تخدم وجود الكيان ، وهي جهود وأنشطة مرتبطة بكيان الاِغتصاب الصهيوني المستحدَث في فلسطين منذ العام 1948 ، الذي قوامه تهويد الأرض عبر المستوطنات التي يزداد وجودها السرطاني يوماً بعد آخر لتتحول من خطر وطني على فلسطين إلى خطر زاحف ومن غير توقف في المدى الراهن والمنظور على الواقع القـومي العربي في ما يتعلق بالأمـة العربية . فهو ، كما يبدو من مجمـل الوقائع ، مجالها الحيوي المزعوم ، وهذا الجهد السياسي المبذول هو الهادف والواعي والمدعوم من قبل النمطين السابقين ، المجموعات (اليهودية) والحركة (الصهيونية) في كل العالم وعلى كل الصـُعد ، من جهة ، واِستجلاب المستوطنين من شتى بقاع العالم لتجميع اليهود في فلسطين ، مستخدمةً كل الوسائل والأساليب في سبيل إنجاز الهدف الاِستيطاني ، أي إتباع الأسلوب المكيافيلي : الغاية تبرر الوسيلة ، بديلاً عن السكان الأصليين في الأرض الفلسطينية منذ آلاف السنين الشعب الفلسطيني الذي أجلى عن أرضه أو شرِّد أو قـُتِل ، بناءً على وعد خرافي مكتوب (لنسلك يا داوود سأعطي هذه الأرض) وهي أرض تمتد وفق النظرة الأيديولوجية التوراتية ، من النيل إلى الفرات حسب الشعار المثبت على الكنيست الإسرائيلي ، نقول خرافي بسبب : كون الله هو العادل في تعامله بين المخلوقات البشرية كافة . ذلك هو إقرار الأديان السماوية . تلك هي المحددات الفكرية والسياسية المقصودة بالعدوان اليهودي / الصهيوني / الإسرائيلي التي تشكل عنوان المقال وتستغرق محتواه .
* * *
اليهود ، كما هو في الوعي الممارَس ، هو العنصر المفضل من بين كل البشر ، يستطيع عمل أي شيء وكل شيء ، بالاِستناد إلى نص مقدس ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، إنَّ النصوص السماوية التي يعتقد في مضمونها اليهود (المزعومة في الواقع حسب رأينا المتواضع) ، تجعل من الفرد اليهودي إنساناً نوعياً متفوقاً على البشر ، هو الأنا العليا في سلم التنوع والتطور . والآخر ، من كل شكلٍ ونوع ، الإنسان الدوني ، اللا شيء ، الذي يستحق الاِحتقار ما دام لا يسمع كلمة الله العليا المجسدة بالنوع اليهودي ، ومجموعهم هم الذين يحتلون (الهرم الإنساني) فـ(اليهود شعب يقع على حدود الإلهي والإنساني) ، [2] ، وهم (وزراء ليهوه) الإله الواحد عندهم ، هم سـلالات مقدسة جرى اِصطفاؤها إلهياً ، أما الآخرون فهم (الخبث ، الدنس ، الميالة للخزي والعار ، عندهم عادات تثير الاِشمئزاز ، لا يثيرون إلا الخطيئة) ، [3] ، وإبادتهم التامة مباشرة والكلية ، هي الجائزة المنتظرة من الإله يهوه : (سوف تمتلك ذريتك بابَ أعدائها ، وبذريتك سوف تباد جميع أمم الأرض (تكوين 22. 17) سوف تلتهم كل الشعوب التي يسلمها لك يهوه إلهك ، عينك عليهم بدون رحمة (إشتراع 6 ، 16) وسوف يجعلهم يهوه إلهك عُرضة لك - . . . ـ سوف يصيبهم بضربات كبيرة ، حتى يدمرهم ، سوف يُسلم ملوكهم بين يديك ، وسوف تزول أسماءهم من الوجود ، ومن تحت السماوات لا أحد سوف يقاومك حتى تدمرهم ، سوف يمشي ملاكي أمامك ، ويجعلك تدخل عند الأموريين والحثيين والبيريزيين والكنعانيين الحيويين والجيبوزيين ، وسوف أبيدهم (خروج 23 . 23) ) ، [4] ، والخروج ذاته [ 24 ، 7] يؤكد أنَّ (كلَّ ما يقوله يهوه سوف نفعله ونسمعه) . والسمع هو (طاعة عمياء غير مشروطة : يأتي الفهم بعد الفعل) ، كما يشرح ذلك قاموس اللاروس ، [5] ، (سبع أمم أكثر عدداً وأقوى منك ، ويكون يهوه إلهك قد وضعهم تحت رحمتك ، وتهزمهم أنت ، وتؤدي بهم إلى اللعنة ، فلن تبرم معهم عهداً ، ولن تشفق عليهم[إشتراع 2 . 1 . 7]) [6] .
