muslim
12-04-2006, 07:10 AM
في ضيافة عنترة العبسي!!
عبد الجبار سعد
( سهيل اليماني )
suhailyamany@yahoo.com
فوجئت بدعوة من حميدالذكرو الفعال فارسنا الشهيرالمقدام عنترة العبسي اليماني لحضور مهرجان خطابي وفي منطقة عبس على وجه التحديد .. غرب اليمن السياسي وقد فاجأني أنه يقيم هذا المهرجان احتفاء بذكرى تأسيس حزب البعث العربي الا شتراكي وطلب مني الحضور في الموعد المحدد يوم الخميس 6نيسان .. لأن ديار بني عبس .. تود أن تسمع من سهيل اليماني شيئا في مثل هذه المناسبة .. فقلت له وماشأنك أنت ياعنترة بالبعث العربي .. وبتأسيسة .. أليس لك في غرام عبلة ما يشغلك عن مثل هذا ؟؟
فاحتد غاضبا وقال ثكلتك أمك يا سهيل أولمثلي تقول هذا الكلام .. وأنا القائل ..
سيذكرني قومي إذا جد جدهم *** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
أولمثلي تقول هذا وأنا القائل ..
أقمنا للذوابل سوق حرب ** وصيّرنا النفوس لها متاعا
حصاني كان دلال المنايا ** وخاض غمارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجاطبيبا** يداوي رأس من يشكو الصداعا
فأحببت أن أوغل قليلا في إثارة أبي الفوارس فقلت له نعلم أنك قلت مثل هذا كثيرا ولكن نعلم أيضا أنك قلت لصاحبتك ..وأنت في قلب المعمعه..
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني ***وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ***لمعت كبارق ثغرك المتبسم
فكأن المعركة وهولها لم تشغلك ولا التماعات السيوف عن ثغر محبوبتك ..فازداد غضب عنترة وقال أجل لم تشغلني الرماح والسيوف عن ذكر محبوبتي ولكني قلت فوددت تقبيل السيوف .. ولم أقل فوددت تقبيل الثغور ولا قلت فوددت تقبيل الخدود .. ولا قلت فوددت تقبيل الشفاه كما تفعلون أنتم وأنتم ترون إخوانكم وأخواتكم في قلب اللهيب يقتلون وتستباح أعراضهم ويعذبون .. ثم أنتم منشغلون بما تعلم .. هل تريدني أن أزيد ..هل أحدث بكم من لم يسمع ؟؟
قلت حسبك يا أبا الفوارس ..
قال .. إذن فهؤلاء قومي ياسهيل وأنا إن لم أذكر قومي في مثل هذه الأوقات فمتى ؟؟وإن لم أن أنشغل بمواقف العزة والكرامة فيهم وتمجبدها فبم َ أنشغل ؟؟
****
قلت له باسما هوّن عليك ياأبالفوارس إنما قصدت الملاطفة ..قال ليس هذا وقتها ياسهيل .. قلت إذن فالمعذرة ياأبالفوارس ..
