المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللوبي الصهيوني من التأثير الى الوصايه



باسل قصي العبادله
15-04-2006, 04:00 AM
حول دراسة هارفرد ودور اللوبي الاسرائيلي في القرار الامريكي:
الانتقال من التأثير الي الوصاية؟

شبكة البصرة
عباس المعلم
منذ ان نشأ الكيان الصهيوني علي أرض فلسطين عام 1948 استطاع ان يشكل أولوية لدي السياسة الامريكية الخارجية التي كانت وما زالت تعلن جهارا دعمها اللامحدود لدولة اسرائيل، وبرز هذا الدعم في شتي المجالات اهمها الدعم العسكري والسياسي بالاضافة الي الدعم الاقتصادي الذي لا يقل أهمية عن الدعم الرئيسي، ومنذ عام 1948 وحتي عام 1967 كان الدعم الامريكي لاسرائيل يتصاعد بشكل منظم يتناسب مع حساسية تلك المرحلة ويخضع ايضا لمبدأ موازين القوي العالمية في ذلك الحين، لكن هذا الدعم الامريكي كان ينظر له من قبل اليهود الصهاينة داخل الولايات المتحدة، بانه يحتاج الي دفع اقوي يجعله يتبني مساندة دولة اسرائيل بشكل كامل، لا يخضع لاي تبدل او تحول في سياسات الادارات الامريكية المتعاقبة.

وعليه بدأت تظهر ملامح اللوبي الصهيوني داخل مركز القرار الامريكي، ليصبح اليوم شريكا فعليا في القرار الامريكي خصوصا السياسة الخارجية، بالاضافة الي امتلاكه حق الفيتو غير المعلن علي العديد من القرارات الرئيسية التي تتخذها الادراة والحكومة الامريكية، وقد اتخذ هذا اللوبي اشكالا عدة تتوزع داخل المراكز الاساسية في الادارة الامريكية، وبهذا الصدد عملت مجموعات من هذا اللوبي علي التغلغل داخل الحياة السياسية الامريكية، ويمكن ان نجزم ان التواجد الصهيوني الفاعل في الولايات المتحدة يرتكز بشكل اساسي علي احكام سيطرته في المشاركة علي صناعة الادارة الحاكمة في واشنطن والتأثير علي وجهتها السياسية وفق ما يتناسب مع خدمة مصالح الدولة العبرية.

الحديث عن اللوبي الصهيوني وتأثيره في الادارات الامريكية المتعاقبة علي اختلاف تنوعها: جمهورية او ديمقراطية، ليس هو الا حلقة من قوة مترابطة ومتكاملة تشكلها عدة مجموعات ينقسم عملها علي الشكل التالي، اولا السياسة الخارجية لامريكا والتي يعتبرها اللوبي قوة الدعم الكبري لاسرائيل، ثانيا الدعم الاقتصادي والعسكري، ثالثا الدعم الاعلامي والاكاديمي.

ايضا فان مكونات اللوبي لا تقتصر فقط علي اليهود المتواجدين داخل امريكا، بل هناك مجموعات وشخصيات وتيارات امريكية فاعلة تعمل لصالح اللوبي وتعرف باليمين المتطرف اي، الصهيونية المسيحية، ومنها اسماء شخصيات بارزة في الادارة الامريكية الحالية او التي سبقتها، وهم في مواقع حساسة ورفيعة لهم تأثيرهم داخل القرار الامريكي، وفي هذا السياق برزت في الاسابيع الاخيرة دراسة صدرت عن جامعة (هارفرد) الامريكية بعنوان اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية، اعدها استاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو جوناميرشايمر، بالاشتراك مع استاذ الادارة في جامعة هارفرد، ستيفان والت، وتضمنت هذه الدراسة شرحا عن المنظمات والافراد والولاء لاسرائيل، التأثير في الكونغرس والحكومة، التأثير في الاعلام ومراكز الدراسات واستغلال معاداة السامية، دور الولايات المتحدة التاريخي كمنقذ لاسرائيل وعناصر استدرار العطف الدولي بالاضافة الي الحرب علي العراق، وسورية وايران.

