منصور بالله
06-03-2006, 01:29 PM
فرق الموت والعقول المدبرة للفتنة الطائفية
ماكس فولر
من يقتل الشيعة ومن يقتل السنة ؟ وماهو الدور الذي يلعبه الاعلام في صب الزيت على النار، وهل هناك فرق موت وأين تختبيء ومن يرعاها ومن هي العقول المدبرة وكيف تعمل ولماذا ؟ أخيرا اجوبة لكل هذه الاسئلة.....
ان ظاهرة انتشار فرق الموت العاملة في العراق ، اصبحت امرا مسلما به خلال الاشهر القليلة الماضية . لكن تغطية وسائل الاعلام الكبرى لهذا الموضوع سار وفق خط ثابت في تنسيب مسؤولية هذه الجرائم الى مليشيات شيعية غير محددة : مليشيا صعدت الى الصدارة اثر فوز حكومة الجعفري التي يقودها شيعة في كانون الثاني الماضي أو ينسبها الى (جماعات سنية تكفيرية)
تدقق الدراسة في العقول المدبرة الحقيقية وراء هذه الجرائم ضد الانسانية واي هدف يخدمونه في اطار الاحتلال الحالي للبلد .
* قام موقع (البديل العراقي) بترجمة اجزاء من هذه الدراسة ونشرها بعنوان (إستغاثة كاذبة عن ذئب - معلومات مضلّلة للإعلام وفرق القتل في العراق المحتلّ ) وقد اكملنا في دورية العراق ترجمة بقية الاجزاء . فالدراسة كاملة بين يديك.
** أسماء المصادر بالحروف الإنكليزية والموضوعة بين قوسين هي عبارة عن هوامش تنفتح بالضغط عليها في النص الأصلي ولكنها في الترجمة العربية لا تنفتح للأسف فمن يرغب بالاطلاع عليها تمكنه العودة الى النص الأصلي باللغة الإنكليزية والمذكور في آخر الدراسة .
***
قبل الفجرِ بقليل في 14 سبتمبر/أيلولِ 2005، وساعات قليلة فقط قبل مقتل 88 عامل في انفجار قنبلة ضخمة في بغداد، وصل حوالي 50 رجلِ في عربات عسكرية يرتدون الأزياء العسكرية الى قريةِ التاجي التي تبعد 16 كيلومترا شمال بغداد، وبعد تَفتيش القريةِ، ألقوا القبض على 17 رجلِ من سكان القرية، وَصفَهم شاهدِ عيان كباعة خضار، وباعة ثلجِ وسواقِ أجرة. تم تقييّدَ الرجال وعصّبَت أعينهم واقتيدوا من بيوتهم الى الساحة الرئيسية في القرية حيث تم قتلهم بطلقة واحدة لكل منهم في الرأس ( Newsday, Al Jazeera, Juan Cole )
حالات ُالقتل مثل هذه تمثّلُ نمطا من العنفِ، لا يقل رُعباً وربما اكثر تنظيماً مِنْ الموجات المستمرة للتفجيراتِ العشوائية التي تَستهدفُ المدنيين في العراق المحتل. ولكن وفي الوقت الذي تم فيه رصد كامل لظاهرة الموت على طريقة فرق الإعدام ، فان فهم الظاهرة لا يزال قاصراً وتغطيتها الاعلامية مشوّهة بالكامل.
أول ظهور لفرقِ الموت هذه كان في مايسِ/أيار هذه السَنَةِ عندما، وفي فترة عشرة أيام تقريباً، تم العثور على العشرات من الجثث مرمية عرضاً، في نفاياتِ القمامةِ، والمناطقِ الخالية حول بغداد. كُلّ الضحايا كَانوا مقيدين ومعصوبي العيون، مع إطلاقة في الرأس، ووجود آثار التعذيب الوحشي على أجساد العديدين مِنْهم.
وفي 5 مايس اكتشفَت 15 جثة في منطقة كسرة وعطش الصناعيةِ وتم تشخيص الجثث بانها لمجموعة من المزارعين تم القبض عليهم من احد اسواق بغداد. وظهرت على الجثث اثار تعذيب بمنتهى الوحشية مثل جماجم مَكْسُورة، حروق، ضرب ، وعيون مقلوعة . إدّعى شهودُ عيان ان الضحايا هولاء قد تم اعتقالهم مِن قِبل قوّاتِ الأمن . (BBC, Guardian) وبعد أقل من إسبوعين، تم العثور على 15 جثة اخرى في موقعين (KUNA). وحسب رواية رئيس الوقف السني عدنان محمد سلمان الدليمي، فان الضحايا كَانوا من السنة وقد تم اعتقالهم إما في بيوتهم او في المساجد (ArabicNews.com )
كانت الادلة دامغة بما يكفي لهيئة العلماءِ المسلمينِ، الهيئة السنية البارزة، ان تصدّر بيانات تتهم قوّاتَ الأمن المرتبطة بوزارة الداخليةِ، اضافة إلى قوات بدر، الجناح المُسلَّح السابق للمجلس الأعلى للثورةِ الإسلاميةِ في العراق، بانهم وراء حالاتَ القتل هذه. و إتّهموا الوزارة ايضا بانها تمارس إرهابِ الدولة (Financial Times) .
منذ ذلك الحين، تدفـّق سيل متواصل مِنْ ضحايا تصفيات الموت هذه على الطب العدلي في بغداد. تعتريها كلها نفس الخاصية المميزة، أيد مربوطة أَو مقيدة وراء ظهورَهم، وعيون معصوبة، وفي أكثر الحالاتِ اجساد مضروبة بالسياط، ولسعات كهربائيةِ مع ضَربَ باداة حادة، ومن ثم قَتلَ برصاصة مفردة في الرأس. كتب ياسر الصالحي مراسل شبكة النايت رايدر (Knight Ridder ) بان شهودِ العيان، ادّعوا بأن العديد مِنْ الضحايا، كان قد تم القبض عليهم مِن قِبل رجالِ يَرتدون بزات المغاويرِ الرسمية، في سيارات تويوتا لاند كروز بيضاء، تبرز علاماتِ الشرطةِ المميزة. (Knight Ridder) نُشِرت آخر مقالة لياسر الصالحي في 27 حزيرانِ 2005، وبعدها بثلاثة أيام ، قتل ياسر الصالحي بيد قنّاص أمريكي في نقطة تفتيش روتينية.
ويستحيلُ معْرِفة العدد الدقيق للضحايا المقتولين بهذه الطريقة. ذَكرَ ياسر الصالحي بأنّ أكثر مِنْ 30 حالة حَدثتْ في أقل مِنْ أسبوع، بينما يقول فائق باقر مدير الطب العدلي المركزي في بغداد، بان المشرحة، و قبل الاحتلال الامريكي، كانت تستلم من 200 الى 250 حالة وفاة مريبة في الشهر، 16 منها تقريبا يبدو عليها اصابات نارية. أما الآن، فالرقم هو بين 700 و800 حالة، من ضمنها 500 حالة فيها إصابات نارية ((Salihee op. cit. ، ويُضيفُ روبرت فيسك، من صحيفة الاندبيندنت اللندنية المستقله ، بأنّ هناك العديد من الجثث مكدسة فوق بعضها البعض ، وجثث غير معروفة سرعان ما يتم التخلص منها (Robert Fisk) .
