منصور بالله
01-03-2006, 06:07 PM
خبر وتعليق – صولاغيات
شبكة البصرة
د. نوري المرادي
آلى أبناء الحكيم إلاّ أن يدمروا العراق!
نقلت وكالة أخبار العراق* خبرا ونصه: ((لندن: معد فياض أفادت معلومات أمنية سرية صادرة عن وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني (التي يديرها عبد الكريم العنزي من حزب الدعوة تنظيم العراق ـ شيعي)، وتقارير أمنية حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بأن حكومة الائتلاف كانت على علم باختراقات أمنية حصلت في فريق حراسة مرقد الامام علي الهادي قبل تفجيره بأسبوعين. وان حكومة ابراهيم الجعفري، المنتهية ولايته، كانت على علم بهذه المعلومات ولم تتخذ إجراءات بصددها. وحسب تقرير أمني مرفوع من مكتب المتابعة في وزارة الدولة لشؤون الامن الوطني الى مستشار الامن القومي، فإن الحكومة المنتهية ولايتها رصدت منذ العام الماضي حركة ارهابيين في سامراء هدفهم تفجير مقام الامام علي الهادي. (1)
وان هذه المعلومات تتهم السنة مباشرة بحادث التفجير. (2)
وعلق سلمان الجميلي، المتحدث الرسمي باسم جبهة التوافق العراقية، قائلا أمس: «نحن في جبهة التوافق نؤمن بأن قوة موقفنا بعد أن شكلنا كتلة برلمانية مع القائمة العراقية وجبهة الحوار وتأييد التحالف الكردستاني لنا والتخلخل الذي أصاب الائتلاف لانقسام الجعفري وتيار الصدريين في جهة والمجلس الاعلى في جهة أخرى، كل هذا دفع بجهات تتبع مجموعات مشاركة في الحكم للقيام بتفجير المرقد»، مشيرا الى «اننا كنا نعرف بأن الائتلاف سيقوم بعمل ما لإنزال الازمة الى الشارع، وكنا حذرين من وقوع شيء كبير لكننا لم نكن نتخيل ان تصل الامور الى تفجير مرقد الامام علي الهادي لاتهام السنة من جهة، ولإرسال الغوغاء لإحراق مساجدنا وقتل الأئمة والمصلين وحرق المصاحف الشريفة. ونحن على يقين بأن التفجير كان مفبركا ومهيئا له من قبل أجهزة وبتخطيط من قبل دولة مجاورة للعراق (3)
مصدر أمني عراقي اعتبر ما جاء بالتقرير الأمني «لما تسمى بوزارة الأمن الوطني»، ليس «إلا فبركة مفضوحة الأهداف»، مشيرا الى انه «ليست هناك على ارض الواقع وزارة بهذا الاسم سوى اسم وزيرها». وأضاف المصدر ان «معلومات التقرير تشير وبوضوح الى ان حكومة الائتلاف تمتلك معلومات عن حركة الارهابيين في سامراء ونشاطات ابن شقيق وشقيقة ارهابي معروف منذ العام الماضي فلماذا لم تتخذ اجراءاتها لحماية المرقد وتعمدت بتركه عرضة للتفجير؟ (4)
ورفض الربيعي مستشار الأمن القومي التعليق على التقرير المرفوع اليه من وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني. وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس حيث كرر قائلا «لا تعليق لدي على هذا الموضوع (5)
كما ابدى الدكتور خضير عباس هادي رئيس ديوان رئاسة الوزراء عدم معرفته بالتقرير, وقال لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس «لم اطلع على هذا التقرير ولا علم لي بمعلوماته, لا أؤكد ولا أنفي)) (6)وهكذا!
مع ملاحظة أني قد رقمت نهايات فقرات الخبر لأجل المراجعة.
فهل صدق هذا التقرير أم كذب، ومن كتبه؟؟!
مقدما فكاتب هذا التقرير - معد فياض واحد من أشد أبواق الفتنة في العراق صياحا. لكنه معذور هنا فهو ناقل كفر وليس بكافر. وقد نقل الخبر وحسب. أما جريدة الشرق الأوسط المذكورة في الخبر فمعروفة بشرفها الروماني تجاه القضايا العربية وقضية العراق تحديدا. ما بالك ورئيس تحريرها هو تلك البغي الحائض أبدا المدعو عبد الرحمن الراشد. عبد الرحمين، هذا الذي تبين أن كل رسائل الزرقاوي التي تدعو إلى قتل الشيعة في العراق الرسائل الموقعة باسم (لفيف من علماء الحوزة) تصدر من مكتبه. وقد سبق لنا ونشرنا هذه الفضيحة فكف هذا البغي عن نشر السموم، ثم عاد مفترضا أن الزمن مضى وتناسى الشعب العراقي ثأره عليه.
