lkhtabi
28-02-2006, 11:49 AM
تقارير رئيسية :عام :الجمعة 25 المحرم 1427هـ –24 فبراير 2006م
صباح الموسوي
مركز النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام
مفكرة ال سلول : رب ضارة نافعة, هذا المثل من أشهر الأمثال التي درج على استخدامها العرب منذ قرون عدة، وذلك لما يحمله من اختصار للتعبير عن منافع حدث ما أوله ضار وآخره نافع, وهذا المثل ربما يمكن تطبيقه على الحادث الذي حصل فجر يوم الأربعاء في مدينة سامراء في العراق، حيث تعرض مزار اثنين من أئمة آل البيت وهما: الإمام علي بن محمد الملقب بالهادي، وابنه الإمام الحسن الملقب بالعسكري, إلى اعتداء بالقنابل أدى إلى تفجير القبة المذهبة للمزار.
هذا الاعتداء استنكره المسلمون السنة بكل فئاتهم السياسية والدينية والعشائرية واعتبروه اعتداءً عليهم قبل غيرهم وذلك لما يكنونه لآل بيت النبي صلوات الله عليه وآله وأصحابه أجمعين من محبة يتقربون بها إلى الله ، وهم بذلك يمثلون التشيع الحقيقي لآل البيت لكونهم لم يتجاوزوا بمحبتهم لأهل البيت حدود المكانة التي خصهم الله بها وهي المودة والاحترام لهم طبقًا لِما جاء في القرآن الكريم.
إلا أن دعاة التشيع هؤلاء الذين قد ما وصفهم آل البيت كثيرًا بالمنافقين والمغالين، استغلوا هذا الحدث ليكشفوا عن حقيقة إسلامهم الواهي وتسترهم الكاذب بحب آل البيت، وذلك عند ما راحوا يحرقون مساجد وجوامع المسلمين السنة ويقتلون الأئمة والخطباء وهو فعل لم يقم به حتى الهندوس والسيخ في الهند الذين لهم عداوة مشهورة مع المسلمين هناك.
هذا مع العلم أن الدلائل تشير أن الذي يقف وراء تفجير مرقد الأماميين الهادي والعسكري هي المخابرات الإيرانية التي لها سوابق في انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية وتهديم المساجد ومن أبرز تلك الدلائل أن الهجمات التي طالت مساجد أهل السنة بعد ساعات قلائل من انتشار خبر حادث التفجير تدل على أنها كانت هجمات منسقة وأهدافها محددة سلفًا.
كما أن اليافطات التي تم رفعها من قبل المهاجمين الرعاع والتي تدعوا إلى إبادة أهل السنة تدل على إنها كانت قد كتبت وجهزت من قبل وهذا ما يشير إلى دور المخابرات الإيرانية والمليشيات الطائفية الموالية لها في عملية التفجير اللئيمة.
كما أن اجتماع مراجع الشيعة الأربعة في النجف على الفور 'وهي حالة نادرة جدًا' و دعوة كبيرهم 'علي السيستاني' الشيعة للتظاهر والاحتجاج وإعلان العزاء الرسمي في إيران والعراق لمدة أسبوع وتعطيل الحوزة في النجف وقم تدل بما لا يعطي أي مجال للشك أن هؤلاء هم من يقفون وراء تفجير سامراء.
وذلك لعدة أسباب بالضغوط بعضها يتعلق الدولية التي يتعرض لها النظام الإيراني بسبب إصراره على مواصلة برنامجه النووي الرامي لاستخدامه في صنع أسلحة الدمار الشامل.
والسبب الثاني: إحساس الحركات الشيعية باحتراق أوراقها ودخولها في مأزق جديد بعد أن بدأ يلوح بالأفق تغيير في مواقف سلطات الاحتلال من الحركات الشيعية التي وضعت قوات الاحتلال بمواقف محرجة جدًا أمام الرأي العالمي خصوصًا بعد اكتشاف السجون السرية التابعة لوزارة الداخلية وعمليات الاعتقالات والقتل الجماعي وغيرها من الجرائم الأخرى التي طالت السنة وقامت بتنفيذها مليشيات شيعية مدعومة من وزارة الداخلية التي يرأسها وزير شيعي موالي لإيران.