وتشير هذه الدراسة بوضوح وعمق لمجريات عمل اللوبي الصهيوني وتأثيره في الولايات المتحدة، وهذا الأمر ليس مفاجئا من حيث المبدأ، لكن التطرق اليه بهذا الوضوح يؤكد ان الدعم الامريكي لاسرائيل خصوصا ضد العديد من دول الشرق الاوسط يدخل ضمن المشروع الصهيوني ـ الامريكي، الرامي الي تعزيز دور اسرائيل وتفتيت الدول العربية والاسلامية التي تشكل خطرا علي امن الكيان الصهيوني، مما يؤكد ان مصطلح المشروع الصهيوني الامريكي، ليس كما يصوره بعض المسؤولين والمثقفين والكتاب العرب انه هروب من الواقع، وليس هو الا شعار ترفعه بعض الانظمة وحركات المقاومة من اجل الحفاظ علي مواقعها، لكن هذا الامر بطبيعة الحال وكما هو مدرج في الدراسة يثبت ان هذا المشروع هو من الالف الي الياء لصالح الكيان الصهيوني ومصالحه وليس كما يصور البعض ان التدخل الامريكي في منطقتنا هو لحماية المصالح الامريكية ونشر الديمقراطية، لأن هذه المصالح هي ايضا في خدمة المصلحة الاسرائيلية اولا واخيرا.

وحسب ما ورد في هذه الدراسة تضم نواة اللوبي الاسرائيلي اليهود الامريكيين الذين يبذلون جهدا مهما في حياتهم من اجل تحويل السياسة الامريكية الخارجية بما يحقق مصالح دولة اسرائيل، ويتجاوز هذا الجهد مجرد التصويت للمرشحين الامريكيين المدافعين عن اسرائيل الي كتابة الخطابات، بالاضافة الي التبرعات المالية ودعم المنظمات الموالية لاسرائيل.

اما مكونات اللوبي الرئيسية فهي منظمة ايباك ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبري ويديرها اشخاص متشددون وتدعم هذه المنظمات سياسات حزب اللكود، بالاضافة الي حزب كاديما ويقوم هذا اللوبي بمعاقبة وتوبيخ اي جهة توجه انتقادا لاسرائيل او تدعم اي نوع من الضغوط عليها، مثال علي ذلك اتهام رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ادغار برونفمان بالخيانة لانه بعث برسالة الي الرئيس جورج بوش عام 2003، يحثه فيها علي الضغط علي اسرائيل لردعها عن بناء جدار الفصل المثير للجدل، ويواجه كل صوت يهودي غير منسجم مع سياسة اللوبي المنحازة لاسرائيل عقوبة الطرد من الجالية.

وتجزم الدراسة ان ايباك هي اقوي المنظمات اليهودية واشهرها وهي التي صنفها الكونغرس الامريكي في المرتبة الثانية من لائحة اقوي اللوبيات الموجودة في واشنطن بعد الاتحاد الامريكي للمتعاقدين، ويضم اللوبي الاسرائيلي حسبما ورد في الدراسة شخصيات مسيحية انجيلية بارزة مثل غاري بوير، جيري فالويل، رالف ريد، بات روبرتسون، ديك ارمب، طوم ديلاي، بالاضافة الي المحافظين الجدد امثال الممثل الدائم لامريكا في مجلس الامن جون بولتون ومحرر صحيفة وول ستريت جورنال ، روبرت باريلي، وليم بنيت، جورج ويل، ويؤمن كل هؤلاء جميعا ان بعث اسرائيل هو جزء من نبوءة الكتاب المقدس وبالتالي فان اي تصد لها يعني معارضة رغبة الله.

فيما خص استراتيجية اللوبي للضغط علي الكونغرس يتبع اللوبي استراتيجيتين من اجل التحكم بدعم الولايات المتحدة لاسرائيل، الاولي تركز علي الضغط علي كل من الكونغرس والحكومة، والثانية علي دوام الصورة الايجابية لاسرائيل لدي الراي العام، ايضا فان فاعلية اللوبي في الولايات المتحدة ترتكز في تأثيرها علي الكونغرس حيث تحظي اسرائيل بمناعة ضد الانتقاد، ويكمن احد اسباب هذا المحرم في وجود بعض الاعضاء المفاتيح في الكونغرس ممن تصفهم الدراسة الامريكية بالمسحيين الصهاينة، امثال ديك ارمي الذي قال في ايلول (سبتمبر) عام 2002، ان الرقم 1 في اولوياتي للسياسة الخارجية هو حماية اسرائيل، ما تعلق عليه الدراسة بالقول ان المرء ليظن ان الاولوية الاولي لأي عضو في الكونغرس الامريكي يجب ان تكون لحماية اسرائيل...