ولكن قل لي ما الذي دفعك لمثل هذا ..في مثل هذا الوقت ..؟؟
قال دفعني لمثل هذا .. الجحود الذي أراه من أموات زمانكم .. تجاه من صنع مجد أمة العرب في هذا الزمان .. وأعد للمنازلة العظمى مع الكفر العالمي .. وحفر الخنادق .. وأعد الكتائب .. ونصر قضايا الأمة وتحدى أعداءها.. وكدس الأسلحة والمتاع واستدرج كل طواغيت العالم .. إلى ارض العراق ليشهد الناس غروب شموسهم الآفلة .. تحت ضربات أسد الرافدين .. ومعهم كل من كتب الله شرف المشاركة في مثل هذه الملحمة .. ولأنه قد أصبح مجرد ذكر البعث ورجاله وقادته محرما إلا بالسوء فقد أحببت أن أتقرب إلى الله بتعظيم شعيرة من شعائر الله من خلال تعظيمي الجهاد والمجاهدين ومن ذا الذي يستحق هذا التعظيم أكثر من حزب البعث الذي لم يعدّ أحد عدّته لمثل هذه الفريضة حتى أذهل كل طواغيت الغرب .. وحير عقولهم وأفقدهم القدرة على المواجهة .. وجعلهم يعيشون عمى في كل شئونهم فلاهم يدرون أين من يقاومهم ,, ولا عددهم ولا عدتهم ولا كيف يتواصلون ولا أين يتواجدون ولا مايخططون له . ولا مصدر رزقهم ولا تمويلهم . ولا سلاحهم ... في كل هذا عمى مطلق .. أفهمت إذن لم فعلت هذا ؟؟
قلت نعم ولكن قل لي أين ستنزل ضيوفك .. ؟؟
قال أين سانزلهم .. أتظن أن قاعات الفجور التي لا تفتح إلا للمميزين من أهل زمانكم هي مأوى لمثل هذه الجموع من المستضعفين والأوفيا ء لا.. لا .. سوف أنزلهم على أديم أرض عبس التي شهدت مشاهد( داحس والغبراء) الحرب الطاحنة ليتذكروا كيف أن حكامهم لا يزالون عندها .. وأنهم يقتلون كل من أراد أن يصلح بينهم كما فعل هرم ابن سنان وصاحبه الحارث بن عوف.. وهما يفديان أرواح عبس وذبيان بأموالهما ويضعان حدا لأربعين عاما من القتال العقيم .. أما من معكم من الحكام فإنهم يفدون أعداءهم بأموالهم ويدفعو ن ديات من يقتلون من الكفار في قتال المسلمين تعويضا لهم كي يعاودوا قتل بقية المسلمين وأما أثرياءكم فيقدمون أموالهم .. لضحايا نيويورك .. وإعصار كاترينا .. ويتركون جياع النيجر والصومال .. وفلسطين والعراق .. للقحط والجوع والجراد ..وإن بقي إثنان لم يقتتلا من قومها بذلوا أموالهم كي يوقعوا بينهما القطيعه والبغضاء حتى يقتتلا..
أجل هذا هو هرم بن سنان وصاحبه وهما اللذان يقول فيهما .. زهير بن أبي سلمى في معلقته الخالدة ..
يمينا لنعم السيدان وجدتما *** على كل حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبسا وذبيان بعدما ***تداعوا ودقوا بينهم عطر منشم
وسأنزلهم على أديم هذه الأرض التي شهدت غزواتي .. وملاحمي لأذكرهم أن حبي لابنة عمي قد ألهمني من أسفار البطولة .. ما جعلني أتقحم كل تلك الصعاب والملاحم وأحفر في جبين الشمس اسمي بين أعظم الفرسان والخالدين ..
وأذكرهم أن حكامهم فقدو ا الغيرة على أعراضهم وأعراض من استأمنهم الله عليهم من رعاياهم .وأنهم قادوا الزناة والغزاة إلى ديارهم وديار إخوانهم فليس فيهم من احتفظ بنخوته إلا القليل الثقيل العاجز .
أجل يا سهيل سأنزلهم على أديم هذه الصحراء حتى يستذكروا معاني النخوة والفروسية وقد عهدت إلى عبلة ونساء الحي كي يتعاونّ في عمل خيمه تناسب الجمع تقيهم من لفحة حر نيسان ..وهذا كل ماعلي فعله .. قلت عموما لا أظن أن يقدم إلى هذه المنطقة الكثير حتى لو كنت أنت الداعي .. مادام لم يبارك الدعوة ولم يرض عنها.. أعداء البعث الذين هم كل أعداء الإنسانية والقيم وكل قوادي ومجرمي ومستكبري العالم ..قال أعلم هذا .. وهذا ماأردته أليس كذلك يا سموأل؟؟
ثم التفت عنترة إلى السموأل بن عاديا .. وقال له أسْمِع سهيل ماتقول في مثل هذا ..نشدتك الله ياسموأل ..
فأحنى السموأل هامته وأنشد بصوت خافت .. وقور ..قوله ..
تعيّرنا أنا قليل عديدنا*** فقلت لها إن الكرام قليل ..
وماضرنا أنا قليل وجارنا*** عزيز وجار الأكثرين ذليل
إذا المرأ لم يدنس من اللؤم عرضه*** .. فكل رداء يرتديه جميل
فقلت ياأباالفوارس أهذا السموأل بن عاديا بيننا؟؟ .. فقال عنترة ثكلتك أمك ياسهيل ..إن لم يحضر السموأل بن عاديا في هذا المشهد من مشاهد الوفاء العربي .. فهل تراه سيكون مستحقا أن يكون مضرب مثل في الناس .. ألستم تقولون( أوفى من السموأل )حين تبالغون في وصف أحد بالوفاء..