وكتاب التوراة التعليمي ، التلقيني ، المقدس غير القابل للتغيير في أي ظرف كان وفي أي مكان ما ، والذي يتشرب معانيه الفكرية الحاخامات منذ صغرهم وتفرغهم لدراسته وفقه معانيه . . . (كتاب مقدس . . . حيث مرجعيته الدينية تقدس الاِضطهاد ، وتجعل منه مثالاً أعلى للحياة ، بل واجباً) ، [7] ، وتترك بصمات ثقافية على كل فرد يهودي ، وكذلك على مجموع اليهود في العالم ، وتجعل منهم سلالة خاصة ، عرق متسلسل خارج الزمان والمكان ، سرمدي ، ينفذون ما ترسمه الكلمات المحنطة في بطون الكتب ، كون تلك الثقافة تصبح أيديولوجية تشكل بنية نصوصية لن تقبل أي تغيير أو تعديل ، متماسكة التكوين والتراتبية ، وتشكل لحمة موحدة لصيرورتهم الاِجتماعية من حالة الاِضطهاد والتشرد والتفرق ، إلى حالة التوحد والتجمع والاِنتقام ، وإسمنتية توحدهم في الرؤية والهدف والمصير ، وترشدهم للتصرف والسلوك في جميع الأحوال ، للدرجة التي تجعلهم شعباً موصوف بالعهد القديم (هو ذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم القتلى) ، [8] ، أي ديدنه الاِنتقام من الآخر وفق القدرة المتوفرة ، ودأبه الثأر من الآخرين عن طريق اِبتزازهم أو إبادتهم .
إنه الوعي الكلي تجاه الآخر ، فلا غرابة عندما نقرأ التالي ، وهو ما يشكل أحد أوجه وعيهم الراهن تجاه العراقيين (يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة . [مزمور 137 : 8 ـ 9 ] وكذلك أعظم أنبياء العهد القديم قاطبة النبي أشعيا يقول : ((فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن لا تشفق عيونهم على الأولاد وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب سدوم وعمورة لا تعمر إلى الأبد ولا تسكن إلى دور فدور ولا يخيّم إعرابي ولا يربض هناك رعاة، أشعيا 13 : 18 ـ 20)) ، [9] ، وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الحقد المترسب في النفس اليهودية هو الذي أفرز ذلك التعاون المشين بين كورش الفارسي والمجموعات اليهودية التي قطنت بابل ، فتواطأ الطرفان بعد أطلقوا صفة المسيح المنقذ على كورش [أشعيا 45 : 1] (تزلفاً وغدروا بملك بابل) ، [10] ، ومن الواضح أنَّ أسفار التوراة ، كما يقول حنا حنا ، تعترف (أنَّ لليهود يد سوداء بهذه وذلك مما جناه اليهود من غنائم نتيجة لهذه الحادثة على أكدته التوراة في أسفارها ، إذ كان الملك نبو نيدس أبو بيلشاصر خارج المملكة [. . . و] ابنه الملك الفعلي للبلاد في حال غياب أبيه ، [. . . ] حملت كورش لدخول بابل [. . .] وعلى أثر هذا رفع دانيال مباشرة إلى وظيفة أحد الوزراء الثلاثة الكبار في دولة الفرس على حد زعم التوراة في سفر دانيال 6 : 2 وإضافة إلى هذا المنصب الذي حظي به دانيال أغدق كورش عليه وعلى جماعته من الذهب والفضة والأمتعة والبهائم والحقول) ، [11] ، فالأعداء الخارجيون والطابور الخامس متعاونون في التخطيط والتنفيذ ، والمتداخلة أعمال بعضهم في بعض ، هو في حقيقته الفعلية والعملية ، ظهيرهم نصير لظهيرهم ونصيرهم ظهير نصيرهم ، في كل زمان ومكان طالما الأعمال متكاملة ، والأهداف السياسية واحدة .