بالاضافة الي هؤلاء المسيحيين الصهاينة هناك ايضا اعضاء في مجلس الشيوخ يحرصون دوما علي دعم اسرائيل في السياسة الخارجية الامريكية، وفوق هؤلاء واولئك، ثمة دور بارز يؤديه موظفو الكونغرس ويشكل مصدرا اخر لقوة اللوبي الاسرائيلي وذلك بالاستناد الي اعتراف الرئيسة السابقة لمنظمة ايباك، موريس اميتاي، التي قالت ان هناك اشخاصا كثيرين يعملون ضمن فريق الموظفين اعلاه في الكابيتول هيل، صدف انهم يهود والذين يرغبون في النظر في بعض القضايا انطلاقا من يهوديتهم وهؤلاء هم جميع الاشخاص الموجودين في مواقع صناعة القرار لاعضاء الكونغرس وبالامكان الحصول علي نتيجة هائلة من هذا الفريق فقط..

والواقع ان ايباك هي التي تشكل بنفسها نواة اللوبي الضاغط في الكونغرس، ويعود نجاحها في ذلك الي قدرتها علي مكافأة مرشحي البرلمان والكونغرس الداعمين لاجندتها، ومعاقبة اولئك الذين يتحدون الاجندة، وتجزم الدراسة بان المال هو الحاسم في الانتخابات الامريكية، وايباك تحرص علي ان ينال اصدقاؤها دعما ماليا قويا من الاف اللجان السياسية الناشطة الداعمة لاسرائيل، فيما تمنح هباتها المالية لخصوم اولئك المعادين لاسرائيل..



الضغط علي الحكومة

من المألوف عن الحكومات الامريكية انها تساند سياسات اسرائيل في مختلف الصعد، حتي ان القرارات السياسية الامريكية الصادرة عن الحكومة تتأثر بنسبة عالية بالشأن الاسرائيلي وكيفية تكيف هذه القرارات مع المصلحة الاسرائيلية، وتبرز قوة اللوبي علي الحكومة جزئيا في تأثير الناخبين اليهود في الانتخابات الرئاسية، فبمعزل عن حجم هؤلاء المحدود نسبيا (اقل 3% من الناخبين) الا انهم يقدمون تبرعات مالية ضخمة في الحملات الانتخابية لكلا الحزبين.

واكثر من ذلك فان الناخبين اليهود يحرصون علي التمركز في ولايات تعتبر حاسمة في الانتخابات الرئاسية مثل فلوريدا، الينوي، نيويورك، وبنسلفانيا، كل ذلك من اجل جعل المرشحين الرئاسيين حريصين علي تجنب معاداة الناخبين، وفي هذه الحالة يبدو ضغط اللوبي علي الحكومة الامريكية اشد وضوحا في ادارة الرئيس جورج بوش، الذي يزخر طاقمه باشخاص مناصرين لاسرائيل مثل اليوت ابرامز، جون بولتون، دوغلاث فايث، لويس سكوتر ليبي، ريتشارد بيرل وبول وولفويتز، دايفيد وورمسير، ولا تزال هذه المعادلة سارية اليوم، فحين دعا المرشح الرئاسي في انتخابات عام 2004، هاوارد دين الولايات المتحدة الي تأدية دور اكثر اشرافا في النزاع العربي ـ الاسرائيلي، اتهمه السيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان بانه يهدد اسرائيل، ووقع جميع الديمقراطيين البارزين في الكونغرس رسالة شديدة اللهجة وجهت الي دين وادانت تصريحه.



الدعم الاعلامي الامريكي لاسرائيل

لا شك ان دور الاعلام له اهمية خاصة لدي دوائر اللوبي في الولايات المتحدة، ويعول علي الِشأن الاعلامي بشكل لافت نظرا لدوره في تجييش الرأي العام الامريكي بكافة قطاعاته لصالح سياسة دعم الكيان الصهيوني، ايضا فان الدور الاعلامي للوبي اضحي ركيزة اساسية ومؤثرا داخل القرار الامريكي، خصوصا بما بات يعرف بالدفاع عن السامية والمحرمات هذه الشعارات التي تعتبر خطا احمر لدي الادارة الامريكية لانها مخصصة فقط للدفاع عن اسرائيل بوجه اي هجمة اعلامية او ثقافية عليها..