أجل هذا هو السموأل أبو الأوفيا ء وإن كان يهوديا ولكن عروبته قد غلبت على أصله .. كما غلبت أخلاق اليهود على عرب زمانك فمسخت أصولها .. وهؤلاء كل شعراء الصعاليك الشنفرى وتأبط شرا .. وابن الورد .وهناك كماترى أبا الطيب .. وابوفراس الحمداني .. وأبوتمام .. وكل من اهتزت العروبة وأخلاق أهلها في أعماقه..وغاب عن المشهد ماعداهم ..
****
ثم قال .. وأخيرا قل لي أنت ياسهيل هل ستحضر ؟؟ فقلت وهل أبقيت لي خيارا ياأبا الفوارس بعدهذا ؟؟.. والله إني لأرى مخرجي الى ما دعوتني إليه .. كمخرجي إلي أي غزوة من غزوات الجهاد المبارك والتولي عنها كالتولي يوم الزحف . مع أنني منذ ثلاثين عاما ما حضرت مهرجانا ولا وقفت خطيبا في مشهد من المشاهد المماثلة ولكن أين نذهب من حجة ابي الفوارس عنترة!! ..
فتلألأ وجه عنترة وقال سمعت من يقول .. إن جاحد البعث وجهاده وما أعده للمنازلة العظمى وجاحد صدام حسين ومقاومةالعراق وجاحد أسود العراق الذين رباهم صدام حسين .. جاحد كل هذا( كجاحد والديه وملحق نفسه ببني الزناة )
قلت له أجل سمعته ..أتراه جاوز الحقيقة ..يا أباالفوارس ؟؟
فجاحده كجاحد والديه *** وملحق نفسه ببني الزناة
لأن من أعتز بأعدائه ووافقهم على استباحة أرضه وعرضه ومن جحد صانع كرامته ومجده و جحد من دافع وذاد عنهما و من جحد جهاده لتحريره من طغيان الكفر .. هوكذلك ..
فتهلل وجهه بالبشر .وقال هو كذلك ياسهيل ..والله ماعدى فيما قاله الحقيقة ..
****
بدأ الحفل .. بآي من الذكر الحكيم اختارها . أحد قراء عبس .. بعناية من سورة الحشر ..
(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون .. لأنتم أشد رهبة .. في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون .. لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد .. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .ذلك بأنهم قوم لا يعقلون .. ) صدق الله العظيم
ثم توالت الكلمات والأشعار والأناشيد وقد صفق الحضور لزهرة من زهرات البعث كما يسمونها .. غنت للبعث ولمجده العظيم فأطربت الحاضرين ثم انضم إليها مجموعة من الصبا يا وغنوا وأنشدوا مرحبين بالحضور
( من الرجال .. وكل ربات الحجال )
****
ثم اختتم الحفل ..بكلمة الأخ الدكتور قاسم سلام عضو القيادة القومية .. لحزب البعث العربي الا شتراكي .. وأمين سر القيادة القطرية .. فرع اليمن .. ونقل للحاضرين من أخبار البعث وقائده ماأسرّهم وألهب حماسهم واعتبر أن هناك تأسيسان للبعث العربي الاشتراكي . التأسيس الأول .. كان في 7 نيسان 1947 والتأسيس الثاني كان في 10نيسان عام 2003 والذي قام به المجاهد العظيم صدام حسين حين وضع أسس المواجهة الملحمية مع الكفر وخطة المقاومة .. السرية المنظمة الطويلة الأجل التي من شأنها وحدها قهر طغيان القوة الكافرة .. وإعادة ترتيب العالم على أسا س الحق والعدل بعد هزيمة الطاغوت .. وهذا التأسيس هو مأدبة قدمها القائد المجاهد صدام حسين للعراق والعرب والمؤمنين والإنسانية جمعاء . كي تتحرر من الا ستكبار العالمي .. وإن كان العامل الأساسي فيها .. هو البعث المقاوم وجيش العراق العظيم بكل فصائله وتشكيلاته لكن المأدبه تتسع لكل مؤمن ..