* * *
إنَِّ سرد المزيد من إفرازات تلك العقلية اليهودية في الماضي ، على مستوى الجرائم ضد البشرية ن وفي العراق على وجه الخصوص ، سيطول التطرق إليها ، إذ أنَّ (إحدى النقاط التي يركز عليها باحثو التاريخ القديم اليوم ، والتي يبدو أنهم يتفقون جميعاً عليها ، هي قوة وثراء نبو خذ نصر الثاني (604 ـ 562 قبل الميلاد) ، [12] ، وهو ما يكمن سببه الأساس ، من وجهة نظر أصحاب الرؤية اليهودية ، عملية أسر واِغتصاب الثروات اليهودية ، ويغدو عنها الاِنتقام الجماعي هو من قبيل (رد المظالم) والأخذ بـ(الثأر) من الأحفاد ، الساكنين بابل ، وهي كناية عن العراق في الوعي اليهودي ، كونها (معادية لله) ، وبالتالي تستحق العقاب .
وعليه فإننا نحيل القاريء الكريم إلى الكتاب المعنون : (المجازر اليهودية والإرهاب الصهيوني) ، [13] ، كونه هو الكفيل في تسليط الضوء على مجموع تلك الجرائم المضادة للبشرية ، التي لها علاقة بموضوعنا ، والتي وردت على الصفحات 9 ـ 99 ، وذلك القسم يغني عن كل اِستفاضة ! .
**
الهوامش:
[1] ـ راجع كتابنا المعنون العولمة الأمريكية ضد الدولة العراقية ، المكون من خمسة أجزاء على موقع عربستان الكفاحي : www.arbistan.org في باب اِختر موقع الكتاب ، إذ نشر الخمسة أجزاء على ذلك الموقع .
[2] ـ راجع كتاب ألبير تو دانزول المعنون : اليهودي والغيرية ، غير اليهود في منظار اليهودية ، ترجمة : د . ماري شـهرسـتان ، دار الأوائل للنشر والتوزيع والخدمات الطباعية ، الطبعة الأولى عام 2004 ، دمشق / سورية ، ص39 ـ 40 .
[3] ـ نفس المصدر ، ص 61 .
[4] ـ المصدر ذاته ، ص 62 ـ 63 .
[5] ـ المصدر نفسه ، ص 65 .
[6] ـ المصدر أعلاه ، ص 63 .
[7] ـ المصدر السـابق ، ص 211 .
[8] ـ راجع كتاب السيد حنا حنا المعنون دراسات توراتية ، الصادر عن مجموعة أورنينا للطباعة ، الطبعة الأولى عام 2003 ، دمشق / سوريا ، ص 228
[9] ـ المصدر السابق ، ص 228 .
[10] ـ المصدر السابق ، ص 434 .
[11] ـ المصدر السابق ، ص 419 ـ 421 .
[12] ـ راجع كتاب الصحفي اللامع جورج كولي المعنون التحالف ضد بابل : الولايات المتحدة وإسرائيل والعراق ، ترجمة ناصر عفيفي ، الصادر عن مكتبة الشروق الدولية ، القاهرة / جمهورية مصر العربية ، الطبعة الأولى عام 1427 هجرية ـ يناير 2006 ، ص 29 .