تنعكس وجهة نظر اللوبي تجاه اسرائيل بشكل كبير في وسائل الاعلام الامريكية، لان معظم المعلقين ومقدمي البرامج هم موالون لاسرائيل، ويقول الصحافي اريك الترمان ان مناقشة قضايا الشرق الاوسط في هذه الوسائل يتولاها اشخاص لا يمكن ان يطيقوا انتقاد اسرائيل، وفي مقابل 61 معلقا مؤيدا لاسرائيل، وجد الترمان خمسة معلقين فقط ينتقدون اسرائيل بشكل منتظم ويظهرون مواقف موالية للعرب، ويظهر التحيز الكبير للاعلام الامريكي تجاه اسرائيل في افتتاحيات الصحف الرئيسية ومن بينها وول ستريت جورنال، وجورنال، شيكاغو صان تايمز واشنطن تايمز، نيويورك تايمز، بالاضافة الي مجلات كومانتري، نيو ريبابليك، ذي ويكلي ستاندر.

تسيطر الجماعات الموالية لاسرائيل علي مراكز الدراسات الامريكية، التي تؤدي دورا مهما في تكوين النقاشات العامة والسياسات الحالية، وقد اسس اللوبي مركزه الخاص للدراسات في العام 1985، عندما ساعد مارتن انديك علي تأسيس وينيب وبرغم ان المؤسسة تدعي انها تقدم نظرة متوازنة وواقعية حول قضايا الشرق الاوسط، فانها تدار من قبل اشخاص مرتبطين بشكل مباشر في عملية دفع البرنامج الاسرائيلي الي الامام، وخلال الـ25 سنة الماضية اوجدت القوة الاسرائيلية حضورا اساسيا في عدد من المؤسسات المهمة مثل مركز السياسة الامنية، معهد الابحاث حول السياسة الخارجية، معهد هادسون..

ومن الامثلة الاخري علي ذلك، التحول الذي طرأ علي معهد بروكينغر وبعدما كان يعتمد المعهد في ما يتعلق بشؤون الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي علي ويليام كوانت اصبح يعتمد علي مركز سابان لدراسات الشرق الاوسط الذي يموله حاييم سابان رجل الاعمال الاسرائيلي الامريكي والصهيوني..



من الناحية الاكاديمية

ضاعفت ايباك من مصاريفها علي برامج ادارة نشاطات الجامعات اضافة الي تدريب جيل شاب من المحامين عن اسرائيل، كما حاول اللوبي مراقبة ما يكتبه ويعلمه الاساتذة وفي عام 2002 اسس موقعا علي الانترنت لنشر ملفات حول اكاديميين مشتبه فيهم، وشجع التلاميذ علي نقل التعليقات او التصرفات التي قد تعتبر معادية لاسرائيل، ولعل اهم ما اقدم عليه اللوبي في هذا السياق الطلب مؤخرا من الكونغرس تبني مشروع قانون ينص علي مراقبة كل ما يقوله اساتذة الجامعات حول اسرائيل، ولا شك ايضا ان احد اقوي اسلحة اللوبي هو الاتهام بمعاداة السامية فان اي شخص ينتقد اعمال اسرائيل او يقول ان هناك لوبيا اسرائيليا، يخاطر بان يصنف معاديا للسامية، لذلك فان الجماعات الموالية لاسرائيل عندما تشعر بضغط ما، تدعي ان هناك معاداة سامية جديدة بشكل آخر انتقد سياسات اسرائيل تصبح معاديا للسامية..



الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري بالاضافة الي حق الفيتو

لعل اهم ما تعطيه الادراة الامريكية لاسرائيل هو المساعدات الاقتصادية والعسكرية، التي تشكل العمود الفقري لقوة اسرائيل العسكرية والاقتصادية خاصة وانها في حالة حرب دائمة وتعتبر الترسانة العسكرية لديها العنصر الرئيسي في حماية الكيان الاسرائيلي ومن اهم ركائز الامن القومي الصهيوني، وبالطبع فان اي ترسانة عسكرية ضخمة تحتاج ايضا لمساعدات اقتصادية سخية تعادل ما تتطلبه هذه الترسانة، ولا شك ايضا ان العنصر السياسي يؤمن الدفع الاقوي للشأن العسكري والاقتصادي، خاصة الغطاء الدولي داخل مجلس الامن ومعروف عن الادارة الامريكية دعمها الاعمي لاسرائيل بوجه اي قرار من شأنه ان يدين سياسات اسرائيل العسكرية والتوسعية.