الرفيق قاسم سلام ذكّر بعبس والتاريخ الذي تكتنزه .. وما تثيره ذكرياتها في النفس العربية وألهم سهيل في كتابة .. هذه السطور ..بهذه اللفته الرائعه ..
سهيل اليماني شارك .. تحت إلحاح أبي الفوارس بكلمات لم تبتعد كثيرا عما يعتقده .. وألقى قصيدته (كنز البطولات ) في مدح سيد المنازلة العظمى المجاهد العظيم صدام حسين .. وقد رأى الجمع يهتز ..عندقوله ..
قالوا أحاطوا بصدام وما صدقوا ** فالأسد في أسرها كالأسد في الأجم
الأسد في غابها تخشى لسطوتها ** فإن أحيط بها فابشر بعرس دم .
ومع قوله ..
حيث انتهى بك أمر الله أنت لنا ***.. كنز البطولا ت طود شامخ القمم
في القصر في الأسر أو في الغار محتسبا ***.. مقيدا أو طليق الكف والقدم
مع الشهادة إن جاءت على قدر *** وفي السيادة فوق العرب والعجم
...
وهذه ياإما م الحق بيعتنا *** نحن اليمانون نعطيها بملئ فم
وهذه يا إمام الحق بيعتنا ***( بنو العروبة ) نعطيها بملئ فم
أنت الذي ما انحنى إلا لخالقه *** ولا تلجلج في لاءٍ ولانعم
أحييت بالبعث من أمجاد من سبقوا *** وينشئ البعث أمجادا من العدم
....
وبلغ الغايه حين قال ..
على ثباتك ياصدام عاودني *** فخر انتسابي وألقى صرخة بفمي
ياأمة العرب والإسلام لا تلدي *** إلا كصدام أو فابقي على عقم ..
***
ومن لطائف الأحداث التي صحبت اللقاء أن غيمة قد أظلت الحفل من بدئه حتى منتهاه .. أغنت الناس عن المراوح والمكيفات التي لا توجد في مثل هذه الصحراء.. ولم تغادر الغيمة سماء الجمع إلا بعدأن انفض الجمع المبارك لتتحول إلى رشات من المطر الخفيف الذي زاد اليوم فرحا وسعادة واعتبرها الصالحون من قوم عنترة كرامة لإمام مجاهدي العصر القائد العظيم صدام حسين ..لأنه كان حاضرا في اللقاء ..متمليا كل مقاطعه ..
****
ثم دعانا عنترة العبسي إلى كعكة عيد الميلاد وأضحكنا كثيرا على هذه المفارقة العجيبة التي تحدث في قلب الصحراء العربية التي لا تعرف غير اللحم والتمرو حليب النياق .. فقال مفسرا الأمر سمعت أنهم يفعلون هذا في مثل هذه المناسبات فأحببت أن أفلق هامة بوش وقواديه بمثلها .. وقلت سيعيرونني أبناء القوادين ويقولون فعلها ولكن لم يحضر كعكعة عيد الميلادكما ينبغي أن يفعل .. فعهدت إلى ابنة العم بتعلم عملها منهم مع نساء الحي حتى يجدالحضور من المجاهدين مايقطعونه بدلا عن رقبة بوش وجنوده لأنهم ليسوا هنا !!..
و اختتمت ساعات الضيافة بغداء عربي .. أعده مسئول منظمة البعث في المحافظة .... وودعنا عنترة بمثل ما استقبلنا بهامن الحفاوة والتكريم ..
وعند الوداع قال لا تنس أن تقول لمن لم يحضر هذا اللقاء من قوادي الزناة .. مااسمعتنا إياه آنفا ..من قصيدتك كنزالبطولات ..
أبلغ أباك الذ ي استقبلت قبلته *** وجمعه وعلى أعناقهم قدمي
أن الذي أخضعت طهران وطأته ***ودك إيمانه قدسية الصنم
يمرغ اليوم أنف الكفر منتعلا *** سود العمائم في مبيضة اللمم
فهم ببغداد قوادو الزناة وهم *** مواكب الحزن تبكي بائع الحرم
وهم بطهران آيات مزغردة *** لأسر من صاد منهم نشوة الحلم..
قلت له سأفعل إنشاء الله ..