[13] ـ راجع الكتاب المعنون بالاِسم المذكور وهو من تأليف عبد المجيد همو ، مراجعة وتدقيق إسماعيل الكردي ، نشر دار الأوائل في طبعته الأولى الصادرة في عام 2003 ، دمشق / سوريا ، المكون من 286)) . /
**كاتب عراقي مقيم في هولندا
* الصورة المصاحبة للموضوع صورة الملك اليهودي يهوياقيم وهو يساق أسيرا في حملة نبوخذنصر ؟
منقول عن "دورية العراق"
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
إنه الوعي الكلي تجاه الآخر ، فلا غرابة عندما نقرأ التالي ، وهو ما يشكل أحد أوجه وعيهم الراهن تجاه العراقيين (يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة )- المزامير
يعتبر التاسع من نيسان من يوم 2003 اليوم الأخير من صفحة الحرب العدوانية : الأمريكية البريطانية على العراق الذي اِبتدأت وقائعه الإجرامية القذرة في العشرين من آذار من ذلك العام ، فقد تراجعت حدة المعارك الواسعة بين الدولتين العراقٌية المدافعة عن حقها وجغرافيتها الوطنية واِستقلالها ، ومكوناتها الاِجتماعية أي المجتمع العراقي ، بعبارة أخرى ، كافة فئات المجتمع العراقي ، وفق كل المعايير السياسية العالمية والهيئات الدولية ذات الصلة في تحديد المفاهيم السياسية ، من جهة ، والدولة الأمريكية التي قدِمت من على بُعد آلاف الكيلومترات ، لشن العدوان والغزو والاِحتلال ، وفق أهداف سياسية واضحة ، أسهب البعض في الحديث عنها ، رصداً وتحليلاً وكشفاً لمكنوناتها ، وكنا من بينهم ، [1] ، لتبتديء الصفحة الأخرى من الحرب الشعبية على العدوان والغزو والاِحتلال ، والقوات التي قامت بمفرداته بمختلف أنواع أسلحتها ، وهي النتيجة الراهنة والمفتوحة على آفاق الصراع وفق المحددات الإستراتيجية لأية مَعلم من معالم الصراع ، إذا أخذنا المفهوم العلمي للحرب بنظر الاِعتبار والتحديد ، كونها صراع سياسي بين طرفين متناقضين في التفكير والبرامج والتوجهات ، أولاً ، ومن أجل غايات سياسية محددة وأهداف إستراتيجية ، لإرغام (خصمنا على تنفيذ مطالبنا) ، ثانياً .
ولكن ما هي طبيعة الدور اليهودي الصهيوني الإسرائيلي في العدوان على العراق ؟ . هذا سؤال مهم ينبغي مناقشته ، على ضوء التراث (الفكري) اليهودي الذي يكثف دلالات الأعمال البطولية للذين أنشأوا إمبراطورية آشور وبابل وما تمخض عنهما من أعمال ضد اليهود ، التي أبرزها أسرهم وضياع عشرة من أسباطهم في التاريخ ، وفق مزاعمهم ، كون كل وقائع تلك الفترة تشكل الوعي الراهن ، والحي على الدوام ، في رؤية الباحثين اليهود على شتى قناعاتهم ، من ناحية ، والجواب المحدد عنه : أسبابه وتجلياته ، من ناحية ثانية ، وفق وقائع تاريخية حدثت بالفعل ، وليس أيديولوجية سطرتها الكتابات التي اِحتوت الكثير من الاِدعاءات من وجهة نظر الآخرين ، من ناحية ثانية ، وبالاِستناد إلى منظومة الأفكار التي تتشكل منها محتويات النظرة الأساسية التي تحملها الوثائق التي تتحدث عن تلك المنظومة ذاتها ، بغض النظر عن ما يقولها خصومها أو رافضي منطقها أو المعادين لها ، وهم في الأغلب : المفكرون العرب المخلصون والمسلمون الصادقون .