قدمت واشنطن منذ العام 1967 مساعدات ضخمة لاسرائيل، قزمت اي دعم نالته يوما اي دولة اخري، فكانت اسرائيل المستفيد السنوي الاكبر من المساعدات الامريكية الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتي تجاوزت 140 مليار دولار منذ الحرب العالمية الثانية، وهي تتلقي سنويا 3 مليارات دولار كمساعدات مباشرة، بما يعادل 500 دولار للفرد الاسرائيلي ذلك علي الرغم من ان اسرائيل تعتبر دولة صناعية ثرية.

كما منحت الولايات المتحدة اسرائيل حوالي 3 بلايين دولار من اجل تطوير انظمتها التسليحية واعطتها الاذن باستغلال تصاميم الاسلحة كمروحيات (البلاك هوك) ومقاتلات (اف 16) وحتي الاطلاع علي المعلومات الاستخبارية الامريكية التي تحجبها عن حلفائها في الناتو، فضلا عن ان امريكا تغض النظر عن امتلاك اسرائيل اسلحة نووية.

اما الدعم السياسي فمنذ عام 1982 استخدمت واشنطن حق الفيتو 33 مرة في مجلس الامن ضد قرارات تنتقد اسرائيل بما يتجاوز مجموع الفيتو الذي استخدمه الاعضاء الاخرون مجتمعين كما انها عطلت جهود الدول العربية لوضع ترسانة اسرائيل النووية علي اجندة وكالة الطاقة الذرية، وتجلي الدعم السياسي الامريكي المطلق لاسرائيل حين بدأ الرئيس جورج بوش يحث شارون علي اظهار ضبط النفس في الاراضي الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية، ويضغط عليه للسماح لوزير الخارجية بيريز بلقاء عرفات في ايلول (سبتمبر) عام 2003، واتهمه شارون بمحاولة استرضاء العرب علي حساب اسرائيل محذرا من ان اسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا وبعدما قدم صيغة اعتذارية لاحقة انضم شارون الي اللوبي الاسرائيلي لاقناع الادراة والشعب الامريكي بان واشنطن واسرائيل تواجهان تهديدا ارهابيا مشتركا، اي ان لا فرق بين اسامة بن لادن وياسر عرفات.

ايضا فان استسلام بوش لسياسة شارون الوحشية ووصفه بانه رجل سلام تشير بوضوح الي الاذعان الامريكي للرغبات الاسرائيلية وجاءت الاشارة الاولي لاستسلام بوش بعد اسبوع من احداث 11 ايلول (سبتمبر)، باختصار استولي شارون واللوبي علي رئيس الولايات المتحدة وانتصروا، وكتب حاييم شاليف الصحافي في جريدة معاريف ، بان مساعدي شارون لم يتمكنوا من اخفاء ارتياحهم لفشل باول في لقائه مع عرفات، وقد تفاخروا بان شارون نظر في عيون الرئيس الامريكي، وان بوش رمش اولا؟! ولا ننسي ما قاله مستشار الامن القومي الامريكي السابق برنت سكوكروفت في تشرين العام 2004 بان شارون يضع بوش كخاتم في اصبعه الصغير.