لَمْ تُنحَصرْ حالات القتل في بغداد، فعلى سبيل المثال، في يوم 24 حزيران، تم إقتياد ستة مزارعين من قرية الهاشميات التي تبعد حوالي 15 كيلومترا غرب بعقوبة، من قِبل رجالِ يرتدون الزيّ العسكري، وعثر على جثثهم مقطعة على بعد ميل واحد من قريتهم مؤخراً (Associated Press (، وفي 8 سبتمبر/أيلولِ، تم اختطاف 18 شخصا مِنْ بلدةِ الاسكندرية على بعد 40كيلومترا جنوب العاصمة، مِن قِبل رجالِ في الحرس الوطني الرسمي، وتم إعدامهم في ارض قريبة منزوية (Xinhuanet) . ما هذه سوى أمثلةِ تمثل قمة جبل جليدي يتوسع بسرعة . نادرا ما يتم التحرّي عن اغلب حالات التصفيات الاجرامية هذهِ أو بثها في وسائل الاعلام.
وفي محاولة للردَّ على إتّهاماتِ شهود العيان للشرطةِ، تدعي وزارة الداخليةِ الجديدة ، انه من السّهلِ الحصول على بزات الشرطةِ الرسمية، وان القتل هو من عمل المتمرّدين المتنكرين بزي قوّات الأمن، لخلق انقساماتَ طائفيةَ (BBC)، ومثل هذه التكذيباتِ يرددها كذلك المُستشارِ الأمريكيِ الخاصِّ لوزارةِ الداخلية، ستيفن كاستيل Steven Casteel، الذي صرّحَ بأنّ، ' الحالات القليلة التي حققنا فيها وَجدنَا انها أمّا إشاعات او دسائس ' (Salihee, op. cit. ).
بالرغم مِنْ مثل هذه التكذيباتِ، فنادرا ما نجد صحفيا لديه الاستعداد لان يقتنع بانها محض دسائس فبيتر بومونت Peter Beaumont) ( مدير تحرير القسم الاجنبي في صحيفة الاوبزرفر البريطانية يصف مايجري ب"" الحصانة الاستئنائية التي تتم بها عمليات الخطف والقتل "" (Observer ) ، أَو يقتنع بان روايات شهود العيان الثابتة والمتكررة هي محظ اشاعات , الروايات التي تصف الخاطفين عندما يظهرون مع مايحملونه من الأجهزةِ الأجنبيةِ الثمينة التي تزود بها قوّاتِ الأمن، مثل سيارات تويوتا لاند كروز ومسدسات كلوك (Glock) عيار 9 مليمترَ (Salihee, op. cit.. ).
ان ردود وزارةَ داخلية بان مجموعات مُسَلَّحة من مقاتلي المقاومةِ تَتجول بحرية في العاصمة ، يفتقد للمصداقية خصوصا عندما ندرك ان العديد من عمليات القتل هذه تمت اثناء وبعد عمليةِ البرقِ / الرعد في أواخر شهر مايس. هذه العمليةِ كانت بمستوى تحرك فرق عسكرية ، حيث شهدت إنتشارِ 40,000 جندي عراقي عزلوا بغداد ، واحكموا السيطرة داخلها من خلال 675 نقطة سيطرة في انحاء المدينة . (Associated Press). الاعتقالات التي نتجت عن العملية كانت بالمئات, حيث "بدأت قوات الامن بمطاردة المتمردين "" طبقا لرواية ال (BBC ) وحسب رواية هيئة العلماء المسلمين ، في احدى الوقائع وبتاريخ 13 تموز اقتحم العشرات من مغاوير وزارة الداخلية عِدّة بيوت في شمال بغداد واحتجزوا 13 شخصا قبل تَعذيبهم وقْتلُهم في شُقَّة قريبة (Gulf Daily News).
على أية حال، بدلاً مِنْ أنْ يَضعَ اللائمةَ مباشرة على اجهزة الدولة العراقيةِ الجديدةِ، إختارتْ شبكات الإعلام الرئيسية ان تحرف الاهتمام بعيدا مستخدمة عددا مِنْ الادوات الكتابية المعتادة. الأداةَ الأولى أَنْ تُوضع حالاتَ القتل هذه في سياق اطار واسع وثابت مِن " العنفِ والعنف المضاد الطائفيِ " ِ المُفتَرَضِ. فعلى سبيل المثال، يكتب فرانسيز كيرتا Francis Curta من اسوشيتد برس الفرنسية ' سلسلة من حالاتِ القتل الإنتقاميةِ رَفعتْ درجة التَوَتّرَ الطائفيَ إلى نقطة الغليان " (eg. Mail&Guardian Online)، يبنما يشير محمد بازي في تقريره لصحيفة نيوزداي (Newsday) إلى ' موجة القتل الإنتقاميةِ ' اما جيمس هايدر Hider ) ( Jamesمن صحبقة التايمز اللندنيةِ فيعتقدُ ' بأنّ الحقيقةِ الوحيدةِ المؤكدة هي انه بعد تشخيص الجثث فأنّ شخصا ما سَيُريدُ إلانتقامَ ' (Times Online).الأداةَ الثانيةَ تكمن في الاشارة ، او التلميح الى أنَّ قوّاتَ الأمن لها علاقات حميمة مع ميليشيات شبعية وبالاخص ً لواء بدر. فعلى سبيل المثال، يَكْتبُ باتريك كوبرن(Patrick Cockburn من صحيفة الانديبندنت اللندنية ' يبدو ان بعضِ الذين يُنفّذونَ الهجماتَ هم من فرقة شرطةِ المغاوبر شبه العسكرية بقوتها الضاربة والتي يتجاوزتعدادها 12,000 فردا '، ولكنه يضيف في نفس السياق، ' ان الخوفِ مِنْ فرقِ موت الشيعة، التي ربما تنضوى تحت سيطرة الميليشيا الشيعية الرئيسيةسرا - لواءِ بدر ،يثير الذعر عند السنة ' (Independent) . وعلى نفس النغمة تنحو اذاعة، البي بي سي البريطانية حيث تقول ' بأنّ الموءبنيين الغاضبينِ في جنائز بعض هوْلاء القتلى قالوا بأنّ قتلاهم ماتوا على ايدي الشرطة والميليشيات الشيعية ' (BBC).