وقبل البدء بالتطرق إلى تناول الموضوع برمته ، لابد من تحديد المفاهيم الأساسية لـ(اليهودي) و(الصهيوني) و(الإسرائيلي) الواردة في عنوان المقال الذي نحاول من خلاله تسليط الضوء علي ذلك الدور الملموس ، وقبل أي تناول لدور هذه المقولات والمفاهيم ، في الحرب العدوانية الشاملة على الدولة العراقية .
نقصد باليهودية هو التراث الفكري الذي يتلقنه الأفراد اليهود منذ نعومة أظفارهم ، وعلى وجه الخصوص الحاخاميون الذين يلعبون دور المرشد الفكري والموجه السياسي بكل ما يتعلق باليهود للطاقم الذي يقود هذه التجربة الصهيونية الإسرائيلية في اللحظة التاريخية الراهنة ، والذي يسهم في تشكيل وعي جميع اليهود المعرفي السياسي تجاه الآخر ، مثلما يشارك في صياغة لا وعيهم المخزون واللا مرئي الذي يحدد ردود فعلهم الفوري ، كذلك ، ويسهم بشكل مباشر أو غير مباشر عند الأفراد السياسيين ، في تكوين آرائهم تجاه مجموع التطورات السياسية : العالمية والعربية التي لها علاقة بهم وتنعكس تأثيراتها على وضعهم الحالي ، أي أنهم ينظرون إلى جميع الأشياء من منظور زاوية التراث الفكري لنشوئهم ، وفي ذلك تبدو جملة (الأموات يتحكمون في حركة الأحياء كلها) صائبة تماماً وتنطبق على واقع الحال .
أما الصهيوني فهو الملتزم بالرؤية الصهيونية ، والرؤية الصهيونية ، كأيديولوجية ، تعبر عن الطموحات السياسية لليهود كصنف محدد من البشر ، وهي في الراهن القائم تعد أوسع بكثير من التركيبة البشرية اليهودية ، وفيها الكثير من (المسلمين) و(المسيحيين) وغيرهم من منابت دينية أخرى ، كونهم عملوا عن وعي أو من غير وعي لتنفيذ حلقات الرؤية الصهيونية ، قبل نشوء كيان الاِغتصاب الصهيوني أو بعده ، وما يزالون يمارسون ذلك الدور وينفذون تلك المهام ، اِنطلاقاً من مفهوم أنَّ السياسة علاقات موضوعية ، ويتبعون التعليمات الصهيونية بشكل مباشر أو غير المباشر ، وعلى وجه التحديد من خلال تشابكها مع المسؤولين في بعض الدول العالمية الفاعلة ، وليس تركيب غالبية المحافظين الجدد الدينية ببعيد عن المثال العملي الملموس عن هذه الفكرة . ولا شك أنَّ هناك الكثير من الأفراد اليهود ، وبعض المنظمات الدينية : خصوصاً المفكرين الواعين يرفضون تلك الرؤية الصهيونية للأشياء والتطورات ، ولكنهم لا يلعبون أي دور مقرر في السياسات العالمية .