وقبل ثلاثة أيام فقط زور الحقائق عبر فضائية العربية، التي يرأسها، عن تشييع جنازة الشهيدة أطوار بهجت. حيث نادى مراسله من موقع الحدث بالويل والثبور وناشد العالمين العون لإنقاذه من الارهابيين الذين خطفوا موكب التشييع وطوقوه، ولكن لم تظهر لهذا المراسل أية صورة حية، بينما الأخطر منه كما يفترض وهو موكب التشييع المحاصر كان يصور بحرية تامة. الأمر الذي ألقى وقتها بظلال من الشك على أن المراسل كان يتحدث في مكتب العربية في بغداد أو دبي وليس من موقع الحدث. ذلك الشك الذي تأكد مباشرة حين اتصل أحد المارة من موقع الحدث في بغداد بفضائية الجزيرة عبر هاتفه النقال وفضح فبركة الخبر جملة وتفصيلا.
والخبر أعلاه كما تقول الفقرة (1) منه معزو إلى تقرير من عبد الكريم العنزي الشيعي القيادي في حزب الدعوة. وحزب الدعوة هذا وإن كان من شقين فكلاهما حقيقة يقوده عموما إبراهيم إشيقر، وهو حزب ينتمي إلى قائمة الائتلاف التي رشحت إشيقر لرئاسة وزراء ما يسمى بحكومة المتعة ثانية. ومن هنا فبقاء إشيقر يعني بقاء سلطة حزب الدعوة عموما وبقاء قائمة المتعة وبقاء العنزي بالسلطة. وليصدق أحد أن العنزي المتخرج من مدرسة التلمودوأصفهان التي أثبتت أنها أدنى شرفا حتى من الخنازير، والتي لم يبق شيء لم تزوره أو تسرقه، بلها ولأجل الاحتفاظ بالسلطة قد عمدت حتى إلى تفجير المراقد المقدسة للشيعة؛ هذا العنزي الذي يعلم أن بقاؤه في وزارته الصورية هذه مرتبط ببقاء اشيقر، ليصدق أحد أنه سيجرؤ ويكتب شيئا يقلل من حظوظ إشيقر في إعادة ترؤس الحكومة.
أما لماذا لم تنشر الشرق الأوسط نسخ الوثائق السرية التي لديها، فهذا يعود أصلا إلى مقدار مصداقيتها. وهي حقيقة ليس لديها أية وثائق، إنما تعاونت بنشر الخبر مأمورة.
والفقرة الأولى من الخبر تقول بأن معلومات العنزي تفيد برصد حكومة الجعفري منذ العام الماضي لحركة إرهابيين تستهدف تفجير المقام لكنها لم تتخذ إجراءا. بينما المعروف أن سامراء برمتها كانت تحديد المقاومة التي يسميها التقرير بالإرهابيين، ولمدة سنة كاملة، فلماذا لم يفجروا المقام وقتها وهو بين أيديهم، ولماذا انتظروا حتى تتعسر الأحوال ويحيط 1000 من مغاوير صولاغ بالمقام؟؟ وكيف يتهم السنة بالتفجير إذا كانت حكومة الجعفري ذاتها قد رصدت إرهابيين بعينهم؟
أما الفقرة الثالثة فتلتقي بالاتهام على قائمة المتعة الشيعية التي رشحت إشيقر للوزارة. وورودها في الخبر ككل يعني أن مُخرِج الخبر جملة يعتنق القول بأن الجاني هو قائمة الائتلاف. فكيف يستوي هذا مع ما تقوله الفقرة الثانية التي تلقي باللوم على السنة؟
وتفيد الفقرة الرابعة بعدم وجود أي وزن للعنزي ووزارته، وتقريره. الأمر الذي تدعمه بقية فقرات الخبر الخامسة والسادسة. فلماذا ينشر الخبر كله إذن، وما قيمته؟
أما الجملة التي في الفقرة الرابعة هذه وتقول: ((نشاطات ابن شقيق وشقيقة إرهابي معروف)) فلا ندري هل هذا تلميح إلى نوع جديد من زواج المتعة بين الأخ وأخته، أم إنه مجرد ضعف إنشاء؟؟
وحقيقة فالدعائي الجيد هو من يحشو فقرة هي بيت القصيد في خضم من الفقرات المؤيدة من بعيد أو المحايدة، لتبدو الفقرة عابرة لكنها تعلق في الأذهان خصوصا حين تنشر أخبار لاحقة تبني مضمونها عليها متوسعة تدريجيا، بالشروح والأسانيد.
