منصور بالله
03-03-2006, 10:20 PM
الفتنة في العراق: الطائفية والمحاصصات بدايتها وسامراء ليست نهايتها والقادم إغتيالات وفيضانات
الفتنة في العراق: الطائفية والمحاصصات بدايتها وسامراء ليست نهايتها والقادم إغتيالات وفيضانات
بقلم: سمير عبيد *
إن ما حصل ويحصل في العراق نتيجة طبيعية لفشل سياسي وحكومي ووظيفي، ونتيجة طبيعية لأخطاء تراكمت مع سبق الإصرار من السياسيين العراقيين والمحتلين ، وإن الفشل ليس وليد اليوم، أي سبق إحتلال العراق وتحديدا عندما تم إختزال المعارضة العراقية في الخارج، والتي كانت تتكون من 73 فصيلا حسب تصريحات ــ مارتن إندك ــ لتكون بستة فصائل فقط وبأوامر أميركية، وذلك في أواخر عام 2002 ،حيث سافرت بعدها تلك الفصائل لتحج الى البيت الأبيض وتتبّرك بمصافحة أعضاء الإدارة الأميركية، ولتتفق مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع ( البنتاغون) والأجهزة الأخرى على الأجندة السرية للحرب وما بعدها، وعادت تلك الفصائل لتفرض هيمنتها على المعارضة العراقية،وعلى العملية السياسية في الخارج وذلك قبيل الحرب، وعملت جاهدة على تحجيم جميع الفصائل الأخرى، وكأنها كانت تنفذ تعليمات أميركية، وبهذا إحتكرت التمويل الأميركي الضخم( المالي واللوجستي والإعلامي).
ولمزيد من التوضيح، فأن الفصائل التي تبركّت بنسيم حدائق البيت الأبيض هي ( الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني ، وحزب الإتحاد الكردستاني بزعامة الطالباني ، وحزب المؤتمر الوطني العراقي بزعامة الجلبي ، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة الحكيم ، والحركة الملكية الدستورية بزعامة الشريف علي، وحركة الوفاق الوطني بزعامة أياد علاوي) ولقد إنضم لها بعد مداولات سرية بين الأميركان وقادة حزب الدعوة في لندن وفي ديترويت ( حزب الدعوة الإسلامية بزعامة الجعفري).
متى بدأ مسلسل تبخر هيبة وجغرافية العراق؟
وبهذا تحول هؤلاء جميعا الى إمبراطورية ديكتاتورية ضد جميع فصائل المعارضة العراقية الأخرى، وذلك قبيل الحرب على العراق، لذا فعندما قرروا مؤتمر ــ صلاح الدين ــ كانت الغاية منه الإفصاح عن أجندتهم و بسط نفوذهم على أطراف المعارضة العراقية، ومن ثم على العملية السياسية كلها، حيث تم في ذلك المؤتمر تأسيس الصرح التدميري للعراق، وهو صرح ( المحاصصات والطائفية).
فمن هنا بدأ مسلسل ألم العراقيين، وبدأ تبخر هيبة وجغرافية الدولة العراقية، لذا فعندما بدأت الحرب لم يشترك بها أي فصيل من هؤلاء، بل رضوا الجلوس على مقاعد الإنتظار ليستلموا إشارة الدخول من الجيش الأميركي، ومن المخابرات الأميركية وغيرها، والتي هبت جائعة كالذئاب صوب العراق الذي كان مغلقا تماما على كثير من المخابرات العربية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها الموساد.
فدخلت أصناف المخابرات الدولية الى العراق، وفي مقدمتها الموساد والسي أي أي ، وكل لها أهدافها فمنها من تبحث عن الوثائق المهمة ( السياسية والتاريخية)، ومنها من تبحث عن التراث وأسراره، ومنها من تبحث عن الكنوز، ومنها من تبحث عن النفائس والتاريخ، ومنها من تبحث عن أسرار المتاحف والبنوك ومؤسسات الدولة، وهكذا أصبح العراق مباحا للجميع ما عدا أهله ،وهي حالة لم تحدث من قبل إطلاقا ، ومن هنا بدأت بوادر الفتنة، ولكن الضوء المشؤوم لها جاء عندما تم لملمة ( مجلس الحكم) على عجل ليكون صيغة همها تجسيد الطائفية ونظام ( المحاصصات).
ودارت عجلة الزمان وإذا بالمحاصصات تتحول الى رموز ( مقدسة)، لها رجالها وأجندتها وخرائطها، ولكن الغريب في الأمر إن تلك المحاصصات والبرامج الطائفية والإثنية نالت المباركة من الإدارة الأميركية وقوات الإحتلال، وهي بمثابة عملية إجهاض وخزي الى (الديموقراطية) التي تبجح ويتبجح بها الرئيس الأميركي بوش، فالذي حصل في العراق هي عملية تحويل من الديكتاتورية االفردية والعائلية الى الإقطاع السياسي المغلف بديكتاتورية المجاميع ( ديكتاتورية النواطير).
وهنا خسرت جميع الأطراف تقريبا بإستثناء الطرف الوحيد، والذي أخذ الحصان كله ولم يكتف، بل لازال يصارع الأخرين على سرج الحصان، ومن هنا تأسس نظام الباطل وغياب العدل، وتأسس نظام تقزيم وإهانة الشعب العراقي بتاريخه ونضاله وعنفوانه وحاضره ومستقبله.
فأصبح الشعب العراقي هو الذي ينادي بالشرعية ويطلبها من هذه المجموعات التي تستمد قوتها من الإحتلال وليس العكس، وتحول الشعب العراقي الى خدم لهؤلاء وليس العكس، فالمتعارف عليه ان يكون السياسي خادما للشعب ولكن الحالة في العراق معكوسة, حيث تفرعن السياسي وحمل سوط سياسة الترهيب والقتل والجوع والمخدرات.