الجمعة، 07 نيسان، 2006
عبد الجبار سعد
( سهيل اليماني )
suhailyamany@yahoo.com
فوجئت بدعوة من حميدالذكرو الفعال فارسنا الشهيرالمقدام عنترة العبسي اليماني لحضور مهرجان خطابي وفي منطقة عبس على وجه التحديد .. غرب اليمن السياسي وقد فاجأني أنه يقيم هذا المهرجان احتفاء بذكرى تأسيس حزب البعث العربي الا شتراكي وطلب مني الحضور في الموعد المحدد يوم الخميس 6نيسان .. لأن ديار بني عبس .. تود أن تسمع من سهيل اليماني شيئا في مثل هذه المناسبة .. فقلت له وماشأنك أنت ياعنترة بالبعث العربي .. وبتأسيسة .. أليس لك في غرام عبلة ما يشغلك عن مثل هذا ؟؟
فاحتد غاضبا وقال ثكلتك أمك يا سهيل أولمثلي تقول هذا الكلام .. وأنا القائل ..
سيذكرني قومي إذا جد جدهم *** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
أولمثلي تقول هذا وأنا القائل ..
أقمنا للذوابل سوق حرب ** وصيّرنا النفوس لها متاعا
حصاني كان دلال المنايا ** وخاض غمارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجاطبيبا** يداوي رأس من يشكو الصداعا
فأحببت أن أوغل قليلا في إثارة أبي الفوارس فقلت له نعلم أنك قلت مثل هذا كثيرا ولكن نعلم أيضا أنك قلت لصاحبتك ..وأنت في قلب المعمعه..
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني ***وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ***لمعت كبارق ثغرك المتبسم
فكأن المعركة وهولها لم تشغلك ولا التماعات السيوف عن ثغر محبوبتك ..فازداد غضب عنترة وقال أجل لم تشغلني الرماح والسيوف عن ذكر محبوبتي ولكني قلت فوددت تقبيل السيوف .. ولم أقل فوددت تقبيل الثغور ولا قلت فوددت تقبيل الخدود .. ولا قلت فوددت تقبيل الشفاه كما تفعلون أنتم وأنتم ترون إخوانكم وأخواتكم في قلب اللهيب يقتلون وتستباح أعراضهم ويعذبون .. ثم أنتم منشغلون بما تعلم .. هل تريدني أن أزيد ..هل أحدث بكم من لم يسمع ؟؟
قلت حسبك يا أبا الفوارس ..
قال .. إذن فهؤلاء قومي ياسهيل وأنا إن لم أذكر قومي في مثل هذه الأوقات فمتى ؟؟وإن لم أن أنشغل بمواقف العزة والكرامة فيهم وتمجبدها فبم َ أنشغل ؟؟
****
قلت له باسما هوّن عليك ياأبالفوارس إنما قصدت الملاطفة ..قال ليس هذا وقتها ياسهيل .. قلت إذن فالمعذرة ياأبالفوارس ..
ولكن قل لي ما الذي دفعك لمثل هذا ..في مثل هذا الوقت ..؟؟
قال دفعني لمثل هذا .. الجحود الذي أراه من أموات زمانكم .. تجاه من صنع مجد أمة العرب في هذا الزمان .. وأعد للمنازلة العظمى مع الكفر العالمي .. وحفر الخنادق .. وأعد الكتائب .. ونصر قضايا الأمة وتحدى أعداءها.. وكدس الأسلحة والمتاع واستدرج كل طواغيت العالم .. إلى ارض العراق ليشهد الناس غروب شموسهم الآفلة .. تحت ضربات أسد الرافدين .. ومعهم كل من كتب الله شرف المشاركة في مثل هذه الملحمة .. ولأنه قد أصبح مجرد ذكر البعث ورجاله وقادته محرما إلا بالسوء فقد أحببت أن أتقرب إلى الله بتعظيم شعيرة من شعائر الله من خلال تعظيمي الجهاد والمجاهدين ومن ذا الذي يستحق هذا التعظيم أكثر من حزب البعث الذي لم يعدّ أحد عدّته لمثل هذه الفريضة حتى أذهل كل طواغيت الغرب .. وحير عقولهم وأفقدهم القدرة على المواجهة .. وجعلهم يعيشون عمى في كل شئونهم فلاهم يدرون أين من يقاومهم ,, ولا عددهم ولا عدتهم ولا كيف يتواصلون ولا أين يتواجدون ولا مايخططون له . ولا مصدر رزقهم ولا تمويلهم . ولا سلاحهم ... في كل هذا عمى مطلق .. أفهمت إذن لم فعلت هذا ؟؟
