عبدالغفور الخطيب
27-02-2006, 05:10 PM
ثقافة الفتنة
منذ طفولته ، ينشأ الفرد ذكرا كان أم أنثى ، وقد تكون له آخر ( طرف ثاني) يشكل له محفزا لتطوير إمكانياته المعرفية و المهاراتية ، والتذاوتية بشكل عام ، وقد يكون هذا الآخر متفوقا بدنيا أو لغويا ، أو باعتبار هويته و ذاته المنتسبة لجماعة ، سواء كانت تلك الجماعة عشيرة أو طائفة دينية أو بلدة أو غيره ..
وتحدث أن يصبح للفرد ، مبررات لاعتقاده في مسائل ، قد لا يفصح عنها بصراحة ، ولكنها تظهر على سلوكه ، و آراءه و أحكامه السريعة ، دون أن يفهم من يكون حوله مبعث تلك الآراء على وجه الدقة ..
وبقدر ما تركت التكوينات الأولى لهذه الآراء بؤرة دفينة في نفس الشخص ، بقدر ما تتكون الاستعدادات لتقبل ما يغذيها و يعززها من روافد خارجية تنسجم مع التكوين الأولي لها ..
فان كانت تلك الرؤى تتعلق بفرد ، حتى لو كان أخا شقيقا ، فان ردة الفعل السريعة ، تحدث من شقيقه عندما لا يكون يكن له ودا حقيقيا ، فانه يقلل من أهمية إنجاز شقيقه ، اذا ما ذكره طرف آخر ..
أما في المسائل الجماعية ، فان الحكم المسبق لمجموعة تجاه مجموعة أخرى سيكون له أمراء و قادة محوريون يغذون باستمرار تلك الأحكام المسبقة ، لتصبح المواقف الجماعية ، أشبه ما يكون أنها خاضعة لما يسمى بنزعة القطيع ، فيتصرف الأفراد إزاء أي مسألة ، كخروف شرد و تحرك لا على التعيين ، عندما يستثار من قبل صوت أو حركة فجائية ، فيكون أول المتحركين من الخراف يحتم على البقية التحرك بنفس الاتجاه الذي تحرك به !
عندما تكون الأهداف الكبرى غير قابلة للتحقيق لدى الأفراد كأفراد منفصلين أو كأفراد يشكلون مجموعة أو مجموعات ، فإنهم ينصبون آخرا للتذاوت أمامه لقهره ، أو لإثبات أنهم متفوقون عليه ..
هذا ما نشاهده باستمرار ، بالصراعات اللغوية بين أبناء أقطار الوطن العربي ، فترى أبناء قطر ، ما أن يذكر لهم سيرة قطر عربي آخر حتى يتبارون في ذكر مساوئه .. أو أبناء الأقاليم في القطر نفسه .. أو أبناء العشائر في الإقليم ، أو أبناء الأفخاذ في العشيرة الواحدة ..
إن أخطر شكل من أشكال هذا الصراع اللغوي ، هو ما يحصل بين الطوائف الدينية ، والتي تستغل حيثياتها من قبل أجهزة خارجية متخصصة وينساق الناس للمضي بها قدما من خلال نزعة القطيع نفسها .. فيرتاح مصممو تلك الصراعات ليوظفوه في خدمة أهدافه بشكل جيد ..
ان الرصف الفعلي بين الناس والذي يخدم الأوطان ، هو رصف الخيرين أمام الشريرين .. فلا يعقل أن تكون طائفة كلها شريرة أو كلها خيرة ، كما لا يعقل أن تكون عشيرة أو حتى أبناء الرجل الواحد .. ألم يكن أبناء آدم عليه السلام قد رصفوا على هذا الأساس ؟ أو لم يكن أعمام رسول الله صلوات الله عليه وسلامه كذلك ؟ أولم يصطف قادة من الطائفة السنية مع الاحتلال كما اصطف مثلهم من قادة الشيعة ؟ أو لم تمتلئ سجون الاحتلال الأمريكي من مختلف الطوائف ؟
اذن لننتبه من تناقل الأخبار التي تعزز ثقافة الفتنة ، ولنراعي مصلحة الخيرين الذين يهمهم مرضاة الله و عزة دينه و حرية أوطانهم ..