لا زالوا بعقلية المعارضة ولم يصلوا الى عقلية رجال الدولة!
فعندما إنتهت فترة مجلس الحكم تأمل الشعب العراقي أن يكون هناك نورا في نهاية النفق، وإذا بحكومات الإحتلال التي أعقبته أكثر إصرارا على الطائفية ونظام المحاصصات، ومن هنا جاءت (( جذور الفتنة )) في العراق، وهنا تم قلب جميع الموازين ليتساوى من خلالها ( الأعمى والبصير).
وهكذا بدأت الفجوات تكبر وتكبر، فبدلا من تجسيرها راحوا يوسعوا بها، ويزيدوا عليها فجوات أخرى، وعمد القسم الآخر على زيادة تلك الفجوات بأسلاك شائكة من خلال سياسة التعالي والإستخفاف بالخصوم السياسيين، وبالشعب العراقي ، واستمر الحال المصاب بداء التعالي والإستخفاف، وإذا بتلك الفجوات تتسع لتتحول الى فجوات كبيرة وبمياه آسنه، علما إنها كانت فجوات بسيطة تركها النظام السابق، وكان بالإمكان تجسيرها وحتى طمرها مثلما فعلت حكومة ( جنوب أفريقيا) عندما سارعت الى التجسير ونجت من المستنقعات الآسنة التي نراها في العراق، ونجت من مثلث (المحاصصات والثأر والإلغاء).
ولكن سر نجاح حكومة جنوب أفريقيا يكمن بأن الذين إستلموا الحكم بعد النظام العنصري هناك أسقطوا مرحلة المعارضة ليتحولوا الى مرحلة رجال الدولة، وسار قطارهم بسلام نحو بناء الدولة والعلاقات الوطنية والدولية، أما في العراق فالأمر مختلف، حيث لازال السياسيون الذين تبوأوا االحكم والعملية السياسية في العراق وبدعم من الإحتلال بمرحلة المعارضة، ولازالوا يتعاملون مع الآخرين من هذا الموقع وبهذه العقلية، ولا يريدوا الإنتقال الى مرحلة عمل رجال الدولة.
ومن هنا ساء الأداء السياسي، وكثر الخصوم والأعداء لهم، وإتسعت المعارضة لهم والى نهجهم وهو أمر طبيعي، ولم يغيروا من نهجهم وطبيعتهم ، وإن الطامة الكبرى أنهم لم يحققوا شيئا للشعب العراقي سوى الرعب والخوف والموت والبطالة والأمراض وتبخر الخدمات تماما، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا محروقات، وحيث المخدرات التي دخلت العراق لأول مرة ، ناهيك عن الجريمة المنظمة، وثقافة القتل على الهوية.
كيف تأسست الفتنة.. وكيف يُدار العراق من خلال شاشة التفاز؟
والغريب أن هؤلاء لازالوا في حالة إستجمام في المنطقة الخضراء، وعندما أطلقنا على المنطقة الخضراء كمكان للإستجمام نعني هنا الخدمات التي بها، وأماكن الإسترخاء المنقولة من أميركا وبريطانيا وأوربا اليها، بحيث لم يخرج مسؤول عراقي بلقاء تلفزيوني إلا بعد أخذ التمارين الرياضية ، وفترة المساج للجسم والبشرة، ناهيك عن حمامات ( الساونة) التي تديرها أياد ناعمة من جنوب شرق آسيا.
وعندما أطلقنا على السياسيين العراقيين في المنطقة الخضراء بأنهم زبائن يستجموا في تلك المنطقة، فعادة الإنسان الذي يستجم هو للراحة والإسترخاء والإنعزال عن الضوضاء وضغط العمل، وهذا ما يمارسه هؤلاء حيث ليس بينهم وبين الشعب العراقي إلا الشاشة المتلفزة، فهي وسيلة التخاطب والتفاهم بينهم وبين الشعب العراقي، فهم لا يعلمون بما يدور في العراق إلا من خلال التلفاز ( أي معظمهم).
لذا فالذي يعيش ويمارس عمله بتلك الطريقة لا يمكنه أن يكون على وئام مع الشعب، خصوصا عندما تغيب الجهة التي توفر له الساونة والإسترخاء والموسيقى ، والتي نفسها توفر له الحماية وتأمين الطلبات والخدمات، فالذي يحدث هنا يُنهك الشعب من أجل إسعاد وراحة المسؤول وليس العكس، وهذه هي سمات الديموقراطية الجديدة في العراق.
وما يحدث في العراق من إنحلال في الخدمات والمؤسسات والوزارات، ناهيك عن الهيمنة الطائفية والإثنية له إنعكاسات على الخارج، فالسفارات والقنصليات العراقية في الخارج غارقة بالمشاكل، وغياب الإنصاف والحق، بل هناك هيمنة ديكتاتورية من جماعة الأطياف الطائفية والعرقية والإثنية، وهذا يعني إن ــ الفتنة ــ التي سرت في العراق منذ ( مؤتمر صلاح الدين) ومنذ مجلس الحكم لازالت جارية، بل تتسع يوما بعد آخر.
مرض العضال السياسي ينتشر في العراق والخارج!
فلقد إنتشر في العراق مرضا خطيرا وهو ( العضال السياسي) بحيث أصاب معظم السياسيين العراقيين، وخصوصا الذين في المنطقة الخضراء، بحيث لا يريد هؤلاء الإعتراف بذلك، بل يصرون على أنهم أصحاء ويقودون العملية السياسية بذكاء ونجاح ،وهذا منافي للحقيقة التي نعرفها ويعرفها الشعب العراقي والعالم.