ِاما اهم شيء في التغطية الاعلامية ، فهو التركيز بشكل او باّخر، بأنّ الحكومةَ ووزارةَ داخلية والشرطةَ هم بالكامل تحت السيطرةِ الطائفية الشيعبة. لِذلك، يشير سمير حداد مراسل موقع الإسلامِ اون لاين على الإنترنتِ، إلى ' قوّات ألامن الشيعية اساس المُشَكَّلة حديثاً ' (Islam Online)، وتقول ليز سلاي من صحيفة شيكاغو تربيون ' يتّهمَ السنة قوّاتَ ألامن العراقية،التي تقع الان تحت سيطرة الحكومةِ المقادة منِ الشيعيةِ ' (Chicago Tribune) . يكتب الصحفي توم لاسيتير Lasseter في صحيفة فيلادلفيا انكوايرر ' ان أعضاء منظمة بدر كَسبوا سلطةً ليس لها سابق مثيل وبان وزير الداخلية الذي يسيطر على شرطة البلد وقوات المغاوير هو مسؤول سابق في المجلس الاعلى وعلى صلة وثيقة بقوات بدر ' (Philadelphia Inquirer)
يكتب الصحفي بومونت Beaumont في صحيفة الاوبزرفر البريطانية ' ان تحديد المسؤوليةِ في الجرائم ، أصبحتْ أكثرَ غموضا منذ تشكيلِ الحكومةِ تحت هيمنةِ الشيعة ' (op. cit) . و يُصرّحُ ريتشارد كالبين Galpin في البي بي سي بأنّ : ' الطائفة السنيّة بالاخص تَدّعي انها اصبحت مستهدفة من قبل الشرطة التي يهيمن عليها الشيعة ""(BBC) . أنتوني لويد Loyd من صحيفة التايمز اللندنيةِ يتحدث عن ' إدعاءات فظيعة بالتصفيات القاتلة اللاقضائيةِ ِ للسُنّةِ ، مِن قِبل قوّاتِ الأمن العراقيةِ تحت هيمنةِ الشيعة ' (Times Online) . ويقول سنان صلاح الدين من الاسوشيتد بريسِ، ' ان الإكتشافات المروعة أقنعتْ السُنّة بأنَّ المسلمين الشيعةَ الذين يُسيطرونَ على الحكومةِ ووزارةِ الداخلية يَشْنّون وبهدوء، حملة قاتلة ضدّهم ' (Seattle Post-Intelligencer )
وهناك ادواتُ أخرى من ضمنها إدّعاءاتِ وزارةَ الداخلية بان المتمرّدين يَرتدونَ أزياء المغاويرَ الرسمية أَو الشرطةَ . أَو الايحاء بان تورط قوّاتِ الأمن في التعذيبِ والقتل ما هو الا إنعكاس لكون هذه القوات مجندة من بين افراد اجهزة النظام السابق الامنية ، ممن تمرسوا في ثقافة العنف والابتزاز والتخويفِ؛ رغم ان مثل هذه الاداة تتعارض بشكل واضح مع تلك التقاريرِ التي تَعتبرُ ان قوّاتَ الأمن شيعية السيطرة بالكامل . هنالك كذلك أدواتُ غامضة اخرى مثل إحباطِات قوّاتِ الأمن أَو وضع اللائمةِ على الزرقاوي لمحاولته تاجيج الصراعات الطائفية .
وبينما تستخدم كُلّ هذه الأدواتِ وبتشكيلات متنوعة في تفسير الظاهرة ، تغِيبُ من كل التقارير وبشكل مريب أيّ محاولة جدية لتمحيص الدور الذي تقوم به الدولة العراقية الجديدة او قوى الاحتلال .
ِ الصحفي المنقب ليس بوسعه الا ان يتَسَائُل مَع بيومونت Beaumont من الاوبزرفر اللندنية ""فيما اذا تتعثر الدولة العراقية الجديدة وهي تسيرنحو سياسة تعذيب موسساتي او ان انتهاكات حقوق الانسان تقوم بها عناصر مارقة من بين الاجهزة الامنية ' ( ويُمثّلُ تحقيقَ الصالحي الإستثناء الوحيد لهذا، بتشخيصه الموْكد لمصدر الجرائم هذه على عتبة اجهزة الدولة، هذا التشخيص المسند بادلة قاطعة ) .
مغاوير الشرطة والوية التظليل
ترجمة موقع البديل
ان البحث والتأمل في بعض قوى الدولة العراقية الوثيقة الصلة بادعاءاّت الانتهاكات هذه يمكن ان تشكل نقطة بداية جيدة لتمحبص التوافق الاعلامي الحالي .
إنّ أغلبيةَ الإتّهاماتِ ، تتميز بالعمومية حيث يُشيرُ الصحفيون إلى الشرطةِ، قوّات أمن، الحرس الوطني أَو لقوات مغاوير غير معرفة بدقة . ولكن هنالك اتهامات محددة ضد وحدة معينة تعرف باسم "لواء الذيب " . اول من شخص تحديدا لواء الذيب كمسوْول عن حالات الخطف والتعذبب والاعدام كان السيد مثنى حارث الضاري ، وذلك في بغداد في يوم 16 مايس 2005 . واعلن السيد مثنى الضاري ان " القتل الجماعي والقمع والاختطاف والاعتقالات التي نجري شمال شرق بغداد في اليوميين الاخيريين هي كلها من عمل افراد من الشرطة العراقية او قوات خاصة لوزارة الداخلية تعرف باسم لواء الذيب "" هذا الاتهام قيل بخصوص اكتشاف ضحايا القتل اللاقضائي المبين اعلاه (Islam Online )
وخلال ايام بعد هذا نشرت الصحفية هناء علام من شبكة النايت رايدر Ridder Knight وتحت عناوين مختلفة مقالة حول لواء الذيب تبرز اساليبهم الوحشية القاسية وتقدم قائدهم الذي يعرف باسمه الحركي ابو الوليد ' كرجل شيعي نذر نفسه للمذهب مع صور الامام علي في تلفونه الخلوي والترانيم الدينية الشيعية تدق ابدا في تلفونه ' (Knight Ridde). اخبرت هناء علام القراء بان ابو الوليد يعتبر هيئة علماء المسلمين كفرة وانه رمى اتهاماتهم بالتعذيب والقتل في سلة المهملات . كذلك اخبرت هناء علام القراء بأنّ الوحدةَ تشُكّلتْ من بنات أفكار ابو الوليد في أكتوبر/تشرين الأولِ 2004، وشهدت اول عملياتها في الموصل بعد قرابة الشهرين من التدريبات مع القوات الامريكية وهي التي كانت مسوءولة عن انتاج البرنامج التلفزيوني المقزز " الارهابيون في قبضة العدالة"" الذي يجبر فيه المعتقلون وتحت سياط التعذيب على الاعتراف بسلسلة من الاتهامات المقززة . (Associated Pres
لكن هناك فروقات أساسية بين هذه الوحداتِ أيضاً. فمغاوير الشرطة تأُسّستْ بمبادرةِ من وزير الداخلية في ذلك الوقت فلاح النقيب ، إبن رئيس هيئة أركان عراقي سابق، ويعتبره الكثيرون انه مِن املاك وكالة المخابرات المركزيةِ رئيسيةِ (National Review Online)، وبقيادةِ عمِّه، الضابطَ السني البعثي في إلاستخبارات العسكريةِ السابقِة عدنان ثابت والذي كان قد تآمرِ لتدبير إنقلابِ لحساب وكالة المخابرات المركزية . اكثر المجندين لمغاوير الشرطة هم من افراد القواتِ الخاصّةِ والحرس الجمهوري السابق ومن خلفيات عرقيةِ ودينيةِ مخْتَلَطةِ (Washington Post)، بينما تدرج قيادات المغاوير هذه فانه على الاغلب قيادات سنيّة. اما اهم شيْ في مغاوير الشرطة هذه فهو انها تشكلت برعايةِ واشراف الايادي المجرّبةِ للمقاتلين المخضرمين من قوات مكافحةِ التمرّد الأمريكيينِ ِ ومِنْ البدايةِ نفذ المغاويرَ عملياتَ مشتركةِ مع وحداتِ القواتِ الخاصّةِ الأمريكيةِ السريّة جداً (Reuters, National Review Online).