قلت نعم ولكن قل لي أين ستنزل ضيوفك .. ؟؟
قال أين سانزلهم .. أتظن أن قاعات الفجور التي لا تفتح إلا للمميزين من أهل زمانكم هي مأوى لمثل هذه الجموع من المستضعفين والأوفيا ء لا.. لا .. سوف أنزلهم على أديم أرض عبس التي شهدت مشاهد( داحس والغبراء) الحرب الطاحنة ليتذكروا كيف أن حكامهم لا يزالون عندها .. وأنهم يقتلون كل من أراد أن يصلح بينهم كما فعل هرم ابن سنان وصاحبه الحارث بن عوف.. وهما يفديان أرواح عبس وذبيان بأموالهما ويضعان حدا لأربعين عاما من القتال العقيم .. أما من معكم من الحكام فإنهم يفدون أعداءهم بأموالهم ويدفعو ن ديات من يقتلون من الكفار في قتال المسلمين تعويضا لهم كي يعاودوا قتل بقية المسلمين وأما أثرياءكم فيقدمون أموالهم .. لضحايا نيويورك .. وإعصار كاترينا .. ويتركون جياع النيجر والصومال .. وفلسطين والعراق .. للقحط والجوع والجراد ..وإن بقي إثنان لم يقتتلا من قومها بذلوا أموالهم كي يوقعوا بينهما القطيعه والبغضاء حتى يقتتلا..
أجل هذا هو هرم بن سنان وصاحبه وهما اللذان يقول فيهما .. زهير بن أبي سلمى في معلقته الخالدة ..
يمينا لنعم السيدان وجدتما *** على كل حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبسا وذبيان بعدما ***تداعوا ودقوا بينهم عطر منشم
وسأنزلهم على أديم هذه الأرض التي شهدت غزواتي .. وملاحمي لأذكرهم أن حبي لابنة عمي قد ألهمني من أسفار البطولة .. ما جعلني أتقحم كل تلك الصعاب والملاحم وأحفر في جبين الشمس اسمي بين أعظم الفرسان والخالدين ..
وأذكرهم أن حكامهم فقدو ا الغيرة على أعراضهم وأعراض من استأمنهم الله عليهم من رعاياهم .وأنهم قادوا الزناة والغزاة إلى ديارهم وديار إخوانهم فليس فيهم من احتفظ بنخوته إلا القليل الثقيل العاجز .
أجل يا سهيل سأنزلهم على أديم هذه الصحراء حتى يستذكروا معاني النخوة والفروسية وقد عهدت إلى عبلة ونساء الحي كي يتعاونّ في عمل خيمه تناسب الجمع تقيهم من لفحة حر نيسان ..وهذا كل ماعلي فعله .. قلت عموما لا أظن أن يقدم إلى هذه المنطقة الكثير حتى لو كنت أنت الداعي .. مادام لم يبارك الدعوة ولم يرض عنها.. أعداء البعث الذين هم كل أعداء الإنسانية والقيم وكل قوادي ومجرمي ومستكبري العالم ..قال أعلم هذا .. وهذا ماأردته أليس كذلك يا سموأل؟؟
ثم التفت عنترة إلى السموأل بن عاديا .. وقال له أسْمِع سهيل ماتقول في مثل هذا ..نشدتك الله ياسموأل ..
فأحنى السموأل هامته وأنشد بصوت خافت .. وقور ..قوله ..
تعيّرنا أنا قليل عديدنا*** فقلت لها إن الكرام قليل ..
وماضرنا أنا قليل وجارنا*** عزيز وجار الأكثرين ذليل
إذا المرأ لم يدنس من اللؤم عرضه*** .. فكل رداء يرتديه جميل
فقلت ياأباالفوارس أهذا السموأل بن عاديا بيننا؟؟ .. فقال عنترة ثكلتك أمك ياسهيل ..إن لم يحضر السموأل بن عاديا في هذا المشهد من مشاهد الوفاء العربي .. فهل تراه سيكون مستحقا أن يكون مضرب مثل في الناس .. ألستم تقولون( أوفى من السموأل )حين تبالغون في وصف أحد بالوفاء..