فبسبب هذا المرض العضال زادت الفجوات، وغاب الحوار السياسي والوطني والشعبي، وإنتشر بدله التقوقع وبوادر الفتنة، فلو كان هؤلاء أصحاء بالفعل لشرعوا بالمصالحة الوطنية، ولشرعوا بالمؤتمرات القانونية التي تحدد المجرمين والمسيئين، وتترك الأبرياء ليشاركوا في البناء والخدمة لهذا الوطن، لكن هؤلاء لم يفعلوا هذا، وأتوا لنا بفتنة لها رؤوس كثيرة طائفية وإثنية وعرقية ومناطقية وقبلية .
فالفتنة التي تحركت من خلال مسلسل الإغتيالات بحق الرموز السياسية القادمة من الخارج وكذلك الرموز السياسية في الداخل، والذي طال العلماء والخبراء والأطباء والمهندسين والأكاديميين والضباط والطياريين والوجهاء في العراق، والذي وصل الى دور العبادة الإسلامية والمسيحية وغيرها لم تتوقف عند العراق فحسب بل إمتدت الى الخارج.
فماذا تسمون تلك الحالة ( عندما يصر سفير عراقي كردي على رأس بعثة عراقية في أوربا بتحطيم جدارية على شكل خارطة الوطن العربي بالفؤوس والمعاول ليضع مكانها لوحة توحي الى أعياد نوروز الكردية؟)
ألم تكن هذه بوادر فتنة وقصر نظر وصورة واضحة عن الإنحلال الذي أصاب العراق؟.. ألم تكن آلام مضافة لآلام العراقيين؟ ألم تكن سياسة إقصاء العلم العراقي من بعض السفارات العراقية ألما مضافا لآلام العراقيين أيضا ، وبوادر فتنة بينهم؟.
لذا فالذي حدث في مدينة سامراء عندما تم تفجير قبة الإمام علي الهادي والإمام العسكري عليهم السلام هو تتويج للنهج الخاطىء في سياسة المسؤولين العراقيين في العراق، فالتفجير الآثم جرح مشاعر وقلوب جميع المسلمين، وفي مقدمتهم الطائفة الشيعية، فمن يتحمل مسؤولية هذا العمل الإجرامي، ألم تتحمله الحكومة العراقية وقوات الإحتلال؟.
فمنذ متى كانت هناك ثقافة العنف والإرهاب والتفجير في العراق، فهذه أمراض جاءت مع الإحتلال وبتواطىء من المسؤولين العراقيين الذين سكتوا منذ البداية عن أفعال الإحتلال والمحتلين، لذا فإن جرح تفجير قبة الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام لم يندمل إلا بنبذ الطائفية والعرقية والإثنية، وبنبذ ثقافة الإلغاء والإستعلاء التي تمارس من قبل ( كثير) من السياسيين في العراق وخارج العراق.
تفجيرات سامراء ليست النهاية!
لذا فإ ن تفجيرات سامراء ليست نهاية المطاف أبدا، بل هناك أجندة أخطر منها، وهذه حقيقة يعرفها الشعب العراقي الذي أعطى أنصع الدروس في التلاحم والتآزر، وأعطى دروسا لشعوب العالم في الذكاء والتحليل، بحيث خرج البسطاء على شاشات التلفاز العربية والعالمية ليقولوا ( إن وراء التفجيرات الإحتلال وإسرائيل).
ولكن الغرابة في الأمر سكوت المسؤولين العراقيين عن قول الحقيقة التي يعرفونها جيدا، حيث هناك ( خلايا موت) تم تأسيسها في العراق على يد السفير الأميركي السابق ( نغروبونتي)، وتأسست على غرار خلايا الموت التي أسسها في السلفادور والهندوراس عندما كان هناك، وكذلك على غرار خلايا الموت في فيتنام ، فلماذا الكتمان والخوف من قول الحقيقة، فكم ستعيشون... قولوها وإكسبوا حب الشعب ورعاية الله؟..
فأن تلك الخلايا أصبحت منتشرة الآن في العراق، وهناك بعض الأحزاب والشخصيات العراقية التي إنغمست في هذا المشروع الخطير والدموي مقابل أمتيازات مادية ومستقبلية، وهذا ليس من خيال كاتب المقال، بل هناك صحف ومجلات وتقارير غربية تكلمت عن هذه الخلايا، وأعطت شرحا وافيا عن أعمالها وغاياتها، لذا فالخوف على العراق والعراقيين أصبح مضاعفا نتيجة تحرك وبطش تلك الخلايا، فهي تحمل أجندة سرية للعراق والعراقيين.
ولكن نصيحتنا لهؤلاء العراقيين الذين إنغمسوا في مخططات تلك الخلايا أن يفكروا ويتذكروا زملائهم في فيتنام عندما تعلقوا بإطارات الطائرات الأميركية الهاربة من فيتنام، حيث تركهم المحتل الأميركي في المطارات والقواعد في فيتنام لتنهش أجسادهم الجماهير الفيتنامية.
وكذلك ننصحهم إن كل ضابط أميركي وبريطاني وإيطالي وغير هؤلاء سوف يكتبون مذكراتهم بعد الإحتلال، وسيشيرون الى أسمائكم وقبائلكم ومناطقكم، فالتاريخ سوف يفضحكم أمام شعوبكم، فعودوا الى حضن أهلكم ووطنكم وشعبكم.