هنالك شخصية محورية في عملية تطويرِ مغاوير الشرطةِ الخاصّة هي جيمس ستيل Steele James , هو ضابط سابق في القوات الخاصة الامريكية دشن خبرته في في فيتنام قبل ان يتحول لادارة المهام العسكرية الامريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهليةِ في تلك البلادِ. كان حيمس ستييل مسؤولا عن اختيار وتدريب الوحداتَ الصغيرةَ (أَو فرق موت) التي تباهت يمسوءوليتها عن ايقاع 60 % من الإصاباتِ في 'حملة مكافحةِ التمرّد' في السلفادور . هولاء الضحايا كانوا بالاساس عشرات الالاف من المدنيين العزل (المصدر مان ويرنك Manwaring الحرب على السلفادور 1988 ص 8-308 )
هنا مساهم اأمريكي اخر هو ستيفن كاستيل Steven Casteel الذي سبق ذكره كأقدم مُستشارِ أمريكيِ في وزارةِ الداخلية يسخر من الاتهامات الخطيرة والموثقة لانتهاكات حقوق الانسان بانها محض " اشاعات ودسائس " وكاستيل هذا مثل زميله ستيل كسب خبرته في امريكا اللاتينية ، بالمشاركة في الحرب ضد بابلو اسكوبار بارون الكوكائين , وذلك اثناء حروب كولومبيا ضد المخدرات في التسعينات . هذا بالاضافة لعمله مع القوات المحلية في بيرو وبوليفيا .(Maas op cit. ). ,بينما تكمن خلفية كاستيل في هيئة السيطرة على المخدرات ( DEA ) فان العمليات ضد بابلو اسكوبار كانت عمليات مشتركة ساهم فيها ال CIA وال DEA وقوات دلتا وقوات مخابرات اخرى في منتهى السرية اسمها سنترا سبايك CENTRA SPIKE (Marihemp, SpecWarNet ) والجدير بالذكر ان العمليات هذه لم تترك اثرا يذكر على موقع كولومبيا كمصدر رئيسي للكوكائين في العالم سوا انتقال مركز الثقل الى دزينة من الكارتيلات الصغيرة . ( هذا الموقع احتلته بالمناسبة بفضل ال CIA وتورطها كثيرا في تجارة المخدرات كجزء من عملياتها السرية لتمويل حرب وجيش الكونترا في نيكاراغوا , ومن يرغب في المزيد من التفاصيل فليقرا كتاب " التحالف المظلم " – " Dark Alliance " الذي نشرته ميركوري نيوز في سان جوزي (San Jose Mercury News )
على أية حال، العمليات هذه أدّتْ إلى تشكيلِ فرقة موت تعرف باسم لوس بيبيس (Los Pepes) والتي ستكون نواة التنظيم الجامع لفرق الموت الكولومبية شبه العسكرية الحالية المسماة ، أي يو سي، AUC المسؤولة عن أكثر من 80 بالمائة مِنْ اخطر حالات إنتهاكات حقوق الإنسانِ في البلادَ (Colombia Journal). بينما لم يكشف النقاب عن اية صلة رسمية فان لوس بيبيس اعتمدت على معلومات مخابراتية محفوظة في خزائن حديدية في الطابق الخامس من السفارة الامريكية في باغوتا ( علصمة كولومبيا ) والتي قامت بدور العقل المركزي للعمليات حبث يتم اعداد قوائم ضحايا فرق الموت وبسرعة اصبحت تضاهي قوائم اصحاب بابلو اسكوبار المرتبة في مقرِ السفارةَ (Cocaine.org, Cannabis News).
ان خلفية كاستيل تكتسب مغزاً خاصاً لان هذا النوع من التحري المخابراتي المساند وانتاج قوائم الموت اصبح صفة مميزة للمشاركات الامريكية في البرامج المضادة للتمردات ويكون الحلقة الوصل لما قد يبدو انه فورات منعزلة من حالات القتل العشوائي . ربما افضل مثال مألوف لهذا هو في اندونيسيا اثناء السنين الاولى لحكم سوهارتو , حيث زود ضباط ال CIA اسماء الاف الاشخاص ,الكثير منهم اعضاء في الحزب الشيوعي الاندونيسي , الى الجيش لغرض تصفيتهم , ولم يقصر الجيش في ذبحهم . (Kathy Kadane). حالات مماثلة يُمْكِنُ تشخبصها في فيتنام حبث تجهز ال CIA قوائم الموت او تشرف على العمليات أَنْ تُجْعَلَ لقوائمِ موتِ تموين وكالة المخابرات المركزيةِ و/ أَو يُشرفانِ على العملياتِ في فيتننام (OC Weekly). اما في غواتيمالا،حيث بات معروفا أن قوائم الموت تم تجميعها وان ادعى البعض انها لم تنفذ (The Consortium) .وفي السلفادور تقدم القتلة السابقون باعتراقات تصف مشاركاتهم لمكاتب المستشارين الامريكيين الذين حمعوا "المعلومات" اثر تحقيقات ثقيلة مع المعتقلين ,وهنا فضل الامريكيين عدم الدخول في التفاصيل الصغيرة لتنفيذ الجرائم .ِ (Covert Action Quarterly). ولمن يرغب في المزيد من التفاصيل عن الاقطار لبتي دعمت فيها ال CIA فرق الموت فيمكنه الاطلاع على البيانات الوافية في كتاب رالف ماك كبهي (Serendipity).
عمليات مثل هذه الإبادات الجماعيةِ المُخَطَّطةِ مركزياً تنسجم بالكامل مع ما يحدث في العراق اليوم فعمليات مثل البرق توفر الذرائع للمداهمات التي تقوم بها ما بسمى الوية التدخل السريع للقيام باعتقالات واسعة ومنسقة (Financial Times). العمليات منسجمة كذلك مع القليل الذي نعرفه عن مغاوير الشرطة الخاصة التي صممت خصيصا لتوفر لوزارة الداخلية امكانيات هجومية ضاربة من نوع عمليات القوات الخاصة (US Department of Defense). ولتعزيز هذا الدورِ، فان مقر مغاوير الشرطة أَصْبَح مركزا لشبكة تغطي كامل القطر للقيادة ، والسيطرة، والاتصالات،والكومبيوتر والمخابرات . (Defend America). الجدير بالملاحظة ان تجهيز شبكة اتصالات حديثة لتنسيق القتل الجماعي في اندونيسيا شكل كذلك جزءا اساسيا من الخطة . (Pilger, The New Rulers of the World, p ).
أخيراً، وبحلول الـ30 كانون الثّاني 2005 اصبح لدى شرطة المغاوير ستة الوية عاملة وفي اوائل نيسان تقريبا تسلم لواء النمر مهمات لواء الذيب في الموصل (UNAMI). وهنا جدير باملاحظة ان أحد قادةِ الوية مغاويرِ الشرطةِ الأوائلِ كَانَ من الشيعة، ويدَعى رشيد الحلفي ، لكنه عوملَ بحذر مِن قِبل الشيعة الآخرينِ لأنه كان يحتل مواقع مخابراتية متقدمة عند صدام حسين .