ومعلوم أن الفقرة بيت القصيد في هذا الخبر هي القول أن "حركة إرهابيين قد رصدت من العام الماضي لتفجير المقام إلا أن حكومة الجعفري لم تتخذ ،،الخ" والمراد بها تبرئة وزارة داخلية الإشيقر، وإحالة الأمر من فعل مقصود إلى مجرد تقصير بالسكوت عن فعل. لكنها فقرة حشرت بين فقرات كلها أما تناقضها أو تسفه سندها. ولو أضفنا إلى هذا الضعف المريع في إنشاء نص الخبر ونحوه وبما لا يليق بصحفي يعمل في جريدة الشرق الأوسط كمعد فياض، فلن يعود من شك بعدها على أن الخبر مرسل إلى معد فياض لينشره دون تغيير. وهو خبر أما مترجم من لغة أخرى غير العربية، أو كتبه شخص غير عربي.
فإن وافقتموني على هذا الرأي، فليس أمامكم غير أحتمالين، الأول ضعيف، وهو أن يتبرع مكتب الكذب في البنتاجون ليكتب خبرا ينفي الجرم عن صولاغ وإشيقر، ويدفع إلى معد فياض بعض المال لينشره باسمه في الصحافة. ومكتب الكذب وباعتراف رامسفيلد لازال يضخ الأموال للصحافة ويضخ لها الأخبار أيضا.
أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون كاتب الخبر وصائغه مسؤولا إيرانيا من مسؤولي وزارة داخلية صولاغ. وهو احتمال لابد منه. وقد أثبتت لنا الأيام الماضية إلى أي درك يمكن أن تمضي هذه الوزارة للتشبث بالحكم.
لكن هل نجحت وزارة داخلية صولاغ في قصتها هذه؟! وهل بقي في العالمين من لا يتذكر كيف فجر مدير المخابرات الإيرانية جنجي أكبر مرقد الإمام الرضا عام 1994؟
شبكة البصرة
د. نوري المرادي
آلى أبناء الحكيم إلاّ أن يدمروا العراق!
نقلت وكالة أخبار العراق* خبرا ونصه: ((لندن: معد فياض أفادت معلومات أمنية سرية صادرة عن وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني (التي يديرها عبد الكريم العنزي من حزب الدعوة تنظيم العراق ـ شيعي)، وتقارير أمنية حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بأن حكومة الائتلاف كانت على علم باختراقات أمنية حصلت في فريق حراسة مرقد الامام علي الهادي قبل تفجيره بأسبوعين. وان حكومة ابراهيم الجعفري، المنتهية ولايته، كانت على علم بهذه المعلومات ولم تتخذ إجراءات بصددها. وحسب تقرير أمني مرفوع من مكتب المتابعة في وزارة الدولة لشؤون الامن الوطني الى مستشار الامن القومي، فإن الحكومة المنتهية ولايتها رصدت منذ العام الماضي حركة ارهابيين في سامراء هدفهم تفجير مقام الامام علي الهادي. (1)
وان هذه المعلومات تتهم السنة مباشرة بحادث التفجير. (2)
وعلق سلمان الجميلي، المتحدث الرسمي باسم جبهة التوافق العراقية، قائلا أمس: «نحن في جبهة التوافق نؤمن بأن قوة موقفنا بعد أن شكلنا كتلة برلمانية مع القائمة العراقية وجبهة الحوار وتأييد التحالف الكردستاني لنا والتخلخل الذي أصاب الائتلاف لانقسام الجعفري وتيار الصدريين في جهة والمجلس الاعلى في جهة أخرى، كل هذا دفع بجهات تتبع مجموعات مشاركة في الحكم للقيام بتفجير المرقد»، مشيرا الى «اننا كنا نعرف بأن الائتلاف سيقوم بعمل ما لإنزال الازمة الى الشارع، وكنا حذرين من وقوع شيء كبير لكننا لم نكن نتخيل ان تصل الامور الى تفجير مرقد الامام علي الهادي لاتهام السنة من جهة، ولإرسال الغوغاء لإحراق مساجدنا وقتل الأئمة والمصلين وحرق المصاحف الشريفة. ونحن على يقين بأن التفجير كان مفبركا ومهيئا له من قبل أجهزة وبتخطيط من قبل دولة مجاورة للعراق (3)