نتوقع إغتيال رموزا من المجلس الأعلى أو من التيار الصدري!
فلهذا لا نتوقع إن التفجير في مدينة سامراء هو الأخير، بل هناك أعمالا أكبر لحين تحقيق أجندتهم في العراق، ومنها الصدام الطائفي والمناطقي، وصولا للحرب الأهلية في العراق، لذا نتوقع اللجوء الى (الفيضانات) التي تعد بدقة، والغاية منها زيادة النقمة، والإيحاء بأن وراءها طرف طائفي ما ضد طرف طائفي آخر.
ومايحدث في مدينة (العمارة) العراقية من فيضانات ليست بريئة أبدا، بل للتأجيج ضد الطرف الإيراني، وضد الأطراف العراقية التي توالي إيران ، وربما ستكون هناك فيضانات أخرى مصدرها بحيرة الثرثاء وربما غيرها، خصوصا وإن بحيرة وسد (دوكان) أصبحت تحت الهيمنة الإسرائلية، وبشهادة شهود العيان والتقارير التي نُشرت بالصحف العبرية في إسرائيل، والغاية مد أنبوب مجاور للأنبوب النفطي الذي يذهب الى حيفا في إسرائيل حتى يصل الماء مجانا من بحيرة دوكان وعيون كردستان الى إسرائيل ،وهكذا يصل نفط كركوك الى إسرائيل معا ومن خلال الإنبوبين المتجاورين، لذا فحتى حرب المياه قادمة وبدايتها من العراق أيضا ( يا للهول!!!) فحتى ماء العراق سُرق أو سوف يُسرق ــ الله أكبر ــ وبتواطىء من بعض الأطراف العراقية.
ومن التوقعات التي نتوقعها هو اللجوء الى إغتيال الشخصيات السياسية والدينية البارزة، وخصوصا المؤثرة في السياسة والمجتمع، لهذا نتوقع حدوث هكذا سيناريوهات من أجل الصدام المليشياتي والطائفي.
لذا نتوقع أن يتم التخطيط الى إغتيال رموز من كتلة الأئتلاف الموحد، ومن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ليضربوا عصفورين بحجر، أي الداخل العراقي وإيران.
أو ربما يتم التخطيط الى أغتيال رموزا كبيرة من التيار الصدري في العراق، والذي هيمن أخيرا على الساحة العراقية من خلاال التحركات الجيدة التي قام بها أخيرا السيد مقتدى الصدر، ومن خلال المواقف الوطنية الجديدة التي أتخذها بعد تفجيرات سامراء، والتي كانت من أجل وأد الفتنة وتقوية اللحمة العراقية، والتي جاءت بعد تحركات ناجحة على الساحات العربية والإقليمية، وهذا بحد ذاته لا يروق لبعض الخصوم السياسيين والدينيين من جهة، وكذلك لا يروق لقوات الإحتلال والولايات المتحدة.
لهذا ربما سيقرروا التخلص من بعض رموز هذا التيار، وذلك من أجل إشعال فتنة شيعية شيعية، أو شيعية سنية علما إن هذا المخطط كان موجودا منذ نهاية عام 2004 وكان على طاولة الإحتلال وعلى طاولة شخصية سياسية كبيرة لها علاقات مميزة مع الإحتلال، ولكن كاتب المقال وبعض الشرفاء سرب الخطة الى التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر ونجح الأخير بالتخلص من مخططهم، والفضل يعود الى شخصية عربية رفيعة سربت تلك الخطة في حينها.
ولكن نعتقد إن إن مسألة الوصول الى رموز من المجلس الأعلى أصعب من الوصول الى رموز من التيار الصدري، فيما لو أرادوا إبعاد الشبهة عنهم، أي قوات الإحتلال والخلايا المتعاملة مع المحتلين، لهذا نتمنى من الجميع اليقضة والحذر منعا للفتنة التي تجوب العراق هذه الأيام وبشدة.
ما هو السبيل للخروج من المحنة؟.
لذا فالتطورات متسارعة خصوصا وإن هناك بوادر خلاف سياسي شديد قد يعيد الأمور الى نقطة الصفر، وقد يزيد في المحنة والفتنة والتشظي، وربما سيكون سببا في تسريع تفكيك العراق، وحتى ربما يكون سببا في تسريع المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، فالأيام حبلى بالمفاجآت، وأننا لن نزكي بعض الأطراف العراقية التي قبلت أن تكون لسانا عربيا للمحتل واجبها التحدث في التلفاز نيابة عن المحتلين.
لذا فالخروج من المحنة كلها هو (الإعتصام السلمي) في المدن والقصبات العراقيةـ أي الإعتصام الذي يشل البلاد تماما ويخنق المحتلين ، وذلك من أجل رحيل الإحتلال، والإعلان عن حكومة وطنية لا تستثني أحدا بشرط الإتفاق على معالجة جميع الأخطاء السياسية والوطنية والدستورية التي حصلت منذ الإحتلال ولحد الآن، ثم الشروع بالمصالحة الوطنية الكبرى، وإن هكذا مشروع لابد أن ينطلق من مرجعيات دينية وسياسية كبرى، ودون النظر الى الإحتلال والمحتلين، أو أخذ المباركة من هؤلاء، فهذا شأن وطني وشرعي وديني وأخلاقي، فسارعوا جميعا لإنقاذ العراق قبل فوات الأوان.... وإعلموا جميعا إن الرصاص المنهمر، والنار المشتعلة ــ لا سامح الله ــ لن تفرق بين غني وفقير، وبين قوي وضعيف، وبين إسلامي وعلماني... فهبوا جميعا من أجل ترسيخ الإيثار من أجل العراق والشعب العراقي.