ماكس فولر
من يقتل الشيعة ومن يقتل السنة ؟ وماهو الدور الذي يلعبه الاعلام في صب الزيت على النار، وهل هناك فرق موت وأين تختبيء ومن يرعاها ومن هي العقول المدبرة وكيف تعمل ولماذا ؟ أخيرا اجوبة لكل هذه الاسئلة.....
ان ظاهرة انتشار فرق الموت العاملة في العراق ، اصبحت امرا مسلما به خلال الاشهر القليلة الماضية . لكن تغطية وسائل الاعلام الكبرى لهذا الموضوع سار وفق خط ثابت في تنسيب مسؤولية هذه الجرائم الى مليشيات شيعية غير محددة : مليشيا صعدت الى الصدارة اثر فوز حكومة الجعفري التي يقودها شيعة في كانون الثاني الماضي أو ينسبها الى (جماعات سنية تكفيرية)
تدقق الدراسة في العقول المدبرة الحقيقية وراء هذه الجرائم ضد الانسانية واي هدف يخدمونه في اطار الاحتلال الحالي للبلد .
* قام موقع (البديل العراقي) بترجمة اجزاء من هذه الدراسة ونشرها بعنوان (إستغاثة كاذبة عن ذئب - معلومات مضلّلة للإعلام وفرق القتل في العراق المحتلّ ) وقد اكملنا في دورية العراق ترجمة بقية الاجزاء . فالدراسة كاملة بين يديك.
** أسماء المصادر بالحروف الإنكليزية والموضوعة بين قوسين هي عبارة عن هوامش تنفتح بالضغط عليها في النص الأصلي ولكنها في الترجمة العربية لا تنفتح للأسف فمن يرغب بالاطلاع عليها تمكنه العودة الى النص الأصلي باللغة الإنكليزية والمذكور في آخر الدراسة .
***
قبل الفجرِ بقليل في 14 سبتمبر/أيلولِ 2005، وساعات قليلة فقط قبل مقتل 88 عامل في انفجار قنبلة ضخمة في بغداد، وصل حوالي 50 رجلِ في عربات عسكرية يرتدون الأزياء العسكرية الى قريةِ التاجي التي تبعد 16 كيلومترا شمال بغداد، وبعد تَفتيش القريةِ، ألقوا القبض على 17 رجلِ من سكان القرية، وَصفَهم شاهدِ عيان كباعة خضار، وباعة ثلجِ وسواقِ أجرة. تم تقييّدَ الرجال وعصّبَت أعينهم واقتيدوا من بيوتهم الى الساحة الرئيسية في القرية حيث تم قتلهم بطلقة واحدة لكل منهم في الرأس ( Newsday, Al Jazeera, Juan Cole )
حالات ُالقتل مثل هذه تمثّلُ نمطا من العنفِ، لا يقل رُعباً وربما اكثر تنظيماً مِنْ الموجات المستمرة للتفجيراتِ العشوائية التي تَستهدفُ المدنيين في العراق المحتل. ولكن وفي الوقت الذي تم فيه رصد كامل لظاهرة الموت على طريقة فرق الإعدام ، فان فهم الظاهرة لا يزال قاصراً وتغطيتها الاعلامية مشوّهة بالكامل.
أول ظهور لفرقِ الموت هذه كان في مايسِ/أيار هذه السَنَةِ عندما، وفي فترة عشرة أيام تقريباً، تم العثور على العشرات من الجثث مرمية عرضاً، في نفاياتِ القمامةِ، والمناطقِ الخالية حول بغداد. كُلّ الضحايا كَانوا مقيدين ومعصوبي العيون، مع إطلاقة في الرأس، ووجود آثار التعذيب الوحشي على أجساد العديدين مِنْهم.
وفي 5 مايس اكتشفَت 15 جثة في منطقة كسرة وعطش الصناعيةِ وتم تشخيص الجثث بانها لمجموعة من المزارعين تم القبض عليهم من احد اسواق بغداد. وظهرت على الجثث اثار تعذيب بمنتهى الوحشية مثل جماجم مَكْسُورة، حروق، ضرب ، وعيون مقلوعة . إدّعى شهودُ عيان ان الضحايا هولاء قد تم اعتقالهم مِن قِبل قوّاتِ الأمن . (BBC, Guardian) وبعد أقل من إسبوعين، تم العثور على 15 جثة اخرى في موقعين (KUNA). وحسب رواية رئيس الوقف السني عدنان محمد سلمان الدليمي، فان الضحايا كَانوا من السنة وقد تم اعتقالهم إما في بيوتهم او في المساجد (ArabicNews.com )
كانت الادلة دامغة بما يكفي لهيئة العلماءِ المسلمينِ، الهيئة السنية البارزة، ان تصدّر بيانات تتهم قوّاتَ الأمن المرتبطة بوزارة الداخليةِ، اضافة إلى قوات بدر، الجناح المُسلَّح السابق للمجلس الأعلى للثورةِ الإسلاميةِ في العراق، بانهم وراء حالاتَ القتل هذه. و إتّهموا الوزارة ايضا بانها تمارس إرهابِ الدولة (Financial Times) .
منذ ذلك الحين، تدفـّق سيل متواصل مِنْ ضحايا تصفيات الموت هذه على الطب العدلي في بغداد. تعتريها كلها نفس الخاصية المميزة، أيد مربوطة أَو مقيدة وراء ظهورَهم، وعيون معصوبة، وفي أكثر الحالاتِ اجساد مضروبة بالسياط، ولسعات كهربائيةِ مع ضَربَ باداة حادة، ومن ثم قَتلَ برصاصة مفردة في الرأس. كتب ياسر الصالحي مراسل شبكة النايت رايدر (Knight Ridder ) بان شهودِ العيان، ادّعوا بأن العديد مِنْ الضحايا، كان قد تم القبض عليهم مِن قِبل رجالِ يَرتدون بزات المغاويرِ الرسمية، في سيارات تويوتا لاند كروز بيضاء، تبرز علاماتِ الشرطةِ المميزة. (Knight Ridder) نُشِرت آخر مقالة لياسر الصالحي في 27 حزيرانِ 2005، وبعدها بثلاثة أيام ، قتل ياسر الصالحي بيد قنّاص أمريكي في نقطة تفتيش روتينية.
ويستحيلُ معْرِفة العدد الدقيق للضحايا المقتولين بهذه الطريقة. ذَكرَ ياسر الصالحي بأنّ أكثر مِنْ 30 حالة حَدثتْ في أقل مِنْ أسبوع، بينما يقول فائق باقر مدير الطب العدلي المركزي في بغداد، بان المشرحة، و قبل الاحتلال الامريكي، كانت تستلم من 200 الى 250 حالة وفاة مريبة في الشهر، 16 منها تقريبا يبدو عليها اصابات نارية. أما الآن، فالرقم هو بين 700 و800 حالة، من ضمنها 500 حالة فيها إصابات نارية ((Salihee op. cit. ، ويُضيفُ روبرت فيسك، من صحيفة الاندبيندنت اللندنية المستقله ، بأنّ هناك العديد من الجثث مكدسة فوق بعضها البعض ، وجثث غير معروفة سرعان ما يتم التخلص منها (Robert Fisk) .