مصدر أمني عراقي اعتبر ما جاء بالتقرير الأمني «لما تسمى بوزارة الأمن الوطني»، ليس «إلا فبركة مفضوحة الأهداف»، مشيرا الى انه «ليست هناك على ارض الواقع وزارة بهذا الاسم سوى اسم وزيرها». وأضاف المصدر ان «معلومات التقرير تشير وبوضوح الى ان حكومة الائتلاف تمتلك معلومات عن حركة الارهابيين في سامراء ونشاطات ابن شقيق وشقيقة ارهابي معروف منذ العام الماضي فلماذا لم تتخذ اجراءاتها لحماية المرقد وتعمدت بتركه عرضة للتفجير؟ (4)
ورفض الربيعي مستشار الأمن القومي التعليق على التقرير المرفوع اليه من وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني. وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس حيث كرر قائلا «لا تعليق لدي على هذا الموضوع (5)
كما ابدى الدكتور خضير عباس هادي رئيس ديوان رئاسة الوزراء عدم معرفته بالتقرير, وقال لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس «لم اطلع على هذا التقرير ولا علم لي بمعلوماته, لا أؤكد ولا أنفي)) (6)وهكذا!
مع ملاحظة أني قد رقمت نهايات فقرات الخبر لأجل المراجعة.
فهل صدق هذا التقرير أم كذب، ومن كتبه؟؟!
مقدما فكاتب هذا التقرير - معد فياض واحد من أشد أبواق الفتنة في العراق صياحا. لكنه معذور هنا فهو ناقل كفر وليس بكافر. وقد نقل الخبر وحسب. أما جريدة الشرق الأوسط المذكورة في الخبر فمعروفة بشرفها الروماني تجاه القضايا العربية وقضية العراق تحديدا. ما بالك ورئيس تحريرها هو تلك البغي الحائض أبدا المدعو عبد الرحمن الراشد. عبد الرحمين، هذا الذي تبين أن كل رسائل الزرقاوي التي تدعو إلى قتل الشيعة في العراق الرسائل الموقعة باسم (لفيف من علماء الحوزة) تصدر من مكتبه. وقد سبق لنا ونشرنا هذه الفضيحة فكف هذا البغي عن نشر السموم، ثم عاد مفترضا أن الزمن مضى وتناسى الشعب العراقي ثأره عليه.
وقبل ثلاثة أيام فقط زور الحقائق عبر فضائية العربية، التي يرأسها، عن تشييع جنازة الشهيدة أطوار بهجت. حيث نادى مراسله من موقع الحدث بالويل والثبور وناشد العالمين العون لإنقاذه من الارهابيين الذين خطفوا موكب التشييع وطوقوه، ولكن لم تظهر لهذا المراسل أية صورة حية، بينما الأخطر منه كما يفترض وهو موكب التشييع المحاصر كان يصور بحرية تامة. الأمر الذي ألقى وقتها بظلال من الشك على أن المراسل كان يتحدث في مكتب العربية في بغداد أو دبي وليس من موقع الحدث. ذلك الشك الذي تأكد مباشرة حين اتصل أحد المارة من موقع الحدث في بغداد بفضائية الجزيرة عبر هاتفه النقال وفضح فبركة الخبر جملة وتفصيلا.
والخبر أعلاه كما تقول الفقرة (1) منه معزو إلى تقرير من عبد الكريم العنزي الشيعي القيادي في حزب الدعوة. وحزب الدعوة هذا وإن كان من شقين فكلاهما حقيقة يقوده عموما إبراهيم إشيقر، وهو حزب ينتمي إلى قائمة الائتلاف التي رشحت إشيقر لرئاسة وزراء ما يسمى بحكومة المتعة ثانية. ومن هنا فبقاء إشيقر يعني بقاء سلطة حزب الدعوة عموما وبقاء قائمة المتعة وبقاء العنزي بالسلطة. وليصدق أحد أن العنزي المتخرج من مدرسة التلمودوأصفهان التي أثبتت أنها أدنى شرفا حتى من الخنازير، والتي لم يبق شيء لم تزوره أو تسرقه، بلها ولأجل الاحتفاظ بالسلطة قد عمدت حتى إلى تفجير المراقد المقدسة للشيعة؛ هذا العنزي الذي يعلم أن بقاؤه في وزارته الصورية هذه مرتبط ببقاء اشيقر، ليصدق أحد أنه سيجرؤ ويكتب شيئا يقلل من حظوظ إشيقر في إعادة ترؤس الحكومة.