كاتب ومحلل سياسي
3/3/2006
samiroff@hotmail.com
الفتنة في العراق: الطائفية والمحاصصات بدايتها وسامراء ليست نهايتها والقادم إغتيالات وفيضانات
بقلم: سمير عبيد *
إن ما حصل ويحصل في العراق نتيجة طبيعية لفشل سياسي وحكومي ووظيفي، ونتيجة طبيعية لأخطاء تراكمت مع سبق الإصرار من السياسيين العراقيين والمحتلين ، وإن الفشل ليس وليد اليوم، أي سبق إحتلال العراق وتحديدا عندما تم إختزال المعارضة العراقية في الخارج، والتي كانت تتكون من 73 فصيلا حسب تصريحات ــ مارتن إندك ــ لتكون بستة فصائل فقط وبأوامر أميركية، وذلك في أواخر عام 2002 ،حيث سافرت بعدها تلك الفصائل لتحج الى البيت الأبيض وتتبّرك بمصافحة أعضاء الإدارة الأميركية، ولتتفق مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع ( البنتاغون) والأجهزة الأخرى على الأجندة السرية للحرب وما بعدها، وعادت تلك الفصائل لتفرض هيمنتها على المعارضة العراقية،وعلى العملية السياسية في الخارج وذلك قبيل الحرب، وعملت جاهدة على تحجيم جميع الفصائل الأخرى، وكأنها كانت تنفذ تعليمات أميركية، وبهذا إحتكرت التمويل الأميركي الضخم( المالي واللوجستي والإعلامي).
ولمزيد من التوضيح، فأن الفصائل التي تبركّت بنسيم حدائق البيت الأبيض هي ( الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني ، وحزب الإتحاد الكردستاني بزعامة الطالباني ، وحزب المؤتمر الوطني العراقي بزعامة الجلبي ، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة الحكيم ، والحركة الملكية الدستورية بزعامة الشريف علي، وحركة الوفاق الوطني بزعامة أياد علاوي) ولقد إنضم لها بعد مداولات سرية بين الأميركان وقادة حزب الدعوة في لندن وفي ديترويت ( حزب الدعوة الإسلامية بزعامة الجعفري).
متى بدأ مسلسل تبخر هيبة وجغرافية العراق؟
وبهذا تحول هؤلاء جميعا الى إمبراطورية ديكتاتورية ضد جميع فصائل المعارضة العراقية الأخرى، وذلك قبيل الحرب على العراق، لذا فعندما قرروا مؤتمر ــ صلاح الدين ــ كانت الغاية منه الإفصاح عن أجندتهم و بسط نفوذهم على أطراف المعارضة العراقية، ومن ثم على العملية السياسية كلها، حيث تم في ذلك المؤتمر تأسيس الصرح التدميري للعراق، وهو صرح ( المحاصصات والطائفية).
فمن هنا بدأ مسلسل ألم العراقيين، وبدأ تبخر هيبة وجغرافية الدولة العراقية، لذا فعندما بدأت الحرب لم يشترك بها أي فصيل من هؤلاء، بل رضوا الجلوس على مقاعد الإنتظار ليستلموا إشارة الدخول من الجيش الأميركي، ومن المخابرات الأميركية وغيرها، والتي هبت جائعة كالذئاب صوب العراق الذي كان مغلقا تماما على كثير من المخابرات العربية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها الموساد.
فدخلت أصناف المخابرات الدولية الى العراق، وفي مقدمتها الموساد والسي أي أي ، وكل لها أهدافها فمنها من تبحث عن الوثائق المهمة ( السياسية والتاريخية)، ومنها من تبحث عن التراث وأسراره، ومنها من تبحث عن الكنوز، ومنها من تبحث عن النفائس والتاريخ، ومنها من تبحث عن أسرار المتاحف والبنوك ومؤسسات الدولة، وهكذا أصبح العراق مباحا للجميع ما عدا أهله ،وهي حالة لم تحدث من قبل إطلاقا ، ومن هنا بدأت بوادر الفتنة، ولكن الضوء المشؤوم لها جاء عندما تم لملمة ( مجلس الحكم) على عجل ليكون صيغة همها تجسيد الطائفية ونظام ( المحاصصات).
ودارت عجلة الزمان وإذا بالمحاصصات تتحول الى رموز ( مقدسة)، لها رجالها وأجندتها وخرائطها، ولكن الغريب في الأمر إن تلك المحاصصات والبرامج الطائفية والإثنية نالت المباركة من الإدارة الأميركية وقوات الإحتلال، وهي بمثابة عملية إجهاض وخزي الى (الديموقراطية) التي تبجح ويتبجح بها الرئيس الأميركي بوش، فالذي حصل في العراق هي عملية تحويل من الديكتاتورية االفردية والعائلية الى الإقطاع السياسي المغلف بديكتاتورية المجاميع ( ديكتاتورية النواطير).
وهنا خسرت جميع الأطراف تقريبا بإستثناء الطرف الوحيد، والذي أخذ الحصان كله ولم يكتف، بل لازال يصارع الأخرين على سرج الحصان، ومن هنا تأسس نظام الباطل وغياب العدل، وتأسس نظام تقزيم وإهانة الشعب العراقي بتاريخه ونضاله وعنفوانه وحاضره ومستقبله.
فأصبح الشعب العراقي هو الذي ينادي بالشرعية ويطلبها من هذه المجموعات التي تستمد قوتها من الإحتلال وليس العكس، وتحول الشعب العراقي الى خدم لهؤلاء وليس العكس، فالمتعارف عليه ان يكون السياسي خادما للشعب ولكن الحالة في العراق معكوسة, حيث تفرعن السياسي وحمل سوط سياسة الترهيب والقتل والجوع والمخدرات.