أما الإسرائيلي فهو الكناية الواضحة عن الجهد السياسي المبذول في شتى المجالات وكافة الأنشطة في مختلف الجوانب العملية التي تخدم وجود الكيان ، وهي جهود وأنشطة مرتبطة بكيان الاِغتصاب الصهيوني المستحدَث في فلسطين منذ العام 1948 ، الذي قوامه تهويد الأرض عبر المستوطنات التي يزداد وجودها السرطاني يوماً بعد آخر لتتحول من خطر وطني على فلسطين إلى خطر زاحف ومن غير توقف في المدى الراهن والمنظور على الواقع القـومي العربي في ما يتعلق بالأمـة العربية . فهو ، كما يبدو من مجمـل الوقائع ، مجالها الحيوي المزعوم ، وهذا الجهد السياسي المبذول هو الهادف والواعي والمدعوم من قبل النمطين السابقين ، المجموعات (اليهودية) والحركة (الصهيونية) في كل العالم وعلى كل الصـُعد ، من جهة ، واِستجلاب المستوطنين من شتى بقاع العالم لتجميع اليهود في فلسطين ، مستخدمةً كل الوسائل والأساليب في سبيل إنجاز الهدف الاِستيطاني ، أي إتباع الأسلوب المكيافيلي : الغاية تبرر الوسيلة ، بديلاً عن السكان الأصليين في الأرض الفلسطينية منذ آلاف السنين الشعب الفلسطيني الذي أجلى عن أرضه أو شرِّد أو قـُتِل ، بناءً على وعد خرافي مكتوب (لنسلك يا داوود سأعطي هذه الأرض) وهي أرض تمتد وفق النظرة الأيديولوجية التوراتية ، من النيل إلى الفرات حسب الشعار المثبت على الكنيست الإسرائيلي ، نقول خرافي بسبب : كون الله هو العادل في تعامله بين المخلوقات البشرية كافة . ذلك هو إقرار الأديان السماوية . تلك هي المحددات الفكرية والسياسية المقصودة بالعدوان اليهودي / الصهيوني / الإسرائيلي التي تشكل عنوان المقال وتستغرق محتواه .
* * *
اليهود ، كما هو في الوعي الممارَس ، هو العنصر المفضل من بين كل البشر ، يستطيع عمل أي شيء وكل شيء ، بالاِستناد إلى نص مقدس ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، إنَّ النصوص السماوية التي يعتقد في مضمونها اليهود (المزعومة في الواقع حسب رأينا المتواضع) ، تجعل من الفرد اليهودي إنساناً نوعياً متفوقاً على البشر ، هو الأنا العليا في سلم التنوع والتطور . والآخر ، من كل شكلٍ ونوع ، الإنسان الدوني ، اللا شيء ، الذي يستحق الاِحتقار ما دام لا يسمع كلمة الله العليا المجسدة بالنوع اليهودي ، ومجموعهم هم الذين يحتلون (الهرم الإنساني) فـ(اليهود شعب يقع على حدود الإلهي والإنساني) ، [2] ، وهم (وزراء ليهوه) الإله الواحد عندهم ، هم سـلالات مقدسة جرى اِصطفاؤها إلهياً ، أما الآخرون فهم (الخبث ، الدنس ، الميالة للخزي والعار ، عندهم عادات تثير الاِشمئزاز ، لا يثيرون إلا الخطيئة) ، [3] ، وإبادتهم التامة مباشرة والكلية ، هي الجائزة المنتظرة من الإله يهوه : (سوف تمتلك ذريتك بابَ أعدائها ، وبذريتك سوف تباد جميع أمم الأرض (تكوين 22. 17) سوف تلتهم كل الشعوب التي يسلمها لك يهوه إلهك ، عينك عليهم بدون رحمة (إشتراع 6 ، 16) وسوف يجعلهم يهوه إلهك عُرضة لك - . . . ـ سوف يصيبهم بضربات كبيرة ، حتى يدمرهم ، سوف يُسلم ملوكهم بين يديك ، وسوف تزول أسماءهم من الوجود ، ومن تحت السماوات لا أحد سوف يقاومك حتى تدمرهم ، سوف يمشي ملاكي أمامك ، ويجعلك تدخل عند الأموريين والحثيين والبيريزيين والكنعانيين الحيويين والجيبوزيين ، وسوف أبيدهم (خروج 23 . 23) ) ، [4] ، والخروج ذاته [ 24 ، 7] يؤكد أنَّ (كلَّ ما يقوله يهوه سوف نفعله ونسمعه) . والسمع هو (طاعة عمياء غير مشروطة : يأتي الفهم بعد الفعل) ، كما يشرح ذلك قاموس اللاروس ، [5] ، (سبع أمم أكثر عدداً وأقوى منك ، ويكون يهوه إلهك قد وضعهم تحت رحمتك ، وتهزمهم أنت ، وتؤدي بهم إلى اللعنة ، فلن تبرم معهم عهداً ، ولن تشفق عليهم[إشتراع 2 . 1 . 7]) [6] .
