عبدالغفور الخطيب
19-03-2006, 08:58 PM
غزل ومكر متبادلان بين أمريكا و إيران
جنون العظمة المتبادل بين أمريكا الموزايكية والتي لا ذاكرة تاريخية لها ، تحاول بعدوانيتها المدعومة بكل ما أوتيت من خصائص طبيعية تتعلق بالأرض الصائدة لكل الطامحين من أصقاع الكرة الأرضية ليتجمعوا في تلك البلاد ، تحاول جاهدة لرسم صورتها العظيمة ، حتى لو كانت كريهة و بغيضة ..
وإيران التي لا تزال روح ( كورش) و أرواح ملوك ساسان ، ترفرف فوق رؤوس ملاليها المعممين والسافرين .. توشوش في آذانهم و تزين لهم المضي في معاركهم لتوكيد ذاتهم الغائبة ، و لكن شبح ذاتها حاضر وبقوة ..
وتتشابه الصورة لدى الطرفين ، فكلاهما يعتمد الكذب والخداع ، فبينما دوافع أطماع أمريكا ، لا تتفق مع الأهداف المعلنة لا سابقا ولا لاحقا .. كما هي أهداف إيران المتلفعة بالسواد واللاطمة خدود غيرها وظهورهم على ، عمل لم يعد فاعله قائما ولا حاضرا الا في أذهان من يروي حقل الفتنة ، عله يحصد ما يجول في خاطره ..
لقد تغازل الطرفان ، وكان غزلهما كغزل الحمير ، لا بد من رفسات تتخلله قبل الرضوخ لما بعد المغازلة .. وكان هناك من يوصل مكاتيب الغرام الحميري ، فالحكيم جاهز ، ودوره معروف وهو امتداد لدور محسن الحكيم ، منذ أيام عبد الكريم قاسم ..
فهو يصرح ، والمتغازلان يوافقا على الفور .. وهذا الفور ، لا يوحي بفطرية الرد ، بل يؤكد مراسلات طويلة فيما بين العاشقين .. وقد يمتد الى عهد احتلال افغانستان ، أو قد يمتد الى أيام الشاه نفسه ، فمن يدري ؟؟
لقد حضر كيسنجر منذ بداية السبعينات لتلوين حراك المنطقة باللون الديني ، حتى تسهل عمليات تمرير مخططات الصهيونية و الإمبريالية معا ..
أما المزاج العام الظاهر ، والذي يبدو وكأنه ، مصالح متبادلة حينا و مكائد ماكرة حينا آخرا . حيث أن من مصلحة ايران زوال حكم طالبان من شرقهم وزوال حكم العراق من غربهم .. فكان قادة إيران أكثر من مرة ، يؤكدون أهمية خدماتهم للأمريكان في تلك الناحيتين .. في حين تتعالى الأصوات والضجيج عن محاولات إيران لامتلاك القوة النووية ..
أما ما حقيقة أهداف الأطراف الثلاثة في هذه المناورة ؟
أولا : الحكيم و أتباعه :
1ـ بعد شعور الأمريكان الخانق بأزمتهم في العراق ، فإنهم وعلى لسان سفيرهم أرادوا أن لا يحظى الحكيم و أعوانه في هذه المرحلة ، بما حظوا به سابقا ، وهذا ما جعل الحكيم يخرج ( الجوكر ) على الشاشة ، ويقول أن إيران في ظهرنا فلا تلعبوا معنا !
2 ـ إنه أراد أن يبلغ إيران رسالة ، أنه يقدم لها بالمقايضة خدمة ، لتخفيف الضغط العالمي عليها في مسألة التطوير ، مقابل أن تبقي على دعمه في العراق وهي منفعة متبادلة لا شكوك حولها ..
3 ـ انه أراد أن يبعث رسالة الى معاشر القوى المتهافتة على الخدمة السياسية المدجنة مع الإحتلال ، بأنه وتياره ، لا يزالون هم أقوى من يلعب ويزيف ويتآمر في العراق .. حتى لا ينسى أحد ذلك ..
ثانيا : إيران :
لقد عاشت إيران خلال أكثر من ثلاثة قرون ، على لعبة خبيثة ، وهي الاستفادة القصوى من أعداء أعداءها التقليديين ، الذين سلبوها مجدها القديم ، فعندما كانت الدولة العثمانية هي من يحكم بلاد العرب ، تعاونوا مع الإنجليز وروسيا القيصرية ، و أبقوا على نظامهم في أواخر العهد الصفوي والقاجاري ، لحين ما أصبحت تركيا خارج اللعبة .. فغيروا تحالفاتهم في عهد رضا بهلوي ليقفوا مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية مما اضطر الروس و الإنجليز لخلع رضا بهلوي وتنصيب ابنه محمد رضا ليلعب مع الأمريكان ، ويقلب ظهر المجن للسوفييت و يقضي أو كاد أن يفني كامل أعضاء حزب تودة ..