لَمْ تُنحَصرْ حالات القتل في بغداد، فعلى سبيل المثال، في يوم 24 حزيران، تم إقتياد ستة مزارعين من قرية الهاشميات التي تبعد حوالي 15 كيلومترا غرب بعقوبة، من قِبل رجالِ يرتدون الزيّ العسكري، وعثر على جثثهم مقطعة على بعد ميل واحد من قريتهم مؤخراً (Associated Press (، وفي 8 سبتمبر/أيلولِ، تم اختطاف 18 شخصا مِنْ بلدةِ الاسكندرية على بعد 40كيلومترا جنوب العاصمة، مِن قِبل رجالِ في الحرس الوطني الرسمي، وتم إعدامهم في ارض قريبة منزوية (Xinhuanet) . ما هذه سوى أمثلةِ تمثل قمة جبل جليدي يتوسع بسرعة . نادرا ما يتم التحرّي عن اغلب حالات التصفيات الاجرامية هذهِ أو بثها في وسائل الاعلام.
وفي محاولة للردَّ على إتّهاماتِ شهود العيان للشرطةِ، تدعي وزارة الداخليةِ الجديدة ، انه من السّهلِ الحصول على بزات الشرطةِ الرسمية، وان القتل هو من عمل المتمرّدين المتنكرين بزي قوّات الأمن، لخلق انقساماتَ طائفيةَ (BBC)، ومثل هذه التكذيباتِ يرددها كذلك المُستشارِ الأمريكيِ الخاصِّ لوزارةِ الداخلية، ستيفن كاستيل Steven Casteel، الذي صرّحَ بأنّ، ' الحالات القليلة التي حققنا فيها وَجدنَا انها أمّا إشاعات او دسائس ' (Salihee, op. cit. ).
بالرغم مِنْ مثل هذه التكذيباتِ، فنادرا ما نجد صحفيا لديه الاستعداد لان يقتنع بانها محض دسائس فبيتر بومونت Peter Beaumont) ( مدير تحرير القسم الاجنبي في صحيفة الاوبزرفر البريطانية يصف مايجري ب"" الحصانة الاستئنائية التي تتم بها عمليات الخطف والقتل "" (Observer ) ، أَو يقتنع بان روايات شهود العيان الثابتة والمتكررة هي محظ اشاعات , الروايات التي تصف الخاطفين عندما يظهرون مع مايحملونه من الأجهزةِ الأجنبيةِ الثمينة التي تزود بها قوّاتِ الأمن، مثل سيارات تويوتا لاند كروز ومسدسات كلوك (Glock) عيار 9 مليمترَ (Salihee, op. cit.. ).
ان ردود وزارةَ داخلية بان مجموعات مُسَلَّحة من مقاتلي المقاومةِ تَتجول بحرية في العاصمة ، يفتقد للمصداقية خصوصا عندما ندرك ان العديد من عمليات القتل هذه تمت اثناء وبعد عمليةِ البرقِ / الرعد في أواخر شهر مايس. هذه العمليةِ كانت بمستوى تحرك فرق عسكرية ، حيث شهدت إنتشارِ 40,000 جندي عراقي عزلوا بغداد ، واحكموا السيطرة داخلها من خلال 675 نقطة سيطرة في انحاء المدينة . (Associated Press). الاعتقالات التي نتجت عن العملية كانت بالمئات, حيث "بدأت قوات الامن بمطاردة المتمردين "" طبقا لرواية ال (BBC ) وحسب رواية هيئة العلماء المسلمين ، في احدى الوقائع وبتاريخ 13 تموز اقتحم العشرات من مغاوير وزارة الداخلية عِدّة بيوت في شمال بغداد واحتجزوا 13 شخصا قبل تَعذيبهم وقْتلُهم في شُقَّة قريبة (Gulf Daily News).
على أية حال، بدلاً مِنْ أنْ يَضعَ اللائمةَ مباشرة على اجهزة الدولة العراقيةِ الجديدةِ، إختارتْ شبكات الإعلام الرئيسية ان تحرف الاهتمام بعيدا مستخدمة عددا مِنْ الادوات الكتابية المعتادة. الأداةَ الأولى أَنْ تُوضع حالاتَ القتل هذه في سياق اطار واسع وثابت مِن " العنفِ والعنف المضاد الطائفيِ " ِ المُفتَرَضِ. فعلى سبيل المثال، يكتب فرانسيز كيرتا Francis Curta من اسوشيتد برس الفرنسية ' سلسلة من حالاتِ القتل الإنتقاميةِ رَفعتْ درجة التَوَتّرَ الطائفيَ إلى نقطة الغليان " (eg. Mail&Guardian Online)، يبنما يشير محمد بازي في تقريره لصحيفة نيوزداي (Newsday) إلى ' موجة القتل الإنتقاميةِ ' اما جيمس هايدر Hider ) ( Jamesمن صحبقة التايمز اللندنيةِ فيعتقدُ ' بأنّ الحقيقةِ الوحيدةِ المؤكدة هي انه بعد تشخيص الجثث فأنّ شخصا ما سَيُريدُ إلانتقامَ ' (Times Online).الأداةَ الثانيةَ تكمن في الاشارة ، او التلميح الى أنَّ قوّاتَ الأمن لها علاقات حميمة مع ميليشيات شبعية وبالاخص ً لواء بدر. فعلى سبيل المثال، يَكْتبُ باتريك كوبرن(Patrick Cockburn من صحيفة الانديبندنت اللندنية ' يبدو ان بعضِ الذين يُنفّذونَ الهجماتَ هم من فرقة شرطةِ المغاوبر شبه العسكرية بقوتها الضاربة والتي يتجاوزتعدادها 12,000 فردا '، ولكنه يضيف في نفس السياق، ' ان الخوفِ مِنْ فرقِ موت الشيعة، التي ربما تنضوى تحت سيطرة الميليشيا الشيعية الرئيسيةسرا - لواءِ بدر ،يثير الذعر عند السنة ' (Independent) . وعلى نفس النغمة تنحو اذاعة، البي بي سي البريطانية حيث تقول ' بأنّ الموءبنيين الغاضبينِ في جنائز بعض هوْلاء القتلى قالوا بأنّ قتلاهم ماتوا على ايدي الشرطة والميليشيات الشيعية ' (BBC).