وكتاب التوراة التعليمي ، التلقيني ، المقدس غير القابل للتغيير في أي ظرف كان وفي أي مكان ما ، والذي يتشرب معانيه الفكرية الحاخامات منذ صغرهم وتفرغهم لدراسته وفقه معانيه . . . (كتاب مقدس . . . حيث مرجعيته الدينية تقدس الاِضطهاد ، وتجعل منه مثالاً أعلى للحياة ، بل واجباً) ، [7] ، وتترك بصمات ثقافية على كل فرد يهودي ، وكذلك على مجموع اليهود في العالم ، وتجعل منهم سلالة خاصة ، عرق متسلسل خارج الزمان والمكان ، سرمدي ، ينفذون ما ترسمه الكلمات المحنطة في بطون الكتب ، كون تلك الثقافة تصبح أيديولوجية تشكل بنية نصوصية لن تقبل أي تغيير أو تعديل ، متماسكة التكوين والتراتبية ، وتشكل لحمة موحدة لصيرورتهم الاِجتماعية من حالة الاِضطهاد والتشرد والتفرق ، إلى حالة التوحد والتجمع والاِنتقام ، وإسمنتية توحدهم في الرؤية والهدف والمصير ، وترشدهم للتصرف والسلوك في جميع الأحوال ، للدرجة التي تجعلهم شعباً موصوف بالعهد القديم (هو ذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم القتلى) ، [8] ، أي ديدنه الاِنتقام من الآخر وفق القدرة المتوفرة ، ودأبه الثأر من الآخرين عن طريق اِبتزازهم أو إبادتهم .
إنه الوعي الكلي تجاه الآخر ، فلا غرابة عندما نقرأ التالي ، وهو ما يشكل أحد أوجه وعيهم الراهن تجاه العراقيين (يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة . [مزمور 137 : 8 ـ 9 ] وكذلك أعظم أنبياء العهد القديم قاطبة النبي أشعيا يقول : ((فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن لا تشفق عيونهم على الأولاد وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب سدوم وعمورة لا تعمر إلى الأبد ولا تسكن إلى دور فدور ولا يخيّم إعرابي ولا يربض هناك رعاة، أشعيا 13 : 18 ـ 20)) ، [9] ، وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الحقد المترسب في النفس اليهودية هو الذي أفرز ذلك التعاون المشين بين كورش الفارسي والمجموعات اليهودية التي قطنت بابل ، فتواطأ الطرفان بعد أطلقوا صفة المسيح المنقذ على كورش [أشعيا 45 : 1] (تزلفاً وغدروا بملك بابل) ، [10] ، ومن الواضح أنَّ أسفار التوراة ، كما يقول حنا حنا ، تعترف (أنَّ لليهود يد سوداء بهذه وذلك مما جناه اليهود من غنائم نتيجة لهذه الحادثة على أكدته التوراة في أسفارها ، إذ كان الملك نبو نيدس أبو بيلشاصر خارج المملكة [. . . و] ابنه الملك الفعلي للبلاد في حال غياب أبيه ، [. . . ] حملت كورش لدخول بابل [. . .] وعلى أثر هذا رفع دانيال مباشرة إلى وظيفة أحد الوزراء الثلاثة الكبار في دولة الفرس على حد زعم التوراة في سفر دانيال 6 : 2 وإضافة إلى هذا المنصب الذي حظي به دانيال أغدق كورش عليه وعلى جماعته من الذهب والفضة والأمتعة والبهائم والحقول) ، [11] ، فالأعداء الخارجيون والطابور الخامس متعاونون في التخطيط والتنفيذ ، والمتداخلة أعمال بعضهم في بعض ، هو في حقيقته الفعلية والعملية ، ظهيرهم نصير لظهيرهم ونصيرهم ظهير نصيرهم ، في كل زمان ومكان طالما الأعمال متكاملة ، والأهداف السياسية واحدة .