أما لماذا لم تنشر الشرق الأوسط نسخ الوثائق السرية التي لديها، فهذا يعود أصلا إلى مقدار مصداقيتها. وهي حقيقة ليس لديها أية وثائق، إنما تعاونت بنشر الخبر مأمورة.
والفقرة الأولى من الخبر تقول بأن معلومات العنزي تفيد برصد حكومة الجعفري منذ العام الماضي لحركة إرهابيين تستهدف تفجير المقام لكنها لم تتخذ إجراءا. بينما المعروف أن سامراء برمتها كانت تحديد المقاومة التي يسميها التقرير بالإرهابيين، ولمدة سنة كاملة، فلماذا لم يفجروا المقام وقتها وهو بين أيديهم، ولماذا انتظروا حتى تتعسر الأحوال ويحيط 1000 من مغاوير صولاغ بالمقام؟؟ وكيف يتهم السنة بالتفجير إذا كانت حكومة الجعفري ذاتها قد رصدت إرهابيين بعينهم؟
أما الفقرة الثالثة فتلتقي بالاتهام على قائمة المتعة الشيعية التي رشحت إشيقر للوزارة. وورودها في الخبر ككل يعني أن مُخرِج الخبر جملة يعتنق القول بأن الجاني هو قائمة الائتلاف. فكيف يستوي هذا مع ما تقوله الفقرة الثانية التي تلقي باللوم على السنة؟
وتفيد الفقرة الرابعة بعدم وجود أي وزن للعنزي ووزارته، وتقريره. الأمر الذي تدعمه بقية فقرات الخبر الخامسة والسادسة. فلماذا ينشر الخبر كله إذن، وما قيمته؟
أما الجملة التي في الفقرة الرابعة هذه وتقول: ((نشاطات ابن شقيق وشقيقة إرهابي معروف)) فلا ندري هل هذا تلميح إلى نوع جديد من زواج المتعة بين الأخ وأخته، أم إنه مجرد ضعف إنشاء؟؟
وحقيقة فالدعائي الجيد هو من يحشو فقرة هي بيت القصيد في خضم من الفقرات المؤيدة من بعيد أو المحايدة، لتبدو الفقرة عابرة لكنها تعلق في الأذهان خصوصا حين تنشر أخبار لاحقة تبني مضمونها عليها متوسعة تدريجيا، بالشروح والأسانيد.
ومعلوم أن الفقرة بيت القصيد في هذا الخبر هي القول أن "حركة إرهابيين قد رصدت من العام الماضي لتفجير المقام إلا أن حكومة الجعفري لم تتخذ ،،الخ" والمراد بها تبرئة وزارة داخلية الإشيقر، وإحالة الأمر من فعل مقصود إلى مجرد تقصير بالسكوت عن فعل. لكنها فقرة حشرت بين فقرات كلها أما تناقضها أو تسفه سندها. ولو أضفنا إلى هذا الضعف المريع في إنشاء نص الخبر ونحوه وبما لا يليق بصحفي يعمل في جريدة الشرق الأوسط كمعد فياض، فلن يعود من شك بعدها على أن الخبر مرسل إلى معد فياض لينشره دون تغيير. وهو خبر أما مترجم من لغة أخرى غير العربية، أو كتبه شخص غير عربي.
فإن وافقتموني على هذا الرأي، فليس أمامكم غير أحتمالين، الأول ضعيف، وهو أن يتبرع مكتب الكذب في البنتاجون ليكتب خبرا ينفي الجرم عن صولاغ وإشيقر، ويدفع إلى معد فياض بعض المال لينشره باسمه في الصحافة. ومكتب الكذب وباعتراف رامسفيلد لازال يضخ الأموال للصحافة ويضخ لها الأخبار أيضا.
أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون كاتب الخبر وصائغه مسؤولا إيرانيا من مسؤولي وزارة داخلية صولاغ. وهو احتمال لابد منه. وقد أثبتت لنا الأيام الماضية إلى أي درك يمكن أن تمضي هذه الوزارة للتشبث بالحكم.
لكن هل نجحت وزارة داخلية صولاغ في قصتها هذه؟! وهل بقي في العالمين من لا يتذكر كيف فجر مدير المخابرات الإيرانية جنجي أكبر مرقد الإمام الرضا عام 1994؟