ِاما اهم شيء في التغطية الاعلامية ، فهو التركيز بشكل او باّخر، بأنّ الحكومةَ ووزارةَ داخلية والشرطةَ هم بالكامل تحت السيطرةِ الطائفية الشيعبة. لِذلك، يشير سمير حداد مراسل موقع الإسلامِ اون لاين على الإنترنتِ، إلى ' قوّات ألامن الشيعية اساس المُشَكَّلة حديثاً ' (Islam Online)، وتقول ليز سلاي من صحيفة شيكاغو تربيون ' يتّهمَ السنة قوّاتَ ألامن العراقية،التي تقع الان تحت سيطرة الحكومةِ المقادة منِ الشيعيةِ ' (Chicago Tribune) . يكتب الصحفي توم لاسيتير Lasseter في صحيفة فيلادلفيا انكوايرر ' ان أعضاء منظمة بدر كَسبوا سلطةً ليس لها سابق مثيل وبان وزير الداخلية الذي يسيطر على شرطة البلد وقوات المغاوير هو مسؤول سابق في المجلس الاعلى وعلى صلة وثيقة بقوات بدر ' (Philadelphia Inquirer)
يكتب الصحفي بومونت Beaumont في صحيفة الاوبزرفر البريطانية ' ان تحديد المسؤوليةِ في الجرائم ، أصبحتْ أكثرَ غموضا منذ تشكيلِ الحكومةِ تحت هيمنةِ الشيعة ' (op. cit) . و يُصرّحُ ريتشارد كالبين Galpin في البي بي سي بأنّ : ' الطائفة السنيّة بالاخص تَدّعي انها اصبحت مستهدفة من قبل الشرطة التي يهيمن عليها الشيعة ""(BBC) . أنتوني لويد Loyd من صحيفة التايمز اللندنيةِ يتحدث عن ' إدعاءات فظيعة بالتصفيات القاتلة اللاقضائيةِ ِ للسُنّةِ ، مِن قِبل قوّاتِ الأمن العراقيةِ تحت هيمنةِ الشيعة ' (Times Online) . ويقول سنان صلاح الدين من الاسوشيتد بريسِ، ' ان الإكتشافات المروعة أقنعتْ السُنّة بأنَّ المسلمين الشيعةَ الذين يُسيطرونَ على الحكومةِ ووزارةِ الداخلية يَشْنّون وبهدوء، حملة قاتلة ضدّهم ' (Seattle Post-Intelligencer )
وهناك ادواتُ أخرى من ضمنها إدّعاءاتِ وزارةَ الداخلية بان المتمرّدين يَرتدونَ أزياء المغاويرَ الرسمية أَو الشرطةَ . أَو الايحاء بان تورط قوّاتِ الأمن في التعذيبِ والقتل ما هو الا إنعكاس لكون هذه القوات مجندة من بين افراد اجهزة النظام السابق الامنية ، ممن تمرسوا في ثقافة العنف والابتزاز والتخويفِ؛ رغم ان مثل هذه الاداة تتعارض بشكل واضح مع تلك التقاريرِ التي تَعتبرُ ان قوّاتَ الأمن شيعية السيطرة بالكامل . هنالك كذلك أدواتُ غامضة اخرى مثل إحباطِات قوّاتِ الأمن أَو وضع اللائمةِ على الزرقاوي لمحاولته تاجيج الصراعات الطائفية .
وبينما تستخدم كُلّ هذه الأدواتِ وبتشكيلات متنوعة في تفسير الظاهرة ، تغِيبُ من كل التقارير وبشكل مريب أيّ محاولة جدية لتمحيص الدور الذي تقوم به الدولة العراقية الجديدة او قوى الاحتلال .
ِ الصحفي المنقب ليس بوسعه الا ان يتَسَائُل مَع بيومونت Beaumont من الاوبزرفر اللندنية ""فيما اذا تتعثر الدولة العراقية الجديدة وهي تسيرنحو سياسة تعذيب موسساتي او ان انتهاكات حقوق الانسان تقوم بها عناصر مارقة من بين الاجهزة الامنية ' ( ويُمثّلُ تحقيقَ الصالحي الإستثناء الوحيد لهذا، بتشخيصه الموْكد لمصدر الجرائم هذه على عتبة اجهزة الدولة، هذا التشخيص المسند بادلة قاطعة ) .
مغاوير الشرطة والوية التظليل
ترجمة موقع البديل
ان البحث والتأمل في بعض قوى الدولة العراقية الوثيقة الصلة بادعاءاّت الانتهاكات هذه يمكن ان تشكل نقطة بداية جيدة لتمحبص التوافق الاعلامي الحالي .
إنّ أغلبيةَ الإتّهاماتِ ، تتميز بالعمومية حيث يُشيرُ الصحفيون إلى الشرطةِ، قوّات أمن، الحرس الوطني أَو لقوات مغاوير غير معرفة بدقة . ولكن هنالك اتهامات محددة ضد وحدة معينة تعرف باسم "لواء الذيب " . اول من شخص تحديدا لواء الذيب كمسوْول عن حالات الخطف والتعذبب والاعدام كان السيد مثنى حارث الضاري ، وذلك في بغداد في يوم 16 مايس 2005 . واعلن السيد مثنى الضاري ان " القتل الجماعي والقمع والاختطاف والاعتقالات التي نجري شمال شرق بغداد في اليوميين الاخيريين هي كلها من عمل افراد من الشرطة العراقية او قوات خاصة لوزارة الداخلية تعرف باسم لواء الذيب "" هذا الاتهام قيل بخصوص اكتشاف ضحايا القتل اللاقضائي المبين اعلاه (Islam Online )
وخلال ايام بعد هذا نشرت الصحفية هناء علام من شبكة النايت رايدر Ridder Knight وتحت عناوين مختلفة مقالة حول لواء الذيب تبرز اساليبهم الوحشية القاسية وتقدم قائدهم الذي يعرف باسمه الحركي ابو الوليد ' كرجل شيعي نذر نفسه للمذهب مع صور الامام علي في تلفونه الخلوي والترانيم الدينية الشيعية تدق ابدا في تلفونه ' (Knight Ridde). اخبرت هناء علام القراء بان ابو الوليد يعتبر هيئة علماء المسلمين كفرة وانه رمى اتهاماتهم بالتعذيب والقتل في سلة المهملات . كذلك اخبرت هناء علام القراء بأنّ الوحدةَ تشُكّلتْ من بنات أفكار ابو الوليد في أكتوبر/تشرين الأولِ 2004، وشهدت اول عملياتها في الموصل بعد قرابة الشهرين من التدريبات مع القوات الامريكية وهي التي كانت مسوءولة عن انتاج البرنامج التلفزيوني المقزز " الارهابيون في قبضة العدالة"" الذي يجبر فيه المعتقلون وتحت سياط التعذيب على الاعتراف بسلسلة من الاتهامات المقززة . (Associated Pres
لكن هناك فروقات أساسية بين هذه الوحداتِ أيضاً. فمغاوير الشرطة تأُسّستْ بمبادرةِ من وزير الداخلية في ذلك الوقت فلاح النقيب ، إبن رئيس هيئة أركان عراقي سابق، ويعتبره الكثيرون انه مِن املاك وكالة المخابرات المركزيةِ رئيسيةِ (National Review Online)، وبقيادةِ عمِّه، الضابطَ السني البعثي في إلاستخبارات العسكريةِ السابقِة عدنان ثابت والذي كان قد تآمرِ لتدبير إنقلابِ لحساب وكالة المخابرات المركزية . اكثر المجندين لمغاوير الشرطة هم من افراد القواتِ الخاصّةِ والحرس الجمهوري السابق ومن خلفيات عرقيةِ ودينيةِ مخْتَلَطةِ (Washington Post)، بينما تدرج قيادات المغاوير هذه فانه على الاغلب قيادات سنيّة. اما اهم شيْ في مغاوير الشرطة هذه فهو انها تشكلت برعايةِ واشراف الايادي المجرّبةِ للمقاتلين المخضرمين من قوات مكافحةِ التمرّد الأمريكيينِ ِ ومِنْ البدايةِ نفذ المغاويرَ عملياتَ مشتركةِ مع وحداتِ القواتِ الخاصّةِ الأمريكيةِ السريّة جداً (Reuters, National Review Online).