* * *
إنَِّ سرد المزيد من إفرازات تلك العقلية اليهودية في الماضي ، على مستوى الجرائم ضد البشرية ن وفي العراق على وجه الخصوص ، سيطول التطرق إليها ، إذ أنَّ (إحدى النقاط التي يركز عليها باحثو التاريخ القديم اليوم ، والتي يبدو أنهم يتفقون جميعاً عليها ، هي قوة وثراء نبو خذ نصر الثاني (604 ـ 562 قبل الميلاد) ، [12] ، وهو ما يكمن سببه الأساس ، من وجهة نظر أصحاب الرؤية اليهودية ، عملية أسر واِغتصاب الثروات اليهودية ، ويغدو عنها الاِنتقام الجماعي هو من قبيل (رد المظالم) والأخذ بـ(الثأر) من الأحفاد ، الساكنين بابل ، وهي كناية عن العراق في الوعي اليهودي ، كونها (معادية لله) ، وبالتالي تستحق العقاب .
وعليه فإننا نحيل القاريء الكريم إلى الكتاب المعنون : (المجازر اليهودية والإرهاب الصهيوني) ، [13] ، كونه هو الكفيل في تسليط الضوء على مجموع تلك الجرائم المضادة للبشرية ، التي لها علاقة بموضوعنا ، والتي وردت على الصفحات 9 ـ 99 ، وذلك القسم يغني عن كل اِستفاضة ! .
**
الهوامش:
[1] ـ راجع كتابنا المعنون العولمة الأمريكية ضد الدولة العراقية ، المكون من خمسة أجزاء على موقع عربستان الكفاحي : www.arbistan.org في باب اِختر موقع الكتاب ، إذ نشر الخمسة أجزاء على ذلك الموقع .
[2] ـ راجع كتاب ألبير تو دانزول المعنون : اليهودي والغيرية ، غير اليهود في منظار اليهودية ، ترجمة : د . ماري شـهرسـتان ، دار الأوائل للنشر والتوزيع والخدمات الطباعية ، الطبعة الأولى عام 2004 ، دمشق / سورية ، ص39 ـ 40 .
[3] ـ نفس المصدر ، ص 61 .
[4] ـ المصدر ذاته ، ص 62 ـ 63 .
[5] ـ المصدر نفسه ، ص 65 .
[6] ـ المصدر أعلاه ، ص 63 .
[7] ـ المصدر السـابق ، ص 211 .
[8] ـ راجع كتاب السيد حنا حنا المعنون دراسات توراتية ، الصادر عن مجموعة أورنينا للطباعة ، الطبعة الأولى عام 2003 ، دمشق / سوريا ، ص 228
[9] ـ المصدر السابق ، ص 228 .
[10] ـ المصدر السابق ، ص 434 .
[11] ـ المصدر السابق ، ص 419 ـ 421 .
[12] ـ راجع كتاب الصحفي اللامع جورج كولي المعنون التحالف ضد بابل : الولايات المتحدة وإسرائيل والعراق ، ترجمة ناصر عفيفي ، الصادر عن مكتبة الشروق الدولية ، القاهرة / جمهورية مصر العربية ، الطبعة الأولى عام 1427 هجرية ـ يناير 2006 ، ص 29 .
[13] ـ راجع الكتاب المعنون بالاِسم المذكور وهو من تأليف عبد المجيد همو ، مراجعة وتدقيق إسماعيل الكردي ، نشر دار الأوائل في طبعته الأولى الصادرة في عام 2003 ، دمشق / سوريا ، المكون من 286)) . /
**كاتب عراقي مقيم في هولندا
* الصورة المصاحبة للموضوع صورة الملك اليهودي يهوياقيم وهو يساق أسيرا في حملة نبوخذنصر ؟
منقول عن "دورية العراق"