أجل هذا هو السموأل أبو الأوفيا ء وإن كان يهوديا ولكن عروبته قد غلبت على أصله .. كما غلبت أخلاق اليهود على عرب زمانك فمسخت أصولها .. وهؤلاء كل شعراء الصعاليك الشنفرى وتأبط شرا .. وابن الورد .وهناك كماترى أبا الطيب .. وابوفراس الحمداني .. وأبوتمام .. وكل من اهتزت العروبة وأخلاق أهلها في أعماقه..وغاب عن المشهد ماعداهم ..
****
ثم قال .. وأخيرا قل لي أنت ياسهيل هل ستحضر ؟؟ فقلت وهل أبقيت لي خيارا ياأبا الفوارس بعدهذا ؟؟.. والله إني لأرى مخرجي الى ما دعوتني إليه .. كمخرجي إلي أي غزوة من غزوات الجهاد المبارك والتولي عنها كالتولي يوم الزحف . مع أنني منذ ثلاثين عاما ما حضرت مهرجانا ولا وقفت خطيبا في مشهد من المشاهد المماثلة ولكن أين نذهب من حجة ابي الفوارس عنترة!! ..
فتلألأ وجه عنترة وقال سمعت من يقول .. إن جاحد البعث وجهاده وما أعده للمنازلة العظمى وجاحد صدام حسين ومقاومةالعراق وجاحد أسود العراق الذين رباهم صدام حسين .. جاحد كل هذا( كجاحد والديه وملحق نفسه ببني الزناة )
قلت له أجل سمعته ..أتراه جاوز الحقيقة ..يا أباالفوارس ؟؟
فجاحده كجاحد والديه *** وملحق نفسه ببني الزناة
لأن من أعتز بأعدائه ووافقهم على استباحة أرضه وعرضه ومن جحد صانع كرامته ومجده و جحد من دافع وذاد عنهما و من جحد جهاده لتحريره من طغيان الكفر .. هوكذلك ..
فتهلل وجهه بالبشر .وقال هو كذلك ياسهيل ..والله ماعدى فيما قاله الحقيقة ..
****
بدأ الحفل .. بآي من الذكر الحكيم اختارها . أحد قراء عبس .. بعناية من سورة الحشر ..
(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون .. لأنتم أشد رهبة .. في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون .. لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد .. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .ذلك بأنهم قوم لا يعقلون .. ) صدق الله العظيم
ثم توالت الكلمات والأشعار والأناشيد وقد صفق الحضور لزهرة من زهرات البعث كما يسمونها .. غنت للبعث ولمجده العظيم فأطربت الحاضرين ثم انضم إليها مجموعة من الصبا يا وغنوا وأنشدوا مرحبين بالحضور
( من الرجال .. وكل ربات الحجال )
****
ثم اختتم الحفل ..بكلمة الأخ الدكتور قاسم سلام عضو القيادة القومية .. لحزب البعث العربي الا شتراكي .. وأمين سر القيادة القطرية .. فرع اليمن .. ونقل للحاضرين من أخبار البعث وقائده ماأسرّهم وألهب حماسهم واعتبر أن هناك تأسيسان للبعث العربي الاشتراكي . التأسيس الأول .. كان في 7 نيسان 1947 والتأسيس الثاني كان في 10نيسان عام 2003 والذي قام به المجاهد العظيم صدام حسين حين وضع أسس المواجهة الملحمية مع الكفر وخطة المقاومة .. السرية المنظمة الطويلة الأجل التي من شأنها وحدها قهر طغيان القوة الكافرة .. وإعادة ترتيب العالم على أسا س الحق والعدل بعد هزيمة الطاغوت .. وهذا التأسيس هو مأدبة قدمها القائد المجاهد صدام حسين للعراق والعرب والمؤمنين والإنسانية جمعاء . كي تتحرر من الا ستكبار العالمي .. وإن كان العامل الأساسي فيها .. هو البعث المقاوم وجيش العراق العظيم بكل فصائله وتشكيلاته لكن المأدبه تتسع لكل مؤمن ..