لا زالوا بعقلية المعارضة ولم يصلوا الى عقلية رجال الدولة!
فعندما إنتهت فترة مجلس الحكم تأمل الشعب العراقي أن يكون هناك نورا في نهاية النفق، وإذا بحكومات الإحتلال التي أعقبته أكثر إصرارا على الطائفية ونظام المحاصصات، ومن هنا جاءت (( جذور الفتنة )) في العراق، وهنا تم قلب جميع الموازين ليتساوى من خلالها ( الأعمى والبصير).
وهكذا بدأت الفجوات تكبر وتكبر، فبدلا من تجسيرها راحوا يوسعوا بها، ويزيدوا عليها فجوات أخرى، وعمد القسم الآخر على زيادة تلك الفجوات بأسلاك شائكة من خلال سياسة التعالي والإستخفاف بالخصوم السياسيين، وبالشعب العراقي ، واستمر الحال المصاب بداء التعالي والإستخفاف، وإذا بتلك الفجوات تتسع لتتحول الى فجوات كبيرة وبمياه آسنه، علما إنها كانت فجوات بسيطة تركها النظام السابق، وكان بالإمكان تجسيرها وحتى طمرها مثلما فعلت حكومة ( جنوب أفريقيا) عندما سارعت الى التجسير ونجت من المستنقعات الآسنة التي نراها في العراق، ونجت من مثلث (المحاصصات والثأر والإلغاء).
ولكن سر نجاح حكومة جنوب أفريقيا يكمن بأن الذين إستلموا الحكم بعد النظام العنصري هناك أسقطوا مرحلة المعارضة ليتحولوا الى مرحلة رجال الدولة، وسار قطارهم بسلام نحو بناء الدولة والعلاقات الوطنية والدولية، أما في العراق فالأمر مختلف، حيث لازال السياسيون الذين تبوأوا االحكم والعملية السياسية في العراق وبدعم من الإحتلال بمرحلة المعارضة، ولازالوا يتعاملون مع الآخرين من هذا الموقع وبهذه العقلية، ولا يريدوا الإنتقال الى مرحلة عمل رجال الدولة.
ومن هنا ساء الأداء السياسي، وكثر الخصوم والأعداء لهم، وإتسعت المعارضة لهم والى نهجهم وهو أمر طبيعي، ولم يغيروا من نهجهم وطبيعتهم ، وإن الطامة الكبرى أنهم لم يحققوا شيئا للشعب العراقي سوى الرعب والخوف والموت والبطالة والأمراض وتبخر الخدمات تماما، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا محروقات، وحيث المخدرات التي دخلت العراق لأول مرة ، ناهيك عن الجريمة المنظمة، وثقافة القتل على الهوية.
كيف تأسست الفتنة.. وكيف يُدار العراق من خلال شاشة التفاز؟
والغريب أن هؤلاء لازالوا في حالة إستجمام في المنطقة الخضراء، وعندما أطلقنا على المنطقة الخضراء كمكان للإستجمام نعني هنا الخدمات التي بها، وأماكن الإسترخاء المنقولة من أميركا وبريطانيا وأوربا اليها، بحيث لم يخرج مسؤول عراقي بلقاء تلفزيوني إلا بعد أخذ التمارين الرياضية ، وفترة المساج للجسم والبشرة، ناهيك عن حمامات ( الساونة) التي تديرها أياد ناعمة من جنوب شرق آسيا.
وعندما أطلقنا على السياسيين العراقيين في المنطقة الخضراء بأنهم زبائن يستجموا في تلك المنطقة، فعادة الإنسان الذي يستجم هو للراحة والإسترخاء والإنعزال عن الضوضاء وضغط العمل، وهذا ما يمارسه هؤلاء حيث ليس بينهم وبين الشعب العراقي إلا الشاشة المتلفزة، فهي وسيلة التخاطب والتفاهم بينهم وبين الشعب العراقي، فهم لا يعلمون بما يدور في العراق إلا من خلال التلفاز ( أي معظمهم).
لذا فالذي يعيش ويمارس عمله بتلك الطريقة لا يمكنه أن يكون على وئام مع الشعب، خصوصا عندما تغيب الجهة التي توفر له الساونة والإسترخاء والموسيقى ، والتي نفسها توفر له الحماية وتأمين الطلبات والخدمات، فالذي يحدث هنا يُنهك الشعب من أجل إسعاد وراحة المسؤول وليس العكس، وهذه هي سمات الديموقراطية الجديدة في العراق.
وما يحدث في العراق من إنحلال في الخدمات والمؤسسات والوزارات، ناهيك عن الهيمنة الطائفية والإثنية له إنعكاسات على الخارج، فالسفارات والقنصليات العراقية في الخارج غارقة بالمشاكل، وغياب الإنصاف والحق، بل هناك هيمنة ديكتاتورية من جماعة الأطياف الطائفية والعرقية والإثنية، وهذا يعني إن ــ الفتنة ــ التي سرت في العراق منذ ( مؤتمر صلاح الدين) ومنذ مجلس الحكم لازالت جارية، بل تتسع يوما بعد آخر.
مرض العضال السياسي ينتشر في العراق والخارج!
فلقد إنتشر في العراق مرضا خطيرا وهو ( العضال السياسي) بحيث أصاب معظم السياسيين العراقيين، وخصوصا الذين في المنطقة الخضراء، بحيث لا يريد هؤلاء الإعتراف بذلك، بل يصرون على أنهم أصحاء ويقودون العملية السياسية بذكاء ونجاح ،وهذا منافي للحقيقة التي نعرفها ويعرفها الشعب العراقي والعالم.