اسرائيل فاضلة وعرب اشرار

تعمل اسرائيل بين الحين والاخر علي ابراز العرب انهم قوم ارهابي متخلف معاد للسامية والديمقراطية، وانهم لا يريدون السلام، بينما تحاول تصوير نفسها انها دولة تسعي الي السلام ونشر الديمقراطية وتنبذ العنف، في هذا الخصوص تشير الدراسة الي ابراز اليهود نفسهم انهم عانوا من الغرب المسيحي، وخاصة المحارق النازية (هولوكوست) ولان اليهود اضطهدوا لعقود ولا يستطيعون العيش بامان سوي في وطن يهودي لذلك فان البعض يؤمن بان اسرائيل تستحق معاملة خاصة من قبل امريكا، ايضا فان التاريخ اليهودي في فلسطين يشكل نقطة هامة في هذا السياق والتاريخ يؤكد انه عندما بدأ العمل السياسي الصهيوني الجدي في القرن التاسع عشر، لم يكن هناك سوي 15 الف يهودي في فلسطين، وحتي عندما ولدت اسرائيل، لم يكن اليهود يمثلون سوي 35% من سكان فلسطين ويملكون 7% من الارض، ولم تكن السياسة الصهيونية في يوم من الايام راغبة في تأسيس دولة مشتركة او القبول بتقسيم نهائي لفلسطين بين دولتين، ويقول ديفيد بن غوريون في اواخر الثلاثينات، بعد تشكيل جيش قوي كبير اثناء تأسيس الدولة علينا ان نلغي التقسيم ونتوسع في كل فلسطين، ايضا هناك قول رئيسة الحكومة الاسرائيلية غولدا مائير لا يوجد شيء اسمه فلسطيني هناك اسرائيليون فاضلون، وعرب اشرار.. وفي هذا الخصوص يبرر اسحق شامير مجازر جيشه بقوله لا اخلاق يهودية يمكنها ان تمنع الارهاب من ان يكون اداة في المعركة.



التحريض علي غزو العراق والتلاعب بالمعلومات

منذ ان بدأت الحملة الامريكية الداعية لاحتلال العراق، تبين بوضوح ان الهدف الامريكي الرئيسي لهذا الغزو كان من اجل حماية امن اسرائيل، خصوصا ان وثيقة عام 1996 التي اعدها نتنياهو وريتشارد بيرل تبرز بوضوح ضرورة احتلال العراق، وقد وضعت هذه الوثيقة جدول اعمال لهذا الغزو وعددت فوائد هذا الاحتلال واثاره الايجابية علي المصلحة الاسرائيلية، وتبين الدور الاسرائيلي في تغطية الاحتلال الامريكي للعراق قبل بدء الغزو بايام قليلة عندما دخلت مجموعات من الموساد الي شمال العراق لمراقبة تحركات الجيش العراقي، وشكلت هذه المجموعات حلقات مراقبة واتصال مع القوات الامريكية المحتشدة علي حدود العراق.

بدأت حملة ترويج اللوبي للحرب علي العراق منذ اواخر التسعينات حين شرع المحافظون الجدد يناقشون مسألة تغيير النظام في العراق، من خلال اسقاط صدام حسين وتحويل العراق الي ديمقراطية نشطة، واطلاق عملية طويلة الامد للتغيير في منطقة الشرق الاوسط، واشتهر في العام 1996 تقرير (الانفصال التام) الذي روج لمشروع الشرق الاوسط الكبير مركزا لاسقاط صدام كخطوة اولي، وفي عام 2002 القي نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني خطابا محرضا امام قدامي المحاربين في الخارج قال فيه ان اسرائيل تحث المسؤولين الامريكيين علي ان لا يؤخروا الضربة ضد عراق صدام حسين، وذلك بعيد اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلي، ارييل شارون، ان التنسيق الاستراتيجي بين اسرائيل وواشنطن بلغ ابعادا غير مسبوقة، وان الاستخبارات الاسرائيلية اعطت واشنطن عددا من التقارير الانذارية حول برامج العراق لاسلحة الدمار الشامل.

في هذا الوقت كتب ايهود باراك قي نيويوك تايمز يحذر من ان الخطر الاعظم يكمن الآن في عدم التحرك، ونشر سلفه نتنياهو مقالة مشابهة في وول ستريت جورنال حملت عنوان الحاجة الي تقويض صدام، قال فيها انه يتحدث باسم الاكثرية العظمي من الاسرائيليين في دعم ضربة استباقية ضد نظام صدام.