هنالك شخصية محورية في عملية تطويرِ مغاوير الشرطةِ الخاصّة هي جيمس ستيل Steele James , هو ضابط سابق في القوات الخاصة الامريكية دشن خبرته في في فيتنام قبل ان يتحول لادارة المهام العسكرية الامريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهليةِ في تلك البلادِ. كان حيمس ستييل مسؤولا عن اختيار وتدريب الوحداتَ الصغيرةَ (أَو فرق موت) التي تباهت يمسوءوليتها عن ايقاع 60 % من الإصاباتِ في 'حملة مكافحةِ التمرّد' في السلفادور . هولاء الضحايا كانوا بالاساس عشرات الالاف من المدنيين العزل (المصدر مان ويرنك Manwaring الحرب على السلفادور 1988 ص 8-308 )
هنا مساهم اأمريكي اخر هو ستيفن كاستيل Steven Casteel الذي سبق ذكره كأقدم مُستشارِ أمريكيِ في وزارةِ الداخلية يسخر من الاتهامات الخطيرة والموثقة لانتهاكات حقوق الانسان بانها محض " اشاعات ودسائس " وكاستيل هذا مثل زميله ستيل كسب خبرته في امريكا اللاتينية ، بالمشاركة في الحرب ضد بابلو اسكوبار بارون الكوكائين , وذلك اثناء حروب كولومبيا ضد المخدرات في التسعينات . هذا بالاضافة لعمله مع القوات المحلية في بيرو وبوليفيا .(Maas op cit. ). ,بينما تكمن خلفية كاستيل في هيئة السيطرة على المخدرات ( DEA ) فان العمليات ضد بابلو اسكوبار كانت عمليات مشتركة ساهم فيها ال CIA وال DEA وقوات دلتا وقوات مخابرات اخرى في منتهى السرية اسمها سنترا سبايك CENTRA SPIKE (Marihemp, SpecWarNet ) والجدير بالذكر ان العمليات هذه لم تترك اثرا يذكر على موقع كولومبيا كمصدر رئيسي للكوكائين في العالم سوا انتقال مركز الثقل الى دزينة من الكارتيلات الصغيرة . ( هذا الموقع احتلته بالمناسبة بفضل ال CIA وتورطها كثيرا في تجارة المخدرات كجزء من عملياتها السرية لتمويل حرب وجيش الكونترا في نيكاراغوا , ومن يرغب في المزيد من التفاصيل فليقرا كتاب " التحالف المظلم " – " Dark Alliance " الذي نشرته ميركوري نيوز في سان جوزي (San Jose Mercury News )
على أية حال، العمليات هذه أدّتْ إلى تشكيلِ فرقة موت تعرف باسم لوس بيبيس (Los Pepes) والتي ستكون نواة التنظيم الجامع لفرق الموت الكولومبية شبه العسكرية الحالية المسماة ، أي يو سي، AUC المسؤولة عن أكثر من 80 بالمائة مِنْ اخطر حالات إنتهاكات حقوق الإنسانِ في البلادَ (Colombia Journal). بينما لم يكشف النقاب عن اية صلة رسمية فان لوس بيبيس اعتمدت على معلومات مخابراتية محفوظة في خزائن حديدية في الطابق الخامس من السفارة الامريكية في باغوتا ( علصمة كولومبيا ) والتي قامت بدور العقل المركزي للعمليات حبث يتم اعداد قوائم ضحايا فرق الموت وبسرعة اصبحت تضاهي قوائم اصحاب بابلو اسكوبار المرتبة في مقرِ السفارةَ (Cocaine.org, Cannabis News).
ان خلفية كاستيل تكتسب مغزاً خاصاً لان هذا النوع من التحري المخابراتي المساند وانتاج قوائم الموت اصبح صفة مميزة للمشاركات الامريكية في البرامج المضادة للتمردات ويكون الحلقة الوصل لما قد يبدو انه فورات منعزلة من حالات القتل العشوائي . ربما افضل مثال مألوف لهذا هو في اندونيسيا اثناء السنين الاولى لحكم سوهارتو , حيث زود ضباط ال CIA اسماء الاف الاشخاص ,الكثير منهم اعضاء في الحزب الشيوعي الاندونيسي , الى الجيش لغرض تصفيتهم , ولم يقصر الجيش في ذبحهم . (Kathy Kadane). حالات مماثلة يُمْكِنُ تشخبصها في فيتنام حبث تجهز ال CIA قوائم الموت او تشرف على العمليات أَنْ تُجْعَلَ لقوائمِ موتِ تموين وكالة المخابرات المركزيةِ و/ أَو يُشرفانِ على العملياتِ في فيتننام (OC Weekly). اما في غواتيمالا،حيث بات معروفا أن قوائم الموت تم تجميعها وان ادعى البعض انها لم تنفذ (The Consortium) .وفي السلفادور تقدم القتلة السابقون باعتراقات تصف مشاركاتهم لمكاتب المستشارين الامريكيين الذين حمعوا "المعلومات" اثر تحقيقات ثقيلة مع المعتقلين ,وهنا فضل الامريكيين عدم الدخول في التفاصيل الصغيرة لتنفيذ الجرائم .ِ (Covert Action Quarterly). ولمن يرغب في المزيد من التفاصيل عن الاقطار لبتي دعمت فيها ال CIA فرق الموت فيمكنه الاطلاع على البيانات الوافية في كتاب رالف ماك كبهي (Serendipity).
عمليات مثل هذه الإبادات الجماعيةِ المُخَطَّطةِ مركزياً تنسجم بالكامل مع ما يحدث في العراق اليوم فعمليات مثل البرق توفر الذرائع للمداهمات التي تقوم بها ما بسمى الوية التدخل السريع للقيام باعتقالات واسعة ومنسقة (Financial Times). العمليات منسجمة كذلك مع القليل الذي نعرفه عن مغاوير الشرطة الخاصة التي صممت خصيصا لتوفر لوزارة الداخلية امكانيات هجومية ضاربة من نوع عمليات القوات الخاصة (US Department of Defense). ولتعزيز هذا الدورِ، فان مقر مغاوير الشرطة أَصْبَح مركزا لشبكة تغطي كامل القطر للقيادة ، والسيطرة، والاتصالات،والكومبيوتر والمخابرات . (Defend America). الجدير بالملاحظة ان تجهيز شبكة اتصالات حديثة لتنسيق القتل الجماعي في اندونيسيا شكل كذلك جزءا اساسيا من الخطة . (Pilger, The New Rulers of the World, p ).
أخيراً، وبحلول الـ30 كانون الثّاني 2005 اصبح لدى شرطة المغاوير ستة الوية عاملة وفي اوائل نيسان تقريبا تسلم لواء النمر مهمات لواء الذيب في الموصل (UNAMI). وهنا جدير باملاحظة ان أحد قادةِ الوية مغاويرِ الشرطةِ الأوائلِ كَانَ من الشيعة، ويدَعى رشيد الحلفي ، لكنه عوملَ بحذر مِن قِبل الشيعة الآخرينِ لأنه كان يحتل مواقع مخابراتية متقدمة عند صدام حسين .