فبسبب هذا المرض العضال زادت الفجوات، وغاب الحوار السياسي والوطني والشعبي، وإنتشر بدله التقوقع وبوادر الفتنة، فلو كان هؤلاء أصحاء بالفعل لشرعوا بالمصالحة الوطنية، ولشرعوا بالمؤتمرات القانونية التي تحدد المجرمين والمسيئين، وتترك الأبرياء ليشاركوا في البناء والخدمة لهذا الوطن، لكن هؤلاء لم يفعلوا هذا، وأتوا لنا بفتنة لها رؤوس كثيرة طائفية وإثنية وعرقية ومناطقية وقبلية .
فالفتنة التي تحركت من خلال مسلسل الإغتيالات بحق الرموز السياسية القادمة من الخارج وكذلك الرموز السياسية في الداخل، والذي طال العلماء والخبراء والأطباء والمهندسين والأكاديميين والضباط والطياريين والوجهاء في العراق، والذي وصل الى دور العبادة الإسلامية والمسيحية وغيرها لم تتوقف عند العراق فحسب بل إمتدت الى الخارج.
فماذا تسمون تلك الحالة ( عندما يصر سفير عراقي كردي على رأس بعثة عراقية في أوربا بتحطيم جدارية على شكل خارطة الوطن العربي بالفؤوس والمعاول ليضع مكانها لوحة توحي الى أعياد نوروز الكردية؟)
ألم تكن هذه بوادر فتنة وقصر نظر وصورة واضحة عن الإنحلال الذي أصاب العراق؟.. ألم تكن آلام مضافة لآلام العراقيين؟ ألم تكن سياسة إقصاء العلم العراقي من بعض السفارات العراقية ألما مضافا لآلام العراقيين أيضا ، وبوادر فتنة بينهم؟.
لذا فالذي حدث في مدينة سامراء عندما تم تفجير قبة الإمام علي الهادي والإمام العسكري عليهم السلام هو تتويج للنهج الخاطىء في سياسة المسؤولين العراقيين في العراق، فالتفجير الآثم جرح مشاعر وقلوب جميع المسلمين، وفي مقدمتهم الطائفة الشيعية، فمن يتحمل مسؤولية هذا العمل الإجرامي، ألم تتحمله الحكومة العراقية وقوات الإحتلال؟.
فمنذ متى كانت هناك ثقافة العنف والإرهاب والتفجير في العراق، فهذه أمراض جاءت مع الإحتلال وبتواطىء من المسؤولين العراقيين الذين سكتوا منذ البداية عن أفعال الإحتلال والمحتلين، لذا فإن جرح تفجير قبة الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام لم يندمل إلا بنبذ الطائفية والعرقية والإثنية، وبنبذ ثقافة الإلغاء والإستعلاء التي تمارس من قبل ( كثير) من السياسيين في العراق وخارج العراق.
تفجيرات سامراء ليست النهاية!
لذا فإ ن تفجيرات سامراء ليست نهاية المطاف أبدا، بل هناك أجندة أخطر منها، وهذه حقيقة يعرفها الشعب العراقي الذي أعطى أنصع الدروس في التلاحم والتآزر، وأعطى دروسا لشعوب العالم في الذكاء والتحليل، بحيث خرج البسطاء على شاشات التلفاز العربية والعالمية ليقولوا ( إن وراء التفجيرات الإحتلال وإسرائيل).
ولكن الغرابة في الأمر سكوت المسؤولين العراقيين عن قول الحقيقة التي يعرفونها جيدا، حيث هناك ( خلايا موت) تم تأسيسها في العراق على يد السفير الأميركي السابق ( نغروبونتي)، وتأسست على غرار خلايا الموت التي أسسها في السلفادور والهندوراس عندما كان هناك، وكذلك على غرار خلايا الموت في فيتنام ، فلماذا الكتمان والخوف من قول الحقيقة، فكم ستعيشون... قولوها وإكسبوا حب الشعب ورعاية الله؟..
فأن تلك الخلايا أصبحت منتشرة الآن في العراق، وهناك بعض الأحزاب والشخصيات العراقية التي إنغمست في هذا المشروع الخطير والدموي مقابل أمتيازات مادية ومستقبلية، وهذا ليس من خيال كاتب المقال، بل هناك صحف ومجلات وتقارير غربية تكلمت عن هذه الخلايا، وأعطت شرحا وافيا عن أعمالها وغاياتها، لذا فالخوف على العراق والعراقيين أصبح مضاعفا نتيجة تحرك وبطش تلك الخلايا، فهي تحمل أجندة سرية للعراق والعراقيين.
ولكن نصيحتنا لهؤلاء العراقيين الذين إنغمسوا في مخططات تلك الخلايا أن يفكروا ويتذكروا زملائهم في فيتنام عندما تعلقوا بإطارات الطائرات الأميركية الهاربة من فيتنام، حيث تركهم المحتل الأميركي في المطارات والقواعد في فيتنام لتنهش أجسادهم الجماهير الفيتنامية.
وكذلك ننصحهم إن كل ضابط أميركي وبريطاني وإيطالي وغير هؤلاء سوف يكتبون مذكراتهم بعد الإحتلال، وسيشيرون الى أسمائكم وقبائلكم ومناطقكم، فالتاريخ سوف يفضحكم أمام شعوبكم، فعودوا الى حضن أهلكم ووطنكم وشعبكم.
نتوقع إغتيال رموزا من المجلس الأعلى أو من التيار الصدري!