منذ طفولته ، ينشأ الفرد ذكرا كان أم أنثى ، وقد تكون له آخر ( طرف ثاني) يشكل له محفزا لتطوير إمكانياته المعرفية و المهاراتية ، والتذاوتية بشكل عام ، وقد يكون هذا الآخر متفوقا بدنيا أو لغويا ، أو باعتبار هويته و ذاته المنتسبة لجماعة ، سواء كانت تلك الجماعة عشيرة أو طائفة دينية أو بلدة أو غيره ..
وتحدث أن يصبح للفرد ، مبررات لاعتقاده في مسائل ، قد لا يفصح عنها بصراحة ، ولكنها تظهر على سلوكه ، و آراءه و أحكامه السريعة ، دون أن يفهم من يكون حوله مبعث تلك الآراء على وجه الدقة ..
وبقدر ما تركت التكوينات الأولى لهذه الآراء بؤرة دفينة في نفس الشخص ، بقدر ما تتكون الاستعدادات لتقبل ما يغذيها و يعززها من روافد خارجية تنسجم مع التكوين الأولي لها ..
فان كانت تلك الرؤى تتعلق بفرد ، حتى لو كان أخا شقيقا ، فان ردة الفعل السريعة ، تحدث من شقيقه عندما لا يكون يكن له ودا حقيقيا ، فانه يقلل من أهمية إنجاز شقيقه ، اذا ما ذكره طرف آخر ..
أما في المسائل الجماعية ، فان الحكم المسبق لمجموعة تجاه مجموعة أخرى سيكون له أمراء و قادة محوريون يغذون باستمرار تلك الأحكام المسبقة ، لتصبح المواقف الجماعية ، أشبه ما يكون أنها خاضعة لما يسمى بنزعة القطيع ، فيتصرف الأفراد إزاء أي مسألة ، كخروف شرد و تحرك لا على التعيين ، عندما يستثار من قبل صوت أو حركة فجائية ، فيكون أول المتحركين من الخراف يحتم على البقية التحرك بنفس الاتجاه الذي تحرك به !
عندما تكون الأهداف الكبرى غير قابلة للتحقيق لدى الأفراد كأفراد منفصلين أو كأفراد يشكلون مجموعة أو مجموعات ، فإنهم ينصبون آخرا للتذاوت أمامه لقهره ، أو لإثبات أنهم متفوقون عليه ..
هذا ما نشاهده باستمرار ، بالصراعات اللغوية بين أبناء أقطار الوطن العربي ، فترى أبناء قطر ، ما أن يذكر لهم سيرة قطر عربي آخر حتى يتبارون في ذكر مساوئه .. أو أبناء الأقاليم في القطر نفسه .. أو أبناء العشائر في الإقليم ، أو أبناء الأفخاذ في العشيرة الواحدة ..
إن أخطر شكل من أشكال هذا الصراع اللغوي ، هو ما يحصل بين الطوائف الدينية ، والتي تستغل حيثياتها من قبل أجهزة خارجية متخصصة وينساق الناس للمضي بها قدما من خلال نزعة القطيع نفسها .. فيرتاح مصممو تلك الصراعات ليوظفوه في خدمة أهدافه بشكل جيد ..
ان الرصف الفعلي بين الناس والذي يخدم الأوطان ، هو رصف الخيرين أمام الشريرين .. فلا يعقل أن تكون طائفة كلها شريرة أو كلها خيرة ، كما لا يعقل أن تكون عشيرة أو حتى أبناء الرجل الواحد .. ألم يكن أبناء آدم عليه السلام قد رصفوا على هذا الأساس ؟ أو لم يكن أعمام رسول الله صلوات الله عليه وسلامه كذلك ؟ أولم يصطف قادة من الطائفة السنية مع الاحتلال كما اصطف مثلهم من قادة الشيعة ؟ أو لم تمتلئ سجون الاحتلال الأمريكي من مختلف الطوائف ؟
اذن لننتبه من تناقل الأخبار التي تعزز ثقافة الفتنة ، ولنراعي مصلحة الخيرين الذين يهمهم مرضاة الله و عزة دينه و حرية أوطانهم ..