ان تاريخ ايران الطويل والمتمرس في المخادعة واللعب ، حول محور واحد مؤكد وهو رغبتهم الدفينة في الانتقام من العرب ، ألهمت قيادات إيران الراهنة لعرض خدماتها .. ولكي يكون لها أوراق عدة ترفع من سعرها ، فانهم يجعجعون بين حين وحين ، في التهديدات الجوفاء تجاه الكيان الصهيوني ..
ثالثا : الولايات المتحدة الأمريكية :
تحتكم الولايات المتحدة الأمريكية لمصالحها الإمبريالية في الدرجة الأولى ثم الى مصلحة الكيان الصهيوني الذي لا تفترق مصالحهما كثيرا عن بعض ، بل وتتطابق في كثير من الأوقات .. لذا فإن أقصى ما تطمح به الولايات المتحدة الأمريكية من إيران ، هو إعاقة نمو التيارات الوطنية داخل المنطقة العربية ، وبنفس الوقت تأمين مصالح الكيان الصهيوني ، وضمان انسياب النفط العربي وفق مشيئة ورغبة الولايات المتحدة ..
لقد أثبت الإيرانيون ذلك جيدا ، في إفغانستان و العراق ، ولكن تشويش خطابهم في موضوع مناكفة الكيان الصهيوني ، هو ما يزعج بعض جماعات الضغط داخل الولايات المتحدة ، ويجعلها تحول دون عقد زواج المتعة بين العشيقين اللدودين ، أمريكا و إيران ..
وعندما يستطيع الإيرانيون ، أن يقنعوا تلك الجماعات ، بأن ما يقومون به من تصريحات نارية تجاه الكيان الصهيوني ، تصب في مصلحة أمريكا و الكيان الصهيوني ، فإنهم عند ذلك سيقتربون من إستعادة دور الشاه السابق كشرطي وكيل للإمبريالية في المنطقة ..
تبقى مسألة أخيرة وهامة ، وهي أن الولايات المتحدة المنهكة داخل العراق ، والتي تخشى تطور ردات الفعل في داخلها ، فانها تهيئ لخروج يبقي على القليل من ماء وجهها ، عندما تقوم بعض الجماعات المدجنة والكارهة لدور ايران ، بالاضافة لحلفاء أمريكا التقليديين من العرب ، بالطلب من أمريكا التخلي عن تقوية روابط العشق الجديد مع إيران ، مقابل مكاسب ، يكون أكثرها وضوحا السماح لخروج أمريكا بشكل قليل الرداءة من المستنقع العراقي ..
جنون العظمة المتبادل بين أمريكا الموزايكية والتي لا ذاكرة تاريخية لها ، تحاول بعدوانيتها المدعومة بكل ما أوتيت من خصائص طبيعية تتعلق بالأرض الصائدة لكل الطامحين من أصقاع الكرة الأرضية ليتجمعوا في تلك البلاد ، تحاول جاهدة لرسم صورتها العظيمة ، حتى لو كانت كريهة و بغيضة ..
وإيران التي لا تزال روح ( كورش) و أرواح ملوك ساسان ، ترفرف فوق رؤوس ملاليها المعممين والسافرين .. توشوش في آذانهم و تزين لهم المضي في معاركهم لتوكيد ذاتهم الغائبة ، و لكن شبح ذاتها حاضر وبقوة ..
وتتشابه الصورة لدى الطرفين ، فكلاهما يعتمد الكذب والخداع ، فبينما دوافع أطماع أمريكا ، لا تتفق مع الأهداف المعلنة لا سابقا ولا لاحقا .. كما هي أهداف إيران المتلفعة بالسواد واللاطمة خدود غيرها وظهورهم على ، عمل لم يعد فاعله قائما ولا حاضرا الا في أذهان من يروي حقل الفتنة ، عله يحصد ما يجول في خاطره ..
لقد تغازل الطرفان ، وكان غزلهما كغزل الحمير ، لا بد من رفسات تتخلله قبل الرضوخ لما بعد المغازلة .. وكان هناك من يوصل مكاتيب الغرام الحميري ، فالحكيم جاهز ، ودوره معروف وهو امتداد لدور محسن الحكيم ، منذ أيام عبد الكريم قاسم ..
فهو يصرح ، والمتغازلان يوافقا على الفور .. وهذا الفور ، لا يوحي بفطرية الرد ، بل يؤكد مراسلات طويلة فيما بين العاشقين .. وقد يمتد الى عهد احتلال افغانستان ، أو قد يمتد الى أيام الشاه نفسه ، فمن يدري ؟؟
لقد حضر كيسنجر منذ بداية السبعينات لتلوين حراك المنطقة باللون الديني ، حتى تسهل عمليات تمرير مخططات الصهيونية و الإمبريالية معا ..