فلهذا لا نتوقع إن التفجير في مدينة سامراء هو الأخير، بل هناك أعمالا أكبر لحين تحقيق أجندتهم في العراق، ومنها الصدام الطائفي والمناطقي، وصولا للحرب الأهلية في العراق، لذا نتوقع اللجوء الى (الفيضانات) التي تعد بدقة، والغاية منها زيادة النقمة، والإيحاء بأن وراءها طرف طائفي ما ضد طرف طائفي آخر.
ومايحدث في مدينة (العمارة) العراقية من فيضانات ليست بريئة أبدا، بل للتأجيج ضد الطرف الإيراني، وضد الأطراف العراقية التي توالي إيران ، وربما ستكون هناك فيضانات أخرى مصدرها بحيرة الثرثاء وربما غيرها، خصوصا وإن بحيرة وسد (دوكان) أصبحت تحت الهيمنة الإسرائلية، وبشهادة شهود العيان والتقارير التي نُشرت بالصحف العبرية في إسرائيل، والغاية مد أنبوب مجاور للأنبوب النفطي الذي يذهب الى حيفا في إسرائيل حتى يصل الماء مجانا من بحيرة دوكان وعيون كردستان الى إسرائيل ،وهكذا يصل نفط كركوك الى إسرائيل معا ومن خلال الإنبوبين المتجاورين، لذا فحتى حرب المياه قادمة وبدايتها من العراق أيضا ( يا للهول!!!) فحتى ماء العراق سُرق أو سوف يُسرق ــ الله أكبر ــ وبتواطىء من بعض الأطراف العراقية.
ومن التوقعات التي نتوقعها هو اللجوء الى إغتيال الشخصيات السياسية والدينية البارزة، وخصوصا المؤثرة في السياسة والمجتمع، لهذا نتوقع حدوث هكذا سيناريوهات من أجل الصدام المليشياتي والطائفي.
لذا نتوقع أن يتم التخطيط الى إغتيال رموز من كتلة الأئتلاف الموحد، ومن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ليضربوا عصفورين بحجر، أي الداخل العراقي وإيران.
أو ربما يتم التخطيط الى أغتيال رموزا كبيرة من التيار الصدري في العراق، والذي هيمن أخيرا على الساحة العراقية من خلاال التحركات الجيدة التي قام بها أخيرا السيد مقتدى الصدر، ومن خلال المواقف الوطنية الجديدة التي أتخذها بعد تفجيرات سامراء، والتي كانت من أجل وأد الفتنة وتقوية اللحمة العراقية، والتي جاءت بعد تحركات ناجحة على الساحات العربية والإقليمية، وهذا بحد ذاته لا يروق لبعض الخصوم السياسيين والدينيين من جهة، وكذلك لا يروق لقوات الإحتلال والولايات المتحدة.
لهذا ربما سيقرروا التخلص من بعض رموز هذا التيار، وذلك من أجل إشعال فتنة شيعية شيعية، أو شيعية سنية علما إن هذا المخطط كان موجودا منذ نهاية عام 2004 وكان على طاولة الإحتلال وعلى طاولة شخصية سياسية كبيرة لها علاقات مميزة مع الإحتلال، ولكن كاتب المقال وبعض الشرفاء سرب الخطة الى التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر ونجح الأخير بالتخلص من مخططهم، والفضل يعود الى شخصية عربية رفيعة سربت تلك الخطة في حينها.
ولكن نعتقد إن إن مسألة الوصول الى رموز من المجلس الأعلى أصعب من الوصول الى رموز من التيار الصدري، فيما لو أرادوا إبعاد الشبهة عنهم، أي قوات الإحتلال والخلايا المتعاملة مع المحتلين، لهذا نتمنى من الجميع اليقضة والحذر منعا للفتنة التي تجوب العراق هذه الأيام وبشدة.
ما هو السبيل للخروج من المحنة؟.
لذا فالتطورات متسارعة خصوصا وإن هناك بوادر خلاف سياسي شديد قد يعيد الأمور الى نقطة الصفر، وقد يزيد في المحنة والفتنة والتشظي، وربما سيكون سببا في تسريع تفكيك العراق، وحتى ربما يكون سببا في تسريع المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، فالأيام حبلى بالمفاجآت، وأننا لن نزكي بعض الأطراف العراقية التي قبلت أن تكون لسانا عربيا للمحتل واجبها التحدث في التلفاز نيابة عن المحتلين.
لذا فالخروج من المحنة كلها هو (الإعتصام السلمي) في المدن والقصبات العراقيةـ أي الإعتصام الذي يشل البلاد تماما ويخنق المحتلين ، وذلك من أجل رحيل الإحتلال، والإعلان عن حكومة وطنية لا تستثني أحدا بشرط الإتفاق على معالجة جميع الأخطاء السياسية والوطنية والدستورية التي حصلت منذ الإحتلال ولحد الآن، ثم الشروع بالمصالحة الوطنية الكبرى، وإن هكذا مشروع لابد أن ينطلق من مرجعيات دينية وسياسية كبرى، ودون النظر الى الإحتلال والمحتلين، أو أخذ المباركة من هؤلاء، فهذا شأن وطني وشرعي وديني وأخلاقي، فسارعوا جميعا لإنقاذ العراق قبل فوات الأوان.... وإعلموا جميعا إن الرصاص المنهمر، والنار المشتعلة ــ لا سامح الله ــ لن تفرق بين غني وفقير، وبين قوي وضعيف، وبين إسلامي وعلماني... فهبوا جميعا من أجل ترسيخ الإيثار من أجل العراق والشعب العراقي.
كاتب ومحلل سياسي
3/3/2006
samiroff@hotmail.com