الرفيق قاسم سلام ذكّر بعبس والتاريخ الذي تكتنزه .. وما تثيره ذكرياتها في النفس العربية وألهم سهيل في كتابة .. هذه السطور ..بهذه اللفته الرائعه ..
سهيل اليماني شارك .. تحت إلحاح أبي الفوارس بكلمات لم تبتعد كثيرا عما يعتقده .. وألقى قصيدته (كنز البطولات ) في مدح سيد المنازلة العظمى المجاهد العظيم صدام حسين .. وقد رأى الجمع يهتز ..عندقوله ..
قالوا أحاطوا بصدام وما صدقوا ** فالأسد في أسرها كالأسد في الأجم
الأسد في غابها تخشى لسطوتها ** فإن أحيط بها فابشر بعرس دم .
ومع قوله ..
حيث انتهى بك أمر الله أنت لنا ***.. كنز البطولا ت طود شامخ القمم
في القصر في الأسر أو في الغار محتسبا ***.. مقيدا أو طليق الكف والقدم
مع الشهادة إن جاءت على قدر *** وفي السيادة فوق العرب والعجم
...
وهذه ياإما م الحق بيعتنا *** نحن اليمانون نعطيها بملئ فم
وهذه يا إمام الحق بيعتنا ***( بنو العروبة ) نعطيها بملئ فم
أنت الذي ما انحنى إلا لخالقه *** ولا تلجلج في لاءٍ ولانعم
أحييت بالبعث من أمجاد من سبقوا *** وينشئ البعث أمجادا من العدم
....
وبلغ الغايه حين قال ..
على ثباتك ياصدام عاودني *** فخر انتسابي وألقى صرخة بفمي
ياأمة العرب والإسلام لا تلدي *** إلا كصدام أو فابقي على عقم ..
***
ومن لطائف الأحداث التي صحبت اللقاء أن غيمة قد أظلت الحفل من بدئه حتى منتهاه .. أغنت الناس عن المراوح والمكيفات التي لا توجد في مثل هذه الصحراء.. ولم تغادر الغيمة سماء الجمع إلا بعدأن انفض الجمع المبارك لتتحول إلى رشات من المطر الخفيف الذي زاد اليوم فرحا وسعادة واعتبرها الصالحون من قوم عنترة كرامة لإمام مجاهدي العصر القائد العظيم صدام حسين ..لأنه كان حاضرا في اللقاء ..متمليا كل مقاطعه ..
****
ثم دعانا عنترة العبسي إلى كعكة عيد الميلاد وأضحكنا كثيرا على هذه المفارقة العجيبة التي تحدث في قلب الصحراء العربية التي لا تعرف غير اللحم والتمرو حليب النياق .. فقال مفسرا الأمر سمعت أنهم يفعلون هذا في مثل هذه المناسبات فأحببت أن أفلق هامة بوش وقواديه بمثلها .. وقلت سيعيرونني أبناء القوادين ويقولون فعلها ولكن لم يحضر كعكعة عيد الميلادكما ينبغي أن يفعل .. فعهدت إلى ابنة العم بتعلم عملها منهم مع نساء الحي حتى يجدالحضور من المجاهدين مايقطعونه بدلا عن رقبة بوش وجنوده لأنهم ليسوا هنا !!..
و اختتمت ساعات الضيافة بغداء عربي .. أعده مسئول منظمة البعث في المحافظة .... وودعنا عنترة بمثل ما استقبلنا بهامن الحفاوة والتكريم ..
وعند الوداع قال لا تنس أن تقول لمن لم يحضر هذا اللقاء من قوادي الزناة .. مااسمعتنا إياه آنفا ..من قصيدتك كنزالبطولات ..
أبلغ أباك الذ ي استقبلت قبلته *** وجمعه وعلى أعناقهم قدمي
أن الذي أخضعت طهران وطأته ***ودك إيمانه قدسية الصنم
يمرغ اليوم أنف الكفر منتعلا *** سود العمائم في مبيضة اللمم
فهم ببغداد قوادو الزناة وهم *** مواكب الحزن تبكي بائع الحرم
وهم بطهران آيات مزغردة *** لأسر من صاد منهم نشوة الحلم..
قلت له سأفعل إنشاء الله ..
الجمعة، 07 نيسان، 2006