ولهذا فإن قيام النظام الإيراني بتفجير مزار شيعي يقع في منطقة سنية ودفع المليشيات الموالية له لقتل المسلمين السنة وإحراق مساجدهم إنما هي محاولة لخلط الأوراق في العراق وانتقامًا من أهل السنة الذين عرّت مقاومتهم لقوات الاحتلال زيف إسلامية النظام الإيراني ووأد حلمه التاريخي في إقامة الهلال الشيعي.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن إشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة في العراق خير ورقة يمكن استخدامها للتفاوض مع المجتمع الدولي وهي وقف الضغوط والعقوبات المحتملة ضد طهران مقابل وقف الأخيرة دعمها للشيعة والإيعاز لهم بوقف الحرب مع السنة على غرار ما جرى في لبنان.
وما يعزز الرأي القائل بوقوف النظام الإيراني وراء تفجير مقام الهادي والعسكري في سامراء إنما هي السوابق التي يمتلكها نظام طهران في هذا المجال والتي منها وقوفه وراء أحداث وتفجيرات مكة المكرمة في الثمانينيات من القرن الماضي وتفجيره لمرقد الإمام علي بن موسى الرضا في عاشوراء عام 1415هـ، وهدمه لمسجد الشيخ فيض أكبر مساجد أهل السنة في مدينة مشهد وغيرها من الاعتداءات والجرائم التي ارتكبت بحق المقدسات الإسلامية على يد المخابرات الإيرانية وهذه جميعها تعزز الرأي القائل بوقوف إيران وراء تفجير مقام أئمة أهل البيت في سامراء.
ومما يزيد في قوة هذا الرأي أن النظام الإيراني وأتباعه من مراجع حوزة النجف لم يظهروا اندفاعهم ولم تبرز حميتهم تجاه الإساءات التي وجهت للرسول صلى الله عليه وسلم عبر الصور الكاريكاتورية التي نشرتها بعض الصحف الأجنبية بالقدر الذي ظهر في الحادث الأخير.
ثم لماذا تسخن إيران الأمور في موضوع تفجير سامراء وتهدأ الأجواء في موضوع الصور المسيئة للرسول؟
علمًا أن أيًا من مراجع حوزة قم ولا حتى مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي الذي أصدر أمرًَا بإعلان العزاء العام في إيران لمدة أسبوع حدادًا على تفجير سامراء, لم يقم أي منهم بإدانة إحراق مساجد وجوامع أهل السنة وقتل أئمتها وهذا ما يدل على أن النظام الإيراني ضالع في هذه الجرائم وهذا ما ستؤكده الأيام.
صباح الموسوي
مركز النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام
مفكرة ال سلول : رب ضارة نافعة, هذا المثل من أشهر الأمثال التي درج على استخدامها العرب منذ قرون عدة، وذلك لما يحمله من اختصار للتعبير عن منافع حدث ما أوله ضار وآخره نافع, وهذا المثل ربما يمكن تطبيقه على الحادث الذي حصل فجر يوم الأربعاء في مدينة سامراء في العراق، حيث تعرض مزار اثنين من أئمة آل البيت وهما: الإمام علي بن محمد الملقب بالهادي، وابنه الإمام الحسن الملقب بالعسكري, إلى اعتداء بالقنابل أدى إلى تفجير القبة المذهبة للمزار.
هذا الاعتداء استنكره المسلمون السنة بكل فئاتهم السياسية والدينية والعشائرية واعتبروه اعتداءً عليهم قبل غيرهم وذلك لما يكنونه لآل بيت النبي صلوات الله عليه وآله وأصحابه أجمعين من محبة يتقربون بها إلى الله ، وهم بذلك يمثلون التشيع الحقيقي لآل البيت لكونهم لم يتجاوزوا بمحبتهم لأهل البيت حدود المكانة التي خصهم الله بها وهي المودة والاحترام لهم طبقًا لِما جاء في القرآن الكريم.
إلا أن دعاة التشيع هؤلاء الذين قد ما وصفهم آل البيت كثيرًا بالمنافقين والمغالين، استغلوا هذا الحدث ليكشفوا عن حقيقة إسلامهم الواهي وتسترهم الكاذب بحب آل البيت، وذلك عند ما راحوا يحرقون مساجد وجوامع المسلمين السنة ويقتلون الأئمة والخطباء وهو فعل لم يقم به حتى الهندوس والسيخ في الهند الذين لهم عداوة مشهورة مع المسلمين هناك.
هذا مع العلم أن الدلائل تشير أن الذي يقف وراء تفجير مرقد الأماميين الهادي والعسكري هي المخابرات الإيرانية التي لها سوابق في انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية وتهديم المساجد ومن أبرز تلك الدلائل أن الهجمات التي طالت مساجد أهل السنة بعد ساعات قلائل من انتشار خبر حادث التفجير تدل على أنها كانت هجمات منسقة وأهدافها محددة سلفًا.