أما المزاج العام الظاهر ، والذي يبدو وكأنه ، مصالح متبادلة حينا و مكائد ماكرة حينا آخرا . حيث أن من مصلحة ايران زوال حكم طالبان من شرقهم وزوال حكم العراق من غربهم .. فكان قادة إيران أكثر من مرة ، يؤكدون أهمية خدماتهم للأمريكان في تلك الناحيتين .. في حين تتعالى الأصوات والضجيج عن محاولات إيران لامتلاك القوة النووية ..
أما ما حقيقة أهداف الأطراف الثلاثة في هذه المناورة ؟
أولا : الحكيم و أتباعه :
1ـ بعد شعور الأمريكان الخانق بأزمتهم في العراق ، فإنهم وعلى لسان سفيرهم أرادوا أن لا يحظى الحكيم و أعوانه في هذه المرحلة ، بما حظوا به سابقا ، وهذا ما جعل الحكيم يخرج ( الجوكر ) على الشاشة ، ويقول أن إيران في ظهرنا فلا تلعبوا معنا !
2 ـ إنه أراد أن يبلغ إيران رسالة ، أنه يقدم لها بالمقايضة خدمة ، لتخفيف الضغط العالمي عليها في مسألة التطوير ، مقابل أن تبقي على دعمه في العراق وهي منفعة متبادلة لا شكوك حولها ..
3 ـ انه أراد أن يبعث رسالة الى معاشر القوى المتهافتة على الخدمة السياسية المدجنة مع الإحتلال ، بأنه وتياره ، لا يزالون هم أقوى من يلعب ويزيف ويتآمر في العراق .. حتى لا ينسى أحد ذلك ..
ثانيا : إيران :
لقد عاشت إيران خلال أكثر من ثلاثة قرون ، على لعبة خبيثة ، وهي الاستفادة القصوى من أعداء أعداءها التقليديين ، الذين سلبوها مجدها القديم ، فعندما كانت الدولة العثمانية هي من يحكم بلاد العرب ، تعاونوا مع الإنجليز وروسيا القيصرية ، و أبقوا على نظامهم في أواخر العهد الصفوي والقاجاري ، لحين ما أصبحت تركيا خارج اللعبة .. فغيروا تحالفاتهم في عهد رضا بهلوي ليقفوا مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية مما اضطر الروس و الإنجليز لخلع رضا بهلوي وتنصيب ابنه محمد رضا ليلعب مع الأمريكان ، ويقلب ظهر المجن للسوفييت و يقضي أو كاد أن يفني كامل أعضاء حزب تودة ..
ان تاريخ ايران الطويل والمتمرس في المخادعة واللعب ، حول محور واحد مؤكد وهو رغبتهم الدفينة في الانتقام من العرب ، ألهمت قيادات إيران الراهنة لعرض خدماتها .. ولكي يكون لها أوراق عدة ترفع من سعرها ، فانهم يجعجعون بين حين وحين ، في التهديدات الجوفاء تجاه الكيان الصهيوني ..
ثالثا : الولايات المتحدة الأمريكية :
تحتكم الولايات المتحدة الأمريكية لمصالحها الإمبريالية في الدرجة الأولى ثم الى مصلحة الكيان الصهيوني الذي لا تفترق مصالحهما كثيرا عن بعض ، بل وتتطابق في كثير من الأوقات .. لذا فإن أقصى ما تطمح به الولايات المتحدة الأمريكية من إيران ، هو إعاقة نمو التيارات الوطنية داخل المنطقة العربية ، وبنفس الوقت تأمين مصالح الكيان الصهيوني ، وضمان انسياب النفط العربي وفق مشيئة ورغبة الولايات المتحدة ..
لقد أثبت الإيرانيون ذلك جيدا ، في إفغانستان و العراق ، ولكن تشويش خطابهم في موضوع مناكفة الكيان الصهيوني ، هو ما يزعج بعض جماعات الضغط داخل الولايات المتحدة ، ويجعلها تحول دون عقد زواج المتعة بين العشيقين اللدودين ، أمريكا و إيران ..
وعندما يستطيع الإيرانيون ، أن يقنعوا تلك الجماعات ، بأن ما يقومون به من تصريحات نارية تجاه الكيان الصهيوني ، تصب في مصلحة أمريكا و الكيان الصهيوني ، فإنهم عند ذلك سيقتربون من إستعادة دور الشاه السابق كشرطي وكيل للإمبريالية في المنطقة ..
تبقى مسألة أخيرة وهامة ، وهي أن الولايات المتحدة المنهكة داخل العراق ، والتي تخشى تطور ردات الفعل في داخلها ، فانها تهيئ لخروج يبقي على القليل من ماء وجهها ، عندما تقوم بعض الجماعات المدجنة والكارهة لدور ايران ، بالاضافة لحلفاء أمريكا التقليديين من العرب ، بالطلب من أمريكا التخلي عن تقوية روابط العشق الجديد مع إيران ، مقابل مكاسب ، يكون أكثرها وضوحا السماح لخروج أمريكا بشكل قليل الرداءة من المستنقع العراقي ..