كما عملت عصبة صغيرة من المحافظين الجدد كقوة رئيسية محرضة علي الحرب داخل الولايات المتحدة والعديد من هؤلاء كانوا علي صلة بالليكود وسعي المحافظون الجدد لتقويض نظام صدام قبل ان يصبح بوش رئيسا ووجه عدد منهم مثل اليوت ابرامز وجون بولتون ودوغلاث فايث، ويليام كريستول، برنارد لويس، دونالد رامسفيلد، ريتشارد بيرل، بول وولفويتز، رسالتين الي الرئيس كلينتون في العام 1998 يدعونه فيهما الي عزل صدام حسين عن السلطة، لكن هؤلاء كانوا بحاجة لمساعدة ما تدفع باهدافهم قدما، وصلت هذه المساعدة مع احداث 11 ايلول (سبتمبر) التي جعلت بوش وتشيني تحديدا يعيدان ترتيب اولوياتهما، بحيث اصبحا مناصرين قويين للحرب الاستباقية، وفي اجتماع مع بوش في كامب دايفيد في 15 ايلول (سبتمبر) العام 2001 دافع وولفوتيز عن ضرورة مهاجمة العراق قبل افغانستان، وفي 21 تشرين الاول (اكتوبر) من العام ذاته امر بوش جهاز التخطيط العسكري بتطوير خطط معينة للغزو. وقد لعب مفكرون كبرنادر لويس من برينكسون، وفؤاد عجمي من جامعة جونز هوبكنز ادورا مهمة في اقناع تشيني بان الحرب هي الخيار الافضل، بالاضافة الي محافظين جدد من فريق موظفي تشيني، مثل اريك ادلمان، جون هاناه، سكوتي ليبي.

ايضا فان اللوبي عمل في التلاعب بالمعلومات الاستخبارية بطريقة تظهر صدام بانه يشكل تهديدا وشيكا، جزءا مهما من الحملة المروجة للغزو، واخذ سكوتر ليبي يضغط علي محللي (السي اي ايه) لايجاد حجة تدعم قرار الحرب وساعد كولن باول في اعداد تقريره الملفق الذي قدمه في مجلس الامن، واوكل للمحافظين دايفيد وورمسر، واللبناني الامريكي مايكل معلوف، القريب من ريتشارد بيرل، مهمة الكشف عن الادلة التي قد تستخدم لتبرير الحرب علي العراق، في ما كان يعرف بمكتب الخطط الخاصة في الكونغرس والذي يرأسه المحافظ الجديد وصاحب الروابط الوثيقة بوولفويتز ابرام شولسكي وكانت التقارير ترسل مباشرة الي دوغلاث فايث، الملتزم بدعم قوة اسرائيل والذي يحظي بروابط وثيقة مع الليكود، ويعرف فايث مع بيرل وورمسر باصدارهم التقرير الشهير الانفصال التام الذي اوصي نتنياهو بالتركيز علي ازاحة صدام حسين من السلطة في العراق كهدف استراتيجي اسرائيلي مهم يصب في مصلحتها.

كاتب من لبنان يقيم في امريكا

القدس العربي 13/4/2006

شبكة البصرة

الخميس 14 ربيع الاول 1427 / 13 نيسان 2006

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

الأمين
16-04-2006, 10:17 AM
قال لي أحد الناس مرة إن تاريخ اليهود ينبئ أنهم أينما حلوا حلت بهم المذابح وأن أكبر مذبحة لليهود ستكون في أمريكا نفسها

ويبدو أن الشعب الأمريكي وبعض النخب المثقفة بدأت تستفيق فعلا على هول الكارثة التي حلت ببلادهم والتي يقودها إليهم الصهاينة بعد ان استولوا على صناعة القرار

باسل قصي العبادله
16-04-2006, 04:06 PM
السلام والتحيه على الأخوه الكرام حفظهم الله . أخي الأمين تحيه طيبه . اليهود أينما حلوا و على مدى التاريخ يصير مآلهم الى كره شديد من قبل الأمه التي يحلوا بها بسبب طباعهم المتوارثه معهم وكلنا يعلمها وهي حقيقه مؤكده في سمات اليهود وقد يطردوا من البلاد التي حلوا بها وقد يميزوا حتى لا يتعامل معهم احد الا بحذر و على مسؤوليته وكلنا نعلم قصة تاجر البندقيه وهي خير مثال لجانب واحد من سماتهم . وكانوا قديما في آوروبا في انجلترا يجبرونهم على تركيب قطعة قماش صفراء على خلفية البنطلون ليعرف بأنه يهودي حتى لا ينخدع به أحد . أما مسألة الأباده و الذبح فهي موكوله لنا منذ القدم ويجب أن تتم داخل فلسطين الحبيبه و هذه منحه الهيه لا نتنازل عنها فرضا الله عز و جل و القصاص ممن يغضبه هي غاية المنى لأسودنا حفظهم الله . ولكم مني كل التحيه .