كما أن اليافطات التي تم رفعها من قبل المهاجمين الرعاع والتي تدعوا إلى إبادة أهل السنة تدل على إنها كانت قد كتبت وجهزت من قبل وهذا ما يشير إلى دور المخابرات الإيرانية والمليشيات الطائفية الموالية لها في عملية التفجير اللئيمة.
كما أن اجتماع مراجع الشيعة الأربعة في النجف على الفور 'وهي حالة نادرة جدًا' و دعوة كبيرهم 'علي السيستاني' الشيعة للتظاهر والاحتجاج وإعلان العزاء الرسمي في إيران والعراق لمدة أسبوع وتعطيل الحوزة في النجف وقم تدل بما لا يعطي أي مجال للشك أن هؤلاء هم من يقفون وراء تفجير سامراء.
وذلك لعدة أسباب بالضغوط بعضها يتعلق الدولية التي يتعرض لها النظام الإيراني بسبب إصراره على مواصلة برنامجه النووي الرامي لاستخدامه في صنع أسلحة الدمار الشامل.
والسبب الثاني: إحساس الحركات الشيعية باحتراق أوراقها ودخولها في مأزق جديد بعد أن بدأ يلوح بالأفق تغيير في مواقف سلطات الاحتلال من الحركات الشيعية التي وضعت قوات الاحتلال بمواقف محرجة جدًا أمام الرأي العالمي خصوصًا بعد اكتشاف السجون السرية التابعة لوزارة الداخلية وعمليات الاعتقالات والقتل الجماعي وغيرها من الجرائم الأخرى التي طالت السنة وقامت بتنفيذها مليشيات شيعية مدعومة من وزارة الداخلية التي يرأسها وزير شيعي موالي لإيران.
ولهذا فإن قيام النظام الإيراني بتفجير مزار شيعي يقع في منطقة سنية ودفع المليشيات الموالية له لقتل المسلمين السنة وإحراق مساجدهم إنما هي محاولة لخلط الأوراق في العراق وانتقامًا من أهل السنة الذين عرّت مقاومتهم لقوات الاحتلال زيف إسلامية النظام الإيراني ووأد حلمه التاريخي في إقامة الهلال الشيعي.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن إشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة في العراق خير ورقة يمكن استخدامها للتفاوض مع المجتمع الدولي وهي وقف الضغوط والعقوبات المحتملة ضد طهران مقابل وقف الأخيرة دعمها للشيعة والإيعاز لهم بوقف الحرب مع السنة على غرار ما جرى في لبنان.
وما يعزز الرأي القائل بوقوف النظام الإيراني وراء تفجير مقام الهادي والعسكري في سامراء إنما هي السوابق التي يمتلكها نظام طهران في هذا المجال والتي منها وقوفه وراء أحداث وتفجيرات مكة المكرمة في الثمانينيات من القرن الماضي وتفجيره لمرقد الإمام علي بن موسى الرضا في عاشوراء عام 1415هـ، وهدمه لمسجد الشيخ فيض أكبر مساجد أهل السنة في مدينة مشهد وغيرها من الاعتداءات والجرائم التي ارتكبت بحق المقدسات الإسلامية على يد المخابرات الإيرانية وهذه جميعها تعزز الرأي القائل بوقوف إيران وراء تفجير مقام أئمة أهل البيت في سامراء.
ومما يزيد في قوة هذا الرأي أن النظام الإيراني وأتباعه من مراجع حوزة النجف لم يظهروا اندفاعهم ولم تبرز حميتهم تجاه الإساءات التي وجهت للرسول صلى الله عليه وسلم عبر الصور الكاريكاتورية التي نشرتها بعض الصحف الأجنبية بالقدر الذي ظهر في الحادث الأخير.
ثم لماذا تسخن إيران الأمور في موضوع تفجير سامراء وتهدأ الأجواء في موضوع الصور المسيئة للرسول؟
علمًا أن أيًا من مراجع حوزة قم ولا حتى مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي الذي أصدر أمرًَا بإعلان العزاء العام في إيران لمدة أسبوع حدادًا على تفجير سامراء, لم يقم أي منهم بإدانة إحراق مساجد وجوامع أهل السنة وقتل أئمتها وهذا ما يدل على أن النظام الإيراني ضالع في هذه الجرائم وهذا ما ستؤكده الأيام.